نقاش التصنيف:كتب باللغة العربية

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أحدث تعليق: قبل سنتين من KamelKAMELY في الموضوع الديانة المجوسية

تاريخ الفرس[عدل]

كتاب تاريخ الفرس

تأليف: أحمد الكايد

الإمبراطورية الفارسية أو فارس (بالفارسية:شاهنشاهي إيران) هو الاسم التاريخي للمنطقة التي قامت عليها الإمبراطوريات والدول الفارسية والتي تشكل اليوم إيران. تقع الإمبراطورية الفارسية شرق وشمال شبه الجزيرة العربية. تأسست الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. بواسطة كورش.وتعتبر الإمبراطورية الفارسية التي تعرف بدولة الفرس أو الدولة الكسروية، من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة قبل العصر الإسلامي، حتى إنها فاقت الإمبراطورية البيزنطية في الشهرة والقوة، ولقد مرت هذه الدولة بعدة أطوار قبل البعثة وبعدها.

الحالة السياسية والاقتصادية

كانت الإمبراطورية الساسانية تحكم بلاد إيران في القرن السابع الميلادي ويكوِّن الفرس مادة الإمبراطورية، ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر، والعرب في العراق، وكانت حدودها الغربية غير مستقرة حسب قوتها، فأحياناً تغلب على أطراف بلاد الشام كما حدث سنة 614م عندما اجتاحت بلاد الشام واستولت على بيت المقدس، ثم استولت على مصر سنة 616م. ولم يستسلم هرقل امبراطور الروم بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس في آسيا الصغرى سنة 622م، ثم استعاد منهم سوريا ومصر سنة 625م، ثم هزمهم هزيمة سنة 627م قرب أطلال نينوى، مما أدى إلى ثورة العاصمة ضد كسرى الثاني، وعقد خليفته شيرويه الصلح مع هرقل، على أن أحوال الدولة الفارسية لم تستقر بعد ذلك، إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية، حتى تعاقب على عرش فارس في تسع السنوات التالية أربعة عشر حاكماً، مما مزّق أوصال دولة الفرس، وجعلها مسرحاً للفتن الداخلية، حتى أجهز عليها العرب المسلمون في حركة الدخول. هذا عن الأحداث السياسية والعسكرية التي مرت على بلاد فارس.

الحياة الاقتصادية

احتكر الأقوياء الثروة ومصادرها، وانهمكوا في مباهج الحياة وملذاتها، وزادوا من ثرائهم بالربا الفاحش والمكوس والضرائب الثقيلة التي فرضوها على الضعفاء من الفلاحين والعامة، فزادوا فقراً وتعاسة، وحرّموا على العامة أن يشتغل الواحد منهم بغير الصناعة التي مارسها أبوه، وكان العامة من سكان المدن يدفعون الجزية كالفلاحين، ويشتغلون بالتجارة والحرف، وهم أحسن حالاً من الفلاحين الذين كانوا تابعين للأرض، ومجبرين على السخرة، ويجرّون إلى الحروب بغير أجر ولا إرادة. وكانت الجباة للضرائب لا يتحرزون من الخيانة واغتصاب الأموال في تقدير الضرائب وجبايتها، وكانت الضرائب تفرض بصورة اعتباطية وخاصة وقت الحروب.

الحالة الدينية والفكرية

لم يعرف الفرس الديانات الإبراهيمية التي سبقت ظهور الإسلام إلا بنطاق محدود جداً، وكان أكثرهم من معتنقي الزرادشتية, فمنذ القرن الثالث الميلادي صارت الزرادشتية ديناً للدولة، وحاول كسرى الثاني تجديد الزرادشتية وإحياء معابد النيران ونشر تفسير جديد لكتابها الآفستا وكانت عقوبة من يخرج عليها الإعدام. وتقوم العقيدة الزرادشتية على الثنوية، أي وجود إلهين في الكون هما إله النور اهورا مزدا وإله الظلام (أهريمن) وهما يتنازعان السيطرة على الكون، ويقف البشر الأخيار مع إله الخير، والأشرار مع إله الظلام، وتقدس الزرادشتية النار، وقد أقيمت معابد النيران في أرجاء الدولة، ويعرف رجال الدين الزرادشتيون بالموابذة وكل منهم يرأس مجموعة يسمون الهرابذة وهم الذين يخدمون نار المعبد في كل قرية.

الإمبراطورية الأخمينية

يُسمى أيضًا الإمبراطورية الفارسية الأولى، كانت إمبراطورية إيرانية قديمة ومقرها غرب آسيا أسسها كورش العظيم. بدءًا من البلقان و أوروبا الشرقية في الغرب إلى وادي السند في الشرق، كانت أكبر من أي إمبراطورية سابقة في التاريخ، تمتد 5.5 مليون كيلومتر مربع (2.1 مليون ميل مربع). وهي جديرة بالملاحظة في نموذجها الناجح لإدارة مركزية بيروقراطية (من خلال مرزبان تحت ملك الملوك)، لسياستها تعدد الثقافات، لبناء البنية التحتية مثل الطريق أنظمة و نظام بريدي، واستخدام لغة رسمية عبر أراضيها، وتطوير الخدمات المدنية وجيش محترف كبير. ألهمت نجاحات الإمبراطورية أنظمة مماثلة في الإمبراطوريات اللاحقة.

بحلول القرن السابع قبل الميلاد، استقر الفرس في الجزء الجنوبي الغربي من الهضبة الإيرانية في منطقة فارس، والتي أصبحت قلبهم. من هذه المنطقة، تقدم كورش الكبير ليهزم الميديين، ليديا، و الإمبراطورية البابلية الجديدة، ليؤسسوا الإمبراطورية الأخمينية. الإسكندر الأكبر، من أشد المعجبين بكورش الكبير، غزا معظم الإمبراطورية الأخمينية بحلول عام 330 قبل الميلاد. عند وفاة الإسكندر، وقعت معظم أراضي الإمبراطورية السابقة تحت حكم المملكة البطلمية و الإمبراطورية السلوقية، بالإضافة إلى الأراضي الصغيرة الأخرى التي حصلت على الاستقلال في ذلك الوقت. استعادت النخب الإيرانية في الهضبة الوسطى السلطة بحلول القرن الثاني قبل الميلاد تحت الإمبراطورية الفرثية.

يُشار إلى الإمبراطورية الأخمينية في التاريخ الغربي على أنها خصم دول المدن اليونانية أثناء الحروب اليونانية الفارسية وقامت بتحرير اليهود. تجاوزت العلامة التاريخية للإمبراطورية بكثير التأثيرات الإقليمية والعسكرية وتضمنت التأثيرات الثقافية والاجتماعية والتكنولوجية والدينية أيضًا. على سبيل المثال، اعتمد العديد من أثينا العادات الأخمينية في حياتهم اليومية في تبادل ثقافي متبادل، يتم توظيف البعض من قبل الملوك الفارسيين أو المتحالفين معهم. إن تأثير مرسوم كورش مذكور في النصوص اليهودية-المسيحية، وكان للإمبراطورية دور فعال في انتشار الزرادشتية في أقصى شرق الصين. حددت الإمبراطورية أيضًا نغمة السياسة وتراث و تاريخ إيران (المعروفة أيضًا باسم بلاد فارس).

