انتقل إلى المحتوى

نقاش:الشيخ بدر الدين محمود/أرشيف 1

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أرشيف هذه الصفحة صفحة أرشيف. من فضلك لا تعدلها. لإضافة تعليقات جديدة عدل صفحة النقاش الأصيلة.
أرشيف 1


نقاش بدون عنوان

ما ورد في المقالة من أفكار وآراء مغلوطة ومضللة من بدايتها إلى نهايتها، فالرواية التي سردها كاتب هذا المقال لا تعدو كونها تكراراً كلاسيكياً لآراء وروايات بعض المؤرخين والجهات التي كانت تاريخياً تناصب الشيخ بدر الدين العداء لكونه وقف في وجه السلطنة العثمانية، فكيف يمكن الحصول على أفكار وآراء محايدة عن رجل أحرقت جميع كتبه تقريباً وأعدم هو أيضاً عارياً مجرداً من ألبسته ووقع ما وقع عليه من الظلم والتجني مادياً وعلى ميراثه المعنوي؟؟ هذا الرجل ألف ما يزيد على 38 كتاباً ولم يصلنا منها سوى كتابين أو ثلاثة، أين باقي كتبه، كيف يمكن الانتقام من شخص من خلال إخفاء كتبه والقضاء عليها كي لا يقرأها الناس؟؟ إذا كان ما يقوله الشيخ حقاً فالحق أولى، وإذا كان ما يقوله باطلاً فلم يخافون منه فالحق أعلى وابقى. له كتاب تفسير باسم "نور القرآن" غير موجود بين يدينا. اما عن اتهامه بالانحراف والزندقة فتلك دعاية السلطان ضد خصومه وافتراءات علماء السلاطين و أقوال مؤرخي القصور، إذا أن ما يروى عن الشيخ بقوله "أنا الحق" وما يسمى وحدة الوجود لم يكن أبداً كما يعقد البعض موضوعاً عقائدياً بحتاً فيما يُعتقد أنه تجنٍ على عقيدة التوحيد، بل على العكس تماماً كان قضية سياسية إلى جانب كونه عقائدياً، إذ كانت تلك المقولة تحمل دلالات عقائدية وسياسية عميقة، وهي بمثابة إعلان رفض وعدم موالاة للمنطق الحاكم آنذاك في قصور آل عثمان والقائل "السلطان ظل الله في الأرض" أي محاولة إضفاء الصبغة الدينية على حكم السلاسة العثمانية وإلباسها لباس العقيدة والتذرع بذلك واللجوء إليه في كل ما يقدمون عليه من أعمال ضد خصومهم ومعارضيهم وفي قراراتهم التي يتخذونها في إدارة شؤون "الرعية"، تلك المقولة التي - بحسب رأي الشيخ بدر الدين ومن سار على نهجه الفكري من قبله ومن بعده - يتنافى ويتعارض بل و يجافي بل ويناصب العداء لثلث القرآن: سورة الإخلاص، لأن هذه السورة العظيمة أنهت حقبة تاريخية طويلة من ادعاءات الملوك والسلاطين في الامبراطوريات القديمة قبل الإسلام من أن الملك أو السلطان هو ابن الله (كما عند الإغريق والرومان) أو أنه الإله بذاته (كما عند الفراعنة و الإمبراطورية الفارسية)، ولم تكتف السورة الكريمة بإنهاء تلك الحقبة بل وصبت الاسيد على جذور فكرة الشرك تلك. وعندما وجد السلاطين العثمانيون - الذين كانوا في جانب منهم تكراراً لتجربة الامبراطوريات القديمة البيزنطية والفارسية لأسباب ليس من الوارد أن نذكرها هنا لأنها طويلة جداً- أنه ليس بإمكانهم ادعاء الالوهية أو ادعاء أنهم أبناء الآلهة - لتعارضها الصارخ مع سورة الإخلاص