انتقل إلى المحتوى

طب تقليدي إيراني

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الطب التقليدي الإيراني، الذي يُعرف أيضًا باسم الطب التقليدي الفارسي، هو أحد أقدم أشكال الطب التقليدي.

يرتكز الطب التقليدي الإيراني على الأخلاط الأربعة: البلغم والدم والصفراء والسوداء. يعتمد مفهوم الأخلاط الأربعة على تعاليم الرازي وابن سينا في نظام طبي مفصل.[1]

يعتقد بعض العلماء أن الجهود المبذولة لإنعاش الطب التقليدي الإيراني في السنوات الأخيرة اتخذت موقفين رئيسيين: الطب القائم على الأدلة، والدجل. بينما يستخدم العديد من الأكاديميين القياسات العلمية القائمة على الأدلة (مثلًا، أُجريت العديد من الدراسات والإبلاغات حول تأثير صيغ الطب الفارسي التقليدي على فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة النوع 2 أو سارس-كوف-2، وقد دُرست هذه العلاجات في العديد من التجارب السريرية في إيران)، هناك أيضًا تيار علمي زائف في الأوساط الأكاديمية الحديثة.[2][3]

تاريخ

[عدل]

على الصعيد العالمي، بلغ هذا الطب ذروته في إيران، بالتزامن مع الموسوعيين مثل محمد بن زكريا الرازي وابن سينا وإسماعيل الجرجاني. تطور الطب الإيراني القديم، وهو المعرفة الأساسية للأخلاط الأربعة كنظام علاجي، على يد الحكيم ابن سينا في موسوعته الطبية، القانون في الطب.[4][5]

المحافظة على الصحة

[عدل]

وفقًا للتعريف الوارد في أحد الكتب الدراسية الطبية الإيرانية الأولى «هداية المتعلمين في الطب»، الذي كتبه الأخويني بخاري في القرن العاشر، الطب هو تقنية علمية للحفاظ على صحة الإنسان، واستعادتها عندما تتدهور.[6]

يركز الطب التقليدي الإيراني على إعطاء الأولوية للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض بدلًا من العلاج.[7]

مبادئ

[عدل]

تركز قواعد نمط الحياة في الطب التقليدي الإيراني على ستة مبادئ أساسية، تُعرف باسم سيتا زاروريا باللغة الفارسية. تعد التغذية، والبيئة، والنشاط البدني، وأنماط النوم، والعواطف، وتخليص الجسم من السموم، المبادئ التوجيهية الستة الأساسية وراء نمط الحياة في الطب التقليدي الإيراني. يُعتقد أن الصحة تكمن في التعرف على طبع المرء أو مواصفاته الجسدية والعقلية، واستخدام هذه المعلومات لتوجيه نمط الحياة.[8][9]

الطبع

[عدل]

المزاج (الطبع)

[عدل]

الطب التقليدي الإيراني هو طب شامل يعتمد على الفروق الفردية، وتشكل مفهوم يعرف باسم «المزاج» أو الطبع. يُعرف بمجموعة من المواصفات الجسدية والعقلية، تُحدَّد بأعراض معينة في الجسم والعقل. وفقًا للطب التقليدي الإيراني، لكل شخص مزاج مميز يحدد جميع مواصفاته الجسدية أو العقلية. بشكل عام، يمثل المزاج الزيادة أو الافتقار إلى الحرارة والرطوبة في الجسم، ويُصنف إلى أربع صفات: الحرارة، والبرودة، واليبوسة، والرطوبة. يعد المزاج طيفًا، ويملك بعض الأشخاص مزاجًا أكثر حرارة من غيرهم. لا يوجد شخصان لهما نفس المزاج بالضبط، لكن يمكن أن يشابه أحدهما الآخر إلى حد ما. يعتقد أن المزاج يتحدد في المرحلة الجنينية. قد يلعب مزاج الوالدين أيضًا دورًا في تحديد مزاج الطفل.[10]

أثناء تشكل المزاج، يمكن أن تصبح واحدة أو اثنتان من الصفات الأربع مهيمنة وتحدد المزاج الرئيسي. لذلك، يُصنف المزاج إلى تسع فئات: حار، بارد، رطب، يابس، حار ويابس، حار ورطب، بارد ويابس، بارد ورطب، ومعتدل–إذ لا تكون أي من الصفات سائدة.[11]

لا توجد طباع جيدة أو سيئة بالمفهوم المطلق، وطالما أنها ضمن نطاقاتها الطبيعية -تنعكس في الصحة الجسدية والعقلية- فتعد في حالة متوازنة أو طبيعية. نظرًا لاختلاف المزاج بين الأفراد، يكون نمط حياتهم مختلفًا؛ هذا هو الجوهر الرئيسي للطب التقليدي الإيراني في الحفاظ على الصحة وعلاج الأمراض.[12]

من خلال تبني الأفراد نمط الحياة الذي يناسب مزاجهم، يجب عليهم محاولة الحفاظ على الحرارة والرطوبة المتأصلة في أجسادهم ضمن نطاق معين، وفقًا لمزاجهم الرئيسي، وتجنب الاكتساب المحتمل لـ«الطبع السيء».

