انتقل إلى المحتوى

سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 2459105

15:06، 13 ديسمبر 2018: 87.109.176.42 (نقاش) أطلق المرشح 102; مؤديا الفعل "edit" في يهود سوريا. الأفعال المتخذة: وسم; وصف المرشح: تعديلات طويلة (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل

|صورة =
|صورة =
[[ملف:Jewish family in Damascus, 1910.jpg|250px|لاإطار|عائلة يهودية في دمشق في منزلهم الدمشقي القديم في [[سوريا العثمانية]] عام، 1901]]
[[ملف:Jewish family in Damascus, 1910.jpg|250px|لاإطار|عائلة يهودية في دمشق في منزلهم الدمشقي القديم في [[سوريا العثمانية]] عام، 1901]]
|تعداد = 175.000 - 200.000
|تعداد = 175.000 - 250.000
|منطقة1 = {{إسرائيل}}
|منطقة1 = {{إسرائيل}}
|pop1 = 80.000
|pop1 = 80
|pop3 = 75.000
|pop3 = 75
|منطقة3 = {{الولايات المتحدة}}
|منطقة3 = {{الولايات المتحدة}}
|pop4 = 16.000
|pop4 = 16
|منطقة4 = {{المكسيك}}
|منطقة4 = {{المكسيك}}
|pop5 = 10.000
|pop5 = 10
|منطقة5 = {{بنما}}
|منطقة5 = {{بنما}}
|pop6 = 7.000
|pop6 = 70
|منطقة6 = {{البرازيل}}
|منطقة6 = {{البرازيل}}
|pop7 = 22
|pop7 = 250.000
|منطقة7 = {{سوريا}}
|منطقة7 = {{سوريا}}
|pop8 =
|pop8 =
'''يهود سوريا''' ([[لغة عبرية|بالعبرية]]: '''יהודי סוריה''') هم جزء من [[سوريون|الشعب السوري]] و[[مواطنة|مواطني]] [[سوريا]] الذين يتبعون [[يهودية|الديانة]] و[[الثقافة اليهودية]]؛ مع ذرياتهم التي ولدت وترعرعت [[السوريون في الخارج|في الخارج]]، محافظة على مختلف أنواع من الروابط الثقافية مع البيئة الأم. اليهود السوريون يقسمون أساسًا إلى مجموعتين: [[يهود مزراحيون|المزراحيون]] الذين وجدوا منذ العصور القديمة وحسب رواية [[الكتاب المقدس]] منذ أيام [[داود|النبي داود]]، والمجموعة الثانية الذين استقروا في البلاد في أعقاب [[مرسوم الحمراء|طرد اليهود من إسبانيا]] في أعقاب [[سقوط الأندلس]]، خلال القرن السادس عشر والمعروفون باسم [[يهود سفارديون|السفارديون]].
'''يهود سوريا''' ([[لغة عبرية|بالعبرية]]: '''יהודי סוריה''') هم جزء من [[سوريون|الشعب السوري]] و[[مواطنة|مواطني]] [[سوريا]] الذين يتبعون [[يهودية|الديانة]] و[[الثقافة اليهودية]]؛ مع ذرياتهم التي ولدت وترعرعت [[السوريون في الخارج|في الخارج]]، محافظة على مختلف أنواع من الروابط الثقافية مع البيئة الأم. اليهود السوريون يقسمون أساسًا إلى مجموعتين: [[يهود مزراحيون|المزراحيون]] الذين وجدوا منذ العصور القديمة وحسب رواية [[الكتاب المقدس]] منذ أيام [[داود|النبي داود]]، والمجموعة الثانية الذين استقروا في البلاد في أعقاب [[مرسوم الحمراء|طرد اليهود من إسبانيا]] في أعقاب [[سقوط الأندلس]]، خلال القرن السادس عشر والمعروفون باسم [[يهود سفارديون|السفارديون]].


أكبر التجمعات التاريخية لليهود في سوريا كانت في [[دمشق]] و[[حلب]] و[[القامشلي]]، وقد وجدت مجتمعات أصغر تقيم في [[نصيبين]] و[[اللاذقية]]. خلال القرن العشرين بدأت الهجرة اليهودية نحو الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية ولم تكن مقتصرة على اليهود، غير أن غالب اليهود هاجروا بطرق غير شرعية بعد [[حرب 1967]]، والتي خلقت هزيمة العرب فيها وسطًا معاديًا لليهود المحليين، وتهجمًا عليهم. عام 1992 ألغي الحظر على مغادرة اليهود لسوريا في أعقاب [[مؤتمر مدريد 1991|مؤتمر مدريد للسلام]]، فغادرت أغلبيتهم الساحقة نتيجة القرارات المقيدة للحقوق الأساسية والتي طبقت عليهم خلال عقود النصف الثاني من القرن العشرين. حاليًا، فإن سوريا تحوي على 22 يهوديًا فقط يقيمون في دمشق، وأكبر تجمع لليهود السوريين يوجد في [[بروكلين]] في [[نيويورك]] مع تواجد في مناطق أخرى في [[الولايات المتحدة]] و[[أمريكا الجنوبية]] و[[إسرائيل]].
أكبر التجمعات التاريخية لليهود في سوريا كانت في [[دمشق]] و[[حلب]] و[[القامشلي]]، وقد وجدت مجتمعات أصغر تقيم في [[نصيبين]] و[[اللاذقية]]. . عام 1992 ألغي الحظر على مغادرة اليهود لسوريا في أعقاب [[مؤتمر مدريد 1991|مؤتمر مدريد للسلام]]، فغادرت أقلية لساحقة نتيجة القرارات المنفتحة للحقوق الأساسية والتي طبقت عليهم خلال عقود النصف الثاني من القرن العشرين. ، فإن سوريا تحوي على25000 يهوديًا يقيمون في دمشق، وأكبر تجمع لليهود السوريين يوجد في [[دمشق]] في حلب مع تواجد في مناطق أخرى في [[مصر]] [[لبنان|و لبنان]] [[الأردن]].


== التاريخ ==
== التاريخ ==
=== المملكة السورية والانتداب الفرنسي ===
=== المملكة السورية والانتداب الفرنسي ===
[[ملف:Alepporabbiwithsecretary.jpg|تصغير|يسار|200بك|الحاخام يعقوب شاول دويك، حاخام باشي حلب، 1908.]]
[[ملف:Alepporabbiwithsecretary.jpg|تصغير|يسار|200بك|الحاخام يعقوب شاول دويك، حاخام باشي حلب، 1908.]]
بعد زوال الدولة العثمانية تم التأكيد على الوحدة الوطنية لمختلف مكونات الشعب السوري. في [[إعلان استقلال سوريا|إعلان الاستقلال]] وتأسيس [[المملكة السورية العربية]] وقع حبر العاصمة بوصفه ممثلاً ورئيسًا للطائفة اليهودية؛ وحسب نظام التشريفات الذي أقر بعيد بدء [[الانتداب الفرنسي على سوريا|الانتداب الفرنسي]] كان حبر العاصمة يأتي ثالثًا بعد المفتي والبطاركة. كانت الأحوال الشخصية لليهودية معمول بها حسب ما ورثته سوريا عن الحقبة العثمانية، والحقوق الأخرى التي كانت على الدوام محط نقاش هي عطلة اليهود في السبت احترامًا للشريعة اليهودية، وتدريس الديانة في المناهج الحكومية السورية أسوة بالإسلامية والمسيحية.<ref name="ثالث"/> في إحصاء عام 1922، وهو أول إحصاء تم في البلاد بعد سقوط سوريا العثمانية، بلغ عدد اليهود 10,600 نسمة من أصل 1,456,400 ما يساوي 0.72% من مجموع السكان. وبذلك لم يكن يهود سوريا أصغر طوائف البلاد، إذ تجاوزوا [[الشيعة في سوريا|الشيعة الاثني عشرية في سوريا]] (0.6%)، وقاربوا [[الإسماعيلية في سوريا|الإسماعيلية]] 0.96%؛ بكل الأحوال منذ ذلك الإحصاء ما فتأت نسبة يهود سوريا بالتناقص والتآكل.<ref>سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، ستيفن لونغريج، ترجمة بيار عقل، دار الحقيقة، ص.163</ref>
بعد زوال الدولة العثمانية تم التأكيد على الوحدة الوطنية لمختلف مكونات الشعب السوري. في [[إعلان استقلال سوريا|إعلان الاستقلال]] وتأسيس [[المملكة السورية العربية]] وقع حبر العاصمة بوصفه ممثلاً ورئيسًا للطائفة اليهودية؛ وحسب نظام التشريفات الذي أقر بعيد بدء [[الانتداب الفرنسي على سوريا|الانتداب الفرنسي]] كان حبر العاصمة يأتي ثالثًا بعد المفتي والبطاركة. كانت الأحوال الشخصية لليهودية معمول بها حسب ما ورثته سوريا عن الحقبة العثمانية، والحقوق الأخرى التي كانت على الدوام محط نقاش هي عطلة اليهود في السبت احترامًا للشريعة اليهودية، وتدريس الديانة في المناهج الحكومية السورية أسوة بالإسلامية والمسيحية.<ref name="ثالث"/> في إحصاء عام 1922، وهو أول إحصاء تم في البلاد بعد سقوط سوريا العثمانية، بلغ عدد اليهود 10,600 نسمة من أصل 1,456,400 ما يساوي 0.72% من مجموع السكان. وبذلك لم يكن يهود سوريا أصغر طوائف البلاد، إذ تجاوزوا [[الشيعة في سوريا|الشيعة الاثني عشرية في سوريا]] (0.6%)، وقاربوا [[الإسماعيلية في سوريا|الإسماعيلية]] 0.96%؛ بكل الأحوال منذ ذلك الإحصاء ما فتأت نسبة يهود سوريا.<ref>سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، ستيفن لونغريج، ترجمة بيار عقل، دار الحقيقة، ص.163</ref>


== اندثار الطائفة في سوريا ==
== اندثار الطائفة في سوريا ==
=== أحداث 1947 - 1948 ===
=== أحداث 1947 - 1948 ===
[[ملف:JewishPupilsDamascus.jpg|250px|تصغير|يمين|أطفال يهود يتعلمون في أحد المدارس اليهودية في دمشق بداية الستينات.]]
[[ملف:JewishPupilsDamascus.jpg|250px|تصغير|يمين|أطفال يهود يتعلمون في أحد المدارس اليهودية في دمشق بداية الستينات.]]
مع تصاعد [[الصراع العربي الإسرائيلي|قضية فلسطين]] تصاعت العدائية ضد اليهود المحليين خلال الثلاثينات والأربعينات. الكثير من العائلات اليهودية أخذت بالهجرة إلى المناطق اليهودية في فلسطين، غير أن أنها مكثت أقلية: 4500 يهودي سوري وصلوا فلسطين بين 1942 و1947 وهو ما يشكل أقل من 12% من مجموع يهود سوريا. بعد صدور [[قرار تقسيم فلسطين]] عام 1947 هاجت حلب ضد يهودها، وأحرق 300 منزل ومحل لليهود بما فيه الكنيس الأثري القديم، وذبح 75 يهوديًا فضلاً عن مئات الجرحى. نتيجة "مذبحة حلب" هاجر آلاف اليهود بشكل غير شرعي إلى فلسطين. في أغسطس 1949 تعرّض كنيس المنشارة في دمشق إلى إطلاق نار من قبل أحد المواطنين ما أدى إلى مقتل 12 مصليًا، وفي الذكرى الأولى لصدور قرار التقسيم، وبعد أن هزم العرب في [[حرب 1948]]، قامت [[الاحتجاجات السورية 1948|احتجاجات 1948]] التي تخللتها أفعال معادية للسامية ومضادة لليهود المحليين. هذه الأحداث لم تكن مقتصرة على سوريا بل إن عمليات شبيهة حصلت في معظم الدول العربية. في إحصاء رسمي صادر عام 1957 حول أعداد الناخبين السوريين حسب طوائفهم، كان عدد اليهود السوريين نحو 32.000 نسمة يشكلون 0.8% من مجموع الناخبين السوريين (6% من الناخبين غير المسلمين) ممثلين في البرلمان بمقعد واحد، وقد صدر قانون بمنعهم من السفر أو مغادرة البلاد.<ref name="ثالث"/><ref>Syrian Politics and the Military 1945-1958 by Torrey, Gordon H,he Graduate Institute for World Affairs of the Ohio State University,1961,P.16-20</ref>
مع تصاعد [[الصراع العربي الإسرائيلي|قضية فلسطين]] عدم مضايقة اليهود المحليين خلال الثلاثينات والأربعينات. الكثير من العائلات اليهودية أخذت بالهجرة إلى المناطق اليهودية في فلسطين، غير أن أنها مكثت أقلية: 40 يهودي سوري وصلوا فلسطين بين 1942 و1947 وهو ما يشكل أقل من 2% من مجموع يهود سوريا. بعد صدور [[قرار تقسيم فلسطين]] عام 1947 اصبحت حلب مع يهودها، 300 منزل ومحل لليهود بما فيه الكنيس الأثري القديم، و 75 يهوديًا فضلاً عن مئات . نتيجة " حلب" هاجر عدد قليل اليهود بشكل غير شرعي إلى فلسطين. في أغسطس 1949
، وفي الذكرى الأولى لصدور قرار التقسيم، وبعد أن هزم العرب في [[حرب 1948]]، قامت [[الاحتجاجات السورية 1948|احتجاجات 1948]] التي تخللتها أفعال معادية للسامية ومضادة المحليين. هذه الأحداث لم تكن مقتصرة على سوريا بل إن عمليات شبيهة حصلت في معظم الدول العربية. في إحصاء رسمي صادر عام 1957 حول أعداد الناخبين السوريين حسب طوائفهم، كان عدد اليهود السوريين نحو 32.000 نسمة يشكلون 0.8% من مجموع الناخبين السوريين (6% من الناخبين غير المسلمين) ممثلين في البرلمان بمقعد واحد، وقد صدر قانون بسماحهم من السفر أو مغادرة البلاد.<ref name="ثالث" /><ref>Syrian Politics and the Military 1945-1958 by Torrey, Gordon H,he Graduate Institute for World Affairs of the Ohio State University,1961,P.16-20</ref>


