انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Jake Muller/ملعب2

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Zombieland models at Comic con

«»

القصة الحقيقية للأيرلندي

هذه المقالة تحتوي على حرق لأحداث فيلم The Irishman

"أول كلام قاله لي جيمي "سمعت أنك تطلي المنازل""، هذا ما قاله الرجل الذي يعرف الآن بالأيرلندي قبل وفاته بفترة قصيرة.

ذلك الرجل يدعى فرانك شيران، وإضافة لكونه من أصول إيرلندية، فقد كان يعمل ساعي وقاتل مأجور للمافيا. جيمي كان اسمه جيمس رديل هوفا، رئيس اتحاد سائقي الشاحنات والذي اختفى فجأة في عام 1975 ولم يحل لغز أختفائه، وطلاء المنازل لا يعني ما يعنيه أيضاً.


"الطلاء هو الدم الذي ينتشر على الأرضية عندما تطلق النار على أحد" يقول شيران في كتاب “I Heard You Paint Houses" الذي كتبه المحامي ومدعي عام سابق تشارلز باندت، بناء على مقابلات اجراها مع شيران قبل وفاته وصدرت بعدها.

ومع صدور Irishman على نتفليكس قبل أيام، لنقلي نظرة على القصة الحقيقة خلفه ونحاول الأجابة على السؤال الذي طرحه شيران بنفسه في الفيلم: "كيف بدء كل هذا؟"


إن أحداث مصرع هوفا في الكتاب اعترض عليها خبراء في شؤون المافيا وهوفا، إضافة إلى صحفيين كتبوا عن القضية. تم التكهن بأن شيران قام بتضخيم دوره في اختفاء هوفا ليحصل على مال لعائلته، لكن معظمهم يتفقون أن رواية شيران للاحداث التي أدت إلى اختفاء هوفا موثوق بها.

روبرت دي نيرو يجسد دور فرانك شيران، جندي من الحرب العالمية الثانية يعمل في ستينات القرن العشرين كسائق شاحنة، مع وظيفة جانبية حيث يحول اللحوم التي من المفترض أن يسلمها بالشاحنة ليبيعها مباشرة إلى المطاعم. عندما تتعطل شاحنته في محطة وقود في بنسلفانيا، يقترب منه شخص يدعى راسل بوفالينو (جو بيشي) يمتلك بعض الخبرة بمحركات السيارات ويصلحها.

بوفالينو الحقيقي من مواليد صقليا بقي بعيدا عن الانظار في كينغستون، بنسلفانيا، وعلى الرغم من توجيه اتهامات متكررة له بارتكاب جرائم، "لم تتم إدانته بأي شيء سوى مخالفات مرورية" وفقاً لمقالة نشرتها نيويورك تايمز 1973 بعد احدى مرات اعتقاله. تم ترحيله ذات مرة، لكن عندما رفض وطنه إيطاليا قبوله، سُمح له بالبقاء في الولايات المتحدة.

بوفالينو كان معروفا كمنظم لما أصبح يعرف باسم مؤتمر أبالاتشين في عام 1957، عندما اجتمع قادة العديد من عائلات المافيا في منزل ريفي في ولاية نيويورك لحل الخلافات بينهم. اشتبهت شرطة الولاية بالنشاط المفاجئ في المنطقة وداهمت المنزل. كانت الحادثة بمثابة ضربة للمافيا، حيث وضعت المافيا على رادار الأجهزة الأمنية خصوصاً مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي إدغار جي. هوفر. لكن بوفالينو ارتفع في صفوف المافيا في السنين التي تلت ذلك.

كان اعضاء عالم الجريمة المنظمة بفيلادلفيا، وهم مجموعة أقل بريقًا من نظرائهم في مدينة نيويورك، يترادون مطعم فريندلي لونج، الذي وصف في السنوات اللاحقة بأنه شيء مثل الكلية لأعضاء المافيا الشباب. كتب صحفيون لاحقاً أن صاحبه المعروف باسم سيكيني رايزور (يجدسه في الفيلم بوبي كانفال) كان بمثابة معلم للاعضاء الجدد. ووجه آخر معروف في الحي كان أنجيلو برونو (هارفي كيتل) وهو رئيس عائلة إجرامية في بنسلفانيا وجنوب نيو جيرسي.

في قمة حياته كما يظهر الفيلم، كان هوفا (آل باتشينو) شخصية كبيرة جداً كرئيس الاخوية الدولية لسائقي الشاحنات، وهو أقوى اتحاد عمالي في أمريكا، ولديه علاقات مع كبرى عائلات المافيا وزعمائها. في منتصف القرن العشرين كان سائقو الشاحنات وغيرهم من الاتحادات ينفذون تفجيرات واغتيالات وحرائق وكل أنواع الجرائم العنيفة للمحافظة على السلطة وتنميتها. وأخذ هوفا شيران تحت رعايته كما فعل بوفالينو ووضعه للعمل.

علاقة شيران مع هوفا وبوفالينو قدمت شخصيات ثانوية بارزة في الفيلم وجميعها مبنية على شخصيات حقيقية.

