نقاش البوابة:حضارات قديمة
أضف موضوعًا{ من مشاهير النساء في تاريخ العرب التليد } عنيزه بنت غنيم .. المرأه التى أهلكت ثمود ! بقلم :- زيد محمد حسين الفرح *عنيزه بنت غنيم ، أمرأة من ثمود ، دخلت التاريخ - وتناقل الناس عبر الاجيال والعصور القديمه – اسمها لأنها المرأه التى لعبت دوراً اساسيا في هلاك شعب وحضارة ثمود العربيه التليده .. فكيف كان ذلك.. وماهي قصة عنيزه بنت غنيم ؟! كانت ثمود قبيله من قبائل الطبقه الاولى من العرب العاربه الذين كانوا يسكنون باليمن ، وسميوا ثمود نسبة الى جدهم ( ثمود بن عابر بن ارام بن سام ) وما يزال موطنهم الاول باليمن يحمل اسم ثمود حتى اليوم ( وهو منطقة ثمود بمحافظة حضرموت بالجمهوريه اليمنيه ) .. فلما قامت دولة سبأ القديمه الاولى في اليمن بزعامة سبأ الاول بن يشجب ، انتقلت قبائل ثمود من اليمن الى منطقة الحجرو وادي القرى باعالى الحجاز الى رملة فلسطين ، حيث كان لتلك المنطقه اهمية كبيره كمحطة وطريق للتجاره بين كل من اليمن والشام ومصر *وكانت ثمود مزودة بمعارفها الحضاريه التى كانت اكتسبتها في اليمن ، فنقلت معارفها الى موطنها الجديد باعالى الحجاز في وادى القرى والحجر وتبوك الى رملة فلسطين ، حيث اسست ثمود حضارة كان مركزها الحجر بوادي القرى ، فعمروا تلك الارض الشاسعه ،جعلوا ارضها { جنات وعيون ، وزروع ونخل طلعها هضيم } { ونحتوا من الجبال بيوتاً ، وعمروا القصور والدور في السهول .. } وعاشوا في النعيم والسعادة عدة قرون بلغت حضارتهم خلالها شأواً يضاهي الحضارات العربيه القديمه المحيطة بها والتى كانت تربطها بثمود علاقات متعددة مثل دولة سبأ الاولى في اليمن الى مكه والدول الكنعانيه – مثل إيبلا – في الشام والدوله الفرعونيه الاولى في مصر والاكاديون في اشور وبابل .. وربما كانت ثمود تفوق الجميع في الثراء والرخاء اّنذاك – ( باواسط الالف الثالث قبل الميلاد ) – إلا ان ثمود تخلت عن دين التوحيد الذي كان معروفاً منذ ايام النبى العربي الاول هود بن عبد الله وابنه قحطان بن هود بن عبد الله وابنه قحطان بن هود ويعرب بن قحطان في اليمن وبين تلك الطبقه من العرب .
- فارسل الله الى ثمود اخاهم النبى العربي صالح ينهاهم عن عبادة الاّلهه المتعدده التى ابتدعوها ويدعوهم الى التوحيد وعبادة الله وحده لاشريك له .. فاّمنت برسالته طائفة من الضعفاء ، الى ان اّمن رئيس ثمود –( واسمه جندع بن عمرو )- واكثر الناس بعد ان اتاهم النبى صالح بالناقه ( اّية من الله ) وقال { لها شرب ولكم شرب يوم معلوم } .. وكان فريق من ثمود لم يؤمنوا ، منهم عدد من كهنة دين ثمود السابق وعدد من اثرياء ثمود بينهم امراة كنيتها ( ام غنم ) واسمها { عنيزه بنت غنيم } .