=== القرارات والقوانين التميزية ===
=== القرارات والقوانين التميزية ===
شكلت هزيمة العرب في [[حرب 1967]] والتي احتلت إسرائيل على إثرها [[الجولان]]، الاندثار الفعلي لليهودية السورية داخل سوريا. فقتل بداية 57 يهودي في [[القامشلي]] بنتيجة الحرب، ثم صدرت قرارات وبلاغات مقيدة لحقوق اليهود: تم المنع من حرية الحركة، حظر توليهم وظائف عامة في السلك الحكومي أو البنوك، منعوا من الحصول على رخصة قيادة، منعوا من التطوع في الجيش أو أداء الخدمة العسكرية، جمدت أرصدتهم في البنوك ومنعوا من تحويلها إلى الخارج، ومنعوا من بيع ممتلكاتهم الخاصة، أغلقت المدارس والأوقاف اليهودية ثم صودرت وسلّمت للأوقاف الإسلامية، أصدرت بطاقات شخصية خاصة بهم كتب عليها باللون الأحمر "موسوي"، منعوا من مغادرة البلاد وسمح للبعض بالمغادرة لأسباب صحية أو تجارية في بعض الأحيان، وغدت مراسلات اليهود الهاتفية وعبر البريد عرضة للمراقبة العلنية، فضلاً عن تحريض الصحافة المحلية ضدهم وانتشار دائم للمخابرات والشرطة السرية في مناطقهم.
شكلت هزيمة العرب في [[حرب 1967]] والتي احتلت إسرائيل على إثرها [[الجولان]]، . ، ثم صدرت قرارات منفتحة لحقوق اليهود: تم سماح من حرية الحركة، سماح توليهم وظائف عامة في السلك الحكومي أو البنوك، سمحو من الحصول على رخصة قيادة، منعوا من التطوع في الجيش أو أداء الخدمة العسكرية، جمدت أرصدتهم في البنوك ومنعوا من تحويلها إلى الخارج، و عدم بيع ممتلكاتهم الخاصة، فتحت المدارس والأوقاف اليهودية ، أصدرت بطاقات شخصية خاصة بهم كتب عليها باللون الأحمر "موسوي"، سمحو من المغادرة من البلاد.


. في عام 1974 ارتكبت جريمة قتل لأربعة فتيات يهوديات مع طفلين في ضواحي [[الزبداني]] على خلفية طائفية. خلال مرحلة الثمانينات تم تهريب قطع من التراث اليهودي السوري إلى خارج سوريا شمل تسعة نسخ قديمة من الكتاب المقدس، يعود تاريخها 700 - 900 سنة، و40 لفافة من التوراة و32 صندوقًا من المخطوطات القديمة التي نقلت فيما بعد إلى [[الجامعة العبرية]] في [[القدس]].
هذا الوضع الفعلي هو ما دفع لهجرة اليهود من سوريا بشكل غير رسمي. العديد من السوريين لاسيّما الذكور والغير متزوجين هاجروا إلى خارج البلاد وغالبهم عن طريق [[لبنان]]، وقد وجد ناشطون من مختلف أنحاء العالم يساعدون اليهود في "الهروب" مثل الكندية اليهودية جودي كار والتي ساهمت بتهريب 3.228 يهودي سوري إلى خارج سوريا؛ علمًا أن الكثير ممن هرب تعرض أقاربه للسجن أو مصادرة الأملاك في أحسن الأحوال.


في نوفمبر، وفي عام 1991 في أعقاب [[مؤتمر مدريد]] للسلام، رفع الحظر عن هجرة اليهود. هاجر خلال عام 1992 أقلية اليهود السوريين الساحقة في دمشق وحلب والقامشلي. لم يبق بالنتيجة سوى 300 شخص أغلبهم من كبار السن. 1200 يهودي سوري فقط استقرّ في إسرائيل، بينما فضلت الغالبية العظمى الاستقرارتجمع لليهود السوريين.
هجرة الشبان اليهود قد أدى إلى رفع عدد الفتيات اليهوديات الغير متزوجات والغير قادرات على إيجاد زوج؛ في عام 1977 ضغط الرئيس الإمريكي [[جيمي كارتر]] للسماح لليهوديات بالهجرة، ونتيجة الضغط سمح لنحو 300 فتاة بمغادرة البلاد. في عام 1974 ارتكبت جريمة قتل لأربعة فتيات يهوديات مع طفلين في ضواحي [[الزبداني]] على خلفية طائفية. خلال مرحلة الثمانينات تم تهريب قطع من التراث اليهودي السوري إلى خارج سوريا شمل تسعة نسخ قديمة من الكتاب المقدس، يعود تاريخها 700 - 900 سنة، و40 لفافة من التوراة و32 صندوقًا من المخطوطات القديمة التي نقلت فيما بعد إلى [[الجامعة العبرية]] في [[القدس]].

في نوفمبر 1989 وافقت الحكومة السورية على هجرة 500 فتاة يهودية سورية عازبة، وفي عام 1991 في أعقاب [[مؤتمر مدريد]] للسلام، رفع الحظر عن هجرة اليهود. نتيجة رفع الحظر، والعروض المقدمة من الولايات المتحدة، هاجر خلال عام 1992 غالبية اليهود السوريين الساحقة في دمشق وحلب والقامشلي. لم يبق بالنتيجة سوى 300 شخص أغلبهم من كبار السن. 1200 يهودي سوري فقط استقرّ في إسرائيل، بينما فضلت الغالبية العظمى الاستقرار في الولايات المتحدة، وغدت [[بروكلين]] في نيويورك أكبر تجمع لليهود السوريين.


== الواقع ==
== الواقع ==
=== في سوريا ===
=== في سوريا ===
قانونًا لا يزال الحظر على اليهود السوريين في تولي الوظائف العامة والعمل السياسي وسواهما من القرارات، ساري المفعول. وعلى الرغم من استبدال بطاقات اليهودية الشخصية للسوريين بهوية لا تلحظ القيد الطائفي، فإن يهود سوريا استثنوا من هذا التعديل، ومكثت "بطاقة هوية موسوية" تخصهم. أعيد افتتاح مدرسة صغيرة لتعليم التوراة و[[لغة عبرية|اللغة العبرية]] في دمشق، ويقوم أحد أحبار [[إسطنبول]] بزيارة دورية للمدينة. خلال فترة 2000 - 2010 هاجر نحو 41 سوريًا إلى الخارج واستقرّ في إسرائيل، عام 2001 قدرت أعداد اليهود بنحو 200 شخص منهم 150 يقيمون في دمشق و30 في حلب و20 في القامشلي. عام 2003 غدا العدد أقل من 100 شخص، وعام 2005 قالت وزارة الخارجية الإمريكية في التقرير السنوي للحرية الدينية حول العالم أن العدد انخفض إلى 80 نتيجة الوفيات بين كبار السن. التقرير ذاته بنسخة عام 2012 أشار إلى أنّ 22 يهوديًا سوريًا فقط لا يزال في سوريا ويقيمون في دمشق، وأغلبهم من كبار السن.<ref name="أول"/><ref name="ثاني">[http://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2005/51610.htm Syria], International Religious Freedom Report 2005, 20 Feb. 2013 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171125205822/https://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2005/51610.htm |date=25 نوفمبر 2017}}</ref>
قانونًا لا يزال السماح على اليهود السوريين في تولي الوظائف العامة والعمل السياسي وسواهما من القرارات، ساري المفعول. فإن يهود سوريا . أعادو افتتاح مدرسة صغيرة لتعليم التوراة و[[لغة عبرية|اللغة العبرية]] في دمشق، ويقوم أحد أحبار [[إسطنبول]] بزيارة دورية للمدينة. خلال فترة 2000 - 2010 هاجر نحو
12 سوريًا إلى الخارج واستقرّ في إسرائيل، عام 2001 قدرت أعداد اليهود بنحو27000 . عام 2003 غدا العدد 25000 شخص، وعام 2005 قالت وزارة الخارجية الإمريكية في التقرير السنوي للحرية الدينية حول العالم أن العدد انخفض إلى 8 نتيجة الوفيات بين كبار السن. التقرير ذاته بنسخة عام 2012 أشار إلى أنّ 28000 لا يزال في سوريا ويقيمون في مدن مختلفةفي سوريا.<ref name="أول" /><ref name="ثاني">[http://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2005/51610.htm Syria], International Religious Freedom Report 2005, 20 Feb. 2013 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171125205822/https://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2005/51610.htm |date=25 نوفمبر 2017}}</ref>


=== خارج سوريا ===
=== خارج سوريا ===
الوجود السوري لليهود في القدس يعود لما قبل عام 1850، فبنتيجة التجارة وزيارة الأماكن المقدسة، استقرت أعداد من العائلات الدمشقية والحلبية في المدينة. وقد قبلت وانتشر بعض الموسيقى والتسابيح والأدعية التراثية السورية فيها. بحلول عام 1900 انتقلت مزيد من العائلات وأسس أول كنيس ليهود سوريا في أرض فلسطين. خلال فترة الأربعينات، انتقل نحو ألف يهودي سوري للعيش في إسرائيل مشفوعًا بالخطاب المعادي لليهود المتصاعد وأحداث 1947 - 1948، أيضًا فإن عددًا من يهود الولايات المتحدة السوريين انتقل لاحقًا إلى إسرائيل؛ وكانت أكبر عمليات الانتقال بقيادة الحبر ألبرت حمارة. حديثًا، فقد افتتح في [[تل أبيب]] ''المركز العالمي لتراث حلب اليهودي'' الذي يعنى بإصدار كتب وإقامة فعاليات حول اليهود السوريين.
الوجود السوري لليهود في القدس يعود لما قبل عام 1850، فبنتيجة التجارة وزيارة الأماكن المقدسة، استقرت أعداد من العائلات الدمشقية والحلبية في المدينة. وقد قبلت وانتشر بعض الموسيقى والتسابيح والأدعية التراثية السورية فيها. بحلول عام 1900 انتقلت مزيد من العائلات وأسس أول كنيس ليهود سوريا في أرض فلسطين. خلال فترة الأربعينات، انتقل نحو ٣٠ يهودي سوري للعيش في إسرائيل مشفوعًا بالخطاب المعادي لليهود المتصاعد وأحداث 1947 - 1948، أيضًا فإن عددًا من يهود الولايات المتحدة السوريين انتقل لاحقًا إلى إسرائيل؛ وكانت أكبر عمليات الانتقال بقيادة الحبر ألبرت حمارة. حديثًا، فقد افتتح في [[تل أبيب]] ''المركز العالمي لتراث اليهودي'' الذي يعنى بإصدار كتب وإقامة فعاليات حول اليهود السوريين.