الامبراطورية الساسانية (224–651 م)

بدأ الشاه أردشيرأول الملوك الساسانيين في إصلاح البلاد اقتصاديًا وعسكريًا. فكانت إيران لفترة تزيد عن 400 عام واحدة من القوى الكبرى في العالم إلى جانب جارتها اللدودة الإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية. وقد ضمت تلك الشاهنشاهية في أوجها كل من إيران والعراق وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا وأبخازيا وداغستان ولبنان والأردن وفلسطين وإسرائيل وأجزاء من أفغانستان وتركيا وسوريا وأجزاء من باكستان وآسيا الوسطى والشرقية وشبه الجزيرة العربية وأجزاء من مصر.

طغت الحروب البيزنطية الساسانية على معظم فترة حكم الساسانيين، وهي استمرار للحروب الرومانية-البارثية والحروب الرومانية الفارسية. والنزاع الأخير هو أطول نزاع دام في تاريخ البشرية. بدأت الحرب الرومانية الفارسية الأخيرة في القرن السابع قبل الميلاد على يد أسلافهم البارثيين والرومان. هزم الفرس الرومان في معركة الرها سنة 260 وأخذوا الإمبراطور فاليريان أسيرًا لما تبقى من حياته. تم غزو شرق شبه الجزيرة العربية في وقت مبكر. أثناء حكم خسرو الثاني في 590-628 ضم مصر والأردن وفلسطين ولبنان إلى مملكته. أطلق الساسانيون على إمبراطوريتهم اسم ایرانشهر (“بلد الآريين”، أو الإيرانيين).

تبع ذلك فصل من تاريخ إيران بعد ما يقرب من ستمائة عام من الصراع مع الإمبراطورية الرومانية. خلال هذا الوقت اشتبكت الجيوش الساسانية والرومانية البيزنطية من أجل النفوذ في الأناضول وغرب القوقاز (لازيكا بالخصوص ومملكة أيبيريا التي هي جورجيا وأبخازيا الحالية) وبلاد مابين النهرين وأرمينيا والشام. في عهد جستنيان الأول انتهت الحرب بسلام صعب بدفع الجزية للساسانيين.

ومع ذلك استخدم الساسانيون رفض الإمبراطور البيزنطي موريكيوس دفع الجزية سببًا للحرب. بعد العديد من المكاسب هُزم الساسانيون في ساروس والقسطنطينية وأخيراً نينوى التي قادت إلى السلام. مع انتهاء أكثر من 700 عام من الحروب الرومانية الفارسية من خلال الحرب الساسانية-البيزنطية 602-628، ومنها حصار العاصمة البيزنطية.

يعتبر العصر الساساني الذي هو ضمن العصور القديمة المتأخرة أهم الفترات التاريخية تأثيرا في إيران. من نواح عديدة شهدت الفترة الساسانية أعلى إنجاز للحضارة الفارسية وتشكل آخر إمبراطورية إيرانية عظيمة قبل دخول الإسلام. أثرت بلاد فارس على الحضارة الرومانية بشكل كبير خلال العصر الساساني، امتد تأثيرها الثقافي إلى ما وراء الحدود الإقليمية للإمبراطورية، ووصل إلى أوروبا الغربية وأفريقيا والصين والهند ولعب أيضًا دورًا بارزًا في تشكيل الفن الأوروبي والآسيوي في العصور الوسطى.

انتقل هذا التأثير إلى العالم الإسلامي. لقد حولت الثقافة الأرستقراطية الفريدة لهذه السلالة الفتح الإسلامي لإيران وتدميرها إلى نهضة فارسية. فالكثير من الثقافة الإسلامية والهندستها المعمارية والكتابة والمساهمات الأخرى للحضارة، قد نقلت من الفرس الساسانيين إلى العالم الإسلامي الأوسع.

المصدر

http://thebah4.com/2021/12/20/%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%b3/ KamelKAMELY (نقاش) 07:26، 5 فبراير 2022 (ت ع م)ردّ

الديانة المجوسية[عدل]

كتاب الديانة المجوسية

تأليف: أحمد الكايد

المجوسية وتعرف بالزرادشتية وهي إحدى أديان المجوسية ولم يبقَ غيرها، وهي ديانة إيرانية قديمة وفلسفة دينية آسيوية. كانت الدين الرسمي للإمبراطوريات الأخمينية والبارثية والساسانية. وهي واحدة من أقدم الأديان في العالم والتي لم تنقطع ممارستها. نسبت الديانة إلى مؤسسها زرادشت، وتعد واحدة من أقدم الديانات التوحيدية في العالم، إذ ظهرت في بلاد فارس قبل 3500 سنة. ظهرت الزرادشتية في المنطقة الشرقية من الإمبراطورية الأخمينية عندما قام الفيلسوف زرادشت بتبسيط مجمع الآلهة الفارسي القديم إلى مثنوية كونية: سبتامينو (العقلية التقدمية) وأنكرامينو (قوى الظلام أو الشر) تحت إله واحد وهو أهورامزدا (الحكمة المضيئة). وأهم نصوص الديانة هي نصوص الآفستا، التي تتضمن كتابات زرادشت المعروفة باسم الجاثاس، وهي قصائد طقوسية غامضة تحدد مفاهيم الدين، والتي هي في ياسنا، خدمة العبادة الرئيسية للزرادشتية الحديثة.

ومن خصائص هذا الدين تقديس عناصر الطبيعة. وللشمس عند الزرادشتية حُرمة عظيمة، غير أنَّ النار أعظم شأنًا، لذلك دخلت كعاملٍ رئيسيٍّ في عباداتهم. وبُيوتُ النَّار عندهم هي مراكز العبادة والتقديس. يعتقد المجوس بوجود إلهٍ للخير والنور، خالقٍ يُسمّونه «أهورامزدا»، وإلهٌ للشر والظُلمة يُسمّونه «آهرمان» ولكنَّهُ ليس بمُستوى أهورامزدا. فالزرادشتيَّة بهذا تقومُ على الثنويَّة والنزاع الدائم بين إله الخير وإله الشر، لكنَّ النصر في النهاية سيكون للإله الأوَّل بما يبذله الإنسان من أعمالٍ حسنةٍ للتغلُّب على روح الشَّر.

هناك اعتقاد خاطئ ساد بين أتباع الأديان الإبراهيمية أنهم يعبدون النار، ولكنهم في الحقيقة يعتبرون النار والماء أدوات من طقوس الطهارة الروحية. أفكار زرادشت أدت إلى تبلور دين رسمي يحمل إسمه قرابة القرن السادس قبل الميلاد، ويجادل بعض علماء الأديان أن أفكاره أثرت على أديان توحيدية لاحقة مثل اليهودية والغنوصية والمسيحية والإسلام. هناك اختلافات كبيرة بين الأديان الإبراهيمية والزرادشتية، إذ يظل الزرادشتيون أقرب للأديان الهندية القديمة، ولكن هناك بعض أوجه التشابه التي يُعتقد بشكل واسع بين علماء الأديان أن اليهود تعلموها منهم خلال السبي البابلي، والديانة الزرداشتية نفسها، تأثرت بالفلسفة الدينية لحضارة بابل العراقية القديمة.

