انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Zainab Abualrob/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

نظام العمل التطبيقي في الموضوعات التي تتعلق بالطب الشرعي[عدل]

الحريق المتعمد[عدل]

سيغموند فرويد

    منذ أن قام (فرويد) بكتابة مقالته، والتي تحمل عنوان "الحصول على القوة من خلال إشعال النار"عام 1932م، حاول علماء النفس والأطباء النفسيون أن يجدوا تفسيراً لواحدة من الجرائم الأكثر إثارةً للحيرة: إشعال النار المتعمد؛ لإلحاق الضرر بالممتلكات، حيث يظهر عدم وجود دافع في بعض الأحيان لإشعال الحرائق بشكل متعمد هو المصطلح القانوني المعطى لوصف هذا النوع من السلوك. بينما يختلف التعريف القانوني لهذا السلوك على المستوى الدولي. ولكنه يتضمن بشكل عام ثلاثة عناصر:

  1. خلفية مفتعل الحريق.
  2. حجم الدمار الوقع على الممتلكات.
  3. الغاية المنشودة.

نظرًا لأن هذا النوع من السلوك يمكن أن يتسبب به حتى الأطفال الصغار دون أن يكون لديهم بالضرورة نفس الغاية الموجودة لدى البالغين. نحن لا نشير عمومًا إلى الأطفال على أنهم "مشعلو حرائق" ما أصبح واضحًا في الأبحاث المعاصرة هو أن محاولات تفسير هذا النوع من السلوك يميز السمات النفسية المختلفة الموجودة لدى هذا النوع من المجرمين، على سبيل المثال: التمييز بين مرتكب جريمة إشعال الحرائق المتعمد بهدف الحصول على الربح وبين "المهووس بإشعال الحرائق" الذي يشعل النار مرارًا وتكرارًا لأهداف تبدو أنها عشوائية، أو لأسباب تبدو وكأنها نتاج مرض نفسي معقد.

     عند مراجعة الأدبيات النفسية حول الحرائق المتعمدة، من الممكن تحديد فرعين سائدين من العمل، وقد ركزت أولى هذه الدراسات في البداية على تحديد الدوافع الرئيسة لإشعال النار، سواء من قبل الأحداث (ايكوف و ايستيب 1987، كولكو 1983، فاينمن 1995) والبالغين ( باركر 1994، جيلر b1992، بيوري و كوردس 1995، فيرلاند و ليفن 1996). حاولنا مؤخرًا تحديد خصائص مرتكبي الجرائم المرتبطة بهذه الدوافع حيث يبدو بأن الهدف الرئيس لهذا العمل هو مساعدة المحققين المكلفين بتنفيذ القانون، وقد شمل بحثًا يتبنى فكرة المنهجية المرتبطة بعلم النفس الاستقصائي في النظام الأشمل لعلم النفس الشرعي، على سبيل المثال: (آلموند و آخرون 2005، كانتر و فريتزون 1998، فريتزون، كانتر و ويلتون 2001، سانتيلا، فريتزون و تيم لاندر 2004) . كان الجانب الثاني من الأبحاث أكثر تركيزا على الناحية السريرية وذلك بهدف تطوير مناهج لتقييم مشكلة إشعال الحرائق المتعمدة وعلاجها؛ على سبيل المثال، (برادفور 1992، جاكسون، جلاس وهوب 1987، جاكسون 1994، سوافر، هاجيت واوكسلي 2001). فيما يتعلق بالمقالات التي تتحدث عن إشعال الحرائق المتعمد، فقد تلقى هذا النوع من الجرائم اهتماما ضئيلا مقارنة بأشكال العنف المباشرة والتي تسبب الأذى للناس.

يعتبر التمييز بين النوعين مصطنعا إلى حد ما، وذلك لأنه يتم فقط من خلال فهم المسارات الفردية التي تقود الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص معينة لارتكاب أشكال معينة من إشعال الحرائق المتعمد، يمكن لذلك البحث أن يساعد في تحديد هوية الجناة والقبض عليهم، فضلاً عن توفير المعلومات اللازمة من أجل ارشادات سريرية مفيدة للمساعدة في تطوير برامج العلاج التي تقلل من معاامكانية العودة الى الإجرام.

