هموفيليا: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أنشأ الصفحة ب'«بالإنجليزية- homophily» هوموفيليا هي كلمة يونانية مشتقة من جزئين: الأول هو هومو ومعناها «معا» وا...'
(لا فرق)

نسخة 11:27، 9 مارس 2018

«بالإنجليزية- homophily» هوموفيليا هي كلمة يونانية مشتقة من جزئين: الأول هو هومو ومعناها «معا» والجزء الثاني هي كلمة فيليا ومعناها «الصداقة» والكلمة كاملة تعني ميل الأفراد لتكوين الروابط مع الأشخاص المتشابهين. أو كما يقولون «الطيور على أشكالها تقع»[1]. وقد تم اكتشاف التشابه على أساس الخصائص المشتركة  في مجموعة واسعة من الدراسات على الشبكات الاجتماعية. أجريت أكثر من 100 دراسة والتي لاحظت وجود التشابه عل أساس الخصائص المشتركة بشكل أو بآخر، وأيضا أثبتت أن هذه التشابهات تزيد من فرص التواصل[2] . من أمثال هذه التشابهات (العمر أو الجنس أو الصف الدراسة أو حتى الدور الاجتماعي) [3] .

الأفراد في علاقات التشابه يتشاركون في بعض السمات مثل المعتقدات والقيم والتعليم مما يعزز ويسهل من تكوين العلاقة وفي المقابل قد تجد أشخاص مغايرين أو علاقات مختلطة.

ولقد تمت دراسة العلاقات المتشابهة في مجال تحليل الشبكات المجتمعية  والتي تعرف باسم الاختلاط المتلائق

في هذه الدراسة يتم تمثيل بعض الخصائص بنقاط على الشبكات الاجتماعية ثم يتم قياس مدى ميل هذه النقاط للترابط مع النقاط التي لديها نفس الخصائص .

أيضا العلاقات المتشابهة في التزاوج عند الحيوانات قد تمت دراستها على نطاق واسع من خلال مجال التطور البيولوجي فيما عرف أيضا بالتزاوج المتلائق[4] .

التزاوج المتلائق هو نمط تزاوج غير عشوائي، إذ يتزاوج فيه الأفراد المتشابهون من حيث الأنماط الجينية أو الظاهرية مع بعضهم البعض بنسبة أكبر من تلك المتوقعة في التزاوج العشوائي. فمثلاً، من الشائع أن يتزاوج الأفراد مع الذين يماثلونهم بحجم الجسد.

الأنواع والأبعاد

العلاقات الأساسية مقابل زواج المقربين

لاختبار مدى ملائمة علاقات التشابه على أساس الخصائص المشتركة قام الباحثون بالتمييز بين العلاقات المتشابهة لـ «الأساسية» وبين العلاقات المتشابهة لـ «زواج الأقارب».

فالأولى هي العلاقات المتشابهة التي يتم توقعها عن طريق الصدفة نظرا لوجود توزيع متفاوت بين أشخاص لديهم سمات متنوعة كثيرة. والثانية هي مقدار علاقات التشابه والتي تكون فوق هذه القيمة المتوقعة، وعادة مايرجع ذلك الى التفضيلات الشخصية والاختيارات[2] .

الحالة مقابل القيمة

قدم ليزرسفيلد ومرتون في صيغتهم الرئيسية عن علاقات التشابه على أساس الخصائص المشتركة في عام 1954 بالتمييز بين علاقة تشابه «حالة» و «قيمة»[5] .

ويجد المؤلفون أن الأشخاص الذين يتمتعون بخصائص اجتماعية متماثلة يرجح أنهم يربطون بعضهم ببعض أكثر من كونه مجرد صدفة.«الحالة» تشمل كلا من السمات المرجعية مثل السلالة والعرق والجنس والعمر والخصائص المكتسبة مثل الدين والتعلم[5][2] .

