افحص التغييرات الفردية
المظهر
تسمح لك هذه الصفحة بفحص المتغيرات التي تم إنشاؤها بواسطة عامل تصفية إساءة الاستخدام لإجراء تغيير فردي.
المتغيرات المولدة لهذا التغيير
متغير | قيمة |
---|---|
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount ) | 2 |
اسم حساب المستخدم (user_name ) | 'Yaman Omar ATTAR' |
عمر حساب المستخدم (user_age ) | 11049480 |
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups ) | [
0 => '*',
1 => 'user'
] |
المجموعات العالميَّة التي يمتلكها الحساب (global_user_groups ) | [] |
ما إذا كان المستخدم يعدل من تطبيق المحمول (user_app ) | false |
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile ) | false |
هوية الصفحة (page_id ) | 7956000 |
نطاق الصفحة (page_namespace ) | 0 |
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title ) | 'محمد عوامه' |
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle ) | 'محمد عوامه' |
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors ) | [
0 => 'JarBot',
1 => 'أحمد محمد بسيوني',
2 => 'Yaman Omar ATTAR'
] |
عمر الصفحة (بالثواني) (page_age ) | 57766 |
فعل (action ) | 'edit' |
ملخص التعديل/السبب (summary ) | '/* منهجه العام في كتاباته: */ تعديل قائمة أسماء المؤلفات والكتب، وتصحيح بعض الأخطاء اللغوية والكتابية' |
نموذج المحتوى القديم (old_content_model ) | 'wikitext' |
نموذج المحتوى الجديد (new_content_model ) | 'wikitext' |
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext ) | '{{مقالة غير مراجعة|تاريخ = نوفمبر 2020}}
{{لا مصدر|تاريخ=نوفمبر 2020}}
{{يتيمة|تاريخ=نوفمبر 2020}}
[[ملف:الشيخ_العلامة_محمد_عوامة_حفظه_الله.jpg|تصغير|330x330بك|الشيخ العلامة محمد عوامة حفظه الله]]
= ترجمة العلامة محمد عوامة =
== اسمه ونسبه: ==
هو أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد القادر بن عمر بن علي عوامة النعيمي الحسيني. وأمه هي السيدة عائشة بنت أحمد بن علي آل سراج الدين الحسينية.
== ولادته: ==
ولد يوم١٤\١٢\١٣٥٨ هـ الموافق لـ٢٥\٠١\١٩٤٠م، في مدينة حلب الشهباء في حي باب المقام أحد أحياء حلب الشهيرة وأبوابها العريقة.
== أسرته: ==
تتألف أسرته من زوجة واحدة وستة أبناء
== نشأته وطلبه للعلم: ==
نشأ في بيئة علمية بفكرها، تقية وصالحة بأخلاقها، متواضعة بتعاملها، بسيطة بحالها، لها قوت يومها، ولكنها كبيرةٌ معنىً بحيِّها، ذاتُ مكـانة عالية بمجتمعها، لما عُرف عن والده رحمه الله تعالى من دماثة أخلاق، وحسن معشر، وسياسة وبُعد نظر، مع علم وصلاح وتقىً، فقد كان رحمه الله جليس الكبار من الشيوخ والساسة. وكان أول من التزمه زميل والده وإمام مسجد الطواشي فضيلة الشيخ الفقيه الورع [[محمد السلقيني]] رحمه الله تعالى، فكان من أوائل من أثر في الشيخ تأثيرًا كبيرًا في خلقه المتواضع بل ونكران الذات وزهده وعفته مع التقوى والخشية والرجاء والخوف، فكانت أفعال الشيخ محمد السلقيني رحمه الله أمام هذا الطفل الناشئ تربية عملية وتنشئة روحية من شيخ جليل لطفل صغير يلاحظه بعين الرعاية والتعليم والتربية والتكريم، فهو أول مشايخه.
بدأ بطلب العلوم الشرعية على الطريقة المشيخية السائدة آنذاك التي لم تكن مرتبطة بتعليم أكاديمي أو رسمي، ذات الهيئة الخاصة في أدب التلقي وطريقته وطريقة الشرح واعتماد الأصول من الكتب. ثم التحق بعدها بجامعة دمشق فاكتسب العلم الأكاديمي المنهجي، فأخذ ما فيه من خير فلقح به علمه الأصيل فجمع بين رسوخ ماضيه وتطور حاضره.
=== طلبه للعلم على الطريقة المشيخية: ===
والمقصود بالطريقة المشيخية: ما كان عليه العلماء السابقون من دروس خاصة لطلبة خاصين يلتفون حول شيوخهم جاثين على الركب، كأنما على رؤوسهم الطير، يتعلمون أدب العلم قبل العلم، والتعامل مع الشيخ والكتاب قبل قراءة الكتاب، فيقرؤون كتب أئمتنا الأصيلة: قراءة تمحيص وتحليل، لا تمتد أيديهم إلى مذكرات عصرية، مختزلة اختزالاً، أو ممسوخة مسخاً، فيشامُّون أئمتهم مع مشايخهم، فَتَعلُوا
نفوسُهم، وترتقي أرواحهم، وينتقل إليهم هذا العلم ممزوجاً بالروح والأبوة، فيجد مكانه سهلاً في نفوس طلبته، ولهذا نجد جلَّ أهل هذه الطبقة يحفظون كلام مشايخهم حفظاً، ويذكرونه حرفاً، ويعرف هذا كل من جرَّب، ومن ذاق عرف.
=== طلبه للعلم الرسمي (الأكاديمي): ===
بعد إنهائه للمرحلة الابتدائية عام 1952م التحق [[المدرسة الشعبانية|بالمدرسة الشعبانية]] بتوصية من شيخه الشيخ محمد السلقيني رحمه الله، وقد كانت هذه المدرسة إحدى المدارس الشرعية من الآثار العثمانية في حلب، وكانت محـافظة على برنامجها العلمي بطريقته القديمة الأصيلة، ولكنها لم تكن تابعة لوزارة الدولة في مقرراتها وإدارتها، وعندما وصل الشيخ إلى الصف الخامس فيها وهو ما يعادل الصف الحادي عشر أو الثاني الثانوي رأت الدولة تعليق التدريس في الشعبانية وضمها إلى المدرسة الثانوية الشرعية العريقة المعروفة [[الخسروية|بالخسروية]] وقد ضمت إلى وزارة المعارف واعترفت الدولة بشهادتها، والتي تخرج منها عدد كبير من كبار العلماء، وقد قال عنها الشيخ العلامة [[محمد الحامد]]: إنها تعدل الأزهر في تبحر علومها. فالتحق الشيخ بها وتخرج منها عام 1962م.
بعد تخرجه من الثانوية الشرعية التحق [[كلية الشريعة (جامعة دمشق)|بكلية الشريعة بجامعة دمشق]] عام 1962م وتخرج منها عام 1976م، ولم تكن دراسته فيها التزاما وإنما انتسابا يداوم فيها مدة قليلة ويعود لبلده حلب حيث اختاره شيخه الخاص الشيخ [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]] مدراس في مدرسته الشعبانية وهو في الثانية والعشرين من عمره فكان يدرُس ويُدرِّس، وكان هذا من أهم أسباب قوته ونبوغه.
وهنا انتهت دراسته الأكاديمية فلم يتابع مرحلة الدراسات العليا، وكان هذا يرجع إلى سببين: أولاهما: لم تكن الدراسات العليا هيم المهمة والأساسية آنذاك بل كان مجرد العلم والإجازة من الشيوخ معترفا به ومقدرا، كحال شيخيه الخصوصيين: فضيلة الشيخ [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، وفضيلة الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]] رحمهما الله تعالى. وثانيهما: تفرغه الشديد بل وتفانيه في خدمة شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في مدرسته الشعبانية حيث كان يعيش لها وبها وفيها وإليها، وقد يكون هذا السبب الرئيس الأول.
== من أهم شيوخه: ==
=== من مشايخه الذين تلقى عنهم العلم في المدرسة الشعبانية ===
* محمد زين العابدين جذبة، قرأ عليه: الحديث والتوحيد.
* محمد الحماد، قرأ عليه: الحديث.
* طاهر خير الله، قرأ عليه: التفسير والخطابة.
* [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، قرأ عليه: مصطلح الحديث، والفقه الحنفي.
* عبد الله خير الله، قرأ عليه: الفقه الحنفي.
* [[بكري الحلبي|بكري رجب]]، قرأ عليه: الفقه الحنفي، والعروض.
* محمد المعدِّل، قرأ عليه: النحو.
* سامي بصمه جي، قرأ عليه: الفرائض والنحو.
* أمين الله عيروض، قرأ عليه: المنطق وأصول الفقه.
* أحمد أبو صالح، قرأ عليه: التوحيد.
* عبد الفتاح حميدة الناصر، قرأ عليه: التاريخ الإسلامي.
* عبد الرحمن زين العابدين، قرأ عليه: النحو.
* أديب حسون، قرأ عليه: الأخلاق.
* نجيب خياطة، قرأ عليه: الفرائض، والتجويد.
* محمد مهدي الكردي، قرأ عليه: الفقه الحنفي.
* مصطفى مزراب، قرأ عليه: الفقه الحنفي وأصول الفقه.
=== وكان من مشايخه الذين تلقى عنهم في الثانوية الشرعية (الخسروية) ===
* عبد الوهاب سكر، قرأ عليه: السيرة النبوية.
* أبو الخير زين العابدين، قرأ عليه: التوحيد، وعلوم القرآن، والتفسير.
* محمد الملاح، قرأ عليه: البلاغة، وتاريخ التشريع.
* محمد السلقيني، قرأ عليه: الفقه الحنفي وأصول الفقه.
* عبد الله سراج الدين، قرأ عليه: الحديث ومصطلح الحديث والتفسير.
* عبد الرحمن زين العابدين، قرأ عليه: النحو.
* نجيب خياطة، قرأ عليه: التجويد والقرآن الكريم.
* عمر يحيى، قرأ عليه: الأدب العربي.
* ضياء الدين صابوني، قرأ عليه: الأدب العربي.
واستمرارا له الطريقة وترسيخا لها في نفسه ونفوس بعض النبغاء من زملائه، ما قام به فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، بالتشاور مع زميله وشقيقه الروحي، فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، حيث رأيا أن المدرسة الشعبانية القديمة أُغلقت، وأُخذ الطلبة إلى الثانوية الشرعية الحكومية، فبَعُد الطلبة عن طريقة العلماء القدامى، من الدرس والكتاب، والمادة والمنهج، فاختاروا عشرة من نوابغ طلابهم، وهيئوا لهم كبار أساتذتهم من كل التخصصات، واختاروا لهم جامع الحموي مكانا، وبين العصر والمغرب زمانا لهذه الدروس.
=== أما الأساتذة الذين تم اختيارهم: ===
# فضيلة الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، يدرس مادة التفسير، كتاب «تفسير البيضاوي»، يوم السبت.
# فضيلة الشيخ [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، يدرس مادة الحديث، كتاب «فيض القدير»، يوم الأحد.
# فضيلة الشيخ محمد السلقيني، يدرس مادة الفقه الحنفي، كتاب «الاختيار»، يوم الاثنين.
# فضيلة الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، يدرس مادة الأصول، كتاب «نسمات الأسحار»، يوم الثلاثاء.
# فضيلة الشيخ أحمد القاش، يدرس مادة النحو، كتاب «أوضح المسالك»، يوم الأربعاء.
# فضيلة الشيخ محمد السلقيني، يدرس مادة الفقه الحنفي، كتاب «الاختيار»، يوم الخميس.
وقد استمرت هذه الدروس الخاصة: سنة دراسية كاملة، كانت هي النواة الأولى لتأسيس فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله: جمعية التعليم الشرعي، ثم مدرسة التعليم الشرعي، أو ما عُرف باسم: المدرسة الشعبانية.
=== وكان ممن درّسه في جامعة دمشق: ===
الأستاذ محمد المبارك، والأستاذ [[مازن المبارك]]، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والدكتور أمين مصري، وغيرهم رحمهم الله. ومن المشايخ الشباب آنذاك: الدكتور [[محمد أديب صالح]]، والدكتور [[محمد فوزي فيض الله|فوزي فيض الله]]، والدكتور [[وهبة الزحيلي]]، والدكتور فتحي الدريني، رحمهم الله تعالى جميعا.
== نبوغه وأسبابه: ==
لقد هيأ الله تعالى لنبوغ الشيخ أسبابا وظروفا متعددة النواحي متشعبة الاتجاهات:
=== الظروف العائلية: ===
لعب تقدير الوالدين وحبهما للعلم وأهله دورا كبيرا في نبوغ الشيخ، فقد لاحظ والده رحمه الله نجابة هذا الابن وحرصه على العلم والتعلم، ففرغه من التكسب والعمل ولم يستعن به في مهنته بل وهبه للعلم الشرعي تماماً، صيفًا وشتاءً. وأما والدته فقد كانت ترى ضيق ذات اليد في زوجها وحاجته إلى ابنها ليساعده في عمله ورزقه، فتعلمت الحياكة وعملت بها في بيتها تجاهد في وتربية أبنائها، وفي مهنتها لتصرف هي على ولدها التي رأت في علامة النبوغ والنجـابة، فأنجبته مرتين مرة حين ولادته، ومرة حين تكفله. فكان تفرغه عن أسرته وتفرغ أسرته عنه سببا من أهم أسباب نبوغه في طلب العلم.
=== ظروف التلقي والتدرج: ===
قرأ سيدي الوالد العلوم الشرعية قراءة مشيخية، تلقاها عن أهلها، متدرجة في لكها، الأول فالأول، فشامَّ أكابرها، واستنشق عبق أصول كتبها، فهان عليه صعبها، وذلَّ له عسيرها، فرقى وارتقى، وعلا واستعلى، وكم وكم كان يؤكد على أهمية التلقي والتدرج، وأنَّ بانعدامها: انعدام حقيقة العلم والعلماء، وخروج الضُّلال والشذاذ، ويضرب الأمثلة بمن يعرف من الأشخاص، وهذا ما يريده منا الأعداء.
=== الظروف الذاتية: ===
لقد أمد الله الشيخ بأسباب حسية وهيأ له ظروفا ذاتية وهيبة ساعدته على التقدم في العلم وسرعة التحصيل، مع الفهم والتعمق، والنقد والتحقيق:
أ ـ ذاكرته العجيبة: لقد حباه الله ذاكرة عجيبة وحافظة خارقة فريدة، يعرفها فيه كل من جالسه، ويبهر بها كل من تتلمذ عليه وخالطه، فتراه يكثر في مجالسه العامة من قصص السلف وأخبارهم التي قرأها لمرة واحدة قبل خمسين أو ستين سنة، وإذا راجعتها وجدتها كما ذكرها، وقد سُمع مرات ومرات يقول: «أنا أحفظ ألفاظ مشايخي»، وخاصة الشيخين الجليلين: عبد الله سراج الدين، وعبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، فإنه كان قد تشبع بمحبته لهما وسرت محبتهم في عروقه ودمه. وكذلك حفظه المدهش لتواريخ وفيات الأئمة، فيكاد لا يذكر إماما من الأئمة إلا ويعرف تاريخ وفاته إن لم يكن وتاريخ ميلاده أيضا.
يذكر ولده الشيخ محي الدين عنه في كتابه «صفحات مضيئة»: أذكر أني سمعت: أنه لما كان في سنة التخرج من جامعة دمشق، وكان موعد اختبار مادة القرآن الكريم عند فضيلة الشيخ الدكتور محمد أديب الصالح، متعه الله بتمام الصحة والعافية، وكان الاختبار شفوياً، يشمل التسميع مع بعض المعلومات حول التفسير والمفسرين، فكان بجانب الوالد أحد زملائه من حلب يختبران من فضيلة الشيخ أديب الصالح، فلما كان وقت إجـابة الوالد، كان يجاوب مع ذكر وفيات الأئمة، فلما أكثر ظن الشيخ حفظه الله تعالى أن الوالد يخبئ ورقة فيها تواريخ وفيات الأئمة، فصار يفتش وينظر، فقال له زميل الوالد: إن هذا أمر معروف ومشهور عن سيدي الوالد، فتعجب الشيخ جداً وشجّعه.
ب ـ النهم بالقراءة: كان نهمًا بالقراءة، عاشقا لها يكثر القراءة وخاصة أيام الطلب والشباب، يقرأ الكتاب كاملا ويقيد ما فيه من فوائد على غلافه فعل هذا بمعظم كتبه التي تعد بالآلاف، لسهولة الرجوع إليها عند الحاجة، ولهذا نجده قال عن بعض كتبـه: «لا أبيعها بملك الدنيا»، وقال أخرى: «هي أغلى عندي من روح»، ومن هذه الكتب، نسخته الخاصة من «التاريخ الكبير» للإمام البخاري، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، و«فتح الباري»، و«الإصابة» كلاهما للحافظ ابن حجر، فإن هذه الكتب مليئة مكتظة بالفوائد والنوادر، والتصحيحات، والتعليقات، وغيرها الكثير الكثير.
جـ ـ القراءة مع الفهم: فقد كان إذا قرأ شيئا في كتاب وأشكل عليه فهمه رجع إلى مشايخه وسألهم عن ذلك، ومن أمثلة ذلك ما ذكره في كتابه «معالم إرشادية» من قصة سبب إخراج علماء سمرقند للإمام البخاري، وعندها قال له فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين: «'''لا تصدق كلَّ ما تَقرأ'''»، فقال معلقاً عليها: «'''فكانت لي درساً عظيماً'''، '''ومنهجاً قوياً قويماً'''، '''لا يقُدر قدره'''».
ثم إنَّ كثرةَ ما علَّق ونبَّه على أغلفة الكتب والمجلدات: لهو أدلُّ دليل على ما ذكرت من قراءة الفهم والتعمق والتيقظ، فمن يرى كثرة ما كُتب على كثرة ما قُرِئ، يدرك تمام الإدراك أن هذه طاقة لها مدد خاص، وملاحظة خاصة، وعناية خاصة، وخاصة عندما يرشدك إلى فائدة في كتاب قديم، أكلتها السنون، وتعاقبت عليها الأعوام والأعمار، ويقول لك: «ابحث عنها على الغلاف، فأنا كتبتها من كذا وكذا». ويذكر ولده في كتابه «صفحات مشرقة»: ويحصل أحيانا أني أذهب لأرى ما دلني عليه فلا أجد، فأراجعه وأقول: بحثت فلم أجد، فلا يوافقني لتأكده وتيقنه، ويطلب مني إحضار الكتاب، فأحضره، فنراها بين أسطر فوائد الغلاف، مكتوبة بقلم رصاص، كادت تمحوها الأيام، وتغيرها الأعوام، فأعجب وأتعجب.
د ـ الحرقة على طلب العلم: فقد كان أكثر ما يتخوف على الشباب منه هو البعد عن العلم وطلبه لأجل الدنيا ولقمة العيش، وكان يقول: «يا بني، لو تسفون التراب سفا لا تتركوا طلب العلم».
هـ ـ اغتنامه للوقت: وهذا دأبه ودأب مشايخه من قبله الذين أثَّروا بحياته، وتكوين شخصيته، وممن يضرب المثل به في حرصه على الوقت جداً فضيلة العلامة الشيخ أحمد القلاش رحمه الله تعالى، الذي قال مرة: «'''أنا لا آسفُ على ساعة من عمري'''»، وهذه منزلة ما بعدها منزلة.
وناهيك بشيخه الأجل العامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو صاحب «قيمة الزمن عند العلماء»، فكيف تكون قيمة الوقت عنده!، ومرة كان سيدي الوالد مع مولانا الشيخ عبد الفتاح في بيت الله العتيق، وأراد مولانا الشيخ الانصراف، فودَّع الوالد، ثم انتبه الشيخ أن الوالد سيبقى هكذا بدون شيخه ولا معه كتاب، فعاتبه وقال له ـ بالعامية ـ : «'''أين الكتاب يا شيخ محمد؟!'''» فاعتذر الوالد من الشيخ رحمه الله، وأجزل له المثوبة على حسن الملاحظة والتربية، مع أن سيدي الوالد قال لي معقباً: «أنا لا أغفل عن هذا إن شاء الله، ولكن بقي عليَّ وردٌ لم أستطع قراءته لجلوسي مع الشيخ رحمه الله، فأنـا أرغب بقراءته أمام الكعبة المطهرة»، فلهذا بقي الوالد في الحرم، فاعجب من الشيخ وملاحظته وتربيته، أو اعجب من التلميذ وحرصه واستغلاله.
كان قد كتب ورقة صغيرة وضعها على باب مكتبه، يعتذر فيها عن استقبال المحبين، الذين يرتادون مكتبه ليغرفوا من علمه ونصحه، وأدبه وعقله، ولكن رأى أن الواجبات عليه أكثر من الأوقات، والمسؤوليات أغلى من المجاملات، فكتب: «نعتذر، العمر هو الوقت».
=== الظروف المحيطة به: ===
للظروف المحيطة بطالب العلم دور كبير وهام في إنجاحه ورفعته، كتوفر الكتب ووجود الأصدقاء وتهيؤ المكان المناسب وغير ذلك.
أ ـ ملاحظة مشايخه له: فقد كانوا له كالأب الرحيم والأستاذ الملاحظ العطوف، يتابعونه منذ الأيام الأولى التي لا حظوا فيها نجابته كي لا يستغله أهل الأهواء ولا يستدرجه أرباب الانتماء، فكان تحت رعاية الشيخ عبد الله سراج الدين في يرافقه مدرسته وبعد المدرسة يرافقه ماشيا إلى بيته، وهو في رفقة الشيخ محمد السلقيني في حيه، وقد كان مرسال تبليغ السلام بين هذين الشيخين، وبهذا كان يلاحظهم ويلاحظونه، يحفظ حركاتهم ووقفاتهم وطريقتهم في الكلام والتعامل مع الكتب، يرشدونه ويعلمونه، حتى أن الشيخ عبد الله سراج الدين كان يراقبه مع من يمشي فيوافقه على فلان ويحذره من فلان، وهذا من أهم مهام الأستاذ المربي.
ب ـ الأصدقاء: اختبار الأصدقاء أمر مهم جدا لطالب العلم وخاصة في مرحلة الطلب، فقد يضيع جهد الأساتذة سدى إن لم يوفق تلامذتهم بأصدقاء جيدين يعينوهم على البناء. متى يبلغ البنيان يوما تمامه *** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم. ولقد أكرم الله الشيخ محمد عوامة بثلة من الأصدقاء الذين كانوا خير عون له، وكان خير عون لهم، شد كل منهم أزر أخيه، وأنار دربه واستنار به، شجعوا بعضهم وتنافسوا تنافس الشرفاء، وتباروا تباري النجباء. وإن خير ما يذكر في ذلك صديقه القديم، العلامة الفقيه الشيخ عبد الستار أبو غدة رحمه الله تعالى حيث كانا توأم روحين، فاستفاد كل منهما من صاحبه، تغذيا العلم سويًّا، واستنشقا الروح معا. ومن ثلة الأصدقاء: الشيخ زهير الناصر، والشيخ عبد المجيد قطان، والدكتور أبو الفتح البيانوني، والشيخ محمد عثمان جمال، وغيرهما الكثير، رحم الله من انتقل وحفظ الله الباقي.
جـ ـ غرفة السيًّافيًّة: السيافية هو اسم لمسجد قريب من المدرسة الشعبانية يحتوي على مصلى وست غرف تعطى لطلاب العلم للتفرغ فيها والمذاكرة، وكان للشيخ محمد عوامة حفظه الله غرفة يشاركه فيها أخوه الحميم، الشيخ عبد الستار أبو غدة رحمه الله، من عام 1377هـ إلى عام 1385هـ.
ولهذه الغرفة ذكريات جميلة ومكانة عالية في نفس الشيخ، فعلى الرغم من بساطتها وصغرها فهي بمثابة المنتدى العلمي والأدبي لهما ولزملائهما الذين يرتادون إليهما دوما، بل وبعض شيوخهما الذين يلاحظونهما، فتراه يحن لأيامها ويترنم بلحظاتهاـ ويتحسر على فواتها، ففيها الدروس والمذاكرة والاستزادة والمنافسة، تنام فيها مع الكتب وتصحو مع العلم، وسط بساطة من المعيشة وزهد في البيئة، وفراغ بال، وهدوء خاطر.
د ـ مكتبة الشيخ باسم عجم: إن توفر الكتب العلمية بين يدي طالب العلم أمر مهم مما يحتاجه طالب العلم لنجاحه وفلاحه، ولقد كان الشيخ باسم عجم زميلا للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، ولقد كان محبا للكتب، جمّاعًا لها، فاتحا بابها لمن يأمن من الأساتذة والطلبة، وقد وضعها في السيَّافيَّة تحت إشراف زميله الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الذي فوض ابن أخيه الشيخ عبد الستار في الاستفادة منها فبهذا توفر للشيخ محمد عوامة حفظه الله الاستفادة من هذه المكتبة أيما استفادة.
هـ ـ تشجيع مشايخه له: من أمثلة ذلك من حياة الشيخ حفظه الله أنه كان يتدارس التفسير مع أصحابه ومحبيه، وكان الحديث حول قوله تعالى: (ولعلكم تهتدون* كما أرسلنا فيكم رسولاً) وبحث الشيخ عن تفسير حرف الكاف في قوله: (كما) فلم يجد جوابا شافيا، ثم رأى أنه ينطبق عليها معنى وإعراب كاف المبادرة، ولم عرض الأمر على الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله سُرَّ لذلك الفهم جدا وأرسل له في اليوم التالي مكافأة على ذلك.
و ـ محبته لشيوخه: إن محبة الشيخ محمد عوامة لشيوخه كلهم، وخاصة منهم شيخيه الجليلين، والعَلَمين الشهيرين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين الذي صاحبه خمسين سنة، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الذي صاحبه أربعين سنة، جعلته يقتدي بهم علماً وعملاً، سيراً وسلوكاً، طريقة ومنهجاً، وكلنا سمع منه مراراً وتكراراً قوله: أنا أحفظ ألفاظ مشايخي، وما هذا إلا لحبه لهم، بل تضلعه هذا الحب في جسده وأحشائه.
يذكر ولده في كتابه «صفحات مضيئة»: وأذكر مرة أنَّا كنا في مجلس شيخنا الداعية الكبير الشيخ محمد عوض رحمه الله تعالى، وكانت الأيام أيام حج، تضم عدداً من مشايخ بلاد الشام، فتكلم الوالد بكلام علمي روحي، أخذ قلوب الحاضرين، وشدَّ انتباه الجالسين، فقال أحد المشايخ الحضور وهو لا يعرف أن الوالد التلميذ الخاص لفضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، قال: هذه الروح روح الشيخ عبد الله تتكلم، فقالوا له: إن الشيخ الوالد أخص تلامذة الشيخ عبد الله، فقال ذاك الشيخ الشامي: الآن عرفت السر.
ز ـ خدمته لشيخيه علميًّا: فقد وقف الشيخ محمد نفسه لشيخيه الجليلين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، وقف نفسه على خدمتهما خدمة علمية خاصة، فاستفاد منهما استفادة بالغة، لا يقدر قدرها، ولا يحدُّ حدها، درسا وتدريسًا، وتأليفا وتحقيقاً، ومقابلة ونسخاً، حتى طباعة وذوقاً، فهو خرِّيجهما، وجامع خيرهما. وإليكم بعض النماذج عن ذلك:
==== فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين: ====
أكرم الله عز وجل الشيخ محمد عوامة بخدمة شيخه الأول الشيخ عبد الله سراج الدين من جهتين اثنتين: جهة خدمته بالمدرسة الشعبانية خدمة كاملة، وجهة خدمته بكتبه التي طبعها.
خدمته بالمدرسة الشعبانية: فقد تفرغ الشيخ محمد ونذر نفسه لهذه المدرسة ـ حتى كادت تعلو على بيته ـ فكان يأتيها صباحاً للتدريس والتوجيه، ويعود إلى بيته ظهراً، ثم يرجع إليها عصراً لحصص المذاكرة والمطالعة مع الطلبة، ويعود إليها ثالثة بعد العشاء لملاحظة الطلبة الذين يبيتون داخل المدرسة، لتنظيمهم وحلِّ مشاكلهم، وتأمين مستلزماتهم. ومرة كان يذكر فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين لأخيه الروحي فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ثقل أعمال المدرسة وهمومها، وقال له: «ما عندي مساعد إلا الشيخ محمد». وقال مرة أيضاً: «يا ليت لي عشرة مثل الشيخ محمد». وقال أخرى لأساتذة مدرسته: «لو كان عندي شخص آخر مثل الشيخ محمد، لكفيت جميع الأساتذة».
خدمته لفضيلة الشيخ في كتبه: فكان سيدي الوالد هو المسؤول عن كتب الشيخ طباعياً، يخدمه بين البيت والمطبعة، والتصحيح والتنقيح، والمراجـعة والتعديل، وقد أكسبه هذا خبرة كبيرة في فن التأليف، وانتقاء النصوص، والعزو إلى الأصول، مع فهم كلام العلماء، ومراد الأئمة الفقهاء، بسلاسة واضحة، وبُعد عن التكلف، فاستفاد من الشيخ خبرته، وذوقه وأدبه، وروحه وعلمه. ولقد كانت خدمته هذه للشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في جميع كتبه ما عدا الطبعة الأولى من «شرح البيقونية»، والطبعة الأولى من «الإيمـان بعوالم الآخرة وأحوالها» فإنه ألفهما قبل ابتداء صحبة الشيخ محمد عوامة حفظه الله له.
==== فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: ====
لزم الشيخ محمد عوامة حفظه الله شيخه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وخدمه في مجال العلم والتحقيق، ونسخ المخطوطات والمقابلة والتدقيق، من أول كتاب قام بتحقيقه فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى، وهو «الرفع والتكميل» إلى وقت خروج الشيخ محمد عوامة من حلب ـ أي: حتى بعد خروج فضيلة الشيخ عبد الفتاح من حلب إلى الرياض ـ ، خدمه من مرحلة نسخ المخطوط إلى مرحلة خروجه إلى حيز الوجود.
كل هذا يخدمه ويصحبه بنفسية الطالب والمتعلم، والمستفيد والمتدرب، فأجل هذا استفاد وجمع، وارتقى وبرع، تعلم من مولانا الشيخ حبّ المخطوطات، وارتياد أماكنها، وكيفية نسخها، وقواعد خطها مع ضبطها، ثم مقابلتها، والتأكد من صحة ألفاظها، ومراجعة الأصول لنقولها، وبعد ذلك طباعتها، والتذوق والتأنق فيها، فصار معتمده، ومِرساله ومندوبه، وهو أول من دلَّ عليه للتحقيق، وأرسل إليه لخوض هذا اللجِّ العميق، وذلك في كتاب «الأنساب» لإمام السمعاني، فحقق منه المجلد السابع والثامن وربع التاسع، وهو أول تحقيق له حفظه الله تعالى.
أما عن الكتب التي خدم فيها شيخه الشيخ عبد الفتاح في حلب، فهي:
1ـ «الرفع والتكميل» للإمام اللكنوي.
2ـ «الأجوبة الفاضلة» للإمام اللكنوي.
3ـ «رسالة المسترشدين» للإمام المحاسبي.
4ـ «إقـامة الحجة» للإمام اللكنوي. ولـهذا الكتاب خدمة أكبر وأظهر، حيث كان الشيخ عبد الفتاح علَّق على الملازم الستة الأولى، وخرَّج باقي نقول الكتاب على حاشية الكتاب، وأُدخل رحمه الله عند ذلك إلى السجن، فأرسل للشيخ محمد عوامة أن يكمل التعليق على الكتاب ويطبعه، فأكمل وطبع.
5ـ «التصريح فيما تواتر في نزول المسيح» للإمام الكشميري.
حـ ـ تبكيره بالخطابة والتدريس:
1 ـ الخطابة: لقد ارتقى الشيخ محمد عوامة المنبر أول ما ارتقاه وكان عمره ثماني عشرة سنة، في مسجد سوق العطارين وظل يخطب وينتقل في مساجد حلب، من مسجد إلى مسجد، يرشد ويوجه، وينصح وينبِّه، إلى أن خرج منها وعمره أربعون سنة.
2 ـ التدريس: دخل الشيخ حفظه الله فنَّ التدريس تحت إشراف شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين في مدرسته الشعبانية باختيارٍ وطلب من الشيخ رحمه الله، وذلك بعدما تخرج من المدرسة الشرعية، حيث كان عمره (22) سنة.
وهو معروف في دروسه ـ منذ شبابه ـ بسعة اطاعه، وجدِّه واجتهاده، حتى صار يُضرب به بين الطلبة المثل، مع ضبط لأمور وشدة، وحزم منه يصحبها همة، نوى بهذا كله تربية جيل جادٍّ مجدٍّ نابغ، محصِّل للعلوم ونابه، فدرَّس فيها علوماً كثيرة متنوعة في المادة، متفاوتة في المستوى، فكان يدرس السنة الأولى، كما كان يدرس قسم التخصص، وهذه بمفردها مزية للأستاذ المعلِّم، فالتنزُّل بالمعلومات وتبسيطها إلى المرحلة الأولى للطالب، ثم الدخول بعدها مباشرة إلى قسم التخصص، ورفع مستوى المعلومات، وكيفية التعامل والتعلم فهذا مما لا يستطيعه الكلُّ، فضلاً عن الشباب منهم.
ط ـ تفرغه في المدينة المنورة: أكرم الله تعالى الشيخ محمد بالجوار في المدينة المنورة في منتصف عام 1400هـ، وزاد في إكرامه وعطاياه أن هيأ له الأسباب، ففرغه للعلم والنماء، والاستزادة والعطاء، فصار ليله ونهاره، وصباحه ومساءه، في مكتبه أو في بيته: في العلم والقراءة، والتأليف والتحقيق، والتعليق والتدقيق، بالإضافة إلى العزلة والوحدة، والبعد عن المشاغل الدنيوية، والتخفيف من العائق الاجتماعية، مع وفرة المصادر والمراجع، ووجود المخطوطات والنوادر، فاجتمع له ما لم يجتمع لغيره، فاستغل هذا الخير واستفاد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
== منهجه العام في كتاباته: ==
المتانة العلمية، والمنهج العلمي الأصيل، والرؤية النبيهة، كانت هذه العناصر الثلاث هي أُسُّ منهج الشيخ العلمي وأساسه.
فالمتانة العلمية التي يندرج تحتها، سعة الاطلاع بكل اتجاهاته ومعانيه، ومعرفة مدلولات النصوص وفهمها، وكيفية الاستشهاد بها واستخدامها، مع الصياغة الأدبية، والأسلوب العالي.
ثم المنهج العلمي الأصيل الذي رُبي عليه ومشى، دراسة وتدريساً، فهماً وتركيزاً، ثم تخريجاً وتحقيقاً، تنكيتاً وتدقيقاً، على أيدي أئمة أعلامه، وأساطينه وكبار رواده.
بجانب ذلك: رؤية نبيهة، ونظرة حصيفة بواقع الأمـة وأحوالها، وطلاب العلم واحتياجاتهم، مع إدراك خطورة ما تعيش به الأمة من اضطراب علمي وفكري وتربوي، استشرى بجميع الطبقات، وانتشر بكافة الفئات.
أما عن منهجه العلمي العام فيمكن التحدث عنه ضمن النقاط الآتية:
1ـ دقيق في كلامه وعباراته، يوجز وقت الحاجة، ويسهب للضرورة، قوي في أسلوبه، واضح في منهجه، يلاحظ الكلمة بل الحرف، فالحرف عنده له دليل ومعنىً، وتقديم كلمة وتأخير أخرى لها مقصد ومغزىً.
2ـ يدعم آراءه وأفكاره بأقوال العلماء السابقين، والأئمة المتقدمين، وكلما قدم النقل كان هو المقدَّم، فلا ينقل عن متأخر إذا وجد مفاده عند متقدم، فكلامهم درعه، وفهمهم حصنه.
3ـ يحاول جاهداً ألا ينقل نقلاً إلا من مصادره الأصلية، مع مقابلة ومطابقة تامة، ويؤكد على هذا أشد تأكيد، بل يلزم نفسه ومن حوله بهذا، حتى قال مرَّة: «إن كان الناقل إمام الأئمة، فهو على العين والرأس، '''ولكن لا بد لي أن أراجع نقله'''، '''وأتثبت منه'''»، وهذا إن كان مصدر النقل مطبوعاً، أما إن كان المصدر مخطوطاً: فأيضاً لا بد وأن يسعى لمراجعته، فيطلب المخطوط ـ إن كان الحصول عليه سهلاً ميسوراً ـ ، فيراجع ويقابل، ويتثبت من النص ويطابق، كي يسلم نقله، ويصح عزوه.
4ـ لا يعزو سيدي الوالد نقوله إلا إلى المصادر الأصلية القديمة، فيربط نفسه وقارئ كتبه بأئمته، فهم العمدة، وإليهم المرجع، فإن رأى نصاً ـ مثلاً ـ عن معاصر ينقله عن متقدم، وقد وافق هذا النص ما أراده الوالد: فإنه يراجع هذا النص في ذلك المصدر، ويتأكد من صحة النقل وسلامته، ثم يعزو إلى المصدر الأصيل مباشرة.
5ـ عند عزوه إلى مصادر النصوص، يقدم العزو إلى الكتاب القديم المسند على القديم غير المسند، ويختاره، ولا يذكر غير المسند إلا لنكتة.
6ـ يختار في طريقة عزوه إلى المصادر، أن تكون طبعاته صحيحة أولاً، ثم متداولة مشهورة ثانية، ولا يعزو إلى طبعات صحيحة مفقودة أو نادرة مع وجودها في مكتبته، لصعوبة رجوع القارئ إليها.
7ـ يحاول أن تكون كتابته في العزو بطريقة توافق أكثر الطبعات، تسهياً للقارئ على مراجعة ما يحتاج إليه، وعدم احتياجه إلى شراء ما ليس عنده.
8ـ يعزو كل نقل إلى كتبه المختصة به، فكلمة لغوية تراجع في كتب اللغة، ومسألة أصولية تراجع في كتب الأصول، بل أدق من هذا: إن كانت المسألة الفقهية أو الأصولية شافعية ـ مثلاً ـ فلا يراجعها إلا في كتب الفقه أو الأصول الشافعية، وكذا إن كانت مالكية أو غير ذلك، ولا يرضى أبداً الرجوع للعزو إلى كتب الفقه المقارن، فلكل مذهب كتبه ومصادره.
9ـ يرجع ـ إن احتاج الأمر ـ إلى أهل الاختصاصات الأخرى، ويستشيرهم، بل ويستكتبهم أحياناً، فنراه عندما حقق كتاب «قلائد الخرائد» لباقشير الحضرمي، في الفقه الشافعي، استكتب الطبيب عبد الله الكتاني في بحث التدخين، ونسب ذلك إليه، وهكذا تكون كتبه معتمدة، وآراءه موثقة.
10ـ يريح القارئ مما قد يعترضه من إشكالات، فيحل له الغموض، ويكشف له العبارة، ويضبط له النص، ولا يتركه في حيرة من أمره، وانغلاق في فهمه، ويكرر القول على طلابه: '''المحقق خادم للقارئ'''.
11ـ يهتم سيدي الوالد بعلامات الترقيم جداً، ويسميها لنا: علامات التفهيم، ويقول: '''إن صحة وضعها'''، '''وسلامة استخدامها'''، '''هي نصف التحقيق.'''
12ـ دقيق حتى في اختيار ألفاظ كتابة مراجع بحثه، فتراه ـ مثلاً ـ عند ذكر طبعة كتاب معين، إن كان التحقيق لم يرق له: فلا يقول: حققه فلان، إنما يقول: طبعة فلان.
13ـ يهتم بالفهارس العلمية جداً، ويحب التنوع بها، تسهيلاً للباحث، وإسراعاً في وصوله إلى بغيته.
15ـ بجانبه كتب لا تفارقه تأليفاً أو تحقيقاً، كقواميس اللغة، و«نهاية» ابن الأثير، و«مفردات الراغب».
16ـ يخاطب في كل ما يكتب: العقل والروح معاً، فلاذ يستجيب له العقل، وينبسط له الفؤاد، وتنقاد له الروح.
=== منهجه العلمي في مؤلفاته: ===
أما منهجه العلمي في التأليف، ومراحله فيه ـ إضافة إلى ما سبق من منهجه العام في الكتابة ـ ، فألخصه بنقاط عدة:
1ـ يحدد سيدي الوالد الموضوع الذي ير| الكتابة فيه ملحة، والحاجة إليه ماسَّة، سواء أكانت علمية تخصصية، كـ «حجية أفعال النبي صل| الله عليه وسلم»، ودراسة حديثية مقارنة لـ «نصب الراية»، و«فتح القدير»، و«منية الألمعي»، أم علمية فكرية: كـ «أثر الحديث الشريف»، و«أدب الاختلاف»، أم علمية تربوية: كـ «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» أم علمية ثقافية للعامة، كـ «شرح الأحاديث القدسية».
2ـ يجمع المصادر التي تناولت هذا الموضوع، أو التي هي مظنة لتناول الموضوع، ولسعة اطاعه، فإننا نرى من مصادره في أبحاثه كتباً ليست مظنة لما يكتب، وهذا يرجع إلى تقييده للفوائد وقت القراءة، سواء في قصاصات، أو على أغلفة الكتب، فتكون وقت الحاجة إليها سهلة المتناول، قريبة المأخذ.
3ـ يستوعب القراءة في الموضوع استيعاباً كاملاً ـ وهذا قبل بدء الكتابة ـ ، كما أنه يستوعب استيعاباً شاماً ما في المصادر المجموعة، ويضم إلى هذا وذاك ما في ذاكرته سابقاً، فيكون موضوعه تام الأطراف، متكامل البنيان.
4ـ من عادته قبل بدء الكتابة: أن يخط خطة لبحثه، فيركز أصوله وفروعه، وأساسياته ومسائله، مع تشجيره له تشجيراً علمياً منطقياً، كي يسهل استيعابه، ويشمل موضوعاته.
5ـ يكثر من الاستشهاد بالآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، مع حسن استدلال، وسلامة فهم، وجودة عرض، فهما أساس المراجع، وأصل النقول.
6ـ يربط سيدي الوالد القارئ بعصره وواقعه، فيكثر من ذكر قصص واقعية حصلت معه أو مع أحد شيوخه، لها علاقة وطيدة، وصلة أكيدة بما يكتبه، أو يبحث فيه، فتكون الكتابة أنفع، وصلتها بالروح أمتع.
=== منهجه العلمي في التحقيق: ===
اشتهر قول العلامة فضيلة الشيخ محمد سعيد الطنطاوي عن الشيخ محمد عوامة حفظه الله: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق». وسأعرض نقاطا تتعلق بمنهجه في التحقيق تضاف إلى منهجه العام في كتاباته:
1ـ يحاول أولاً في كل كتاب يريد أن يحققه أن يحصل على نسخة المؤلف ـ وخاصة الأخيرة منها ـ ، فيبحث عنها بحثاً حثيثاً، ويفتش ويسأل وينقب، فإن استطاع الحصول عليها، فذاك بغيته ومناه، وقد أكرمه الله عز وجل في عدد من تحقيقاته، فحصل على نسخة المؤلف في: «تقريب التهذيب»، و «الكاشف»، و «مجالس ابن ناصر الدين»، و «القول البديع» وبهذه المناسبة أقول: إن نسخة المؤلف التي يرى سيدي الوالد أن يُحرص عليها ويُعتمد: هي التي تكون قد بقيت تحت يد مؤلفها، يزيد فيها وينقص، وينقح فيها ويصحح، ويقرؤها على أصحابه، ويقرؤونها عليه، فهي التي ينبغي أن يُسعى إليها. والغرض من هذا واضح لذاته، ولأمر علمي آخر ينبني عليه، هو أن المؤلف قد يكون ألّف هذا الكتاب في وقت مبكر من حياته رحمه الله، قبل أن يوُصف بالإمامة في العلم، والحفظ والحجية بأحكامه وآرائه واختياراته، فحينما تبقى هذه النسخة تحت يده، وتنقيحاته ظاهرة عليها، يدلنا ذلك على استقرار رأيه العلمي الذي في هذا الكتاب، وإلا فالاحتمال وارد أن يكون قد عرض له اختيار آخر.