الواقفة هناك كصخرة شمّاء وجبل عالٍ وسد عظيم في وجه أطماعهم - لجؤوا إلى تخفيف العبارة والادعاء أنهم ظل الله - حاشا لله-. وقد يحاول البعض تفسير ذلك ويفسره ويقول إن المقصود ليس الظل بالمعنى المادي بل إن القصد أنه يطبق تعاليم القرآن وأوامر الله وما شابه ذلك من الحجج، وهنا بالذات يبادر الشيخ بدر الدين ويواجه هذا الادعاء: فيقول: لست أنت أيها الحاكم، لست أنت وحدك و لوحدك، بقصورك وجنودك وقوتك وعسكرك، لست أنت من تمثل حكم الله في الأرض: بل أنا، بل هو، بل نحن، أي: بل عامة الناس والعباد، أي يقول إن الأصل أن الحق والحقيقة كامنة في عباد الله وخلقه أجمعين مجتمعين ولم يخصك الله تعالى وسلالتك وحاشيتك عن غيركم بخصائص وميزات حتى تكونوا ظله في الأرض متميزين عن كل الناس، واختصر الشيخ ومن سار على منواله هذه العقيدة بجملة واحدة هي عبارة عن شعار سياسي وعقائدي بنفس الوقت: "أنا الحق"، "أنا" يقصد بذلك كل إنسان من عامة الخلق والبشر، يكفي أن يكون إنساناً خلقه الله وقال فيه:" ولقد كرّمنا بني آدم"، والمعنى ان الحق والحقيقة في كل مكان و لدى كل مخلوق، وهذه مقولة ثورية سياسية إلى أبعد الحدود بشروط ذلك الوقت، وهي موجّهة بشكل مباشر كجوابٍ ضد مقولة "السلطان ظل الله في الأرض" التي تمثل النخبوية السياسية البغيضة والتعالي على خلق الله وعامة الشعب، تصوروا أن الذي حاربهم الشيخ بدر الدين وطورلاق كمال وبوركلوجا مصطفى - الذي يدعي كاتب المقال ظلماً وبهتاناً ويصورهم كرؤساء جماعات مارقة وقطاع طرق وعصابات - كان ينادون عامةالشعب بكلمة "قولّارم" وهي كلمة في اللغة التركية معناها الحرفي "عبادي !!" وهل يكون العبد بدون رب؟؟ وإذاً فهل هذا شيء سوى ادعاء الألوهية؟؟ ولكن طبعاً بعمامة وجبة ولحية، يعنى إلباس كل هذا الخروج على دين الله الحنيف لباس الدين. وبعد، فماذا أتحدث عن الافتراءات الواردة في المقال، يقول إن هؤلاء لما تمادوا في إفسادهم تعاون الأوروبيون مع العثمانيين للقضاء عليهم، والحقيقة أن آراء الشيخ بدر الدين وتعاليمه كانت قائمة على مبدأ التشاركية والأخوة الإنسانية - التي لم يكن يفصل بينها وبين الأخوة في الدين- سواء في الإدارة أو العمل والإنتاج، فقد كان ضد نظام الإقطاع البغيض الذي كان مسلطاً كالسيف على رقاب العباد، حيث يهَب السلطان ما شاء من العطايا والمنح للمقربين منه من أراض -تملَّكها هو طبعاً بنتيجة التكليف والرعاية الإلهية له وبجهوده وسعيه !! (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) - بالأخص وقرى وأملاك، ثم يعين صاحب الأرض هذا شخصاً يسمى " المستلزم" ووظيفته استثمار أراضي المُلاك ودفع الضرائب لهم بالمقابل، وبهذا يدفع المستلزم الضريبة مسبقاً لمالك الأرض، ومن ثم يأتي ليشغل الفقراء والفلاحين البسطاء في تلك الأراضي في مقابل مادي لا يتجاوز ما يسد الرمق، ويحصّل من أتعابهم خلال السنة أضعاف ما دفعه