وفي المقابل تجد «القيمة» وهي عندما تنطوي على الارتباط مع الآخري الذين يفكرون بنفس الطريقة بغض النظر عن الاختلافات في خصائص الحالة[5][2] .

السلالة والعرق

الشبكات الاجتماعية في الولايات المتحدة اليوم تنقسم بشدة على أساس السلالة والعرق. والتي تمثل أكبر نسبة في علاقات التشابه لزواج المقربين ( على الرغم من أن تصنيف مثل هذه المعايير يمكن أن تكون مشكلة في علم الاجتماع بسبب غموض الحدود والتعاريف المختلفة للعرق)

والمجموعات الأقل عددا تكون أقل اختلافا بسبب عدد الأفراد. وهذه يميل بالكفة نحو إعطاء المجموعات الأقل في المجموعات العرقية أحتمالية أعلى من علاقات التشابه الأساسية.

السلالات والأعراق ترتبط بالتحصيل التعليمي والمهن مما يزيد من فرص العلاقات المتشابهة «الأساسية» فيما بعد[2] .

الجنس والنوع الاجتماعي

فيما يتعلق بالجنس والنوع الاجتماعي فإن علاقات التشابه الأساسية في الشبكات الاجتماعية تنخفض بشدة مقارنة بالعلاقات التشابه العرقية. وكثيرا ما يعيش الرجال والنساء معا وهم يكونون مجتمعات كبيرة متساوية الحجم. وأغلب علاقات التشابه الجنسية هي من النوع تزاوج المقربين[1] .

العمر

أغلب علاقات التشابه العمرية هي علاقات أساسية.

وقد وجد مرسدن 1988 نمطا مثيرا للإهتمام لعلاقات التشابه العمرية وزواج المقربين لمجتمعات مختلفة الأعمار[6] . وأشار إلى وجود علاقة قوية بين عمر الشخص وبين المسافة المجتمعية للأشخص الآخرون للوثوق به. على سبيل المثال فكلما كانت الفجوة العمرية بين شخصين كبيرة كلما كانت مقدار الثقة من الأشخاص الأصغر عمرا أقل لمناقشة الأمور المهمة[2] .

الدين

يعزي علاقات التشابه التي تكون على أساس ديني إلى علاقات أساسية وزواج مقربين[2] .

التعليم والمهنة والطبقة الاجتماعية

العائلات التي تأخذ أصل الميلاد بعين الاعتبار بشكل كبير فهذا يندرج تحت علاقات التشابه الأساسية فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والمكانة الاجتماعية[2] .

وسائل الإعلام الاجتماعية وعلاقات التشابه

وبما أن الشبكات الاجتماعية تنقسم بشكل كبير حسب العرق فإن شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك تعزز علاقات التشابه على أساس الخصائص المشتركة.

فعندما يقوم مستخدم الفيسبوك بالاعجاب أو بالتفاعل مع مقال أو منشور ذو أيدولوجيا معينة. فيستمر الفيسبوك بإظهار المنشورات الأخر التي تحمل نفس الأيدولوجيا لهذا المستخدم.

ففي الورقة البحثية بعنوان طيور الريشة: علاقات التشابه على أساس الخصائص المشتركة فقد قام كلا من مكفيرسون وسميث لوفين وكوك بكتابة أن الشبكات الشخصية المتجانسة تؤدي إلى عوالم اجتماعي محدودة بطريقة لها آثار قوية على المعلومات التي تتلقاها والمواقف والتفاعلات التي يواجهونها[7] .

مثل هذا النوع من علاقات التشابه يمكن أن تعزز من الانقسام وتكوين مايعرف بغرف صدى الصوت على شبكات التواصل الاجتماعي؛ حيث يتفاعل الناس من الأيدولوجيات المتشابهة فقط مع بعضهم البعض.

الاسباب

الجغرافية

غالبا ما ترتفع معدلات علاقات التشابه الأساسية عندما يكون الناس الذين يقعون في أماكن قريبة لديهم خصائص متشابهة. فالناس أكثر عرضة للاتصال مع أولئك الذين يكونون قريبون جغرافيا عن أولئك الذين هم بعيدون. وقد خفضت التكنولوجيا مثل الهواتف والبريد الالكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي من فرص القضاء على هذا التأثير.