كانت الزرادشتية دين الدولة للإمبراطوريات الفارسية ما قبل الإسلام لأكثر من ألف عام، ومن حوالي عام 600 قبل الميلاد إلى عام 650 بعد الميلاد. تراجعت الزرادشتية منذ القرن السابع بعد الفتح الإسلامي لفارس في الفترة ما بين عام 633 وعام 654. ومع الفتح الإسلامي لفارس بدأ التمييز والمضايقة وحملات الإضطهاد للزرداشتيين في أشكال من العنف متقطع والتحولات القسرية، وقامت الأنظمة الإسلامية بتدمير معابد النار. وكان الزرادشتيون الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي مطالبين بدفع ضريبة تسمى الجزية. تشير التقديرات الحديثة عام 2012 إلى أن العدد الحالي للزرادشتيين في العالم يتراوح بين 110,000 إلى 120,000 شخص، حيث يعيش معظمهم في الهند وفي إيران، إلى جانب مجتمعات أقل عدداً في المهجر في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والمملكة المتحدة وباكستان، ويُعتقد أن عددهم في انخفاض.

التاريخ

يظنُّ الباحثون أنَّ أصول الديانة الزرادشتية في نظام عقائدي ديني شاع بين الشعوب الهندوإيرانيَّة مع بداية الألفيَّة الثانية قبل الميلاد، ورغم أنَّ الأدبيات الزرادشتية تُعِيد أصول الديانة إلى النبي زرادشت، الذي عاش في القرن العاشر قبل الميلاد وفق الأساطير الزرادشتية، إلا أنَّ الرأي المستقر بين الباحثين هو أنَّ زرادشت مصلح ديني أكثر من كونه مؤسس دين، بل أنَّ بعض نصوص الآفستا سبقت زرادشت بمدةٍ طويلةٍ، ومما لا شكَّ فيه أن زرادشت حاول إنهاء تعدُّد الآلهة الموجود آنذاك في الديانة الإيرانيَّة القديمة، وحاول استبداله بنظام عقائدي توحيدي، وتركت جهوده الإصلاحيَّة تأثيراً عظيماً، وهو ما أدَّى بعد قرون عدَّة إلى انبثاق ديانة إيرانيَّة جديدة نُسِبت إلى زرادشت. وأوَّل إشارة إلى الديانة الزرادشتيَّة وصلت إلينا تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، في “تاريخ” هيرودوتس المؤرخ الإغريقي، وأتمَّ هيرودوتس تأليف كتابه في 440 قبل الميلاد تقريباً، وتضمَّن كتابه وصفاً للمجتمع الفارسي القديم وعرضاً لبعض السلوكيات الدينيَّة المتعلقة بالزرادشتيَّة، ويُعدُّ تاريخ هيرودوتس مصدراً رئيسياً لدراسة الزرادشتيَّة في تلك الفترة من تاريخها، خاصةً ما يتعلَّق بدور الكهنة المجوس (Magi). وفقاً لما نقله هيرودوتس فما حُرِّف لاحقاً في اللغة العربية – لفظاً ومعنى – إلى المجوس يشير إلى كهنة إحدى القبائل الميدية السبعة، وكانت شعوب الهضبة الإيرانية تُعرَف بالميدية قبل انبثاق الإمبراطورية الأخمينية، ويشير بالتحديد إلى طائفة الزرفانيةالمتأثِّرة بالتقليد الكهنوتي في أديان الشرق الأدنى القديم والبحر المتوسط، وكان لهذه الطائفة بالغ التأثير في بلاط الحكام الميديين. عقب توحيد الممالك الميديَّة والفارسيَّة في إمبراطورية جديدة تحت سلطة كورش الأكبر تقلص نفوذ كهنة الزرفانية في إدارة السلطة، واستمرَّ الأمر كذلك في عهد خليفته وابنه قمبيز الثاني، خاصةً بعد ذرء الكهنة بذور حركة معارضة للسلطة الجديدة. وفقاً لهيرودوتس بعد أن فقد الكهنة نفوذهم عملوا على إثارة تمرِّد ضد قمبيز الثاني، وايدوا زعم بارديا في الحكم، الذي زعم كونه الابن الأصغر لكورش رغم ظن المؤرخين انه في الواقع كاهن متلبس. بدءً من عهد دارا الأول استؤنف تقليد الإخلاص إلى أهورامزدا المألوف عند الحكام الميديين، كما نجد في نقش بيستون، ولم يحتل أهورامزدا هذه المكانة لدى الاخمينيين قبل داريوس، مع ان ديانة داريوس غير معروفة تحديدا كون عبادة اهورامزدا في تلك الفترة ليست محصورة في تعاليم زرادشت. عددٌ من النصوص التي تُضَمُّ اليوم إلى خلاصة الآفيستا يُقدَّر زمن تأليفها في العصر الأخميني، وفي هذ العصر طُوِّر التقويم الزرادشتي.

فارافاهار هو رمز الديانة الزرادشتية ويحوي صورة لزرادشت على شكل طائر، الصورة مأخوذة في بيرسيبوليس

وفقاً للأساطير الزرادشتية المتأخِّرة المُدوَّنة في “دنكارد” و”كتاب أردافيراف” فُقِدَت العديد من النصوص الدينية المُقدَّسة نتيجة لاجتياح قوات الإسكندر الأكبر مدينة تخت جمشيد وتدمير المكتبة الملكية فيها. يعامل المؤرخون هذه الأساطير بحذر، مع ذلك فإنَّ زعم إتلاف النصوص الزرادشتية المُقدَّسة يؤازره ما دوَّنه ديودور الصقلِّي في “بايبلوتيكا هيستوريكا” (Bibliotheca Historica) أن جيوش الإسكندر بالفعل دمرت كتب الزرادشتية المُقدَّسة، لكنَّه لم يذكر شيئاً عن تدمير مكتبة ملكية. وفي عام 1882 وثَّق سكولزه – عالم آثار – بقايا حريق تحت قصر خشايارشا الأوَّل، وقد يُنظَر إلى هذه البقايا كدليل محتمل على صحَّة الأسطورة. أمَّا بقيَّة القصص المدوَّنة في “دنكارد” فهي ذات طابع خيالي ويُرجَّح كونها مُختلَقة، كالحديث عن نصوص مقدَّسة مكتوبة بحبر ذهبي على ورق نفيس، ولا دليل آخر على تدمير مكتبة ملكية لذا يفترض المؤرخون أن هذه القصة مبتدعة أيضاً. مثَّل غزو الأسكندر تهديداً للعقائد الزرادشتيَّة حيث استبدلت في مناطق عديدة من الإمبراطورية الأخمينية بعقائد هلنستية، لكنَّ الزرادشتيَّة لا زالت بعيدة جداً عن الاندثار فاستمرَّت ممارستها في كثير من مراكز الإمبراطورية السابقة، وعلى وجه التحديد استمر وجودها في مناطق الأناضول وبلاد الرافدين والقوقاز. في مملكة كابادوكيا – التي كانت في السابق مستعمرة فارسية تابعة للإمبراطورية الأخمينية في آسيا الصغرى – لم تواجه الزرادشتية منافسة هلنستية نظراً لعزلة المملكة وانقطاع صلاتها مع إيران، وسجَّل فيها سترابو وجود معابد تتوسطها نار يحرص الكهنة على بقاءها محترقة إلى الأزل.