للمالك. وظلم المستلزمين هذا كان من بين أهم أسباب ثورة الشيخ وقيامه على السلطة، لقد كانت ثورة الشيخ بدر الدين على هذا النظام الفاجر الذي يختبئ في عباءة الدين، هذا النظام الذي يدعي الانتماء إلى محمد وأصحابه، وهو ابعد ما يكون عن الروح المحمدية (اقرؤوا إن شئتم دستور المدينة (صحيفة المدينة) بين المسلمين وأهل يثرب في أول الهجرة -. نعم، لقد كانت حركة الشيخ بدر الدين حركة عقائدية و ثورة سياسية بكل معنى الكلمة، ثورة على الظلم واللامساواة واللاعدالة القائمة والسرقة باسم الدين. ولكن لنرجع إلى سبب تعاون الأوروبيين مع العثمانيين في هذا الموضوع: أليس أمراً عجيباً أن تقوم دولتان في ذلك الوقت هما الدولة العثمانية والدولة البيزنطية - حيث كانتا دولتين في حالة حرب وعداء دائم -، بالإضافة إلى الإمارات الصربية، بالإضافة إلى إمارات ذوالقادر في الجنوب الأوسط للأناضول، أليس غريباً أن يجتمع كل هؤلاء على محاربة هؤلاء الأشخاص؟؟ ما السر والسبب وراء ذلك؟؟ أسمعوا الجواب من ملك البيزنطيين آنذاك، يقول الملك البيزنطي حين سئل لماذا يتعاون مع عدوّه رقم 1 وهم العثمانيّون وكيف يقدم على مثل هذا الأمر وكيف يستقيم ذلك، يقول في جوابه: هذا الأمر مختلف، نحن والعثمانيون أبناء سلالات ملكية، ونحن سلاطين وملوك، أما هؤلاء فهم فريق التبع والرعاع، نحن الآن في صف واحد مع آل عثمان كملوك وسلاطين ضد فريق "العباد". السبب واضح إذاً، هي معركة المركز ضد الأطراف ( أو الحضريين ضد البدويين كما يقول ابن خلدون في المقدمة)لأجل تثبيت غلبة الطرف الحاكم، هي حرب الطبقة الحاكمة على الطبقات المستضعفة، أو قل إن شئت حرب الفراعنة على "عبادهم" المستضعفين !! أما سبب أن أغلبية أتباعه كانوا من غير المسلمين السنة، فذلك يعود إلى طبيعة دعوته، إذا أنه كان يدافع عن حقوق الفئات المهمشة داخل الدولة، ولم يلتحق به غير المسلمين فقط، بل وتبعه عدد كبير من فقراءالسنة والشيعة والعلوية وغيرهم، فلقد أنشأ الشيخ بدر الدين في المناطق التي تولى إدارتها - أو بالأحرى شارك في إدارتها- نظاماً إنتاجياً - زراعياً في ذلك الزمن - قائماً على مبدأ المشاركة العادلة في الإنتاج والاستهلاك والحق لكل إنسان في استيفاء كل حاجاته البشرية الأساسية. فالأراضي لم تكن ملكية خاصة بل جماعية مشتركة، والنظام الإداري قائم على الشورى والمشاركة الجماعية الواسعة في اتخاذ القرارات وتنفيذها، أي إنه حاول أن ينشأ "مدينة" النبي المصغرة، أو "كوفة" علي أو "المدينة الفاضلة" للفارابي، نظام إنساني عادل يتساوى فيه كل البشر في نيل حقوقهم وممارستها بدون تمييز أو ادعاء حق إلهي أو نسب أو جاه أو شرف مصطنع. أما عن الزهد المطلق فلم يرو عنه أحد أنه أجبر أحداً على الزهد أو ماشابه، بل كان يدعو إلى إنفاق الأموال الزائدة وعدم اكتنازها تيمناً بقوله تعالى " والذين يكنزون الذهب والفضة ... " إلى آخر الآية