الروابط العائلية

غالبا ما تنتج العلاقات الأسرية اتصالات وثيقة ومتكررة نسبيا بين أولئك الذين هم على مسافات جغرافية بعيدة. وقد تميل هذه الالعلاقات إلى التحلل ببطؤ ولكن يمكن أيضا أن إعادة هيكلة هذه العلاقات بشكل كبير عندما تحدث زيجات جديدة.

المنظمات

توفر المدرسة وأماكن العمل والأنشطة التطوعية الغالبية العظمى من الروابط الغير أسرية. كما تدعم العديد من الصداقات والعلاقات الوطيدة والعلاقات الاجتماعية التي يتم تكوينها داخل المجموعات التطوعية. التجانس الأساسى لمعظم المنظمات يخلق علاقات تشابه أساسية في شبكة العلاقات التي تكونت بها.

المصادر المتشابهة ظاهريا

العلاقات بين الناس التي تشغل أدوارا متكافئة ستحفز علاقات تشابه في نظام علاقات الشبكة. وهذا شائع في ثلاث مجالات:

مكان العمل ( على سبيل المثال جميع رؤساء أقسام الموارد البشرية سوف يميلون للترابط مع كل رؤساء أقسام الموارد البشرية الاخرون)

العائلة ( على سبيل المثال الأم تميل للترابط مع جميع الأمهات)

وأخيرا الشبكات غير الرسمية.

العمليات المعرفية

الناس الذين لديهم تشابه ديموغرافي يميلون إلى امتلاك المعرفة المشتركة. وبالتالي لديهم سهولة أكبر للتواصل، وتبادل الأذواق الثقافية. والتي يمكن أن تولد أيضا علاقات تشابه.

تأثير علاقات التشابه التي تعتمد على الخصائص المشتركة

وأفادت إحدى الدراسات أن إدراك التشابه بين السمات الشخصية يحسن من التنسيق ويزيد من العائد المتوقع من التفاعلات أكثر من تأثير مجرد إرضاء الآخرين[8] . كما أظهرت دراسة أخرى أن علاقات التشابه تنتج التسامح والتعاون في الأماكن الاجتماعية[9] . وقد ادعت دراسات أخرى أن علاقات التشابه تساعد الناس على الوصول إلى المعلومات[10] وتنشر الابتكارات والسلوكيات[11] وتساعد في تشكيل الآراء والمعايير الاجتماعية[12] .

تؤثر علاقات التشابه على أنماط الانتشار عبر الشبكة الاجتماعية بطريقتين: الأولى أن علاقات التشابه  تؤثر على الطريقة التي تتطور بها الشبكة المجتمعية. والثانية أن الأفراد هم أكثر عرضة للنجاخ في التأثير على الآخرين عندما يكونوا مشابهين لهم[13] .

علاقات التشابه يمكن أن تقود إلى ما يسمى بالزواج المتكافئ وهو عبارة عن زواج أفراد مشابهين لبعضهم البعض[14] بطريقة ذات أهمية ثقافية. وقد يقوم الزواج المتكافئ على المكانة الاجتماعية والاقتصادية أو الطبقة أو الجنس أو العرق أو الدين. وهو نوع من التزاوج المتلائق.

يمكن أن يشير أيضًا إلى عادات التنشئة الاجتماعية لمجموعة معينة؛ كأن يميل هؤلاء الأفراد المتشابهون في الدين أو الطبقة أو الجنس أو الثقافة إلى إقامة علاقات شخصية مع بعضهم البعض.

أيضا علاقات التشابه تمثل مصانع للخصوبة؛ حيث تظهر زيادة الخصوبة في الناس الذين يميلون إلى الرغبة في البحث عن معارف بين هؤولاء الذين يملكون خصائص مشتركة[15] .