لم تسترجع الزرادشتيَّة مكانتها بعد غزو الإسكندر حتى نهاية العصر البارثي، مع ذلك في هذه الفترة وجِدَ شكل من الزرادشتيَّة في الأساطير الأرمينية القديمة. أوَّل إحياء للسيطرة الزرادشتية كان في منطقة القوقاز الذي روَّج فيها الساسانيون الزرفانيةَ بنجاح، وبعد سيطرة الساسانيين على بارثيا عادت الزرادشتيَّة لتسيطر على كامل الهضبة الإيرانيَّة مجدداً. بسبب العلاقة السيئة بين الساسانيين والإمبراطورية الرومانية في عهدها المسيحي والبيزنطيَّة لاحقاً لم يتقبَّل الساسانيون المسيحية الرومانيَّة، وتعرَّض معتنقيها للاضطهاد، لكنَّ المسيحية الشرقية ازدهرت في جورجيا على وجه الخصوص وأصبحت الديانة الرئيسية هناك متفوقةً على الزرادشتيَّة التي انحسرت مع الزمن.

العقائد

الزرادشتيَّة (المجوسيَّة) من أديان الفرس القديمة؛ حيث يَعتقد الزرادشتيون بوجود إلهٍ للخير يسمُّونه “أهورامزدا” ربّ الخير، ويقولون: إنه إله النور. وفي عقيدتهم أيضًا يوجد مصدر للشرِّ يسمُّونه “آهرمان”، ومعناه الخبيث أو القوى الخبيثة، وهو إله الظلمة.

وتؤمن الزرادشتية ان النفس الإنسانية تنقسم إلى قسمين:

القوة المقدسة

والتي تدعمها سبع فضائل عليا (الحكمة والشجاعة والعفة والعمل والإخلاص والأمانة والكرم) هذه الفضائل بمثابة الملائكة، وتدفع هذه الفضائل القوة المقدسة النفس البشرية إلى الخير والنور والحياة والحق.

القوة الدنيا

وتساند هذه القوة سبع رذائل (النفاق والخديعة والخيانة والجبن والبخل والظلم وإزهاق الروح) وهي بمثابة شياطين، وتدفع هذه القوة الخبيثة المتكونة من النقص في النفس البشرية إلى الشر والظلام والموت والخداع، ويبقى هذا الصراع قائماً بين هاتين القوتين داخل النفس البشرية إلى أن يصل الإنسان إلى النقاء.

الديانة الزرادشتية تؤمن بالعقاب واليوم الاخر وبالروح ووجودها، ويعتقدون إن الفاني هو الجسد وليس الروح، وإن الروح ستبقى في منطقة وسطى بين النار والجنة في منطقة تدعى البرزخ، وأن اعتقادهم راسخ بالجنة والنار والصراط وميزان الاعمال.

الجحيم في الديانة الزرادشتية يختلف في وصفه عن الأديان الأخرى، فالديانة الزرادشتية تقول بأن الجحيم عبارة عن منطقة باردة وفيها أنواع من الحيوانات المتوحشة التي سوف تعاقب المذنبين بما اقترفت أيديهم من إثم في الدنيا.

الزرادشتية تحث الإنسان على التمسك بالفكر الصادق والقول الصادق والعمل الصالح للوصول إلى ذاته وليضمن سعادته فالإنسان كائن حر وعليه اطاعة الاله الوحد، كما أن الزرادشتية تحرم الرهبانية بكل أنواعها.

للماء والنار أهمية في الطقوس الزرادشتية والنصوص المقدسة تعتبر ان الماء والنار يمثلان حياة مستقلة بحد ذاتها ولا يخلو المعبد الزرادشتي من هذين العنصرين فالنار تعد الوسط الذي يزود الإنسان بالحكمة وان الماء يعتبر مصدر هذه الحكمة.

حافظ العراقيون على ديانتهم السامية – البابلية الموروثة والقائمة على عبادة الآلهة الممثلة للكواكب وقوى الطبيعة والمنقسمة عموماً إلى ثنائية قوى الخير والنور وقوى الشر والظلام . علماً أن هذه الثنائية البابلية هي التي اثرت في الإيرانيين وديانتهم الزرادشتية.

رموز الزرادشتية للزرادشتية رموز دينية، يعبرون بها عن الإيمان بمعتقداتهم، وتعد جزءاً من زيهم اليومي، أهمها:

1ـ الكوشتي Kushti وهوجعل فيه اثنان وسبعون خيطاً ترمز لأسفار «اليسنا» Yasna وهي تعقد مرات عديدة في اليوم تعبيراً عن تصميم الدين والأخلاقي معاً.

2ـ ارتداء قميص «الساندر» Sandre منذ سن البلوغ، ويرتدي الكهنة رداء أبيض وعمامة بيضاء وقناعاً على الفم أثناء تأدية الطقوس تجنباً لتلويث النار المقدسة بأنفاسهم.

3ـ صلاة الصبح «كاه هاون» وصلاة الظهر «كاه رقون» وصلاة العصر «كاه أزيرن» وصلاة الليل «كاه عيون سرتيرد» وصلاة الفجر «كاه اشهن: وهناك احتفالات وصلوات خاصة لجميع المناسبات الكبرى في الحياة : الميلاد والبلوغ والزواج والإنجاب والموت.

4ـ وضع الجثة فوق «أبراج الصمت» لتأكلها الطيور الجارحة وهناك طقوس وأعمال عبادة وتطهر.

الآلهة

كان أكبر الآلهة في الدين السابق للدين الزردشتي مثرا إله الشمس، وأنيتا إلهة الخصب والأرض، وهَوْما الثور المقدس الذي مات ثم بعث حياً، ووهب الجنس البشري دمه شراباً ليسبغ عليه نعمة الخلود. وكان الإيرانيون الأولون يعبدونه بشرب عصير الهَوْما المسكر وهو عشب ينمو على سفوح جبالهم. وهال زردشت ما رأى من هذه الآلهة البدائية، وهذه الطقوس الخمرية، فثار على المجوس أي الكهنة الذين يصلون لتلك الآلهة ويقربون لها القرابين، وأعلن في شجاعة لا تقل عن شجاعة معاصريه عاموس وإشعيا أن ليس في العالم إلا إله واحد هو في بلاده أهورا- مزدا إله النور والسماء، وأن غيره من الآلهة ليست إلا مظاهر له وصفات من صفاته. ولعل دارا الأول حينما إعتنق الدين الجديد رأى فيه ديناً ملهماً لشعبه، ودعامة لحكومته، فشرع منذ تولى الملك يثير حرباً شعواء على العبادات القديمة وعلى الكهنة المجوس، وجعل الزردشتية دين الدولة. وكان الكتاب المقدس للدين الجديد هو مجموعة الكتب التي جمع فيها أصحاب النبي ومريدوه أقواله وأدعيته. وسمى أتباعه المتأخرين هذه الكتب الأبستا (الأبستاق)، وهي المعروفة عند العالم الغربي بإسم الزند- أبستا، بناء على خطأ وقع فيه أحد العلماء المحدثين. ومما يروع القارئ غير الفارسي في هذه الأيام أن يعرف أن المجلدات الضخمة الباقية- وإن كانت أقل كثيراً من كتاب التوراة- ليست إلا جزءاً صغيراً مما أوحاه إلى زرثسترا إلهه.

