مستخدم:Sindbadx/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

جائحة فيروس كورونا والعنف المنزلي[عدل]

تضم فصيلة فيروس "كورونا" عدة مشتقات من الفيروسات التي تسبب أمراضًا متنوعة بأعراض مختلفة.[1]  يستهدف فيروس كورونا المستجد الجهاز التنفسي، ومن أعراضه السعال والحمى.[2] أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس يعتبر جائحة على العالم.[3] لم يكتف الوباء بزعزعة المنظومة الاقتصادية والصحية فقط، بل أدى أيضًا إلى تدهور الحياة الاجتماعية. تقول هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن الضرر الأكبر يقع على النساء سواء من الناحية الصحية أو الاجتماعية.[4] من الناحية الصحية، تشكل النساء 70% من العاملين في القطاع الصحي في العالم، مما يعرضهن لخطرٍ مباشر.[5] أما من الناحية الاجتماعية، تأثرت النساء بحالة العزل الذاتي والحجر الصحي التي فرضتها معظم دول العالم. ويتمثل هذا التأثر في شكل العنف المنزلي الذي تعرضت له أعدادٌ كبيرة النساء منذ فرض حالة الحجر المنزلي والضغوط التي تتعرض لها الأسرة.[6]  تلعب المرأة عدة أدوار في المجتمع، فهي زوجة وأم وعاملة. وأي مشاكل تواجه أفراد الأسرة تصب في النهاية على عاتق المرأة. فعندما يتعرض الرجل إلى ضغطٍ نفسي بسبب الحجر المنزلي والصعوبات المادية الناتجة عن ووقف العمل، قد يبدأ عندها في التنفيس عن غضبه من خلال ممارسة العنف المنزلي على المرأة. والعنف المنزلي قد يكون بالإيذاء الجسدي أو اللفظي أو النفسي.

ارتباط فيروس كورونا بالعنف المنزلي حول العالم[عدل]

تزايدت في الفترة الأخيرة بلاغات العنف المنزلي على المرأة حول العالم، ومن ضمنها بلاد الوطن العربي مثل تونس ولبنان.

تونس[عدل]

أعلنت الوزيرة التونسية للمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن أن البلاغات التي تلقاها خط الوزارة الخاص بالعنف المنزلي على النساء تضاعفت خمس مرات ما بين يومي 23 مارس و27 مارس.[7]

لبنان[عدل]

أعلن التجمع النسائي الديمقراطي أن نسبة بلاغات العنف المنزلي التي تلقاها زادت بنسبة 60% في شهر مارس. أكدت منظمة "أبعاد" ومنظمة "كفى" على ارتفاع معدل العنف المنزلي وتنوع أشكاله حسب المكالمات التي وردت إلى كلٍ منهما.[8]

نماذج من الضحايا[عدل]

بعد إقفال الأعمال والمدارس، صارت المرأة مجبرة على القيام بدور المعلمة والطبيبة ومدبرة المنزل، وما يصاحب ذلك من أعمال تنظيف وطبخ بلا توقف، دون أن يكون لها وقتٌ خاص ترتاح فيه من الأعباء وتستعيد طاقتها ونشاطها.

نشرت شبكة العربية الإخبارية عن حالة فتاة أردنية من ذوي الاحتياجات الخاصة طردها أشقاؤها وأقاربها في الشارع لاشتباههم في إصابتها بفيروس كورونا. على الرغم من أن الفحص الطبي نفى إصابتها بالفيروس وشخصها بأنها بأنفلونزا عادية. وسبب الاشتباه هو تشابه أعراض الفيروس مع أعراض الأنفلونزا العادية. أظهرت هذه الحادثة المعاناة والاضطهاد الذي يواجهه النساء من ذوات الاحتياجات الخاصة حول العالم.[9]

عرضت شبكة "بي بي سي" الإخبارية مشكلة سيدة تونسية تدعى "فاطمة". تعاني "فاطمة" من الحجر المنزلي بسبب عنف زوجها وتضاعف الأعباء عليها بعدما انتقل عملها إلى المنزل. كان عملها هو مهربها اليومي الوحيد لتستعيد طاقتها من ضغط البيت. لكن بعد الحجر المنزلي صار عليها احتمال نوبات غضب زوجها الذي تسبب لها بكسورٍ ذات مرة.[10]