- كانت عنيزه بنت غنيم أرمله ثريه وكبيرة في السن ..وكان زوجها واسمه ( ذؤاب) من رؤسأ ثمود فلما توفى ورثت زوجته عنيزه مركزه الاجتماعي الى جانب ما يمكن ان تكون ورثته من ثروة طائله هي وبناتها بعد وفاته .. مع احتمال ان تكون الثروه ثروتها هي .. وكانت لها اخت من امها – تماثلها في الثراء – اسمها ( صدوف بنت المحيا ) .. وكانت الاثنتان عنيزه وصدوف من أثرى ثمود .. إلا ان صدوف كانت شابة حسناء يطلب الزواج منها كثيرون رغبة في مالها أوحسنها فلم تقبل ذلك ، وكان رجل من ثمود اسمه ( مصدع ) يطلب الزواج من صدوف وهو متيم بها ولايتردد عن تلبية اى طلب يقربه منها لوطلبت .. أما عنيزه فتصفها الروايات بانها كانت امرأة ( عجوز ) وهو وصف لانعرف مدى دقته ، وانما يمكن القول انها كانت في الاربعينيات من عمرها ، لأن ابنتها ( رباب ) كانت في العشرينيات .. حيث تذكر بعض الروايات التاريخيه ان رباب { كانت وسيمة الخلق } بينما ترفض بعض الروايات ذلك الوصف وتقول { بل كانت رباب أجمل امرأة في زمانها .. وكان قدار بن سالف وامقاً للرباب قد طلب الزواج منها فلم يجد اليها سبيلا }
- وقدار بن سالف هذا كان من ثمود ، ولكنه لم يكن يسكن مدينة الحجر – التى هي حاضرة ثمود والتى كانت تسكنها عنيزه وبنتها الرباب – وانما كان قدار يسكن قرية من ضواحي المدينه يقال لها ( قرح ) أو (قزح ) .. وجأ في الحديث – ان قدار بن سالف – { رجل غارم عزيز منيع في رهطه مثل ابي زمعه } قال ابن كثير { غارم : اى شهم . وعزيز : أى رئيس ، منيع أى مطاع في قومه } .. وكانت عنيزه لم تستجب لرغبة قدار بالزواج من ابنتها الرباب , وكذلك كانت صدوف – ( اخت عنيزه لامها ) – لم تقبل طلب ( مصدع ) لها ، رلم ترفض الطلب بشكل حاسم ، فتركته معلقاً ولهانا ..
- اّنذاك كانت الناقه – ( التى هي اّية من الله وفتنة لهم ) – ترعى في ارض ثمود بالحجر وكانت اذا وردت الماء – ( يوم شربها ) – وضعت رأسها في الماء فتسفه حتى لاتدع قطره ، .. ويقال بل كانت تشرب الماء يومها ثم تمضي ترعى ، وكانت الناقه إذا جأ الصيف طلعت ظهر الوادي فهربت منها المواشي من الابل والبقر والغنم وغيرها الى بطن الوادي ، فيضر الحر بالمواشي ، وإذا ورد الشتاء والبرد هبطت الناقة الى بطن الوادي ، وذعرت منها المواشى الى ظهر الوادي في برد شديد .. وأضر ذلك بمواشي ثمود ، .. وطال ذلك عليهم .. وذات يوم ‘ اصبحت الناقة في بطن الوادي معها سقب لها على مثل خلقها وهيئتها ، فلما رأه كهان ثمود ، قالوا : سحر صالح الناقه حتى نتجت سقباً .. ولكن احداً لم يفكر بالتعرض للناقه بسبب ما اوعدهم به النبى صالح من العذاب و الهلاك إذا فعلوا .. فاستمر الحال كذلك الى ان ضاقت عنيزه بنت غنم بذلك ذرعاً لانها قالب:كانت ذات ماشية كثيره