لا يقتصر المزاج على البشر فقط. كل غرض وموقف وحالة في العالم لها مزاج خاص ومحدّد.[13]

المراجع

[عدل]
  1. ^ https://en.irct.ir/trial/47044 نسخة محفوظة 2022-02-03 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Aramesh، Kiarash (يوليو 2018). "Science and Pseudoscience in Traditional Iranian Medicine". Archives of Iranian Medicine. Iranian Academy of Medical Sciences. ج. 21 ع. 7: 315–323. PMID:30041531.
  3. ^ Bahramsoltani, Roodabeh, and Roja Rahimi. "An evaluation of traditional Persian medicine for the management of SARS-CoV-2." Frontiers in Pharmacology 11 (2020).
  4. ^ Unani Medicine in India during 1901 -1947 by حكيم سيد ظل الرحمن [الإنجليزية], Studies in History of Medicine and Science, IHMMR, New Delhi, Vol. XIII, No. 1, 1994, p. 97-112
  5. ^ Arab Medicine during the Ages by حكيم سيد ظل الرحمن [الإنجليزية], Studies in History of Medicine and Science, IHMMR, New Delhi, Vol. XIV, No. 1-2, 1996, p. 1-39
  6. ^ Mirghazanfari، Seyyed Mahdi (24 مايو 2017). "Iranian traditional medicine prioritizes health maintenance over treatment". Tehran Times. مؤرشف من الأصل في 2021-06-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-05-14.
  7. ^ Namdar، Hasan؛ Emaratkar، Elham؛ Hadavand، Mohammad Bagher (2015). "Persian Traditional Medicine and Ocular Health". Medical Hypothesis, Discovery and Innovation in Ophthalmology. ج. 4 ع. 4: 162–166. ISSN:2322-4436. PMC:5087098. PMID:27800504.
  8. ^ "Iranian traditional medicine prioritizes health maintenance over treatment". Tehran Times (بالإنجليزية). 24 May 2017. Archived from the original on 2021-06-13. Retrieved 2019-08-22.
  9. ^ Borhani، Mahdi؛ Khoshzaban، Fariba؛ Jodeiri، Behzad؛ Naseri، Mohsen؛ Kamalinejad، Mohammad (نوفمبر 2014). "Diet and Food in Iranian Traditional Medicine: Hints for Further Research". International Journal of Preventive Medicine. ج. 5 ع. 11: 1480–1481. PMC:4274557. PMID:25538846.
  10. ^ "Traditional medicine clarifies: warmness, coldness, dryness, wetness". Tehran Times (بالإنجليزية). 14 Jun 2017. Archived from the original on 2021-05-13. Retrieved 2020-02-16.
  11. ^ Jaine، Tom (1986)، Oxford Symposium on Food and Cookery: Cookery: Science, Lore and Books، London: Prospect Books Ltd, Oxford University Press، ISBN:9780907325161، مؤرشف من الأصل في 2022-04-06
  12. ^ Zeinalian، Mehrdad؛ Eshaghi، Mehdi؛ Naji، Homayoun؛ Marandi، Sayyed Mohammad Masoud؛ Sharbafchi، Mohammad Reza؛ Asgary، Sedigheh (28 سبتمبر 2015). "Iranian-Islamic traditional medicine: An ancient comprehensive personalized medicine". Advanced Biomedical Research. ج. 4: 191. DOI:10.4103/2277-9175.166151 (غير نشط 28 فبراير 2022). ISSN:2277-9175. PMC:4617002. PMID:26605230.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link) صيانة الاستشهاد: وصلة دوي غير نشطة منذ 2022 (link)
  13. ^ Mirghazanfari، Seyyed Mahdi (9 يونيو 2017). "Temperament lays basis for Iranian traditional medicine". Tehran Times. مؤرشف من الأصل في 2021-05-17. اطلع عليه بتاريخ 2018-05-14.