أما "هاجر" فأصبح عليها الاهتمام بشؤون البيت ورعاية الأطفال وإرضاء الزوج بالإضافة إلى إنجاز عملها المعتاد. تجد صعوبة في الاختلاء بنفسها لأداء المهمات المطلوبة في وظيفتها. كما تشكو أن زوجها لا يساهم في شيء ويتذمر باستمرار ولا يتوقف عن انتقادها.[10]

في المناطق الريفية، كانت الفتيات يلجأن للجامعات هربًا من حياتهم الاجتماعية بما فيها من عادات وتقاليد تهمش المرأة وتلغي دورها في المجتمع. أما الآن بعد إعلاق الجامعات عادت الطالبات للخضوع تحت سيطرة الرجل في القرى الريفية البسيطة. مما يعرضهم للأذى النفسي وأحيانًا الجسدي.[10]

إجراءات مساعدة النساء[عدل]

المغرب[عدل]

أفادت منظمة "مرا" أن العنف المنزلي كان متوقعًا نتيجة للحجز المنزلي. ودعت لاتخاذ تدابير طارئة لمساعدة النساء المعنفات. وأضافت المنظمة أن الجمعيات النسائية المغربية تواصل تقديم العون رغم الظروف الصعبة. أنشأت منظمة "مرا" صفحة على شبكة الإنترنت وعليها بيانات الاتصال بكل الجمعيات في مختلف أنحاء المغرب للاستماع إلى النساء. أطلق بعض العاملين في مجال حماية النساء حملة "عاون بلادك، وخليك في دارك بلا عنف". كما دعت بعض المؤسسات الرسمية للاتصال برقم 8350 للتبليغ عن حوادث العنف.[11]

تونس[عدل]

قررت وزارة المرأة تجهيز مركز خاص للوافدات الجدد من ضحايا العنف المنزلي اللواتي لا يمتلكن مساكن. ليتم وضعهن في حجرٍ صحي لأسبوعين بغرض التأكد من خلوهن من الفيروس. وبعد ذلك يتم توزيعهن على الملاجئ الخاصة بالنساء المعنفات. قالت الوزارة إنه سيتم تأمين رعاية طبية ونفسية واجتماعية لهؤلاء النساء. كما سيتم استغلال مواد القانون لإجبار المعتدي على إخلاء المنزل لصالح المعتدى عليها. ويمكن للنساء الإبلاغ عن حوادث العنف من خلال الخط الأخضر 1899، والذي سيكون متاحًا باستمرار.[12]

لبنان[عدل]

تتعهد منظمة "أبعاد" بمساعدة النساء المعنفات عن طريق تأمين خط طوارئ أو من خلال تطبيق "واتساب" أو صفحات التواصل الاجتماعي، حيث توجد صفحة تواصل آمنة على الفيسبوك. لدى الجمعية ثلاث مراكز إيواء في لبنان متاحة للمساعدة على مدار الساعة. توفر الجمعية النقل الآمن للنساء والدعم الصحي والنفسي من خلال جلسات علاجية أو عبر الهاتف. تعمل الجمعية بالتعاون مع البرنامج الوطني للصحة النفسية. كما تتواصل مع وزارة الشؤون للوصول إلى الأسر الأكثر ضعفًا لتمدها بمواد غذائية وأدوات نظافة لتخفيف العبء على الأسرة مما يقلل نسبة العنف.[13]

تقول منظمة "كفى" إنهم يتلقون اتصالات من نساء يتعرضن للعنف أثناء قيامهم بالاتصال. وهذا يسمح للمنظمة بالاتصال بالخط الساخن لقوى الأمن وإرسالها مباشرةً إلى سكن المتصلة ليتم استدعاء المعتدي وإجباره على توقيع تعهد بعدم الاعتداء.[14]

أما التجمع النسائي الديمقراطي فيقدم الدعم القانوني ويتابع القضايا القانونية. كما يحث الدولة على إصدار قرار واضح بالتشدد في إجراءات حالات العنف باعتبارها أولوية يجب على الدولة الاعتراف بها.[15]

أطلقت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حملة لتوعية النساء بضرورة الإبلاغ عن حوادث العنف. ووفرت خطًا ساخنًا وموقعًا إليكترونيًا لتلقي الشكاوي. وهذا الخط متصل مباشرةً بغرفة العمليات في مديرية الأمن الداخلي.