وهذا الجزء الباقي يبدو للأجنبي الضيق الفكر كأنه خليط مهوش من الأدعية، والأناشيد، والأقاصيص، والوصفات، والطقوس الدينية، والقواعد الخلقية، تجلوها في بعض المواضع لغة ذات روعة، وإخلاص حار، وسمو خلقي، أو أغان تنم عن رقي وصلاح. وهي تشبه العهد القديم من الكتاب المقدس فيما تثيره في النفس من نشوة قوية. وفي وسع الدارس أن يجد في بعض أجزائها ما يجده في الرج- فدا من آلهة وآراء، ومن كلمات وتراكيب في بعض الأحيان. وتبلغ هذه من الكثرة حداً جعل بعض علماء الهنود يعتقدون أن الأبستاق ليست وحياً من عند أهورا- مزدا، بل هي مأخوذة من كتب الفِدا. ويعثر الإنسان في مواضع أخرى منها على فقرات من أصل بابلي قديم، كالفقرات التي تصف خلق الدنيا على ست مراحل (السماوات، فالماء، فالأرض، فالنبات، فالحيوان، فالإنسان)، وتسلسل الناس جميعاً من أبوين أولين، وإنشاء جنة على الأرض، وغضب الخالق على خلقه، واعتزامه أن يسلط عليهم طوفاناً يهلكهم جميعا إلا قلة صغيرة منهم. ولكن ما فيها من عناصر إيرانية خالصة يشتمل على كثير من الشواهد التي تكفي لصبغ الكتاب كله بالصبغة الفارسية العامة. فالفكرة السائدة فيه هي ثنائية العالم الذي يقوم على مسرحه صراع يدوم اثني عشر ألف عام بين الإله أهور- مزدا والشيطان أهرمان ؛ وأن أفضل الفضائل هما الطهر والأمانة وهما يؤديان إلى الحياة الخالدة ؛ وأن الموتى يجب أن لا يدفنوا أو يحرقوا، كما كان يفعل اليونان أو الهنود القذرون، بل يجب أن تلقى أجسامهم إلى الكلاب أو الطيور الجارحة. وكان إله زردشت في بادئ الأمر هو: “دائرة السماوات كلها” نفسها. فأهورا مزدا “يكتسي بقبة السماوات الصلبة يتخذها لباساً له؛ … وجسمه هو الضوء والمجد الأعلى، وعيناه هما الشمس والقمر”. ولما أن انتقل الدين في الأيام الأخيرة من الأنبياء إلى الساسة صُوّر الإله الأعظم في صورة ملك ضخم ذي جلال مهيب. وكان بوصفه خالق العالم وحاكمه يستعين بطائفة من الأرباب الصغار، كانت تصور أولا كأنها أشكال وقوى من أشكال الطبيعة وقواها- كالنار، والماء، والشمس، والقمر، والريح، والمطر. ولكن أكبر فخر لزردشت أن الصورة التي تصورها لإلهه هي أنه يسمو على كل شيء. وأنه عبَّر عن هذه الفكرة بعبارات لا تقل جلالاً عما جاء في سفر أيوب: هذا ما أسألك عنه فاصدقني الخبر يا أهورا مزدا: من ذا الذي رسم مسار الشموس والنجوم؟- ومن ذا الذي يجعل القمر يتزايد ويتضاءل؟ … ومن ذا الذي رفع الأرض والسماء من تحتها وأمسك السماء أن تقع؟- من ذا الذي حفظ المياه والنباتات- ومن ذا الذي سخر للرياح والسحب سرعتها- ومن ذا الذي أخرج العقل الخيّر يا أهورا مزدا؟ وليس المقصود “بالعقل الخير” عقلاً إنسانياً ما، بل المقصود به حكمة إلهية لا تكاد تفترق في شيء عن “كلمة الله” يستخدمها أهورا مزدا واسطة لخلق الكائنات.

زرادشت نبي الديانة الزرادشتية

صفات أهورا مزدا

وكان أهورا مزدا كما وصفه زردشت سبعة مظاهر أو سبع صفات هي: النور، والعقل الطيب، والحق، والسلطان، والتقوى، والخير، والخلود. ولما كان أتباعه قد إعتادوا أن يعبدوا أرباباً متعددة فقد فسروا هذه الصفات على أنها أشخاص (سموهم أميشا إسبننا أو القديسين الخالدين) الذين خلقوا العالم ويسيطرون عليه بإشراف أهورا مزدا وإرشاده .

الملائكة والشياطين

الملائكة

الزرادشتيون هم أوّل من اعتقد بأنّ لله ملائكة، أو مساعدين للاله اهورامزدا. واعتبروا أنّ عددهم ستة، ويعرفون بـ «أميشا سبنتاس»، ومعناها الخالدون المقدسون.

الملاك الحارس

وكان لديهم فضلاً عن هذه الأرواح المقدسة كائنات أخرى هي الملائكة الحرّاس. وقد إختص كل رجل وكل امرأة وكل طفل – حسب أصول اللاهوت الفارسي- بواحد منها. وكان الفارسي التقي يعتقد (ولعله كان في هذا الاعتقاد متأثراً بعقيدة البابليين في الشياطين) أنه يوجد إلى جانب هؤلاء الملائكة والقديسين الخالدين الذين يعينون الناس على التحلي بالفضيلة سبعة شياطين (ديو) أو أرواح خبيثة تحوم في الهواء، وتغوي الناس على الدوام بارتكاب الجرائم والخطايا. وتشتبك أبد الدهر في حرب مع أهورا- مزدا ومع كل مظهر من مظاهر الحق والصلاح.

وكان كبير هذه الزمرة من الشياطين أنكرا-مينبوما أو أهرمان أمير الظلمة وحاكم العالم السفلي. وهو الطراز الأسبق للشيطان الذي لا ينقطع عن فعل الشر، والذي يلوح أن اليهود أخذوا فكرته عن الفرس ثم أخذتها عنهم المسيحية. مثال ذلك أن أهرمان أمير الظلمة وحاكم العالم السفلي. وهو الطراز الأسبق للشيطان الذي لا ينقطع عن فعل الشر، والذي يلوح أن اليهود أخذوا فكرته عن الفرس ثم أخذتها عنهم المسيحية. مثال ذلك أن أهرمان هو الذي خلق الأفاعي، والحشرات المؤذية، والجراد، والنمل، والشتاء، والظلمة، والجريمة، والخطيئة، واللواط، والحيض، وغيرها من مصائب الحياة. وهذه الآثام التي أوجدها الشيطان هي التي خربت الجنة حيث وضع أهورا مزدا الجدين الأعليين للجنس البشري.