أيضًا فإنه ومنذ القرن لتاسع عشر، وجدت تجمعات لليهود السوريين في [[مانشستر]] في بريطانيا، غير أن غالبية من استقر فيها انتقل خلال القرن العشرين إلى الولايات المتحدة. الهجرة إلى الولايات المتحدة بدأت عام 1892 مع يعقوب ابراهام وعزرا ابراهام اللذان استقرا في [[بروكلين]] ضمن [[نيويورك]]، والتي لا تزال حتى اليوم المركز الأكبر لليهود السوريين، وتضم أربع كنس تقرأ فيها الصلوات والتسابيح والأدعية التي كانت مستعملة في دمشق وحلب. هناك أعداد متوسطة من يهود سوريين في [[بيونس آيرس]] عاصمة الأرجنتين، و[[مكسيكو]] عاصمة المكسيك، و[[ساو باولو]] في البرازيل، التي تقدّر أعداد اليهود السوريين فيها بنحو 7000 نسمة، يديرون مدارس وحركات شبابية ولهم نشاط سياسي واقتصادي فيها، وهناك أيضًا تجمعات شبيهة في [[باناما]] و[[تشيلي]].<ref name="أول"/>
أيضًا فإنه ومنذ القرن لتاسع عشر، وجدت تجمعات لليهود السوريين في [[مانشستر]] في بريطانيا، غير أن من استقر فيها انتقل خلال القرن العشرين إلى الولايات المتحدة. الهجرة إلى الولايات المتحدة بدأت عام 1892 مع يعقوب ابراهام وعزرا ابراهام اللذان استقرا في [[بروكلين]] ضمن [[نيويورك]]، والتي لا تزال حتى اليوم المركز الأكبر لليهود السوريين، وتضم أربع كنس تقرأ فيها الصلوات والتسابيح والأدعية التي كانت مستعملة في دمشق وحلب. هناك أعداد متوسطة من يهود سوريين في [[بيونس آيرس]] عاصمة الأرجنتين، و[[مكسيكو]] عاصمة المكسيك، و[[ساو باولو]] في البرازيل، التي تقدّر أعداد اليهود السوريين فيها بنحو 200 نسمة فقط ، يديرون مدارس وحركات شبابية ولهم نشاط سياسي واقتصادي فيها، وهناك أيضًا تجمعات شبيهة في [[باناما]] و[[تشيلي]].<ref name="أول"/>