آثار فيروس كورونا على المساواة بين الجنسين[عدل]

نشر مكتب الأمم المتحدة للمرأة تقريرًا عن أثر فيروس كورونا على المرأة في المنطقة العربية. ذكر التقرير أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة نظرًا إلى احتلالهن النسبة الأكبر في مجالات العمل الصحي. ويذكر التقرير أيضًا أن معظم الموارد المتاحة يتم تحويلها إلى مجالات أخرى تعتبر ذات أولوية أعلى، وذلك على حساب الاهتمام بالصحة الجنسية أو الإنجابية للمرأة. كما يتم تهميش الفتيات وغير المتزوجات. أصبح من الصعب تلبية احتياجات المرأة أثناء الحمل والولادة والنفاس. أوضح التقرير أنه في بعض البلدان العربية ذات الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة تقوم المرأة بتولي أمور الصحة الجسدية والذهنية لأفراد أسرتها مثل الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة. ومع إغلاق المدارس والأشغال أصبح العبء أثقل على المرأة، مما يؤدي إلى إرهاقهن وإضعاف مناعتهن وازدياد خطر إصابتهن بالفيروس.[16]

تشغل النساء نسبة 21% فقط من القوى العاملة، بينما يحتل الرجال نسبة 70%. وذلك بسبب تحيز الحكومات التي يتولاها رجال يعتبرون أن الرجل هو عائل الأسرة الأساسي وهو الأولى بفرص العمل. ومن المتوقع ازدياد نسبة خسارة النساء لأعمالهن بسبب انتشار الوباء وقلة فرص العمل، وبالتالي ازدياد العبء على النساء اللاتي يعلن أسرهن. سيؤثر الانهيار الاقتصادي على قطاعي التصنيع والخدمات بشدة. وللأسف تحتل النساء نسبة كبيرة منهما، وهذا يعني إما إنها ستخسر وظيفتها أو ستقبل بظروفٍ عملٍ ظالمة. بالإضافة إلى أن النسبة الأكبر من العمل غير النظامي تشغله سيدات، وهذا المجال هو أكثر ما سيتأثر بانتشار الوباء.[17]

ذكر التقرير أيضًا أن انخفاض دخل الأسرة سيؤثر على تلبية الاحتياجات من الطعام وبالتالي ازدياد التوتر وحالات العنف المنزلي ضد المرأة. كما أن مناعة وصحة المرأة تتأثران أشد بقلة الطعام وانخفاض جودته.

يعتبر العنف الأسري شكلًا من أشكال التمييز بين الجنسين ووسيلة لإظهار سلطة الرجل. تزداد نسبة حالات العنف في أوقات الأزمات والطوارئ مثل انتشار الأوبئة. بالإضافة إلى الأضرار الجسدية والنفسية التي تواجهها المرأة، قد يلجأ المعتدي إلى عزل المرأة بالكامل ومنعها من أي تواصل اجتماعي أو إليكتروني. وبالتالي منعها من الإبلاغ عن مشكلتها ومنعها من متابعة أخبار الوباء وسبل الوقاية منه. أحيانًا تُحرَم النساء من تلقي المساعدة بسبب القيود الموضوعة على التنقل أو قلة الخدمات أو عدم معرفتها بالخدمات المتاحة. قد تعجز المرأة عن هجر الرجل المسيء إليها بسبب اعتمادها عليه ماديًا.[18]

مع استمرار الحجز المنزلي، يلجأ بعض الناس إلى التسلية عن طريق العنف الإلكتروني. بأن يتتبعوا حسابات سيدات ويسيئون إليهم بالألفاظ الجارحة. وهذا يؤثر على نفسية المرأة ويصيبها بالاكتئاب وقد يدفعها للانتحار.