ويبدو أن زردشت كان يعد هذه الأرواح الخبيثة آلهة زائفة، وأنها تجسيد خرافي من فعل العامة للقوى المعنوية المجردة التي تعترض رقى الإنسان. ولكن أتباعه رأوا أنه أيسر لهم أن يتصوروها كائنات حية فجسدوها وجعلوا لها صوراً مازالوا يضاعفونها حتى بلغت جملة الشياطين في الديانة الفارسية عدة ملايين.

الثنائية

ولقد كانت هذه العقائد وقت أن جاء بها زردشت قريبة كل القرب من عقيدة التوحيد، بل إنها حتى بعد أن أقحموا فيها أهرمان والأرواح ظل فيها من التوحيد بقدر ما في المسيحية بإبليسها وشياطينها وملائكتها. والحق أن الإنسان ليسمع في الديانة المسيحية الأولى أصداء كثيرة للثنائية الفارسية، لا تقل عما يسمع فيها من أصداء التزمت العبراني، أو الفلسفة اليونانية. ولعل الفكرة الزردشتية عن الإله كانت ترضى عقلاً يهتم بدقائق الأشياء وتفاصيلها كعقل ماثيو آرنلد. ذلك أن أهورا مزدا، كان جماع قوى العالم التي تعمل للحق ؛ والأخلاق الفاضلة لا تكون إلا بالتعاون مع هذه القوى. هذا إلا أن في فكرة الثنائية بعض ما يبرر ما تراه في العالم من تناقض والتواء وانحراف عن طريق الحق لم تفسره قط فكرة التوحيد وإذا كان رجال الدين الزردشتيون يحاجون أحياناً كما يحُاجّ متصوفة الهنود والفلاسفة المدرسيون، بأن الشر لا وجود له في حقيقة الأمر، فإنهم في الواقع يعرضون على الناس ديناً يصلح كل الصلاحية لأن يمثل لأوساط الناس ما يصادفهم في الحياة من مشاكل خلقية تمثيلاً يقربها إلى عقولهم وتنطبع فيها انطباع الرواية المسرحية، وقد وعدوا أتباعهم بأن آخر فصل من هذه المسرحية سيكون خاتمة سعيدة- للرجل العادل. ذلك أن قوى الشر ستُغلب آخر الأمر ويكون مصيرها الفناء بعد أن يمر العالم بأربعة عهود طول كل منها ثلاثة آلاف عام يسيطر عليه فيها على التوالي أهورا مزدا وأهرمان. ويومئذ ينتصر الحق في كل مكان وينعدم الشر فلا يكون له من بعد وجود. ثم ينضم الصالحون إلى أهورا مزدا في الجنة ويسقط الخبيثون في هوة من الظلمة في خارجها يطعمون فيها أبد الدهر سُمَّاً زعافاً.

طقوسها

بيت النار في مدينة يزد الإيرانية

هناك نوعان من الطقوس المركزية: طقوس النار وطقوس القربان «الهوما» Haoma والنار رمز أهورامازدا، ولابد أن تحفظ بعيداً عن التلوث في معبد النار، فلا تراها الشمس ولاعيون غير المؤمنين، وهناك عدد من النيران المقدسة يسهر عليها أوعلى خدمتها الكهنة. والنار الرئيسة هي «بهرام» Bahram أوملك النيران الذي يتوج على العرش وعند زيارة النار يضعون على جباههم علامة بالرماد رمزاً للتواضع والمساواة والقوة. والهوما نبات وإله على الأرض، وفي طقوس الهوما يسحق هذا الإله ومن عصيره يستخرج شراب الخلود. وفي هذه القرابين الخالية من الدماء يكون القربان في آن معاً هو الإله والكاهن والضحية يقوم المؤمن بتناوله مستبقاً بذلك القربان الذي سيقام في نهاية العام ويجعل جميع البشر خالدين.

بارسي نافجوت، مراسم دخول (التعميد)

بارسي جاشان وهو طقس زرادشتي لتبريك البيت الجديد

وكان للزرادشتية تأثير عميق على تطور اليهودية منذ الخروج وما بعده، إضافة إلى تطوير بعض المعتقدات حول مملكة الله والحساب الأخير، والقيامة وابن الإنسان وأمير العالم والمخلص والكلمة وموت يسوع.. وقد أدت الزرادشتية في الواقع دوراً رئيسياً على مسرح التاريخ الديني للعالم، فقد عرفت اليونان زرادشت واحترمته في عصر أفلاطون، وانتشرت عبادة «مترا» وأثارت الزرادشتية فكرة المخلص في الديانة البوذية في صورة «مترا بوذا»، كما أثرت في تطور الإيمان اليهودي والمسيحي وصبغته بصبغتها، كما كان للزرادشتية تاثير كبير في الطوائف الباطنية من قرامطة وغيرهم، واعترفت بها البهائية وادعت أنها عثرت في «الزندافستا» على بشارات بظهور الباب والبهاء.

الفلسفة الأخلاقية

لمّا صوّر الزردشتيون العالم في صورة ميدان يصطرع فيه الخير والشر، أيقظوا بعملهم هذا في خيال الشعب حافزاً قوياً مبعثه قوة خارجة عن القوى البشرية، يحض على الأخلاق الفاضلة ويصونها. وكانوا يمثلون النفس البشرية، كما يمثلون الكون، في صورة ميدان كفاح بين الأرواح الخيّرة والأرواح الشريرة ؛ وبذلك كان كل إنسان مقاتلاً، أراد ذلك أو لم يرده، في جيش الله أو في جيش الشيطان، وكان كل عمل يقوم به أو يغفله يرجح قضية أهورا مزدا أو قضية أهرمان. وتلك فلسفة فيها من المبادئ الأخلاقية ما يعجب به المرء أكثر مما يعجب بما فيها من مبادئ الدين – إذا سلمنا بأن الناس في حاجة إلى قوة غير القوى الطبيعية تهديهم إلى طريقهم الخُلق الكريم. فهي فلسفة تضفي على الحياة الإنسانية من المعنى ومن الكرامة ما لا تضفيه عليه النظرة العالمية القائلة بأن الإنسان ليس إلا حشرة دنيئة لا حول لها ولا طول (كما كان يقول أهل العصور الوسطى)، أو آلة تتحرك بنفسها كما يقول أهل هذه الأيام. ذلك أن بني الإنسان حسب تعاليم زردشت ليسوا مجرد بيادق تتحرك بغير إرادتها في هذه الحرب العالمية؛ بل كانت لهم إرادة حرة، لأن أهورا مزدا، كان يريدهم شخصيات تتمتع بكامل حقوقها، وفي مقدورهم أن يختاروا طريق النور أو طريق الكذب. فقد كان أهرمان هو الكذبة المخلدة، وكان كل كذاب خادماً له.