ما صفات متعمدي إشعال الحرائق؟[عدل]

تمت معالجة سلوك إشعال الحرائق بشكل متعمد لدى البالغين بشكل عام من منظور الطب النفسي، حيث تم التركيز على تحديد السمات السريرية الشائعة لهذه المجموعة من الأفراد. يتمتع الأشخاص الذين يرتكبون الحرائق المتعمدة بمجموعة متنوعة من السمات السريرية، حيث أن السمات الأكثر شيوعًا هو اضطراب الشخصية، والإعاقة الذهنية، والأمراض الذهانية، وتعاطي المخدرات. (انياتي و آخرون 2008) أظهرت الأبحاث أنه بالمقارنة مع مجموعات المجرمين الأخرى، فإن تاريخ مشعلي الحرائق البالغين غالبًا ما يتميز باضطرابات عائلية من نوع ما. وقد وجد هاريس ورايس (1984) أن مشعلي الحرائق كانوا أقل حزمًا من المرضى الآخرين في المواقف التي تتطلب التعبير الشفوي عن المشاعر السلبية، وقد وصفوا أنفسهم ووصفهم الآخرون بأنهم أكثر خجلًا وانسحابًا. علاوة على ذلك، حددت دراسة لاحقة أجراها نفس الباحثين (رايس وهاريس 1991) متغيرات مثل العزلة الاجتماعية (كما تشير إلى ذلك الهوايات، والحالة الاجتماعية، وظروف المعيشة، وما إلى ذلك)، والعدوان الجسدي، والذكاء، والعمر، والجاذبية الجسدية، والتاريخ النفسي، جميع ما ذكر سابقا يميز مجموعة مجرمي إشعال الحرائق المتعمدة عن المجرمين الآخرين المضطربين عقليًا.

ما هي المحفزات الرئيسة لدى مشعلي الحرائق؟[عدل]

     إن أحد الأشياء المثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالحرائق المتعمدة أنها تعتبر أحد الجرائم القليلة التي تتجاوز الحدود بين الجرائم الشخصية وجرائم الممتلكات ، إذ إنّ هناك عدداً قليلاً من الجرائم أو الأفعال الأخرى التي يمكن استخدامها لتحقيق مكاسب مالية (إشعال حريق متعمد من اجل الاحتيال على التأمين، إخفاء الجريمة بعد عملية السطو) ، عدا عن أن إشعال الحرائق يعتبر من أعمال العنف بين الأشخاص (حرق ممتلكات شخص ما على من أجل الانتقام، أو استخدام اسلوب اشعال حريق المتعمد من أجل ارتكاب جريمة قتل أوالتسبب بإصابة شخص ما).


     ومن الدوافع الأخرى التي تم تحديدها للتسبب بهذا النوع من الجرائم التخريب، والغضب، لايصال رسالة ما، والذهان، والتطرف، مثل: (مجموعات الدفاع عن حقوق الحيوان) أو الدوافع السياسية (كالأعمال إلإرهابية) على سبيل المثال (فولك 1988، جيلر a1992، انسياردي 1970، فريلاند و وولر 1979، برينز 1994). وقد استنتج برينز 1994 أن العديد من هذه التصنيفات تميل إلى الخلط بين دوافع وخصائص مشعلي الحرائق؛ فعلى سبيل المثال: يعتبر إشعال الحرائق الذي يكون نتيجة لاضطراب عقلي من ضمن التصنيف التحفيزي، ولكنه في واقع الأمر يعتبر وصفا لسمة من سمات مشعلي الحرائق المتعمدة، إذ ينتج عن ذلك فئات متداخلة قد تساعد في فهم الأنواع المختلفة من مشعلي الحرائق المتعمدة ولكنها لا تساعد في فهم الأنواع المختلفة من مشعلي الحرائق المتعمدة. وقد قام جيلر a 1992 مؤخرا بانتقاد هذه التصنيفات التحفيزية على أساس أنها تركز على التفسيرات المحتملة لسلوك متعمدي إشعال الحرائق عوضا عن وصف الاختلافات في السلوك نفسه.

كيف يمكننا تحديد الأفراد الذين يرتكبون أشكالًا معينة من الحرائق المتعمدة؟


   في محاولة للتغلب على المشكلات المرتبطة بالنماذج التحفيزية الوصفية، قام المؤلف الحالي وزملائه بتطوير نموذج للضبط مأخوذ من النظريات النظامية المتعلقة بأنظمة العمل السلوكي (كانتر و فريتزون 1998، فريتزون، كانتر و ويلتون 2001) حيث تم اختبار هذا النموذج لاحقا على عدد من مجموعات البيانات المختلفة (فريتزون و برن 2005، ميلر و فريبتزون 2007) التي خلصت نتائجها إلى إمكانية تطبيقها على دراسة الحالة.

