انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Siri209/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

سلبيات كوفيد 19 على الاطفال والمجتمع

[عدل]

السلبيات على الاطفال:

[عدل]

أدى تفشي فيروس كورونا إلى تغيير الركائز التي بُنيت عليها المجتمعات الحديثة. ومنها انقطاع الأطفال عن المدرسة. وتُعد العزلة الاجتماعية جراء هذا الانقطاع، وانعدام الوسائل التقنية لمواصلة الدراسة عن بعد لدى بعض الأطفال، من الإشكاليات التي يثيرها سيناريو الحجر الصحي الحالي.

وتقول الكاتبة فاليريا ساباتير -في تقرير نشرته مجلة "لا منتي إس مرافيوسا" الإسبانية- إن الأطفال الفئة الأكثر تضررا من المرض. فهم يواجهون الواقع الجديد بصمت، خاصة وأنهم يعانون من أقسى تبعاته، وهي حرمانهم من الفصول الدراسية.

وقد انقطع أكثر من ثلاثمئة مليون تلميذ حول العالم عن دراستهم، في وقت تحاول معظم الدول حل المشكلة بتقديم الدروس عبر الإنترنت. لكن، الفجوة الرقمية تفرض نفسها، إذ لا تملك جميع العائلات الوسائل اللازمة لذلك، إضافة إلى عدم جاهزية الكثير من المدارس للتعليم عن بُعد.

جيل كورونا

فيروس كورونا رسم وبوضوح معالم دراما حقيقية لها أوجه عديدة. فمن ناحية، المرض نفسه وآثاره المدمّرة، التي مست جوانب متعددة من حياتنا، ومن ناحية أخرى التجارب الشخصية لكل عائلة، إضافة للقلق بشأن ما يخبئه لنا المستقبل، بحسب الكاتبة.

وترى أن الآثار المترتبة على عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة -أثناء الأزمة الحالية- تتجاوز مجرد الملل أو فقدان التواصل الاجتماعي، إذ قد يعاني أي طفل من آثار سلبية وخيمة على قدراته الإدراكية والمعرفية وعلى مشاعره. والأمر الأكثر خطورة، أن يؤدي ذلك إلى فجوة أكثر عمقا مع الأشخاص ذوي الدخل المحدود.

السلبيات على المجتمع:

[عدل]

في ميثولوجيا الشرق الأقصى القديم، قاعدة ذهبية، وهي أن لكل فعل في الطبيعة نتيجة إيجابية ونتيجة سلبية، ولكن تختلف نسبة كل نتيجة منهما بحسب نوع الفعل، فبعضها تطغى عليه الإيجابية وبعضها الآخر تطغى عليه النتيجة السلبية. وهكذا يمكن التفريق بين الخير والشر، أو بين الفعل المحرّم، والفعل الواجب القيام به لخير البشر والطبيعة.

سلبيات كوفيد ١٩

هذه القاعدة تنطبق تماماً على نتائج تفشّي فيروس كورونا المستجد حول العالم. فالفيروس نفسه يمثّل خطراً على البشر في أجسادهم ونمط عيشهم على وجه البسيطة، لكن نتائج تفشّي هذا الفيروس يمكن تقسيمها إلى سلبية، وإلى إيجابية في الوقت عينه.

سلبيات فردية أفقية:
[عدل]

أصابت نتائج تفشّي الفيروس البشر كأفراد وجماعات، والدول ككيانات بحدّ ذاتها، لذا كان تأثيره أفقياً في العلاقة بين الأفراد في ما بينهم ومع محيطهم الضيق والواسع على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وفي علاقتهم بحكوماتهم في ما يُسمّى بالعقد الاجتماعي البشري، وعمودياً بين الدول في علاقاتها في ما بينها في ما يتعلّق بالدورة الاقتصادية والعلاقات الدبلوماسية والتعاون الدولي أو ما يُسمى بالعقد الاجتماعي الدولي.

في السلبيات يأتي على رأس اللائحة، وفاة بعض المصابين بكورونا. وقد توفي حتى الآن بسببه ما يقارب الـ200 ألف شخص خلال أشهر قليلة. هذا الموت الذي يصل فجأة، أشاع موجة من الحزن على مستوى العالم، هو حزن فردي مباشر للأفراد الذين يموت أقرباؤهم بعد أيام عدّة من الإصابة، وهو حزن جماعي عالمي، لأن الموت المعمّم في كل مكان ينشر طاقته حتى على الأصحّاء من البشر.

وما يزيد تعقيد الأمر أن الإصابة بكورونا قد تقع بطرق غير متوقعة عبر التواصل أو لمس الأشياء، وأن مصابين كثراً قد لا تبدو أعراض المرض عليهم، وبذلك تعيش الجماعة الضيقة في المجتمع، والجماعة البشرية العامة في حالة هلع مستديم، بسبب توقّع وصول الفيروس في أي لحظة. وهنا، يصبح التباعد الاجتماعي أمراً إجبارياً قبل أن يكون وقاية مفروضة على الجميع، وكذلك الحجر الصحي في المنازل. فالهلع الذي يتسبّب به هذا الوباء الخفيّ المتنقّل يفرض على الأفراد قطع التواصل المباشر مع الآخرين، والاختباء أكبر وقت ممكن حتى قبل أن يكون الأمر مفروضاً من قبل السلطات. وهذه العزلة المستجدّة لا بد من أنها ستؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة، فالكائن البشري اجتماعي بكينونته، والعزل هو بمثابة سجن اختياري أو إجباري، ويتسبّب بالتوقف عن العمل، أي تأمين لقمة العيش، وتوقف المبادلات بين الأشخاص في المجتمع، وإلى الانعزال بالنفس وما ينتج من ذلك من آلام قد تكون قاسية على عددٍ كبير من الأفراد. فقد توصّل الباحثون عبر عشرات الدراسات إلى وجود علاقة ثابتة بين العزل الاجتماعي والاكتئاب والقلق والتفكير في الانتحار. وبما أن البشر يشعرون بأمان أكبر داخل مجموعات، فإنُ العزلة ينظر إليها كحالة طوارئ جسدية، وفق تصريحات للجراح العام الأميركي فيفيك مورثي. وبرأي مورثي، "على مدى آلاف السنوات، أصبحت قيمة التواصل الاجتماعي مخبوزة في نظامنا العصبي، بحيث أن غياب مثل هذه القوة الواقية يخلق حالة إجهاد (stress) في الجسم".

سلبيات عمودية دولية:
[عدل]

على صعيد المجتمع الأوسع، أو المجتمع العالمي، كشف الوباء عن هشاشة نظام التعاون بين الدول، فبدلاً من أن ينشأ نظام من التعاون الدولي من أجل مواجهة فيروس لا يعرف الحدود الطبيعية، راحت كل دولة تعمل على مجابهته بشكل

منفرد، حتى لو أضرّ ذلك بقدرات دول أخرى مجاورة أو بعيدة في هذه المواجهة. وما حصل بين دول الاتحاد الأوروبي خير مثال على ذلك، بل وانتقل الأمر إلى خلافات بين الولايات ذاتها داخل أميركا، حيث قررت كل واحدة منها مواجهة الوباء على طريقتها. ومن ثم تركت دول العالم الأول ما يُسمّى بدول العالم الثالث أو الدول النامية لتواجه مصيرها وحيدة، على الرغم من ضعف إمكانات هذه البلدان، التي تشكّل النسبة الأكبر بين دول العالم.