2ـ إن لم يتيسر له الحصول على نسخة المؤلف يبحث عن أحد فروعها، من نسخة نقلت عن نسخة المؤلف، أو نسخة قوبلت على نسخة المؤلف، فلا تقوم مقامها بالكلية، ولكن يستأنس بها استئناساً عالياً.
3ـ إن لم يستطع الحصول على نسخة المؤلف، أو فرع عنها، يبحث عن نسخة كانت بين يدي إمام من الأئمة الأعلام، فغالباً ما تكون مزينة بالحواشي، مجملة بالسماعات، دقيقة مصححة، فتقوم مقام الأصل أو الفرع، بمقامها والاعتماد عليها.
4ـ إن حصل على نسخة المؤلف، فإنه يعتبرها هي الأصل، وإن لم يحصل عليها فالأصل عنده هو الفرع، وإن لم يحصل على هذا أو ذاك، فالأصل ما كانت عند إمام من الأئمة، أو هم كلهم سواء.
5ـ يعتمد الأصل اعتماد تاماً، فيثبته كاملاً في الأعلى ـ حتى لو كان خطأ ـ إلا إذا كان مما يُقال عنه: سبق قلم الناسخ، يعني أنه غير مراد، ويشير إلى باقي المغايرات، أو إلى صوابه في التعليق. أما إن لم يكن هناك أصل يعتمد، فيقوّم النص من النسخ جميعاً، ويشير إلى ذلك تعليقاً، وإن اتفقوا جميعاً على عدم الصواب الظاهر، وكان الخطأ عندهم واضحاً، فإنه يثبت ما يراه صحيحاً سليماً في الأعلى، وينبّه إلى ذلك في التعليق.
6ـ يثبت ما يراه من حواشي المخطوطات كاملة، ولا يضيّعها على القارئ الكريم، كي لا يحرمه إفادات الأئمة العلماء، بل ينتقد من لا يكتبها أشد انتقاد، ويعتب عليه أشد العتب.
7ـ دقيق في وصف المخطوطات التي يعتمدها أو يرجع إليها، كي يعطي القارئ صورة واضحة، وبه تتبيّن مكانتها، ومدى الثقة بها.
8ـ دقيق شديد في مقابلة النسخ الخطية، فهو في جميع كتبه لا يرضى أن يقابل أحد مكانه، أو تفوته كلمة من المقابلة، فيحضرها بنفسه، ويراقبها بنظره.
9ـ يشير إلى كثير من المغايرات، والتي ليس لها فائدة أو معنىً، لا يرهق بها حواشي الكتاب، فيتركها ولا يثبتها.
10ـ يهتم بربط الكتاب أوله بآخره، وكذا آخره بأوله، فإن تكرر معنىً أو مبحث، أو فائدة أو عنوان، فإنه يحيل إليه، ويوفق بينهما، فيبق| الكتاب سبيكة ذهبية، محكمة الاتصال، متينة البنيان.
11ـ يخرج الأحاديث تخريجاً يلائم طبيعة الكتاب وحاله، ووضعه وموضوعه، فليس كل كتاب يكون تخريجه للحديث مطولاً، كما أنه ليس كل كتاب يصح أن يكون تخريجه مختصراً، وليس كل كتاب يبين فيه درجة الحديث، وليس كل كتاب يحكم فيه على الحديث ـ ما لم يكن موضوعاً ـ، فالتخريج ذوق، والتعامل مع الكتاب فن.
12ـ شخصيته العلمية المتينة ظاهرة جداً في تحقيقاته وتعليقاته، فهو ليس ككثير ممن يدَّعي التحقيق، همه إثبات المغايرات المفيدة وغير المفيدة، إنما هو عالم مشارك، يشارك المؤلف بعلمه ورأيه، لغة وفقهاً، وأصولاً وحديثاً، وعقيدة وغير ذلك، فتراه إما موافقاً مؤيداً، وإما منبهاً ومناقشاً، وإما مستدركاً ومعقباً.
13ـ يحاول أن يغني القارئ عن كل الطبعات السابقة، فيستوعب حسنات من قبله، ويزيد عليها من عنده، فتخرج نسخة نفيسة كاملة، لا يحتاج القارئ إلى غيرها.
== أسانيده وإجازاته: ==
لقد تعرض الشيخ حفظه الله لذكر مشايخه الذين أخذ عنهم العلم والإجازات في نص إجازة كتبها لأحد علماء عصرنا، فقال:
«لقد منَّ الله الكريم المتفضِّل عليَّ ـ وأنا العبد الضعيف ـ بالإجازة من عدد من أكابر أهل العلم، وتشرَّفت بالاتصال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق أسانيدهم، جزاهم الله خيراً عن الإسلام والعلم والدين. فمنهم:
'''من مدينة حلب''': ـ مع غاية الإجلال والاحترام لمقاماتهم ـ العلماء المشايخ: [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، و<nowiki/>[[عبد الفتاح أبو غدة]] ـ وهما وليّا نعمتي في هذا العلم ـ، و<nowiki/>[[محمد أسعد عِبَه جي]]، وعبد الله حماد، و<nowiki/>[[مصطفى الزرقا]]، ومحمد زين العابدين جذبة.
'''ومن مدينة حماة''': محمد علي المراد.
'''ومن مدينة حمص''': عبد العزيز عيون السود، ووصفي المسَدِّي.
'''ومن مدينة دمشق''': محمد أبو اليسر عابدين، وأديب كلاس، و<nowiki/>[[عبد الرزاق الحلبي]]، وأحمد نصيب المحاميد، و<nowiki/>[[محيي الدين كردي|محيي الدين الكردي]]، ووهبي سليمان الغاوجي.
'''ومن المدينة المنورة''': محمد حيدر الأيوبي، ومحمد عبد الله ولد آد.
'''ومن مكة المكرمة''': حسن المشاط، و<nowiki/>[[محمد ياسين الفاداني]]، و<nowiki/>[[إبراهيم فطاني|إبراهيم فَطاني]]، وعبد الفتاح راوة، و<nowiki/>[[محمد علوي المالكي]].
'''ومن الطائف''': محمد أمين الساعاتي.
'''ومن جدة''': عبد الله الناخبي.
'''ومن رابغ''': عبد القادر كرامة الله البخاري.
'''ومن الأحساء''': أحمد الدوغان.
'''ومن فلسطين''': [[محمد نمر الخطيب]].
'''ومن لبنان''': حسين عسيران.
'''ومن العراق''': [[عبد الكريم المدرس]]، وساطع الجُمَيلي.
'''ومن اليمن''': [[إسماعيل بن علي الأكوع|إسماعيل الأكوع]].
'''ومن حضرموت''': [[عبد القادر بن أحمد السقاف|عبد القادر السقاف]]، ومحمد أحمد الشاطري.
'''ومن مصر''': حسام الدين القدسي.
'''ومن السودان''': محمد المجذوب المدثِّر الحَجّاز.
'''ومن الهند''': [[محمد زكريا الكاندهلوي]]، و<nowiki/>[[حبيب الرحمن الأعظمي]]، و<nowiki/>[[أبو الحسن الندوي|أبو الحسن النَّدْوي]]، ومجاهد الإسلام القاسمي، وأحمد السَّوْرَتي، وأحمد رضا البِجْنَوَري، ومحمد حياة السَّنْبهلي، ومحمد عاقل السَّهارَنْفوري، وحبيب الله قربان المَظاهري.
'''ومن باكستان''': محمد عبد الرشيد النعماني، و<nowiki/>[[عاشق إلهي البرني|محمد عاشق إلهي البرني]].
فهؤلاء سبعة وخمسون عالماً، رحم الله من انتقل منهم إلى دار كرامته، وحفظ من بقي منهم بخير وعافية.
والذي ينبغي أن يقال في هذا المقام: إن مدار الإجازات في هذه الأيام المتأخرة على ثلاثة أثبات، مع كثرة ما طُبع منها: ثَبَت العامة الأمير الكبير (1154 – 1232)، الذي سماه «سدّ الأرب»، وعلى «الأوائل السُّنْبلية» للعلامة محمد سعيد سُنبل المكي (ت 1175)، وعلى «فهرس الفهارس» للسيد محمد عبد الحي الكتاني (1303 – 1382) رحمهم الله تعالى، وهذا الأخير يحقّ أن يقال فيه: كلُّ الصيد في جوف الفَرا.
'''أما''' «'''ثبت'''» '''الأمير''': فأتصل به من طريق عدد من شيوخي، منهم فضيلة العامة مفتي السادة الشافعية بحلب محمد أسعد عِبَه جي، عن خاصة شيوخه أحمد المكتبي الحلبي الأزهري، عن الشمس الأنبابي، عن مصطفى الذهبي، عن الأمير الكبير.
'''ومنهم''': مفتي الجمهورية السورية سابقا الشيخ محمد أبو اليسر عابدين، عن أبيه، عن جده، عن عمه ابن عابدين وشيخ الإسلام [[عارف حكمت]] والأمير الصغير، عن الأمير الكبير.
'''ومنهم''': سيدي الشيخ [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، عن أبيه محمد نجيب سراج الدين، عن بكري الزُّبَري، عن الباجوري، عن الأمير.
'''ومنهم''': السيد عبد الرحمن الكتاني، عن أبيه محمد عبد الحي الكتاني، عن حسين منقارة الطرابلسي، عن أحمد المرصفي الكبير، عن الأمير.
وغيرهم، ويروي شيخنا محمد ياسين فاداني ـ مسند عصره - «ثَبت» الأمير عن ستة وأربعين شيخاً، بأسانيدهم إلى الأمير.
'''وأما''' «'''الأوائل السنبلية'''»: فأرويها من طرق أيضاً، منها: عن السيد عبد الرحمن الكتاني، عن أبيه السيد عبد الحي الكتاني، عن محمد طاهر بن عمر بن عبد المحسن بن محمد طاهر بن محمد سعيد سنبل، عن أبيه عمر، عن جده عبد المحسن، عن والده محمد طاهر، عن مؤلفها محمد سعيد سنبل. فهذا طريق مسلسل بالآباء.
'''ومنها''': عن سيدي الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، عن [[محمد زاهد الكوثري]]، عن حسن القَسْطَموني، عن أحمد الأَرْوادي، عن عبد الرحمن الكُزْبري، عن محمد طاهر سنبل، عن أبيه محمد سعيد سنبل.
'''ومنها''': عن [[حبيب الرحمن الأعظمي]]، عن أنور الكشميري، عن محمود الحسن، عن [[محمد قاسم النانوتوي]]، عن عبد الغني الدهلوي، عن محمد إسحاق الدهلوي، عن عمر العطار، عن محمد طاهر سنبل، عن أبيه.
'''ومنها''': عن [[محمد ياسين الفاداني]]، عن [[عبد الستار الدهلوي|عبد الستار الدهلوي المكي]]، عن حسين الحبشي المكي، عن محمد بن حسن الحبشي المكي، عن عمر بن عبد الكريم العطار المكي، عن محمد طاهر سنبل المكي، عن أبيه محمد سعيد سنبل. وهذا مسلسل بالمكيين، وقد سمعت هذه «الأوائل» [[مكة|بمكة المكرمة]] على سيدي الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]].
'''وأما''' «'''فهرس الفهارس'''»: للسيد محمد عبد الحي الكتاني، وتمام اسمه: «فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسات»، وهو اسم يطابق مسمّاه، فأرويه عن عدد من مشايخي، منهم: ولده الشيخ عبد الرحمن الكتاني، وسيدي الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ [[حسن الشاطري|حسن المشاط]]، و<nowiki/>[[محمد ياسين الفاداني|الشيخ محمد ياسين فاداني]]، وغيرهم، عن مؤلفه.
وثمة ثَبَتان آخران يصل أحدُهما العلماء بأسانيد علماء الدولة العثمانية، وآخر يصلهم بأسانيد علماء الهند.
'''فالأول''': هو «التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز» للإمام [[محمد زاهد الكوثري]] رحمه الله تعالى.
'''ثانيهما''': «العناقيد الغالية في الأسانيد العالية» للعلامة المفتي [[عاشق إلهي البرني|محمد عاشق إلهي البِرْني]] من علماء باكستان، رحمه الله تعالى.
و«التحرير الوجيز»: أرويه عن مؤلفه من طريق شيخنا وارث علومه سيدي الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، وعن أسبق تلامذته الأستاذ حسام الدين القدسي، وعن محمد أمين سِراج، وعبد العزيز عيون السود، ومحمد أمين الساعاتي شيخ الطائفة البخارية بمدينة الطائف، وعن الغُمَاريَّيْن: أحمد الصديق، وأخيه عبد الله، و<nowiki/>[[محمد ياسين الفاداني]]، وغيرهم.
وأما «العناقيد الغالية»: فأرويه عن مؤلفه مباشرة، رحمه الله تعالى. 24/3/1431هـ».
أما من أجازه من العلماء بعد هذا التاريخ، فهم أصحاب الفضيلة:
1ـ فضيلة الشيخ محمد بن سالم القاسمي ـ حفظه الله تعالى ـ، عن عدد من المشايخ، أبرزهم والده حكيم الإسلام القارئ محمد الطيب، عن والده أحمد، عن والده الإمام [[محمد قاسم النانوتوي]] رحمه الله تعالى.
2ـ فضيلة الشيخ المعمَّر محمد معوض إبراهيم المصري ـ حفظه الله تعالى ـ.
3ـ فضيلة الشيخ قاري أمير الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ.
== شهادة علماء عصره فيه:==
وأذكر مقتطفات من كلام أعلام العصر من أهل العلم والفكر من طبقة شيوخه أو شيوخ شيوخه ومن معاصريه وتلامذته:
1ـ شيخ الحديث والمشايخ، فضيلة العلامة المحدث، مولانا الشيخ [[محمد زكريا الكاندهلوي]]، رحمه الله تعالى ـ الهند ـ: قال في معرض موضوع «اختلاف الأئمة»: «يرجع الفضل في هذا العصر إلى أخينا الفاضل العلامة الشيخ محمد عوامة».
2ـ فضيلة محدث العصر، الناقد الخبير، والمحقق الشهير، الشيخ [[حبيب الرحمن الأعظمي]]، رحمه الله تعالى ـ الهند ـ، وهو من طبقة شيوخ شيوخ الشيخ محمد عوامة حفظه الله، قال عنه: «الأخ العزيز، الفاضل الذكي، العالم المحقق اليلمعي، المحب الحبيب، المتقن، الفطن، خيرة الأحباب، صاحب الفضل الجسيم، والمحب الصميم».
3ـ فقيه الأدباء، وأديب الفقهاء، الأستاذ الشيخ [[علي الطنطاوي]] رحمه الله تعالى ـ السعودية ـ: قال: «كم رأت عيني من العلماء، وكم قرأت من الكتب، لم تر عيني مثل الشيخ محمد عوامة، ولم أقرأ مثل كتابه «أثر الحديث الشريف».
4ـ فضيلة العلامة الحجة الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، رحمه الله تعالى ـ سوريا ـ: وصفه بـ: «الجهبذ المحقق»، وقال أيضاً: «تلميذ الأمس وزميل اليوم».
5ـ العلامة الندرة الموسوعي، الشيخ [[محمد سعيد الطنطاوي]] حفظه الله تعالى – سوريا: قال: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق»، وقال مرة أخرى: «أَعلمُ من أَعرِف على وجه الأرض».
6ـ فضيلة العلامة المتكلم النظار المعمر محمد أمين أر، رحمه الله تعالى ـ تركيا ـ: قال: «عالم فاضل، وقور متواضع، أهل لكل المناقب، يستحق كل الثناء والتقدير».
7ـ فضيلة الأستاذ الشيخ محمد أمين سراج، حفظه الله تعالى، شيخ مسجد السلطان محمد الفاتح ـ تركيا ـ: قال: «عالم جليل من العلماء الأجلاء، محقق موفق، محدث بارع، فقيه خبير، ليس لأمثالي أن يكرمه حق التكريم، ويقدره حق التقدير، كتب الشيخ حسام الدين القدسي لي كلمات تقدير وثناء على الشيخ محمد عوامة في رسالة له بعث بها إلي، وقد وجدت لديه دقة الفقهاء المحققين، ورقة المحدثين الحفاظ، وتقوى الصالحين، وعنده عناية تامة في أداء الأمانة العلمية، وله حساسية واضحة ضد من أراد أن ينال من السنة المطهرة ببنت شفة».
8ـ مختارات من قصيدة فضيلة الأستاذ الأديب الشاعر [[ضياء الدين الصابوني]] رحمه الله تعالى، شاعر طيبة عضو [[رابطة الأدب الإسلامي العالمية]]، وهو من أساتذة الشيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى ـ سوريا ـ:
{| class="wikitable"
|أمحمد أصبحتَ أعظمَ موئل
ولقد عرفتُك عالماً متبحِّراً
مثل البخاري في صحيح حديثه
شيخ الحديث بعصرنا نلتَ المنى
والله يحفظكم مناراً يحُتذى
|فاروِ الحديث عن النبي المرسلِ
بحديثه مثل الرعيل الأولِ
ومسلم ومالك وحنبلِ
وبلغتَ في العلياء أرفع منزلِ
ولتبق في علما لحديث كمشعلِ
|}
== رحلاته: ==
ابتدأ الشيخ رحلاته العلمية وهو في سن مبكر من حياته، فسافر وهو دون سن العشرين إلى مصر للقاء أعلام العلم في وقته، فالتقى فيها بالسيد أحمد الغماري، وأخيه السيد عبد الله، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف وغيرهم.
كما رحل إلى الحجاز والتقى بأعلامها، ثم أكرمه الله بالاستقرار بها، وكانت لقاءاته بعلماء الدنيا في المدينة المنورة مجمع العلم والنور.
رحل الشيخ إلى بلدان ودول كثيرة، وكانت رحلاته علمية بحتة، تُعقد له الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، مع أكابر العلماء وطلبة العلم. ومن ذلك: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، المغرب، البحرين، ماليزيا، الهند، تركيا (وقد أجري فيها مؤتمر تعريفي بالشيخ حفظه الله، شاركت فيه جامعتان من أشهر الجامعات في مدينة اسطنبول)، أوزبكستان، لبنان.
== كتبه: ==
تأليفا:
معالم إرشادية في صناعة طالب العلم.
أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء.
أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين.
حجية أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصوليًّا وحديثًا.
سلسلة في تصحيح المسار العلمي، وتتألف من 14 رسالة علمية.
تحقيقا:
القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم، للإمام عبد الرحمن السخاوي.
الكاشف، للإمام الذهبي.
الشمائل المحمدية للإمام الترمذي.
مجالس في تفسير قول الله تعالى (لقد من الله على المؤمنين)، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي.
المدخل إلى علم السنن، للإمام البيهقي.
نصب الراية لأحاديث الهداية، للإمام الزيلعي.
السنن، للإمام أبي داود.
تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للإمام السيوطي.
المصنف لابن أبي شيبة.
مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه للباغندي.
تقريب التهذيب بحاشيتي العلامة عبد الله بن سالم البصري وتلميذه الميرغني.
الأنساب للإمام السمعاني، من أول حرف الشين إلى آخر حرف العين.
جمعا:
المختار من فرائد النقول والأخبار.
من صحاح الأحاديث القدسية.
== مراجع: ==
- صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة محمد عوامة، بقلم ولده محي الدين محمد عوامة.
== روابط ذات صلة: ==
https://ar.haberler.com/arabic-news-1197693/
http://www.acikmedeniyet.com/tr/guncel-yazi/ibn-khaldun-participates-in-organizing-the-world-conference-the-modern-mark-mohammed
https://www.turkpress.com.tr/node/48438
{{غير مصنفة|تاريخ=نوفمبر 2020}}
{{مقالات بحاجة لشريط بوابات}}' |
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext ) | '{{مقالة غير مراجعة|تاريخ = نوفمبر 2020}}
{{لا مصدر|تاريخ=نوفمبر 2020}}
{{يتيمة|تاريخ=نوفمبر 2020}}
[[ملف:الشيخ_العلامة_محمد_عوامة_حفظه_الله.jpg|تصغير|488x488px|الشيخ العلامة محمد عوامة حفظه الله]]
= ترجمة العلامة محمد عوامة =
== اسمه ونسبه: ==
هو أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد القادر بن عمر بن علي عوامة النعيمي الحسيني. وأمه هي السيدة عائشة بنت أحمد بن علي آل سراج الدين الحسينية.
== ولادته: ==
ولد يوم١٤\١٢\١٣٥٨ هـ الموافق لـ٢٥\٠١\١٩٤٠م، في مدينة حلب الشهباء في حي باب المقام أحد أحياء حلب الشهيرة وأبوابها العريقة.
== أسرته: ==
تتألف أسرته من زوجة واحدة وستة أبناء.
== نشأته وطلبه للعلم: ==
نشأ في بيئة علمية بفكرها، تقية وصالحة بأخلاقها، متواضعة بتعاملها، بسيطة بحالها، لها قوت يومها، ولكنها كبيرةٌ معنىً بحيِّها، ذاتُ مكـانة عالية بمجتمعها، لما عُرف عن والده رحمه الله تعالى من دماثة أخلاق، وحسن معشر، وسياسة وبُعد نظر، مع علم وصلاح وتقىً، فقد كان رحمه الله جليس الكبار من الشيوخ والساسة. وكان أول من التزمه زميل والده وإمام مسجد الطواشي فضيلة الشيخ الفقيه الورع [[محمد السلقيني]] رحمه الله تعالى، فكان من أوائل من أثر في الشيخ تأثيرًا كبيرًا في خلقه المتواضع بل ونكران الذات وزهده وعفته مع التقوى والخشية والرجاء والخوف، فكانت أفعال الشيخ محمد السلقيني رحمه الله أمام هذا الطفل الناشئ تربية عملية وتنشئة روحية من شيخ جليل لطفل صغير يلاحظه بعين الرعاية والتعليم والتربية والتكريم، فهو أول مشايخه.
بدأ بطلب العلوم الشرعية على الطريقة المشيخية السائدة آنذاك التي لم تكن مرتبطة بتعليم أكاديمي أو رسمي، ذات الهيئة الخاصة في أدب التلقي وطريقته وطريقة الشرح واعتماد الأصول من الكتب. ثم التحق بعدها بجامعة دمشق فاكتسب العلم الأكاديمي المنهجي، فأخذ ما فيه من خير فلقح به علمه الأصيل فجمع بين رسوخ ماضيه وتطور حاضره.
=== طلبه للعلم على الطريقة المشيخية: ===
والمقصود بالطريقة المشيخية: ما كان عليه العلماء السابقون من دروس خاصة لطلبة خاصين يلتفون حول شيوخهم جاثين على الركب، كأنما على رؤوسهم الطير، يتعلمون أدب العلم قبل العلم، والتعامل مع الشيخ والكتاب قبل قراءة الكتاب، فيقرؤون كتب أئمتنا الأصيلة: قراءة تمحيص وتحليل، لا تمتد أيديهم إلى مذكرات عصرية، مختزلة اختزالاً، أو ممسوخة مسخاً، فيشامُّون أئمتهم مع مشايخهم، فَتَعلُوا
نفوسُهم، وترتقي أرواحهم، وينتقل إليهم هذا العلم ممزوجاً بالروح والأبوة، فيجد مكانه سهلاً في نفوس طلبته، ولهذا نجد جلَّ أهل هذه الطبقة يحفظون كلام مشايخهم حفظاً، ويذكرونه حرفاً، ويعرف هذا كل من جرَّب، ومن ذاق عرف.
=== طلبه للعلم الرسمي (الأكاديمي): ===
بعد إنهائه للمرحلة الابتدائية عام 1952م التحق [[المدرسة الشعبانية|بالمدرسة الشعبانية]] بتوصية من شيخه الشيخ محمد السلقيني رحمه الله، وقد كانت هذه المدرسة إحدى المدارس الشرعية من الآثار العثمانية في حلب، وكانت محـافظة على برنامجها العلمي بطريقته القديمة الأصيلة، ولكنها لم تكن تابعة لوزارة الدولة في مقرراتها وإدارتها، وعندما وصل الشيخ إلى الصف الخامس فيها وهو ما يعادل الصف الحادي عشر أو الثاني الثانوي رأت الدولة تعليق التدريس في الشعبانية وضمها إلى المدرسة الثانوية الشرعية العريقة المعروفة [[الخسروية|بالخسروية]] وقد ضمت إلى وزارة المعارف واعترفت الدولة بشهادتها، والتي تخرج منها عدد كبير من كبار العلماء، وقد قال عنها الشيخ العلامة [[محمد الحامد]]: إنها تعدل الأزهر في تبحر علومها. فالتحق الشيخ بها وتخرج منها عام 1962م.
بعد تخرجه من الثانوية الشرعية التحق [[كلية الشريعة (جامعة دمشق)|بكلية الشريعة بجامعة دمشق]] عام 1962م وتخرج منها عام 1976م، ولم تكن دراسته فيها التزاما وإنما انتسابا يداوم فيها مدة قليلة ويعود لبلده حلب حيث اختاره شيخه الخاص الشيخ [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]] مدراس في مدرسته الشعبانية وهو في الثانية والعشرين من عمره فكان يدرُس ويُدرِّس، وكان هذا من أهم أسباب قوته ونبوغه.
وهنا انتهت دراسته الأكاديمية فلم يتابع مرحلة الدراسات العليا، وكان هذا يرجع إلى سببين: أولاهما: لم تكن الدراسات العليا هيم المهمة والأساسية آنذاك بل كان مجرد العلم والإجازة من الشيوخ معترفا به ومقدرا، كحال شيخيه الخصوصيين: فضيلة الشيخ [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، وفضيلة الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]] رحمهما الله تعالى. وثانيهما: تفرغه الشديد بل وتفانيه في خدمة شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في مدرسته الشعبانية حيث كان يعيش لها وبها وفيها وإليها، وقد يكون هذا السبب الرئيس الأول.
== من أهم شيوخه: ==
=== من مشايخه الذين تلقى عنهم العلم في المدرسة الشعبانية ===
* محمد زين العابدين جذبة، قرأ عليه: الحديث والتوحيد.
* محمد الحماد، قرأ عليه: الحديث.
* طاهر خير الله، قرأ عليه: التفسير والخطابة.
* [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، قرأ عليه: مصطلح الحديث، والفقه الحنفي.
* عبد الله خير الله، قرأ عليه: الفقه الحنفي.
* [[بكري الحلبي|بكري رجب]]، قرأ عليه: الفقه الحنفي، والعروض.
* محمد المعدِّل، قرأ عليه: النحو.
* سامي بصمه جي، قرأ عليه: الفرائض والنحو.
* أمين الله عيروض، قرأ عليه: المنطق وأصول الفقه.
* أحمد أبو صالح، قرأ عليه: التوحيد.
* عبد الفتاح حميدة الناصر، قرأ عليه: التاريخ الإسلامي.
* عبد الرحمن زين العابدين، قرأ عليه: النحو.
* أديب حسون، قرأ عليه: الأخلاق.
* نجيب خياطة، قرأ عليه: الفرائض، والتجويد.
* محمد مهدي الكردي، قرأ عليه: الفقه الحنفي.
* مصطفى مزراب، قرأ عليه: الفقه الحنفي وأصول الفقه.
=== وكان من مشايخه الذين تلقى عنهم في الثانوية الشرعية (الخسروية) ===
* عبد الوهاب سكر، قرأ عليه: السيرة النبوية.
* أبو الخير زين العابدين، قرأ عليه: التوحيد، وعلوم القرآن، والتفسير.
* محمد الملاح، قرأ عليه: البلاغة، وتاريخ التشريع.
* محمد السلقيني، قرأ عليه: الفقه الحنفي وأصول الفقه.
* عبد الله سراج الدين، قرأ عليه: الحديث ومصطلح الحديث والتفسير.
* عبد الرحمن زين العابدين، قرأ عليه: النحو.
* نجيب خياطة، قرأ عليه: التجويد والقرآن الكريم.
* عمر يحيى، قرأ عليه: الأدب العربي.
* ضياء الدين صابوني، قرأ عليه: الأدب العربي.
واستمرارا له الطريقة وترسيخا لها في نفسه ونفوس بعض النبغاء من زملائه، ما قام به فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، بالتشاور مع زميله وشقيقه الروحي، فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، حيث رأيا أن المدرسة الشعبانية القديمة أُغلقت، وأُخذ الطلبة إلى الثانوية الشرعية الحكومية، فبَعُد الطلبة عن طريقة العلماء القدامى، من الدرس والكتاب، والمادة والمنهج، فاختاروا عشرة من نوابغ طلابهم، وهيئوا لهم كبار أساتذتهم من كل التخصصات، واختاروا لهم جامع الحموي مكانا، وبين العصر والمغرب زمانا لهذه الدروس.
=== أما الأساتذة الذين تم اختيارهم: ===
# فضيلة الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، يدرس مادة التفسير، كتاب «تفسير البيضاوي»، يوم السبت.
# فضيلة الشيخ [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، يدرس مادة الحديث، كتاب «فيض القدير»، يوم الأحد.
# فضيلة الشيخ محمد السلقيني، يدرس مادة الفقه الحنفي، كتاب «الاختيار»، يوم الاثنين.
# فضيلة الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، يدرس مادة الأصول، كتاب «نسمات الأسحار»، يوم الثلاثاء.
# فضيلة الشيخ أحمد القاش، يدرس مادة النحو، كتاب «أوضح المسالك»، يوم الأربعاء.
# فضيلة الشيخ محمد السلقيني، يدرس مادة الفقه الحنفي، كتاب «الاختيار»، يوم الخميس.
وقد استمرت هذه الدروس الخاصة: سنة دراسية كاملة، كانت هي النواة الأولى لتأسيس فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله: جمعية التعليم الشرعي، ثم مدرسة التعليم الشرعي، أو ما عُرف باسم: المدرسة الشعبانية.
=== وكان ممن درّسه في جامعة دمشق: ===
الأستاذ محمد المبارك، والأستاذ [[مازن المبارك]]، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والدكتور أمين مصري، وغيرهم رحمهم الله. ومن المشايخ الشباب آنذاك: الدكتور [[محمد أديب صالح]]، والدكتور [[محمد فوزي فيض الله|فوزي فيض الله]]، والدكتور [[وهبة الزحيلي]]، والدكتور فتحي الدريني، رحمهم الله تعالى جميعا.
== نبوغه وأسبابه: ==
لقد هيأ الله تعالى لنبوغ الشيخ أسبابا وظروفا متعددة النواحي متشعبة الاتجاهات:
=== الظروف العائلية: ===
لعب تقدير الوالدين وحبهما للعلم وأهله دورا كبيرا في نبوغ الشيخ، فقد لاحظ والده رحمه الله نجابة هذا الابن وحرصه على العلم والتعلم، ففرغه من التكسب والعمل ولم يستعن به في مهنته بل وهبه للعلم الشرعي تماماً، صيفًا وشتاءً. وأما والدته فقد كانت ترى ضيق ذات اليد في زوجها وحاجته إلى ابنها ليساعده في عمله ورزقه، فتعلمت الحياكة وعملت بها في بيتها تجاهد في وتربية أبنائها، وفي مهنتها لتصرف هي على ولدها التي رأت في علامة النبوغ والنجـابة، فأنجبته مرتين مرة حين ولادته، ومرة حين تكفله. فكان تفرغه عن أسرته وتفرغ أسرته عنه سببا من أهم أسباب نبوغه في طلب العلم.
=== ظروف التلقي والتدرج: ===
قرأ العلوم الشرعية قراءة مشيخية، تلقاها عن أهلها، متدرجة في لكها، الأول فالأول، فشامَّ أكابرها، واستنشق عبق أصول كتبها، فهان عليه صعبها، وذلَّ له عسيرها، فرقى وارتقى، وعلا واستعلى، وكم وكم كان يؤكد على أهمية التلقي والتدرج، وأنَّ بانعدامها: انعدام حقيقة العلم والعلماء، وخروج الضُّلال والشذاذ، ويضرب الأمثلة بمن يعرف من الأشخاص، وهذا ما يريده منا الأعداء.
=== الظروف الذاتية: ===
لقد أمد الله الشيخ بأسباب حسية وهيأ له ظروفا ذاتية وهيبة ساعدته على التقدم في العلم وسرعة التحصيل، مع الفهم والتعمق، والنقد والتحقيق:
أ ـ ذاكرته العجيبة: لقد حباه الله ذاكرة عجيبة وحافظة خارقة فريدة، يعرفها فيه كل من جالسه، ويبهر بها كل من تتلمذ عليه وخالطه، فتراه يكثر في مجالسه العامة من قصص السلف وأخبارهم التي قرأها لمرة واحدة قبل خمسين أو ستين سنة، وإذا راجعتها وجدتها كما ذكرها، وقد سُمع مرات ومرات يقول: «أنا أحفظ ألفاظ مشايخي»، وخاصة الشيخين الجليلين: عبد الله سراج الدين، وعبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، فإنه كان قد تشبع بمحبته لهما وسرت محبتهم في عروقه ودمه. وكذلك حفظه المدهش لتواريخ وفيات الأئمة، فيكاد لا يذكر إماما من الأئمة إلا ويعرف تاريخ وفاته إن لم يكن وتاريخ ميلاده أيضا.
يذكر ولده الشيخ محي الدين عنه في كتابه «صفحات مضيئة»: أذكر أني سمعت: أنه لما كان في سنة التخرج من جامعة دمشق، وكان موعد اختبار مادة القرآن الكريم عند فضيلة الشيخ الدكتور محمد أديب الصالح، متعه الله بتمام الصحة والعافية، وكان الاختبار شفوياً، يشمل التسميع مع بعض المعلومات حول التفسير والمفسرين، فكان بجانب الوالد أحد زملائه من حلب يختبران من فضيلة الشيخ أديب الصالح، فلما كان وقت إجـابة الوالد، كان يجاوب مع ذكر وفيات الأئمة، فلما أكثر ظن الشيخ حفظه الله تعالى أن الوالد يخبئ ورقة فيها تواريخ وفيات الأئمة، فصار يفتش وينظر، فقال له زميل الوالد: إن هذا أمر معروف ومشهور عن سيدي الوالد، فتعجب الشيخ جداً وشجّعه.
ب ـ النهم بالقراءة: كان نهمًا بالقراءة، عاشقا لها يكثر القراءة وخاصة أيام الطلب والشباب، يقرأ الكتاب كاملا ويقيد ما فيه من فوائد على غلافه فعل هذا بمعظم كتبه التي تعد بالآلاف، لسهولة الرجوع إليها عند الحاجة، ولهذا نجده قال عن بعض كتبـه: «لا أبيعها بملك الدنيا»، وقال أخرى: «هي أغلى عندي من روح»، ومن هذه الكتب، نسخته الخاصة من «التاريخ الكبير» للإمام البخاري، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، و«فتح الباري»، و«الإصابة» كلاهما للحافظ ابن حجر، فإن هذه الكتب مليئة مكتظة بالفوائد والنوادر، والتصحيحات، والتعليقات، وغيرها الكثير الكثير.
جـ ـ القراءة مع الفهم: فقد كان إذا قرأ شيئا في كتاب وأشكل عليه فهمه رجع إلى مشايخه وسألهم عن ذلك، ومن أمثلة ذلك ما ذكره في كتابه «معالم إرشادية» من قصة سبب إخراج علماء سمرقند للإمام البخاري، وعندها قال له فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين: «'''لا تصدق كلَّ ما تَقرأ'''»، فقال معلقاً عليها: «'''فكانت لي درساً عظيماً'''، '''ومنهجاً قوياً قويماً'''، '''لا يقُدر قدره'''».
ثم إنَّ كثرةَ ما علَّق ونبَّه على أغلفة الكتب والمجلدات: لهو أدلُّ دليل على ما ذكرت من قراءة الفهم والتعمق والتيقظ، فمن يرى كثرة ما كُتب على كثرة ما قُرِئ، يدرك تمام الإدراك أن هذه طاقة لها مدد خاص، وملاحظة خاصة، وعناية خاصة، وخاصة عندما يرشدك إلى فائدة في كتاب قديم، أكلتها السنون، وتعاقبت عليها الأعوام والأعمار، ويقول لك: «ابحث عنها على الغلاف، فأنا كتبتها من كذا وكذا». ويذكر ولده في كتابه «صفحات مشرقة»: ويحصل أحيانا أني أذهب لأرى ما دلني عليه فلا أجد، فأراجعه وأقول: بحثت فلم أجد، فلا يوافقني لتأكده وتيقنه، ويطلب مني إحضار الكتاب، فأحضره، فنراها بين أسطر فوائد الغلاف، مكتوبة بقلم رصاص، كادت تمحوها الأيام، وتغيرها الأعوام، فأعجب وأتعجب.
د ـ الحرقة على طلب العلم: فقد كان أكثر ما يتخوف على الشباب منه هو البعد عن العلم وطلبه لأجل الدنيا ولقمة العيش، وكان يقول: «يا بني، لو تسفون التراب سفا لا تتركوا طلب العلم».
هـ ـ اغتنامه للوقت: وهذا دأبه ودأب مشايخه من قبله الذين أثَّروا بحياته، وتكوين شخصيته، وممن يضرب المثل به في حرصه على الوقت جداً فضيلة العلامة الشيخ أحمد القلاش رحمه الله تعالى، الذي قال مرة: «'''أنا لا آسفُ على ساعة من عمري'''»، وهذه منزلة ما بعدها منزلة.
وناهيك بشيخه الأجل العامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو صاحب «قيمة الزمن عند العلماء»، فكيف تكون قيمة الوقت عنده!، ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: ومرة كان سيدي الوالد مع مولانا الشيخ عبد الفتاح في بيت الله العتيق، وأراد مولانا الشيخ الانصراف، فودَّع الوالد، ثم انتبه الشيخ أن الوالد سيبقى هكذا بدون شيخه ولا معه كتاب، فعاتبه وقال له ـ بالعامية ـ : «'''أين الكتاب يا شيخ محمد؟!'''» فاعتذر الوالد من الشيخ رحمه الله، وأجزل له المثوبة على حسن الملاحظة والتربية، مع أن سيدي الوالد قال لي معقباً: «أنا لا أغفل عن هذا إن شاء الله، ولكن بقي عليَّ وردٌ لم أستطع قراءته لجلوسي مع الشيخ رحمه الله، فأنـا أرغب بقراءته أمام الكعبة المطهرة»، فلهذا بقي الوالد في الحرم، فاعجب من الشيخ وملاحظته وتربيته، أو اعجب من التلميذ وحرصه واستغلاله.
كان قد كتب ورقة صغيرة وضعها على باب مكتبه، يعتذر فيها عن استقبال المحبين، الذين يرتادون مكتبه ليغرفوا من علمه ونصحه، وأدبه وعقله، ولكن رأى أن الواجبات عليه أكثر من الأوقات، والمسؤوليات أغلى من المجاملات، فكتب: «نعتذر، العمر هو الوقت».
=== الظروف المحيطة به: ===
للظروف المحيطة بطالب العلم دور كبير وهام في إنجاحه ورفعته، كتوفر الكتب ووجود الأصدقاء وتهيؤ المكان المناسب وغير ذلك.
أ ـ ملاحظة مشايخه له: فقد كانوا له كالأب الرحيم والأستاذ الملاحظ العطوف، يتابعونه منذ الأيام الأولى التي لا حظوا فيها نجابته كي لا يستغله أهل الأهواء ولا يستدرجه أرباب الانتماء، فكان تحت رعاية الشيخ عبد الله سراج الدين في يرافقه مدرسته وبعد المدرسة يرافقه ماشيا إلى بيته، وهو في رفقة الشيخ محمد السلقيني في حيه، وقد كان مرسال تبليغ السلام بين هذين الشيخين، وبهذا كان يلاحظهم ويلاحظونه، يحفظ حركاتهم ووقفاتهم وطريقتهم في الكلام والتعامل مع الكتب، يرشدونه ويعلمونه، حتى أن الشيخ عبد الله سراج الدين كان يراقبه مع من يمشي فيوافقه على فلان ويحذره من فلان، وهذا من أهم مهام الأستاذ المربي.
ب ـ الأصدقاء: اختبار الأصدقاء أمر مهم جدا لطالب العلم وخاصة في مرحلة الطلب، فقد يضيع جهد الأساتذة سدى إن لم يوفق تلامذتهم بأصدقاء جيدين يعينوهم على البناء. متى يبلغ البنيان يوما تمامه *** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم. ولقد أكرم الله الشيخ محمد عوامة بثلة من الأصدقاء الذين كانوا خير عون له، وكان خير عون لهم، شد كل منهم أزر أخيه، وأنار دربه واستنار به، شجعوا بعضهم وتنافسوا تنافس الشرفاء، وتباروا تباري النجباء. وإن خير ما يذكر في ذلك صديقه القديم، العلامة الفقيه الشيخ عبد الستار أبو غدة رحمه الله تعالى حيث كانا توأم روحين، فاستفاد كل منهما من صاحبه، تغذيا العلم سويًّا، واستنشقا الروح معا. ومن ثلة الأصدقاء: الشيخ زهير الناصر، والشيخ عبد المجيد قطان، والدكتور أبو الفتح البيانوني، والشيخ محمد عثمان جمال، وغيرهما الكثير، رحم الله من انتقل وحفظ الله الباقي.
جـ ـ غرفة السيًّافيًّة: السيافية هو اسم لمسجد قريب من المدرسة الشعبانية يحتوي على مصلى وست غرف تعطى لطلاب العلم للتفرغ فيها والمذاكرة، وكان للشيخ محمد عوامة حفظه الله غرفة يشاركه فيها أخوه الحميم، الشيخ عبد الستار أبو غدة رحمه الله، من عام 1377هـ إلى عام 1385هـ.
ولهذه الغرفة ذكريات جميلة ومكانة عالية في نفس الشيخ، فعلى الرغم من بساطتها وصغرها فهي بمثابة المنتدى العلمي والأدبي لهما ولزملائهما الذين يرتادون إليهما دوما، بل وبعض شيوخهما الذين يلاحظونهما، فتراه يحن لأيامها ويترنم بلحظاتهاـ ويتحسر على فواتها، ففيها الدروس والمذاكرة والاستزادة والمنافسة، تنام فيها مع الكتب وتصحو مع العلم، وسط بساطة من المعيشة وزهد في البيئة، وفراغ بال، وهدوء خاطر.
د ـ مكتبة الشيخ باسم عجم: إن توفر الكتب العلمية بين يدي طالب العلم أمر مهم مما يحتاجه طالب العلم لنجاحه وفلاحه، ولقد كان الشيخ باسم عجم زميلا للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، ولقد كان محبا للكتب، جمّاعًا لها، فاتحا بابها لمن يأمن من الأساتذة والطلبة، وقد وضعها في السيَّافيَّة تحت إشراف زميله الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الذي فوض ابن أخيه الشيخ عبد الستار في الاستفادة منها فبهذا توفر للشيخ محمد عوامة حفظه الله الاستفادة من هذه المكتبة أيما استفادة.