هناك فينسيت غالو (سيباستيان مانيسكالكو) المعروف ب"كريزي جو"، وهو رجل مافيا من مدينة نيويورك معروف بعلاقاته مع المشاهير والنافذين. كان غالو عضواً في ما سيصبح لاحقاً عائلة كولومبو الإجرامية.

في عام 1972، وبعد نزاع داخل المنظمة، كان يحتفل غالو بعيد ميلاده مع عائلته واصدقائه في مطعم أمبرتوس كالم هاوس في الحي الإيطالي بنيويورك سيتي. حدث أطلاق نار وخرج غالو مصاب من المطعم ليموت على الرصيف. الشهود قالوا أن مطلق النار شخص واحد. وقالت الشرطة إن ثلاثة أو أكثر من المسلحين قاموا بعملية الاغتيال الجريئة، لكن بعض الضباط أشاروا إلى أن ذلك كان خدعة للتخلص من الاعترافات والمعلومات الكاذبة، وأنه لم يكن هناك سوى قاتل واحد. بينما يشتبه في قيام رجال آخرين بتنفيذ الضربة، قال شيران في الكتاب إنه لوحده قتل غالو.

يلتقي شيران أيضاً بأنثوني بروفنزانو (ستيفن جراهام) المعروف ب"توني برو"، وهو شخص قصير ممتلئ الجسم يحمل ندوب من أيام شبابه كملاكم هاوي، وفقا لنعيه في التايمز، والذي يصف أيضاً "عالمه الإجرامية وأعضائه الذين تكمن مواهبهم في ضرب الرجال الآخرين بالمطارق، في بيع السلام العمالي لصناعة النقل بالشاحنات، في الخنق والبنادق والاستخدام الذكي لمطاحن القمامة والمحارق لإخفاء الأعداء."

هوفا وبروفنزانو كان أصدقاء لكن تحولا إلى أعداء عندما دخلا إلى نفس السجن.

القصة أيضاً تشمل زعيم بروفنزانو، أنثوني ساليرنو (دومينيك لومباردوزي) المعروف ب"فات توني" والذي كان من الطراز القديم في ممارسة أعماله. كتبت نيويورك تايمز في نعيه عام 1992: "على عكس قادة المافيا الشباب مثل جون غوتي، قام السيد ساليرنو بتجسيد الأخلاقيات القديمة للمافيا التي لا تجذب الانتباه."

أما بالنسبة إلى هوفا، أدين في عام 1964 بمحاولة الرشوة والاحتيال في قضايا منفصلة، وحُكم عليه بالسجن، وتنازل عن قيادة أخوية سائقي الشاحنات إلى أحد الموالين، فرانك فيتزسيمونز (غاري باسارابا). عندما حصل هوفا على إطلاق سراح مبكر في 1971، كان بشرط ألا يعود إلى القيادة النقابية. ومع ذلك، فقد أوضح بكل وضوح، أنه يريد العودة اوظيفته القديمة وانطلق لتأمين الأصوات للانتخابات المقبلة.

ويعتقد الكثيرون أن أصراره على الموضوع، وما شكله هذا من تهديد للوضع الراهن داخل المافيا والنقابة كانت سبب في اختفائه.

وجلب حدث واحد العديد من هؤلاء الشخصيات إلى نفس المكان، جسده مشهد ملمحي في الفيلم: ليلة تقدير لفرانك شيران حيث أقيم عشاء فخم على شرفه في لاتين كازينو خارج فيلادلفيا في 1974. كانت القاعة ممتلئة بأعضاء النقابة ورجال المافيات.

"جيمي هوفا كان المتحدث الرسمي"، يتذكر شيران، "وقدم لي ساعة ذهبية مع إطار من الماس."

لكن أحد جوانب تلك الليلة كان الإحباط المتزايد من رفض هوفا التنحي عن الانتخابات. في الفيلم حدث هذا خلال العشاء، لكن وفق رواية شيران، حدث محادثة مهمة في الليلة السابقة خلال تجمع في مطعم بين بوفالينو وهوفا وشيران وبرونو. ولم تسير على ما يرام. في النهاية مع مرور الأشهر، تم تسليم الأوامر إلى شيران للقيام بالعملية، كما ادعى في الكتاب.

كان قادة المافيا واتحاد السائقين مجتمعين في ديترويت عام 1975 لحضور زفاف ابنة وليام بوفالينو (راي رومانو)، ابن عم راسل ومحامي هوفا. هذا الزفاف مثله مثل الاحداث الرئيسية في الفيلم قد حصل فعلاً، وهو واحد من الحقائق المؤكدة في رواية شيران المشكوك فيها لحد كبير. وفقاً لكلامه توجه هو وراسل بوفالينو إلى العرس مع زوجاتهم على مدار بضعة أيام.

كان هوفا موجودا لعقد الاجتماع ينتظر - وشوهد آخر مرة عند مطعم ماشوس ريد فوكس في بلدة بلومفيلد خارج ديترويت في 30 يوليو 1975. شيران الذي طالما اعتبر شخصًا مهماً بأحداث ذلك اليوم، سيصل إلى هوفا أولاً حسب روايته، من لقاء أخير دموي.

"صدر الأمر بطلاء المنزل" يقول في الكتاب "وانتهى الامر."