    يعمل نموذج الحرائق المتعمدة وفقًا للغاية منها والدافع لارتكابها، إذ يتم تصنيف الغاية من حيث ما إذا كانت أشياءً (مثل المباني التجارية أو المدارس أو المؤسسات) أو أشخاصًا محددين كانوا ذا أهمية بالنسبة لمشعل الحريق (عادةً شريك سابق، أو ضحية معروفة أخرى). ويفرق التمييز التحفيزي بين ما إذا كان المصدر خارجيًا كالانتقام أو التخريب، أو داخليًا كعامل نفسي مثل: الانتحار أو الاهتمام المرضي بالنار. أما فيما يتعلق بالفرد، فقد يخلق المزج بين هذين الجانبين أربعة أنماط مختلفة من الحرائق المتعمدة، كل منها له خصائص تنسجم مع مواصفات الجاني:

  • الأول: نمط التكيف، وأفضل فهم له أنه فعل ضرر إجرامي موجه إلى أهداف انتهازية، وغالبًا ما يكون في سياق جريمة أخرى يتم ارتكابها. يكون الجناة عادة من الأحداث الذين يتصرفون في مجموعات وينخرطون في مجموعة متنوعة من الأعمال الأخرى المعادية للمجتمع.
  • الثاني: نمط المحافظة على انتهاج أسلوب محدد للحرائق المتعمدة، وهي الحرائق التي يتم توجيهها من خلال مصدر خارجي للإحباط، حيث يكون الهدف منها استعادة الصحة العاطفية لدى مرتكبها. ويتم تحقيق ذلك عادةً من خلال إشعال حريق متعددة المراحل، وغالبًا ما تتضمن مسرعات الاشتعال وتدمير الممتلكات وتعريض الأرواح للخطر. وربما يكون مرتكب الجريمة فردًا معروفًا للضحية يتميز بتاريخ من الاضطرابات، بما في ذلك تهديدات سابقة بالعنف أو الحريق.
  • الثالث: نمط التكامل، فهو الذي يقوم فيه منفذ الحريق بإضرام النار في منزله، أو في بعض الأحيان، في نفسه، في محاولة للفت الانتباه إلى الاضطراب العاطفي. وغالبًا ما يكون الفرد المسؤول مضطربًا نفسيًا. وتشكل الإناث النسبة الأعلى في هذا النوع من الحرائق.
  • الرابع: النمط التعبيري الذي يجمع بين مصدر داخلي "نفسي" وهدف خارجي لعمل الحريق المتعمد. ويمكن مقارنته حسب وصف جيلر (c1992) بأنه حريق مفتعل من أجل التواصل، والذي يسعى إلى لفت الانتباه إلى الفرد الذي قد يشعر بأنه غير قادر على تحقيق الأهداف بطريقة أكثر مباشرة. وفي الغالب، تكون هذه الحالات متسلسلة حيث يتعلم الفرد أن النار هي وسيلة فعالة للتعبير. قد تكون أهداف هذا النوع من إشعال الحرائق هي المباني العامة التي تجذب اهتمامًا كبيرًا بالنيابة من خلال الحشود والأعداد الكبيرة من أجهزة الإطفاء. وفي هذا النمط قد يعاني الفرد المسؤول من اضطرابات شخصية وتاريخ من السلوكيات المرتبطة بالحرائق.


كيفية تحديد الاحتياجات السريرية أو العلاجية لمفتعلي الحرائق؟


    إن تحديد الاحتياجات العلاجية المحددة لمفتعلي الحرائق لم يحظ باهتمام كبير في الأبحاث السريرية أو في الطب الشرعي؛ ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تم تجهيز وتطوير برامج علاجية لأشخاص تمت ادانتهم بتهم تتعلق بإشعال الحرائق المتعمد في عدد من المستشفيات الخاصة والعامة في المملكة المتحدة. وقد ركزت غالبية هذه الدراسات على المجموعات السكانية ذات السمات الخاصة، على سبيل المثال: الإعاقة الذهنية، وقد تم نشر بيانات قليلة تتعلق بنتائج هذه الدراسات. (تايلور وآخرون 2002، تايلور وثورن وسلافكين 2004، تايلور وآخرون 2006).