هـ ـ تشجيع مشايخه له: من أمثلة ذلك من حياة الشيخ حفظه الله أنه كان يتدارس التفسير مع أصحابه ومحبيه، وكان الحديث حول قوله تعالى: (ولعلكم تهتدون* كما أرسلنا فيكم رسولاً) وبحث الشيخ عن تفسير حرف الكاف في قوله: (كما) فلم يجد جوابا شافيا، ثم رأى أنه ينطبق عليها معنى وإعراب كاف المبادرة، ولم عرض الأمر على الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله سُرَّ لذلك الفهم جدا وأرسل له في اليوم التالي مكافأة على ذلك.
و ـ محبته لشيوخه: إن محبة الشيخ محمد عوامة لشيوخه كلهم، وخاصة منهم شيخيه الجليلين، والعَلَمين الشهيرين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين الذي صاحبه خمسين سنة، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الذي صاحبه أربعين سنة، جعلته يقتدي بهم علماً وعملاً، سيراً وسلوكاً، طريقة ومنهجاً، وكلنا سمع منه مراراً وتكراراً قوله: أنا أحفظ ألفاظ مشايخي، وما هذا إلا لحبه لهم، بل تضلعه هذا الحب في جسده وأحشائه.
يذكر ولده في كتابه «صفحات مضيئة»: وأذكر مرة أنَّا كنا في مجلس شيخنا الداعية الكبير الشيخ محمد عوض رحمه الله تعالى، وكانت الأيام أيام حج، تضم عدداً من مشايخ بلاد الشام، فتكلم الوالد بكلام علمي روحي، أخذ قلوب الحاضرين، وشدَّ انتباه الجالسين، فقال أحد المشايخ الحضور وهو لا يعرف أن الوالد التلميذ الخاص لفضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، قال: هذه الروح روح الشيخ عبد الله تتكلم، فقالوا له: إن الشيخ الوالد أخص تلامذة الشيخ عبد الله، فقال ذاك الشيخ الشامي: الآن عرفت السر.
ز ـ خدمته لشيخيه علميًّا: فقد وقف الشيخ محمد نفسه لشيخيه الجليلين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، وقف نفسه على خدمتهما خدمة علمية خاصة، فاستفاد منهما استفادة بالغة، لا يقدر قدرها، ولا يحدُّ حدها، درسا وتدريسًا، وتأليفا وتحقيقاً، ومقابلة ونسخاً، حتى طباعة وذوقاً، فهو خرِّيجهما، وجامع خيرهما. وإليكم بعض النماذج عن ذلك:
==== فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين: ====
أكرم الله عز وجل الشيخ محمد عوامة بخدمة شيخه الأول الشيخ عبد الله سراج الدين من جهتين اثنتين: جهة خدمته بالمدرسة الشعبانية خدمة كاملة، وجهة خدمته بكتبه التي طبعها.
خدمته بالمدرسة الشعبانية: فقد تفرغ الشيخ محمد ونذر نفسه لهذه المدرسة ـ حتى كادت تعلو على بيته ـ فكان يأتيها صباحاً للتدريس والتوجيه، ويعود إلى بيته ظهراً، ثم يرجع إليها عصراً لحصص المذاكرة والمطالعة مع الطلبة، ويعود إليها ثالثة بعد العشاء لملاحظة الطلبة الذين يبيتون داخل المدرسة، لتنظيمهم وحلِّ مشاكلهم، وتأمين مستلزماتهم. ومرة كان يذكر فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين لأخيه الروحي فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ثقل أعمال المدرسة وهمومها، وقال له: «ما عندي مساعد إلا الشيخ محمد». وقال مرة أيضاً: «يا ليت لي عشرة مثل الشيخ محمد». وقال أخرى لأساتذة مدرسته: «لو كان عندي شخص آخر مثل الشيخ محمد، لكفيت جميع الأساتذة».
خدمته لفضيلة الشيخ في كتبه: فكان الشيخ حفظه الله هو المسؤول عن كتب الشيخ طباعياً، يخدمه بين البيت والمطبعة، والتصحيح والتنقيح، والمراجـعة والتعديل، وقد أكسبه هذا خبرة كبيرة في فن التأليف، وانتقاء النصوص، والعزو إلى الأصول، مع فهم كلام العلماء، ومراد الأئمة الفقهاء، بسلاسة واضحة، وبُعد عن التكلف، فاستفاد من الشيخ خبرته، وذوقه وأدبه، وروحه وعلمه. ولقد كانت خدمته هذه للشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في جميع كتبه ما عدا الطبعة الأولى من «شرح البيقونية»، والطبعة الأولى من «الإيمـان بعوالم الآخرة وأحوالها» فإنه ألفهما قبل ابتداء صحبة الشيخ محمد عوامة حفظه الله له.
==== فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: ====
لزم الشيخ محمد عوامة حفظه الله شيخه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وخدمه في مجال العلم والتحقيق، ونسخ المخطوطات والمقابلة والتدقيق، من أول كتاب قام بتحقيقه فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى، وهو «الرفع والتكميل» إلى وقت خروج الشيخ محمد عوامة من حلب ـ أي: حتى بعد خروج فضيلة الشيخ عبد الفتاح من حلب إلى الرياض ـ ، خدمه من مرحلة نسخ المخطوط إلى مرحلة خروجه إلى حيز الوجود.
كل هذا يخدمه ويصحبه بنفسية الطالب والمتعلم، والمستفيد والمتدرب، فأجل هذا استفاد وجمع، وارتقى وبرع، تعلم من مولانا الشيخ حبّ المخطوطات، وارتياد أماكنها، وكيفية نسخها، وقواعد خطها مع ضبطها، ثم مقابلتها، والتأكد من صحة ألفاظها، ومراجعة الأصول لنقولها، وبعد ذلك طباعتها، والتذوق والتأنق فيها، فصار معتمده، ومِرساله ومندوبه، وهو أول من دلَّ عليه للتحقيق، وأرسل إليه لخوض هذا اللجِّ العميق، وذلك في كتاب «الأنساب» لإمام السمعاني، فحقق منه المجلد السابع والثامن وربع التاسع، وهو أول تحقيق له حفظه الله تعالى.
أما عن الكتب التي خدم فيها شيخه الشيخ عبد الفتاح في حلب، فهي:
1ـ «الرفع والتكميل» للإمام اللكنوي.
2ـ «الأجوبة الفاضلة» للإمام اللكنوي.
3ـ «رسالة المسترشدين» للإمام المحاسبي.
4ـ «إقـامة الحجة» للإمام اللكنوي. ولـهذا الكتاب خدمة أكبر وأظهر، حيث كان الشيخ عبد الفتاح علَّق على الملازم الستة الأولى، وخرَّج باقي نقول الكتاب على حاشية الكتاب، وأُدخل رحمه الله عند ذلك إلى السجن، فأرسل للشيخ محمد عوامة أن يكمل التعليق على الكتاب ويطبعه، فأكمل وطبع.
5ـ «التصريح فيما تواتر في نزول المسيح» للإمام الكشميري.
حـ ـ تبكيره بالخطابة والتدريس:
1 ـ الخطابة: لقد ارتقى الشيخ محمد عوامة المنبر أول ما ارتقاه وكان عمره ثماني عشرة سنة، في مسجد سوق العطارين وظل يخطب وينتقل في مساجد حلب، من مسجد إلى مسجد، يرشد ويوجه، وينصح وينبِّه، إلى أن خرج منها وعمره أربعون سنة.
2 ـ التدريس: دخل الشيخ حفظه الله فنَّ التدريس تحت إشراف شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين في مدرسته الشعبانية باختيارٍ وطلب من الشيخ رحمه الله، وذلك بعدما تخرج من المدرسة الشرعية، حيث كان عمره (22) سنة.
وهو معروف في دروسه ـ منذ شبابه ـ بسعة اطاعه، وجدِّه واجتهاده، حتى صار يُضرب به بين الطلبة المثل، مع ضبط لأمور وشدة، وحزم منه يصحبها همة، نوى بهذا كله تربية جيل جادٍّ مجدٍّ نابغ، محصِّل للعلوم ونابه، فدرَّس فيها علوماً كثيرة متنوعة في المادة، متفاوتة في المستوى، فكان يدرس السنة الأولى، كما كان يدرس قسم التخصص، وهذه بمفردها مزية للأستاذ المعلِّم، فالتنزُّل بالمعلومات وتبسيطها إلى المرحلة الأولى للطالب، ثم الدخول بعدها مباشرة إلى قسم التخصص، ورفع مستوى المعلومات، وكيفية التعامل والتعلم فهذا مما لا يستطيعه الكلُّ، فضلاً عن الشباب منهم.
ط ـ تفرغه في المدينة المنورة: أكرم الله تعالى الشيخ محمد بالجوار في المدينة المنورة في منتصف عام 1400هـ، وزاد في إكرامه وعطاياه أن هيأ له الأسباب، ففرغه للعلم والنماء، والاستزادة والعطاء، فصار ليله ونهاره، وصباحه ومساءه، في مكتبه أو في بيته: في العلم والقراءة، والتأليف والتحقيق، والتعليق والتدقيق، بالإضافة إلى العزلة والوحدة، والبعد عن المشاغل الدنيوية، والتخفيف من العائق الاجتماعية، مع وفرة المصادر والمراجع، ووجود المخطوطات والنوادر، فاجتمع له ما لم يجتمع لغيره، فاستغل هذا الخير واستفاد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
== منهجه العام في كتاباته: ==
المتانة العلمية، والمنهج العلمي الأصيل، والرؤية النبيهة، كانت هذه العناصر الثلاث هي أُسُّ منهج الشيخ العلمي وأساسه.
فالمتانة العلمية التي يندرج تحتها، سعة الاطلاع بكل اتجاهاته ومعانيه، ومعرفة مدلولات النصوص وفهمها، وكيفية الاستشهاد بها واستخدامها، مع الصياغة الأدبية، والأسلوب العالي.
ثم المنهج العلمي الأصيل الذي رُبي عليه ومشى، دراسة وتدريساً، فهماً وتركيزاً، ثم تخريجاً وتحقيقاً، تنكيتاً وتدقيقاً، على أيدي أئمة أعلامه، وأساطينه وكبار رواده.
بجانب ذلك: رؤية نبيهة، ونظرة حصيفة بواقع الأمـة وأحوالها، وطلاب العلم واحتياجاتهم، مع إدراك خطورة ما تعيش به الأمة من اضطراب علمي وفكري وتربوي، استشرى بجميع الطبقات، وانتشر بكافة الفئات.
أما عن منهجه العلمي العام فيمكن التحدث عنه ضمن النقاط الآتية:
1ـ دقيق في كلامه وعباراته، يوجز وقت الحاجة، ويسهب للضرورة، قوي في أسلوبه، واضح في منهجه، يلاحظ الكلمة بل الحرف، فالحرف عنده له دليل ومعنىً، وتقديم كلمة وتأخير أخرى لها مقصد ومغزىً.
2ـ يدعم آراءه وأفكاره بأقوال العلماء السابقين، والأئمة المتقدمين، وكلما قدم النقل كان هو المقدَّم، فلا ينقل عن متأخر إذا وجد مفاده عند متقدم، فكلامهم درعه، وفهمهم حصنه.
3ـ يحاول جاهداً ألا ينقل نقلاً إلا من مصادره الأصلية، مع مقابلة ومطابقة تامة، ويؤكد على هذا أشد تأكيد، بل يلزم نفسه ومن حوله بهذا، حتى قال مرَّة: «إن كان الناقل إمام الأئمة، فهو على العين والرأس، '''ولكن لا بد لي أن أراجع نقله'''، '''وأتثبت منه'''»، وهذا إن كان مصدر النقل مطبوعاً، أما إن كان المصدر مخطوطاً: فأيضاً لا بد وأن يسعى لمراجعته، فيطلب المخطوط ـ إن كان الحصول عليه سهلاً ميسوراً ـ ، فيراجع ويقابل، ويتثبت من النص ويطابق، كي يسلم نقله، ويصح عزوه.
4ـ لا يعزو نقوله إلا إلى المصادر الأصلية القديمة، فيربط نفسه وقارئ كتبه بأئمته، فهم العمدة، وإليهم المرجع، فإن رأى نصاً ـ مثلاً ـ عن معاصر ينقله عن متقدم، وقد وافق هذا النص ما أراده الوالد: فإنه يراجع هذا النص في ذلك المصدر، ويتأكد من صحة النقل وسلامته، ثم يعزو إلى المصدر الأصيل مباشرة.
5ـ عند عزوه إلى مصادر النصوص، يقدم العزو إلى الكتاب القديم المسند على القديم غير المسند، ويختاره، ولا يذكر غير المسند إلا لنكتة.
6ـ يختار في طريقة عزوه إلى المصادر، أن تكون طبعاته صحيحة أولاً، ثم متداولة مشهورة ثانية، ولا يعزو إلى طبعات صحيحة مفقودة أو نادرة مع وجودها في مكتبته، لصعوبة رجوع القارئ إليها.
7ـ يحاول أن تكون كتابته في العزو بطريقة توافق أكثر الطبعات، تسهياً للقارئ على مراجعة ما يحتاج إليه، وعدم احتياجه إلى شراء ما ليس عنده.
8ـ يعزو كل نقل إلى كتبه المختصة به، فكلمة لغوية تراجع في كتب اللغة، ومسألة أصولية تراجع في كتب الأصول، بل أدق من هذا: إن كانت المسألة الفقهية أو الأصولية شافعية ـ مثلاً ـ فلا يراجعها إلا في كتب الفقه أو الأصول الشافعية، وكذا إن كانت مالكية أو غير ذلك، ولا يرضى أبداً الرجوع للعزو إلى كتب الفقه المقارن، فلكل مذهب كتبه ومصادره.
9ـ يرجع ـ إن احتاج الأمر ـ إلى أهل الاختصاصات الأخرى، ويستشيرهم، بل ويستكتبهم أحياناً، فنراه عندما حقق كتاب «قلائد الخرائد» لباقشير الحضرمي، في الفقه الشافعي، استكتب الطبيب عبد الله الكتاني في بحث التدخين، ونسب ذلك إليه، وهكذا تكون كتبه معتمدة، وآراءه موثقة.
10ـ يريح القارئ مما قد يعترضه من إشكالات، فيحل له الغموض، ويكشف له العبارة، ويضبط له النص، ولا يتركه في حيرة من أمره، وانغلاق في فهمه، ويكرر القول على طلابه: '''المحقق خادم للقارئ'''.
11ـ يهتم بعلامات الترقيم جداً، ويسميها لنا: علامات التفهيم، ويقول: '''إن صحة وضعها'''، '''وسلامة استخدامها'''، '''هي نصف التحقيق.'''
12ـ دقيق حتى في اختيار ألفاظ كتابة مراجع بحثه، فتراه ـ مثلاً ـ عند ذكر طبعة كتاب معين، إن كان التحقيق لم يرق له: فلا يقول: حققه فلان، إنما يقول: طبعة فلان.
13ـ يهتم بالفهارس العلمية جداً، ويحب التنوع بها، تسهيلاً للباحث، وإسراعاً في وصوله إلى بغيته.
15ـ بجانبه كتب لا تفارقه تأليفاً أو تحقيقاً، كقواميس اللغة، و«نهاية» ابن الأثير، و«مفردات الراغب».
16ـ يخاطب في كل ما يكتب: العقل والروح معاً، فلاذ يستجيب له العقل، وينبسط له الفؤاد، وتنقاد له الروح.
=== منهجه العلمي في مؤلفاته: ===
أما منهجه العلمي في التأليف، ومراحله فيه ـ إضافة إلى ما سبق من منهجه العام في الكتابة ـ ، فألخصه بنقاط عدة:
1ـ يحدد الشيخ -حفظه الله- الموضوع الذي يرى الكتابة فيه ملحة، والحاجة إليه ماسَّة، سواء أكانت علمية تخصصية، كـ «حجية أفعال النبي صلى الله عليه وسلم»، ودراسة حديثية مقارنة لـ «نصب الراية»، و«فتح القدير»، و«منية الألمعي»، أم علمية فكرية: كـ «أثر الحديث الشريف»، و«أدب الاختلاف»، أم علمية تربوية: كـ «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» أم علمية ثقافية للعامة، كـ «شرح الأحاديث القدسية».
2ـ يجمع المصادر التي تناولت هذا الموضوع، أو التي هي مظنة لتناول الموضوع، ولسعة اطاعه، فإننا نرى من مصادره في أبحاثه كتباً ليست مظنة لما يكتب، وهذا يرجع إلى تقييده للفوائد وقت القراءة، سواء في قصاصات، أو على أغلفة الكتب، فتكون وقت الحاجة إليها سهلة المتناول، قريبة المأخذ.
3ـ يستوعب القراءة في الموضوع استيعاباً كاملاً ـ وهذا قبل بدء الكتابة ـ ، كما أنه يستوعب استيعاباً شاماً ما في المصادر المجموعة، ويضم إلى هذا وذاك ما في ذاكرته سابقاً، فيكون موضوعه تام الأطراف، متكامل البنيان.
4ـ من عادته قبل بدء الكتابة: أن يخط خطة لبحثه، فيركز أصوله وفروعه، وأساسياته ومسائله، مع تشجيره له تشجيراً علمياً منطقياً، كي يسهل استيعابه، ويشمل موضوعاته.
5ـ يكثر من الاستشهاد بالآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، مع حسن استدلال، وسلامة فهم، وجودة عرض، فهما أساس المراجع، وأصل النقول.
6ـ يربط القارئ بعصره وواقعه، فيكثر من ذكر قصص واقعية حصلت معه أو مع أحد شيوخه، لها علاقة وطيدة، وصلة أكيدة بما يكتبه، أو يبحث فيه، فتكون الكتابة أنفع، وصلتها بالروح أمتع.
=== منهجه العلمي في التحقيق: ===
اشتهر قول العلامة فضيلة الشيخ محمد سعيد الطنطاوي عن الشيخ محمد عوامة حفظه الله: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق». وسأعرض نقاطا تتعلق بمنهجه في التحقيق تضاف إلى منهجه العام في كتاباته:
1ـ يحاول أولاً في كل كتاب يريد أن يحققه أن يحصل على نسخة المؤلف ـ وخاصة الأخيرة منها ـ ، فيبحث عنها بحثاً حثيثاً، ويفتش ويسأل وينقب، فإن استطاع الحصول عليها، فذاك بغيته ومناه، وقد أكرمه الله عز وجل في عدد من تحقيقاته، فحصل على نسخة المؤلف في: «تقريب التهذيب»، و «الكاشف»، و «مجالس ابن ناصر الدين»، و «القول البديع». ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: وبهذه المناسبة أقول: إن نسخة المؤلف التي يرى سيدي الوالد أن يُحرص عليها ويُعتمد: هي التي تكون قد بقيت تحت يد مؤلفها، يزيد فيها وينقص، وينقح فيها ويصحح، ويقرؤها على أصحابه، ويقرؤونها عليه، فهي التي ينبغي أن يُسعى إليها. والغرض من هذا واضح لذاته، ولأمر علمي آخر ينبني عليه، هو أن المؤلف قد يكون ألّف هذا الكتاب في وقت مبكر من حياته رحمه الله، قبل أن يوُصف بالإمامة في العلم، والحفظ والحجية بأحكامه وآرائه واختياراته، فحينما تبقى هذه النسخة تحت يده، وتنقيحاته ظاهرة عليها، يدلنا ذلك على استقرار رأيه العلمي الذي في هذا الكتاب، وإلا فالاحتمال وارد أن يكون قد عرض له اختيار آخر.
2ـ إن لم يتيسر له الحصول على نسخة المؤلف يبحث عن أحد فروعها، من نسخة نقلت عن نسخة المؤلف، أو نسخة قوبلت على نسخة المؤلف، فلا تقوم مقامها بالكلية، ولكن يستأنس بها استئناساً عالياً.
3ـ إن لم يستطع الحصول على نسخة المؤلف، أو فرع عنها، يبحث عن نسخة كانت بين يدي إمام من الأئمة الأعلام، فغالباً ما تكون مزينة بالحواشي، مجملة بالسماعات، دقيقة مصححة، فتقوم مقام الأصل أو الفرع، بمقامها والاعتماد عليها.
4ـ إن حصل على نسخة المؤلف، فإنه يعتبرها هي الأصل، وإن لم يحصل عليها فالأصل عنده هو الفرع، وإن لم يحصل على هذا أو ذاك، فالأصل ما كانت عند إمام من الأئمة، أو هم كلهم سواء.
5ـ يعتمد الأصل اعتماد تاماً، فيثبته كاملاً في الأعلى ـ حتى لو كان خطأ ـ إلا إذا كان مما يُقال عنه: سبق قلم الناسخ، يعني أنه غير مراد، ويشير إلى باقي المغايرات، أو إلى صوابه في التعليق. أما إن لم يكن هناك أصل يعتمد، فيقوّم النص من النسخ جميعاً، ويشير إلى ذلك تعليقاً، وإن اتفقوا جميعاً على عدم الصواب الظاهر، وكان الخطأ عندهم واضحاً، فإنه يثبت ما يراه صحيحاً سليماً في الأعلى، وينبّه إلى ذلك في التعليق.
6ـ يثبت ما يراه من حواشي المخطوطات كاملة، ولا يضيّعها على القارئ الكريم، كي لا يحرمه إفادات الأئمة العلماء، بل ينتقد من لا يكتبها أشد انتقاد، ويعتب عليه أشد العتب.
7ـ دقيق في وصف المخطوطات التي يعتمدها أو يرجع إليها، كي يعطي القارئ صورة واضحة، وبه تتبيّن مكانتها، ومدى الثقة بها.
8ـ دقيق شديد في مقابلة النسخ الخطية، فهو في جميع كتبه لا يرضى أن يقابل أحد مكانه، أو تفوته كلمة من المقابلة، فيحضرها بنفسه، ويراقبها بنظره.
9ـ يشير إلى كثير من المغايرات، والتي ليس لها فائدة أو معنىً، لا يرهق بها حواشي الكتاب، فيتركها ولا يثبتها.
10ـ يهتم بربط الكتاب أوله بآخره، وكذا آخره بأوله، فإن تكرر معنىً أو مبحث، أو فائدة أو عنوان، فإنه يحيل إليه، ويوفق بينهما، فيبقى الكتاب سبيكة ذهبية، محكمة الاتصال، متينة البنيان.
11ـ يخرج الأحاديث تخريجاً يلائم طبيعة الكتاب وحاله، ووضعه وموضوعه، فليس كل كتاب يكون تخريجه للحديث مطولاً، كما أنه ليس كل كتاب يصح أن يكون تخريجه مختصراً، وليس كل كتاب يبين فيه درجة الحديث، وليس كل كتاب يحكم فيه على الحديث ـ ما لم يكن موضوعاً ـ، فالتخريج ذوق، والتعامل مع الكتاب فن.
12ـ شخصيته العلمية المتينة ظاهرة جداً في تحقيقاته وتعليقاته، فهو ليس ككثير ممن يدَّعي التحقيق، همه إثبات المغايرات المفيدة وغير المفيدة، إنما هو عالم مشارك، يشارك المؤلف بعلمه ورأيه، لغة وفقهاً، وأصولاً وحديثاً، وعقيدة وغير ذلك، فتراه إما موافقاً مؤيداً، وإما منبهاً ومناقشاً، وإما مستدركاً ومعقباً.
13ـ يحاول أن يغني القارئ عن كل الطبعات السابقة، فيستوعب حسنات من قبله، ويزيد عليها من عنده، فتخرج نسخة نفيسة كاملة، لا يحتاج القارئ إلى غيرها.
== أسانيده وإجازاته: ==
لقد تعرض الشيخ حفظه الله لذكر مشايخه الذين أخذ عنهم العلم والإجازات في نص إجازة كتبها لأحد علماء عصرنا، فقال:
«لقد منَّ الله الكريم المتفضِّل عليَّ ـ وأنا العبد الضعيف ـ بالإجازة من عدد من أكابر أهل العلم، وتشرَّفت بالاتصال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق أسانيدهم، جزاهم الله خيراً عن الإسلام والعلم والدين. فمنهم:
'''من مدينة حلب''': ـ مع غاية الإجلال والاحترام لمقاماتهم ـ العلماء المشايخ: [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، و<nowiki/>[[عبد الفتاح أبو غدة]] ـ وهما وليّا نعمتي في هذا العلم ـ، و<nowiki/>[[محمد أسعد عِبَه جي]]، وعبد الله حماد، و<nowiki/>[[مصطفى الزرقا]]، ومحمد زين العابدين جذبة.
'''ومن مدينة حماة''': محمد علي المراد.
'''ومن مدينة حمص''': عبد العزيز عيون السود، ووصفي المسَدِّي.
'''ومن مدينة دمشق''': محمد أبو اليسر عابدين، وأديب كلاس، و<nowiki/>[[عبد الرزاق الحلبي]]، وأحمد نصيب المحاميد، و<nowiki/>[[محيي الدين كردي|محيي الدين الكردي]]، ووهبي سليمان الغاوجي.
'''ومن المدينة المنورة''': محمد حيدر الأيوبي، ومحمد عبد الله ولد آد.
'''ومن مكة المكرمة''': حسن المشاط، و<nowiki/>[[محمد ياسين الفاداني]]، و<nowiki/>[[إبراهيم فطاني|إبراهيم فَطاني]]، وعبد الفتاح راوة، و<nowiki/>[[محمد علوي المالكي]].
'''ومن الطائف''': محمد أمين الساعاتي.
'''ومن جدة''': عبد الله الناخبي.
'''ومن رابغ''': عبد القادر كرامة الله البخاري.
'''ومن الأحساء''': أحمد الدوغان.
'''ومن فلسطين''': [[محمد نمر الخطيب]].
'''ومن لبنان''': حسين عسيران.
'''ومن العراق''': [[عبد الكريم المدرس]]، وساطع الجُمَيلي.
'''ومن اليمن''': [[إسماعيل بن علي الأكوع|إسماعيل الأكوع]].
'''ومن حضرموت''': [[عبد القادر بن أحمد السقاف|عبد القادر السقاف]]، ومحمد أحمد الشاطري.
'''ومن مصر''': حسام الدين القدسي.
'''ومن السودان''': محمد المجذوب المدثِّر الحَجّاز.
'''ومن الهند''': [[محمد زكريا الكاندهلوي]]، و<nowiki/>[[حبيب الرحمن الأعظمي]]، و<nowiki/>[[أبو الحسن الندوي|أبو الحسن النَّدْوي]]، ومجاهد الإسلام القاسمي، وأحمد السَّوْرَتي، وأحمد رضا البِجْنَوَري، ومحمد حياة السَّنْبهلي، ومحمد عاقل السَّهارَنْفوري، وحبيب الله قربان المَظاهري.
'''ومن باكستان''': محمد عبد الرشيد النعماني، و<nowiki/>[[عاشق إلهي البرني|محمد عاشق إلهي البرني]].
فهؤلاء سبعة وخمسون عالماً، رحم الله من انتقل منهم إلى دار كرامته، وحفظ من بقي منهم بخير وعافية.
والذي ينبغي أن يقال في هذا المقام: إن مدار الإجازات في هذه الأيام المتأخرة على ثلاثة أثبات، مع كثرة ما طُبع منها: ثَبَت العامة الأمير الكبير (1154 – 1232)، الذي سماه «سدّ الأرب»، وعلى «الأوائل السُّنْبلية» للعلامة محمد سعيد سُنبل المكي (ت 1175)، وعلى «فهرس الفهارس» للسيد محمد عبد الحي الكتاني (1303 – 1382) رحمهم الله تعالى، وهذا الأخير يحقّ أن يقال فيه: كلُّ الصيد في جوف الفَرا.
'''أما''' «'''ثبت'''» '''الأمير''': فأتصل به من طريق عدد من شيوخي، منهم فضيلة العامة مفتي السادة الشافعية بحلب محمد أسعد عِبَه جي، عن خاصة شيوخه أحمد المكتبي الحلبي الأزهري، عن الشمس الأنبابي، عن مصطفى الذهبي، عن الأمير الكبير.
'''ومنهم''': مفتي الجمهورية السورية سابقا الشيخ محمد أبو اليسر عابدين، عن أبيه، عن جده، عن عمه ابن عابدين وشيخ الإسلام [[عارف حكمت]] والأمير الصغير، عن الأمير الكبير.
'''ومنهم''': سيدي الشيخ [[عبد الله سراج الدين الحسيني|عبد الله سراج الدين]]، عن أبيه محمد نجيب سراج الدين، عن بكري الزُّبَري، عن الباجوري، عن الأمير.
'''ومنهم''': السيد عبد الرحمن الكتاني، عن أبيه محمد عبد الحي الكتاني، عن حسين منقارة الطرابلسي، عن أحمد المرصفي الكبير، عن الأمير.
وغيرهم، ويروي شيخنا محمد ياسين فاداني ـ مسند عصره - «ثَبت» الأمير عن ستة وأربعين شيخاً، بأسانيدهم إلى الأمير.
'''وأما''' «'''الأوائل السنبلية'''»: فأرويها من طرق أيضاً، منها: عن السيد عبد الرحمن الكتاني، عن أبيه السيد عبد الحي الكتاني، عن محمد طاهر بن عمر بن عبد المحسن بن محمد طاهر بن محمد سعيد سنبل، عن أبيه عمر، عن جده عبد المحسن، عن والده محمد طاهر، عن مؤلفها محمد سعيد سنبل. فهذا طريق مسلسل بالآباء.
'''ومنها''': عن سيدي الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، عن [[محمد زاهد الكوثري]]، عن حسن القَسْطَموني، عن أحمد الأَرْوادي، عن عبد الرحمن الكُزْبري، عن محمد طاهر سنبل، عن أبيه محمد سعيد سنبل.
'''ومنها''': عن [[حبيب الرحمن الأعظمي]]، عن أنور الكشميري، عن محمود الحسن، عن [[محمد قاسم النانوتوي]]، عن عبد الغني الدهلوي، عن محمد إسحاق الدهلوي، عن عمر العطار، عن محمد طاهر سنبل، عن أبيه.
'''ومنها''': عن [[محمد ياسين الفاداني]]، عن [[عبد الستار الدهلوي|عبد الستار الدهلوي المكي]]، عن حسين الحبشي المكي، عن محمد بن حسن الحبشي المكي، عن عمر بن عبد الكريم العطار المكي، عن محمد طاهر سنبل المكي، عن أبيه محمد سعيد سنبل. وهذا مسلسل بالمكيين، وقد سمعت هذه «الأوائل» [[مكة|بمكة المكرمة]] على سيدي الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]].
'''وأما''' «'''فهرس الفهارس'''»: للسيد محمد عبد الحي الكتاني، وتمام اسمه: «فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسات»، وهو اسم يطابق مسمّاه، فأرويه عن عدد من مشايخي، منهم: ولده الشيخ عبد الرحمن الكتاني، وسيدي الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ [[حسن الشاطري|حسن المشاط]]، و<nowiki/>[[محمد ياسين الفاداني|الشيخ محمد ياسين فاداني]]، وغيرهم، عن مؤلفه.
وثمة ثَبَتان آخران يصل أحدُهما العلماء بأسانيد علماء الدولة العثمانية، وآخر يصلهم بأسانيد علماء الهند.
'''فالأول''': هو «التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز» للإمام [[محمد زاهد الكوثري]] رحمه الله تعالى.
'''ثانيهما''': «العناقيد الغالية في الأسانيد العالية» للعلامة المفتي [[عاشق إلهي البرني|محمد عاشق إلهي البِرْني]] من علماء باكستان، رحمه الله تعالى.
و«التحرير الوجيز»: أرويه عن مؤلفه من طريق شيخنا وارث علومه سيدي الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، وعن أسبق تلامذته الأستاذ حسام الدين القدسي، وعن محمد أمين سِراج، وعبد العزيز عيون السود، ومحمد أمين الساعاتي شيخ الطائفة البخارية بمدينة الطائف، وعن الغُمَاريَّيْن: أحمد الصديق، وأخيه عبد الله، و<nowiki/>[[محمد ياسين الفاداني]]، وغيرهم.
وأما «العناقيد الغالية»: فأرويه عن مؤلفه مباشرة، رحمه الله تعالى. 24/3/1431 هـ».
أما من أجازه من العلماء بعد هذا التاريخ، فهم أصحاب الفضيلة:
1ـ فضيلة الشيخ محمد بن سالم القاسمي ـ حفظه الله تعالى ـ، عن عدد من المشايخ، أبرزهم والده حكيم الإسلام القارئ محمد الطيب، عن والده أحمد، عن والده الإمام [[محمد قاسم النانوتوي]] رحمه الله تعالى.
2ـ فضيلة الشيخ المعمَّر محمد معوض إبراهيم المصري ـ رحمه الله تعالى ـ.
3ـ فضيلة الشيخ قاري أمير الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ.
== شهادة علماء عصره فيه:==
وأذكر مقتطفات من كلام أعلام العصر من أهل العلم والفكر من طبقة شيوخه أو شيوخ شيوخه ومن معاصريه وتلامذته:
1ـ شيخ الحديث والمشايخ، فضيلة العلامة المحدث، مولانا الشيخ [[محمد زكريا الكاندهلوي]]، رحمه الله تعالى ـ الهند ـ: قال في معرض موضوع «اختلاف الأئمة»: «يرجع الفضل في هذا العصر إلى أخينا الفاضل العلامة الشيخ محمد عوامة».
2ـ فضيلة محدث العصر، الناقد الخبير، والمحقق الشهير، الشيخ [[حبيب الرحمن الأعظمي]]، رحمه الله تعالى ـ الهند ـ، وهو من طبقة شيوخ شيوخ الشيخ محمد عوامة حفظه الله، قال عنه: «الأخ العزيز، الفاضل الذكي، العالم المحقق اليلمعي، المحب الحبيب، المتقن، الفطن، خيرة الأحباب، صاحب الفضل الجسيم، والمحب الصميم».
3ـ فقيه الأدباء، وأديب الفقهاء، الأستاذ الشيخ [[علي الطنطاوي]] رحمه الله تعالى ـ السعودية ـ: قال: «كم رأت عيني من العلماء، وكم قرأت من الكتب، لم تر عيني مثل الشيخ محمد عوامة، ولم أقرأ مثل كتابه «أثر الحديث الشريف».
4ـ فضيلة العلامة الحجة الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، رحمه الله تعالى ـ سوريا ـ: وصفه بـ: «الجهبذ المحقق»، وقال أيضاً: «تلميذ الأمس وزميل اليوم».
5ـ العلامة الندرة الموسوعي، الشيخ [[محمد سعيد الطنطاوي]] رحمه الله تعالى – سوريا ـ: قال: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق»، وقال مرة أخرى: «أَعلمُ من أَعرِف على وجه الأرض».
6ـ فضيلة العلامة المتكلم النظار المعمر محمد أمين أر، رحمه الله تعالى ـ تركيا ـ: قال: «عالم فاضل، وقور متواضع، أهل لكل المناقب، يستحق كل الثناء والتقدير».
7ـ فضيلة الأستاذ الشيخ محمد أمين سراج، حفظه الله تعالى، شيخ مسجد السلطان محمد الفاتح ـ تركيا ـ: قال: «عالم جليل من العلماء الأجلاء، محقق موفق، محدث بارع، فقيه خبير، ليس لأمثالي أن يكرمه حق التكريم، ويقدره حق التقدير، كتب الشيخ حسام الدين القدسي لي كلمات تقدير وثناء على الشيخ محمد عوامة في رسالة له بعث بها إلي، وقد وجدت لديه دقة الفقهاء المحققين، ورقة المحدثين الحفاظ، وتقوى الصالحين، وعنده عناية تامة في أداء الأمانة العلمية، وله حساسية واضحة ضد من أراد أن ينال من السنة المطهرة ببنت شفة».
8ـ مختارات من قصيدة فضيلة الأستاذ الأديب الشاعر [[ضياء الدين الصابوني]] رحمه الله تعالى، شاعر طيبة عضو [[رابطة الأدب الإسلامي العالمية]]، وهو من أساتذة الشيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى ـ سوريا ـ:
{| class="wikitable"
|أمحمد أصبحتَ أعظمَ موئل
ولقد عرفتُك عالماً متبحِّراً
مثل البخاري في صحيح حديثه
شيخ الحديث بعصرنا نلتَ المنى
والله يحفظكم مناراً يحُتذى
|فاروِ الحديث عن النبي المرسلِ
بحديثه مثل الرعيل الأولِ
ومسلم ومالك وحنبلِ
وبلغتَ في العلياء أرفع منزلِ
ولتبق في علما لحديث كمشعلِ
|}
== رحلاته: ==
ابتدأ الشيخ رحلاته العلمية وهو في سن مبكر من حياته، فسافر وهو دون سن العشرين إلى مصر للقاء أعلام العلم في وقته، فالتقى فيها بالسيد أحمد الغماري، وأخيه السيد عبد الله، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف وغيرهم.
كما رحل إلى الحجاز والتقى بأعلامها، ثم أكرمه الله بالاستقرار في المدينة المنورة، وكانت لقاءاته بعلماء الدنيا فيها مجمع العلم والنور.
رحل الشيخ إلى بلدان ودول كثيرة، وكانت رحلاته علمية بحتة، تُعقد له الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، مع أكابر العلماء وطلبة العلم. ومن ذلك: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، المغرب، البحرين، ماليزيا، الهند، تركيا (وقد أجري فيها مؤتمر دولي تعريفي بالشيخ حفظه الله، بعنوان: (العلامة المحدث محمد عوامة وجهوده الحديثية) شاركت فيه جامعتان من أشهر الجامعات في مدينة اسطنبول)، أوزبكستان، لبنان.
== مؤتمرات وأبحاث: ==
== كتبه: ==
1) أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم، بقلم محمد عوامة، الطبعة السابعة. في مجلد.
2) أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين، بقلم محمد عوامة، الطبعة الخامسة. في مجلد.
3) الأنساب، للسمعاني، من أول حرف الشين إلى آخر حرف العين. (تحقيق)
4) التحذير من التوارد على قول دون الرجوع إلى مصادره، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
5) التقليد المذهبي ما يجوز منه وما لا يجوز، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
6) تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، بحاشية العلامة ابن العجمي، مع شرحه ومقابلته بعشر نسخ خطية، الطبعة الأولى. في خمسة مجلدات.
7) تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، بحاشيتي العلامة عبد الله بن سالم البصري وتلميذه الميرغني، مقابلة بأصول مؤلفيها الثلاثة، مع زيادات على الإخراج السابق في التصحيح والتعليق، الطبعة الثانية. في مجلد كبير.
8) تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، مع مقابلته بأصل مؤلفه ودراسة وافية عنه، الطبعة السادسة. في مجلد.
9) ثَبت العلامة أحمد بن أحمد ابن العجمي رحمه الله، مع ضبطه ومقابلته بأصله، الطبعة الأولى. جزء لطيف ملحق بكتاب المدخل للسنن.
10) حجية أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصولياً وحديثياً، وفيه: عصمته من الخطأ والخطيئة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الثانية. مجلد لطيف.
11) الحديث المرسل وتحرير أشهر المذاهب فيه قبولاً ورداً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
12) حذف طرف من الحديث الواحد اختصاراً له أو إعلالاً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
13) حكم العمل بالحديث الضعيف بين النظرية، والتطبيق، والدعوى، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.
14) خطُوات منهجية في إثبات عدالة الصحابة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
15) دراسةُ الأقوالِ في حديث «خلق الله التربة يوم السبت»، وتصحيحه سنداً ومتناً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
16) دراسة حديثيةٌ فقهيةٌ لحديث ابن عباس في الجمع بين الصلاتين من غير عذر، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
17) دراسة حديثية مقارنة لنصب الراية، وفتح القدير، ومنية الألمعي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
18) روايةُ الحديث الشريف بالمعنى بين الحكمِ النظري الواقع العملي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
19) السنن، للإمام أبي داود السجستاني، حققه وضبطه وعلَّق عليه وقابله بأصل الحافظ ابن حجر وسبعة أصول أخرى، الطبعة الثالثة. في ستة مجلدات.
20) الشمائل المحمدية، للإمام الترمذي، بشرح الباجوري، الطبعة الثالثة. في مجلد.
21) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم، للسخاوي، مقابلاً بأصل مؤلفه وأربعة أصول أخرى، فجاء أكمل نص للكتاب، الطبعة الثالثة. في مجلد.
22) الكاشف، للذهبي، مع حاشية سبط ابن العجمي، مع مقدمات وافية، ودراسة نقدية لكثير من تراجمه، وساعده في مقابلتهما بأصل مؤلفيهما وبتخريج نصوصهما الدكتور أحمد محمد نمر الخطيب، الطبعة الثانية. في خمسة مجلدات.
23) كلمات عن منهج الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه رواية ودراية.
24) كلمة في التوقي من التحريف، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
25) اللَّقاء بين الراويين قرينة على الاتصال أو شرط له، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
26) لَمحات في بيان مذهب ابن حبان في معرفة الثقات، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
27) مجالس في تفسير قوله تعالى «لقد من الله على المؤمنين..»، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، مقابلة بأصل مؤلفها، مع تخريج نصوصها والتعليق عليها، الطبعة الثانية. في مجلد.
28) المختار من فرائد النقول والأخبار، ثلاثة أقسام في مجلد واحد، اختيار وجمع محمد عوامة، الطبعة الثالثة. مجلد لطيف.
29) المدخل إلى علم السنن، للبيهقي، (النص الكامل)، اعتنى به وخرج نقوله، الطبعة الأولى. في مجلدين.
30) مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، للباغَندي، تخريج وشرح لأحاديثه، وتكملة لمروياته، الطبعة الرابعة. في مجلد.
31) المصنف، للإمام الحافظ أبي بكر ابن أبي شيبة، مع تخريج أحاديثه وتقويم نصوصه ومقابلته بعدة نسخ خطية، الطبعة الأولى. في ستة وعشرين مجلداً.
32) معالم إرشادية في صناعة طالب العلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.
33) منهج الإمام محمد زاهد الكوثري في نقد الرجال، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
34) من صحاح الأحاديث القدسية، مئة حديث قدسي مع شرحها، بقلم محمد عوامة، الطبعة السادسة. في مجلد.
35) من مصطلح ابن خزيمة في إعلاله الحديثَ في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
36) من منهج الإمام مسلم في عرض الحديث المعلَّل في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
37) نشر الميراث النبوي، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
38) نصب الراية، للإمام الزيلعي، مع مقابلته بمخطوطتين، وتصحيح لأكثر من ألف خطأ مطبعي فيه. في خمسة مجلدات.
39) وجهة نظر في فهم حديث عرض أبي سفيانَ الزواج بأم حبيبة على النبي صلى الله عليه وسلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
== مراجع: ==
- «صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة محمد عوامة»، بقلم ولده الدكتور محي الدين محمد عوامة.
== روابط ذات صلة: ==
https://ar.haberler.com/arabic-news-1197693/
http://www.acikmedeniyet.com/tr/guncel-yazi/ibn-khaldun-participates-in-organizing-the-world-conference-the-modern-mark-mohammed
https://www.turkpress.com.tr/node/48438
{{غير مصنفة|تاريخ=نوفمبر 2020}}
{{مقالات بحاجة لشريط بوابات}}' |
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff ) | '@@ -2,5 +2,5 @@
{{لا مصدر|تاريخ=نوفمبر 2020}}
{{يتيمة|تاريخ=نوفمبر 2020}}
-[[ملف:الشيخ_العلامة_محمد_عوامة_حفظه_الله.jpg|تصغير|330x330بك|الشيخ العلامة محمد عوامة حفظه الله]]
+[[ملف:الشيخ_العلامة_محمد_عوامة_حفظه_الله.jpg|تصغير|488x488px|الشيخ العلامة محمد عوامة حفظه الله]]
= ترجمة العلامة محمد عوامة =
@@ -13,5 +13,5 @@
== أسرته: ==
-تتألف أسرته من زوجة واحدة وستة أبناء
+تتألف أسرته من زوجة واحدة وستة أبناء.