- ثم استدعت عنيزه اختها صدوف ، { فاخذتا في المكر والحيل ، واتفقتا على ( فكرة ) عقر الناقه } ولكن ، من سيتولى عقر الناقه ؟.. اتجه تفكير عنيزه – اولاً – الى شخص يقال له ( حباب) كان من وجوه الذين بقوا على دين تعدد الالهه ، فارسلت عنيزه اليه اختها صدوف تعرض عليه ان يقوم بعقر الناقه – 0 هو واصحابه ) – ووعدته بمال جزيل .. فرفض حباب ربما خشيه من رد فعل المؤمنين من ثمود ، وربما لان المقابل – ( وهو المال ) – لايمثل دافعاً كافياً .. فظنتت عنيزه ان الحب يمكن ان يحقق النتيجه التى تريدها ، فهناك ( مصدع ) الراغب في الزواج من ( صدوف ) .. وهناك ( قدار ) الراغب في (الرباب ) .. وكانت عنيزه هي التى حالت دون زواج صدوف ( بالرجل الذي يحبها ) مصدع ، وهى التى رفصت تزويج ابنتها الرباب لقدار بن سالف .. فغيرت عنيزه موقفها بالنسبة لمصدع واتفقت مع اختها صدوف على ان يقوم مصدع بعقر الناقه فاذا فعل ذلك تتزوجه صدوف ، وتم طرح الموضوع على مصدع الذي لما اخبرته صدوف بذلك اجابها – كما تذكر الروايات – رغبة في جمالها وسعة مالها .. و الاصوب انه وافق على الفكره والمشاركه في عقر الناقه ليس إلا .. فالمسألة تحتاج الى شخص أقدر والى إجماع واسع .. وكان الشخص المنشود هو ( قدار ) المولع بحب ( رباب ) .. فشدت عنيزه الرحال الى ( قدار بن سالف ) في قريته ( قزاح ) – بضواحي المدينه – وطرحت عليه الامر ، وانها ستزوجه بالرباب ، فاجابها قدار الى ذلك واقبل معا الى المدينه ، فاجتمع هو ومصدع فتكلما في ذلك واتفقا على الاتصال بشخصيات اساسيه في مدينة الحجر ، وتمت الاتصالات ، { واجتمعوا في بيت عنيزه ، وعمدت عنيزه الى ابنتها الرباب فزينتها وحلتها وامرتها ان تبدى محاسنها لقدار ، فلما رأها قدار ذهب عقله ، كذلك تزينت صدوف لمصدع فذهبت بعقله ، وأتتهم رباب وصدوف بماشأ وامن الشراب والطعام } واسفر الاجتماع عن الاتفاق على عقر الناقه يوم وردها للشرب من الماء ..
- كذلك كان ، حمل قدار على الناقه فضرب عرقوبها ، بينما رماها مصدع برمح ، ثم طعنها قدار بالسيف في لبتها ، ثم أكب قدار واصحابه على الناقه ، فذبحوها ، وجزوا لحمها .. وكان النبى صالح قد اوعد ثموداً بالهلاك إذا تعرضوا للناقه – فلما قتلها قدار واصحابه ثم ذبحوها وجزوا لحمها ، ولم يحدث اى شئى ، زال الخوف من النفوس ، واخرجوا القدور الى الوادي فنضبوها وشوو الحم الناقه وشربوا واكلوا ، وظلوا في ذلك المكان طول النهار يتمتعون وبينهم عنيزه ، والرباب عروسة قدار ، وصدوف عروسة مصدع ، .. وقد اجتمع اليعم الكثير من الناس ، بما في ذلك كثير من الذين كانوا اّمنوا .. فتركوا الايمان ، ولم يبق على الايمان والتوحيد إلا نفر قليل ، ساروا الى حيث كان النبى صالح واخبروه بما حدث .. فأقبل صالح الى الوادي مسرعاً ، فوجد القوم يأكلون ويشربون ويتمتعون ، فوقف صالح – وكان متزراً بعباء ومرتديا النمار – فقال لهم صالح { تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ، ذلك وعد غير مكذوب } .. وغادر صالح والذين اّمنوا منطقة الحجر .. وفي ضحى اليوم الرابع هلكت ثمود .. قال تعالى قالب:فاصبحوا في دارهم جاثمين ، كأن لم يغنوا فيها ، ألا إن ثمود كفروا ربهم ، ألا بعداً لثمود
زمن واصدأ هلاك ثمود