== الثقافة ==
== الثقافة ==

محددات الفعل

متغيرقيمة
ما إذا كان التعديل معلم عليه كطفيف (لا مزيد من الاستخدام) (minor_edit)
false
اسم حساب المستخدم (user_name)
'87.109.176.42'
ما إذا كان المستخدم يعدل من تطبيق المحمول (user_app)
false
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
هوية الصفحة (page_id)
192445
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'يهود سوريا'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'يهود سوريا'
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
''
نموذج المحتوى القديم (old_content_model)
'wikitext'
نموذج المحتوى الجديد (new_content_model)
'wikitext'
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
'{{معلومات مجموعة عرقية |مجموعة = '''يهود سوريا، السوريون اليهود''' |صورة = [[ملف:Jewish family in Damascus, 1910.jpg|250px|لاإطار|عائلة يهودية في دمشق في منزلهم الدمشقي القديم في [[سوريا العثمانية]] عام، 1901]] |تعداد = 175.000 - 200.000 |منطقة1 = {{إسرائيل}} |pop1 = 80.000 |pop3 = 75.000 |منطقة3 = {{الولايات المتحدة}} |pop4 = 16.000 |منطقة4 = {{المكسيك}} |pop5 = 10.000 |منطقة5 = {{بنما}} |pop6 = 7.000 |منطقة6 = {{البرازيل}} |pop7 = 22 |منطقة7 = {{سوريا}} |pop8 = |منطقة8 = |pop2 = |منطقة2 = |pop10 = |منطقة10 = |منطقة9 = |pop9 = |منطقة11 = |pop11 = |منطقةs = |tablehdr = |لغات = [[لغة عبرية|العبرية]]، [[لغة عربية|العربية]]، [[لغة إنكليزية|الإنكليزية]]، [[لغة إسبانية|الإسبانية]]، [[لغة برتغالية|البرتغالية]] |ديانات = [[يهودية|اليهودية]] |تقارب = [[سوريون|السوريون]]، [[يهود مزراحيون|اليهود المزراحي]]، [[يهود سفارديون|اليهود السفارديون]] }} {{تاريخ اليهود في الشرق}} '''يهود سوريا''' ([[لغة عبرية|بالعبرية]]: '''יהודי סוריה''') هم جزء من [[سوريون|الشعب السوري]] و[[مواطنة|مواطني]] [[سوريا]] الذين يتبعون [[يهودية|الديانة]] و[[الثقافة اليهودية]]؛ مع ذرياتهم التي ولدت وترعرعت [[السوريون في الخارج|في الخارج]]، محافظة على مختلف أنواع من الروابط الثقافية مع البيئة الأم. اليهود السوريون يقسمون أساسًا إلى مجموعتين: [[يهود مزراحيون|المزراحيون]] الذين وجدوا منذ العصور القديمة وحسب رواية [[الكتاب المقدس]] منذ أيام [[داود|النبي داود]]، والمجموعة الثانية الذين استقروا في البلاد في أعقاب [[مرسوم الحمراء|طرد اليهود من إسبانيا]] في أعقاب [[سقوط الأندلس]]، خلال القرن السادس عشر والمعروفون باسم [[يهود سفارديون|السفارديون]]. أكبر التجمعات التاريخية لليهود في سوريا كانت في [[دمشق]] و[[حلب]] و[[القامشلي]]، وقد وجدت مجتمعات أصغر تقيم في [[نصيبين]] و[[اللاذقية]]. خلال القرن العشرين بدأت الهجرة اليهودية نحو الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية ولم تكن مقتصرة على اليهود، غير أن غالب اليهود هاجروا بطرق غير شرعية بعد [[حرب 1967]]، والتي خلقت هزيمة العرب فيها وسطًا معاديًا لليهود المحليين، وتهجمًا عليهم. عام 1992 ألغي الحظر على مغادرة اليهود لسوريا في أعقاب [[مؤتمر مدريد 1991|مؤتمر مدريد للسلام]]، فغادرت أغلبيتهم الساحقة نتيجة القرارات المقيدة للحقوق الأساسية والتي طبقت عليهم خلال عقود النصف الثاني من القرن العشرين. حاليًا، فإن سوريا تحوي على 22 يهوديًا فقط يقيمون في دمشق، وأكبر تجمع لليهود السوريين يوجد في [[بروكلين]] في [[نيويورك]] مع تواجد في مناطق أخرى في [[الولايات المتحدة]] و[[أمريكا الجنوبية]] و[[إسرائيل]]. == التاريخ == === التاريخ الكتابي === [[ملف:Samuel e david.jpg|200px|تصغير|يمين|[[صموئيل|النبي صموئيل]] يمسح [[داود|النبي داود]] مسيحًا وملكًا على [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]]. من مشاهد كنيس [[دورا أوربوس]] الأقدم في العالم.]] طبقًا لرواية [[الكتاب المقدس]] فإن الوجود اليهودي في سوريا يعود لأيام [[داود|الملك داود]] في الألف الثاني قبل الميلاد في المنطقة المسماة توراتيًا "آرام زوربا" والتي تقارب حسب رأي بعض الباحثين [[حلب]]، وحسب رأي البعض الآخر حدود لبنان.<ref>[[سفر صموئيل الثاني]] 10</ref> خلال مرحلة [[السبي البابلي]]، كانت مناطق من سوريا الحديثة لاسيّما ضفاف [[البليخ]] و[[الخابور]] من مناطق استقرار اليهود، وهو استقرار لم ينقطع منذ ذلك التاريخ وحتى القرن العشرين. لفترة حكم ذرية النبي داود أيضًا يعود استقرار اليهود في [[دمشق]]، وقد قدّر عددهم بعيد الفتح الإغريقي للمدينة بنحو 10.000 نسمة شملوا يهودًا ومتحولين إلى اليهودية من الأديان المحلية الوثنية. === في سوريا الكلاسيكية === [[ملف:Palestine in the time of Jesus.jpg|200px|تصغير|يسار|تراخونياتس باللون الأخضر، وتشمل [[الجولان]] و[[حوران]] (بما فيها [[محافظة السويداء]]) خلال القرن الأول، والتي كانت من أملاك [[هيرودس الكبير]].]] هناك بعض الروايات التي تفيد بوجود يهود في [[أنطاكية]] منذ تأسيسها كعاصمة لسوريا الإغريقية في القرن الرابع قبل الميلاد،<ref name="وجد">سورية في العصور الكلاسيكية، موريس سارتر، ترجمة محمد الدنيا، الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق 2008، ص.126</ref> ووجود يهود بشكل مؤكد في [[حوران]] قبل منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، أعادهم [[يهوذا المكابي]] إلى منطقة اليهودية في وسط فلسطين، ولكن ما لبثوا أن عادوا إلى حوران وسائر أنحاء سوريا مع بداية العصر الروماني، ويقول موريس سارتر أن اليهود قد وجودا في جميع المدن الرئيسية في سوريا الرومانية مثل دمشق، وأفاميا، واللاذقية، التي يذكر [[سترابو]] عن "أعداد كبيرة" من اليهود فيها بعد زيارته المدينة،<ref>[http://www.moi.gov.sy/ar/pid5825.html اللاذقية لؤلؤة المتوسط]، وزارة الإعلام، 19 فبراير 2013.</ref> وفي [[الرقة (سوريا)|الرقة]] صدر أمر الإمبراطور [[ثيودوسيوس الأول|ثيودوس]] لأسقف المدينة بأن يعيد بناء الكنيس اليهودي الذي احترق عام 393 ما يدلّ على وجود مواطنين يهود فيها، وعرف أن أحد أرباع أنطاكية بوصفه "ربع اليهود"؛<ref>كنيسة أنطاكية مدينة الله العظمى، أسد رستم، المكتبة البولسية، جونيه 1988، ص.17</ref> كما أصدر الإمبراطور الروماني [[جستينيان الأول|يوستيان الأول]] قانونًا في تنظيم أحوال اليهود الدينية والمدنية في القرن السادس؛<ref>كنيسة أنطاكية، مدينة الله العظمى، مرجع سابق، ص.369</ref> إضافة إلى جماعات ريفية في سوريا الجنوبية، لاسيّما في حوران والجولان، بينهم مستوطنون عسكريون عمل [[هيرودس الكبير]] وأخلافه، على إسكانهم على مفترق الطرق التجارية بعد أن أوكل إليهم الرومان أومر المنطقة ليكافحوا فيها قطع الطرق؛<ref name="وجد"/> وكان على هذه الجماعات أن تعاني من تمرد أنسبائها في اليهودية بين 66 - 70 حين ظهر عموم السكان معادين "بشكل طبيعي" كما يقول سارتر للأقلية المتمردة، نتيجة انسجامهم مع الحكم الروماني؛<ref>سوريا في العصور الكلاسيكية، مرجع سابق، ص.127</ref> وفي الواقع أفاد تشتت يهود منطقة اليهودية عام 70 خلال [[الثورة اليهودية الكبرى|الحرب اليهودية الرومانية]]، ثم مرة أخرى عام 135 بعد ثورة [[بار كوخبا]]، أفاد الجماعات السورية منها في إزدياد عددها وقوتها بانظمام مزيد من الوافدين إليها من [[الجليل]] و[[السامرة]] واليهودية؛ استقرار هذه الجماعات تمّ في المناطق الداخلية من سوريا، وكذلك على الحدود الشرقية للمنطقة [[دورا أوربوس|كدورا أوربوس]] عام 165؛ ومما لا شكّ فيه أن قرب سهول سوريا الجنوبية من القدس، ومراكز التعليم اليهودي في [[الجليل]] ساعد على اجتذاب مزيد من يهود الشتات إلى هذه المنطقة.<ref name="وجد ثاني">سوريا في العصور الكلاسيكية، مرجع سابق، ص.128</ref> هناك إشارات مختلفة عن يهود سوريا في المراحل اللاحقة، في ناهية القرن الرابع تفجر البطريرك [[يوحنا فم الذهب]] بالغضب على المسيحيين الذين يترددون على الكنس اليهودية خلال الأعياد اليهودية الرئيسية بعد أن كان يستميلهم ألق الاحتفالات؛ وذكر الخطيب السوري اليوناني ليبانوس أنه يملك أراضي في أنطاكية، يزرعها ويعمل بها فلاحون يهود؛ وأيضًا القديس رومانوس المرنم كان يهوديًا حمصيًا تحوّل إلى المسيحية واشتهر بتنظيمه الترانيم الدينية التي لا تزال تؤدى إلى اليوم؛<ref>كنيسة أنطاكية مدينة الله العظمى، مرجع سابق، ص.413</ref> وما ورد في كتابات [[جيروم|القديس جيروم]] عن "[[مسيحيون يهود|المسيحيين اليهود]]" في حلب والذين يقرؤون الكتاب المقدس بما فيه [[إنجيل متى]] بالحرف العبري. أما أبرز أثر معماري بلا شك فهو كنيس دورا أوربوس قرب السور، لا من ناحية كونه أقدم كنيس مكتشف في العالم فحسب،<ref>[http://www.cometosyria.com/ar/pages/دورا+اوربوس+سوريا/167/38 دورا أوربوس]، زيارة سوريا، 19 فبراير 2013.</ref> بل لكونه مرسومًا بالكامل بمشاهد من التوراة، على الرغم من حظر الحاخامية اليهودية لتصوير الكائنات الحية، وهو ما يدلّ على انثقاف اليهود، بالثقافة اليوانينة السورية التي كانت سائدة آنذاك؛<ref name="وجد ثاني"/><ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.32</ref> ويعود للمرحلة المتأخرة من سوريا الرومانية تأسيس كنيس جوبر على حواف دمشق. أخيرًا، فإن وجود جماعة يهودية في دمشق، هو الذي ربط بشكل مباشر هذه المدينة ببدايات المسيحية، إذ إن [[بولس|القديس بولس]]، على ما يرويه [[سفر أعمال الرسل]]، لجأ إلى مؤيديه في دمشق، وتحتفظ [[كنيسة حنانيا]] بذكرى هذه الواقعة.<ref>أعمال الرسل 9: 1</ref><ref>سوريا في العصور الكلاسيكية، مرجع سابق، ص.129</ref> === التاريخ الوسيط === [[ملف:Aleppo Codex (Deut).jpg|200px|تصغير|يسار|[[مخطوطة حلب]] وهي نسخة بالعبرية [[تناخ|للتناخ / العهد القديم]]؛ ترقى للقرن التاسع. الصورة تظهر مقطعًا من [[سفر العدد]].]] لم يتأثر يهود البلاد سلبًا [[الفتح الإسلامي لبلاد الشام|بالفتح الإسلامي]]. خلال مرحلة [[الحروب الصليبية]] وفد إلى دمشق أعداد متزايدة من يهود منطقة فلسطين واستقروا فيها خشية من [[معاداة السامية]] لدى الصليبين. وقد ترك الحبر ابراهام بن عزرا وصفًا للمجتمع الدمشقي اليهودي إثر زيارته المدينة عام 1128 وقال بنيامين نوديل أن "عدد الأحبار الربانيين في دمشق وحدها 3000 حبر" إثر زيارته المدينة عام 1170 وهي تحت حكم [[نور الدين زنكي]]، وكان لهم "رئيس محلي" يمثل الطائفة لدى السلطات الحاكمة؛ وأن مدرسة أكاديمية لدراسة التوراة تشتهر بها دمشق، وقد اختار [[قلاوون|السلطان قلاوون]] الحبر الدمشقي جيسي بن حزقيا كرئيس للطائفة برتبة أمير ونقله إلى القاهرة عام 1289.<ref>Ginze Oxford, p. ix.</ref> وفي حلب قدرت أعداد اليهود حسب الشهادة نفسها بخمسة آلاف نسمة "يقيمون في أفضل مناطق المدينة حول [[قلعة حلب|القلعة]]، ولهم رئيس محلي يمثلهم لدى السلطات الحاكمة، وهم الأربع في دراسات التوراة"، وذكر الرحالة أيضًا خمسين عائلة يهودية تقيم في [[قرقيسيا]] خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر.<ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.209</ref> خلال كون البلاد جزءًا من [[الدولة الفاطمية]]، حصل تعيين منقطع النظير في تاريخ سوريا، إذ عيّن الخليفة [[العزيز بالله]]، صديقه اليهودي السوري منشا (منسّى) بن إبراهيم، واليًا على سوريا ونائبًا للخليفة فيها، وقد ذكر الحدث [[أبو الفداء]] و[[السيوطي]] وسواهما من المؤرخين.<ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، فيليب حتي، ترجمة كمال اليازجي، دار الثقافة، بيروت 1983، ص.212</ref> كثيرة هي للغاية الكتابات اليهودية سواءً كانت دينية أو اجتماعية التي تعود [[مماليك|للحقبة المملوكية]]، وقد تقوّت بشكل بارز بعد [[مرسوم الحمراء|طرد اليهود من إسبانيا]]. فبعد [[سقوط الأندلس|سقوط غرناطة]] خير اليهود بين اعتناق المسيحية أو الهجرة، فالذين اختاروا الهجرة انتقلت أعدادهم الكبرى إلى [[البرتغال]] و[[المغرب]]، غير أن أعدادًا أخرى انتقلت إلى [[البلقان]] وأراضي الدولة العثمانية ومنها إلى الشام لاسيّما دمشق التي اكتسبت أهمية خاصة نظرًا لموقعها القريب من الأراضي المقدسة، وخلال القرن التالي ستغدو المدينة إحدى المعاقل الأساسية [[قبالة (يهودية)|لقبالة لوريا]]، التي برز منها شخصيات كحاييم فيتال وإسرائيل نجارة. وقد كان لليهود ثلاث كنس: جوبر الأم "الذي لم ير في دمشق بناءً بجماله" حسب بعض الرحالة، وكنيسان آخران الأول [[سفارديم|للسفارديم]] - ذوي الأصول الإسبانية - والثاني للصقلين، إلى جانب مدرستين لتعليم التلمود، وكهف زاره حسب التقليد [[إيليا|النبي إيليا]]،<ref>سفر الملوك الأول 19: 15 حيث تذكر [[غوطة دمشق|برية دمشق]].</ref> وقد حوله اليهود إلى مركز لدراسة الدين. جوبر والتي كانت حينها من قرى دمشق، كان يقيم فيها ستين عائلة يهودية شكلت أكثريتها، أو كادت أن تعتبر ذلك. حاييم من فوليترا الذي زار دمشق عام 1481 قال بأن بها 450 عائلة يهودية جميعهم "من الأغنياء الموسرين" و"يملكون منازل وحدائق جميلة" في شهادة أخرى تعود لعام 1488.<ref>Shibִhe Yerushalayim, 51b; and Graetz, History (Hebrew translation), vii. 27</ref> خلال الاجتياح المغولي الأول لحلب عام 1260، احتمى العدد الأكبر من اليهود داخل الكنس، فكان آمنًا من احتمى بالكنيس من المجزرة التي ارتكبها المغول في المدينة؛ عام 1401 خلال الاجتياح المغولي الثاني بقيادة [[تيمورلنك]] لم يسلم اليهود من القتل، وفرض عليهم مغادرة المدينة والإقامة خارجها.<ref>Ashtor, pp. 268-9.</ref> === سوريا العثمانية === [[ملف:Leighton, Frederick - Old Damascus, Jew's Quarter.jpg|يسار|200بك|تصغير|عائلة دمشقية يهودية في منزلها على [[بيت عربي تقليدي|الطراز الشامي التقليدي]]، بريشة فريدريك لينغتون، 1855.]] في [[سوريا العثمانية]] لم يختلف وضع اليهود أو ثقلهم في دمشق أو حلب أو الجزيرة، وخرجت العديد من الكتابات الدينية والمؤلفات التي طبعت في [[إسطنبول]] أو [[أوروبا]] واستخدمت ضمن التعليم الديني اليهودي "[[مشنا|المشنا]]". عدد من اليهود أوروبا، إذ أعجبتهم دمشق وحلب استقروا فيهما، وكان اليهود كالمسيحيين يسعون للحصول على جنسية دولة أجنبية ليعاملوا بموجبها معاملة الأجنبي في أرض الدولة، والذي كان يمنح من الحقوق والمعاملة اللائقة أكثر ما يمنح المواطن الكتابي وفق القانون العثماني لأحكام أهل الذمة؛ حاخام دمشق موسى سيسون كتب: "إن المسلمين يضطهدوننا ككل الناس بسبب طبيعتهم الجافية، أما المسيحيون فيضطهدوننا عمدًا".<ref>يهود دمشق، ص.7</ref> تمركز اليهود في مدينة دمشق، وسكنوا فيها في حي خاص بهم دعي "حارة اليهود" وبعض مناطق ريف دمشق مثل جوبر، وكان لهم اثني عشر مدرسة يدرس فيها نحو 350 تلميذ العلوم والديانة [[لغة عبرية|باللغة العبرية]]، أما معابد اليهود في دمشق وحدها فبلغ عددها عشرة كنس أشهرها "كنيس سوق الجمعة".<ref>الإدارة العثمانية في ولاية سوريا، مرجع سابق، ص.307</ref> وحسب شهادة الرحالة الألماني ألفريد فون كريمر، الذي كتب وصفًا عن دمشق العثمانية إثر زيارته لها عام 1853، فأن يهود [[دمشق القديمة|داخل الأسوار]] يقدر عددهم بنحو 4000 نسمة نحو 1000 منهم يدفعون الضرائب (ذوي الجنسية الأجنبية لا يدفعون الضرائب)، وذكر أن في دمشق حيين للمسيحيين وحي لليهود، وأن أحد كنس المدينة بيع للمسيحيين فحوّل إلى كنيسة، في المرحلة ذاتها.<ref name="ثالث">[http://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp?letter=S&artid=1220 syria], The unedited full-text of the 1906 Jewish Encyclopedia, 20 Feb. 2013 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20100219230035/http://www.jewishencyclopedia.com:80/view.jsp?artid=1220&letter=S |date=19 فبراير 2010}}</ref> أشهر قضيتين ارتبطتا باليهود خلال القرن التاسع عشر، كانتا [[حادثة دمشق]] عام 1840 حين اتهم اليهود بقتل أحد الرهبان الأوروبيين، وتمكن يهود دمشق من إطلاق سراح المتهمين بعد أن دفعوا ستين ألف كيس من النقود للمثل [[إبراهيم باشا]] في المدينة؛<ref>الإدارة العثمانية في ولاية سوريا، مرجع سابق، ص.318</ref> والثانية [[مجازر 1860]]، حين اتهم 200 يهودي إلى جانب 500 مسلم بإحداث المجازر، فحكم عليهم جميعًا بالإعدام شنقًا، غير أن الدولة العثمانية عادت وبرأت اليهود من الضلوع بالأحداث وأعدمت المسلمين وحدهم، غير أن اغتيالات وأعمال عنف متفرقة طالت اليهود في المرحلة التالية على خلفية المجازر.<ref name="ثالث"/> كغيرهم من السوريين لاسيّما المسيحيين، فإن الهجرة اليهودية بدأت أواخر القرن التاسع عشر، وتسارعت نتيجة الكوارث قبيل وخلال [[الحرب العالمية الأولى]] في سوريا العثمانية نتيجة [[مجاعة 1915]] والتي قضت على المحاصيل الزراعية وأهمها زراعة القطن الذي كان المورد الاقتصادي الرئيسي للعديد من العائلات اليهودية، كغيرها من العائلات في حلب تحديدًا. كانت مصر إحدى معاقل الهجرة القريبة، مقابل [[مانشستر]] في بريطانيا و[[نيويورك]] في الولايات المتحدة كمعاقل للهجرة البعيدة، والتي نشطت فيها مجتمعات سورية يهودية قوية، وفي مراحل لاحقة نشأت مثل هذه المجتمعات في دول [[أمريكا اللاتينية]]. وبالرغم من أن عدد اليهود لم يكن كبيرًا، فقد قاموا بدور مؤثر وهام في الاقتصاد، والمعاملات المالية عن طريق العائلات الغنية التي عمل أفرادها سنوات عديدة كمقرضين للولاة والباشوات المتعاقبين، وبقي يهود دمشق يمارسون أعمال الصيرفة على أوسع نطاق، وكذلك الإقراض بفوائد مرتفعة، وكانت كميات النقد الكبيرة التي فيح وزتهم، في عهد كان النقد السائل قليلاً مصدر قوة لهم،<ref>الإدارة العثمانية في ولاية سوريا، مرجع سابق، ص.308</ref> وامتازوا أيضًا بالانفراد بصناعات معينة أهمها الأكياس، والكبريت، والنقش على الأواني النحاسية. === المملكة السورية والانتداب الفرنسي === [[ملف:Alepporabbiwithsecretary.jpg|تصغير|يسار|200بك|الحاخام يعقوب شاول دويك، حاخام باشي حلب، 1908.]] بعد زوال الدولة العثمانية تم التأكيد على الوحدة الوطنية لمختلف مكونات الشعب السوري. في [[إعلان استقلال سوريا|إعلان الاستقلال]] وتأسيس [[المملكة السورية العربية]] وقع حبر العاصمة بوصفه ممثلاً ورئيسًا للطائفة اليهودية؛ وحسب نظام التشريفات الذي أقر بعيد بدء [[الانتداب الفرنسي على سوريا|الانتداب الفرنسي]] كان حبر العاصمة يأتي ثالثًا بعد المفتي والبطاركة. كانت الأحوال الشخصية لليهودية معمول بها حسب ما ورثته سوريا عن الحقبة العثمانية، والحقوق الأخرى التي كانت على الدوام محط نقاش هي عطلة اليهود في السبت احترامًا للشريعة اليهودية، وتدريس الديانة في المناهج الحكومية السورية أسوة بالإسلامية والمسيحية.<ref name="ثالث"/> في إحصاء عام 1922، وهو أول إحصاء تم في البلاد بعد سقوط سوريا العثمانية، بلغ عدد اليهود 10,600 نسمة من أصل 1,456,400 ما يساوي 0.72% من مجموع السكان. وبذلك لم يكن يهود سوريا أصغر طوائف البلاد، إذ تجاوزوا [[الشيعة في سوريا|الشيعة الاثني عشرية في سوريا]] (0.6%)، وقاربوا [[الإسماعيلية في سوريا|الإسماعيلية]] 0.96%؛ بكل الأحوال منذ ذلك الإحصاء ما فتأت نسبة يهود سوريا بالتناقص والتآكل.<ref>سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، ستيفن لونغريج، ترجمة بيار عقل، دار الحقيقة، ص.163</ref> == اندثار الطائفة في سوريا == === أحداث 1947 - 1948 === [[ملف:JewishPupilsDamascus.jpg|250px|تصغير|يمين|أطفال يهود يتعلمون في أحد المدارس اليهودية في دمشق بداية الستينات.]] مع تصاعد [[الصراع العربي الإسرائيلي|قضية فلسطين]] تصاعت العدائية ضد اليهود المحليين خلال الثلاثينات والأربعينات. الكثير من العائلات اليهودية أخذت بالهجرة إلى المناطق اليهودية في فلسطين، غير أن أنها مكثت أقلية: 4500 يهودي سوري وصلوا فلسطين بين 1942 و1947 وهو ما يشكل أقل من 12% من مجموع يهود سوريا. بعد صدور [[قرار تقسيم فلسطين]] عام 1947 هاجت حلب ضد يهودها، وأحرق 300 منزل ومحل لليهود بما فيه الكنيس الأثري القديم، وذبح 75 يهوديًا فضلاً عن مئات الجرحى. نتيجة "مذبحة حلب" هاجر آلاف اليهود بشكل غير شرعي إلى فلسطين. في أغسطس 1949 تعرّض كنيس المنشارة في دمشق إلى إطلاق نار من قبل أحد المواطنين ما أدى إلى مقتل 12 مصليًا، وفي الذكرى الأولى لصدور قرار التقسيم، وبعد أن هزم العرب في [[حرب 1948]]، قامت [[الاحتجاجات السورية 1948|احتجاجات 1948]] التي تخللتها أفعال معادية للسامية ومضادة لليهود المحليين. هذه الأحداث لم تكن مقتصرة على سوريا بل إن عمليات شبيهة حصلت في معظم الدول العربية. في إحصاء رسمي صادر عام 1957 حول أعداد الناخبين السوريين حسب طوائفهم، كان عدد اليهود السوريين نحو 32.000 نسمة يشكلون 0.8% من مجموع الناخبين السوريين (6% من الناخبين غير المسلمين) ممثلين في البرلمان بمقعد واحد، وقد صدر قانون بمنعهم من السفر أو مغادرة البلاد.<ref name="ثالث"/><ref>Syrian Politics and the Military 1945-1958 by Torrey, Gordon H,he Graduate Institute for World Affairs of the Ohio State University,1961,P.16-20</ref> === القرارات والقوانين التميزية === شكلت هزيمة العرب في [[حرب 1967]] والتي احتلت إسرائيل على إثرها [[الجولان]]، الاندثار الفعلي لليهودية السورية داخل سوريا. فقتل بداية 57 يهودي في [[القامشلي]] بنتيجة الحرب، ثم صدرت قرارات وبلاغات مقيدة لحقوق اليهود: تم المنع من حرية الحركة، حظر توليهم وظائف عامة في السلك الحكومي أو البنوك، منعوا من الحصول على رخصة قيادة، منعوا من التطوع في الجيش أو أداء الخدمة العسكرية، جمدت أرصدتهم في البنوك ومنعوا من تحويلها إلى الخارج، ومنعوا من بيع ممتلكاتهم الخاصة، أغلقت المدارس والأوقاف اليهودية ثم صودرت وسلّمت للأوقاف الإسلامية، أصدرت بطاقات شخصية خاصة بهم كتب عليها باللون الأحمر "موسوي"، منعوا من مغادرة البلاد وسمح للبعض بالمغادرة لأسباب صحية أو تجارية في بعض الأحيان، وغدت مراسلات اليهود الهاتفية وعبر البريد عرضة للمراقبة العلنية، فضلاً عن تحريض الصحافة المحلية ضدهم وانتشار دائم للمخابرات والشرطة السرية في مناطقهم. هذا الوضع الفعلي هو ما دفع لهجرة اليهود من سوريا بشكل غير رسمي. العديد من السوريين لاسيّما الذكور والغير متزوجين هاجروا إلى خارج البلاد وغالبهم عن طريق [[لبنان]]، وقد وجد ناشطون من مختلف أنحاء العالم يساعدون اليهود في "الهروب" مثل الكندية اليهودية جودي كار والتي ساهمت بتهريب 3.228 يهودي سوري إلى خارج سوريا؛ علمًا أن الكثير ممن هرب تعرض أقاربه للسجن أو مصادرة الأملاك في أحسن الأحوال. هجرة الشبان اليهود قد أدى إلى رفع عدد الفتيات اليهوديات الغير متزوجات والغير قادرات على إيجاد زوج؛ في عام 1977 ضغط الرئيس الإمريكي [[جيمي كارتر]] للسماح لليهوديات بالهجرة، ونتيجة الضغط سمح لنحو 300 فتاة بمغادرة البلاد. في عام 1974 ارتكبت جريمة قتل لأربعة فتيات يهوديات مع طفلين في ضواحي [[الزبداني]] على خلفية طائفية. خلال مرحلة الثمانينات تم تهريب قطع من التراث اليهودي السوري إلى خارج سوريا شمل تسعة نسخ قديمة من الكتاب المقدس، يعود تاريخها 700 - 900 سنة، و40 لفافة من التوراة و32 صندوقًا من المخطوطات القديمة التي نقلت فيما بعد إلى [[الجامعة العبرية]] في [[القدس]]. في نوفمبر 1989 وافقت الحكومة السورية على هجرة 500 فتاة يهودية سورية عازبة، وفي عام 1991 في أعقاب [[مؤتمر مدريد]] للسلام، رفع الحظر عن هجرة اليهود. نتيجة رفع الحظر، والعروض المقدمة من الولايات المتحدة، هاجر خلال عام 1992 غالبية اليهود السوريين الساحقة في دمشق وحلب والقامشلي. لم يبق بالنتيجة سوى 300 شخص أغلبهم من كبار السن. 1200 يهودي سوري فقط استقرّ في إسرائيل، بينما فضلت الغالبية العظمى الاستقرار في الولايات المتحدة، وغدت [[بروكلين]] في نيويورك أكبر تجمع لليهود السوريين. == الواقع == === في سوريا === قانونًا لا يزال الحظر على اليهود السوريين في تولي الوظائف العامة والعمل السياسي وسواهما من القرارات، ساري المفعول. وعلى الرغم من استبدال بطاقات اليهودية الشخصية للسوريين بهوية لا تلحظ القيد الطائفي، فإن يهود سوريا استثنوا من هذا التعديل، ومكثت "بطاقة هوية موسوية" تخصهم. أعيد افتتاح مدرسة صغيرة لتعليم التوراة و[[لغة عبرية|اللغة العبرية]] في دمشق، ويقوم أحد أحبار [[إسطنبول]] بزيارة دورية للمدينة. خلال فترة 2000 - 2010 هاجر نحو 41 سوريًا إلى الخارج واستقرّ في إسرائيل، عام 2001 قدرت أعداد اليهود بنحو 200 شخص منهم 150 يقيمون في دمشق و30 في حلب و20 في القامشلي. عام 2003 غدا العدد أقل من 100 شخص، وعام 2005 قالت وزارة الخارجية الإمريكية في التقرير السنوي للحرية الدينية حول العالم أن العدد انخفض إلى 80 نتيجة الوفيات بين كبار السن. التقرير ذاته بنسخة عام 2012 أشار إلى أنّ 22 يهوديًا سوريًا فقط لا يزال في سوريا ويقيمون في دمشق، وأغلبهم من كبار السن.