== نشأته وطلبه للعلم: ==
@@ -85,5 +85,5 @@
=== ظروف التلقي والتدرج: ===
-قرأ سيدي الوالد العلوم الشرعية قراءة مشيخية، تلقاها عن أهلها، متدرجة في لكها، الأول فالأول، فشامَّ أكابرها، واستنشق عبق أصول كتبها، فهان عليه صعبها، وذلَّ له عسيرها، فرقى وارتقى، وعلا واستعلى، وكم وكم كان يؤكد على أهمية التلقي والتدرج، وأنَّ بانعدامها: انعدام حقيقة العلم والعلماء، وخروج الضُّلال والشذاذ، ويضرب الأمثلة بمن يعرف من الأشخاص، وهذا ما يريده منا الأعداء.
+قرأ العلوم الشرعية قراءة مشيخية، تلقاها عن أهلها، متدرجة في لكها، الأول فالأول، فشامَّ أكابرها، واستنشق عبق أصول كتبها، فهان عليه صعبها، وذلَّ له عسيرها، فرقى وارتقى، وعلا واستعلى، وكم وكم كان يؤكد على أهمية التلقي والتدرج، وأنَّ بانعدامها: انعدام حقيقة العلم والعلماء، وخروج الضُّلال والشذاذ، ويضرب الأمثلة بمن يعرف من الأشخاص، وهذا ما يريده منا الأعداء.
=== الظروف الذاتية: ===
@@ -104,5 +104,5 @@
هـ ـ اغتنامه للوقت: وهذا دأبه ودأب مشايخه من قبله الذين أثَّروا بحياته، وتكوين شخصيته، وممن يضرب المثل به في حرصه على الوقت جداً فضيلة العلامة الشيخ أحمد القلاش رحمه الله تعالى، الذي قال مرة: «'''أنا لا آسفُ على ساعة من عمري'''»، وهذه منزلة ما بعدها منزلة.
-وناهيك بشيخه الأجل العامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو صاحب «قيمة الزمن عند العلماء»، فكيف تكون قيمة الوقت عنده!، ومرة كان سيدي الوالد مع مولانا الشيخ عبد الفتاح في بيت الله العتيق، وأراد مولانا الشيخ الانصراف، فودَّع الوالد، ثم انتبه الشيخ أن الوالد سيبقى هكذا بدون شيخه ولا معه كتاب، فعاتبه وقال له ـ بالعامية ـ : «'''أين الكتاب يا شيخ محمد؟!'''» فاعتذر الوالد من الشيخ رحمه الله، وأجزل له المثوبة على حسن الملاحظة والتربية، مع أن سيدي الوالد قال لي معقباً: «أنا لا أغفل عن هذا إن شاء الله، ولكن بقي عليَّ وردٌ لم أستطع قراءته لجلوسي مع الشيخ رحمه الله، فأنـا أرغب بقراءته أمام الكعبة المطهرة»، فلهذا بقي الوالد في الحرم، فاعجب من الشيخ وملاحظته وتربيته، أو اعجب من التلميذ وحرصه واستغلاله.
+وناهيك بشيخه الأجل العامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو صاحب «قيمة الزمن عند العلماء»، فكيف تكون قيمة الوقت عنده!، ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: ومرة كان سيدي الوالد مع مولانا الشيخ عبد الفتاح في بيت الله العتيق، وأراد مولانا الشيخ الانصراف، فودَّع الوالد، ثم انتبه الشيخ أن الوالد سيبقى هكذا بدون شيخه ولا معه كتاب، فعاتبه وقال له ـ بالعامية ـ : «'''أين الكتاب يا شيخ محمد؟!'''» فاعتذر الوالد من الشيخ رحمه الله، وأجزل له المثوبة على حسن الملاحظة والتربية، مع أن سيدي الوالد قال لي معقباً: «أنا لا أغفل عن هذا إن شاء الله، ولكن بقي عليَّ وردٌ لم أستطع قراءته لجلوسي مع الشيخ رحمه الله، فأنـا أرغب بقراءته أمام الكعبة المطهرة»، فلهذا بقي الوالد في الحرم، فاعجب من الشيخ وملاحظته وتربيته، أو اعجب من التلميذ وحرصه واستغلاله.
كان قد كتب ورقة صغيرة وضعها على باب مكتبه، يعتذر فيها عن استقبال المحبين، الذين يرتادون مكتبه ليغرفوا من علمه ونصحه، وأدبه وعقله، ولكن رأى أن الواجبات عليه أكثر من الأوقات، والمسؤوليات أغلى من المجاملات، فكتب: «نعتذر، العمر هو الوقت».
@@ -134,5 +134,5 @@
خدمته بالمدرسة الشعبانية: فقد تفرغ الشيخ محمد ونذر نفسه لهذه المدرسة ـ حتى كادت تعلو على بيته ـ فكان يأتيها صباحاً للتدريس والتوجيه، ويعود إلى بيته ظهراً، ثم يرجع إليها عصراً لحصص المذاكرة والمطالعة مع الطلبة، ويعود إليها ثالثة بعد العشاء لملاحظة الطلبة الذين يبيتون داخل المدرسة، لتنظيمهم وحلِّ مشاكلهم، وتأمين مستلزماتهم. ومرة كان يذكر فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين لأخيه الروحي فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ثقل أعمال المدرسة وهمومها، وقال له: «ما عندي مساعد إلا الشيخ محمد». وقال مرة أيضاً: «يا ليت لي عشرة مثل الشيخ محمد». وقال أخرى لأساتذة مدرسته: «لو كان عندي شخص آخر مثل الشيخ محمد، لكفيت جميع الأساتذة».
-خدمته لفضيلة الشيخ في كتبه: فكان سيدي الوالد هو المسؤول عن كتب الشيخ طباعياً، يخدمه بين البيت والمطبعة، والتصحيح والتنقيح، والمراجـعة والتعديل، وقد أكسبه هذا خبرة كبيرة في فن التأليف، وانتقاء النصوص، والعزو إلى الأصول، مع فهم كلام العلماء، ومراد الأئمة الفقهاء، بسلاسة واضحة، وبُعد عن التكلف، فاستفاد من الشيخ خبرته، وذوقه وأدبه، وروحه وعلمه. ولقد كانت خدمته هذه للشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في جميع كتبه ما عدا الطبعة الأولى من «شرح البيقونية»، والطبعة الأولى من «الإيمـان بعوالم الآخرة وأحوالها» فإنه ألفهما قبل ابتداء صحبة الشيخ محمد عوامة حفظه الله له.
+خدمته لفضيلة الشيخ في كتبه: فكان الشيخ حفظه الله هو المسؤول عن كتب الشيخ طباعياً، يخدمه بين البيت والمطبعة، والتصحيح والتنقيح، والمراجـعة والتعديل، وقد أكسبه هذا خبرة كبيرة في فن التأليف، وانتقاء النصوص، والعزو إلى الأصول، مع فهم كلام العلماء، ومراد الأئمة الفقهاء، بسلاسة واضحة، وبُعد عن التكلف، فاستفاد من الشيخ خبرته، وذوقه وأدبه، وروحه وعلمه. ولقد كانت خدمته هذه للشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في جميع كتبه ما عدا الطبعة الأولى من «شرح البيقونية»، والطبعة الأولى من «الإيمـان بعوالم الآخرة وأحوالها» فإنه ألفهما قبل ابتداء صحبة الشيخ محمد عوامة حفظه الله له.
==== فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: ====
@@ -180,5 +180,5 @@
3ـ يحاول جاهداً ألا ينقل نقلاً إلا من مصادره الأصلية، مع مقابلة ومطابقة تامة، ويؤكد على هذا أشد تأكيد، بل يلزم نفسه ومن حوله بهذا، حتى قال مرَّة: «إن كان الناقل إمام الأئمة، فهو على العين والرأس، '''ولكن لا بد لي أن أراجع نقله'''، '''وأتثبت منه'''»، وهذا إن كان مصدر النقل مطبوعاً، أما إن كان المصدر مخطوطاً: فأيضاً لا بد وأن يسعى لمراجعته، فيطلب المخطوط ـ إن كان الحصول عليه سهلاً ميسوراً ـ ، فيراجع ويقابل، ويتثبت من النص ويطابق، كي يسلم نقله، ويصح عزوه.
-4ـ لا يعزو سيدي الوالد نقوله إلا إلى المصادر الأصلية القديمة، فيربط نفسه وقارئ كتبه بأئمته، فهم العمدة، وإليهم المرجع، فإن رأى نصاً ـ مثلاً ـ عن معاصر ينقله عن متقدم، وقد وافق هذا النص ما أراده الوالد: فإنه يراجع هذا النص في ذلك المصدر، ويتأكد من صحة النقل وسلامته، ثم يعزو إلى المصدر الأصيل مباشرة.
+4ـ لا يعزو نقوله إلا إلى المصادر الأصلية القديمة، فيربط نفسه وقارئ كتبه بأئمته، فهم العمدة، وإليهم المرجع، فإن رأى نصاً ـ مثلاً ـ عن معاصر ينقله عن متقدم، وقد وافق هذا النص ما أراده الوالد: فإنه يراجع هذا النص في ذلك المصدر، ويتأكد من صحة النقل وسلامته، ثم يعزو إلى المصدر الأصيل مباشرة.
5ـ عند عزوه إلى مصادر النصوص، يقدم العزو إلى الكتاب القديم المسند على القديم غير المسند، ويختاره، ولا يذكر غير المسند إلا لنكتة.
@@ -194,5 +194,5 @@
10ـ يريح القارئ مما قد يعترضه من إشكالات، فيحل له الغموض، ويكشف له العبارة، ويضبط له النص، ولا يتركه في حيرة من أمره، وانغلاق في فهمه، ويكرر القول على طلابه: '''المحقق خادم للقارئ'''.
-11ـ يهتم سيدي الوالد بعلامات الترقيم جداً، ويسميها لنا: علامات التفهيم، ويقول: '''إن صحة وضعها'''، '''وسلامة استخدامها'''، '''هي نصف التحقيق.'''
+11ـ يهتم بعلامات الترقيم جداً، ويسميها لنا: علامات التفهيم، ويقول: '''إن صحة وضعها'''، '''وسلامة استخدامها'''، '''هي نصف التحقيق.'''
12ـ دقيق حتى في اختيار ألفاظ كتابة مراجع بحثه، فتراه ـ مثلاً ـ عند ذكر طبعة كتاب معين، إن كان التحقيق لم يرق له: فلا يقول: حققه فلان، إنما يقول: طبعة فلان.
@@ -207,5 +207,5 @@
أما منهجه العلمي في التأليف، ومراحله فيه ـ إضافة إلى ما سبق من منهجه العام في الكتابة ـ ، فألخصه بنقاط عدة:
-1ـ يحدد سيدي الوالد الموضوع الذي ير| الكتابة فيه ملحة، والحاجة إليه ماسَّة، سواء أكانت علمية تخصصية، كـ «حجية أفعال النبي صل| الله عليه وسلم»، ودراسة حديثية مقارنة لـ «نصب الراية»، و«فتح القدير»، و«منية الألمعي»، أم علمية فكرية: كـ «أثر الحديث الشريف»، و«أدب الاختلاف»، أم علمية تربوية: كـ «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» أم علمية ثقافية للعامة، كـ «شرح الأحاديث القدسية».
+1ـ يحدد الشيخ -حفظه الله- الموضوع الذي يرى الكتابة فيه ملحة، والحاجة إليه ماسَّة، سواء أكانت علمية تخصصية، كـ «حجية أفعال النبي صلى الله عليه وسلم»، ودراسة حديثية مقارنة لـ «نصب الراية»، و«فتح القدير»، و«منية الألمعي»، أم علمية فكرية: كـ «أثر الحديث الشريف»، و«أدب الاختلاف»، أم علمية تربوية: كـ «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» أم علمية ثقافية للعامة، كـ «شرح الأحاديث القدسية».
2ـ يجمع المصادر التي تناولت هذا الموضوع، أو التي هي مظنة لتناول الموضوع، ولسعة اطاعه، فإننا نرى من مصادره في أبحاثه كتباً ليست مظنة لما يكتب، وهذا يرجع إلى تقييده للفوائد وقت القراءة، سواء في قصاصات، أو على أغلفة الكتب، فتكون وقت الحاجة إليها سهلة المتناول، قريبة المأخذ.
@@ -217,10 +217,10 @@
5ـ يكثر من الاستشهاد بالآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، مع حسن استدلال، وسلامة فهم، وجودة عرض، فهما أساس المراجع، وأصل النقول.
-6ـ يربط سيدي الوالد القارئ بعصره وواقعه، فيكثر من ذكر قصص واقعية حصلت معه أو مع أحد شيوخه، لها علاقة وطيدة، وصلة أكيدة بما يكتبه، أو يبحث فيه، فتكون الكتابة أنفع، وصلتها بالروح أمتع.
+6ـ يربط القارئ بعصره وواقعه، فيكثر من ذكر قصص واقعية حصلت معه أو مع أحد شيوخه، لها علاقة وطيدة، وصلة أكيدة بما يكتبه، أو يبحث فيه، فتكون الكتابة أنفع، وصلتها بالروح أمتع.
=== منهجه العلمي في التحقيق: ===
اشتهر قول العلامة فضيلة الشيخ محمد سعيد الطنطاوي عن الشيخ محمد عوامة حفظه الله: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق». وسأعرض نقاطا تتعلق بمنهجه في التحقيق تضاف إلى منهجه العام في كتاباته:
-1ـ يحاول أولاً في كل كتاب يريد أن يحققه أن يحصل على نسخة المؤلف ـ وخاصة الأخيرة منها ـ ، فيبحث عنها بحثاً حثيثاً، ويفتش ويسأل وينقب، فإن استطاع الحصول عليها، فذاك بغيته ومناه، وقد أكرمه الله عز وجل في عدد من تحقيقاته، فحصل على نسخة المؤلف في: «تقريب التهذيب»، و «الكاشف»، و «مجالس ابن ناصر الدين»، و «القول البديع» وبهذه المناسبة أقول: إن نسخة المؤلف التي يرى سيدي الوالد أن يُحرص عليها ويُعتمد: هي التي تكون قد بقيت تحت يد مؤلفها، يزيد فيها وينقص، وينقح فيها ويصحح، ويقرؤها على أصحابه، ويقرؤونها عليه، فهي التي ينبغي أن يُسعى إليها. والغرض من هذا واضح لذاته، ولأمر علمي آخر ينبني عليه، هو أن المؤلف قد يكون ألّف هذا الكتاب في وقت مبكر من حياته رحمه الله، قبل أن يوُصف بالإمامة في العلم، والحفظ والحجية بأحكامه وآرائه واختياراته، فحينما تبقى هذه النسخة تحت يده، وتنقيحاته ظاهرة عليها، يدلنا ذلك على استقرار رأيه العلمي الذي في هذا الكتاب، وإلا فالاحتمال وارد أن يكون قد عرض له اختيار آخر.
+1ـ يحاول أولاً في كل كتاب يريد أن يحققه أن يحصل على نسخة المؤلف ـ وخاصة الأخيرة منها ـ ، فيبحث عنها بحثاً حثيثاً، ويفتش ويسأل وينقب، فإن استطاع الحصول عليها، فذاك بغيته ومناه، وقد أكرمه الله عز وجل في عدد من تحقيقاته، فحصل على نسخة المؤلف في: «تقريب التهذيب»، و «الكاشف»، و «مجالس ابن ناصر الدين»، و «القول البديع». ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: وبهذه المناسبة أقول: إن نسخة المؤلف التي يرى سيدي الوالد أن يُحرص عليها ويُعتمد: هي التي تكون قد بقيت تحت يد مؤلفها، يزيد فيها وينقص، وينقح فيها ويصحح، ويقرؤها على أصحابه، ويقرؤونها عليه، فهي التي ينبغي أن يُسعى إليها. والغرض من هذا واضح لذاته، ولأمر علمي آخر ينبني عليه، هو أن المؤلف قد يكون ألّف هذا الكتاب في وقت مبكر من حياته رحمه الله، قبل أن يوُصف بالإمامة في العلم، والحفظ والحجية بأحكامه وآرائه واختياراته، فحينما تبقى هذه النسخة تحت يده، وتنقيحاته ظاهرة عليها، يدلنا ذلك على استقرار رأيه العلمي الذي في هذا الكتاب، وإلا فالاحتمال وارد أن يكون قد عرض له اختيار آخر.
2ـ إن لم يتيسر له الحصول على نسخة المؤلف يبحث عن أحد فروعها، من نسخة نقلت عن نسخة المؤلف، أو نسخة قوبلت على نسخة المؤلف، فلا تقوم مقامها بالكلية، ولكن يستأنس بها استئناساً عالياً.
@@ -240,5 +240,5 @@
9ـ يشير إلى كثير من المغايرات، والتي ليس لها فائدة أو معنىً، لا يرهق بها حواشي الكتاب، فيتركها ولا يثبتها.
-10ـ يهتم بربط الكتاب أوله بآخره، وكذا آخره بأوله، فإن تكرر معنىً أو مبحث، أو فائدة أو عنوان، فإنه يحيل إليه، ويوفق بينهما، فيبق| الكتاب سبيكة ذهبية، محكمة الاتصال، متينة البنيان.
+10ـ يهتم بربط الكتاب أوله بآخره، وكذا آخره بأوله، فإن تكرر معنىً أو مبحث، أو فائدة أو عنوان، فإنه يحيل إليه، ويوفق بينهما، فيبقى الكتاب سبيكة ذهبية، محكمة الاتصال، متينة البنيان.
11ـ يخرج الأحاديث تخريجاً يلائم طبيعة الكتاب وحاله، ووضعه وموضوعه، فليس كل كتاب يكون تخريجه للحديث مطولاً، كما أنه ليس كل كتاب يصح أن يكون تخريجه مختصراً، وليس كل كتاب يبين فيه درجة الحديث، وليس كل كتاب يحكم فيه على الحديث ـ ما لم يكن موضوعاً ـ، فالتخريج ذوق، والتعامل مع الكتاب فن.
@@ -323,5 +323,5 @@
و«التحرير الوجيز»: أرويه عن مؤلفه من طريق شيخنا وارث علومه سيدي الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، وعن أسبق تلامذته الأستاذ حسام الدين القدسي، وعن محمد أمين سِراج، وعبد العزيز عيون السود، ومحمد أمين الساعاتي شيخ الطائفة البخارية بمدينة الطائف، وعن الغُمَاريَّيْن: أحمد الصديق، وأخيه عبد الله، و<nowiki/>[[محمد ياسين الفاداني]]، وغيرهم.
-وأما «العناقيد الغالية»: فأرويه عن مؤلفه مباشرة، رحمه الله تعالى. 24/3/1431هـ».
+وأما «العناقيد الغالية»: فأرويه عن مؤلفه مباشرة، رحمه الله تعالى. 24/3/1431 هـ».
أما من أجازه من العلماء بعد هذا التاريخ، فهم أصحاب الفضيلة:
@@ -329,5 +329,5 @@
1ـ فضيلة الشيخ محمد بن سالم القاسمي ـ حفظه الله تعالى ـ، عن عدد من المشايخ، أبرزهم والده حكيم الإسلام القارئ محمد الطيب، عن والده أحمد، عن والده الإمام [[محمد قاسم النانوتوي]] رحمه الله تعالى.
-2ـ فضيلة الشيخ المعمَّر محمد معوض إبراهيم المصري ـ حفظه الله تعالى ـ.
+2ـ فضيلة الشيخ المعمَّر محمد معوض إبراهيم المصري ـ رحمه الله تعالى ـ.
3ـ فضيلة الشيخ قاري أمير الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ.
@@ -344,5 +344,5 @@
4ـ فضيلة العلامة الحجة الشيخ [[عبد الفتاح أبو غدة]]، رحمه الله تعالى ـ سوريا ـ: وصفه بـ: «الجهبذ المحقق»، وقال أيضاً: «تلميذ الأمس وزميل اليوم».
-5ـ العلامة الندرة الموسوعي، الشيخ [[محمد سعيد الطنطاوي]] حفظه الله تعالى – سوريا: قال: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق»، وقال مرة أخرى: «أَعلمُ من أَعرِف على وجه الأرض».
+5ـ العلامة الندرة الموسوعي، الشيخ [[محمد سعيد الطنطاوي]] رحمه الله تعالى – سوريا ـ: قال: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق»، وقال مرة أخرى: «أَعلمُ من أَعرِف على وجه الأرض».
6ـ فضيلة العلامة المتكلم النظار المعمر محمد أمين أر، رحمه الله تعالى ـ تركيا ـ: قال: «عالم فاضل، وقور متواضع، أهل لكل المناقب، يستحق كل الثناء والتقدير».
@@ -375,55 +375,91 @@
ابتدأ الشيخ رحلاته العلمية وهو في سن مبكر من حياته، فسافر وهو دون سن العشرين إلى مصر للقاء أعلام العلم في وقته، فالتقى فيها بالسيد أحمد الغماري، وأخيه السيد عبد الله، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف وغيرهم.
-كما رحل إلى الحجاز والتقى بأعلامها، ثم أكرمه الله بالاستقرار بها، وكانت لقاءاته بعلماء الدنيا في المدينة المنورة مجمع العلم والنور.
+كما رحل إلى الحجاز والتقى بأعلامها، ثم أكرمه الله بالاستقرار في المدينة المنورة، وكانت لقاءاته بعلماء الدنيا فيها مجمع العلم والنور.
-رحل الشيخ إلى بلدان ودول كثيرة، وكانت رحلاته علمية بحتة، تُعقد له الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، مع أكابر العلماء وطلبة العلم. ومن ذلك: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، المغرب، البحرين، ماليزيا، الهند، تركيا (وقد أجري فيها مؤتمر تعريفي بالشيخ حفظه الله، شاركت فيه جامعتان من أشهر الجامعات في مدينة اسطنبول)، أوزبكستان، لبنان.
+رحل الشيخ إلى بلدان ودول كثيرة، وكانت رحلاته علمية بحتة، تُعقد له الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، مع أكابر العلماء وطلبة العلم. ومن ذلك: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، المغرب، البحرين، ماليزيا، الهند، تركيا (وقد أجري فيها مؤتمر دولي تعريفي بالشيخ حفظه الله، بعنوان: (العلامة المحدث محمد عوامة وجهوده الحديثية) شاركت فيه جامعتان من أشهر الجامعات في مدينة اسطنبول)، أوزبكستان، لبنان.
+
+== مؤتمرات وأبحاث: ==
== كتبه: ==
-تأليفا:
+1) أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم، بقلم محمد عوامة، الطبعة السابعة. في مجلد.
+
+2) أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين، بقلم محمد عوامة، الطبعة الخامسة. في مجلد.
+
+3) الأنساب، للسمعاني، من أول حرف الشين إلى آخر حرف العين. (تحقيق)
+
+4) التحذير من التوارد على قول دون الرجوع إلى مصادره، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
+
+5) التقليد المذهبي ما يجوز منه وما لا يجوز، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
+
+6) تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، بحاشية العلامة ابن العجمي، مع شرحه ومقابلته بعشر نسخ خطية، الطبعة الأولى. في خمسة مجلدات.
+
+7) تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، بحاشيتي العلامة عبد الله بن سالم البصري وتلميذه الميرغني، مقابلة بأصول مؤلفيها الثلاثة، مع زيادات على الإخراج السابق في التصحيح والتعليق، الطبعة الثانية. في مجلد كبير.
+
+8) تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، مع مقابلته بأصل مؤلفه ودراسة وافية عنه، الطبعة السادسة. في مجلد.
+
+9) ثَبت العلامة أحمد بن أحمد ابن العجمي رحمه الله، مع ضبطه ومقابلته بأصله، الطبعة الأولى. جزء لطيف ملحق بكتاب المدخل للسنن.
+
+10) حجية أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصولياً وحديثياً، وفيه: عصمته من الخطأ والخطيئة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الثانية. مجلد لطيف.
+
+11) الحديث المرسل وتحرير أشهر المذاهب فيه قبولاً ورداً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
+
+12) حذف طرف من الحديث الواحد اختصاراً له أو إعلالاً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
+
+13) حكم العمل بالحديث الضعيف بين النظرية، والتطبيق، والدعوى، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.
+
+14) خطُوات منهجية في إثبات عدالة الصحابة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
+
+15) دراسةُ الأقوالِ في حديث «خلق الله التربة يوم السبت»، وتصحيحه سنداً ومتناً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
+
+16) دراسة حديثيةٌ فقهيةٌ لحديث ابن عباس في الجمع بين الصلاتين من غير عذر، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
+
+17) دراسة حديثية مقارنة لنصب الراية، وفتح القدير، ومنية الألمعي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
+
+18) روايةُ الحديث الشريف بالمعنى بين الحكمِ النظري الواقع العملي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
-معالم إرشادية في صناعة طالب العلم.
+19) السنن، للإمام أبي داود السجستاني، حققه وضبطه وعلَّق عليه وقابله بأصل الحافظ ابن حجر وسبعة أصول أخرى، الطبعة الثالثة. في ستة مجلدات.
-أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء.
+20) الشمائل المحمدية، للإمام الترمذي، بشرح الباجوري، الطبعة الثالثة. في مجلد.
-أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين.
+21) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم، للسخاوي، مقابلاً بأصل مؤلفه وأربعة أصول أخرى، فجاء أكمل نص للكتاب، الطبعة الثالثة. في مجلد.
-حجية أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصوليًّا وحديثًا.
+22) الكاشف، للذهبي، مع حاشية سبط ابن العجمي، مع مقدمات وافية، ودراسة نقدية لكثير من تراجمه، وساعده في مقابلتهما بأصل مؤلفيهما وبتخريج نصوصهما الدكتور أحمد محمد نمر الخطيب، الطبعة الثانية. في خمسة مجلدات.
-سلسلة في تصحيح المسار العلمي، وتتألف من 14 رسالة علمية.
+23) كلمات عن منهج الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه رواية ودراية.
-تحقيقا:
+24) كلمة في التوقي من التحريف، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
-القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم، للإمام عبد الرحمن السخاوي.
+25) اللَّقاء بين الراويين قرينة على الاتصال أو شرط له، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
-الكاشف، للإمام الذهبي.
+26) لَمحات في بيان مذهب ابن حبان في معرفة الثقات، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
-الشمائل المحمدية للإمام الترمذي.
+27) مجالس في تفسير قوله تعالى «لقد من الله على المؤمنين..»، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، مقابلة بأصل مؤلفها، مع تخريج نصوصها والتعليق عليها، الطبعة الثانية. في مجلد.
-مجالس في تفسير قول الله تعالى (لقد من الله على المؤمنين)، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي.
+28) المختار من فرائد النقول والأخبار، ثلاثة أقسام في مجلد واحد، اختيار وجمع محمد عوامة، الطبعة الثالثة. مجلد لطيف.
-المدخل إلى علم السنن، للإمام البيهقي.
+29) المدخل إلى علم السنن، للبيهقي، (النص الكامل)، اعتنى به وخرج نقوله، الطبعة الأولى. في مجلدين.
-نصب الراية لأحاديث الهداية، للإمام الزيلعي.
+30) مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، للباغَندي، تخريج وشرح لأحاديثه، وتكملة لمروياته، الطبعة الرابعة. في مجلد.
-السنن، للإمام أبي داود.
+31) المصنف، للإمام الحافظ أبي بكر ابن أبي شيبة، مع تخريج أحاديثه وتقويم نصوصه ومقابلته بعدة نسخ خطية، الطبعة الأولى. في ستة وعشرين مجلداً.
-تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للإمام السيوطي.
+32) معالم إرشادية في صناعة طالب العلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.
-المصنف لابن أبي شيبة.
+33) منهج الإمام محمد زاهد الكوثري في نقد الرجال، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
-مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه للباغندي.
+34) من صحاح الأحاديث القدسية، مئة حديث قدسي مع شرحها، بقلم محمد عوامة، الطبعة السادسة. في مجلد.
-تقريب التهذيب بحاشيتي العلامة عبد الله بن سالم البصري وتلميذه الميرغني.
+35) من مصطلح ابن خزيمة في إعلاله الحديثَ في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
-الأنساب للإمام السمعاني، من أول حرف الشين إلى آخر حرف العين.
+36) من منهج الإمام مسلم في عرض الحديث المعلَّل في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
-جمعا:
+37) نشر الميراث النبوي، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
-المختار من فرائد النقول والأخبار.
+38) نصب الراية، للإمام الزيلعي، مع مقابلته بمخطوطتين، وتصحيح لأكثر من ألف خطأ مطبعي فيه. في خمسة مجلدات.
-من صحاح الأحاديث القدسية.
+39) وجهة نظر في فهم حديث عرض أبي سفيانَ الزواج بأم حبيبة على النبي صلى الله عليه وسلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
== مراجع: ==
-- صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة محمد عوامة، بقلم ولده محي الدين محمد عوامة.
+- «صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة محمد عوامة»، بقلم ولده الدكتور محي الدين محمد عوامة.
== روابط ذات صلة: ==
' |
حجم الصفحة الجديد (new_size ) | 77166 |
حجم الصفحة القديم (old_size ) | 70880 |
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta ) | 6286 |
السطور المضافة في التعديل (added_lines ) | [
0 => '[[ملف:الشيخ_العلامة_محمد_عوامة_حفظه_الله.jpg|تصغير|488x488px|الشيخ العلامة محمد عوامة حفظه الله]]',
1 => 'تتألف أسرته من زوجة واحدة وستة أبناء.',
2 => 'قرأ العلوم الشرعية قراءة مشيخية، تلقاها عن أهلها، متدرجة في لكها، الأول فالأول، فشامَّ أكابرها، واستنشق عبق أصول كتبها، فهان عليه صعبها، وذلَّ له عسيرها، فرقى وارتقى، وعلا واستعلى، وكم وكم كان يؤكد على أهمية التلقي والتدرج، وأنَّ بانعدامها: انعدام حقيقة العلم والعلماء، وخروج الضُّلال والشذاذ، ويضرب الأمثلة بمن يعرف من الأشخاص، وهذا ما يريده منا الأعداء.',
3 => 'وناهيك بشيخه الأجل العامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو صاحب «قيمة الزمن عند العلماء»، فكيف تكون قيمة الوقت عنده!، ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: ومرة كان سيدي الوالد مع مولانا الشيخ عبد الفتاح في بيت الله العتيق، وأراد مولانا الشيخ الانصراف، فودَّع الوالد، ثم انتبه الشيخ أن الوالد سيبقى هكذا بدون شيخه ولا معه كتاب، فعاتبه وقال له ـ بالعامية ـ : «'''أين الكتاب يا شيخ محمد؟!'''» فاعتذر الوالد من الشيخ رحمه الله، وأجزل له المثوبة على حسن الملاحظة والتربية، مع أن سيدي الوالد قال لي معقباً: «أنا لا أغفل عن هذا إن شاء الله، ولكن بقي عليَّ وردٌ لم أستطع قراءته لجلوسي مع الشيخ رحمه الله، فأنـا أرغب بقراءته أمام الكعبة المطهرة»، فلهذا بقي الوالد في الحرم، فاعجب من الشيخ وملاحظته وتربيته، أو اعجب من التلميذ وحرصه واستغلاله.',
4 => 'خدمته لفضيلة الشيخ في كتبه: فكان الشيخ حفظه الله هو المسؤول عن كتب الشيخ طباعياً، يخدمه بين البيت والمطبعة، والتصحيح والتنقيح، والمراجـعة والتعديل، وقد أكسبه هذا خبرة كبيرة في فن التأليف، وانتقاء النصوص، والعزو إلى الأصول، مع فهم كلام العلماء، ومراد الأئمة الفقهاء، بسلاسة واضحة، وبُعد عن التكلف، فاستفاد من الشيخ خبرته، وذوقه وأدبه، وروحه وعلمه. ولقد كانت خدمته هذه للشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في جميع كتبه ما عدا الطبعة الأولى من «شرح البيقونية»، والطبعة الأولى من «الإيمـان بعوالم الآخرة وأحوالها» فإنه ألفهما قبل ابتداء صحبة الشيخ محمد عوامة حفظه الله له.',
5 => '4ـ لا يعزو نقوله إلا إلى المصادر الأصلية القديمة، فيربط نفسه وقارئ كتبه بأئمته، فهم العمدة، وإليهم المرجع، فإن رأى نصاً ـ مثلاً ـ عن معاصر ينقله عن متقدم، وقد وافق هذا النص ما أراده الوالد: فإنه يراجع هذا النص في ذلك المصدر، ويتأكد من صحة النقل وسلامته، ثم يعزو إلى المصدر الأصيل مباشرة.',
6 => '11ـ يهتم بعلامات الترقيم جداً، ويسميها لنا: علامات التفهيم، ويقول: '''إن صحة وضعها'''، '''وسلامة استخدامها'''، '''هي نصف التحقيق.'''',
7 => '1ـ يحدد الشيخ -حفظه الله- الموضوع الذي يرى الكتابة فيه ملحة، والحاجة إليه ماسَّة، سواء أكانت علمية تخصصية، كـ «حجية أفعال النبي صلى الله عليه وسلم»، ودراسة حديثية مقارنة لـ «نصب الراية»، و«فتح القدير»، و«منية الألمعي»، أم علمية فكرية: كـ «أثر الحديث الشريف»، و«أدب الاختلاف»، أم علمية تربوية: كـ «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» أم علمية ثقافية للعامة، كـ «شرح الأحاديث القدسية».',
8 => '6ـ يربط القارئ بعصره وواقعه، فيكثر من ذكر قصص واقعية حصلت معه أو مع أحد شيوخه، لها علاقة وطيدة، وصلة أكيدة بما يكتبه، أو يبحث فيه، فتكون الكتابة أنفع، وصلتها بالروح أمتع.',
9 => '1ـ يحاول أولاً في كل كتاب يريد أن يحققه أن يحصل على نسخة المؤلف ـ وخاصة الأخيرة منها ـ ، فيبحث عنها بحثاً حثيثاً، ويفتش ويسأل وينقب، فإن استطاع الحصول عليها، فذاك بغيته ومناه، وقد أكرمه الله عز وجل في عدد من تحقيقاته، فحصل على نسخة المؤلف في: «تقريب التهذيب»، و «الكاشف»، و «مجالس ابن ناصر الدين»، و «القول البديع». ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: وبهذه المناسبة أقول: إن نسخة المؤلف التي يرى سيدي الوالد أن يُحرص عليها ويُعتمد: هي التي تكون قد بقيت تحت يد مؤلفها، يزيد فيها وينقص، وينقح فيها ويصحح، ويقرؤها على أصحابه، ويقرؤونها عليه، فهي التي ينبغي أن يُسعى إليها. والغرض من هذا واضح لذاته، ولأمر علمي آخر ينبني عليه، هو أن المؤلف قد يكون ألّف هذا الكتاب في وقت مبكر من حياته رحمه الله، قبل أن يوُصف بالإمامة في العلم، والحفظ والحجية بأحكامه وآرائه واختياراته، فحينما تبقى هذه النسخة تحت يده، وتنقيحاته ظاهرة عليها، يدلنا ذلك على استقرار رأيه العلمي الذي في هذا الكتاب، وإلا فالاحتمال وارد أن يكون قد عرض له اختيار آخر.',
10 => '10ـ يهتم بربط الكتاب أوله بآخره، وكذا آخره بأوله، فإن تكرر معنىً أو مبحث، أو فائدة أو عنوان، فإنه يحيل إليه، ويوفق بينهما، فيبقى الكتاب سبيكة ذهبية، محكمة الاتصال، متينة البنيان.',
11 => 'وأما «العناقيد الغالية»: فأرويه عن مؤلفه مباشرة، رحمه الله تعالى. 24/3/1431 هـ».',
12 => '2ـ فضيلة الشيخ المعمَّر محمد معوض إبراهيم المصري ـ رحمه الله تعالى ـ.',
13 => '5ـ العلامة الندرة الموسوعي، الشيخ [[محمد سعيد الطنطاوي]] رحمه الله تعالى – سوريا ـ: قال: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق»، وقال مرة أخرى: «أَعلمُ من أَعرِف على وجه الأرض».',
14 => 'كما رحل إلى الحجاز والتقى بأعلامها، ثم أكرمه الله بالاستقرار في المدينة المنورة، وكانت لقاءاته بعلماء الدنيا فيها مجمع العلم والنور.',
15 => 'رحل الشيخ إلى بلدان ودول كثيرة، وكانت رحلاته علمية بحتة، تُعقد له الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، مع أكابر العلماء وطلبة العلم. ومن ذلك: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، المغرب، البحرين، ماليزيا، الهند، تركيا (وقد أجري فيها مؤتمر دولي تعريفي بالشيخ حفظه الله، بعنوان: (العلامة المحدث محمد عوامة وجهوده الحديثية) شاركت فيه جامعتان من أشهر الجامعات في مدينة اسطنبول)، أوزبكستان، لبنان.',
16 => '',
17 => '== مؤتمرات وأبحاث: ==',
18 => '1) أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم، بقلم محمد عوامة، الطبعة السابعة. في مجلد. ',
19 => '',
20 => '2) أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين، بقلم محمد عوامة، الطبعة الخامسة. في مجلد.',
21 => '',
22 => '3) الأنساب، للسمعاني، من أول حرف الشين إلى آخر حرف العين. (تحقيق)',
23 => '',
24 => '4) التحذير من التوارد على قول دون الرجوع إلى مصادره، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
25 => '',
26 => '5) التقليد المذهبي ما يجوز منه وما لا يجوز، بقلم محمد عوامة، في مجلد.',
27 => '',
28 => '6) تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، بحاشية العلامة ابن العجمي، مع شرحه ومقابلته بعشر نسخ خطية، الطبعة الأولى. في خمسة مجلدات.',
29 => '',
30 => '7) تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، بحاشيتي العلامة عبد الله بن سالم البصري وتلميذه الميرغني، مقابلة بأصول مؤلفيها الثلاثة، مع زيادات على الإخراج السابق في التصحيح والتعليق، الطبعة الثانية. في مجلد كبير.',
31 => '',
32 => '8) تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، مع مقابلته بأصل مؤلفه ودراسة وافية عنه، الطبعة السادسة. في مجلد.',
33 => '',
34 => '9) ثَبت العلامة أحمد بن أحمد ابن العجمي رحمه الله، مع ضبطه ومقابلته بأصله، الطبعة الأولى. جزء لطيف ملحق بكتاب المدخل للسنن.',
35 => '',
36 => '10) حجية أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصولياً وحديثياً، وفيه: عصمته من الخطأ والخطيئة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الثانية. مجلد لطيف.',
37 => '',
38 => '11) الحديث المرسل وتحرير أشهر المذاهب فيه قبولاً ورداً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
39 => '',
40 => '12) حذف طرف من الحديث الواحد اختصاراً له أو إعلالاً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
41 => '',
42 => '13) حكم العمل بالحديث الضعيف بين النظرية، والتطبيق، والدعوى، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.',
43 => '',
44 => '14) خطُوات منهجية في إثبات عدالة الصحابة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
45 => '',
46 => '15) دراسةُ الأقوالِ في حديث «خلق الله التربة يوم السبت»، وتصحيحه سنداً ومتناً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
47 => '',
48 => '16) دراسة حديثيةٌ فقهيةٌ لحديث ابن عباس في الجمع بين الصلاتين من غير عذر، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
49 => '',
50 => '17) دراسة حديثية مقارنة لنصب الراية، وفتح القدير، ومنية الألمعي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
51 => '',
52 => '18) روايةُ الحديث الشريف بالمعنى بين الحكمِ النظري الواقع العملي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
53 => '19) السنن، للإمام أبي داود السجستاني، حققه وضبطه وعلَّق عليه وقابله بأصل الحافظ ابن حجر وسبعة أصول أخرى، الطبعة الثالثة. في ستة مجلدات.',
54 => '20) الشمائل المحمدية، للإمام الترمذي، بشرح الباجوري، الطبعة الثالثة. في مجلد.',
55 => '21) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم، للسخاوي، مقابلاً بأصل مؤلفه وأربعة أصول أخرى، فجاء أكمل نص للكتاب، الطبعة الثالثة. في مجلد.',
56 => '22) الكاشف، للذهبي، مع حاشية سبط ابن العجمي، مع مقدمات وافية، ودراسة نقدية لكثير من تراجمه، وساعده في مقابلتهما بأصل مؤلفيهما وبتخريج نصوصهما الدكتور أحمد محمد نمر الخطيب، الطبعة الثانية. في خمسة مجلدات.',
57 => '23) كلمات عن منهج الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه رواية ودراية.',
58 => '24) كلمة في التوقي من التحريف، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
59 => '25) اللَّقاء بين الراويين قرينة على الاتصال أو شرط له، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
60 => '26) لَمحات في بيان مذهب ابن حبان في معرفة الثقات، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
61 => '27) مجالس في تفسير قوله تعالى «لقد من الله على المؤمنين..»، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، مقابلة بأصل مؤلفها، مع تخريج نصوصها والتعليق عليها، الطبعة الثانية. في مجلد.',
62 => '28) المختار من فرائد النقول والأخبار، ثلاثة أقسام في مجلد واحد، اختيار وجمع محمد عوامة، الطبعة الثالثة. مجلد لطيف.',
63 => '29) المدخل إلى علم السنن، للبيهقي، (النص الكامل)، اعتنى به وخرج نقوله، الطبعة الأولى. في مجلدين.',
64 => '30) مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، للباغَندي، تخريج وشرح لأحاديثه، وتكملة لمروياته، الطبعة الرابعة. في مجلد.',
65 => '31) المصنف، للإمام الحافظ أبي بكر ابن أبي شيبة، مع تخريج أحاديثه وتقويم نصوصه ومقابلته بعدة نسخ خطية، الطبعة الأولى. في ستة وعشرين مجلداً.',
66 => '32) معالم إرشادية في صناعة طالب العلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.',
67 => '33) منهج الإمام محمد زاهد الكوثري في نقد الرجال، بقلم محمد عوامة، في مجلد.',
68 => '34) من صحاح الأحاديث القدسية، مئة حديث قدسي مع شرحها، بقلم محمد عوامة، الطبعة السادسة. في مجلد.',
69 => '35) من مصطلح ابن خزيمة في إعلاله الحديثَ في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
70 => '36) من منهج الإمام مسلم في عرض الحديث المعلَّل في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
71 => '37) نشر الميراث النبوي، بقلم محمد عوامة، في مجلد.',
72 => '38) نصب الراية، للإمام الزيلعي، مع مقابلته بمخطوطتين، وتصحيح لأكثر من ألف خطأ مطبعي فيه. في خمسة مجلدات.',
73 => '39) وجهة نظر في فهم حديث عرض أبي سفيانَ الزواج بأم حبيبة على النبي صلى الله عليه وسلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.',
74 => '- «صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة محمد عوامة»، بقلم ولده الدكتور محي الدين محمد عوامة.'