ونشأ من هذه الفكرة قانون أخلاقي مفصل رغم بساطته يدور كله حول القاعدة الذهبية وهي أن “الطبيعة لا تكون خيّرة إلا إذا منعت صاحبها أن يفعل بغيره ما ليس خيراً له هو نفسه” . وتقول الأبستاق أن على الإنسان واجبات ثلاثة. “أن يجعل العدو صديقاً وأن يجعل الخبيث طيباً، وأن يجعل الجاهل عالماً”. وأعظم الفضائل عنده هي التقوى، ويأتي بعدها مباشرة الشرف والأمانة عملاً وقولاً. وحرّم أخذ الربا من الفرس، ولكنه جعل الوفاء بالدين واجباً يكاد أن يكون مقدساً. ورأس الخطايا كلها (في الشريعة الأبستاقية كما هي في الشريعة الموسوية) هو الكفر. ولنا أن نحكم من العقوبات الصارمة التي كانت توقع على الملحدين بأن الإلحاد كان له وجود بين الفرس، وكان المرتدون عن الدين يعاقبون بالإعدام من غير توان. لكن ما أمر به السيد من إكرام ورحمة لم يكن يطبق من الوجهة العملية على الكفار، أي على الأجانب، لأن هؤلاء كانوا صنفاً منحطاً من الناس أظلهم أهورا- مزدا فلم يحبوا إلا بلادهم وحدها لكي لا يغزو بلاد الفرس، ويقول هيرودوت أن الفرس: “يرون أنهم خير الناس جميعاً من جميع الوجوه”. وهم يعتقدون أن غيرهم من الأمم تدنوا من الكمال بقدر ما يقرب موقعها الجغرافي من بلاد فارس، وأن ” شر الناس أبعدهم عنها”. إن لهذه الألفاظ نغمة حديثة وإنها لتنطبق على جميع الأمم في هذه الأيام. ولما كانت التقوى أعظم الفضائل على الإطلاق فإن أول ما يجب على الإنسان في هذه الحياة أن يعبد الله بالطهر والتضحية والصلاة. ولم تك فارس الزردشتية تسمح بإقامة الهياكل أو الأصنام، بل كانوا ينشئون المذابح المقدسة على قمم الجبال، وفي القصور، أو في قلب المدن، وكانوا يوقدون النار فوقها تكريماً لأهورا- مزدا أو لغيره من صغار الآلهة. وكانوا يتخذون النار نفسها إلهاً يعبدونه ويسمونها أنار، ويعتقدون أنها ابن إله النور. وكانت كل أسرة تجتمع حول موقدها، تعمل على أن تظل نار بيتها متقدة لا تنطفئ أبدا، لأن ذلك من الطقوس المقررة في الدين. وكانت الشمس نار السماوات الخالدة تعبد بوصفها أقصى ما يتمثل فيها أهورا- مزدا أو مثرا كما عبدها إخناتون في مصر. وقد جاء في كتابهم المقدس: “يجب أن تعظم شمس الصباح إلى وقت الظهيرة وشمس الظهيرة يجب أن تعظم إلى العصر، وشمس العصر يجب أن تعظم حتى المساء … والذين لا يعظمون الشمس لا تحسب لهم أعمالهم الطيبة في ذلك اليوم”، وكانوا يقربون إلى الشمس، وإلى النار، وإلى أهورا- مزدا القرابين من الأزهار، والخبز، والفاكهة، والعطور، والثيران، والضأن، والجمال، والخيل، والحمير، وذكور الوعول. وكانوا في أقدم الأزمنة يقربون إليها الضحايا البشرية شأن غيرهم من الأمم. ولم يكن ينال الآلهة من هذه القرابين إلا رائحتها، أما ما يؤكل منها فقد كان يبقى للكهنة والمتعبدين، لأن الآلهة- على حد قول الكهنة- ليست في حاجة إلى أكثر من روح الضحية. وظلت العادة الآرية القديمة عادة تقديم عصير الهوما المسكر قرباناً إلى الآلهة باقية بعد انتشار الدين الزردشتي بزمن طويل، وإن كان زردشت نفسه جهر بسخطه على هذه العادة، وإن لم يرد لها ذكر في الأبستاق. وكان الكهنة يحتسون بعض هذا العصير المقدس، ويوزعون ما بقي منه على المؤمنين المجتمعين للصلاة. فإذا حال الفقر بين الناس وبين تقديم هذه القرابين الشهية، استعاضوا عنها بالزلفى إلى الآلهة بالأدعية والصلوات. وكان أهورا مزدا كما كان يهوه يحب الثناء ويتقبله، ومن ثم فقد وضع للمتقين من عباده طائفة رائعة من صفاته أضحت من الأوراد المحببة عند الفرس. فإذا ما وهب الفارسي حياة التقى والصدق كان في وسعه أن يلقى الموت في غير خوف ؛ ومهما يكن من الأغراض التي يهدف إليها الدين فإن هذا المطلب كان أحد مطالبه الخفية. وكان من العقائد المقررة أن أستواد إله الموت يعثر على كل إنسان أيا كان مقره ؛ فهو الباحث الواثق، الذي لا يستطيع الإفلات منه آدمي ولو كان من أولئك الذين يغوصون في باطن الأرض. كما فعل أفرسياب التركي الذي شاد له تحت أطباق الثرى قصراً من الحديد يبلغ ارتفاعه قدر قامة الإنسان ألف مرة، وأقام فيه مائة من الأعمدة، تدور في سمائه النجوم والقمر والشمس تغمره بأشعة النهار. وكان في هذا القصر يفعل كل ما يحلو له ويحيا أسعد حياة. ولكن لم يستطع رغم قوته وسحره أن يفر من أستواد … كذلك لم يستطع النجاة منه من حفر الأرض الواسعة المستديرة التي تمتد أطرافها إلى أبعد الحدود كما فعل دهاق إذ طاف بالأرض شرقاً وغرباً يبحث عن الخلود فلم يعثر عليه. ولم يفده بأسه وقوته في النجاة من أستواد…ذلك أن أستواد المخاتل يأتي متخفياً إلى كل إنسان، لا يعظّم شخصاً، ولا يتقبل الثناء ولا الارتشاء، بل يهلك الناس بلا رحمة. ولما كان من طبيعة الأديان أن ترهب وتنذر، كما تأسو وتبشر، فإن الفارسي رغم هذا كله لم يكن ينظر إلى الموت في غير رهبة إلا إذا كان جندياً يدافع عن قضية أهورا مزدا. فقد كان من وراء الموت، وهو أشد الخفايا كلها رهبة، وجحيم، وأعراف، وجنة. وكان لا بد لأرواح الموتى بأجمعها أن تجتاز قنطرة تصفى فيها، تجتازها الأرواح الطيبة فتصل في جانبها الثاني إلى “مسكن الفناء” حيث تلقاها وترحب بها “فتاة عذراء، ذات قوة وبهاء، وصدر ناهد، مليء” ؛ وهناك تعيش مع أهورا- مزدا سعيدة منعمة إلى أبد الدهر. أما