انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Reem Hassan/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ويعد الضريح، الذي يحتوي على تمثال للإله، هو الجزء الأكثر أهمية في المعبد. وبمرور الوقت أصبحت الغرف الموجودة خارج الضريح أكبر حجمًا وأكثر اتساعًا، وبذلك تحولت المعابد من مجرد أضرحة صغيرة في أواخر فترة ما قبل الأسرات (في أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد)إلى مبان ضخمة في المملكة المصرية الجديدة (1550-1070 قبل الميلاد) وما بعدها. وتعد هذه الصروح من ضمن الأمثلة على العمارة المصرية الأكثر ضخامة وخلودًا، حيث إن العناصر المكونة لتلك العمارة منظمة ومزينة من خلال نماذج معقدة من الرموز الدينية. وكان التصميم النمطي للمعابد يتمون من سلسلة من الغرف المغلقة، والساحات المفتوحة، بالإضافة إلى وجود أعمدة ضخمة مرصوصة على طول طريق الدخول وتستخدم في المواكب الاحتفالية. وخارج المعبد يوجد حائط خارجي يحيط بالعديد من المبان الثانوية المتنوعة.

وكانت تحتوى المعابد الضخمة أيضًا على قظع كبيرة من الأراضي، بالإضافة إلي الألاف من عامة الشعب بهدف رعاية شؤون المعبد. وبذلك فقد كانت المعابد مركزًا رئيسًا للاقتصاد وكذلك للدين. وكان الكنهه الذين يديرون أمثال تلك المؤسسات ذات النفوذ يمتلكون تأثير شديد، وعلى الرغم من خضوع هؤلاء الكهنة للملك ظاهريًا، فإنهم أحيانًا يطرحون تحديات عظيمة لسلطات الملك.

ولقد استمر بناء المعابد،على الرغم من التراجع الذي شهدته الأمة والخسائر التي تكبدتها مصر لخضوعها للإمبراطورية الرومانية. ولقد واجهت الديانة المصرية اضطهادًا متزايد مع قدوم الديانة المسيحية، وأغلق آخر معبد في عام 550 بعد الميلاد. ولقرون عديدة تعرضت المعابد للتدمير والإهمال. ولكن تبدلت الأحوال في بداية القرن التاسع عشر، فقد اجتاح أوروبا موجة من الاهتمام تجاه مصر القديمة والتي أدت إلى ظهور علم المصريات وزيادة أعداد الزائرين الراغبين في رؤية ما تبقى من هذه الحضارة. وما زالت عشرات من المعابد قائمة حتى يومنا هذا، بل وأصبح البعض منها من المزارات السياحية الشهيرة على مستوى العالم والتي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد المصري الحديث. وما زال علماء المصريات يدرسون المعابد القائمة وبقايا المعابد الأخري المحطمة؛ حيث إنها مصدر ثري للحصول على معلومات عن المجتمع المصري القديم.

الوظائف الدينية للمعابد[عدل]

كان الهدف من إنشاء المعابد أن تكون مكانًا لإقامة الآلهه على الأرض. فقد كانت الكلمة المصرية شائعة الاستخدام لوصف المعبد هي "ḥwt-nṯr"، وهي تعني "قصر الإله".وكان وجود الإله في المعبد بمثابة حلقة وصل بين عالم الإنسان و عالم الإله، كما أنه مكَن البشر من التفاعل مع الإله من خلال الشعائر. وكان سائدًا أن تلك الشعائر كانت تُخلد الإله وتمكنه من الاستمرار من تأدية دوره المناسب في الطبيعة. وبذلك فقد كانت المعابد جزء جوهري في الحفاظ على الماعت؛ وهو الظام المثالي للطبيعة والمجتمع الإنساني في المعتقد المصري. وكان الهدف الكلي من الديانه المصرية وكذلك من المعابد هو الحفاظ على الماعت.

ولِما يمتلكه الفرعون من قوة إلهية كان يعتبر ممثل مصر عن الآلهه وهو الحارس الأكثر أهمية للماعت. وبذلك فإن إقامة الشعائر كانت من واجبات الفرعون نظريًا. ولكن عدد المرات التي أدي فيها الفرعون تلك المراسم ليس مؤكدًا، فوجود المعابد في مصر يدل على أنه من المستحيل للفرعون أن يؤدي الشعائر في كل الأحوال، وفي أغلب الأوقات كان يعمد إلى الكهنه لتأدية تلك الواجبات بدلًا منه. وعلى الرغم من ذلك كان الفرعون مجبرًا على الحفاظ على المعابد وإنشائها بالإضافة إلى توسيعها في فترة حكمه.

وعلى الرغم من أن الفرعون يفوض الكهنه بأداء تلك الشعائر، فإن تأديتها واجب رسمي لا يعهد به إلا إلى كهنه من أصحاب الرتب العالية. كما كانت مشاركة العامة كانت ممنوعة في أغلب المراسم.

البناء[عدل]

بُنيت المعابد المصرية في أرجاء مصر العليا والسفلى، وفي الواحات الواقعة تحت السيطرة المصرية في الصحراء الليبية كما في أقصى الغرب في واحة سيوة، بالإضافة إلى بعض المواقع الموجودة في شبه جزيرة سيناء مثل وادي تمينا. وكانت المعابد موجودة في معظم المدن المصرية، ولكن في بعض الحالات مثل المعابد الجنائزية أو معابد النوبة كانت تقوم على أراض خالية. وكانت الأسباب الدينية هي التي تحدد الموقع الدقيق للمعبد؛ فعلى سبيل المثال قد يكون ذلك المكان هو مسقط الرأس الخرافي لإله ما أو المكان الذي دفن فيه. وقد تكون محاور المعبد متوافقة مع مواقع ذات أهمية دينية مثل معبد مجاور، أو مكان شروق الشمس أو مكان نجوم معينة. فعلى سبيل المثال إن معبد أبو سمبل العظيم مُصمم على أن تضيء الشمس تماثيل الآلهة في الغرفة الداخلية للمعبد مرتين في العام. ولكن معظم المعابد مصفوفة تجاه نهر النيل بمحور يقع بين الشرق والغرب.