] |
السطور المزالة في التعديل (removed_lines ) | [
0 => '[[ملف:الشيخ_العلامة_محمد_عوامة_حفظه_الله.jpg|تصغير|330x330بك|الشيخ العلامة محمد عوامة حفظه الله]]',
1 => 'تتألف أسرته من زوجة واحدة وستة أبناء',
2 => 'قرأ سيدي الوالد العلوم الشرعية قراءة مشيخية، تلقاها عن أهلها، متدرجة في لكها، الأول فالأول، فشامَّ أكابرها، واستنشق عبق أصول كتبها، فهان عليه صعبها، وذلَّ له عسيرها، فرقى وارتقى، وعلا واستعلى، وكم وكم كان يؤكد على أهمية التلقي والتدرج، وأنَّ بانعدامها: انعدام حقيقة العلم والعلماء، وخروج الضُّلال والشذاذ، ويضرب الأمثلة بمن يعرف من الأشخاص، وهذا ما يريده منا الأعداء.',
3 => 'وناهيك بشيخه الأجل العامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو صاحب «قيمة الزمن عند العلماء»، فكيف تكون قيمة الوقت عنده!، ومرة كان سيدي الوالد مع مولانا الشيخ عبد الفتاح في بيت الله العتيق، وأراد مولانا الشيخ الانصراف، فودَّع الوالد، ثم انتبه الشيخ أن الوالد سيبقى هكذا بدون شيخه ولا معه كتاب، فعاتبه وقال له ـ بالعامية ـ : «'''أين الكتاب يا شيخ محمد؟!'''» فاعتذر الوالد من الشيخ رحمه الله، وأجزل له المثوبة على حسن الملاحظة والتربية، مع أن سيدي الوالد قال لي معقباً: «أنا لا أغفل عن هذا إن شاء الله، ولكن بقي عليَّ وردٌ لم أستطع قراءته لجلوسي مع الشيخ رحمه الله، فأنـا أرغب بقراءته أمام الكعبة المطهرة»، فلهذا بقي الوالد في الحرم، فاعجب من الشيخ وملاحظته وتربيته، أو اعجب من التلميذ وحرصه واستغلاله.',
4 => 'خدمته لفضيلة الشيخ في كتبه: فكان سيدي الوالد هو المسؤول عن كتب الشيخ طباعياً، يخدمه بين البيت والمطبعة، والتصحيح والتنقيح، والمراجـعة والتعديل، وقد أكسبه هذا خبرة كبيرة في فن التأليف، وانتقاء النصوص، والعزو إلى الأصول، مع فهم كلام العلماء، ومراد الأئمة الفقهاء، بسلاسة واضحة، وبُعد عن التكلف، فاستفاد من الشيخ خبرته، وذوقه وأدبه، وروحه وعلمه. ولقد كانت خدمته هذه للشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في جميع كتبه ما عدا الطبعة الأولى من «شرح البيقونية»، والطبعة الأولى من «الإيمـان بعوالم الآخرة وأحوالها» فإنه ألفهما قبل ابتداء صحبة الشيخ محمد عوامة حفظه الله له.',
5 => '4ـ لا يعزو سيدي الوالد نقوله إلا إلى المصادر الأصلية القديمة، فيربط نفسه وقارئ كتبه بأئمته، فهم العمدة، وإليهم المرجع، فإن رأى نصاً ـ مثلاً ـ عن معاصر ينقله عن متقدم، وقد وافق هذا النص ما أراده الوالد: فإنه يراجع هذا النص في ذلك المصدر، ويتأكد من صحة النقل وسلامته، ثم يعزو إلى المصدر الأصيل مباشرة.',
6 => '11ـ يهتم سيدي الوالد بعلامات الترقيم جداً، ويسميها لنا: علامات التفهيم، ويقول: '''إن صحة وضعها'''، '''وسلامة استخدامها'''، '''هي نصف التحقيق.'''',
7 => '1ـ يحدد سيدي الوالد الموضوع الذي ير| الكتابة فيه ملحة، والحاجة إليه ماسَّة، سواء أكانت علمية تخصصية، كـ «حجية أفعال النبي صل| الله عليه وسلم»، ودراسة حديثية مقارنة لـ «نصب الراية»، و«فتح القدير»، و«منية الألمعي»، أم علمية فكرية: كـ «أثر الحديث الشريف»، و«أدب الاختلاف»، أم علمية تربوية: كـ «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» أم علمية ثقافية للعامة، كـ «شرح الأحاديث القدسية».',
8 => '6ـ يربط سيدي الوالد القارئ بعصره وواقعه، فيكثر من ذكر قصص واقعية حصلت معه أو مع أحد شيوخه، لها علاقة وطيدة، وصلة أكيدة بما يكتبه، أو يبحث فيه، فتكون الكتابة أنفع، وصلتها بالروح أمتع.',
9 => '1ـ يحاول أولاً في كل كتاب يريد أن يحققه أن يحصل على نسخة المؤلف ـ وخاصة الأخيرة منها ـ ، فيبحث عنها بحثاً حثيثاً، ويفتش ويسأل وينقب، فإن استطاع الحصول عليها، فذاك بغيته ومناه، وقد أكرمه الله عز وجل في عدد من تحقيقاته، فحصل على نسخة المؤلف في: «تقريب التهذيب»، و «الكاشف»، و «مجالس ابن ناصر الدين»، و «القول البديع» وبهذه المناسبة أقول: إن نسخة المؤلف التي يرى سيدي الوالد أن يُحرص عليها ويُعتمد: هي التي تكون قد بقيت تحت يد مؤلفها، يزيد فيها وينقص، وينقح فيها ويصحح، ويقرؤها على أصحابه، ويقرؤونها عليه، فهي التي ينبغي أن يُسعى إليها. والغرض من هذا واضح لذاته، ولأمر علمي آخر ينبني عليه، هو أن المؤلف قد يكون ألّف هذا الكتاب في وقت مبكر من حياته رحمه الله، قبل أن يوُصف بالإمامة في العلم، والحفظ والحجية بأحكامه وآرائه واختياراته، فحينما تبقى هذه النسخة تحت يده، وتنقيحاته ظاهرة عليها، يدلنا ذلك على استقرار رأيه العلمي الذي في هذا الكتاب، وإلا فالاحتمال وارد أن يكون قد عرض له اختيار آخر.',
10 => '10ـ يهتم بربط الكتاب أوله بآخره، وكذا آخره بأوله، فإن تكرر معنىً أو مبحث، أو فائدة أو عنوان، فإنه يحيل إليه، ويوفق بينهما، فيبق| الكتاب سبيكة ذهبية، محكمة الاتصال، متينة البنيان.',
11 => 'وأما «العناقيد الغالية»: فأرويه عن مؤلفه مباشرة، رحمه الله تعالى. 24/3/1431هـ».',
12 => '2ـ فضيلة الشيخ المعمَّر محمد معوض إبراهيم المصري ـ حفظه الله تعالى ـ.',
13 => '5ـ العلامة الندرة الموسوعي، الشيخ [[محمد سعيد الطنطاوي]] حفظه الله تعالى – سوريا: قال: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق»، وقال مرة أخرى: «أَعلمُ من أَعرِف على وجه الأرض».',
14 => 'كما رحل إلى الحجاز والتقى بأعلامها، ثم أكرمه الله بالاستقرار بها، وكانت لقاءاته بعلماء الدنيا في المدينة المنورة مجمع العلم والنور.',
15 => 'رحل الشيخ إلى بلدان ودول كثيرة، وكانت رحلاته علمية بحتة، تُعقد له الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، مع أكابر العلماء وطلبة العلم. ومن ذلك: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، المغرب، البحرين، ماليزيا، الهند، تركيا (وقد أجري فيها مؤتمر تعريفي بالشيخ حفظه الله، شاركت فيه جامعتان من أشهر الجامعات في مدينة اسطنبول)، أوزبكستان، لبنان.',
16 => 'تأليفا: ',
17 => 'معالم إرشادية في صناعة طالب العلم.',
18 => 'أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء.',
19 => 'أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين.',
20 => 'حجية أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصوليًّا وحديثًا.',
21 => 'سلسلة في تصحيح المسار العلمي، وتتألف من 14 رسالة علمية.',
22 => 'تحقيقا:',
23 => 'القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم، للإمام عبد الرحمن السخاوي.',
24 => 'الكاشف، للإمام الذهبي.',
25 => 'الشمائل المحمدية للإمام الترمذي.',
26 => 'مجالس في تفسير قول الله تعالى (لقد من الله على المؤمنين)، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي.',
27 => 'المدخل إلى علم السنن، للإمام البيهقي.',
28 => 'نصب الراية لأحاديث الهداية، للإمام الزيلعي.',
29 => 'السنن، للإمام أبي داود.',
30 => 'تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للإمام السيوطي.',
31 => 'المصنف لابن أبي شيبة.',
32 => 'مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه للباغندي.',
33 => 'تقريب التهذيب بحاشيتي العلامة عبد الله بن سالم البصري وتلميذه الميرغني.',
34 => 'الأنساب للإمام السمعاني، من أول حرف الشين إلى آخر حرف العين.',
35 => 'جمعا:',
36 => 'المختار من فرائد النقول والأخبار.',
37 => 'من صحاح الأحاديث القدسية.',
38 => '- صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة محمد عوامة، بقلم ولده محي الدين محمد عوامة.'
] |
كل الوصلات الخارجية المضافة في التعديل (added_links ) | [] |
كل الوصلات الخارجية المزالة في التعديل (removed_links ) | [] |
نص الصفحة الجديد، مجردا من أية تهيئة (new_text ) | ' هذه مقالة غير مراجعة. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن يراجعها محرر مغاير للذي أنشأها؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة بقوالب الصيانة المناسبة. يمكن أيضاً تقديم طلب لمراجعة المقالة في الصفحة المُخصصة لذلك. (نوفمبر 2020)
يفتقر محتوى هذه المقالة إلى الاستشهاد بمصادر. فضلاً، ساهم في تطوير هذه المقالة من خلال إضافة مصادر موثوقة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. (نوفمبر 2020)
هذه المقالة يتيمة إذ لا تصل إليها مقالة أخرى. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها. (نوفمبر 2020)
الشيخ العلامة محمد عوامة حفظه الله
محتويات
1 ترجمة العلامة محمد عوامة
1.1 اسمه ونسبه:
1.2 ولادته:
1.3 أسرته:
1.4 نشأته وطلبه للعلم:
1.4.1 طلبه للعلم على الطريقة المشيخية:
1.4.2 طلبه للعلم الرسمي (الأكاديمي):
1.5 من أهم شيوخه:
1.5.1 من مشايخه الذين تلقى عنهم العلم في المدرسة الشعبانية
1.5.2 وكان من مشايخه الذين تلقى عنهم في الثانوية الشرعية (الخسروية)
1.5.3 أما الأساتذة الذين تم اختيارهم:
1.5.4 وكان ممن درّسه في جامعة دمشق:
1.6 نبوغه وأسبابه:
1.6.1 الظروف العائلية:
1.6.2 ظروف التلقي والتدرج:
1.6.3 الظروف الذاتية:
1.6.4 الظروف المحيطة به:
1.6.4.1 فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين:
1.6.4.2 فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:
1.7 منهجه العام في كتاباته:
1.7.1 منهجه العلمي في مؤلفاته:
1.7.2 منهجه العلمي في التحقيق:
1.8 أسانيده وإجازاته:
1.9 شهادة علماء عصره فيه:
1.10 رحلاته:
1.11 مؤتمرات وأبحاث:
1.12 كتبه:
1.13 مراجع:
1.14 روابط ذات صلة:
ترجمة العلامة محمد عوامة[عدل المصدر]
اسمه ونسبه:[عدل المصدر]
هو أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد القادر بن عمر بن علي عوامة النعيمي الحسيني. وأمه هي السيدة عائشة بنت أحمد بن علي آل سراج الدين الحسينية.
ولادته:[عدل المصدر]
ولد يوم١٤\١٢\١٣٥٨ هـ الموافق لـ٢٥\٠١\١٩٤٠م، في مدينة حلب الشهباء في حي باب المقام أحد أحياء حلب الشهيرة وأبوابها العريقة.
أسرته:[عدل المصدر]
تتألف أسرته من زوجة واحدة وستة أبناء.
نشأته وطلبه للعلم:[عدل المصدر]
نشأ في بيئة علمية بفكرها، تقية وصالحة بأخلاقها، متواضعة بتعاملها، بسيطة بحالها، لها قوت يومها، ولكنها كبيرةٌ معنىً بحيِّها، ذاتُ مكـانة عالية بمجتمعها، لما عُرف عن والده رحمه الله تعالى من دماثة أخلاق، وحسن معشر، وسياسة وبُعد نظر، مع علم وصلاح وتقىً، فقد كان رحمه الله جليس الكبار من الشيوخ والساسة. وكان أول من التزمه زميل والده وإمام مسجد الطواشي فضيلة الشيخ الفقيه الورع محمد السلقيني رحمه الله تعالى، فكان من أوائل من أثر في الشيخ تأثيرًا كبيرًا في خلقه المتواضع بل ونكران الذات وزهده وعفته مع التقوى والخشية والرجاء والخوف، فكانت أفعال الشيخ محمد السلقيني رحمه الله أمام هذا الطفل الناشئ تربية عملية وتنشئة روحية من شيخ جليل لطفل صغير يلاحظه بعين الرعاية والتعليم والتربية والتكريم، فهو أول مشايخه.
بدأ بطلب العلوم الشرعية على الطريقة المشيخية السائدة آنذاك التي لم تكن مرتبطة بتعليم أكاديمي أو رسمي، ذات الهيئة الخاصة في أدب التلقي وطريقته وطريقة الشرح واعتماد الأصول من الكتب. ثم التحق بعدها بجامعة دمشق فاكتسب العلم الأكاديمي المنهجي، فأخذ ما فيه من خير فلقح به علمه الأصيل فجمع بين رسوخ ماضيه وتطور حاضره.
طلبه للعلم على الطريقة المشيخية:[عدل المصدر]
والمقصود بالطريقة المشيخية: ما كان عليه العلماء السابقون من دروس خاصة لطلبة خاصين يلتفون حول شيوخهم جاثين على الركب، كأنما على رؤوسهم الطير، يتعلمون أدب العلم قبل العلم، والتعامل مع الشيخ والكتاب قبل قراءة الكتاب، فيقرؤون كتب أئمتنا الأصيلة: قراءة تمحيص وتحليل، لا تمتد أيديهم إلى مذكرات عصرية، مختزلة اختزالاً، أو ممسوخة مسخاً، فيشامُّون أئمتهم مع مشايخهم، فَتَعلُوا
نفوسُهم، وترتقي أرواحهم، وينتقل إليهم هذا العلم ممزوجاً بالروح والأبوة، فيجد مكانه سهلاً في نفوس طلبته، ولهذا نجد جلَّ أهل هذه الطبقة يحفظون كلام مشايخهم حفظاً، ويذكرونه حرفاً، ويعرف هذا كل من جرَّب، ومن ذاق عرف.
طلبه للعلم الرسمي (الأكاديمي):[عدل المصدر]
بعد إنهائه للمرحلة الابتدائية عام 1952م التحق بالمدرسة الشعبانية بتوصية من شيخه الشيخ محمد السلقيني رحمه الله، وقد كانت هذه المدرسة إحدى المدارس الشرعية من الآثار العثمانية في حلب، وكانت محـافظة على برنامجها العلمي بطريقته القديمة الأصيلة، ولكنها لم تكن تابعة لوزارة الدولة في مقرراتها وإدارتها، وعندما وصل الشيخ إلى الصف الخامس فيها وهو ما يعادل الصف الحادي عشر أو الثاني الثانوي رأت الدولة تعليق التدريس في الشعبانية وضمها إلى المدرسة الثانوية الشرعية العريقة المعروفة بالخسروية وقد ضمت إلى وزارة المعارف واعترفت الدولة بشهادتها، والتي تخرج منها عدد كبير من كبار العلماء، وقد قال عنها الشيخ العلامة محمد الحامد: إنها تعدل الأزهر في تبحر علومها. فالتحق الشيخ بها وتخرج منها عام 1962م.
بعد تخرجه من الثانوية الشرعية التحق بكلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1962م وتخرج منها عام 1976م، ولم تكن دراسته فيها التزاما وإنما انتسابا يداوم فيها مدة قليلة ويعود لبلده حلب حيث اختاره شيخه الخاص الشيخ عبد الله سراج الدين مدراس في مدرسته الشعبانية وهو في الثانية والعشرين من عمره فكان يدرُس ويُدرِّس، وكان هذا من أهم أسباب قوته ونبوغه.
وهنا انتهت دراسته الأكاديمية فلم يتابع مرحلة الدراسات العليا، وكان هذا يرجع إلى سببين: أولاهما: لم تكن الدراسات العليا هيم المهمة والأساسية آنذاك بل كان مجرد العلم والإجازة من الشيوخ معترفا به ومقدرا، كحال شيخيه الخصوصيين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى. وثانيهما: تفرغه الشديد بل وتفانيه في خدمة شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في مدرسته الشعبانية حيث كان يعيش لها وبها وفيها وإليها، وقد يكون هذا السبب الرئيس الأول.
من أهم شيوخه:[عدل المصدر]
من مشايخه الذين تلقى عنهم العلم في المدرسة الشعبانية[عدل المصدر]
محمد زين العابدين جذبة، قرأ عليه: الحديث والتوحيد.
محمد الحماد، قرأ عليه: الحديث.
طاهر خير الله، قرأ عليه: التفسير والخطابة.
عبد الله سراج الدين، قرأ عليه: مصطلح الحديث، والفقه الحنفي.
عبد الله خير الله، قرأ عليه: الفقه الحنفي.
بكري رجب، قرأ عليه: الفقه الحنفي، والعروض.
محمد المعدِّل، قرأ عليه: النحو.
سامي بصمه جي، قرأ عليه: الفرائض والنحو.
أمين الله عيروض، قرأ عليه: المنطق وأصول الفقه.
أحمد أبو صالح، قرأ عليه: التوحيد.
عبد الفتاح حميدة الناصر، قرأ عليه: التاريخ الإسلامي.
عبد الرحمن زين العابدين، قرأ عليه: النحو.
أديب حسون، قرأ عليه: الأخلاق.
نجيب خياطة، قرأ عليه: الفرائض، والتجويد.
محمد مهدي الكردي، قرأ عليه: الفقه الحنفي.
مصطفى مزراب، قرأ عليه: الفقه الحنفي وأصول الفقه.
وكان من مشايخه الذين تلقى عنهم في الثانوية الشرعية (الخسروية)[عدل المصدر]
عبد الوهاب سكر، قرأ عليه: السيرة النبوية.
أبو الخير زين العابدين، قرأ عليه: التوحيد، وعلوم القرآن، والتفسير.
محمد الملاح، قرأ عليه: البلاغة، وتاريخ التشريع.
محمد السلقيني، قرأ عليه: الفقه الحنفي وأصول الفقه.
عبد الله سراج الدين، قرأ عليه: الحديث ومصطلح الحديث والتفسير.
عبد الرحمن زين العابدين، قرأ عليه: النحو.
نجيب خياطة، قرأ عليه: التجويد والقرآن الكريم.
عمر يحيى، قرأ عليه: الأدب العربي.
ضياء الدين صابوني، قرأ عليه: الأدب العربي.
واستمرارا له الطريقة وترسيخا لها في نفسه ونفوس بعض النبغاء من زملائه، ما قام به فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، بالتشاور مع زميله وشقيقه الروحي، فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، حيث رأيا أن المدرسة الشعبانية القديمة أُغلقت، وأُخذ الطلبة إلى الثانوية الشرعية الحكومية، فبَعُد الطلبة عن طريقة العلماء القدامى، من الدرس والكتاب، والمادة والمنهج، فاختاروا عشرة من نوابغ طلابهم، وهيئوا لهم كبار أساتذتهم من كل التخصصات، واختاروا لهم جامع الحموي مكانا، وبين العصر والمغرب زمانا لهذه الدروس.
أما الأساتذة الذين تم اختيارهم:[عدل المصدر]
فضيلة الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، يدرس مادة التفسير، كتاب «تفسير البيضاوي»، يوم السبت.
فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، يدرس مادة الحديث، كتاب «فيض القدير»، يوم الأحد.
فضيلة الشيخ محمد السلقيني، يدرس مادة الفقه الحنفي، كتاب «الاختيار»، يوم الاثنين.
فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، يدرس مادة الأصول، كتاب «نسمات الأسحار»، يوم الثلاثاء.
فضيلة الشيخ أحمد القاش، يدرس مادة النحو، كتاب «أوضح المسالك»، يوم الأربعاء.
فضيلة الشيخ محمد السلقيني، يدرس مادة الفقه الحنفي، كتاب «الاختيار»، يوم الخميس.
وقد استمرت هذه الدروس الخاصة: سنة دراسية كاملة، كانت هي النواة الأولى لتأسيس فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله: جمعية التعليم الشرعي، ثم مدرسة التعليم الشرعي، أو ما عُرف باسم: المدرسة الشعبانية.
وكان ممن درّسه في جامعة دمشق:[عدل المصدر]
الأستاذ محمد المبارك، والأستاذ مازن المبارك، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والدكتور أمين مصري، وغيرهم رحمهم الله. ومن المشايخ الشباب آنذاك: الدكتور محمد أديب صالح، والدكتور فوزي فيض الله، والدكتور وهبة الزحيلي، والدكتور فتحي الدريني، رحمهم الله تعالى جميعا.
نبوغه وأسبابه:[عدل المصدر]
لقد هيأ الله تعالى لنبوغ الشيخ أسبابا وظروفا متعددة النواحي متشعبة الاتجاهات:
الظروف العائلية:[عدل المصدر]
لعب تقدير الوالدين وحبهما للعلم وأهله دورا كبيرا في نبوغ الشيخ، فقد لاحظ والده رحمه الله نجابة هذا الابن وحرصه على العلم والتعلم، ففرغه من التكسب والعمل ولم يستعن به في مهنته بل وهبه للعلم الشرعي تماماً، صيفًا وشتاءً. وأما والدته فقد كانت ترى ضيق ذات اليد في زوجها وحاجته إلى ابنها ليساعده في عمله ورزقه، فتعلمت الحياكة وعملت بها في بيتها تجاهد في وتربية أبنائها، وفي مهنتها لتصرف هي على ولدها التي رأت في علامة النبوغ والنجـابة، فأنجبته مرتين مرة حين ولادته، ومرة حين تكفله. فكان تفرغه عن أسرته وتفرغ أسرته عنه سببا من أهم أسباب نبوغه في طلب العلم.
ظروف التلقي والتدرج:[عدل المصدر]
قرأ العلوم الشرعية قراءة مشيخية، تلقاها عن أهلها، متدرجة في لكها، الأول فالأول، فشامَّ أكابرها، واستنشق عبق أصول كتبها، فهان عليه صعبها، وذلَّ له عسيرها، فرقى وارتقى، وعلا واستعلى، وكم وكم كان يؤكد على أهمية التلقي والتدرج، وأنَّ بانعدامها: انعدام حقيقة العلم والعلماء، وخروج الضُّلال والشذاذ، ويضرب الأمثلة بمن يعرف من الأشخاص، وهذا ما يريده منا الأعداء.
الظروف الذاتية:[عدل المصدر]
لقد أمد الله الشيخ بأسباب حسية وهيأ له ظروفا ذاتية وهيبة ساعدته على التقدم في العلم وسرعة التحصيل، مع الفهم والتعمق، والنقد والتحقيق:
أ ـ ذاكرته العجيبة: لقد حباه الله ذاكرة عجيبة وحافظة خارقة فريدة، يعرفها فيه كل من جالسه، ويبهر بها كل من تتلمذ عليه وخالطه، فتراه يكثر في مجالسه العامة من قصص السلف وأخبارهم التي قرأها لمرة واحدة قبل خمسين أو ستين سنة، وإذا راجعتها وجدتها كما ذكرها، وقد سُمع مرات ومرات يقول: «أنا أحفظ ألفاظ مشايخي»، وخاصة الشيخين الجليلين: عبد الله سراج الدين، وعبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، فإنه كان قد تشبع بمحبته لهما وسرت محبتهم في عروقه ودمه. وكذلك حفظه المدهش لتواريخ وفيات الأئمة، فيكاد لا يذكر إماما من الأئمة إلا ويعرف تاريخ وفاته إن لم يكن وتاريخ ميلاده أيضا.
يذكر ولده الشيخ محي الدين عنه في كتابه «صفحات مضيئة»: أذكر أني سمعت: أنه لما كان في سنة التخرج من جامعة دمشق، وكان موعد اختبار مادة القرآن الكريم عند فضيلة الشيخ الدكتور محمد أديب الصالح، متعه الله بتمام الصحة والعافية، وكان الاختبار شفوياً، يشمل التسميع مع بعض المعلومات حول التفسير والمفسرين، فكان بجانب الوالد أحد زملائه من حلب يختبران من فضيلة الشيخ أديب الصالح، فلما كان وقت إجـابة الوالد، كان يجاوب مع ذكر وفيات الأئمة، فلما أكثر ظن الشيخ حفظه الله تعالى أن الوالد يخبئ ورقة فيها تواريخ وفيات الأئمة، فصار يفتش وينظر، فقال له زميل الوالد: إن هذا أمر معروف ومشهور عن سيدي الوالد، فتعجب الشيخ جداً وشجّعه.
ب ـ النهم بالقراءة: كان نهمًا بالقراءة، عاشقا لها يكثر القراءة وخاصة أيام الطلب والشباب، يقرأ الكتاب كاملا ويقيد ما فيه من فوائد على غلافه فعل هذا بمعظم كتبه التي تعد بالآلاف، لسهولة الرجوع إليها عند الحاجة، ولهذا نجده قال عن بعض كتبـه: «لا أبيعها بملك الدنيا»، وقال أخرى: «هي أغلى عندي من روح»، ومن هذه الكتب، نسخته الخاصة من «التاريخ الكبير» للإمام البخاري، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، و«فتح الباري»، و«الإصابة» كلاهما للحافظ ابن حجر، فإن هذه الكتب مليئة مكتظة بالفوائد والنوادر، والتصحيحات، والتعليقات، وغيرها الكثير الكثير.
جـ ـ القراءة مع الفهم: فقد كان إذا قرأ شيئا في كتاب وأشكل عليه فهمه رجع إلى مشايخه وسألهم عن ذلك، ومن أمثلة ذلك ما ذكره في كتابه «معالم إرشادية» من قصة سبب إخراج علماء سمرقند للإمام البخاري، وعندها قال له فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين: «لا تصدق كلَّ ما تَقرأ»، فقال معلقاً عليها: «فكانت لي درساً عظيماً، ومنهجاً قوياً قويماً، لا يقُدر قدره».
ثم إنَّ كثرةَ ما علَّق ونبَّه على أغلفة الكتب والمجلدات: لهو أدلُّ دليل على ما ذكرت من قراءة الفهم والتعمق والتيقظ، فمن يرى كثرة ما كُتب على كثرة ما قُرِئ، يدرك تمام الإدراك أن هذه طاقة لها مدد خاص، وملاحظة خاصة، وعناية خاصة، وخاصة عندما يرشدك إلى فائدة في كتاب قديم، أكلتها السنون، وتعاقبت عليها الأعوام والأعمار، ويقول لك: «ابحث عنها على الغلاف، فأنا كتبتها من كذا وكذا». ويذكر ولده في كتابه «صفحات مشرقة»: ويحصل أحيانا أني أذهب لأرى ما دلني عليه فلا أجد، فأراجعه وأقول: بحثت فلم أجد، فلا يوافقني لتأكده وتيقنه، ويطلب مني إحضار الكتاب، فأحضره، فنراها بين أسطر فوائد الغلاف، مكتوبة بقلم رصاص، كادت تمحوها الأيام، وتغيرها الأعوام، فأعجب وأتعجب.
د ـ الحرقة على طلب العلم: فقد كان أكثر ما يتخوف على الشباب منه هو البعد عن العلم وطلبه لأجل الدنيا ولقمة العيش، وكان يقول: «يا بني، لو تسفون التراب سفا لا تتركوا طلب العلم».
هـ ـ اغتنامه للوقت: وهذا دأبه ودأب مشايخه من قبله الذين أثَّروا بحياته، وتكوين شخصيته، وممن يضرب المثل به في حرصه على الوقت جداً فضيلة العلامة الشيخ أحمد القلاش رحمه الله تعالى، الذي قال مرة: «أنا لا آسفُ على ساعة من عمري»، وهذه منزلة ما بعدها منزلة.
وناهيك بشيخه الأجل العامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو صاحب «قيمة الزمن عند العلماء»، فكيف تكون قيمة الوقت عنده!، ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: ومرة كان سيدي الوالد مع مولانا الشيخ عبد الفتاح في بيت الله العتيق، وأراد مولانا الشيخ الانصراف، فودَّع الوالد، ثم انتبه الشيخ أن الوالد سيبقى هكذا بدون شيخه ولا معه كتاب، فعاتبه وقال له ـ بالعامية ـ : «أين الكتاب يا شيخ محمد؟!» فاعتذر الوالد من الشيخ رحمه الله، وأجزل له المثوبة على حسن الملاحظة والتربية، مع أن سيدي الوالد قال لي معقباً: «أنا لا أغفل عن هذا إن شاء الله، ولكن بقي عليَّ وردٌ لم أستطع قراءته لجلوسي مع الشيخ رحمه الله، فأنـا أرغب بقراءته أمام الكعبة المطهرة»، فلهذا بقي الوالد في الحرم، فاعجب من الشيخ وملاحظته وتربيته، أو اعجب من التلميذ وحرصه واستغلاله.
كان قد كتب ورقة صغيرة وضعها على باب مكتبه، يعتذر فيها عن استقبال المحبين، الذين يرتادون مكتبه ليغرفوا من علمه ونصحه، وأدبه وعقله، ولكن رأى أن الواجبات عليه أكثر من الأوقات، والمسؤوليات أغلى من المجاملات، فكتب: «نعتذر، العمر هو الوقت».
الظروف المحيطة به:[عدل المصدر]
للظروف المحيطة بطالب العلم دور كبير وهام في إنجاحه ورفعته، كتوفر الكتب ووجود الأصدقاء وتهيؤ المكان المناسب وغير ذلك.
أ ـ ملاحظة مشايخه له: فقد كانوا له كالأب الرحيم والأستاذ الملاحظ العطوف، يتابعونه منذ الأيام الأولى التي لا حظوا فيها نجابته كي لا يستغله أهل الأهواء ولا يستدرجه أرباب الانتماء، فكان تحت رعاية الشيخ عبد الله سراج الدين في يرافقه مدرسته وبعد المدرسة يرافقه ماشيا إلى بيته، وهو في رفقة الشيخ محمد السلقيني في حيه، وقد كان مرسال تبليغ السلام بين هذين الشيخين، وبهذا كان يلاحظهم ويلاحظونه، يحفظ حركاتهم ووقفاتهم وطريقتهم في الكلام والتعامل مع الكتب، يرشدونه ويعلمونه، حتى أن الشيخ عبد الله سراج الدين كان يراقبه مع من يمشي فيوافقه على فلان ويحذره من فلان، وهذا من أهم مهام الأستاذ المربي.
ب ـ الأصدقاء: اختبار الأصدقاء أمر مهم جدا لطالب العلم وخاصة في مرحلة الطلب، فقد يضيع جهد الأساتذة سدى إن لم يوفق تلامذتهم بأصدقاء جيدين يعينوهم على البناء. متى يبلغ البنيان يوما تمامه *** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم. ولقد أكرم الله الشيخ محمد عوامة بثلة من الأصدقاء الذين كانوا خير عون له، وكان خير عون لهم، شد كل منهم أزر أخيه، وأنار دربه واستنار به، شجعوا بعضهم وتنافسوا تنافس الشرفاء، وتباروا تباري النجباء. وإن خير ما يذكر في ذلك صديقه القديم، العلامة الفقيه الشيخ عبد الستار أبو غدة رحمه الله تعالى حيث كانا توأم روحين، فاستفاد كل منهما من صاحبه، تغذيا العلم سويًّا، واستنشقا الروح معا. ومن ثلة الأصدقاء: الشيخ زهير الناصر، والشيخ عبد المجيد قطان، والدكتور أبو الفتح البيانوني، والشيخ محمد عثمان جمال، وغيرهما الكثير، رحم الله من انتقل وحفظ الله الباقي.
جـ ـ غرفة السيًّافيًّة: السيافية هو اسم لمسجد قريب من المدرسة الشعبانية يحتوي على مصلى وست غرف تعطى لطلاب العلم للتفرغ فيها والمذاكرة، وكان للشيخ محمد عوامة حفظه الله غرفة يشاركه فيها أخوه الحميم، الشيخ عبد الستار أبو غدة رحمه الله، من عام 1377هـ إلى عام 1385هـ.
ولهذه الغرفة ذكريات جميلة ومكانة عالية في نفس الشيخ، فعلى الرغم من بساطتها وصغرها فهي بمثابة المنتدى العلمي والأدبي لهما ولزملائهما الذين يرتادون إليهما دوما، بل وبعض شيوخهما الذين يلاحظونهما، فتراه يحن لأيامها ويترنم بلحظاتهاـ ويتحسر على فواتها، ففيها الدروس والمذاكرة والاستزادة والمنافسة، تنام فيها مع الكتب وتصحو مع العلم، وسط بساطة من المعيشة وزهد في البيئة، وفراغ بال، وهدوء خاطر.
د ـ مكتبة الشيخ باسم عجم: إن توفر الكتب العلمية بين يدي طالب العلم أمر مهم مما يحتاجه طالب العلم لنجاحه وفلاحه، ولقد كان الشيخ باسم عجم زميلا للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، ولقد كان محبا للكتب، جمّاعًا لها، فاتحا بابها لمن يأمن من الأساتذة والطلبة، وقد وضعها في السيَّافيَّة تحت إشراف زميله الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الذي فوض ابن أخيه الشيخ عبد الستار في الاستفادة منها فبهذا توفر للشيخ محمد عوامة حفظه الله الاستفادة من هذه المكتبة أيما استفادة.
هـ ـ تشجيع مشايخه له: من أمثلة ذلك من حياة الشيخ حفظه الله أنه كان يتدارس التفسير مع أصحابه ومحبيه، وكان الحديث حول قوله تعالى: (ولعلكم تهتدون* كما أرسلنا فيكم رسولاً) وبحث الشيخ عن تفسير حرف الكاف في قوله: (كما) فلم يجد جوابا شافيا، ثم رأى أنه ينطبق عليها معنى وإعراب كاف المبادرة، ولم عرض الأمر على الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله سُرَّ لذلك الفهم جدا وأرسل له في اليوم التالي مكافأة على ذلك.
و ـ محبته لشيوخه: إن محبة الشيخ محمد عوامة لشيوخه كلهم، وخاصة منهم شيخيه الجليلين، والعَلَمين الشهيرين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين الذي صاحبه خمسين سنة، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الذي صاحبه أربعين سنة، جعلته يقتدي بهم علماً وعملاً، سيراً وسلوكاً، طريقة ومنهجاً، وكلنا سمع منه مراراً وتكراراً قوله: أنا أحفظ ألفاظ مشايخي، وما هذا إلا لحبه لهم، بل تضلعه هذا الحب في جسده وأحشائه.
يذكر ولده في كتابه «صفحات مضيئة»: وأذكر مرة أنَّا كنا في مجلس شيخنا الداعية الكبير الشيخ محمد عوض رحمه الله تعالى، وكانت الأيام أيام حج، تضم عدداً من مشايخ بلاد الشام، فتكلم الوالد بكلام علمي روحي، أخذ قلوب الحاضرين، وشدَّ انتباه الجالسين، فقال أحد المشايخ الحضور وهو لا يعرف أن الوالد التلميذ الخاص لفضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، قال: هذه الروح روح الشيخ عبد الله تتكلم، فقالوا له: إن الشيخ الوالد أخص تلامذة الشيخ عبد الله، فقال ذاك الشيخ الشامي: الآن عرفت السر.
ز ـ خدمته لشيخيه علميًّا: فقد وقف الشيخ محمد نفسه لشيخيه الجليلين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، وقف نفسه على خدمتهما خدمة علمية خاصة، فاستفاد منهما استفادة بالغة، لا يقدر قدرها، ولا يحدُّ حدها، درسا وتدريسًا، وتأليفا وتحقيقاً، ومقابلة ونسخاً، حتى طباعة وذوقاً، فهو خرِّيجهما، وجامع خيرهما. وإليكم بعض النماذج عن ذلك:
فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين:[عدل المصدر]
أكرم الله عز وجل الشيخ محمد عوامة بخدمة شيخه الأول الشيخ عبد الله سراج الدين من جهتين اثنتين: جهة خدمته بالمدرسة الشعبانية خدمة كاملة، وجهة خدمته بكتبه التي طبعها.
خدمته بالمدرسة الشعبانية: فقد تفرغ الشيخ محمد ونذر نفسه لهذه المدرسة ـ حتى كادت تعلو على بيته ـ فكان يأتيها صباحاً للتدريس والتوجيه، ويعود إلى بيته ظهراً، ثم يرجع إليها عصراً لحصص المذاكرة والمطالعة مع الطلبة، ويعود إليها ثالثة بعد العشاء لملاحظة الطلبة الذين يبيتون داخل المدرسة، لتنظيمهم وحلِّ مشاكلهم، وتأمين مستلزماتهم. ومرة كان يذكر فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين لأخيه الروحي فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ثقل أعمال المدرسة وهمومها، وقال له: «ما عندي مساعد إلا الشيخ محمد». وقال مرة أيضاً: «يا ليت لي عشرة مثل الشيخ محمد». وقال أخرى لأساتذة مدرسته: «لو كان عندي شخص آخر مثل الشيخ محمد، لكفيت جميع الأساتذة».
خدمته لفضيلة الشيخ في كتبه: فكان الشيخ حفظه الله هو المسؤول عن كتب الشيخ طباعياً، يخدمه بين البيت والمطبعة، والتصحيح والتنقيح، والمراجـعة والتعديل، وقد أكسبه هذا خبرة كبيرة في فن التأليف، وانتقاء النصوص، والعزو إلى الأصول، مع فهم كلام العلماء، ومراد الأئمة الفقهاء، بسلاسة واضحة، وبُعد عن التكلف، فاستفاد من الشيخ خبرته، وذوقه وأدبه، وروحه وعلمه. ولقد كانت خدمته هذه للشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في جميع كتبه ما عدا الطبعة الأولى من «شرح البيقونية»، والطبعة الأولى من «الإيمـان بعوالم الآخرة وأحوالها» فإنه ألفهما قبل ابتداء صحبة الشيخ محمد عوامة حفظه الله له.
فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:[عدل المصدر]
لزم الشيخ محمد عوامة حفظه الله شيخه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وخدمه في مجال العلم والتحقيق، ونسخ المخطوطات والمقابلة والتدقيق، من أول كتاب قام بتحقيقه فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى، وهو «الرفع والتكميل» إلى وقت خروج الشيخ محمد عوامة من حلب ـ أي: حتى بعد خروج فضيلة الشيخ عبد الفتاح من حلب إلى الرياض ـ ، خدمه من مرحلة نسخ المخطوط إلى مرحلة خروجه إلى حيز الوجود.
كل هذا يخدمه ويصحبه بنفسية الطالب والمتعلم، والمستفيد والمتدرب، فأجل هذا استفاد وجمع، وارتقى وبرع، تعلم من مولانا الشيخ حبّ المخطوطات، وارتياد أماكنها، وكيفية نسخها، وقواعد خطها مع ضبطها، ثم مقابلتها، والتأكد من صحة ألفاظها، ومراجعة الأصول لنقولها، وبعد ذلك طباعتها، والتذوق والتأنق فيها، فصار معتمده، ومِرساله ومندوبه، وهو أول من دلَّ عليه للتحقيق، وأرسل إليه لخوض هذا اللجِّ العميق، وذلك في كتاب «الأنساب» لإمام السمعاني، فحقق منه المجلد السابع والثامن وربع التاسع، وهو أول تحقيق له حفظه الله تعالى.
أما عن الكتب التي خدم فيها شيخه الشيخ عبد الفتاح في حلب، فهي:
1ـ «الرفع والتكميل» للإمام اللكنوي.
2ـ «الأجوبة الفاضلة» للإمام اللكنوي.
3ـ «رسالة المسترشدين» للإمام المحاسبي.
4ـ «إقـامة الحجة» للإمام اللكنوي. ولـهذا الكتاب خدمة أكبر وأظهر، حيث كان الشيخ عبد الفتاح علَّق على الملازم الستة الأولى، وخرَّج باقي نقول الكتاب على حاشية الكتاب، وأُدخل رحمه الله عند ذلك إلى السجن، فأرسل للشيخ محمد عوامة أن يكمل التعليق على الكتاب ويطبعه، فأكمل وطبع.
5ـ «التصريح فيما تواتر في نزول المسيح» للإمام الكشميري.
حـ ـ تبكيره بالخطابة والتدريس:
1 ـ الخطابة: لقد ارتقى الشيخ محمد عوامة المنبر أول ما ارتقاه وكان عمره ثماني عشرة سنة، في مسجد سوق العطارين وظل يخطب وينتقل في مساجد حلب، من مسجد إلى مسجد، يرشد ويوجه، وينصح وينبِّه، إلى أن خرج منها وعمره أربعون سنة.
2 ـ التدريس: دخل الشيخ حفظه الله فنَّ التدريس تحت إشراف شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين في مدرسته الشعبانية باختيارٍ وطلب من الشيخ رحمه الله، وذلك بعدما تخرج من المدرسة الشرعية، حيث كان عمره (22) سنة.
وهو معروف في دروسه ـ منذ شبابه ـ بسعة اطاعه، وجدِّه واجتهاده، حتى صار يُضرب به بين الطلبة المثل، مع ضبط لأمور وشدة، وحزم منه يصحبها همة، نوى بهذا كله تربية جيل جادٍّ مجدٍّ نابغ، محصِّل للعلوم ونابه، فدرَّس فيها علوماً كثيرة متنوعة في المادة، متفاوتة في المستوى، فكان يدرس السنة الأولى، كما كان يدرس قسم التخصص، وهذه بمفردها مزية للأستاذ المعلِّم، فالتنزُّل بالمعلومات وتبسيطها إلى المرحلة الأولى للطالب، ثم الدخول بعدها مباشرة إلى قسم التخصص، ورفع مستوى المعلومات، وكيفية التعامل والتعلم فهذا مما لا يستطيعه الكلُّ، فضلاً عن الشباب منهم.
ط ـ تفرغه في المدينة المنورة: أكرم الله تعالى الشيخ محمد بالجوار في المدينة المنورة في منتصف عام 1400هـ، وزاد في إكرامه وعطاياه أن هيأ له الأسباب، ففرغه للعلم والنماء، والاستزادة والعطاء، فصار ليله ونهاره، وصباحه ومساءه، في مكتبه أو في بيته: في العلم والقراءة، والتأليف والتحقيق، والتعليق والتدقيق، بالإضافة إلى العزلة والوحدة، والبعد عن المشاغل الدنيوية، والتخفيف من العائق الاجتماعية، مع وفرة المصادر والمراجع، ووجود المخطوطات والنوادر، فاجتمع له ما لم يجتمع لغيره، فاستغل هذا الخير واستفاد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
منهجه العام في كتاباته:[عدل المصدر]
المتانة العلمية، والمنهج العلمي الأصيل، والرؤية النبيهة، كانت هذه العناصر الثلاث هي أُسُّ منهج الشيخ العلمي وأساسه.
فالمتانة العلمية التي يندرج تحتها، سعة الاطلاع بكل اتجاهاته ومعانيه، ومعرفة مدلولات النصوص وفهمها، وكيفية الاستشهاد بها واستخدامها، مع الصياغة الأدبية، والأسلوب العالي.