وقد أثرت سياسات الأسرة المتحكمة تأثيرا منخفضا على معدلات الخصوبة لدى هؤلاء السكان.

مصادر

  1. ^ أ ب Ferguson, Niall (15 Aug 2017). "The False Prophecy of Hyperconnection". Foreign Affairs (بالإنجليزية الأمريكية). No. September/October 2017. ISSN:0015-7120. Retrieved 2018-03-07.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د McPherson, M.; Smith-Lovin, L.; Cook, J. M. (2001). "Birds of a Feather: Homophily in Social Networks". Annual Review of Sociology. 27: 415–444. doi:10.1146/annurev.soc.27.1.415.
  3. ^ Retica, Aaron (10 Dec 2006). "Homophily". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Retrieved 2018-03-07.
  4. ^ Jiang، Yuexin؛ Bolnick، Daniel I.؛ Kirkpatrick، Mark (1 يونيو 2013). "Assortative Mating in Animals". The American Naturalist. ج. 181 ع. 6: E125–E138. DOI:10.1086/670160. ISSN:0003-0147.
  5. ^ أ ب ت Lazarsfeld, P. F. and Merton, R. K. RONKEYLAF (1954). "Friendship as a Social Process: A Substantive and Methodological Analysis". In Freedom and Control in Modern Society, Morroe Berger, Theodore Abel, and Charles H. Page, eds. New York: Van Nostrand, 18–66.
  6. ^ Marsden PV. 1988. Homogeneity in confiding relations. Soc. Networks 10:57–76
  7. ^ McPherson, Miller; Smith-Lovin, Lynn; Cook, James M (2003-11-28). "Birds of a Feather: Homophily in Social Networks". Annual Review of Sociology. 27 (1): 415–444. doi:10.1146/annurev.soc.27.1.415.
  8. ^ Chierchia, Gabriele; Coricelli, Giorgio (2015). "The impact of perceived similarity on tacit coordination: propensity for matching and aversion to decoupling choices". Frontiers in Behavioral Neuroscience (بالإنجليزية). 9. DOI:10.3389/fnbeh.2015.00202. ISSN:1662-5153.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  9. ^ Mark، Noah P. (2003). "Culture and Competition: Homophily and Distancing Explanations for Cultural Niches". American Sociological Review. ج. 68 ع. 3: 319–345. DOI:10.2307/1519727.
  10. ^ De Choudhury، Munmun؛ Sundaram، Hari؛ John، Ajita؛ Seligmann، Doree Duncan؛ Kelliher، Aisling (9 يونيو 2010). ""Birds of a Feather": Does User Homophily Impact Information Diffusion in Social Media?". arXiv:1006.1702 [physics].
  11. ^ Christakis، Nicholas A.؛ Fowler، James H. (26 يوليو 2007). "The Spread of Obesity in a Large Social Network over 32 Years". New England Journal of Medicine. ج. 357 ع. 4: 370–379. DOI:10.1056/NEJMsa066082. ISSN:0028-4793. PMID:17652652.
  12. ^ Centola، Damon؛ Willer، Robb؛ Macy، Michael (1 يناير 2005). "The Emperor's Dilemma: A Computational Model of Self‐Enforcing Norms". American Journal of Sociology. ج. 110 ع. 4: 1009–1040. DOI:10.1086/427321. ISSN:0002-9602.
  13. ^ Mustafa, Yavas; Gönenç, Yücel (May 29, 2014). "Impact of Homophily on Diffusion Dynamics Over Social Networks". Social Science Computer Review.
  14. ^ Fiore, A. T. and Donath, J. S. (2005). "Homophily in Online Dating: When Do You Like Someone Like Yourself?". MIT Media Lab.
  15. ^ Fent، Thomas؛ Diaz، Belinda Aparicio؛ Fürnkranz-Prskawetz، Alexia (13 نوفمبر 2013). "Family policies in the context of low fertility and social structure". Demographic Research. ج. 29. ISSN:1435-9871.