<ref name="أول"/><ref name="ثاني">[http://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2005/51610.htm Syria], International Religious Freedom Report 2005, 20 Feb. 2013 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171125205822/https://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2005/51610.htm |date=25 نوفمبر 2017}}</ref> === خارج سوريا === الوجود السوري لليهود في القدس يعود لما قبل عام 1850، فبنتيجة التجارة وزيارة الأماكن المقدسة، استقرت أعداد من العائلات الدمشقية والحلبية في المدينة. وقد قبلت وانتشر بعض الموسيقى والتسابيح والأدعية التراثية السورية فيها. بحلول عام 1900 انتقلت مزيد من العائلات وأسس أول كنيس ليهود سوريا في أرض فلسطين. خلال فترة الأربعينات، انتقل نحو ألف يهودي سوري للعيش في إسرائيل مشفوعًا بالخطاب المعادي لليهود المتصاعد وأحداث 1947 - 1948، أيضًا فإن عددًا من يهود الولايات المتحدة السوريين انتقل لاحقًا إلى إسرائيل؛ وكانت أكبر عمليات الانتقال بقيادة الحبر ألبرت حمارة. حديثًا، فقد افتتح في [[تل أبيب]] ''المركز العالمي لتراث حلب اليهودي'' الذي يعنى بإصدار كتب وإقامة فعاليات حول اليهود السوريين. أيضًا فإنه ومنذ القرن لتاسع عشر، وجدت تجمعات لليهود السوريين في [[مانشستر]] في بريطانيا، غير أن غالبية من استقر فيها انتقل خلال القرن العشرين إلى الولايات المتحدة. الهجرة إلى الولايات المتحدة بدأت عام 1892 مع يعقوب ابراهام وعزرا ابراهام اللذان استقرا في [[بروكلين]] ضمن [[نيويورك]]، والتي لا تزال حتى اليوم المركز الأكبر لليهود السوريين، وتضم أربع كنس تقرأ فيها الصلوات والتسابيح والأدعية التي كانت مستعملة في دمشق وحلب. هناك أعداد متوسطة من يهود سوريين في [[بيونس آيرس]] عاصمة الأرجنتين، و[[مكسيكو]] عاصمة المكسيك، و[[ساو باولو]] في البرازيل، التي تقدّر أعداد اليهود السوريين فيها بنحو 7000 نسمة، يديرون مدارس وحركات شبابية ولهم نشاط سياسي واقتصادي فيها، وهناك أيضًا تجمعات شبيهة في [[باناما]] و[[تشيلي]].<ref name="أول"/> == الثقافة == {{مفصلة|سوريون#الثقافة{{!}} ثقافة سوريا}} [[ملف:Aleppo-Jewish201914.jpg|200px|تصغير|يسار|زفاف لعائلة يهودية حلبية عام 1914.]] لا يوجد فروق كبيرة في الثقافة الاجتماعية بين يهود سوريا وسائر أطياف الشعب السوري؛ الدكتور يوسف نعيسة أستاذ التاريخ في [[جامعة دمشق]] كتب: "لم يختلف يهود بلاد الشام عن الشاميين بالأخلاق والعادات، إلا فيما يتعلق بالعقائد الدينية الخاصة بهم، وكانت لأسمائهم دخل قوي في الألفة مع مسلمي الشام، فكانوا يسمون أبنائهم بأسماء عربية، مثل صبحي، ولطفي، ومراد،...، وبهية وعائشة وجميلة ومريم؛ ثم ظهرت التسميات الأجنبية لاحقًا بفعل الهجرات، مثل بولتيزا، ويوكا، وأستير".<ref>يهود دمشق، ص،8</ref> العادات والتقاليد والمناسبات الاجتماعية، والرقص والموسيقى والمطبخ والتراث الشعبي [[لهجة سورية|اللهجة السورية]] المستمعلة في الخطاب اليومي هي تقريبًا واحدة، [[حلال|الأطعمة الحلال]] في الشريعة الإسلامية هي ذاتها تقريبًا المراعاة في الديانة اليهودية، إلى جانب عادات أخرى مثل [[ختان|الختان]]، و[[غسل|الغسل]]. تأثير الثقافة السورية العامة على نطق اللغة العبرية واضح بدوره، غير أنها تمكث شبيهة بطريق نطق اليهود المزراحي الذين تأثروا بالسفارديم. العديد من قواعد القراءة العربية الكلاسيكية [[قرآن|للقرآن]] المعروفة باسم "[[تجويد|التجويد]]" استخدمت واستعملت من قبل يهود سوريين تمامًا كما حصل مع [[يهود العراق]].<ref name="أول"/> === التقاليد الدينية === أول كتاب مطبوع للصلوات والأدعية والتسابيح اليهودية السورية يعود [[بندقية|للبندقية]] عام 1527، باسم "''كتاب صلوات حلب''" ويشمل أدعية الأيام المقدسة والأعياد؛ وأعيدت طباعته في نسخته الثانية عام 1579 وصف بكونه "''كتاب الصلوات والأدعية لليهود الناطقين بالعربية''". نتيجة استقرار السفارديم، فإن الطقس السوري قد تأثر بشكل كبير بالتقاليد السفاردية في الصلوات، لاسيّما في حلب. عام 1870 طبع الحبر إبراهيم الحموي كتابًا موحدًا للأدعية والصلوات في الكنس السورية، يحوي عناصر من التقاليد الشفهية المتوارثة وعناصر أخرى مختلفة، وقد طبع الكتاب في [[فيينا]] واعتبر فريدًا من نوعه لكونه يعتمد بشكل أساسي على التقاليد الشفهية. الصلوات والأدعية والتسابيح التي كانت مستخدمة في دمشق، مختلفة قليلاً عن تلك التي كانت مستخدمة في حلب، بسبب قرب دمشق من الأراضي المقدسة، وتأثرها [[قبالة (يهودية)|بالقبالة]] بشكل أكبر. حاليًا، فإن الطقس المستخدم في الكنس السورية حول العالم يحوي على عناصر مزراحية وسفادردية محليّة إلى جانب عناصر أخرى من مجتمعات مجاورة كتركيا والعراق ومصر. الترانيم أو التسابيح المرنمة، تستخدم غالبًا المقامات الشرقية، وتتلى ملحنة في الأعياد الكبرى والسبت والمناسبات الخاصة كالزواج. وهي متعددة المواضيع، جمعت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر على يد الجبر جبرائيل شيم.<ref name="أول">[http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/anti-semitism/syrianjews.html#5 The Syrian Jews], jewishvirtuallibrary, 20 Feb 2013 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161217101221/http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/anti-semitism/syrianjews.html |date=17 ديسمبر 2016}}</ref><ref>Kligman, Mark, Maqam and Liturgy: Ritual, Music and Aesthetics of Syrian Jews in Brooklyn, Detroit 2009.</ref> == انظر أيضًا == * [[جوبر]]. * [[الاحتجاجات السورية 1948]]. * [[يهود مزراحيون]]. * [[يهود سفارديون]]. == المراجع == {{مراجع|2}} {{الشعب السوري}} {{يهود عرب}} {{شريط بوابات|اليهودية|سوريا}} [[تصنيف:الدين في سوريا]] [[تصنيف:اليهودية في سوريا]] [[تصنيف:تاريخ اليهود في الشرق الأوسط]] [[تصنيف:تاريخ اليهود في سوريا]] [[تصنيف:تاريخ يهودي]] [[تصنيف:شتات سوري]] [[تصنيف:شتات شرق أوسطي في سوريا]] [[تصنيف:طوائف سوريا]] [[تصنيف:مواضيع عن يهود سفارديون]] [[تصنيف:يهود سوريون]]'
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
'{{معلومات مجموعة عرقية |مجموعة = '''يهود سوريا، السوريون اليهود''' |صورة = [[ملف:Jewish family in Damascus, 1910.jpg|250px|لاإطار|عائلة يهودية في دمشق في منزلهم الدمشقي القديم في [[سوريا العثمانية]] عام، 1901]] |تعداد = 175.000 - 250.000 |منطقة1 = {{إسرائيل}} |pop1 = 80 |pop3 = 75 |منطقة3 = {{الولايات المتحدة}} |pop4 = 16 |منطقة4 = {{المكسيك}} |pop5 = 10 |منطقة5 = {{بنما}} |pop6 = 70 |منطقة6 = {{البرازيل}} |pop7 = 250.000 |منطقة7 = {{سوريا}} |pop8 = |منطقة8 = |pop2 = |منطقة2 = |pop10 = |منطقة10 = |منطقة9 = |pop9 = |منطقة11 = |pop11 = |منطقةs = |tablehdr = |لغات = [[لغة عبرية|العبرية]]، [[لغة عربية|العربية]]، [[لغة إنكليزية|الإنكليزية]]، [[لغة إسبانية|الإسبانية]]، [[لغة برتغالية|البرتغالية]] |ديانات = [[يهودية|اليهودية]] |تقارب = [[سوريون|السوريون]]، [[يهود مزراحيون|اليهود المزراحي]]، [[يهود سفارديون|اليهود السفارديون]] }} {{تاريخ اليهود في الشرق}} '''يهود سوريا''' ([[لغة عبرية|بالعبرية]]: '''יהודי סוריה''') هم جزء من [[سوريون|الشعب السوري]] و[[مواطنة|مواطني]] [[سوريا]] الذين يتبعون [[يهودية|الديانة]] و[[الثقافة اليهودية]]؛ مع ذرياتهم التي ولدت وترعرعت [[السوريون في الخارج|في الخارج]]، محافظة على مختلف أنواع من الروابط الثقافية مع البيئة الأم. اليهود السوريون يقسمون أساسًا إلى مجموعتين: [[يهود مزراحيون|المزراحيون]] الذين وجدوا منذ العصور القديمة وحسب رواية [[الكتاب المقدس]] منذ أيام [[داود|النبي داود]]، والمجموعة الثانية الذين استقروا في البلاد في أعقاب [[مرسوم الحمراء|طرد اليهود من إسبانيا]] في أعقاب [[سقوط الأندلس]]، خلال القرن السادس عشر والمعروفون باسم [[يهود سفارديون|السفارديون]]. أكبر التجمعات التاريخية لليهود في سوريا كانت في [[دمشق]] و[[حلب]] و[[القامشلي]]، وقد وجدت مجتمعات أصغر تقيم في [[نصيبين]] و[[اللاذقية]]. . عام 1992 ألغي الحظر على مغادرة اليهود لسوريا في أعقاب [[مؤتمر مدريد 1991|مؤتمر مدريد للسلام]]، فغادرت أقلية لساحقة نتيجة القرارات المنفتحة للحقوق الأساسية والتي طبقت عليهم خلال عقود النصف الثاني من القرن العشرين. ، فإن سوريا تحوي على25000 يهوديًا يقيمون في دمشق، وأكبر تجمع لليهود السوريين يوجد في [[دمشق]] في حلب مع تواجد في مناطق أخرى في [[مصر]] [[لبنان|و لبنان]] [[الأردن]]. == التاريخ == === التاريخ الكتابي === [[ملف:Samuel e david.jpg|200px|تصغير|يمين|[[صموئيل|النبي صموئيل]] يمسح [[داود|النبي داود]] مسيحًا وملكًا على [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]]. من مشاهد كنيس [[دورا أوربوس]] الأقدم في العالم.]] طبقًا لرواية [[الكتاب المقدس]] فإن الوجود اليهودي في سوريا يعود لأيام [[داود|الملك داود]] في الألف الثاني قبل الميلاد في المنطقة المسماة توراتيًا "آرام زوربا" والتي تقارب حسب رأي بعض الباحثين [[حلب]]، وحسب رأي البعض الآخر حدود لبنان.<ref>[[سفر صموئيل الثاني]] 10</ref> خلال مرحلة [[السبي البابلي]]، كانت مناطق من سوريا الحديثة لاسيّما ضفاف [[البليخ]] و[[الخابور]] من مناطق استقرار اليهود، وهو استقرار لم ينقطع منذ ذلك التاريخ وحتى القرن العشرين. لفترة حكم ذرية النبي داود أيضًا يعود استقرار اليهود في [[دمشق]]، وقد قدّر عددهم بعيد الفتح الإغريقي للمدينة بنحو 10.000 نسمة شملوا يهودًا ومتحولين إلى اليهودية من الأديان المحلية الوثنية. === في سوريا الكلاسيكية === [[ملف:Palestine in the time of Jesus.jpg|200px|تصغير|يسار|تراخونياتس باللون الأخضر، وتشمل [[الجولان]] و[[حوران]] (بما فيها [[محافظة السويداء]]) خلال القرن الأول، والتي كانت من أملاك [[هيرودس الكبير]].]] هناك بعض الروايات التي تفيد بوجود يهود في [[أنطاكية]] منذ تأسيسها كعاصمة لسوريا الإغريقية في القرن الرابع قبل الميلاد،<ref name="وجد">سورية في العصور الكلاسيكية، موريس سارتر، ترجمة محمد الدنيا، الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق 2008، ص.126</ref> ووجود يهود بشكل مؤكد في [[حوران]] قبل منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، أعادهم [[يهوذا المكابي]] إلى منطقة اليهودية في وسط فلسطين، ولكن ما لبثوا أن عادوا إلى حوران وسائر أنحاء سوريا مع بداية العصر الروماني، ويقول موريس سارتر أن اليهود قد وجودا في جميع المدن الرئيسية في سوريا الرومانية مثل دمشق، وأفاميا، واللاذقية، التي يذكر [[سترابو]] عن "أعداد كبيرة" من اليهود فيها بعد زيارته المدينة،<ref>[http://www.moi.gov.sy/ar/pid5825.html اللاذقية لؤلؤة المتوسط]، وزارة الإعلام، 19 فبراير 2013.