ثم المنهج العلمي الأصيل الذي رُبي عليه ومشى، دراسة وتدريساً، فهماً وتركيزاً، ثم تخريجاً وتحقيقاً، تنكيتاً وتدقيقاً، على أيدي أئمة أعلامه، وأساطينه وكبار رواده.
بجانب ذلك: رؤية نبيهة، ونظرة حصيفة بواقع الأمـة وأحوالها، وطلاب العلم واحتياجاتهم، مع إدراك خطورة ما تعيش به الأمة من اضطراب علمي وفكري وتربوي، استشرى بجميع الطبقات، وانتشر بكافة الفئات.
أما عن منهجه العلمي العام فيمكن التحدث عنه ضمن النقاط الآتية:
1ـ دقيق في كلامه وعباراته، يوجز وقت الحاجة، ويسهب للضرورة، قوي في أسلوبه، واضح في منهجه، يلاحظ الكلمة بل الحرف، فالحرف عنده له دليل ومعنىً، وتقديم كلمة وتأخير أخرى لها مقصد ومغزىً.
2ـ يدعم آراءه وأفكاره بأقوال العلماء السابقين، والأئمة المتقدمين، وكلما قدم النقل كان هو المقدَّم، فلا ينقل عن متأخر إذا وجد مفاده عند متقدم، فكلامهم درعه، وفهمهم حصنه.
3ـ يحاول جاهداً ألا ينقل نقلاً إلا من مصادره الأصلية، مع مقابلة ومطابقة تامة، ويؤكد على هذا أشد تأكيد، بل يلزم نفسه ومن حوله بهذا، حتى قال مرَّة: «إن كان الناقل إمام الأئمة، فهو على العين والرأس، ولكن لا بد لي أن أراجع نقله، وأتثبت منه»، وهذا إن كان مصدر النقل مطبوعاً، أما إن كان المصدر مخطوطاً: فأيضاً لا بد وأن يسعى لمراجعته، فيطلب المخطوط ـ إن كان الحصول عليه سهلاً ميسوراً ـ ، فيراجع ويقابل، ويتثبت من النص ويطابق، كي يسلم نقله، ويصح عزوه.
4ـ لا يعزو نقوله إلا إلى المصادر الأصلية القديمة، فيربط نفسه وقارئ كتبه بأئمته، فهم العمدة، وإليهم المرجع، فإن رأى نصاً ـ مثلاً ـ عن معاصر ينقله عن متقدم، وقد وافق هذا النص ما أراده الوالد: فإنه يراجع هذا النص في ذلك المصدر، ويتأكد من صحة النقل وسلامته، ثم يعزو إلى المصدر الأصيل مباشرة.
5ـ عند عزوه إلى مصادر النصوص، يقدم العزو إلى الكتاب القديم المسند على القديم غير المسند، ويختاره، ولا يذكر غير المسند إلا لنكتة.
6ـ يختار في طريقة عزوه إلى المصادر، أن تكون طبعاته صحيحة أولاً، ثم متداولة مشهورة ثانية، ولا يعزو إلى طبعات صحيحة مفقودة أو نادرة مع وجودها في مكتبته، لصعوبة رجوع القارئ إليها.
7ـ يحاول أن تكون كتابته في العزو بطريقة توافق أكثر الطبعات، تسهياً للقارئ على مراجعة ما يحتاج إليه، وعدم احتياجه إلى شراء ما ليس عنده.
8ـ يعزو كل نقل إلى كتبه المختصة به، فكلمة لغوية تراجع في كتب اللغة، ومسألة أصولية تراجع في كتب الأصول، بل أدق من هذا: إن كانت المسألة الفقهية أو الأصولية شافعية ـ مثلاً ـ فلا يراجعها إلا في كتب الفقه أو الأصول الشافعية، وكذا إن كانت مالكية أو غير ذلك، ولا يرضى أبداً الرجوع للعزو إلى كتب الفقه المقارن، فلكل مذهب كتبه ومصادره.
9ـ يرجع ـ إن احتاج الأمر ـ إلى أهل الاختصاصات الأخرى، ويستشيرهم، بل ويستكتبهم أحياناً، فنراه عندما حقق كتاب «قلائد الخرائد» لباقشير الحضرمي، في الفقه الشافعي، استكتب الطبيب عبد الله الكتاني في بحث التدخين، ونسب ذلك إليه، وهكذا تكون كتبه معتمدة، وآراءه موثقة.
10ـ يريح القارئ مما قد يعترضه من إشكالات، فيحل له الغموض، ويكشف له العبارة، ويضبط له النص، ولا يتركه في حيرة من أمره، وانغلاق في فهمه، ويكرر القول على طلابه: المحقق خادم للقارئ.
11ـ يهتم بعلامات الترقيم جداً، ويسميها لنا: علامات التفهيم، ويقول: إن صحة وضعها، وسلامة استخدامها، هي نصف التحقيق.
12ـ دقيق حتى في اختيار ألفاظ كتابة مراجع بحثه، فتراه ـ مثلاً ـ عند ذكر طبعة كتاب معين، إن كان التحقيق لم يرق له: فلا يقول: حققه فلان، إنما يقول: طبعة فلان.
13ـ يهتم بالفهارس العلمية جداً، ويحب التنوع بها، تسهيلاً للباحث، وإسراعاً في وصوله إلى بغيته.
15ـ بجانبه كتب لا تفارقه تأليفاً أو تحقيقاً، كقواميس اللغة، و«نهاية» ابن الأثير، و«مفردات الراغب».
16ـ يخاطب في كل ما يكتب: العقل والروح معاً، فلاذ يستجيب له العقل، وينبسط له الفؤاد، وتنقاد له الروح.
منهجه العلمي في مؤلفاته:[عدل المصدر]
أما منهجه العلمي في التأليف، ومراحله فيه ـ إضافة إلى ما سبق من منهجه العام في الكتابة ـ ، فألخصه بنقاط عدة:
1ـ يحدد الشيخ -حفظه الله- الموضوع الذي يرى الكتابة فيه ملحة، والحاجة إليه ماسَّة، سواء أكانت علمية تخصصية، كـ «حجية أفعال النبي صلى الله عليه وسلم»، ودراسة حديثية مقارنة لـ «نصب الراية»، و«فتح القدير»، و«منية الألمعي»، أم علمية فكرية: كـ «أثر الحديث الشريف»، و«أدب الاختلاف»، أم علمية تربوية: كـ «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» أم علمية ثقافية للعامة، كـ «شرح الأحاديث القدسية».
2ـ يجمع المصادر التي تناولت هذا الموضوع، أو التي هي مظنة لتناول الموضوع، ولسعة اطاعه، فإننا نرى من مصادره في أبحاثه كتباً ليست مظنة لما يكتب، وهذا يرجع إلى تقييده للفوائد وقت القراءة، سواء في قصاصات، أو على أغلفة الكتب، فتكون وقت الحاجة إليها سهلة المتناول، قريبة المأخذ.
3ـ يستوعب القراءة في الموضوع استيعاباً كاملاً ـ وهذا قبل بدء الكتابة ـ ، كما أنه يستوعب استيعاباً شاماً ما في المصادر المجموعة، ويضم إلى هذا وذاك ما في ذاكرته سابقاً، فيكون موضوعه تام الأطراف، متكامل البنيان.
4ـ من عادته قبل بدء الكتابة: أن يخط خطة لبحثه، فيركز أصوله وفروعه، وأساسياته ومسائله، مع تشجيره له تشجيراً علمياً منطقياً، كي يسهل استيعابه، ويشمل موضوعاته.
5ـ يكثر من الاستشهاد بالآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، مع حسن استدلال، وسلامة فهم، وجودة عرض، فهما أساس المراجع، وأصل النقول.
6ـ يربط القارئ بعصره وواقعه، فيكثر من ذكر قصص واقعية حصلت معه أو مع أحد شيوخه، لها علاقة وطيدة، وصلة أكيدة بما يكتبه، أو يبحث فيه، فتكون الكتابة أنفع، وصلتها بالروح أمتع.
منهجه العلمي في التحقيق:[عدل المصدر]
اشتهر قول العلامة فضيلة الشيخ محمد سعيد الطنطاوي عن الشيخ محمد عوامة حفظه الله: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق». وسأعرض نقاطا تتعلق بمنهجه في التحقيق تضاف إلى منهجه العام في كتاباته:
1ـ يحاول أولاً في كل كتاب يريد أن يحققه أن يحصل على نسخة المؤلف ـ وخاصة الأخيرة منها ـ ، فيبحث عنها بحثاً حثيثاً، ويفتش ويسأل وينقب، فإن استطاع الحصول عليها، فذاك بغيته ومناه، وقد أكرمه الله عز وجل في عدد من تحقيقاته، فحصل على نسخة المؤلف في:  «تقريب التهذيب»، و «الكاشف»، و «مجالس ابن ناصر الدين»، و «القول البديع». ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: وبهذه المناسبة أقول: إن نسخة المؤلف التي يرى سيدي الوالد أن يُحرص عليها ويُعتمد: هي التي تكون قد بقيت تحت يد مؤلفها، يزيد فيها وينقص، وينقح فيها ويصحح، ويقرؤها على أصحابه، ويقرؤونها عليه، فهي التي ينبغي أن يُسعى إليها. والغرض من هذا واضح لذاته، ولأمر علمي آخر ينبني عليه، هو أن المؤلف قد يكون ألّف هذا الكتاب في وقت مبكر من حياته رحمه الله، قبل أن يوُصف بالإمامة في العلم، والحفظ والحجية بأحكامه وآرائه واختياراته، فحينما تبقى هذه النسخة تحت يده، وتنقيحاته ظاهرة عليها، يدلنا ذلك على استقرار رأيه العلمي الذي في هذا الكتاب، وإلا فالاحتمال وارد أن يكون قد عرض له اختيار آخر.
2ـ إن لم يتيسر له الحصول على نسخة المؤلف يبحث عن أحد فروعها، من نسخة نقلت عن نسخة المؤلف، أو نسخة قوبلت على نسخة المؤلف، فلا تقوم مقامها بالكلية، ولكن يستأنس بها استئناساً عالياً.
3ـ إن لم يستطع الحصول على نسخة المؤلف، أو فرع عنها، يبحث عن نسخة كانت بين يدي إمام من الأئمة الأعلام، فغالباً ما تكون مزينة بالحواشي، مجملة بالسماعات، دقيقة مصححة، فتقوم مقام الأصل أو الفرع، بمقامها والاعتماد عليها.
4ـ إن حصل على نسخة المؤلف، فإنه يعتبرها هي الأصل، وإن لم يحصل عليها فالأصل عنده هو الفرع، وإن لم يحصل على هذا أو ذاك، فالأصل ما كانت عند إمام من الأئمة، أو هم كلهم سواء.
5ـ يعتمد الأصل اعتماد تاماً، فيثبته كاملاً في الأعلى ـ حتى لو كان خطأ ـ إلا إذا كان مما يُقال عنه: سبق قلم الناسخ، يعني أنه غير مراد، ويشير إلى باقي المغايرات، أو إلى صوابه في التعليق. أما إن لم يكن هناك أصل يعتمد، فيقوّم النص من النسخ جميعاً، ويشير إلى ذلك تعليقاً، وإن اتفقوا جميعاً على عدم الصواب الظاهر، وكان الخطأ عندهم واضحاً، فإنه يثبت ما يراه صحيحاً سليماً في الأعلى، وينبّه إلى ذلك في التعليق.
6ـ يثبت ما يراه من حواشي المخطوطات كاملة، ولا يضيّعها على القارئ الكريم، كي لا يحرمه إفادات الأئمة العلماء، بل ينتقد من لا يكتبها أشد انتقاد، ويعتب عليه أشد العتب.
7ـ دقيق في وصف المخطوطات التي يعتمدها أو يرجع إليها، كي يعطي القارئ صورة واضحة، وبه تتبيّن مكانتها، ومدى الثقة بها.
8ـ دقيق شديد في مقابلة النسخ الخطية، فهو في جميع كتبه لا يرضى أن يقابل أحد مكانه، أو تفوته كلمة من المقابلة، فيحضرها بنفسه، ويراقبها بنظره.
9ـ يشير إلى كثير من المغايرات، والتي ليس لها فائدة أو معنىً، لا يرهق بها حواشي الكتاب، فيتركها ولا يثبتها.
10ـ يهتم بربط الكتاب أوله بآخره، وكذا آخره بأوله، فإن تكرر معنىً أو مبحث، أو فائدة أو عنوان، فإنه يحيل إليه، ويوفق بينهما، فيبقى الكتاب سبيكة ذهبية، محكمة الاتصال، متينة البنيان.
11ـ يخرج الأحاديث تخريجاً يلائم طبيعة الكتاب وحاله، ووضعه وموضوعه، فليس كل كتاب يكون تخريجه للحديث مطولاً، كما أنه ليس كل كتاب يصح أن يكون تخريجه مختصراً، وليس كل كتاب يبين فيه درجة الحديث، وليس كل كتاب يحكم فيه على الحديث ـ ما لم يكن موضوعاً ـ، فالتخريج ذوق، والتعامل مع الكتاب فن.
12ـ شخصيته العلمية المتينة ظاهرة جداً في تحقيقاته وتعليقاته، فهو ليس ككثير ممن يدَّعي التحقيق، همه إثبات المغايرات المفيدة وغير المفيدة، إنما هو عالم مشارك، يشارك المؤلف بعلمه ورأيه، لغة وفقهاً، وأصولاً وحديثاً، وعقيدة وغير ذلك، فتراه إما موافقاً مؤيداً، وإما منبهاً ومناقشاً، وإما مستدركاً ومعقباً.
13ـ يحاول أن يغني القارئ عن كل الطبعات السابقة، فيستوعب حسنات من قبله، ويزيد عليها من عنده، فتخرج نسخة نفيسة كاملة، لا يحتاج القارئ إلى غيرها.
أسانيده وإجازاته:[عدل المصدر]
لقد تعرض الشيخ حفظه الله لذكر مشايخه الذين أخذ عنهم العلم والإجازات في نص إجازة كتبها لأحد علماء عصرنا، فقال:
«لقد منَّ الله الكريم المتفضِّل عليَّ ـ وأنا العبد الضعيف ـ بالإجازة من عدد من أكابر أهل العلم، وتشرَّفت بالاتصال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق أسانيدهم، جزاهم الله خيراً عن الإسلام والعلم والدين. فمنهم:
من مدينة حلب: ـ مع غاية الإجلال والاحترام لمقاماتهم ـ العلماء المشايخ: عبد الله سراج الدين، وعبد الفتاح أبو غدة ـ وهما وليّا نعمتي في هذا العلم ـ، ومحمد أسعد عِبَه جي، وعبد الله حماد، ومصطفى الزرقا، ومحمد زين العابدين جذبة.
ومن مدينة حماة: محمد علي المراد.
ومن مدينة حمص: عبد العزيز عيون السود، ووصفي المسَدِّي.
ومن مدينة دمشق: محمد أبو اليسر عابدين، وأديب كلاس، وعبد الرزاق الحلبي، وأحمد نصيب المحاميد، ومحيي الدين الكردي، ووهبي سليمان الغاوجي.
ومن المدينة المنورة: محمد حيدر الأيوبي، ومحمد عبد الله ولد آد.
ومن مكة المكرمة: حسن المشاط، ومحمد ياسين الفاداني، وإبراهيم فَطاني، وعبد الفتاح راوة، ومحمد علوي المالكي.
ومن الطائف: محمد أمين الساعاتي.
ومن جدة: عبد الله الناخبي.
ومن رابغ: عبد القادر كرامة الله البخاري.
ومن الأحساء: أحمد الدوغان.
ومن فلسطين: محمد نمر الخطيب.
ومن لبنان: حسين عسيران.
ومن العراق: عبد الكريم المدرس، وساطع الجُمَيلي.
ومن اليمن: إسماعيل الأكوع.
ومن حضرموت: عبد القادر السقاف، ومحمد أحمد الشاطري.
ومن مصر: حسام الدين القدسي.
ومن السودان: محمد المجذوب المدثِّر الحَجّاز.
ومن الهند: محمد زكريا الكاندهلوي، وحبيب الرحمن الأعظمي، وأبو الحسن النَّدْوي، ومجاهد الإسلام القاسمي، وأحمد السَّوْرَتي، وأحمد رضا البِجْنَوَري، ومحمد حياة السَّنْبهلي، ومحمد عاقل السَّهارَنْفوري، وحبيب الله قربان المَظاهري.
ومن باكستان: محمد عبد الرشيد النعماني، ومحمد عاشق إلهي البرني.
فهؤلاء سبعة وخمسون عالماً، رحم الله من انتقل منهم إلى دار كرامته، وحفظ من بقي منهم بخير وعافية.
والذي ينبغي أن يقال في هذا المقام: إن مدار الإجازات في هذه الأيام المتأخرة على ثلاثة أثبات، مع كثرة ما طُبع منها: ثَبَت العامة الأمير الكبير (1154 – 1232)، الذي سماه «سدّ الأرب»، وعلى «الأوائل السُّنْبلية» للعلامة محمد سعيد سُنبل المكي (ت 1175)، وعلى «فهرس الفهارس» للسيد محمد عبد الحي الكتاني (1303 – 1382) رحمهم الله تعالى، وهذا الأخير يحقّ أن يقال فيه: كلُّ الصيد في جوف الفَرا.
أما «ثبت» الأمير: فأتصل به من طريق عدد من شيوخي، منهم فضيلة العامة مفتي السادة الشافعية بحلب محمد أسعد عِبَه جي، عن خاصة شيوخه أحمد المكتبي الحلبي الأزهري، عن الشمس الأنبابي، عن مصطفى الذهبي، عن الأمير الكبير.
ومنهم: مفتي الجمهورية السورية سابقا الشيخ محمد أبو اليسر عابدين، عن أبيه، عن جده، عن عمه ابن عابدين وشيخ الإسلام عارف حكمت والأمير الصغير، عن الأمير الكبير.
ومنهم: سيدي الشيخ عبد الله سراج الدين، عن أبيه محمد نجيب سراج الدين، عن بكري الزُّبَري، عن الباجوري، عن الأمير.
ومنهم: السيد عبد الرحمن الكتاني، عن أبيه محمد عبد الحي الكتاني، عن حسين منقارة الطرابلسي، عن أحمد المرصفي الكبير، عن الأمير.
وغيرهم، ويروي شيخنا محمد ياسين فاداني ـ مسند عصره - «ثَبت» الأمير عن ستة وأربعين شيخاً، بأسانيدهم إلى الأمير.
وأما «الأوائل السنبلية»: فأرويها من طرق أيضاً، منها: عن السيد عبد الرحمن الكتاني، عن أبيه السيد عبد الحي الكتاني، عن محمد طاهر بن عمر بن عبد المحسن بن محمد طاهر بن محمد سعيد سنبل، عن أبيه عمر، عن جده عبد المحسن، عن والده محمد طاهر، عن مؤلفها محمد سعيد سنبل. فهذا طريق مسلسل بالآباء.
ومنها: عن سيدي الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، عن محمد زاهد الكوثري، عن حسن القَسْطَموني، عن أحمد الأَرْوادي، عن عبد الرحمن الكُزْبري، عن محمد طاهر سنبل، عن أبيه محمد سعيد سنبل.
ومنها: عن حبيب الرحمن الأعظمي، عن أنور الكشميري، عن محمود الحسن، عن محمد قاسم النانوتوي، عن عبد الغني الدهلوي، عن محمد إسحاق الدهلوي، عن عمر العطار، عن محمد طاهر سنبل، عن أبيه.
ومنها: عن محمد ياسين الفاداني، عن عبد الستار الدهلوي المكي، عن حسين الحبشي المكي، عن محمد بن حسن الحبشي المكي، عن عمر بن عبد الكريم العطار المكي، عن محمد طاهر سنبل المكي، عن أبيه محمد سعيد سنبل. وهذا مسلسل بالمكيين، وقد سمعت هذه «الأوائل» بمكة المكرمة على سيدي الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
وأما «فهرس الفهارس»: للسيد محمد عبد الحي الكتاني، وتمام اسمه: «فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسات»، وهو اسم يطابق مسمّاه، فأرويه عن عدد من مشايخي، منهم: ولده الشيخ عبد الرحمن الكتاني، وسيدي الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ حسن المشاط، والشيخ محمد ياسين فاداني، وغيرهم، عن مؤلفه.
وثمة ثَبَتان آخران يصل أحدُهما العلماء بأسانيد علماء الدولة العثمانية، وآخر يصلهم بأسانيد علماء الهند.
فالأول: هو «التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز» للإمام محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى.
ثانيهما: «العناقيد الغالية في الأسانيد العالية» للعلامة المفتي محمد عاشق إلهي البِرْني من علماء باكستان، رحمه الله تعالى.
و«التحرير الوجيز»: أرويه عن مؤلفه من طريق شيخنا وارث علومه سيدي الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وعن أسبق تلامذته الأستاذ حسام الدين القدسي، وعن محمد أمين سِراج، وعبد العزيز عيون السود، ومحمد أمين الساعاتي شيخ الطائفة البخارية بمدينة الطائف، وعن الغُمَاريَّيْن: أحمد الصديق، وأخيه عبد الله، ومحمد ياسين الفاداني، وغيرهم.
وأما «العناقيد الغالية»: فأرويه عن مؤلفه مباشرة، رحمه الله تعالى. 24/3/1431 هـ».
أما من أجازه من العلماء بعد هذا التاريخ، فهم أصحاب الفضيلة:
1ـ فضيلة الشيخ محمد بن سالم القاسمي ـ حفظه الله تعالى ـ، عن عدد من المشايخ، أبرزهم والده حكيم الإسلام القارئ محمد الطيب، عن والده أحمد، عن والده الإمام محمد قاسم النانوتوي رحمه الله تعالى.
2ـ فضيلة الشيخ المعمَّر محمد معوض إبراهيم المصري ـ رحمه الله تعالى ـ.
3ـ فضيلة الشيخ قاري أمير الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ.
شهادة علماء عصره فيه:[عدل المصدر]
وأذكر مقتطفات من كلام أعلام العصر من أهل العلم والفكر من طبقة شيوخه أو شيوخ شيوخه ومن معاصريه وتلامذته:
1ـ شيخ الحديث والمشايخ، فضيلة العلامة المحدث، مولانا الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، رحمه الله تعالى ـ الهند ـ: قال في معرض موضوع «اختلاف الأئمة»:  «يرجع الفضل في هذا العصر إلى أخينا الفاضل العلامة الشيخ محمد عوامة».
2ـ فضيلة محدث العصر، الناقد الخبير، والمحقق الشهير، الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، رحمه الله تعالى ـ الهند ـ، وهو من طبقة شيوخ شيوخ الشيخ محمد عوامة حفظه الله، قال عنه: «الأخ العزيز، الفاضل الذكي، العالم المحقق اليلمعي، المحب الحبيب، المتقن، الفطن، خيرة الأحباب، صاحب الفضل الجسيم، والمحب الصميم».
3ـ فقيه الأدباء، وأديب الفقهاء، الأستاذ الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى ـ السعودية ـ: قال: «كم رأت عيني من العلماء، وكم قرأت من الكتب، لم تر عيني مثل الشيخ محمد عوامة، ولم أقرأ مثل كتابه «أثر الحديث الشريف».
4ـ فضيلة العلامة الحجة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، رحمه الله تعالى ـ سوريا ـ: وصفه بـ: «الجهبذ المحقق»، وقال أيضاً: «تلميذ الأمس وزميل اليوم».
5ـ العلامة الندرة الموسوعي، الشيخ محمد سعيد الطنطاوي رحمه الله تعالى – سوريا ـ: قال: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق»، وقال مرة أخرى: «أَعلمُ من أَعرِف على وجه الأرض».
6ـ فضيلة العلامة المتكلم النظار المعمر محمد أمين أر، رحمه الله تعالى ـ تركيا ـ: قال: «عالم فاضل، وقور متواضع، أهل لكل المناقب، يستحق كل الثناء والتقدير».
7ـ فضيلة الأستاذ الشيخ محمد أمين سراج، حفظه الله تعالى، شيخ مسجد السلطان محمد الفاتح ـ تركيا ـ: قال: «عالم جليل من العلماء الأجلاء، محقق موفق، محدث بارع، فقيه خبير، ليس لأمثالي أن يكرمه حق التكريم، ويقدره حق التقدير، كتب الشيخ حسام الدين القدسي لي كلمات تقدير وثناء على الشيخ محمد عوامة في رسالة له بعث بها إلي، وقد وجدت لديه دقة الفقهاء المحققين، ورقة المحدثين الحفاظ، وتقوى الصالحين، وعنده عناية تامة في أداء الأمانة العلمية، وله حساسية واضحة ضد من أراد أن ينال من السنة المطهرة ببنت شفة».
8ـ مختارات من قصيدة فضيلة الأستاذ الأديب الشاعر ضياء الدين الصابوني رحمه الله تعالى، شاعر طيبة عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وهو من أساتذة الشيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى ـ سوريا ـ:
أمحمد أصبحتَ أعظمَ موئل
ولقد عرفتُك عالماً متبحِّراً
مثل البخاري في صحيح حديثه
شيخ الحديث بعصرنا نلتَ المنى
والله يحفظكم مناراً يحُتذى
فاروِ الحديث عن النبي المرسلِ
بحديثه مثل الرعيل الأولِ
ومسلم ومالك وحنبلِ
وبلغتَ في العلياء أرفع منزلِ
ولتبق في علما لحديث كمشعلِ
رحلاته:[عدل المصدر]
ابتدأ الشيخ رحلاته العلمية وهو في سن مبكر من حياته، فسافر وهو دون سن العشرين إلى مصر للقاء أعلام العلم في وقته، فالتقى فيها بالسيد أحمد الغماري، وأخيه السيد عبد الله، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف وغيرهم.
كما رحل إلى الحجاز والتقى بأعلامها، ثم أكرمه الله بالاستقرار في المدينة المنورة، وكانت لقاءاته بعلماء الدنيا فيها مجمع العلم والنور.
رحل الشيخ إلى بلدان ودول كثيرة، وكانت رحلاته علمية بحتة، تُعقد له الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، مع أكابر العلماء وطلبة العلم. ومن ذلك: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، المغرب، البحرين، ماليزيا، الهند، تركيا (وقد أجري فيها مؤتمر دولي تعريفي بالشيخ حفظه الله، بعنوان: (العلامة المحدث محمد عوامة وجهوده الحديثية) شاركت فيه جامعتان من أشهر الجامعات في مدينة اسطنبول)، أوزبكستان، لبنان.
مؤتمرات وأبحاث:[عدل المصدر]
كتبه:[عدل المصدر]
1)  أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم، بقلم محمد عوامة، الطبعة السابعة. في مجلد.
2)  أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين، بقلم محمد عوامة، الطبعة الخامسة. في مجلد.
3)  الأنساب، للسمعاني، من أول حرف الشين إلى آخر حرف العين. (تحقيق)
4)  التحذير من التوارد على قول دون الرجوع إلى مصادره، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
5)  التقليد المذهبي ما يجوز منه وما لا يجوز، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
6)  تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، بحاشية العلامة ابن العجمي، مع شرحه ومقابلته بعشر نسخ خطية، الطبعة الأولى. في خمسة مجلدات.
7)  تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، بحاشيتي العلامة عبد الله بن سالم البصري وتلميذه الميرغني، مقابلة بأصول مؤلفيها الثلاثة، مع زيادات على الإخراج السابق في التصحيح والتعليق، الطبعة الثانية. في مجلد كبير.
8)  تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، مع مقابلته بأصل مؤلفه ودراسة وافية عنه، الطبعة السادسة. في مجلد.
9)  ثَبت العلامة أحمد بن أحمد ابن العجمي رحمه الله، مع ضبطه ومقابلته بأصله، الطبعة الأولى. جزء لطيف ملحق بكتاب المدخل للسنن.
10) حجية أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصولياً وحديثياً، وفيه: عصمته من الخطأ والخطيئة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الثانية. مجلد لطيف.
11) الحديث المرسل وتحرير أشهر المذاهب فيه قبولاً ورداً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
12) حذف طرف من الحديث الواحد اختصاراً له أو إعلالاً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
13) حكم العمل بالحديث الضعيف بين النظرية، والتطبيق، والدعوى، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.
14) خطُوات منهجية في إثبات عدالة الصحابة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
15) دراسةُ الأقوالِ في حديث «خلق الله التربة يوم السبت»، وتصحيحه سنداً ومتناً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
16) دراسة حديثيةٌ فقهيةٌ لحديث ابن عباس في الجمع بين الصلاتين من غير عذر، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
17) دراسة حديثية مقارنة لنصب الراية، وفتح القدير، ومنية الألمعي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
18) روايةُ الحديث الشريف بالمعنى بين الحكمِ النظري الواقع العملي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
19) السنن، للإمام أبي داود السجستاني، حققه وضبطه وعلَّق عليه وقابله بأصل الحافظ ابن حجر وسبعة أصول أخرى، الطبعة الثالثة. في ستة مجلدات.
20) الشمائل المحمدية، للإمام الترمذي، بشرح الباجوري، الطبعة الثالثة. في مجلد.
21) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم، للسخاوي، مقابلاً بأصل مؤلفه وأربعة أصول أخرى، فجاء أكمل نص للكتاب، الطبعة الثالثة. في مجلد.
22) الكاشف، للذهبي، مع حاشية سبط ابن العجمي، مع مقدمات وافية، ودراسة نقدية لكثير من تراجمه، وساعده في مقابلتهما بأصل مؤلفيهما وبتخريج نصوصهما الدكتور أحمد محمد نمر الخطيب، الطبعة الثانية. في خمسة مجلدات.
23) كلمات عن منهج الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه رواية ودراية.
24) كلمة في التوقي من التحريف، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
25) اللَّقاء بين الراويين قرينة على الاتصال أو شرط له، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
26) لَمحات في بيان مذهب ابن حبان في معرفة الثقات، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
27) مجالس في تفسير قوله تعالى «لقد من الله على المؤمنين..»، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، مقابلة بأصل مؤلفها، مع تخريج نصوصها والتعليق عليها، الطبعة الثانية. في مجلد.
28) المختار من فرائد النقول والأخبار، ثلاثة أقسام في مجلد واحد، اختيار وجمع محمد عوامة، الطبعة الثالثة. مجلد لطيف.
29) المدخل إلى علم السنن، للبيهقي، (النص الكامل)، اعتنى به وخرج نقوله، الطبعة الأولى. في مجلدين.
30) مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، للباغَندي، تخريج وشرح لأحاديثه، وتكملة لمروياته، الطبعة الرابعة. في مجلد.
31) المصنف، للإمام الحافظ أبي بكر ابن أبي شيبة، مع تخريج أحاديثه وتقويم نصوصه ومقابلته بعدة نسخ خطية، الطبعة الأولى. في ستة وعشرين مجلداً.
32) معالم إرشادية في صناعة طالب العلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.
33) منهج الإمام محمد زاهد الكوثري في نقد الرجال، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
34) من صحاح الأحاديث القدسية، مئة حديث قدسي مع شرحها، بقلم محمد عوامة، الطبعة السادسة. في مجلد.
35) من مصطلح ابن خزيمة في إعلاله الحديثَ في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
36) من منهج الإمام مسلم في عرض الحديث المعلَّل في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
37) نشر الميراث النبوي، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
38) نصب الراية، للإمام الزيلعي، مع مقابلته بمخطوطتين، وتصحيح لأكثر من ألف خطأ مطبعي فيه. في خمسة مجلدات.
39) وجهة نظر في فهم حديث عرض أبي سفيانَ الزواج بأم حبيبة على النبي صلى الله عليه وسلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
مراجع:[عدل المصدر]
- «صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة محمد عوامة»، بقلم ولده الدكتور محي الدين محمد عوامة.
روابط ذات صلة:[عدل المصدر]
https://ar.haberler.com/arabic-news-1197693/
http://www.acikmedeniyet.com/tr/guncel-yazi/ibn-khaldun-participates-in-organizing-the-world-conference-the-modern-mark-mohammed
https://www.turkpress.com.tr/node/48438
هذه الصفحة غير مصنفة: صنفها حسب الموضوع. جرب المصناف الفوري. دقق تصنيفك قدر الإمكان. (نوفمبر 2020)' |
كل الوصلات الخارجية في النص الجديد (all_links ) | [
0 => 'https://ar.haberler.com/arabic-news-1197693/',
1 => 'http://www.acikmedeniyet.com/tr/guncel-yazi/ibn-khaldun-participates-in-organizing-the-world-conference-the-modern-mark-mohammed',
2 => 'https://www.turkpress.com.tr/node/48438'
] |
الوصلات في الصفحة، قبل التعديل (old_links ) | [
0 => 'http://www.acikmedeniyet.com/tr/guncel-yazi/ibn-khaldun-participates-in-organizing-the-world-conference-the-modern-mark-mohammed',
1 => 'https://ar.haberler.com/arabic-news-1197693/',
2 => 'https://www.turkpress.com.tr/node/48438'
] |
مصدر HTML المعروض للمراجعة الجديدة (new_html ) | '<div class="mw-parser-output"><div class="إعلام محتوى" style="محتوى"><div class="صورة" style="display:inline"><a href="/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:N_write.svg" class="image"><img alt="N write.svg" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a5/N_write.svg/40px-N_write.svg.png" decoding="async" width="40" height="40" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a5/N_write.svg/60px-N_write.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a5/N_write.svg/80px-N_write.svg.png 2x" data-file-width="44" data-file-height="44" /></a></div> <div style="display:inline"><span style="float:left;"><a href="/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%BA%D9%8A%D8%B1_%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%A9" title="تعرَّف على طريقة التعامل مع هذه المسألة من أجل إزالة هذا القالب."><img alt="تعرَّف على طريقة التعامل مع هذه المسألة من أجل إزالة هذا القالب." src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e9/Breezeicons-actions-22-help-about.svg/22px-Breezeicons-actions-22-help-about.svg.png" decoding="async" width="22" height="22" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e9/Breezeicons-actions-22-help-about.svg/33px-Breezeicons-actions-22-help-about.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e9/Breezeicons-actions-22-help-about.svg/44px-Breezeicons-actions-22-help-about.svg.png 2x" data-file-width="512" data-file-height="512" /></a></span>هذه <b>مقالة غير مراجعة</b>. ينبغي أن يزال هذا القالب بعد أن <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D8%AA_%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A9" title="ويكيبيديا:مراجعات معلمة">يراجعها</a> محرر مغاير للذي أنشأها؛ إذا لزم الأمر فيجب أن توسم المقالة <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8_%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9" title="ويكيبيديا:قوالب صيانة">بقوالب الصيانة</a> المناسبة. يمكن أيضاً تقديم <b><a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%B7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%AA_%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA" title="ويكيبيديا:طلبات مراجعة المقالات">طلب لمراجعة المقالة</a></b> في الصفحة المُخصصة لذلك. <small>(نوفمبر 2020)</small></div></div>
<div class="إعلام محتوى" style="محتوى"><div class="صورة" style="display:inline"><a href="/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Question_book-new.svg" class="image"><img alt="Question book-new.svg" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/99/Question_book-new.svg/50px-Question_book-new.svg.png" decoding="async" width="50" height="39" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/99/Question_book-new.svg/75px-Question_book-new.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/99/Question_book-new.svg/100px-Question_book-new.svg.png 2x" data-file-width="262" data-file-height="204" /></a></div> <div style="display:inline"><span style="float:left;"><a href="/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D9%84%D8%A7_%D9%85%D8%B5%D8%AF%D8%B1" title="تعرَّف على طريقة التعامل مع هذه المسألة من أجل إزالة هذا القالب."><img alt="تعرَّف على طريقة التعامل مع هذه المسألة من أجل إزالة هذا القالب." src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e9/Breezeicons-actions-22-help-about.svg/22px-Breezeicons-actions-22-help-about.svg.png" decoding="async" width="22" height="22" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e9/Breezeicons-actions-22-help-about.svg/33px-Breezeicons-actions-22-help-about.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e9/Breezeicons-actions-22-help-about.svg/44px-Breezeicons-actions-22-help-about.svg.png 2x" data-file-width="512" data-file-height="512" /></a></span><b>يفتقر</b> محتوى هذه المقالة <b>إلى <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A8%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1" title="ويكيبيديا:الاستشهاد بمصادر">الاستشهاد بمصادر</a></b>. فضلاً، ساهم في <a class="external text" href="https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit">تطوير هذه المقالة</a> من خلال إضافة <b><a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D9%85%D9%88%D8%AB%D9%88%D9%82%D8%A9" title="ويكيبيديا:مصادر موثوقة">مصادر موثوقة</a></b>. أي معلومات غير <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D9%85%D9%88%D8%AB%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%A9" title="ويكيبيديا:موثوقية">موثقة</a> يمكن التشكيك بها و<b>إزالتها</b>. <small>(نوفمبر 2020)</small></div></div>
<div class="إعلام أسلوب مخفي" style="display:none"><div class="صورة" style="display:inline"><a href="/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Icone_Puzzle.svg" class="image"><img alt="Icone Puzzle.svg" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c4/Icone_Puzzle.svg/30px-Icone_Puzzle.svg.png" decoding="async" width="30" height="30" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c4/Icone_Puzzle.svg/45px-Icone_Puzzle.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/c/c4/Icone_Puzzle.svg/60px-Icone_Puzzle.svg.png 2x" data-file-width="371" data-file-height="371" /></a></div> <div style="display:inline">هذه المقالة <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%85%D8%A9" title="ويكيبيديا:يتيمة">يتيمة</a> إذ <a class="external text" href="https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AE%D8%A7%D8%B5:%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7_%D9%8A%D8%B5%D9%84_%D9%87%D9%86%D8%A7&target=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&namespace=0">لا تصل إليها</a> مقالة أخرى. ساعد بإضافة <a href="/wiki/%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9:%D9%88%D8%B5%D9%84%D8%A9" title="مساعدة:وصلة">وصلة</a> إليها في مقالة متعلقة بها. (نوفمبر 2020)</div></div>
<div class="thumb tleft"><div class="thumbinner" style="width:490px;"><a href="/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.jpg" class="image"><img alt="" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/99/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.jpg/488px-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.jpg" decoding="async" width="488" height="325" class="thumbimage" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/99/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.jpg/732px-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.jpg 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/99/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.jpg/976px-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.jpg 2x" data-file-width="2400" data-file-height="1600" /></a> <div class="thumbcaption"><div class="magnify"><a href="/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%A9_%D8%AD%D9%81%D8%B8%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.jpg" class="internal" title="كبّر"></a></div>الشيخ العلامة محمد عوامة حفظه الله</div></div></div>
<div id="toc" class="toc" role="navigation" aria-labelledby="mw-toc-heading"><input type="checkbox" role="button" id="toctogglecheckbox" class="toctogglecheckbox" style="display:none" /><div class="toctitle" lang="ar" dir="rtl"><h2 id="mw-toc-heading">محتويات</h2><span class="toctogglespan"><label class="toctogglelabel" for="toctogglecheckbox"></label></span></div>
<ul>
<li class="toclevel-1 tocsection-1"><a href="#ترجمة_العلامة_محمد_عوامة"><span class="tocnumber">1</span> <span class="toctext">ترجمة العلامة محمد عوامة</span></a>
<ul>
<li class="toclevel-2 tocsection-2"><a href="#اسمه_ونسبه:"><span class="tocnumber">1.1</span> <span class="toctext">اسمه ونسبه:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-3"><a href="#ولادته:"><span class="tocnumber">1.2</span> <span class="toctext">ولادته:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-4"><a href="#أسرته:"><span class="tocnumber">1.3</span> <span class="toctext">أسرته:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-5"><a href="#نشأته_وطلبه_للعلم:"><span class="tocnumber">1.4</span> <span class="toctext">نشأته وطلبه للعلم:</span></a>
<ul>
<li class="toclevel-3 tocsection-6"><a href="#طلبه_للعلم_على_الطريقة_المشيخية:"><span class="tocnumber">1.4.1</span> <span class="toctext">طلبه للعلم على الطريقة المشيخية:</span></a></li>
<li class="toclevel-3 tocsection-7"><a href="#طلبه_للعلم_الرسمي_(الأكاديمي):"><span class="tocnumber">1.4.2</span> <span class="toctext">طلبه للعلم الرسمي (الأكاديمي):</span></a></li>
</ul>
</li>
<li class="toclevel-2 tocsection-8"><a href="#من_أهم_شيوخه:"><span class="tocnumber">1.5</span> <span class="toctext">من أهم شيوخه:</span></a>
<ul>
<li class="toclevel-3 tocsection-9"><a href="#من_مشايخه_الذين_تلقى_عنهم_العلم_في_المدرسة_الشعبانية"><span class="tocnumber">1.5.1</span> <span class="toctext">من مشايخه الذين تلقى عنهم العلم في المدرسة الشعبانية</span></a></li>
<li class="toclevel-3 tocsection-10"><a href="#وكان_من_مشايخه_الذين_تلقى_عنهم_في_الثانوية_الشرعية_(الخسروية)"><span class="tocnumber">1.5.2</span> <span class="toctext">وكان من مشايخه الذين تلقى عنهم في الثانوية الشرعية (الخسروية)</span></a></li>
<li class="toclevel-3 tocsection-11"><a href="#أما_الأساتذة_الذين_تم_اختيارهم:"><span class="tocnumber">1.5.3</span> <span class="toctext">أما الأساتذة الذين تم اختيارهم:</span></a></li>
<li class="toclevel-3 tocsection-12"><a href="#وكان_ممن_درّسه_في_جامعة_دمشق:"><span class="tocnumber">1.5.4</span> <span class="toctext">وكان ممن درّسه في جامعة دمشق:</span></a></li>
</ul>
</li>
<li class="toclevel-2 tocsection-13"><a href="#نبوغه_وأسبابه:"><span class="tocnumber">1.6</span> <span class="toctext">نبوغه وأسبابه:</span></a>
<ul>
<li class="toclevel-3 tocsection-14"><a href="#الظروف_العائلية:"><span class="tocnumber">1.6.1</span> <span class="toctext">الظروف العائلية:</span></a></li>
<li class="toclevel-3 tocsection-15"><a href="#ظروف_التلقي_والتدرج:"><span class="tocnumber">1.6.2</span> <span class="toctext">ظروف التلقي والتدرج:</span></a></li>
<li class="toclevel-3 tocsection-16"><a href="#الظروف_الذاتية:"><span class="tocnumber">1.6.3</span> <span class="toctext">الظروف الذاتية:</span></a></li>
<li class="toclevel-3 tocsection-17"><a href="#الظروف_المحيطة_به:"><span class="tocnumber">1.6.4</span> <span class="toctext">الظروف المحيطة به:</span></a>
<ul>
<li class="toclevel-4 tocsection-18"><a href="#فضيلة_الشيخ_عبد_الله_سراج_الدين:"><span class="tocnumber">1.6.4.1</span> <span class="toctext">فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين:</span></a></li>
<li class="toclevel-4 tocsection-19"><a href="#فضيلة_الشيخ_عبد_الفتاح_أبو_غدة:"><span class="tocnumber">1.6.4.2</span> <span class="toctext">فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:</span></a></li>
</ul>
</li>
</ul>
</li>
<li class="toclevel-2 tocsection-20"><a href="#منهجه_العام_في_كتاباته:"><span class="tocnumber">1.7</span> <span class="toctext">منهجه العام في كتاباته:</span></a>
<ul>
<li class="toclevel-3 tocsection-21"><a href="#منهجه_العلمي_في_مؤلفاته:"><span class="tocnumber">1.7.1</span> <span class="toctext">منهجه العلمي في مؤلفاته:</span></a></li>
<li class="toclevel-3 tocsection-22"><a href="#منهجه_العلمي_في_التحقيق:"><span class="tocnumber">1.7.2</span> <span class="toctext">منهجه العلمي في التحقيق:</span></a></li>
</ul>
</li>
<li class="toclevel-2 tocsection-23"><a href="#أسانيده_وإجازاته:"><span class="tocnumber">1.8</span> <span class="toctext">أسانيده وإجازاته:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-24"><a href="#شهادة_علماء_عصره_فيه:"><span class="tocnumber">1.9</span> <span class="toctext">شهادة علماء عصره فيه:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-25"><a href="#رحلاته:"><span class="tocnumber">1.10</span> <span class="toctext">رحلاته:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-26"><a href="#مؤتمرات_وأبحاث:"><span class="tocnumber">1.11</span> <span class="toctext">مؤتمرات وأبحاث:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-27"><a href="#كتبه:"><span class="tocnumber">1.12</span> <span class="toctext">كتبه:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-28"><a href="#مراجع:"><span class="tocnumber">1.13</span> <span class="toctext">مراجع:</span></a></li>
<li class="toclevel-2 tocsection-29"><a href="#روابط_ذات_صلة:"><span class="tocnumber">1.14</span> <span class="toctext">روابط ذات صلة:</span></a></li>
</ul>
</li>
</ul>
</div>
<h1><span id=".D8.AA.D8.B1.D8.AC.D9.85.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D9.84.D8.A7.D9.85.D8.A9_.D9.85.D8.AD.D9.85.D8.AF_.D8.B9.D9.88.D8.A7.D9.85.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="ترجمة_العلامة_محمد_عوامة">ترجمة العلامة محمد عوامة</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=1" title="عدل القسم: ترجمة العلامة محمد عوامة">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h1>
<h2><span id=".D8.A7.D8.B3.D9.85.D9.87_.D9.88.D9.86.D8.B3.D8.A8.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="اسمه_ونسبه:">اسمه ونسبه:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=2" title="عدل القسم: اسمه ونسبه:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>هو أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد القادر بن عمر بن علي عوامة النعيمي الحسيني. وأمه هي السيدة عائشة بنت أحمد بن علي آل سراج الدين الحسينية.