الروح الخبيثة فلا تستطيع أن تجتاز القنطرة فتتردى في درك من الجحيم يتناسب عمقه مع ما اقترفت من ذنوب. ولم يكن هذا الجحيم مجرد دار سفلى تذهب إليها كل الأرواح طيبة كانت أو خبيثة كما تصفها الأديان الأقدم عهداً من الدين الزردشتي، بل كانت هاوية مظلمة مرعبة تعذب فيها الأرواح المذنبة أبد الآبدين. فإذا كانت حسنات الإنسان ترجح على سيئاته قاسى عذاباً مؤقتاً يطهره من الذنوب، وإذا كان قد إرتكب كثيراً من الخطايا ولكنه فعل الخير، لم يلبث في العذاب إلا إثني عشر ألف عام يرفع بعدها إلى السماء. ويحدثنا الزردشتيون الصالحون بأن العالم يقترب من نهايته المحتومة ؛ ذلك بأن مولد زردشت كان بداية الحقبة العالمية التي طولها ثلاثة آلاف سنة، وبعد أن يخرج من صلبه في فترات مختلفة ثلاثة من النبيين ينشرون تعاليمه في أطراف العالم، يحلّ يوم الحساب الأخير، وتقوم مملكة أهورا- مزدا، ويهلك أهرمان هو وجميع قوى الشر هلاكاً لا قيام لها بعده. ويومئذ تبدأ الأرواح الطيبة جميعها حياة جديدة في عالم خال من الشرور والظلام والآلام: “فيُبعث الموتى، وتعود الحياة إلى الأجسام، وتترد فيها الأنفاس … ويخلو العالم المادي كله إلى أبد الدهر من الشيخوخة والموت والفساد والانحلال”. وهنا أيضاً نستمع، كما نستمع في كتاب الموتى المصري، إلى التهديد بيوم الحساب الرهيب، وهو تهديد يلوح أنه انتقل من فلسفة الحشر الفارسية إلى الفلسفة اليهودية أيام أن كانت للفرس السيادة على فلسطين – ألا ما أروعه من وصف خليق بأن يرهب الأطفال فيصدعوا أوامر آبائهم! ولما كان من أغراض الدين أن ييسر ذلك الواجب الصعب الضروري، واجب تذليل الصغار على يد الكبار، فإن من حق الكهنة الزردشتيين أن نقرّ لهم بما كانوا عليه من مهارة في وضع قواعد الدين. وإذا ما نظرنا إلى هذا الدين في مجموعهِ ألفيناه ديناً رائعاً أقل وحشية ونزعة حربية، وأقل وثنية وتخريفاً من الأديان المعاصرة له، وكان خليقاً بألا يُقضى عليه هذا القضاء العاجل. وأتى على هذا الدين حين من الدهر في عهد دارا الأول كان فيه المظهر الروحي لأمة في أوج عزها. ولكن بني الإنسان يولعون بالشعر أكثر من ولعهم بالمنطق، والناس يهلكون إذا خلت عقائدهم من بعض الأساطير. ومن أجل هذا ظلت عبادة مثرا وأنيتا- إله الشمس وإلهة الإنبات والخصب والتوالد والأنوثة- ظلت هذه العبادة قائمة إلى جانب دين أهورا- مزدا الرسمي تجد لها أتباعاً مخلصين، وعاد إسماهما إلى الظهور من جديد في النقوش الملكية أيام أرت خشتر الثاني، وأخذ اسم مثرا بعدئذ يعظم ويقوى، كما أخذ أهورا- مزدا يضمحل. وما أن وافت القرون الأولى من التاريخ الميلادي حتى انتشرت عبادة مثرا الإله الشاب ذو الوجه الوسيم- الذي تعلو وجهه هالة من نور ترمز إلى الوحدة القديمة بينه وبين الشمس- في جميع أنحاء الدولة الرومانية، وكان انتشارها هذا من أسباب الاحتفال بعيد الميلاد عند المسيحيين. ولو أن زردشت كان من المخلدين لتوارى خجلاً حين يرى تماثيل أنيتا أفرديتي الفرس، تقام في كثير من مدن الإمبراطورية الفارسية بعد بضعة قرون من وفاته. وما من شك في أنه كان يسوئه أن يجد صحفاً كثيرة من صحف وحيه قد خصها المجوس بطلاسم لشفاء المرضى والتنبؤ بالغيب والسحرز وذلك أن “الرجال العقلاء” أي كهنة المجوس قد غلبوا زردشت على أمره، كما يغلب الكهنة في آخر الأمر كل عاتٍ عاصياً كان أو زنديقاً، وذلك بأن يضموه إلى دينهم أو يستوعبوه فيه ؛ فسلكوا أولاً في عداد المجوس، ثم لم يلبثوا أن نسوا ذكره. وما لبث هؤلاء المجوس بزهدهم وتقشفهم، واقتصارهم على زوجة واحدة، ومراعاتهم لمئات من الطقوس المقدسة، ومن تطهرهم بمئات الأساليب اتباعا لأوامر الدين وطقوسه، وبامتناعهم عن أكل اللحوم، وبملبسهم البسيط الذي لا تكلف ولا تظاهر فيه، ما لبث هؤلاء أن إشتهروا بالحكمة بين الشعوب الأجنبية، ومنهم اليونان أنفسهم، كما أصبح لهم على مواطنيهم سلطان لا تكاد تعرف له حدود. لقد أصبح ملوك الفرس أنفسهم من تلاميذهم، لا يقدمون على أمر ذي بال إلا بعد استشارتهم فيه، فقد كانت الطبقات العليا منهم حكماء، والسفلي متنبئين وسحرة، ينظرون في النجوم ويفسرون الأحلام ؛ وهل ثمة شاهد على كعبهم أكبر من أن اللفظ الإنجليزي المقابل لكلمة “السحر” Magic مشتق من إسمهم. وأخذت العناصر الزردشتية في الديانة الفارسية تتضاءل عاماً بعد عام ؛ نعم إنها إنتعشت وقتاً ما أيام الأسرة الساسانية (226- 651 ب. م)، ولكن الفتح الإسلامي وغزو التتار قضيا عليها القضاء الأخير. ولا يوجد أثر للديانة الزردشتية في هذه الأيام إلا بين عشائر قليلة العدد في ولاية فارس، وبين البارسيين من الهنود الذين يبلغ عددهم تسعين ألفاً. ولا تزال هذه الجماعة حفيظة على كتبها المقدسة، تخلص لها وتدرسها، وتعبد النار والتراب، والأرض والماء، وتقدسها، وتعرض موتاها في “أبراج الصمت” للطيور الجارحة كي لا تدنس العناصر المقدسة بدفنها في الأرض أو حرقها في الهواء. وهم قوم ذوو أخلاق سامية وآداب رفيعة، وهم شاهد حي على فضل الدين الزردشتي وما له من أثر عظيم في تهذيب بني الإنسان وتمدينهم.

المصدر

http://thebah4.com/2021/12/20/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a9/ KamelKAMELY (نقاش) 07:31، 5 فبراير 2022 (ت ع م)ردّ