تحت ضغط وباء كورونا، يتم تهميش ضحايا العنف الأسري. وذلك بأن يتم استنزاف الخدمات المقدمة إليهن مثل مراكز الإيواء والخطوط الساخنة والرعاية الطبية في المستشفيات، بهدف تحويلها لخدمة المصابين بالفيروس. وقد تُغلق مراكز الإيواء خوفًا من انتشار العدوى. و الأسوأ إنه في هذه الفترة تلغي الشرطة حالات العنف المنزلي من قائمة أولوياتها تمامًا، مما يؤدي إلى إفلات المعتدين بفعلتهم، بالإضافة إلى أن الكثير من الحكومات العربية لا تجرم العنف الأسري أصلًا. أما في مخيمات اللاجئين، فظروف المعيشة صعبة من الأساس. ومع انتشار كورونا قد تنتشر حالات الاعتداء والاستغلال ضد اللاجئات. هذا بالإضافة إلى خطر انتشار العدوى وسط الظروف الصحية السيئة.[19]

  1. ^ منظمة الصحة العالمية
  2. ^ منظمة الصحة العالمية
  3. ^ خطابات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية
  4. ^ هيئة الأمم المتحدة للمرأة
  5. ^ هيئة الأمم المتحدة للمرأة
  6. ^ هيئة الأمم المتحدة للمرأة
  7. ^ "خلال الحجر الصحّي: إشعارات النساء المعنفات تتضاعف 5 مرّات"، مؤرشف بتاريخ 29 مارس 2020
  8. ^ "أزمة كورونا: ارتفاع التبليغ عن العنف المنزلي ضد النساء في لبنان وتحديات أمام آليات الحماية!"، مؤرشف بتاريخ 31 مارس 2020
  9. ^ شبكة العربية الإخبارية
  10. ^ أ ب ت شبكة الـ"بي بي سي" الإخبارية
  11. ^ “الحجر الصحي” بسبب فيروس “كورونا” يتسبب في تزايد العنف ضد النساء. مؤرشف بتاريخ 1 أبريل 2020
  12. ^ "وزيرة المرأة : تخصيص مأوى ظرفي لإيواء الوافدات الجدد من النساء ضحايا العنف". مؤرشف بتاريخ 31 مارس 2020
  13. ^ "ارتفاع قياسي للعنف الأسري في زمن كورونا... الأصوات تعلو لحماية الضعفاء". مؤرشف بتاريخ 31 مارس 2020
  14. ^ "ارتفاع قياسي للعنف الأسري في زمن كورونا... الأصوات تعلو لحماية الضعفاء". مؤرشف بتاريخ 31 مارس 2020
  15. ^ "ارتفاع قياسي للعنف الأسري في زمن كورونا... الأصوات تعلو لحماية الضعفاء". مؤرشف بتاريخ 31 مارس 2020
  16. ^ تقرير الأمم المتحدة للمرأة: "أثار جائحة كوفيد 19 على المساواة بين الجنسين"، خاص بمنطقة الوطن العربي وشمال أفريقيا. نشر بتاريخ إبريل 2020
  17. ^ تقرير الأمم المتحدة للمرأة: "أثار جائحة كوفيد 19 على المساواة بين الجنسين"، خاص بمنطقة الوطن العربي وشمال أفريقيا. نشر بتاريخ إبريل 2020
  18. ^ تقرير الأمم المتحدة للمرأة: "أثار جائحة كوفيد 19 على المساواة بين الجنسين"، خاص بمنطقة الوطن العربي وشمال أفريقيا. نشر بتاريخ إبريل 2020
  19. ^ تقرير الأمم المتحدة للمرأة: "أثار جائحة كوفيد 19 على المساواة بين الجنسين"، خاص بمنطقة الوطن العربي وشمال أفريقيا. نشر بتاريخ إبريل 2020