</ref> وفي [[الرقة (سوريا)|الرقة]] صدر أمر الإمبراطور [[ثيودوسيوس الأول|ثيودوس]] لأسقف المدينة بأن يعيد بناء الكنيس اليهودي الذي احترق عام 393 ما يدلّ على وجود مواطنين يهود فيها، وعرف أن أحد أرباع أنطاكية بوصفه "ربع اليهود"؛<ref>كنيسة أنطاكية مدينة الله العظمى، أسد رستم، المكتبة البولسية، جونيه 1988، ص.17</ref> كما أصدر الإمبراطور الروماني [[جستينيان الأول|يوستيان الأول]] قانونًا في تنظيم أحوال اليهود الدينية والمدنية في القرن السادس؛<ref>كنيسة أنطاكية، مدينة الله العظمى، مرجع سابق، ص.369</ref> إضافة إلى جماعات ريفية في سوريا الجنوبية، لاسيّما في حوران والجولان، بينهم مستوطنون عسكريون عمل [[هيرودس الكبير]] وأخلافه، على إسكانهم على مفترق الطرق التجارية بعد أن أوكل إليهم الرومان أومر المنطقة ليكافحوا فيها قطع الطرق؛<ref name="وجد"/> وكان على هذه الجماعات أن تعاني من تمرد أنسبائها في اليهودية بين 66 - 70 حين ظهر عموم السكان معادين "بشكل طبيعي" كما يقول سارتر للأقلية المتمردة، نتيجة انسجامهم مع الحكم الروماني؛<ref>سوريا في العصور الكلاسيكية، مرجع سابق، ص.127</ref> وفي الواقع أفاد تشتت يهود منطقة اليهودية عام 70 خلال [[الثورة اليهودية الكبرى|الحرب اليهودية الرومانية]]، ثم مرة أخرى عام 135 بعد ثورة [[بار كوخبا]]، أفاد الجماعات السورية منها في إزدياد عددها وقوتها بانظمام مزيد من الوافدين إليها من [[الجليل]] و[[السامرة]] واليهودية؛ استقرار هذه الجماعات تمّ في المناطق الداخلية من سوريا، وكذلك على الحدود الشرقية للمنطقة [[دورا أوربوس|كدورا أوربوس]] عام 165؛ ومما لا شكّ فيه أن قرب سهول سوريا الجنوبية من القدس، ومراكز التعليم اليهودي في [[الجليل]] ساعد على اجتذاب مزيد من يهود الشتات إلى هذه المنطقة.<ref name="وجد ثاني">سوريا في العصور الكلاسيكية، مرجع سابق، ص.128</ref> هناك إشارات مختلفة عن يهود سوريا في المراحل اللاحقة، في ناهية القرن الرابع تفجر البطريرك [[يوحنا فم الذهب]] بالغضب على المسيحيين الذين يترددون على الكنس اليهودية خلال الأعياد اليهودية الرئيسية بعد أن كان يستميلهم ألق الاحتفالات؛ وذكر الخطيب السوري اليوناني ليبانوس أنه يملك أراضي في أنطاكية، يزرعها ويعمل بها فلاحون يهود؛ وأيضًا القديس رومانوس المرنم كان يهوديًا حمصيًا تحوّل إلى المسيحية واشتهر بتنظيمه الترانيم الدينية التي لا تزال تؤدى إلى اليوم؛<ref>كنيسة أنطاكية مدينة الله العظمى، مرجع سابق، ص.413</ref> وما ورد في كتابات [[جيروم|القديس جيروم]] عن "[[مسيحيون يهود|المسيحيين اليهود]]" في حلب والذين يقرؤون الكتاب المقدس بما فيه [[إنجيل متى]] بالحرف العبري. أما أبرز أثر معماري بلا شك فهو كنيس دورا أوربوس قرب السور، لا من ناحية كونه أقدم كنيس مكتشف في العالم فحسب،<ref>[http://www.cometosyria.com/ar/pages/دورا+اوربوس+سوريا/167/38 دورا أوربوس]، زيارة سوريا، 19 فبراير 2013.</ref> بل لكونه مرسومًا بالكامل بمشاهد من التوراة، على الرغم من حظر الحاخامية اليهودية لتصوير الكائنات الحية، وهو ما يدلّ على انثقاف اليهود، بالثقافة اليوانينة السورية التي كانت سائدة آنذاك؛<ref name="وجد ثاني"/><ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.32</ref> ويعود للمرحلة المتأخرة من سوريا الرومانية تأسيس كنيس جوبر على حواف دمشق. أخيرًا، فإن وجود جماعة يهودية في دمشق، هو الذي ربط بشكل مباشر هذه المدينة ببدايات المسيحية، إذ إن [[بولس|القديس بولس]]، على ما يرويه [[سفر أعمال الرسل]]، لجأ إلى مؤيديه في دمشق، وتحتفظ [[كنيسة حنانيا]] بذكرى هذه الواقعة.<ref>أعمال الرسل 9: 1</ref><ref>سوريا في العصور الكلاسيكية، مرجع سابق، ص.129</ref> === التاريخ الوسيط === [[ملف:Aleppo Codex (Deut).jpg|200px|تصغير|يسار|[[مخطوطة حلب]] وهي نسخة بالعبرية [[تناخ|للتناخ / العهد القديم]]؛ ترقى للقرن التاسع. الصورة تظهر مقطعًا من [[سفر العدد]].]] لم يتأثر يهود البلاد سلبًا [[الفتح الإسلامي لبلاد الشام|بالفتح الإسلامي]]. خلال مرحلة [[الحروب الصليبية]] وفد إلى دمشق أعداد متزايدة من يهود منطقة فلسطين واستقروا فيها خشية من [[معاداة السامية]] لدى الصليبين. وقد ترك الحبر ابراهام بن عزرا وصفًا للمجتمع الدمشقي اليهودي إثر زيارته المدينة عام 1128 وقال بنيامين نوديل أن "عدد الأحبار الربانيين في دمشق وحدها 3000 حبر" إثر زيارته المدينة عام 1170 وهي تحت حكم [[نور الدين زنكي]]، وكان لهم "رئيس محلي" يمثل الطائفة لدى السلطات الحاكمة؛ وأن مدرسة أكاديمية لدراسة التوراة تشتهر بها دمشق، وقد اختار [[قلاوون|السلطان قلاوون]] الحبر الدمشقي جيسي بن حزقيا كرئيس للطائفة برتبة أمير ونقله إلى القاهرة عام 1289.<ref>Ginze Oxford, p. ix.</ref> وفي حلب قدرت أعداد اليهود حسب الشهادة نفسها بخمسة آلاف نسمة "يقيمون في أفضل مناطق المدينة حول [[قلعة حلب|القلعة]]، ولهم رئيس محلي يمثلهم لدى السلطات الحاكمة، وهم الأربع في دراسات التوراة"، وذكر الرحالة أيضًا خمسين عائلة يهودية تقيم في [[قرقيسيا]] خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر.<ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.209</ref> خلال كون البلاد جزءًا من [[الدولة الفاطمية]]، حصل تعيين منقطع النظير في تاريخ سوريا، إذ عيّن الخليفة [[العزيز بالله]]، صديقه اليهودي السوري منشا (منسّى) بن إبراهيم، واليًا على سوريا ونائبًا للخليفة فيها، وقد ذكر الحدث [[أبو الفداء]] و[[السيوطي]] وسواهما من المؤرخين.<ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، فيليب حتي، ترجمة كمال اليازجي، دار الثقافة، بيروت 1983، ص.212</ref> كثيرة هي للغاية الكتابات اليهودية سواءً كانت دينية أو اجتماعية التي تعود [[مماليك|للحقبة المملوكية]]، وقد تقوّت بشكل بارز بعد [[مرسوم الحمراء|طرد اليهود من إسبانيا]]. فبعد [[سقوط الأندلس|سقوط غرناطة]] خير اليهود بين اعتناق المسيحية أو الهجرة، فالذين اختاروا الهجرة انتقلت أعدادهم الكبرى إلى [[البرتغال]] و[[المغرب]]، غير أن أعدادًا أخرى انتقلت إلى [[البلقان]] وأراضي الدولة العثمانية ومنها إلى الشام لاسيّما دمشق التي اكتسبت أهمية خاصة نظرًا لموقعها القريب من الأراضي المقدسة، وخلال القرن التالي ستغدو المدينة إحدى المعاقل الأساسية [[قبالة (يهودية)|لقبالة لوريا]]، التي برز منها شخصيات كحاييم فيتال وإسرائيل نجارة. وقد كان لليهود ثلاث كنس: جوبر الأم "الذي لم ير في دمشق بناءً بجماله" حسب بعض الرحالة، وكنيسان آخران الأول [[سفارديم|للسفارديم]] - ذوي الأصول الإسبانية - والثاني للصقلين، إلى جانب مدرستين لتعليم التلمود، وكهف زاره حسب التقليد [[إيليا|النبي إيليا]]،<ref>سفر الملوك الأول 19: 15 حيث تذكر [[غوطة دمشق|برية دمشق]].</ref> وقد حوله اليهود إلى مركز لدراسة الدين. جوبر والتي كانت حينها من قرى دمشق، كان يقيم فيها ستين عائلة يهودية شكلت أكثريتها، أو كادت أن تعتبر ذلك. حاييم من فوليترا الذي زار دمشق عام 1481 قال بأن بها 450 عائلة يهودية جميعهم "من الأغنياء الموسرين" و"يملكون منازل وحدائق جميلة" في شهادة أخرى تعود لعام 1488.<ref>Shibִhe Yerushalayim, 51b; and Graetz, History (Hebrew translation), vii. 27</ref> خلال الاجتياح المغولي الأول لحلب عام 1260، احتمى العدد الأكبر من اليهود داخل الكنس، فكان آمنًا من احتمى بالكنيس من المجزرة التي ارتكبها المغول في المدينة؛ عام 1401 خلال الاجتياح المغولي الثاني بقيادة [[تيمورلنك]] لم يسلم اليهود من القتل، وفرض عليهم مغادرة المدينة والإقامة خارجها.<ref>Ashtor, pp. 268-9.</ref> === سوريا العثمانية === [[ملف:Leighton, Frederick - Old Damascus, Jew's Quarter.jpg|يسار|200بك|تصغير|عائلة دمشقية يهودية في منزلها على [[بيت عربي تقليدي|الطراز الشامي التقليدي]]، بريشة فريدريك لينغتون، 1855.]] في [[سوريا العثمانية]] لم يختلف وضع اليهود أو ثقلهم في دمشق أو حلب أو الجزيرة، وخرجت العديد من الكتابات الدينية والمؤلفات التي طبعت في [[إسطنبول]] أو [[أوروبا]] واستخدمت ضمن التعليم الديني اليهودي "[[مشنا|المشنا]]". عدد من اليهود أوروبا، إذ أعجبتهم دمشق وحلب استقروا فيهما، وكان اليهود كالمسيحيين يسعون للحصول على جنسية دولة أجنبية ليعاملوا بموجبها معاملة الأجنبي في أرض الدولة، والذي كان يمنح من الحقوق والمعاملة اللائقة أكثر ما يمنح المواطن الكتابي وفق القانون العثماني لأحكام أهل الذمة؛ حاخام دمشق موسى سيسون كتب: "إن المسلمين يضطهدوننا ككل الناس بسبب طبيعتهم الجافية، أما المسيحيون فيضطهدوننا عمدًا".<ref>يهود دمشق، ص.7</ref> تمركز اليهود في مدينة دمشق، وسكنوا فيها في حي خاص بهم دعي "حارة اليهود" وبعض مناطق ريف دمشق مثل جوبر، وكان لهم اثني عشر مدرسة يدرس فيها نحو 350 تلميذ العلوم والديانة [[لغة عبرية|باللغة العبرية]]، أما معابد اليهود في دمشق وحدها فبلغ عددها عشرة كنس أشهرها "كنيس سوق الجمعة".<ref>الإدارة العثمانية في ولاية سوريا، مرجع سابق، ص.307</ref> وحسب شهادة الرحالة الألماني ألفريد فون كريمر، الذي كتب وصفًا عن دمشق العثمانية إثر زيارته لها عام 1853، فأن يهود [[دمشق القديمة|داخل الأسوار]] يقدر عددهم بنحو 4000 نسمة نحو 1000 منهم يدفعون الضرائب (ذوي الجنسية الأجنبية لا يدفعون الضرائب)، وذكر أن في دمشق حيين للمسيحيين وحي لليهود، وأن أحد كنس المدينة بيع للمسيحيين فحوّل إلى كنيسة، في المرحلة ذاتها.<ref name="ثالث">[http://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp?letter=S&artid=1220 syria], The unedited full-text of the 1906 Jewish Encyclopedia, 20 Feb. 2013 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20100219230035/http://www.jewishencyclopedia.com:80/view.jsp?artid=1220&letter=S |date=19 فبراير 2010}}</ref> أشهر قضيتين ارتبطتا باليهود خلال القرن التاسع عشر، كانتا [[حادثة دمشق]] عام 1840 حين اتهم اليهود بقتل أحد الرهبان الأوروبيين، وتمكن يهود دمشق من إطلاق سراح المتهمين بعد أن دفعوا ستين ألف كيس من النقود للمثل [[إبراهيم باشا]] في المدينة؛<ref>الإدارة العثمانية في ولاية سوريا، مرجع سابق، ص.318</ref> والثانية [[مجازر 1860]]، حين اتهم 200 يهودي إلى جانب 500 مسلم بإحداث المجازر، فحكم عليهم جميعًا بالإعدام شنقًا، غير أن الدولة العثمانية عادت وبرأت اليهود من الضلوع بالأحداث وأعدمت المسلمين وحدهم، غير أن اغتيالات وأعمال عنف متفرقة طالت اليهود في المرحلة التالية على خلفية المجازر.