- يتفق علماء السلف واصحاب التاريخ القديم والروايات التاريخيه وتفاسير القراّن الكريم على ان زمن النبي صالح وهلاك ثمود كان قبل زمن النبي ابراهيم .. وذلك ايضاً هو سياق القراّن الكريم كما في سورة ابراهيم قالب:.. ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد .. ( .. الخ . ) ... وقد حدد المؤرخون والدارسون للتاريخ القديم في عصرنا – ( من الاوروبيين وغيرهم ) – زمن النبى ابراهيم بحوالى عام 2150 قبل الميلاد .. وتذكر الروايات التاريخيه العربيه ان النبى ابراهيم عاصر الملك وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن ايمن ملك سبأ .. ويدل السياق على ان الملك زهير – ( او : ذو هير ) – كان حوالي عام 2600 ق. م. – اى قبل زمن وائل معاصر النبي ابراهيم بسبعة اجيال ، او بحوالى خمسة قرون .. وهو زمن النبى صالح وهلاك ثمود ، حيث تذكر الروايات التاريخيه ان هلاك ثمود كان في زمن الملك زهير بن ايمن بن الهميسع .. ( اى حوالى عام 2600 ق . م. ) وهو ما يشير اليه ايضاً نشوان الحميري في قصيدته التاريخيه عن ملوك سبأ وحمير حيث قال :-
أين الهميسع ثم أيمن بعده * وزهير ملك زاهر وضاح في عصره هلكت ثمود بناقة * ألفت بها ترحاً من الأتراح
- وكان النبى صالح ومن اّمن معه انحازوا من ديار ثمود باعالى الحجاز – قبيل هلاك ثمود – ثم أتى صالح الى جهة مكه – ( التى كانت تسكنها جرهم بن قحطان ) – وحج بالبيت .. ومن المحتمل انه اتى من مكه الى مارب مقر الملك زهير بن أيمن .. حيث تذكر الروايات التاريخيه ان الملك زهير ( ذو هير ) كان مؤمناً وان دين التوحيد كان شائعاً في اليمن – اّنذاك - .. وبالتللى يمكن ان يكون للنبى صالح دور في ايمان ( ذوهير ) وشيوع الايمان في اليمن ... ويذكر كتاب ( وصايا الملوك ) انه الملك زهير وعظ واوصى ابنه عريب وصية قال فيها :- {.. وأعظك مع جميع سبأ بمصارع ثمود نصب أعينكم ، وسماع اذانكم ، فما اجيب لها ندأ ، ولاقبل منها فدأ ، ولا ملكوا قبلها حذرا ، ولا اعتقلوا لما فاجأهم وزرا .. } ( الوزر : الملجأ المنيع )
- وكان من الطبيعي ان تتناقل الاجيال قصة هلاك ثمود عبر الازمنة والعصور ، فكانوا يضربون بها الامثال .. كما في قصيدة الشاعر اليمني الجاهلي الأفوه الاودي التى قال فيها ضارباً المثل :-
.. أضحوا كقيل ابن عمرو في أرومته * إذ اهلكت بالذى سدى لها عاد أو بعده كقدار حين طاوعه * على الغواية اقوام فقد بادوا
- وقال احد الشعراء الاخبار بين الجاهليين شعراً نسبه الى رجل من بقية ثمود عن سبب هلاكهم .. وهو :-
{ ابى الله إلا أن يحل بارضنا * من اجل صدوف والرباب خرابها } { دعت أم غنم شر خلق علمته * بارض ثمود كلها فاجبها } { ازيرق من قزح دعته ، وربما * دعت ام غنم للقبيح شبابها } { نادت نداء لم تجد لشقائه * سواه – مجيب – إذ أرته ربابها } { وقالت اطع تعط الرباب واختها * .. صدوف تنادى عند ذاك حبابها } { فقال حباب اننى غير فاعل * لذاك ، فنادت مصدعا فاجابها } وام غنم المذكوره في هذه الابيات هى عنيزه بنت غنيم التى دخلت التاريخ !.. ( والله الموفق )
- زيد محمد حسين الفرح* zeadalfreh@yahoo.com هاتف سيار 733056106
{ الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة – صندوق التراث والتنمية الثقافية - منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح }
البدء في نقاش حول بوابة:حضارات قديمة
صفحات النقاش هي المكان الذي يناقش فيه المستخدمون كيفية تطوير المحتوى في ويكيبيديا بأحسن طريقة ممكنة. يمكنكَ استخدام صفحة النقاش هذه لبدء نقاش مع الآخرين حول كيفية تطوير وتحسين صفحة بوابة:حضارات قديمة.