</p>
<h2><span id=".D9.88.D9.84.D8.A7.D8.AF.D8.AA.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="ولادته:">ولادته:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=3" title="عدل القسم: ولادته:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>ولد يوم١٤\١٢\١٣٥٨ هـ الموافق لـ٢٥\٠١\١٩٤٠م، في مدينة حلب الشهباء في حي باب المقام أحد أحياء حلب الشهيرة وأبوابها العريقة.
</p>
<h2><span id=".D8.A3.D8.B3.D8.B1.D8.AA.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="أسرته:">أسرته:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=4" title="عدل القسم: أسرته:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>تتألف أسرته من زوجة واحدة وستة أبناء.
</p>
<h2><span id=".D9.86.D8.B4.D8.A3.D8.AA.D9.87_.D9.88.D8.B7.D9.84.D8.A8.D9.87_.D9.84.D9.84.D8.B9.D9.84.D9.85:"></span><span class="mw-headline" id="نشأته_وطلبه_للعلم:">نشأته وطلبه للعلم:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=5" title="عدل القسم: نشأته وطلبه للعلم:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>نشأ في بيئة علمية بفكرها، تقية وصالحة بأخلاقها، متواضعة بتعاملها، بسيطة بحالها، لها قوت يومها، ولكنها كبيرةٌ معنىً بحيِّها، ذاتُ مكـانة عالية بمجتمعها، لما عُرف عن والده رحمه الله تعالى من دماثة أخلاق، وحسن معشر، وسياسة وبُعد نظر، مع علم وصلاح وتقىً، فقد كان رحمه الله جليس الكبار من الشيوخ والساسة. وكان أول من التزمه زميل والده وإمام مسجد الطواشي فضيلة الشيخ الفقيه الورع <a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%82%D9%8A%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1" class="new" title="محمد السلقيني (الصفحة غير موجودة)">محمد السلقيني</a> رحمه الله تعالى، فكان من أوائل من أثر في الشيخ تأثيرًا كبيرًا في خلقه المتواضع بل ونكران الذات وزهده وعفته مع التقوى والخشية والرجاء والخوف، فكانت أفعال الشيخ محمد السلقيني رحمه الله أمام هذا الطفل الناشئ تربية عملية وتنشئة روحية من شيخ جليل لطفل صغير يلاحظه بعين الرعاية والتعليم والتربية والتكريم، فهو أول مشايخه.
</p><p>بدأ بطلب العلوم الشرعية على الطريقة المشيخية السائدة آنذاك التي لم تكن مرتبطة بتعليم أكاديمي أو رسمي، ذات الهيئة الخاصة في أدب التلقي وطريقته وطريقة الشرح واعتماد الأصول من الكتب. ثم التحق بعدها بجامعة دمشق فاكتسب العلم الأكاديمي المنهجي، فأخذ ما فيه من خير فلقح به علمه الأصيل فجمع بين رسوخ ماضيه وتطور حاضره.
</p>
<h3><span id=".D8.B7.D9.84.D8.A8.D9.87_.D9.84.D9.84.D8.B9.D9.84.D9.85_.D8.B9.D9.84.D9.89_.D8.A7.D9.84.D8.B7.D8.B1.D9.8A.D9.82.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.B4.D9.8A.D8.AE.D9.8A.D8.A9:"></span><span class="mw-headline" id="طلبه_للعلم_على_الطريقة_المشيخية:">طلبه للعلم على الطريقة المشيخية:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=6" title="عدل القسم: طلبه للعلم على الطريقة المشيخية:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>والمقصود بالطريقة المشيخية: ما كان عليه العلماء السابقون من دروس خاصة لطلبة خاصين يلتفون حول شيوخهم جاثين على الركب، كأنما على رؤوسهم الطير، يتعلمون أدب العلم قبل العلم، والتعامل مع الشيخ والكتاب قبل قراءة الكتاب، فيقرؤون كتب أئمتنا الأصيلة: قراءة تمحيص وتحليل، لا تمتد أيديهم إلى مذكرات عصرية، مختزلة اختزالاً، أو ممسوخة مسخاً، فيشامُّون أئمتهم مع مشايخهم، فَتَعلُوا
</p><p>نفوسُهم، وترتقي أرواحهم، وينتقل إليهم هذا العلم ممزوجاً بالروح والأبوة، فيجد مكانه سهلاً في نفوس طلبته، ولهذا نجد جلَّ أهل هذه الطبقة يحفظون كلام مشايخهم حفظاً، ويذكرونه حرفاً، ويعرف هذا كل من جرَّب، ومن ذاق عرف.
</p>
<h3><span id=".D8.B7.D9.84.D8.A8.D9.87_.D9.84.D9.84.D8.B9.D9.84.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B1.D8.B3.D9.85.D9.8A_.28.D8.A7.D9.84.D8.A3.D9.83.D8.A7.D8.AF.D9.8A.D9.85.D9.8A.29:"></span><span class="mw-headline" id="طلبه_للعلم_الرسمي_(الأكاديمي):">طلبه للعلم الرسمي (الأكاديمي):</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=7" title="عدل القسم: طلبه للعلم الرسمي (الأكاديمي):">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>بعد إنهائه للمرحلة الابتدائية عام 1952م التحق <a href="/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9" title="المدرسة الشعبانية">بالمدرسة الشعبانية</a> بتوصية من شيخه الشيخ محمد السلقيني رحمه الله، وقد كانت هذه المدرسة إحدى المدارس الشرعية من الآثار العثمانية في حلب، وكانت محـافظة على برنامجها العلمي بطريقته القديمة الأصيلة، ولكنها لم تكن تابعة لوزارة الدولة في مقرراتها وإدارتها، وعندما وصل الشيخ إلى الصف الخامس فيها وهو ما يعادل الصف الحادي عشر أو الثاني الثانوي رأت الدولة تعليق التدريس في الشعبانية وضمها إلى المدرسة الثانوية الشرعية العريقة المعروفة <a href="/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1" class="new" title="الخسروية (الصفحة غير موجودة)">بالخسروية</a> وقد ضمت إلى وزارة المعارف واعترفت الدولة بشهادتها، والتي تخرج منها عدد كبير من كبار العلماء، وقد قال عنها الشيخ العلامة <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%85%D8%AF" title="محمد الحامد">محمد الحامد</a>: إنها تعدل الأزهر في تبحر علومها. فالتحق الشيخ بها وتخرج منها عام 1962م.
</p><p>بعد تخرجه من الثانوية الشرعية التحق <a href="/wiki/%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9_(%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82)" title="كلية الشريعة (جامعة دمشق)">بكلية الشريعة بجامعة دمشق</a> عام 1962م وتخرج منها عام 1976م، ولم تكن دراسته فيها التزاما وإنما انتسابا يداوم فيها مدة قليلة ويعود لبلده حلب حيث اختاره شيخه الخاص الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A" title="عبد الله سراج الدين الحسيني">عبد الله سراج الدين</a> مدراس في مدرسته الشعبانية وهو في الثانية والعشرين من عمره فكان يدرُس ويُدرِّس، وكان هذا من أهم أسباب قوته ونبوغه.
</p><p>وهنا انتهت دراسته الأكاديمية فلم يتابع مرحلة الدراسات العليا، وكان هذا يرجع إلى سببين: أولاهما: لم تكن الدراسات العليا هيم المهمة والأساسية آنذاك بل كان مجرد العلم والإجازة من الشيوخ معترفا به ومقدرا، كحال شيخيه الخصوصيين: فضيلة الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A" title="عبد الله سراج الدين الحسيني">عبد الله سراج الدين</a>، وفضيلة الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%BA%D8%AF%D8%A9" title="عبد الفتاح أبو غدة">عبد الفتاح أبو غدة</a> رحمهما الله تعالى. وثانيهما: تفرغه الشديد بل وتفانيه في خدمة شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في مدرسته الشعبانية حيث كان يعيش لها وبها وفيها وإليها، وقد يكون هذا السبب الرئيس الأول.
</p>
<h2><span id=".D9.85.D9.86_.D8.A3.D9.87.D9.85_.D8.B4.D9.8A.D9.88.D8.AE.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="من_أهم_شيوخه:">من أهم شيوخه:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=8" title="عدل القسم: من أهم شيوخه:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<h3><span id=".D9.85.D9.86_.D9.85.D8.B4.D8.A7.D9.8A.D8.AE.D9.87_.D8.A7.D9.84.D8.B0.D9.8A.D9.86_.D8.AA.D9.84.D9.82.D9.89_.D8.B9.D9.86.D9.87.D9.85_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D9.84.D9.85_.D9.81.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.AF.D8.B1.D8.B3.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.B4.D8.B9.D8.A8.D8.A7.D9.86.D9.8A.D8.A9"></span><span class="mw-headline" id="من_مشايخه_الذين_تلقى_عنهم_العلم_في_المدرسة_الشعبانية">من مشايخه الذين تلقى عنهم العلم في المدرسة الشعبانية</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=9" title="عدل القسم: من مشايخه الذين تلقى عنهم العلم في المدرسة الشعبانية">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<ul><li>محمد زين العابدين جذبة، قرأ عليه: الحديث والتوحيد.</li>
<li>محمد الحماد، قرأ عليه: الحديث.</li>
<li>طاهر خير الله، قرأ عليه: التفسير والخطابة.</li>
<li><a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A" title="عبد الله سراج الدين الحسيني">عبد الله سراج الدين</a>، قرأ عليه: مصطلح الحديث، والفقه الحنفي.</li>
<li>عبد الله خير الله، قرأ عليه: الفقه الحنفي.</li>
<li><a href="/wiki/%D8%A8%D9%83%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D8%A8%D9%8A" title="بكري الحلبي">بكري رجب</a>، قرأ عليه: الفقه الحنفي، والعروض.</li>
<li>محمد المعدِّل، قرأ عليه: النحو.</li>
<li>سامي بصمه جي، قرأ عليه: الفرائض والنحو.</li>
<li>أمين الله عيروض، قرأ عليه: المنطق وأصول الفقه.</li>
<li>أحمد أبو صالح، قرأ عليه: التوحيد.</li>
<li>عبد الفتاح حميدة الناصر، قرأ عليه: التاريخ الإسلامي.</li>
<li>عبد الرحمن زين العابدين، قرأ عليه: النحو.</li>
<li>أديب حسون، قرأ عليه: الأخلاق.</li>
<li>نجيب خياطة، قرأ عليه: الفرائض، والتجويد.</li>
<li>محمد مهدي الكردي، قرأ عليه: الفقه الحنفي.</li></ul>
<ul><li>مصطفى مزراب، قرأ عليه: الفقه الحنفي وأصول الفقه.</li></ul>
<h3><span id=".D9.88.D9.83.D8.A7.D9.86_.D9.85.D9.86_.D9.85.D8.B4.D8.A7.D9.8A.D8.AE.D9.87_.D8.A7.D9.84.D8.B0.D9.8A.D9.86_.D8.AA.D9.84.D9.82.D9.89_.D8.B9.D9.86.D9.87.D9.85_.D9.81.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D8.AB.D8.A7.D9.86.D9.88.D9.8A.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.B4.D8.B1.D8.B9.D9.8A.D8.A9_.28.D8.A7.D9.84.D8.AE.D8.B3.D8.B1.D9.88.D9.8A.D8.A9.29"></span><span class="mw-headline" id="وكان_من_مشايخه_الذين_تلقى_عنهم_في_الثانوية_الشرعية_(الخسروية)">وكان من مشايخه الذين تلقى عنهم في الثانوية الشرعية (الخسروية)</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=10" title="عدل القسم: وكان من مشايخه الذين تلقى عنهم في الثانوية الشرعية (الخسروية)">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<ul><li>عبد الوهاب سكر، قرأ عليه: السيرة النبوية.</li>
<li>أبو الخير زين العابدين، قرأ عليه: التوحيد، وعلوم القرآن، والتفسير.</li>
<li>محمد الملاح، قرأ عليه: البلاغة، وتاريخ التشريع.</li>
<li>محمد السلقيني، قرأ عليه: الفقه الحنفي وأصول الفقه.</li>
<li>عبد الله سراج الدين، قرأ عليه: الحديث ومصطلح الحديث والتفسير.</li>
<li>عبد الرحمن زين العابدين، قرأ عليه: النحو.</li>
<li>نجيب خياطة، قرأ عليه: التجويد والقرآن الكريم.</li>
<li>عمر يحيى، قرأ عليه: الأدب العربي.</li>
<li>ضياء الدين صابوني، قرأ عليه: الأدب العربي.</li></ul>
<p>واستمرارا له الطريقة وترسيخا لها في نفسه ونفوس بعض النبغاء من زملائه، ما قام به فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، بالتشاور مع زميله وشقيقه الروحي، فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، حيث رأيا أن المدرسة الشعبانية القديمة أُغلقت، وأُخذ الطلبة إلى الثانوية الشرعية الحكومية، فبَعُد الطلبة عن طريقة العلماء القدامى، من الدرس والكتاب، والمادة والمنهج، فاختاروا عشرة من نوابغ طلابهم، وهيئوا لهم كبار أساتذتهم من كل التخصصات، واختاروا لهم جامع الحموي مكانا، وبين العصر والمغرب زمانا لهذه الدروس.
</p>
<h3><span id=".D8.A3.D9.85.D8.A7_.D8.A7.D9.84.D8.A3.D8.B3.D8.A7.D8.AA.D8.B0.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.B0.D9.8A.D9.86_.D8.AA.D9.85_.D8.A7.D8.AE.D8.AA.D9.8A.D8.A7.D8.B1.D9.87.D9.85:"></span><span class="mw-headline" id="أما_الأساتذة_الذين_تم_اختيارهم:">أما الأساتذة الذين تم اختيارهم:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=11" title="عدل القسم: أما الأساتذة الذين تم اختيارهم:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<ol><li>فضيلة الشيخ محمد أبو الخير زين العابدين، يدرس مادة التفسير، كتاب «تفسير البيضاوي»، يوم السبت.</li>
<li>فضيلة الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A" title="عبد الله سراج الدين الحسيني">عبد الله سراج الدين</a>، يدرس مادة الحديث، كتاب «فيض القدير»، يوم الأحد.</li>
<li>فضيلة الشيخ محمد السلقيني، يدرس مادة الفقه الحنفي، كتاب «الاختيار»، يوم الاثنين.</li>
<li>فضيلة الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%BA%D8%AF%D8%A9" title="عبد الفتاح أبو غدة">عبد الفتاح أبو غدة</a>، يدرس مادة الأصول، كتاب «نسمات الأسحار»، يوم الثلاثاء.</li>
<li>فضيلة الشيخ أحمد القاش، يدرس مادة النحو، كتاب «أوضح المسالك»، يوم الأربعاء.</li>
<li>فضيلة الشيخ محمد السلقيني، يدرس مادة الفقه الحنفي، كتاب «الاختيار»، يوم الخميس.</li></ol>
<p>وقد استمرت هذه الدروس الخاصة: سنة دراسية كاملة، كانت هي النواة الأولى لتأسيس فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله: جمعية التعليم الشرعي، ثم مدرسة التعليم الشرعي، أو ما عُرف باسم: المدرسة الشعبانية.
</p>
<h3><span id=".D9.88.D9.83.D8.A7.D9.86_.D9.85.D9.85.D9.86_.D8.AF.D8.B1.D9.91.D8.B3.D9.87_.D9.81.D9.8A_.D8.AC.D8.A7.D9.85.D8.B9.D8.A9_.D8.AF.D9.85.D8.B4.D9.82:"></span><span class="mw-headline" id="وكان_ممن_درّسه_في_جامعة_دمشق:">وكان ممن درّسه في جامعة دمشق:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=12" title="عدل القسم: وكان ممن درّسه في جامعة دمشق:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>الأستاذ محمد المبارك، والأستاذ <a href="/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83" title="مازن المبارك">مازن المبارك</a>، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والدكتور أمين مصري، وغيرهم رحمهم الله. ومن المشايخ الشباب آنذاك: الدكتور <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A8_%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD" title="محمد أديب صالح">محمد أديب صالح</a>، والدكتور <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%81%D9%88%D8%B2%D9%8A_%D9%81%D9%8A%D8%B6_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87" title="محمد فوزي فيض الله">فوزي فيض الله</a>، والدكتور <a href="/wiki/%D9%88%D9%87%D8%A8%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%AD%D9%8A%D9%84%D9%8A" title="وهبة الزحيلي">وهبة الزحيلي</a>، والدكتور فتحي الدريني، رحمهم الله تعالى جميعا.
</p>
<h2><span id=".D9.86.D8.A8.D9.88.D8.BA.D9.87_.D9.88.D8.A3.D8.B3.D8.A8.D8.A7.D8.A8.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="نبوغه_وأسبابه:">نبوغه وأسبابه:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=13" title="عدل القسم: نبوغه وأسبابه:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>لقد هيأ الله تعالى لنبوغ الشيخ أسبابا وظروفا متعددة النواحي متشعبة الاتجاهات:
</p>
<h3><span id=".D8.A7.D9.84.D8.B8.D8.B1.D9.88.D9.81_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.A7.D8.A6.D9.84.D9.8A.D8.A9:"></span><span class="mw-headline" id="الظروف_العائلية:">الظروف العائلية:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=14" title="عدل القسم: الظروف العائلية:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>لعب تقدير الوالدين وحبهما للعلم وأهله دورا كبيرا في نبوغ الشيخ، فقد لاحظ والده رحمه الله نجابة هذا الابن وحرصه على العلم والتعلم، ففرغه من التكسب والعمل ولم يستعن به في مهنته بل وهبه للعلم الشرعي تماماً، صيفًا وشتاءً. وأما والدته فقد كانت ترى ضيق ذات اليد في زوجها وحاجته إلى ابنها ليساعده في عمله ورزقه، فتعلمت الحياكة وعملت بها في بيتها تجاهد في وتربية أبنائها، وفي مهنتها لتصرف هي على ولدها التي رأت في علامة النبوغ والنجـابة، فأنجبته مرتين مرة حين ولادته، ومرة حين تكفله. فكان تفرغه عن أسرته وتفرغ أسرته عنه سببا من أهم أسباب نبوغه في طلب العلم.
</p>
<h3><span id=".D8.B8.D8.B1.D9.88.D9.81_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D9.84.D9.82.D9.8A_.D9.88.D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.AF.D8.B1.D8.AC:"></span><span class="mw-headline" id="ظروف_التلقي_والتدرج:">ظروف التلقي والتدرج:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=15" title="عدل القسم: ظروف التلقي والتدرج:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>قرأ العلوم الشرعية قراءة مشيخية، تلقاها عن أهلها، متدرجة في لكها، الأول فالأول، فشامَّ أكابرها، واستنشق عبق أصول كتبها، فهان عليه صعبها، وذلَّ له عسيرها، فرقى وارتقى، وعلا واستعلى، وكم وكم كان يؤكد على أهمية التلقي والتدرج، وأنَّ بانعدامها: انعدام حقيقة العلم والعلماء، وخروج الضُّلال والشذاذ، ويضرب الأمثلة بمن يعرف من الأشخاص، وهذا ما يريده منا الأعداء.
</p>
<h3><span id=".D8.A7.D9.84.D8.B8.D8.B1.D9.88.D9.81_.D8.A7.D9.84.D8.B0.D8.A7.D8.AA.D9.8A.D8.A9:"></span><span class="mw-headline" id="الظروف_الذاتية:">الظروف الذاتية:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=16" title="عدل القسم: الظروف الذاتية:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>لقد أمد الله الشيخ بأسباب حسية وهيأ له ظروفا ذاتية وهيبة ساعدته على التقدم في العلم وسرعة التحصيل، مع الفهم والتعمق، والنقد والتحقيق:
</p><p>أ ـ ذاكرته العجيبة: لقد حباه الله ذاكرة عجيبة وحافظة خارقة فريدة، يعرفها فيه كل من جالسه، ويبهر بها كل من تتلمذ عليه وخالطه، فتراه يكثر في مجالسه العامة من قصص السلف وأخبارهم التي قرأها لمرة واحدة قبل خمسين أو ستين سنة، وإذا راجعتها وجدتها كما ذكرها، وقد سُمع مرات ومرات يقول: «أنا أحفظ ألفاظ مشايخي»، وخاصة الشيخين الجليلين: عبد الله سراج الدين، وعبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، فإنه كان قد تشبع بمحبته لهما وسرت محبتهم في عروقه ودمه. وكذلك حفظه المدهش لتواريخ وفيات الأئمة، فيكاد لا يذكر إماما من الأئمة إلا ويعرف تاريخ وفاته إن لم يكن وتاريخ ميلاده أيضا.
</p><p>يذكر ولده الشيخ محي الدين عنه في كتابه «صفحات مضيئة»: أذكر أني سمعت: أنه لما كان في سنة التخرج من جامعة دمشق، وكان موعد اختبار مادة القرآن الكريم عند فضيلة الشيخ الدكتور محمد أديب الصالح، متعه الله بتمام الصحة والعافية، وكان الاختبار شفوياً، يشمل التسميع مع بعض المعلومات حول التفسير والمفسرين، فكان بجانب الوالد أحد زملائه من حلب يختبران من فضيلة الشيخ أديب الصالح، فلما كان وقت إجـابة الوالد، كان يجاوب مع ذكر وفيات الأئمة، فلما أكثر ظن الشيخ حفظه الله تعالى أن الوالد يخبئ ورقة فيها تواريخ وفيات الأئمة، فصار يفتش وينظر، فقال له زميل الوالد: إن هذا أمر معروف ومشهور عن سيدي الوالد، فتعجب الشيخ جداً وشجّعه.
</p><p>ب ـ النهم بالقراءة: كان نهمًا بالقراءة، عاشقا لها يكثر القراءة وخاصة أيام الطلب والشباب، يقرأ الكتاب كاملا ويقيد ما فيه من فوائد على غلافه فعل هذا بمعظم كتبه التي تعد بالآلاف، لسهولة الرجوع إليها عند الحاجة، ولهذا نجده قال عن بعض كتبـه: «لا أبيعها بملك الدنيا»، وقال أخرى: «هي أغلى عندي من روح»، ومن هذه الكتب، نسخته الخاصة من «التاريخ الكبير» للإمام البخاري، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، و«فتح الباري»، و«الإصابة» كلاهما للحافظ ابن حجر، فإن هذه الكتب مليئة مكتظة بالفوائد والنوادر، والتصحيحات، والتعليقات، وغيرها الكثير الكثير.
</p><p>جـ ـ القراءة مع الفهم: فقد كان إذا قرأ شيئا في كتاب وأشكل عليه فهمه رجع إلى مشايخه وسألهم عن ذلك، ومن أمثلة ذلك ما ذكره في كتابه «معالم إرشادية» من قصة سبب إخراج علماء سمرقند للإمام البخاري، وعندها قال له فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين: «<b>لا تصدق كلَّ ما تَقرأ</b>»، فقال معلقاً عليها: «<b>فكانت لي درساً عظيماً</b>، <b>ومنهجاً قوياً قويماً</b>، <b>لا يقُدر قدره</b>».
</p><p>ثم إنَّ كثرةَ ما علَّق ونبَّه على أغلفة الكتب والمجلدات: لهو أدلُّ دليل على ما ذكرت من قراءة الفهم والتعمق والتيقظ، فمن يرى كثرة ما كُتب على كثرة ما قُرِئ، يدرك تمام الإدراك أن هذه طاقة لها مدد خاص، وملاحظة خاصة، وعناية خاصة، وخاصة عندما يرشدك إلى فائدة في كتاب قديم، أكلتها السنون، وتعاقبت عليها الأعوام والأعمار، ويقول لك: «ابحث عنها على الغلاف، فأنا كتبتها من كذا وكذا». ويذكر ولده في كتابه «صفحات مشرقة»: ويحصل أحيانا أني أذهب لأرى ما دلني عليه فلا أجد، فأراجعه وأقول: بحثت فلم أجد، فلا يوافقني لتأكده وتيقنه، ويطلب مني إحضار الكتاب، فأحضره، فنراها بين أسطر فوائد الغلاف، مكتوبة بقلم رصاص، كادت تمحوها الأيام، وتغيرها الأعوام، فأعجب وأتعجب.
</p><p>د ـ الحرقة على طلب العلم: فقد كان أكثر ما يتخوف على الشباب منه هو البعد عن العلم وطلبه لأجل الدنيا ولقمة العيش، وكان يقول: «يا بني، لو تسفون التراب سفا لا تتركوا طلب العلم».
</p><p>هـ ـ اغتنامه للوقت: وهذا دأبه ودأب مشايخه من قبله الذين أثَّروا بحياته، وتكوين شخصيته، وممن يضرب المثل به في حرصه على الوقت جداً فضيلة العلامة الشيخ أحمد القلاش رحمه الله تعالى، الذي قال مرة: «<b>أنا لا آسفُ على ساعة من عمري</b>»، وهذه منزلة ما بعدها منزلة.
</p><p>وناهيك بشيخه الأجل العامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى، وهو صاحب «قيمة الزمن عند العلماء»، فكيف تكون قيمة الوقت عنده!، ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: ومرة كان سيدي الوالد مع مولانا الشيخ عبد الفتاح في بيت الله العتيق، وأراد مولانا الشيخ الانصراف، فودَّع الوالد، ثم انتبه الشيخ أن الوالد سيبقى هكذا بدون شيخه ولا معه كتاب، فعاتبه وقال له ـ بالعامية ـ : «<b>أين الكتاب يا شيخ محمد؟!</b>» فاعتذر الوالد من الشيخ رحمه الله، وأجزل له المثوبة على حسن الملاحظة والتربية، مع أن سيدي الوالد قال لي معقباً: «أنا لا أغفل عن هذا إن شاء الله، ولكن بقي عليَّ وردٌ لم أستطع قراءته لجلوسي مع الشيخ رحمه الله، فأنـا أرغب بقراءته أمام الكعبة المطهرة»، فلهذا بقي الوالد في الحرم، فاعجب من الشيخ وملاحظته وتربيته، أو اعجب من التلميذ وحرصه واستغلاله.
</p><p>كان قد كتب ورقة صغيرة وضعها على باب مكتبه، يعتذر فيها عن استقبال المحبين، الذين يرتادون مكتبه ليغرفوا من علمه ونصحه، وأدبه وعقله، ولكن رأى أن الواجبات عليه أكثر من الأوقات، والمسؤوليات أغلى من المجاملات، فكتب: «نعتذر، العمر هو الوقت».
</p>
<h3><span id=".D8.A7.D9.84.D8.B8.D8.B1.D9.88.D9.81_.D8.A7.D9.84.D9.85.D8.AD.D9.8A.D8.B7.D8.A9_.D8.A8.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="الظروف_المحيطة_به:">الظروف المحيطة به:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=17" title="عدل القسم: الظروف المحيطة به:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>للظروف المحيطة بطالب العلم دور كبير وهام في إنجاحه ورفعته، كتوفر الكتب ووجود الأصدقاء وتهيؤ المكان المناسب وغير ذلك.
</p><p>أ ـ ملاحظة مشايخه له: فقد كانوا له كالأب الرحيم والأستاذ الملاحظ العطوف، يتابعونه منذ الأيام الأولى التي لا حظوا فيها نجابته كي لا يستغله أهل الأهواء ولا يستدرجه أرباب الانتماء، فكان تحت رعاية الشيخ عبد الله سراج الدين في يرافقه مدرسته وبعد المدرسة يرافقه ماشيا إلى بيته، وهو في رفقة الشيخ محمد السلقيني في حيه، وقد كان مرسال تبليغ السلام بين هذين الشيخين، وبهذا كان يلاحظهم ويلاحظونه، يحفظ حركاتهم ووقفاتهم وطريقتهم في الكلام والتعامل مع الكتب، يرشدونه ويعلمونه، حتى أن الشيخ عبد الله سراج الدين كان يراقبه مع من يمشي فيوافقه على فلان ويحذره من فلان، وهذا من أهم مهام الأستاذ المربي.
</p><p>ب ـ الأصدقاء: اختبار الأصدقاء أمر مهم جدا لطالب العلم وخاصة في مرحلة الطلب، فقد يضيع جهد الأساتذة سدى إن لم يوفق تلامذتهم بأصدقاء جيدين يعينوهم على البناء. متى يبلغ البنيان يوما تمامه *** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم. ولقد أكرم الله الشيخ محمد عوامة بثلة من الأصدقاء الذين كانوا خير عون له، وكان خير عون لهم، شد كل منهم أزر أخيه، وأنار دربه واستنار به، شجعوا بعضهم وتنافسوا تنافس الشرفاء، وتباروا تباري النجباء. وإن خير ما يذكر في ذلك صديقه القديم، العلامة الفقيه الشيخ عبد الستار أبو غدة رحمه الله تعالى حيث كانا توأم روحين، فاستفاد كل منهما من صاحبه، تغذيا العلم سويًّا، واستنشقا الروح معا. ومن ثلة الأصدقاء: الشيخ زهير الناصر، والشيخ عبد المجيد قطان، والدكتور أبو الفتح البيانوني، والشيخ محمد عثمان جمال، وغيرهما الكثير، رحم الله من انتقل وحفظ الله الباقي.
</p><p>جـ ـ غرفة السيًّافيًّة: السيافية هو اسم لمسجد قريب من المدرسة الشعبانية يحتوي على مصلى وست غرف تعطى لطلاب العلم للتفرغ فيها والمذاكرة، وكان للشيخ محمد عوامة حفظه الله غرفة يشاركه فيها أخوه الحميم، الشيخ عبد الستار أبو غدة رحمه الله، من عام 1377هـ إلى عام 1385هـ.
</p><p>ولهذه الغرفة ذكريات جميلة ومكانة عالية في نفس الشيخ، فعلى الرغم من بساطتها وصغرها فهي بمثابة المنتدى العلمي والأدبي لهما ولزملائهما الذين يرتادون إليهما دوما، بل وبعض شيوخهما الذين يلاحظونهما، فتراه يحن لأيامها ويترنم بلحظاتهاـ ويتحسر على فواتها، ففيها الدروس والمذاكرة والاستزادة والمنافسة، تنام فيها مع الكتب وتصحو مع العلم، وسط بساطة من المعيشة وزهد في البيئة، وفراغ بال، وهدوء خاطر.
</p><p>د ـ مكتبة الشيخ باسم عجم: إن توفر الكتب العلمية بين يدي طالب العلم أمر مهم مما يحتاجه طالب العلم لنجاحه وفلاحه، ولقد كان الشيخ باسم عجم زميلا للشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله، ولقد كان محبا للكتب، جمّاعًا لها، فاتحا بابها لمن يأمن من الأساتذة والطلبة، وقد وضعها في السيَّافيَّة تحت إشراف زميله الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الذي فوض ابن أخيه الشيخ عبد الستار في الاستفادة منها فبهذا توفر للشيخ محمد عوامة حفظه الله الاستفادة من هذه المكتبة أيما استفادة.
</p><p>هـ ـ تشجيع مشايخه له: من أمثلة ذلك من حياة الشيخ حفظه الله أنه كان يتدارس التفسير مع أصحابه ومحبيه، وكان الحديث حول قوله تعالى: (ولعلكم تهتدون* كما أرسلنا فيكم رسولاً) وبحث الشيخ عن تفسير حرف الكاف في قوله: (كما) فلم يجد جوابا شافيا، ثم رأى أنه ينطبق عليها معنى وإعراب كاف المبادرة، ولم عرض الأمر على الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله سُرَّ لذلك الفهم جدا وأرسل له في اليوم التالي مكافأة على ذلك.
</p><p>و ـ محبته لشيوخه: إن محبة الشيخ محمد عوامة لشيوخه كلهم، وخاصة منهم شيخيه الجليلين، والعَلَمين الشهيرين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين الذي صاحبه خمسين سنة، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، الذي صاحبه أربعين سنة، جعلته يقتدي بهم علماً وعملاً، سيراً وسلوكاً، طريقة ومنهجاً، وكلنا سمع منه مراراً وتكراراً قوله: أنا أحفظ ألفاظ مشايخي، وما هذا إلا لحبه لهم، بل تضلعه هذا الحب في جسده وأحشائه.
</p><p>يذكر ولده في كتابه «صفحات مضيئة»: وأذكر مرة أنَّا كنا في مجلس شيخنا الداعية الكبير الشيخ محمد عوض رحمه الله تعالى، وكانت الأيام أيام حج، تضم عدداً من مشايخ بلاد الشام، فتكلم الوالد بكلام علمي روحي، أخذ قلوب الحاضرين، وشدَّ انتباه الجالسين، فقال أحد المشايخ الحضور وهو لا يعرف أن الوالد التلميذ الخاص لفضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، قال: هذه الروح روح الشيخ عبد الله تتكلم، فقالوا له: إن الشيخ الوالد أخص تلامذة الشيخ عبد الله، فقال ذاك الشيخ الشامي: الآن عرفت السر.
</p><p>ز ـ خدمته لشيخيه علميًّا: فقد وقف الشيخ محمد نفسه لشيخيه الجليلين: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين، وفضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، وقف نفسه على خدمتهما خدمة علمية خاصة، فاستفاد منهما استفادة بالغة، لا يقدر قدرها، ولا يحدُّ حدها، درسا وتدريسًا، وتأليفا وتحقيقاً، ومقابلة ونسخاً، حتى طباعة وذوقاً، فهو خرِّيجهما، وجامع خيرهما. وإليكم بعض النماذج عن ذلك:
</p>
<h4><span id=".D9.81.D8.B6.D9.8A.D9.84.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.B4.D9.8A.D8.AE_.D8.B9.D8.A8.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D9.84.D9.87_.D8.B3.D8.B1.D8.A7.D8.AC_.D8.A7.D9.84.D8.AF.D9.8A.D9.86:"></span><span class="mw-headline" id="فضيلة_الشيخ_عبد_الله_سراج_الدين:">فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=18" title="عدل القسم: فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4>
<p>أكرم الله عز وجل الشيخ محمد عوامة بخدمة شيخه الأول الشيخ عبد الله سراج الدين من جهتين اثنتين: جهة خدمته بالمدرسة الشعبانية خدمة كاملة، وجهة خدمته بكتبه التي طبعها.
</p><p>خدمته بالمدرسة الشعبانية: فقد تفرغ الشيخ محمد ونذر نفسه لهذه المدرسة ـ حتى كادت تعلو على بيته ـ فكان يأتيها صباحاً للتدريس والتوجيه، ويعود إلى بيته ظهراً، ثم يرجع إليها عصراً لحصص المذاكرة والمطالعة مع الطلبة، ويعود إليها ثالثة بعد العشاء لملاحظة الطلبة الذين يبيتون داخل المدرسة، لتنظيمهم وحلِّ مشاكلهم، وتأمين مستلزماتهم. ومرة كان يذكر فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين لأخيه الروحي فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ثقل أعمال المدرسة وهمومها، وقال له: «ما عندي مساعد إلا الشيخ محمد». وقال مرة أيضاً: «يا ليت لي عشرة مثل الشيخ محمد». وقال أخرى لأساتذة مدرسته: «لو كان عندي شخص آخر مثل الشيخ محمد، لكفيت جميع الأساتذة».
</p><p>خدمته لفضيلة الشيخ في كتبه: فكان الشيخ حفظه الله هو المسؤول عن كتب الشيخ طباعياً، يخدمه بين البيت والمطبعة، والتصحيح والتنقيح، والمراجـعة والتعديل، وقد أكسبه هذا خبرة كبيرة في فن التأليف، وانتقاء النصوص، والعزو إلى الأصول، مع فهم كلام العلماء، ومراد الأئمة الفقهاء، بسلاسة واضحة، وبُعد عن التكلف، فاستفاد من الشيخ خبرته، وذوقه وأدبه، وروحه وعلمه. ولقد كانت خدمته هذه للشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله في جميع كتبه ما عدا الطبعة الأولى من «شرح البيقونية»، والطبعة الأولى من «الإيمـان بعوالم الآخرة وأحوالها» فإنه ألفهما قبل ابتداء صحبة الشيخ محمد عوامة حفظه الله له.
</p>
<h4><span id=".D9.81.D8.B6.D9.8A.D9.84.D8.A9_.D8.A7.D9.84.D8.B4.D9.8A.D8.AE_.D8.B9.D8.A8.D8.AF_.D8.A7.D9.84.D9.81.D8.AA.D8.A7.D8.AD_.D8.A3.D8.A8.D9.88_.D8.BA.D8.AF.D8.A9:"></span><span class="mw-headline" id="فضيلة_الشيخ_عبد_الفتاح_أبو_غدة:">فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=19" title="عدل القسم: فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h4>
<p>لزم الشيخ محمد عوامة حفظه الله شيخه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وخدمه في مجال العلم والتحقيق، ونسخ المخطوطات والمقابلة والتدقيق، من أول كتاب قام بتحقيقه فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى، وهو «الرفع والتكميل» إلى وقت خروج الشيخ محمد عوامة من حلب ـ أي: حتى بعد خروج فضيلة الشيخ عبد الفتاح من حلب إلى الرياض ـ ، خدمه من مرحلة نسخ المخطوط إلى مرحلة خروجه إلى حيز الوجود.
</p><p>كل هذا يخدمه ويصحبه بنفسية الطالب والمتعلم، والمستفيد والمتدرب، فأجل هذا استفاد وجمع، وارتقى وبرع، تعلم من مولانا الشيخ حبّ المخطوطات، وارتياد أماكنها، وكيفية نسخها، وقواعد خطها مع ضبطها، ثم مقابلتها، والتأكد من صحة ألفاظها، ومراجعة الأصول لنقولها، وبعد ذلك طباعتها، والتذوق والتأنق فيها، فصار معتمده، ومِرساله ومندوبه، وهو أول من دلَّ عليه للتحقيق، وأرسل إليه لخوض هذا اللجِّ العميق، وذلك في كتاب «الأنساب» لإمام السمعاني، فحقق منه المجلد السابع والثامن وربع التاسع، وهو أول تحقيق له حفظه الله تعالى.
</p><p>أما عن الكتب التي خدم فيها شيخه الشيخ عبد الفتاح في حلب، فهي:
</p><p>1ـ «الرفع والتكميل» للإمام اللكنوي.
</p><p>2ـ «الأجوبة الفاضلة» للإمام اللكنوي.
</p><p>3ـ «رسالة المسترشدين» للإمام المحاسبي.
</p><p>4ـ «إقـامة الحجة» للإمام اللكنوي. ولـهذا الكتاب خدمة أكبر وأظهر، حيث كان الشيخ عبد الفتاح علَّق على الملازم الستة الأولى، وخرَّج باقي نقول الكتاب على حاشية الكتاب، وأُدخل رحمه الله عند ذلك إلى السجن، فأرسل للشيخ محمد عوامة أن يكمل التعليق على الكتاب ويطبعه، فأكمل وطبع.
</p><p>5ـ «التصريح فيما تواتر في نزول المسيح» للإمام الكشميري.
</p><p>حـ ـ تبكيره بالخطابة والتدريس:
</p><p>1 ـ الخطابة: لقد ارتقى الشيخ محمد عوامة المنبر أول ما ارتقاه وكان عمره ثماني عشرة سنة، في مسجد سوق العطارين وظل يخطب وينتقل في مساجد حلب، من مسجد إلى مسجد، يرشد ويوجه، وينصح وينبِّه، إلى أن خرج منها وعمره أربعون سنة.
</p><p>2 ـ التدريس: دخل الشيخ حفظه الله فنَّ التدريس تحت إشراف شيخه الشيخ عبد الله سراج الدين في مدرسته الشعبانية باختيارٍ وطلب من الشيخ رحمه الله، وذلك بعدما تخرج من المدرسة الشرعية، حيث كان عمره (22) سنة.
</p><p>وهو معروف في دروسه ـ منذ شبابه ـ بسعة اطاعه، وجدِّه واجتهاده، حتى صار يُضرب به بين الطلبة المثل، مع ضبط لأمور وشدة، وحزم منه يصحبها همة، نوى بهذا كله تربية جيل جادٍّ مجدٍّ نابغ، محصِّل للعلوم ونابه، فدرَّس فيها علوماً كثيرة متنوعة في المادة، متفاوتة في المستوى، فكان يدرس السنة الأولى، كما كان يدرس قسم التخصص، وهذه بمفردها مزية للأستاذ المعلِّم، فالتنزُّل بالمعلومات وتبسيطها إلى المرحلة الأولى للطالب، ثم الدخول بعدها مباشرة إلى قسم التخصص، ورفع مستوى المعلومات، وكيفية التعامل والتعلم فهذا مما لا يستطيعه الكلُّ، فضلاً عن الشباب منهم.
</p><p>ط ـ تفرغه في المدينة المنورة: أكرم الله تعالى الشيخ محمد بالجوار في المدينة المنورة في منتصف عام 1400هـ، وزاد في إكرامه وعطاياه أن هيأ له الأسباب، ففرغه للعلم والنماء، والاستزادة والعطاء، فصار ليله ونهاره، وصباحه ومساءه، في مكتبه أو في بيته: في العلم والقراءة، والتأليف والتحقيق، والتعليق والتدقيق، بالإضافة إلى العزلة والوحدة، والبعد عن المشاغل الدنيوية، والتخفيف من العائق الاجتماعية، مع وفرة المصادر والمراجع، ووجود المخطوطات والنوادر، فاجتمع له ما لم يجتمع لغيره، فاستغل هذا الخير واستفاد، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
</p>
<h2><span id=".D9.85.D9.86.D9.87.D8.AC.D9.87_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D8.A7.D9.85_.D9.81.D9.8A_.D9.83.D8.AA.D8.A7.D8.A8.D8.A7.D8.AA.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="منهجه_العام_في_كتاباته:">منهجه العام في كتاباته:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=20" title="عدل القسم: منهجه العام في كتاباته:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>المتانة العلمية، والمنهج العلمي الأصيل، والرؤية النبيهة، كانت هذه العناصر الثلاث هي أُسُّ منهج الشيخ العلمي وأساسه.