الكريمة، وجميع من ساروا على أفكاره كانوا يفعلون ما يفعلون بمحض إرادتهم وعن قناعة. أما إنكار الجنة والنار ويوم القيامة فهي اتهامات لا أصل لها، ولكن الحقيقة أنه كان لديه تأويل مختلف فقط لهذه المفاهيم، وهذا حق له ما دام لم ينكر أصل الآية، ولم يرد عنه أنه أنكر آية واحدة في القرآن، وعندما قبض عليه كان يصلي ويقرأ آيات من القرآن. وأما المساواة بين الأديان، فلأن الشيخ الشهيد كان لا يفرّق بين عمل الدين وعمل الدنيا - والتفريق بدعة و حياد عن مفهوم الدين والدنيا الموجود في القرآن لأن القرآن يذكر الدنيا في مقابل الآخرة وليس في مقابل الدين - فكل عمل صغيراً كان أم كبيراً في نظر الشيخ له جانبان: ديني ودنيوي والاثنان في الحقيقة شيء واحد برأيه، وليس هناك فصل بين عمل ديني وآخر دنيوي في عقيدة التوحيد الخالصة بنظر الشيخ - ، وبناء على ذلك كان الشيخ يقول إن مقياس التمييز بين الناس- أي في منظور القيم والأعمال، ليس كون الشخص منتمياً إلى فرقة الإسلام أو فرقة كذا أو كذا، بل هو العمل الذي يقوم به أي العمل وليس أي شيء آخر هو الذي يحدد ما ينتمي إليه الشخص وأن الأساس هو العمل الفعلي وليس الإيمان القلبي أو الادعاء بالايمان وهذا أيضاً نقاش طويل وعميق في تاريخ الإسلام لا مجال للخوض فيه الآن - وهنا يفترق الشيخ عن النظرة التقليدية القائلة بأن مقياس التفضيل هو الإيمان في القلب - وهذا من اختلاقات سلاطين بني أمية وليس من جوهر الذكر الحكيم - واقرؤوا إن شئتم قول الله تعالى " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً " الآية، ومختصر الحديث أن الشيخ الشهيد وأمثاله الكثيرين من تم تغييبهم عمداً عن ساحة الوعي الإسلامي تاريخياً وثقافياً من خلال القضاء عليهم مادياً من خلال إعدامهم وقتلهم ومعنويا من خلال حرق كتبهم وتراثهم وإعلانهم زنادقة وكفاراً وما شابه، إنما يشكلون تياراً مختلفاً لم يسمع به الكثير من المسلمين ربما، تيار مختلف ترجع أصوله المعنوية إلى النبي (ص) وروح الدعوة التي جاء بها لتخليص الناس من المظالم وعبادة الإنسان للإنسان، تيار أريد له من قبل أصحاب الحكم والسلطة وعلماء السلاطين أن تُمحى آثاره من على وجه البسيطة لتهديدها سلطتهم وكراسيهم في الصميم. تيار هو روح الإسلام ووجهه المشرق في العدالة والإخاء والمساواة.والكلام يطول عن الشيخ الشهيد وأدعو الأخ كاتب المقال إلى مراجعة أفكاره والتحقق منها بحيادية ونظرة مخلصة، ويكفي للتدليل على ما وقع فيه أخونا من خطأ وتزييف ما ورد من تناقض في كافة جوانب كلامه: فكيف يخاطب الشيخ السلطان بكلمة "مولانا" وهو الذي أفنى عمره يحارب هذه الفكرة، هل يستصغر نفسه إلى هذه الدرجة وهو الذي واجه مع أتباعه --46.1.17.152 (نقاش) 01:39، 30 ديسمبر 2016 (ت ع م)امبراطورية بأكملها ولم يحسب لذلك حساباً؟؟ وكيف يحكم على نفسه بالإعدام وهل هذا موقف يحتمل هذا الكلام؟؟؟؟ والسلام...ردّ