      إن الوصف شامل لحزمة العلاج المصممة خصيصًا لمشعلي الحرائق البالغين والمصابين باضطرابات عقلية من قبل سوافير وهاجيت وأوكسلي (2001 يتضمن هذا النموذج وحدات مصممة لتطوير المهارات الشخصية بهدف تزويد الأفراد بأساليب وظيفية ومقبولة اجتماعيًا لحل المشاكل بهدف اتباع إطار سلوكي معرفي عام، ويشتمل البرنامج على عناصر من التربية النفسية، والتعاطف مع الضحية، وتنمية المهارات، وبعد البصر والتنظيم العاطفي. وأخيرًا الوقاية من حدوث انتكاسة في مراجعة دولية حديثة لتدخلات ضبط النفس، خلص هينز ولامبي وسيمور (2006) إلى أن التعاون بين الخدمات التي تقدم التعليم والعلاج النفسي يبدو أنه النموذج الواعد للتدخل، ومع ذلك تم الاستشهاد بعدد قليل جدًا من الأمثلة على هذه الممارسة التي تعمل فعليًا خارج نطاق الولايات المتحدة وكندا.


كيف نعرف إذا ما مكان العلاج فعالا؟


     كما ذكرنا سابقًا، فإن نتائج الدراسات التي تشير إلى فعالية علاج مفتعلي الحرائق المتعمدة قليلة جدا، وقد أشارت نتائج الدراسات السريرية الى النجاح من حيث خفض درجات التدابير المستخدمة؛ فعلى سبيل المثال: (تايلور وآخرون 2006) أشبر الى تحسن في مقاييس احترام الذات والغضب والاهتمام بالنار لدى المشاركات الأربعة عشر في مجموعتهن، مقياس آخر لنجاح العلاج هو الحد من العودة إلى السلوك الإجرامي. وقد وجد (هاريس ورايس 1996) أن 17% من (243) من مفتعلي الحرائق المضطربين عقليًا كانوا قد ارتكبوا المزيد من جرائم افتعال الحرائق المتعمدة خلال فترة متابعة مدتها ثماني سنوات. لم يتم إطلاق سراح أي من المرضى الإناث الستة خلال فترة المتابعة والتي استمرت عامين (تايلور وآخرون 2006) حيث قامت الدراسة بإجراء إضافي لضبط إشعال الحرائق، ومع ذلك، لم يكن هذا متوقعًا بالضرورة حتى بالنسبة للمجموعة غير المعالجة، نظرًا للمعدل الأساسي الذي أبلغ عنه هاريس ورايس.


      في ظل غياب بيانات العودة إلى الجرم، يتم تقديم نهج بديل لقياس نجاح التدخل من خلال المقالات الحديثة حول "السلوك الموازي للجريمة" (جونز 2004). إن السلوك الإجرامي الموازي هو سلوك مشابه وظيفيًا للسلوك الإجرامي، ولكنه ليس بالضرورة مشابهًا طبوغرافيًا له ؛ ففي دراسة عن إيذاء النفس وإطلاق النار لدى المجرمات المضطربات عقليًا، وجد (ميلر وفريتسون 2007)  دعمًا لفكرة أن هذين السلوكين قد يمثلان مظاهر مختلفة لعمليات نفسية مماثلة. وفقًا لملاحظات المؤلف، لوحظ أثناء تقديم برنامج التدخل الموجه لمجموعة مختلفة من المجرمات المضطربات عقليًا، ان انخفاضًا في سلوك إيذاء النفس قد حدث أثناء عمل المجموعة، وقد أصبح من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد مما إذا كانت هذه النتائج الإيجابية غير المقصودة كانت نتيجة للتدخل في إشعال الحرائق (أ) مرتبطة فعليًا بعامل التدخل، و(ب) مرتبطة بانخفاض في السلوك نفسه المتعلق بإشعال النار.

الخلاصة

    قدم هذا البحث لمحة عامة عن النتائج المستخلصة من المقالات الاستقصائية والسريرية حول الحرائق المتعمدة. والتي تتضمن التوجهات المستقبلية للبحث، وأهمية المهمة المتمثلة في إجراء تقييمات طويلة المدى لفعالية العلاج، بالإضافة إلى استخدام نتائج هذه الأبحاث لتحسين برامج العلاج بشكل أكبر وفقًا لمبادئ إعادة التأهيل الفعالة التي حددها (أندروز وبونتا 2007). يعد تحديد الاختلافات السلوكية في الحرائق المتعمدة المرتبطة بخصائص مرتكب الجريمة المحددة خطوة مهمة نحو تدخل أفضل.

المراجع:[عدل]

[1]

  1. ^ Brown، Jennifer؛ Campbell، Elizabeth A.، المحررون (2010). The Cambridge handbook of forensic psychology. Cambridge handbooks in psychology. Cambridge ; New York: Cambridge University Press. ISBN:978-0-521-87809-8. OCLC:466341280.