</p><p>فالمتانة العلمية التي يندرج تحتها، سعة الاطلاع بكل اتجاهاته ومعانيه، ومعرفة مدلولات النصوص وفهمها، وكيفية الاستشهاد بها واستخدامها، مع الصياغة الأدبية، والأسلوب العالي.
</p><p>ثم المنهج العلمي الأصيل الذي رُبي عليه ومشى، دراسة وتدريساً، فهماً وتركيزاً، ثم تخريجاً وتحقيقاً، تنكيتاً وتدقيقاً، على أيدي أئمة أعلامه، وأساطينه وكبار رواده.
</p><p>بجانب ذلك: رؤية نبيهة، ونظرة حصيفة بواقع الأمـة وأحوالها، وطلاب العلم واحتياجاتهم، مع إدراك خطورة ما تعيش به الأمة من اضطراب علمي وفكري وتربوي، استشرى بجميع الطبقات، وانتشر بكافة الفئات.
</p><p>أما عن منهجه العلمي العام فيمكن التحدث عنه ضمن النقاط الآتية:
</p><p>1ـ دقيق في كلامه وعباراته، يوجز وقت الحاجة، ويسهب للضرورة، قوي في أسلوبه، واضح في منهجه، يلاحظ الكلمة بل الحرف، فالحرف عنده له دليل ومعنىً، وتقديم كلمة وتأخير أخرى لها مقصد ومغزىً.
</p><p>2ـ يدعم آراءه وأفكاره بأقوال العلماء السابقين، والأئمة المتقدمين، وكلما قدم النقل كان هو المقدَّم، فلا ينقل عن متأخر إذا وجد مفاده عند متقدم، فكلامهم درعه، وفهمهم حصنه.
</p><p>3ـ يحاول جاهداً ألا ينقل نقلاً إلا من مصادره الأصلية، مع مقابلة ومطابقة تامة، ويؤكد على هذا أشد تأكيد، بل يلزم نفسه ومن حوله بهذا، حتى قال مرَّة: «إن كان الناقل إمام الأئمة، فهو على العين والرأس، <b>ولكن لا بد لي أن أراجع نقله</b>، <b>وأتثبت منه</b>»، وهذا إن كان مصدر النقل مطبوعاً، أما إن كان المصدر مخطوطاً: فأيضاً لا بد وأن يسعى لمراجعته، فيطلب المخطوط ـ إن كان الحصول عليه سهلاً ميسوراً ـ ، فيراجع ويقابل، ويتثبت من النص ويطابق، كي يسلم نقله، ويصح عزوه.
</p><p>4ـ لا يعزو نقوله إلا إلى المصادر الأصلية القديمة، فيربط نفسه وقارئ كتبه بأئمته، فهم العمدة، وإليهم المرجع، فإن رأى نصاً ـ مثلاً ـ عن معاصر ينقله عن متقدم، وقد وافق هذا النص ما أراده الوالد: فإنه يراجع هذا النص في ذلك المصدر، ويتأكد من صحة النقل وسلامته، ثم يعزو إلى المصدر الأصيل مباشرة.
</p><p>5ـ عند عزوه إلى مصادر النصوص، يقدم العزو إلى الكتاب القديم المسند على القديم غير المسند، ويختاره، ولا يذكر غير المسند إلا لنكتة.
</p><p>6ـ يختار في طريقة عزوه إلى المصادر، أن تكون طبعاته صحيحة أولاً، ثم متداولة مشهورة ثانية، ولا يعزو إلى طبعات صحيحة مفقودة أو نادرة مع وجودها في مكتبته، لصعوبة رجوع القارئ إليها.
</p><p>7ـ يحاول أن تكون كتابته في العزو بطريقة توافق أكثر الطبعات، تسهياً للقارئ على مراجعة ما يحتاج إليه، وعدم احتياجه إلى شراء ما ليس عنده.
</p><p>8ـ يعزو كل نقل إلى كتبه المختصة به، فكلمة لغوية تراجع في كتب اللغة، ومسألة أصولية تراجع في كتب الأصول، بل أدق من هذا: إن كانت المسألة الفقهية أو الأصولية شافعية ـ مثلاً ـ فلا يراجعها إلا في كتب الفقه أو الأصول الشافعية، وكذا إن كانت مالكية أو غير ذلك، ولا يرضى أبداً الرجوع للعزو إلى كتب الفقه المقارن، فلكل مذهب كتبه ومصادره.
</p><p>9ـ يرجع ـ إن احتاج الأمر ـ إلى أهل الاختصاصات الأخرى، ويستشيرهم، بل ويستكتبهم أحياناً، فنراه عندما حقق كتاب «قلائد الخرائد» لباقشير الحضرمي، في الفقه الشافعي، استكتب الطبيب عبد الله الكتاني في بحث التدخين، ونسب ذلك إليه، وهكذا تكون كتبه معتمدة، وآراءه موثقة.
</p><p>10ـ يريح القارئ مما قد يعترضه من إشكالات، فيحل له الغموض، ويكشف له العبارة، ويضبط له النص، ولا يتركه في حيرة من أمره، وانغلاق في فهمه، ويكرر القول على طلابه: <b>المحقق خادم للقارئ</b>.
</p><p>11ـ يهتم بعلامات الترقيم جداً، ويسميها لنا: علامات التفهيم، ويقول: <b>إن صحة وضعها</b>، <b>وسلامة استخدامها</b>، <b>هي نصف التحقيق.</b>
</p><p>12ـ دقيق حتى في اختيار ألفاظ كتابة مراجع بحثه، فتراه ـ مثلاً ـ عند ذكر طبعة كتاب معين، إن كان التحقيق لم يرق له: فلا يقول: حققه فلان، إنما يقول: طبعة فلان.
</p><p>13ـ يهتم بالفهارس العلمية جداً، ويحب التنوع بها، تسهيلاً للباحث، وإسراعاً في وصوله إلى بغيته.
</p><p>15ـ بجانبه كتب لا تفارقه تأليفاً أو تحقيقاً، كقواميس اللغة، و«نهاية» ابن الأثير، و«مفردات الراغب».
</p><p>16ـ يخاطب في كل ما يكتب: العقل والروح معاً، فلاذ يستجيب له العقل، وينبسط له الفؤاد، وتنقاد له الروح.
</p>
<h3><span id=".D9.85.D9.86.D9.87.D8.AC.D9.87_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D9.84.D9.85.D9.8A_.D9.81.D9.8A_.D9.85.D8.A4.D9.84.D9.81.D8.A7.D8.AA.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="منهجه_العلمي_في_مؤلفاته:">منهجه العلمي في مؤلفاته:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=21" title="عدل القسم: منهجه العلمي في مؤلفاته:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>أما منهجه العلمي في التأليف، ومراحله فيه ـ إضافة إلى ما سبق من منهجه العام في الكتابة ـ ، فألخصه بنقاط عدة:
</p><p>1ـ يحدد الشيخ -حفظه الله- الموضوع الذي يرى الكتابة فيه ملحة، والحاجة إليه ماسَّة، سواء أكانت علمية تخصصية، كـ «حجية أفعال النبي صلى الله عليه وسلم»، ودراسة حديثية مقارنة لـ «نصب الراية»، و«فتح القدير»، و«منية الألمعي»، أم علمية فكرية: كـ «أثر الحديث الشريف»، و«أدب الاختلاف»، أم علمية تربوية: كـ «معالم إرشادية لصناعة طالب العلم» أم علمية ثقافية للعامة، كـ «شرح الأحاديث القدسية».
</p><p>2ـ يجمع المصادر التي تناولت هذا الموضوع، أو التي هي مظنة لتناول الموضوع، ولسعة اطاعه، فإننا نرى من مصادره في أبحاثه كتباً ليست مظنة لما يكتب، وهذا يرجع إلى تقييده للفوائد وقت القراءة، سواء في قصاصات، أو على أغلفة الكتب، فتكون وقت الحاجة إليها سهلة المتناول، قريبة المأخذ.
</p><p>3ـ يستوعب القراءة في الموضوع استيعاباً كاملاً ـ وهذا قبل بدء الكتابة ـ ، كما أنه يستوعب استيعاباً شاماً ما في المصادر المجموعة، ويضم إلى هذا وذاك ما في ذاكرته سابقاً، فيكون موضوعه تام الأطراف، متكامل البنيان.
</p><p>4ـ من عادته قبل بدء الكتابة: أن يخط خطة لبحثه، فيركز أصوله وفروعه، وأساسياته ومسائله، مع تشجيره له تشجيراً علمياً منطقياً، كي يسهل استيعابه، ويشمل موضوعاته.
</p><p>5ـ يكثر من الاستشهاد بالآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، مع حسن استدلال، وسلامة فهم، وجودة عرض، فهما أساس المراجع، وأصل النقول.
</p><p>6ـ يربط القارئ بعصره وواقعه، فيكثر من ذكر قصص واقعية حصلت معه أو مع أحد شيوخه، لها علاقة وطيدة، وصلة أكيدة بما يكتبه، أو يبحث فيه، فتكون الكتابة أنفع، وصلتها بالروح أمتع.
</p>
<h3><span id=".D9.85.D9.86.D9.87.D8.AC.D9.87_.D8.A7.D9.84.D8.B9.D9.84.D9.85.D9.8A_.D9.81.D9.8A_.D8.A7.D9.84.D8.AA.D8.AD.D9.82.D9.8A.D9.82:"></span><span class="mw-headline" id="منهجه_العلمي_في_التحقيق:">منهجه العلمي في التحقيق:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=22" title="عدل القسم: منهجه العلمي في التحقيق:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h3>
<p>اشتهر قول العلامة فضيلة الشيخ محمد سعيد الطنطاوي عن الشيخ محمد عوامة حفظه الله: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق». وسأعرض نقاطا تتعلق بمنهجه في التحقيق تضاف إلى منهجه العام في كتاباته:
</p><p>1ـ يحاول أولاً في كل كتاب يريد أن يحققه أن يحصل على نسخة المؤلف ـ وخاصة الأخيرة منها ـ ، فيبحث عنها بحثاً حثيثاً، ويفتش ويسأل وينقب، فإن استطاع الحصول عليها، فذاك بغيته ومناه، وقد أكرمه الله عز وجل في عدد من تحقيقاته، فحصل على نسخة المؤلف في:  «تقريب التهذيب»، و «الكاشف»، و «مجالس ابن ناصر الدين»، و «القول البديع». ينقل الشيخ محي الدين في كتابه «صفحات مضيئة»: وبهذه المناسبة أقول: إن نسخة المؤلف التي يرى سيدي الوالد أن يُحرص عليها ويُعتمد: هي التي تكون قد بقيت تحت يد مؤلفها، يزيد فيها وينقص، وينقح فيها ويصحح، ويقرؤها على أصحابه، ويقرؤونها عليه، فهي التي ينبغي أن يُسعى إليها. والغرض من هذا واضح لذاته، ولأمر علمي آخر ينبني عليه، هو أن المؤلف قد يكون ألّف هذا الكتاب في وقت مبكر من حياته رحمه الله، قبل أن يوُصف بالإمامة في العلم، والحفظ والحجية بأحكامه وآرائه واختياراته، فحينما تبقى هذه النسخة تحت يده، وتنقيحاته ظاهرة عليها، يدلنا ذلك على استقرار رأيه العلمي الذي في هذا الكتاب، وإلا فالاحتمال وارد أن يكون قد عرض له اختيار آخر.
</p><p>2ـ إن لم يتيسر له الحصول على نسخة المؤلف يبحث عن أحد فروعها، من نسخة نقلت عن نسخة المؤلف، أو نسخة قوبلت على نسخة المؤلف، فلا تقوم مقامها بالكلية، ولكن يستأنس بها استئناساً عالياً.
</p><p>3ـ إن لم يستطع الحصول على نسخة المؤلف، أو فرع عنها، يبحث عن نسخة كانت بين يدي إمام من الأئمة الأعلام، فغالباً ما تكون مزينة بالحواشي، مجملة بالسماعات، دقيقة مصححة، فتقوم مقام الأصل أو الفرع، بمقامها والاعتماد عليها.
</p><p>4ـ إن حصل على نسخة المؤلف، فإنه يعتبرها هي الأصل، وإن لم يحصل عليها فالأصل عنده هو الفرع، وإن لم يحصل على هذا أو ذاك، فالأصل ما كانت عند إمام من الأئمة، أو هم كلهم سواء.
</p><p>5ـ يعتمد الأصل اعتماد تاماً، فيثبته كاملاً في الأعلى ـ حتى لو كان خطأ ـ إلا إذا كان مما يُقال عنه: سبق قلم الناسخ، يعني أنه غير مراد، ويشير إلى باقي المغايرات، أو إلى صوابه في التعليق. أما إن لم يكن هناك أصل يعتمد، فيقوّم النص من النسخ جميعاً، ويشير إلى ذلك تعليقاً، وإن اتفقوا جميعاً على عدم الصواب الظاهر، وكان الخطأ عندهم واضحاً، فإنه يثبت ما يراه صحيحاً سليماً في الأعلى، وينبّه إلى ذلك في التعليق.
</p><p>6ـ يثبت ما يراه من حواشي المخطوطات كاملة، ولا يضيّعها على القارئ الكريم، كي لا يحرمه إفادات الأئمة العلماء، بل ينتقد من لا يكتبها أشد انتقاد، ويعتب عليه أشد العتب.
</p><p>7ـ دقيق في وصف المخطوطات التي يعتمدها أو يرجع إليها، كي يعطي القارئ صورة واضحة، وبه تتبيّن مكانتها، ومدى الثقة بها.
</p><p>8ـ دقيق شديد في مقابلة النسخ الخطية، فهو في جميع كتبه لا يرضى أن يقابل أحد مكانه، أو تفوته كلمة من المقابلة، فيحضرها بنفسه، ويراقبها بنظره.
</p><p>9ـ يشير إلى كثير من المغايرات، والتي ليس لها فائدة أو معنىً، لا يرهق بها حواشي الكتاب، فيتركها ولا يثبتها.
</p><p>10ـ يهتم بربط الكتاب أوله بآخره، وكذا آخره بأوله، فإن تكرر معنىً أو مبحث، أو فائدة أو عنوان، فإنه يحيل إليه، ويوفق بينهما، فيبقى الكتاب سبيكة ذهبية، محكمة الاتصال، متينة البنيان.
</p><p>11ـ يخرج الأحاديث تخريجاً يلائم طبيعة الكتاب وحاله، ووضعه وموضوعه، فليس كل كتاب يكون تخريجه للحديث مطولاً، كما أنه ليس كل كتاب يصح أن يكون تخريجه مختصراً، وليس كل كتاب يبين فيه درجة الحديث، وليس كل كتاب يحكم فيه على الحديث ـ ما لم يكن موضوعاً ـ، فالتخريج ذوق، والتعامل مع الكتاب فن.
</p><p>12ـ شخصيته العلمية المتينة ظاهرة جداً في تحقيقاته وتعليقاته، فهو ليس ككثير ممن يدَّعي التحقيق، همه إثبات المغايرات المفيدة وغير المفيدة، إنما هو عالم مشارك، يشارك المؤلف بعلمه ورأيه، لغة وفقهاً، وأصولاً وحديثاً، وعقيدة وغير ذلك، فتراه إما موافقاً مؤيداً، وإما منبهاً ومناقشاً، وإما مستدركاً ومعقباً.
</p><p>13ـ يحاول أن يغني القارئ عن كل الطبعات السابقة، فيستوعب حسنات من قبله، ويزيد عليها من عنده، فتخرج نسخة نفيسة كاملة، لا يحتاج القارئ إلى غيرها.
</p>
<h2><span id=".D8.A3.D8.B3.D8.A7.D9.86.D9.8A.D8.AF.D9.87_.D9.88.D8.A5.D8.AC.D8.A7.D8.B2.D8.A7.D8.AA.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="أسانيده_وإجازاته:">أسانيده وإجازاته:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=23" title="عدل القسم: أسانيده وإجازاته:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>لقد تعرض الشيخ حفظه الله لذكر مشايخه الذين أخذ عنهم العلم والإجازات في نص إجازة كتبها لأحد علماء عصرنا، فقال:
</p><p>«لقد منَّ الله الكريم المتفضِّل عليَّ ـ وأنا العبد الضعيف ـ بالإجازة من عدد من أكابر أهل العلم، وتشرَّفت بالاتصال بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق أسانيدهم، جزاهم الله خيراً عن الإسلام والعلم والدين. فمنهم:
</p><p><b>من مدينة حلب</b>: ـ مع غاية الإجلال والاحترام لمقاماتهم ـ العلماء المشايخ: <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A" title="عبد الله سراج الدين الحسيني">عبد الله سراج الدين</a>، و<a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%BA%D8%AF%D8%A9" title="عبد الفتاح أبو غدة">عبد الفتاح أبو غدة</a> ـ وهما وليّا نعمتي في هذا العلم ـ، و<a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%AF_%D8%B9%D9%90%D8%A8%D9%8E%D9%87_%D8%AC%D9%8A&action=edit&redlink=1" class="new" title="محمد أسعد عِبَه جي (الصفحة غير موجودة)">محمد أسعد عِبَه جي</a>، وعبد الله حماد، و<a href="/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%D9%82%D8%A7" title="مصطفى الزرقا">مصطفى الزرقا</a>، ومحمد زين العابدين جذبة.
</p><p><b>ومن مدينة حماة</b>: محمد علي المراد.
</p><p><b>ومن مدينة حمص</b>: عبد العزيز عيون السود، ووصفي المسَدِّي.
</p><p><b>ومن مدينة دمشق</b>: محمد أبو اليسر عابدين، وأديب كلاس، و<a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D8%A8%D9%8A" title="عبد الرزاق الحلبي">عبد الرزاق الحلبي</a>، وأحمد نصيب المحاميد، و<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%8A%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A" title="محيي الدين كردي">محيي الدين الكردي</a>، ووهبي سليمان الغاوجي.
</p><p><b>ومن المدينة المنورة</b>: محمد حيدر الأيوبي، ومحمد عبد الله ولد آد.
</p><p><b>ومن مكة المكرمة</b>: حسن المشاط، و<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمد ياسين الفاداني">محمد ياسين الفاداني</a>، و<a href="/wiki/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85_%D9%81%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="إبراهيم فطاني">إبراهيم فَطاني</a>، وعبد الفتاح راوة، و<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A" title="محمد علوي المالكي">محمد علوي المالكي</a>.
</p><p><b>ومن الطائف</b>: محمد أمين الساعاتي.
</p><p><b>ومن جدة</b>: عبد الله الناخبي.
</p><p><b>ومن رابغ</b>: عبد القادر كرامة الله البخاري.
</p><p><b>ومن الأحساء</b>: أحمد الدوغان.
</p><p><b>ومن فلسطين</b>: <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%86%D9%85%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%A8" title="محمد نمر الخطيب">محمد نمر الخطيب</a>.
</p><p><b>ومن لبنان</b>: حسين عسيران.
</p><p><b>ومن العراق</b>: <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3" title="عبد الكريم المدرس">عبد الكريم المدرس</a>، وساطع الجُمَيلي.
</p><p><b>ومن اليمن</b>: <a href="/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D9%88%D8%B9" title="إسماعيل بن علي الأكوع">إسماعيل الأكوع</a>.
</p><p><b>ومن حضرموت</b>: <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%82%D8%A7%D9%81" title="عبد القادر بن أحمد السقاف">عبد القادر السقاف</a>، ومحمد أحمد الشاطري.
</p><p><b>ومن مصر</b>: حسام الدين القدسي.
</p><p><b>ومن السودان</b>: محمد المجذوب المدثِّر الحَجّاز.
</p><p><b>ومن الهند</b>: <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B2%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%87%D9%84%D9%88%D9%8A" title="محمد زكريا الكاندهلوي">محمد زكريا الكاندهلوي</a>، و<a href="/wiki/%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A" title="حبيب الرحمن الأعظمي">حبيب الرحمن الأعظمي</a>، و<a href="/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%8A" title="أبو الحسن الندوي">أبو الحسن النَّدْوي</a>، ومجاهد الإسلام القاسمي، وأحمد السَّوْرَتي، وأحمد رضا البِجْنَوَري، ومحمد حياة السَّنْبهلي، ومحمد عاقل السَّهارَنْفوري، وحبيب الله قربان المَظاهري.
</p><p><b>ومن باكستان</b>: محمد عبد الرشيد النعماني، و<a href="/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%82_%D8%A5%D9%84%D9%87%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%86%D9%8A" title="عاشق إلهي البرني">محمد عاشق إلهي البرني</a>.
</p><p>فهؤلاء سبعة وخمسون عالماً، رحم الله من انتقل منهم إلى دار كرامته، وحفظ من بقي منهم بخير وعافية.
</p><p>والذي ينبغي أن يقال في هذا المقام: إن مدار الإجازات في هذه الأيام المتأخرة على ثلاثة أثبات، مع كثرة ما طُبع منها: ثَبَت العامة الأمير الكبير (1154 – 1232)، الذي سماه «سدّ الأرب»، وعلى «الأوائل السُّنْبلية» للعلامة محمد سعيد سُنبل المكي (ت 1175)، وعلى «فهرس الفهارس» للسيد محمد عبد الحي الكتاني (1303 – 1382) رحمهم الله تعالى، وهذا الأخير يحقّ أن يقال فيه: كلُّ الصيد في جوف الفَرا.
</p><p><b>أما</b> «<b>ثبت</b>» <b>الأمير</b>: فأتصل به من طريق عدد من شيوخي، منهم فضيلة العامة مفتي السادة الشافعية بحلب محمد أسعد عِبَه جي، عن خاصة شيوخه أحمد المكتبي الحلبي الأزهري، عن الشمس الأنبابي، عن مصطفى الذهبي، عن الأمير الكبير.
</p><p><b>ومنهم</b>: مفتي الجمهورية السورية سابقا الشيخ محمد أبو اليسر عابدين، عن أبيه، عن جده، عن عمه ابن عابدين وشيخ الإسلام <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%81_%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%AA" title="عارف حكمت">عارف حكمت</a> والأمير الصغير، عن الأمير الكبير.
</p><p><b>ومنهم</b>: سيدي الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A" title="عبد الله سراج الدين الحسيني">عبد الله سراج الدين</a>، عن أبيه محمد نجيب سراج الدين، عن بكري الزُّبَري، عن الباجوري، عن الأمير.
</p><p><b>ومنهم</b>: السيد عبد الرحمن الكتاني، عن أبيه محمد عبد الحي الكتاني، عن حسين منقارة الطرابلسي، عن أحمد المرصفي الكبير، عن الأمير.
</p><p>وغيرهم، ويروي شيخنا محمد ياسين فاداني ـ مسند عصره - «ثَبت» الأمير عن ستة وأربعين شيخاً، بأسانيدهم إلى الأمير.
</p><p><b>وأما</b> «<b>الأوائل السنبلية</b>»: فأرويها من طرق أيضاً، منها: عن السيد عبد الرحمن الكتاني، عن أبيه السيد عبد الحي الكتاني، عن محمد طاهر بن عمر بن عبد المحسن بن محمد طاهر بن محمد سعيد سنبل، عن أبيه عمر، عن جده عبد المحسن، عن والده محمد طاهر، عن مؤلفها محمد سعيد سنبل. فهذا طريق مسلسل بالآباء.
</p><p><b>ومنها</b>: عن سيدي الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%BA%D8%AF%D8%A9" title="عبد الفتاح أبو غدة">عبد الفتاح أبو غدة</a>، عن <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B2%D8%A7%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%AB%D8%B1%D9%8A" title="محمد زاهد الكوثري">محمد زاهد الكوثري</a>، عن حسن القَسْطَموني، عن أحمد الأَرْوادي، عن عبد الرحمن الكُزْبري، عن محمد طاهر سنبل، عن أبيه محمد سعيد سنبل.
</p><p><b>ومنها</b>: عن <a href="/wiki/%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A" title="حبيب الرحمن الأعظمي">حبيب الرحمن الأعظمي</a>، عن أنور الكشميري، عن محمود الحسن، عن <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%8A" title="محمد قاسم النانوتوي">محمد قاسم النانوتوي</a>، عن عبد الغني الدهلوي، عن محمد إسحاق الدهلوي، عن عمر العطار، عن محمد طاهر سنبل، عن أبيه.
</p><p><b>ومنها</b>: عن <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمد ياسين الفاداني">محمد ياسين الفاداني</a>، عن <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%87%D9%84%D9%88%D9%8A" title="عبد الستار الدهلوي">عبد الستار الدهلوي المكي</a>، عن حسين الحبشي المكي، عن محمد بن حسن الحبشي المكي، عن عمر بن عبد الكريم العطار المكي، عن محمد طاهر سنبل المكي، عن أبيه محمد سعيد سنبل. وهذا مسلسل بالمكيين، وقد سمعت هذه «الأوائل» <a href="/wiki/%D9%85%D9%83%D8%A9" title="مكة">بمكة المكرمة</a> على سيدي الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%BA%D8%AF%D8%A9" title="عبد الفتاح أبو غدة">عبد الفتاح أبو غدة</a>.
</p><p><b>وأما</b> «<b>فهرس الفهارس</b>»: للسيد محمد عبد الحي الكتاني، وتمام اسمه: «فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسات»، وهو اسم يطابق مسمّاه، فأرويه عن عدد من مشايخي، منهم: ولده الشيخ عبد الرحمن الكتاني، وسيدي الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ <a href="/wiki/%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B7%D8%B1%D9%8A" title="حسن الشاطري">حسن المشاط</a>، و<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمد ياسين الفاداني">الشيخ محمد ياسين فاداني</a>، وغيرهم، عن مؤلفه.
</p><p>وثمة ثَبَتان آخران يصل أحدُهما العلماء بأسانيد علماء الدولة العثمانية، وآخر يصلهم بأسانيد علماء الهند.
</p><p><b>فالأول</b>: هو «التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز» للإمام <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B2%D8%A7%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%AB%D8%B1%D9%8A" title="محمد زاهد الكوثري">محمد زاهد الكوثري</a> رحمه الله تعالى.
</p><p><b>ثانيهما</b>: «العناقيد الغالية في الأسانيد العالية» للعلامة المفتي <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%82_%D8%A5%D9%84%D9%87%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%86%D9%8A" title="عاشق إلهي البرني">محمد عاشق إلهي البِرْني</a> من علماء باكستان، رحمه الله تعالى.
</p><p>و«التحرير الوجيز»: أرويه عن مؤلفه من طريق شيخنا وارث علومه سيدي الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%BA%D8%AF%D8%A9" title="عبد الفتاح أبو غدة">عبد الفتاح أبو غدة</a>، وعن أسبق تلامذته الأستاذ حسام الدين القدسي، وعن محمد أمين سِراج، وعبد العزيز عيون السود، ومحمد أمين الساعاتي شيخ الطائفة البخارية بمدينة الطائف، وعن الغُمَاريَّيْن: أحمد الصديق، وأخيه عبد الله، و<a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A" title="محمد ياسين الفاداني">محمد ياسين الفاداني</a>، وغيرهم.
</p><p>وأما «العناقيد الغالية»: فأرويه عن مؤلفه مباشرة، رحمه الله تعالى. 24/3/1431 هـ».
</p><p>أما من أجازه من العلماء بعد هذا التاريخ، فهم أصحاب الفضيلة:
</p><p>1ـ فضيلة الشيخ محمد بن سالم القاسمي ـ حفظه الله تعالى ـ، عن عدد من المشايخ، أبرزهم والده حكيم الإسلام القارئ محمد الطيب، عن والده أحمد، عن والده الإمام <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%AA%D9%88%D9%8A" title="محمد قاسم النانوتوي">محمد قاسم النانوتوي</a> رحمه الله تعالى.
</p><p>2ـ فضيلة الشيخ المعمَّر محمد معوض إبراهيم المصري ـ رحمه الله تعالى ـ.
</p><p>3ـ فضيلة الشيخ قاري أمير الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ.
</p>
<h2><span id=".D8.B4.D9.87.D8.A7.D8.AF.D8.A9_.D8.B9.D9.84.D9.85.D8.A7.D8.A1_.D8.B9.D8.B5.D8.B1.D9.87_.D9.81.D9.8A.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="شهادة_علماء_عصره_فيه:">شهادة علماء عصره فيه:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=24" title="عدل القسم: شهادة علماء عصره فيه:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>وأذكر مقتطفات من كلام أعلام العصر من أهل العلم والفكر من طبقة شيوخه أو شيوخ شيوخه ومن معاصريه وتلامذته:
</p><p>1ـ شيخ الحديث والمشايخ، فضيلة العلامة المحدث، مولانا الشيخ <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B2%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%AF%D9%87%D9%84%D9%88%D9%8A" title="محمد زكريا الكاندهلوي">محمد زكريا الكاندهلوي</a>، رحمه الله تعالى ـ الهند ـ: قال في معرض موضوع «اختلاف الأئمة»:  «يرجع الفضل في هذا العصر إلى أخينا الفاضل العلامة الشيخ محمد عوامة».
</p><p>2ـ فضيلة محدث العصر، الناقد الخبير، والمحقق الشهير، الشيخ <a href="/wiki/%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%8A" title="حبيب الرحمن الأعظمي">حبيب الرحمن الأعظمي</a>، رحمه الله تعالى ـ الهند ـ، وهو من طبقة شيوخ شيوخ الشيخ محمد عوامة حفظه الله، قال عنه: «الأخ العزيز، الفاضل الذكي، العالم المحقق اليلمعي، المحب الحبيب، المتقن، الفطن، خيرة الأحباب، صاحب الفضل الجسيم، والمحب الصميم».
</p><p>3ـ فقيه الأدباء، وأديب الفقهاء، الأستاذ الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A" title="علي الطنطاوي">علي الطنطاوي</a> رحمه الله تعالى ـ السعودية ـ: قال: «كم رأت عيني من العلماء، وكم قرأت من الكتب، لم تر عيني مثل الشيخ محمد عوامة، ولم أقرأ مثل كتابه «أثر الحديث الشريف».
</p><p>4ـ فضيلة العلامة الحجة الشيخ <a href="/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%BA%D8%AF%D8%A9" title="عبد الفتاح أبو غدة">عبد الفتاح أبو غدة</a>، رحمه الله تعالى ـ سوريا ـ: وصفه بـ: «الجهبذ المحقق»، وقال أيضاً: «تلميذ الأمس وزميل اليوم».
</p><p>5ـ العلامة الندرة الموسوعي، الشيخ <a href="/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A" title="محمد سعيد الطنطاوي">محمد سعيد الطنطاوي</a> رحمه الله تعالى – سوريا ـ: قال: «لا أعلم على وجه الأرض أعلم منه في علم التحقيق»، وقال مرة أخرى: «أَعلمُ من أَعرِف على وجه الأرض».
</p><p>6ـ فضيلة العلامة المتكلم النظار المعمر محمد أمين أر، رحمه الله تعالى ـ تركيا ـ: قال: «عالم فاضل، وقور متواضع، أهل لكل المناقب، يستحق كل الثناء والتقدير».
</p><p>7ـ فضيلة الأستاذ الشيخ محمد أمين سراج، حفظه الله تعالى، شيخ مسجد السلطان محمد الفاتح ـ تركيا ـ: قال: «عالم جليل من العلماء الأجلاء، محقق موفق، محدث بارع، فقيه خبير، ليس لأمثالي أن يكرمه حق التكريم، ويقدره حق التقدير، كتب الشيخ حسام الدين القدسي لي كلمات تقدير وثناء على الشيخ محمد عوامة في رسالة له بعث بها إلي، وقد وجدت لديه دقة الفقهاء المحققين، ورقة المحدثين الحفاظ، وتقوى الصالحين، وعنده عناية تامة في أداء الأمانة العلمية، وله حساسية واضحة ضد من أراد أن ينال من السنة المطهرة ببنت شفة».
</p><p>8ـ مختارات من قصيدة فضيلة الأستاذ الأديب الشاعر <a href="/w/index.php?title=%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D9%88%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1" class="new" title="ضياء الدين الصابوني (الصفحة غير موجودة)">ضياء الدين الصابوني</a> رحمه الله تعالى، شاعر طيبة عضو <a href="/wiki/%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9" title="رابطة الأدب الإسلامي العالمية">رابطة الأدب الإسلامي العالمية</a>، وهو من أساتذة الشيخ محمد عوامة حفظه الله تعالى ـ سوريا ـ:
</p>
<table class="wikitable">
<tbody><tr>
<td>أمحمد أصبحتَ أعظمَ موئل
<p>ولقد عرفتُك عالماً متبحِّراً
</p><p>مثل البخاري في صحيح حديثه
</p><p>شيخ الحديث بعصرنا نلتَ المنى
</p><p>والله يحفظكم مناراً يحُتذى
</p>
</td>
<td>فاروِ الحديث عن النبي المرسلِ
<p>بحديثه مثل الرعيل الأولِ
</p><p>ومسلم ومالك وحنبلِ
</p><p>وبلغتَ في العلياء أرفع منزلِ
</p><p>ولتبق في علما لحديث كمشعلِ
</p>
</td></tr></tbody></table>
<h2><span id=".D8.B1.D8.AD.D9.84.D8.A7.D8.AA.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="رحلاته:">رحلاته:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=25" title="عدل القسم: رحلاته:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>ابتدأ الشيخ رحلاته العلمية وهو في سن مبكر من حياته، فسافر وهو دون سن العشرين إلى مصر للقاء أعلام العلم في وقته، فالتقى فيها بالسيد أحمد الغماري، وأخيه السيد عبد الله، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف وغيرهم.
</p><p>كما رحل إلى الحجاز والتقى بأعلامها، ثم أكرمه الله بالاستقرار في المدينة المنورة، وكانت لقاءاته بعلماء الدنيا فيها مجمع العلم والنور.
</p><p>رحل الشيخ إلى بلدان ودول كثيرة، وكانت رحلاته علمية بحتة، تُعقد له الندوات والمحاضرات واللقاءات العلمية، مع أكابر العلماء وطلبة العلم. ومن ذلك: مصر، السودان، جنوب إفريقيا، المغرب، البحرين، ماليزيا، الهند، تركيا (وقد أجري فيها مؤتمر دولي تعريفي بالشيخ حفظه الله، بعنوان: (العلامة المحدث محمد عوامة وجهوده الحديثية) شاركت فيه جامعتان من أشهر الجامعات في مدينة اسطنبول)، أوزبكستان، لبنان.
</p>
<h2><span id=".D9.85.D8.A4.D8.AA.D9.85.D8.B1.D8.A7.D8.AA_.D9.88.D8.A3.D8.A8.D8.AD.D8.A7.D8.AB:"></span><span class="mw-headline" id="مؤتمرات_وأبحاث:">مؤتمرات وأبحاث:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=26" title="عدل القسم: مؤتمرات وأبحاث:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<h2><span id=".D9.83.D8.AA.D8.A8.D9.87:"></span><span class="mw-headline" id="كتبه:">كتبه:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=27" title="عدل القسم: كتبه:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>1)  أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء رضي الله عنهم، بقلم محمد عوامة، الطبعة السابعة. في مجلد.
</p><p>2)  أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين، بقلم محمد عوامة، الطبعة الخامسة. في مجلد.
</p><p>3)  الأنساب، للسمعاني، من أول حرف الشين إلى آخر حرف العين. (تحقيق)
</p><p>4)  التحذير من التوارد على قول دون الرجوع إلى مصادره، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>5)  التقليد المذهبي ما يجوز منه وما لا يجوز، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
</p><p>6)  تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لجلال الدين السيوطي، بحاشية العلامة ابن العجمي، مع شرحه ومقابلته بعشر نسخ خطية، الطبعة الأولى. في خمسة مجلدات.
</p><p>7)  تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، بحاشيتي العلامة عبد الله بن سالم البصري وتلميذه الميرغني، مقابلة بأصول مؤلفيها الثلاثة، مع زيادات على الإخراج السابق في التصحيح والتعليق، الطبعة الثانية. في مجلد كبير.
</p><p>8)  تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، مع مقابلته بأصل مؤلفه ودراسة وافية عنه، الطبعة السادسة. في مجلد.
</p><p>9)  ثَبت العلامة أحمد بن أحمد ابن العجمي رحمه الله، مع ضبطه ومقابلته بأصله، الطبعة الأولى. جزء لطيف ملحق بكتاب المدخل للسنن.
</p><p>10) حجية أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصولياً وحديثياً، وفيه: عصمته من الخطأ والخطيئة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الثانية. مجلد لطيف.
</p><p>11) الحديث المرسل وتحرير أشهر المذاهب فيه قبولاً ورداً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>12) حذف طرف من الحديث الواحد اختصاراً له أو إعلالاً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>13) حكم العمل بالحديث الضعيف بين النظرية، والتطبيق، والدعوى، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.
</p><p>14) خطُوات منهجية في إثبات عدالة الصحابة، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>15) دراسةُ الأقوالِ في حديث «خلق الله التربة يوم السبت»، وتصحيحه سنداً ومتناً، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>16) دراسة حديثيةٌ فقهيةٌ لحديث ابن عباس في الجمع بين الصلاتين من غير عذر، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>17) دراسة حديثية مقارنة لنصب الراية، وفتح القدير، ومنية الألمعي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>18) روايةُ الحديث الشريف بالمعنى بين الحكمِ النظري الواقع العملي، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>19) السنن، للإمام أبي داود السجستاني، حققه وضبطه وعلَّق عليه وقابله بأصل الحافظ ابن حجر وسبعة أصول أخرى، الطبعة الثالثة. في ستة مجلدات.
</p><p>20) الشمائل المحمدية، للإمام الترمذي، بشرح الباجوري، الطبعة الثالثة. في مجلد.
</p><p>21) القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم، للسخاوي، مقابلاً بأصل مؤلفه وأربعة أصول أخرى، فجاء أكمل نص للكتاب، الطبعة الثالثة. في مجلد.
</p><p>22) الكاشف، للذهبي، مع حاشية سبط ابن العجمي، مع مقدمات وافية، ودراسة نقدية لكثير من تراجمه، وساعده في مقابلتهما بأصل مؤلفيهما وبتخريج نصوصهما الدكتور أحمد محمد نمر الخطيب، الطبعة الثانية. في خمسة مجلدات.
</p><p>23) كلمات عن منهج الإمام البخاري رضي الله عنه في صحيحه رواية ودراية.
</p><p>24) كلمة في التوقي من التحريف، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>25) اللَّقاء بين الراويين قرينة على الاتصال أو شرط له، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>26) لَمحات في بيان مذهب ابن حبان في معرفة الثقات، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>27) مجالس في تفسير قوله تعالى «لقد من الله على المؤمنين..»، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، مقابلة بأصل مؤلفها، مع تخريج نصوصها والتعليق عليها، الطبعة الثانية. في مجلد.
</p><p>28) المختار من فرائد النقول والأخبار، ثلاثة أقسام في مجلد واحد، اختيار وجمع محمد عوامة، الطبعة الثالثة. مجلد لطيف.
</p><p>29) المدخل إلى علم السنن، للبيهقي، (النص الكامل)، اعتنى به وخرج نقوله، الطبعة الأولى. في مجلدين.
</p><p>30) مسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، للباغَندي، تخريج وشرح لأحاديثه، وتكملة لمروياته، الطبعة الرابعة. في مجلد.
</p><p>31) المصنف، للإمام الحافظ أبي بكر ابن أبي شيبة، مع تخريج أحاديثه وتقويم نصوصه ومقابلته بعدة نسخ خطية، الطبعة الأولى. في ستة وعشرين مجلداً.
</p><p>32) معالم إرشادية في صناعة طالب العلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. في مجلد.
</p><p>33) منهج الإمام محمد زاهد الكوثري في نقد الرجال، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
</p><p>34) من صحاح الأحاديث القدسية، مئة حديث قدسي مع شرحها، بقلم محمد عوامة، الطبعة السادسة. في مجلد.
</p><p>35) من مصطلح ابن خزيمة في إعلاله الحديثَ في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>36) من منهج الإمام مسلم في عرض الحديث المعلَّل في «صحيحه»، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p><p>37) نشر الميراث النبوي، بقلم محمد عوامة، في مجلد.
</p><p>38) نصب الراية، للإمام الزيلعي، مع مقابلته بمخطوطتين، وتصحيح لأكثر من ألف خطأ مطبعي فيه. في خمسة مجلدات.
</p><p>39) وجهة نظر في فهم حديث عرض أبي سفيانَ الزواج بأم حبيبة على النبي صلى الله عليه وسلم، بقلم محمد عوامة، الطبعة الأولى. رسالة لطيفة.
</p>
<h2><span id=".D9.85.D8.B1.D8.A7.D8.AC.D8.B9:"></span><span class="mw-headline" id="مراجع:">مراجع:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=28" title="عدل القسم: مراجع:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p>- «صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة محمد عوامة»، بقلم ولده الدكتور محي الدين محمد عوامة.
</p>
<h2><span id=".D8.B1.D9.88.D8.A7.D8.A8.D8.B7_.D8.B0.D8.A7.D8.AA_.D8.B5.D9.84.D8.A9:"></span><span class="mw-headline" id="روابط_ذات_صلة:">روابط ذات صلة:</span><span class="mw-editsection"><span class="mw-editsection-bracket">[</span><a href="/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%87&action=edit&section=29" title="عدل القسم: روابط ذات صلة:">عدل المصدر</a><span class="mw-editsection-bracket">]</span></span></h2>
<p><a rel="nofollow" class="external free" href="https://ar.haberler.com/arabic-news-1197693/">https://ar.haberler.com/arabic-news-1197693/</a>
</p><p><a rel="nofollow" class="external free" href="http://www.acikmedeniyet.com/tr/guncel-yazi/ibn-khaldun-participates-in-organizing-the-world-conference-the-modern-mark-mohammed">http://www.acikmedeniyet.com/tr/guncel-yazi/ibn-khaldun-participates-in-organizing-the-world-conference-the-modern-mark-mohammed</a>
</p><p><a rel="nofollow" class="external free" href="https://www.turkpress.com.tr/node/48438">https://www.turkpress.com.tr/node/48438</a>
</p>
<div class="إعلام محتوى" style=""><div class="صورة" style="display:inline"><img alt="Categorisation-hierarchy-top2down.svg" src="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/9c/Categorisation-hierarchy-top2down.svg/25px-Categorisation-hierarchy-top2down.svg.png" decoding="async" width="25" height="25" srcset="//upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/9c/Categorisation-hierarchy-top2down.svg/38px-Categorisation-hierarchy-top2down.svg.png 1.5x, //upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/9c/Categorisation-hierarchy-top2down.svg/50px-Categorisation-hierarchy-top2down.svg.png 2x" data-file-width="300" data-file-height="300" /></div> <b>هذه الصفحة غير <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D9%81" title="ويكيبيديا:تصنيف">مصنفة</a></b>: <div style="display:inline"><a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D9%81#كيفية_إضافة_وصلة_تصنيف_إلى_الصفحة" title="ويكيبيديا:تصنيف">صنفها</a> حسب الموضوع. جرب <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%86%D8%A7%D9%81_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%88%D8%B1%D9%8A#طريقة_سريعة_وبسيطة" title="ويكيبيديا:المصناف الفوري">المصناف الفوري</a>. <a href="/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7:%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D9%81#تخصيص_التصنيفات" title="ويكيبيديا:تصنيف">دقق</a> تصنيفك قدر الإمكان. <small>(نوفمبر 2020)</small></div></div>
' |
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node ) | false |
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp ) | 1606807457 |