انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Justrenadbb/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

قِطَّةٌ شارِدَه

تحتَ نسيمُ الهواءِ البارِد ، وتساقٌط الوَدَق ، يجلُس كلٌ من عُمَر وفارِس على بـِساط بـِلاستيكي

وبـِما أنّهُ بلاستيكي فيمكنك سماع صَوت قطراتُ تَتساقط عليه بـِوضوح في مُنتَصف هذا الهُدوء

تتحركُ الأشجار بـِعُنفٍ شَديد كأنّها تتحدى الهواء من الأقوى بينَهُم

تتطايرُّ الأوراق ، كمّية الـمَطر تزداد ، كُلُ شيءٍ أشبَه بـِصِراع

يَتحدَّث عُمَر بينما يتأمَّل السماءُ البَرَّاقه :

هل أستطيع أن أقُل لَكَ شيءٌ يا فارس ؟

فارس سارِحٌ في النَّعيم وَمَن يأبه بـِعُمَر الآن!

عُمَر : هَل أتحدَّث إلى شَخصُ آخر أم ماذا ؟

فارس : هَل تُحادِثـُنـُي ؟

عُمَر : لا ، أنا أُحادِثُ القِطَّة الَّتي بـِخَلّفِك

فارس بـِحَمَاس بينَما يَنظُر خَلفَهُ: حقًا ؟ قِطَّه ؟

عُمَر : هَل تُمَازِحُنِي ؟ ، لا عَلَيك ، كُنتُ سَأقول شيءٌ لا يَهتَمُ بـِهِ أَحَد

فارس : وَمَاذا هُوَ ؟

عُمَر : مَاذَا لَو الشُعُوُر الَّذي أَشعُرُ بـِهِ الآن والجَمَالُ الَّذي أراهُ الآن سَيَبقى لِلأبَد ؟

فارس يَنظُر بـِاستِغراب : شُعُوُر ماذا ؟

عمر : شُُعُوُرُ الأمان! ، فارس ، آسف ، أُرِيدُ أن أبقى هُنا مَهما كلَّف الأمَر

فارس : وَمَن سَيُطّعِمُك ؟

عمر : هَل تُفَكِر بـِالطَّعَام الآن!

فارس : حَسَنًا ، سَأتَكَلَّم بـِجديّه ، الجَوُ هُنا مُذهِل إلى حَدٍ ما ، هَل رَأيتَني سارِحٌ قبل قَليل ؟

هَذا فَقَط في ساعه فَكَيفَ لَو كَانَ لِلأبَد ؟ لَن يُداهِمُني الحُزن أبدًا يا رَجُل!

عمر : آه ، كَم أتـَمَنّى لو أحضَرتُ كِتابًا مَعي ، حَتّى لَو كانَ مُمِل سأجِدَهُ مُمتِع في هَذا الـمَكان صدِّقني

فارس : أوافِقُك الرَّأي

وَفَجّأه تَظهَر قِطَّة بـِلَونٍ أسوَد داكِنٌ جِدًا وَبـِأعَيُن صَفراء لا يُِمكِنُكَ أن تَرى سِوى أعيُنَها وَتُصدِر صَوتُها المـُعتاد

أنّتَبَه لَها فارس بـِكُلِ تأكيد وَيَنّظُر لَها بـِأعَيُن لامعه وحنان شديد ثم يقول : ما أجمَلُكِ! , وَيُناوِلَها وِعاءٌ صَغيرٌ مِنَ الماء ثُمَ تَشرُبُهُ بـِشَراهه

عُمَر يَنظُر بـِأستِغراب: هَل تُحِبُ القِطَط إلى هَذا الحَد ؟ ، يُأشِّر :أُنظُر! إنَّها سَوداء! قَبيحَه!

فارس : القِطَط السَوداء لَها جاذِبيّه وَجَمال يا عُمَر لَكِنَّكَ أعمى وتَتَمَلَكك العُنصُريّه!

تَقتَرِب القِطَّه بـِتَرَدُد وَتَقفِز عَلى أرجُل فارس وَتَسند رَأسها عَليه

هَل تَعلَم يا عُمَر لِماذا تَفعَل ذَلِكَ ؟

عُمَر بـِمَلَل : لِماذا ؟

فارس يَكادُ يَسقُط مِنَ الفَرحه: لِأنها تَشعُر بـِالأمان يا عَُمر!

لَم تُصَدِق إنَّها وَأخيرًا حَصَلَت عَلى مَكان آمِن بَعِيدًا عَن الضَّوضاء وَخُصُوصًا عُدوانيّة الأطفال مَع هَذِهِ الكائِنات الَّلطيفه الَّتي لا تَبحَث إلا عَن الأمان والطمأنينه والحَنان القِطَط كَنزٌ يا عُمَر صَدِق أو لا تُصَدِّق إنَّهُم كَنزٌ ثـَمين أثمَن مِن أيَ شيء بـِالنسبه لي ، عِندما أكونُ مُكتَئِبًا يُشعُروني بـِالسَّعادَه وَالطمأنينه

عِندَما أشعُرُ بـِالوحده يُؤنِسُوني ، إنَّهُم شيءٌ لا يوصَف يا عُمَر!

وَقَفَ فارس وَمَعَهَ عُمَر يَتَجَوَلَون لِوَحدَهُم في وَسَطِ الظَّلام والـمَطَر لا يَزَالُ يَهطُل والقَمَرُ مُشِعٌ وَمُكتَمِل 

هَل تَتَخَيل إلى الآن أيُّها القارِئ ؟

مَنظَر يُبهِجُ النَّفس!