<ref name="ثالث"/> كغيرهم من السوريين لاسيّما المسيحيين، فإن الهجرة اليهودية بدأت أواخر القرن التاسع عشر، وتسارعت نتيجة الكوارث قبيل وخلال [[الحرب العالمية الأولى]] في سوريا العثمانية نتيجة [[مجاعة 1915]] والتي قضت على المحاصيل الزراعية وأهمها زراعة القطن الذي كان المورد الاقتصادي الرئيسي للعديد من العائلات اليهودية، كغيرها من العائلات في حلب تحديدًا. كانت مصر إحدى معاقل الهجرة القريبة، مقابل [[مانشستر]] في بريطانيا و[[نيويورك]] في الولايات المتحدة كمعاقل للهجرة البعيدة، والتي نشطت فيها مجتمعات سورية يهودية قوية، وفي مراحل لاحقة نشأت مثل هذه المجتمعات في دول [[أمريكا اللاتينية]]. وبالرغم من أن عدد اليهود لم يكن كبيرًا، فقد قاموا بدور مؤثر وهام في الاقتصاد، والمعاملات المالية عن طريق العائلات الغنية التي عمل أفرادها سنوات عديدة كمقرضين للولاة والباشوات المتعاقبين، وبقي يهود دمشق يمارسون أعمال الصيرفة على أوسع نطاق، وكذلك الإقراض بفوائد مرتفعة، وكانت كميات النقد الكبيرة التي فيح وزتهم، في عهد كان النقد السائل قليلاً مصدر قوة لهم،<ref>الإدارة العثمانية في ولاية سوريا، مرجع سابق، ص.308</ref> وامتازوا أيضًا بالانفراد بصناعات معينة أهمها الأكياس، والكبريت، والنقش على الأواني النحاسية. === المملكة السورية والانتداب الفرنسي === [[ملف:Alepporabbiwithsecretary.jpg|تصغير|يسار|200بك|الحاخام يعقوب شاول دويك، حاخام باشي حلب، 1908.]] بعد زوال الدولة العثمانية تم التأكيد على الوحدة الوطنية لمختلف مكونات الشعب السوري. في [[إعلان استقلال سوريا|إعلان الاستقلال]] وتأسيس [[المملكة السورية العربية]] وقع حبر العاصمة بوصفه ممثلاً ورئيسًا للطائفة اليهودية؛ وحسب نظام التشريفات الذي أقر بعيد بدء [[الانتداب الفرنسي على سوريا|الانتداب الفرنسي]] كان حبر العاصمة يأتي ثالثًا بعد المفتي والبطاركة. كانت الأحوال الشخصية لليهودية معمول بها حسب ما ورثته سوريا عن الحقبة العثمانية، والحقوق الأخرى التي كانت على الدوام محط نقاش هي عطلة اليهود في السبت احترامًا للشريعة اليهودية، وتدريس الديانة في المناهج الحكومية السورية أسوة بالإسلامية والمسيحية.<ref name="ثالث"/> في إحصاء عام 1922، وهو أول إحصاء تم في البلاد بعد سقوط سوريا العثمانية، بلغ عدد اليهود 10,600 نسمة من أصل 1,456,400 ما يساوي 0.72% من مجموع السكان. وبذلك لم يكن يهود سوريا أصغر طوائف البلاد، إذ تجاوزوا [[الشيعة في سوريا|الشيعة الاثني عشرية في سوريا]] (0.6%)، وقاربوا [[الإسماعيلية في سوريا|الإسماعيلية]] 0.96%؛ بكل الأحوال منذ ذلك الإحصاء ما فتأت نسبة يهود سوريا.<ref>سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، ستيفن لونغريج، ترجمة بيار عقل، دار الحقيقة، ص.163</ref> == اندثار الطائفة في سوريا == === أحداث 1947 - 1948 === [[ملف:JewishPupilsDamascus.jpg|250px|تصغير|يمين|أطفال يهود يتعلمون في أحد المدارس اليهودية في دمشق بداية الستينات.]] مع تصاعد [[الصراع العربي الإسرائيلي|قضية فلسطين]] عدم مضايقة اليهود المحليين خلال الثلاثينات والأربعينات. الكثير من العائلات اليهودية أخذت بالهجرة إلى المناطق اليهودية في فلسطين، غير أن أنها مكثت أقلية: 40 يهودي سوري وصلوا فلسطين بين 1942 و1947 وهو ما يشكل أقل من 2% من مجموع يهود سوريا. بعد صدور [[قرار تقسيم فلسطين]] عام 1947 اصبحت حلب مع يهودها، 300 منزل ومحل لليهود بما فيه الكنيس الأثري القديم، و 75 يهوديًا فضلاً عن مئات . نتيجة " حلب" هاجر عدد قليل اليهود بشكل غير شرعي إلى فلسطين. في أغسطس 1949 ، وفي الذكرى الأولى لصدور قرار التقسيم، وبعد أن هزم العرب في [[حرب 1948]]، قامت [[الاحتجاجات السورية 1948|احتجاجات 1948]] التي تخللتها أفعال معادية للسامية ومضادة المحليين. هذه الأحداث لم تكن مقتصرة على سوريا بل إن عمليات شبيهة حصلت في معظم الدول العربية. في إحصاء رسمي صادر عام 1957 حول أعداد الناخبين السوريين حسب طوائفهم، كان عدد اليهود السوريين نحو 32.000 نسمة يشكلون 0.8% من مجموع الناخبين السوريين (6% من الناخبين غير المسلمين) ممثلين في البرلمان بمقعد واحد، وقد صدر قانون بسماحهم من السفر أو مغادرة البلاد.<ref name="ثالث" /><ref>Syrian Politics and the Military 1945-1958 by Torrey, Gordon H,he Graduate Institute for World Affairs of the Ohio State University,1961,P.16-20</ref> === القرارات والقوانين التميزية === شكلت هزيمة العرب في [[حرب 1967]] والتي احتلت إسرائيل على إثرها [[الجولان]]، . ، ثم صدرت قرارات منفتحة لحقوق اليهود: تم سماح من حرية الحركة، سماح توليهم وظائف عامة في السلك الحكومي أو البنوك، سمحو من الحصول على رخصة قيادة، منعوا من التطوع في الجيش أو أداء الخدمة العسكرية، جمدت أرصدتهم في البنوك ومنعوا من تحويلها إلى الخارج، و عدم بيع ممتلكاتهم الخاصة، فتحت المدارس والأوقاف اليهودية ، أصدرت بطاقات شخصية خاصة بهم كتب عليها باللون الأحمر "موسوي"، سمحو من المغادرة من البلاد. . في عام 1974 ارتكبت جريمة قتل لأربعة فتيات يهوديات مع طفلين في ضواحي [[الزبداني]] على خلفية طائفية. خلال مرحلة الثمانينات تم تهريب قطع من التراث اليهودي السوري إلى خارج سوريا شمل تسعة نسخ قديمة من الكتاب المقدس، يعود تاريخها 700 - 900 سنة، و40 لفافة من التوراة و32 صندوقًا من المخطوطات القديمة التي نقلت فيما بعد إلى [[الجامعة العبرية]] في [[القدس]]. في نوفمبر، وفي عام 1991 في أعقاب [[مؤتمر مدريد]] للسلام، رفع الحظر عن هجرة اليهود. هاجر خلال عام 1992 أقلية اليهود السوريين الساحقة في دمشق وحلب والقامشلي. لم يبق بالنتيجة سوى 300 شخص أغلبهم من كبار السن. 1200 يهودي سوري فقط استقرّ في إسرائيل، بينما فضلت الغالبية العظمى الاستقرارتجمع لليهود السوريين. == الواقع == === في سوريا === قانونًا لا يزال السماح على اليهود السوريين في تولي الوظائف العامة والعمل السياسي وسواهما من القرارات، ساري المفعول. فإن يهود سوريا . أعادو افتتاح مدرسة صغيرة لتعليم التوراة و[[لغة عبرية|اللغة العبرية]] في دمشق، ويقوم أحد أحبار [[إسطنبول]] بزيارة دورية للمدينة. خلال فترة 2000 - 2010 هاجر نحو 12 سوريًا إلى الخارج واستقرّ في إسرائيل، عام 2001 قدرت أعداد اليهود بنحو27000 . عام 2003 غدا العدد 25000 شخص، وعام 2005 قالت وزارة الخارجية الإمريكية في التقرير السنوي للحرية الدينية حول العالم أن العدد انخفض إلى 8 نتيجة الوفيات بين كبار السن. التقرير ذاته بنسخة عام 2012 أشار إلى أنّ 28000 لا يزال في سوريا ويقيمون في مدن مختلفةفي سوريا.<ref name="أول" /><ref name="ثاني">[http://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2005/51610.htm Syria], International Religious Freedom Report 2005, 20 Feb. 2013 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20171125205822/https://www.state.gov/j/drl/rls/irf/2005/51610.htm |date=25 نوفمبر 2017}}</ref> === خارج سوريا === الوجود السوري لليهود في القدس يعود لما قبل عام 1850، فبنتيجة التجارة وزيارة الأماكن المقدسة، استقرت أعداد من العائلات الدمشقية والحلبية في المدينة. وقد قبلت وانتشر بعض الموسيقى والتسابيح والأدعية التراثية السورية فيها. بحلول عام 1900 انتقلت مزيد من العائلات وأسس أول كنيس ليهود سوريا في أرض فلسطين. خلال فترة الأربعينات، انتقل نحو ٣٠ يهودي سوري للعيش في إسرائيل مشفوعًا بالخطاب المعادي لليهود المتصاعد وأحداث 1947 - 1948، أيضًا فإن عددًا من يهود الولايات المتحدة السوريين انتقل لاحقًا إلى إسرائيل؛ وكانت أكبر عمليات الانتقال بقيادة الحبر ألبرت حمارة. حديثًا، فقد افتتح في [[تل أبيب]] ''المركز العالمي لتراث اليهودي'' الذي يعنى بإصدار كتب وإقامة فعاليات حول اليهود السوريين. أيضًا فإنه ومنذ القرن لتاسع عشر، وجدت تجمعات لليهود السوريين في [[مانشستر]] في بريطانيا، غير أن من استقر فيها انتقل خلال القرن العشرين إلى الولايات المتحدة. الهجرة إلى الولايات المتحدة بدأت عام 1892 مع يعقوب ابراهام وعزرا ابراهام اللذان استقرا في [[بروكلين]] ضمن [[نيويورك]]، والتي لا تزال حتى اليوم المركز الأكبر لليهود السوريين، وتضم أربع كنس تقرأ فيها الصلوات والتسابيح والأدعية التي كانت مستعملة في دمشق وحلب. هناك أعداد متوسطة من يهود سوريين في [[بيونس آيرس]] عاصمة الأرجنتين، و[[مكسيكو]] عاصمة المكسيك، و[[ساو باولو]] في البرازيل، التي تقدّر أعداد اليهود السوريين فيها بنحو 200 نسمة فقط ، يديرون مدارس وحركات شبابية ولهم نشاط سياسي واقتصادي فيها، وهناك أيضًا تجمعات شبيهة في [[باناما]] و[[تشيلي]].<ref name="أول"/> == الثقافة == {{مفصلة|سوريون#الثقافة{{!}} ثقافة سوريا}} [[ملف:Aleppo-Jewish201914.jpg|200px|تصغير|يسار|زفاف لعائلة يهودية حلبية عام 1914.]] لا يوجد فروق كبيرة في الثقافة الاجتماعية بين يهود سوريا وسائر أطياف الشعب السوري؛ الدكتور يوسف نعيسة أستاذ التاريخ في [[جامعة دمشق]] كتب: "لم يختلف يهود بلاد الشام عن الشاميين بالأخلاق والعادات، إلا فيما يتعلق بالعقائد الدينية الخاصة بهم، وكانت لأسمائهم دخل قوي في الألفة مع مسلمي الشام، فكانوا يسمون أبنائهم بأسماء عربية، مثل صبحي، ولطفي، ومراد،...، وبهية وعائشة وجميلة ومريم؛ ثم ظهرت التسميات الأجنبية لاحقًا بفعل الهجرات، مثل بولتيزا، ويوكا، وأستير".<ref>يهود دمشق، ص،8</ref> العادات والتقاليد والمناسبات الاجتماعية، والرقص والموسيقى والمطبخ والتراث الشعبي [[لهجة سورية|اللهجة السورية]] المستمعلة في الخطاب اليومي هي تقريبًا واحدة، [[حلال|الأطعمة الحلال]] في الشريعة الإسلامية هي ذاتها تقريبًا المراعاة في الديانة اليهودية، إلى جانب عادات أخرى مثل [[ختان|الختان]]، و[[غسل|الغسل]]. تأثير الثقافة السورية العامة على نطق اللغة العبرية واضح بدوره، غير أنها تمكث شبيهة بطريق نطق اليهود المزراحي الذين تأثروا بالسفارديم. العديد من قواعد القراءة العربية الكلاسيكية [[قرآن|للقرآن]] المعروفة باسم "[[تجويد|التجويد]]" استخدمت واستعملت من قبل يهود سوريين تمامًا كما حصل مع [[يهود العراق]].<ref name="أول"/> === التقاليد الدينية === أول كتاب مطبوع للصلوات والأدعية والتسابيح اليهودية السورية يعود [[بندقية|للبندقية]] عام 1527، باسم "''كتاب صلوات حلب''" ويشمل أدعية الأيام المقدسة والأعياد؛ وأعيدت طباعته في نسخته الثانية عام 1579 وصف بكونه "''كتاب الصلوات والأدعية لليهود الناطقين بالعربية''". نتيجة استقرار السفارديم، فإن الطقس السوري قد تأثر بشكل كبير بالتقاليد السفاردية في الصلوات، لاسيّما في حلب. عام 1870 طبع الحبر إبراهيم الحموي كتابًا موحدًا للأدعية والصلوات في الكنس السورية، يحوي عناصر من التقاليد الشفهية المتوارثة وعناصر أخرى مختلفة، وقد طبع الكتاب في [[فيينا]] واعتبر فريدًا من نوعه لكونه يعتمد بشكل أساسي على التقاليد الشفهية. الصلوات والأدعية والتسابيح التي كانت مستخدمة في دمشق، مختلفة قليلاً عن تلك التي كانت مستخدمة في حلب، بسبب قرب دمشق من الأراضي المقدسة، وتأثرها [[قبالة (يهودية)|بالقبالة]] بشكل أكبر. حاليًا، فإن الطقس المستخدم في الكنس السورية حول العالم يحوي على عناصر مزراحية وسفادردية محليّة إلى جانب عناصر أخرى من مجتمعات مجاورة كتركيا والعراق ومصر. الترانيم أو التسابيح المرنمة، تستخدم غالبًا المقامات الشرقية، وتتلى ملحنة في الأعياد الكبرى والسبت والمناسبات الخاصة كالزواج. وهي متعددة المواضيع، جمعت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر على يد الجبر جبرائيل شيم.<ref name="أول">[http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/anti-semitism/syrianjews.html#5 The Syrian Jews], jewishvirtuallibrary, 20 Feb 2013 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161217101221/http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsource/anti-semitism/syrianjews.html |date=17 ديسمبر 2016}}</ref><ref>Kligman, Mark, Maqam and Liturgy: Ritual, Music and Aesthetics of Syrian Jews in Brooklyn, Detroit 2009.</ref> == انظر أيضًا == * [[جوبر]]. * [[الاحتجاجات السورية 1948]]. * [[يهود مزراحيون]]. * [[يهود سفارديون]]. == المراجع == {{مراجع|2}} {{الشعب السوري}} {{يهود عرب}} {{شريط بوابات|اليهودية|سوريا}} [[تصنيف:الدين في سوريا]] [[تصنيف:اليهودية في سوريا]] [[تصنيف:تاريخ اليهود في الشرق الأوسط]] [[تصنيف:تاريخ اليهود في سوريا]] [[تصنيف:تاريخ يهودي]] [[تصنيف:شتات سوري]] [[تصنيف:شتات شرق أوسطي في سوريا]] [[تصنيف:طوائف سوريا]] [[تصنيف:مواضيع عن يهود سفارديون]] [[تصنيف:يهود سوريون]]'
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
false
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1544713600