انتقل إلى المحتوى

لغويات عصبية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.6*
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
سطر 6: سطر 6:


بينت الدراسات أن هناك عدة مناطق مسؤولة عن إنتاج اللغة في الدماغ مثل منطقة بروكا {{إنج|Broca's area}}، وبينت الدراسات أن أي إصابة تصيب هذه المنطقة تؤثر سلباً على قدرة الفرد على التكلم. وتعمل اللسانيات العصبية على تقديم وصف للكلام المتنج بسبب الإصابات وتقديم خطط العلاج.
بينت الدراسات أن هناك عدة مناطق مسؤولة عن إنتاج اللغة في الدماغ مثل منطقة بروكا {{إنج|Broca's area}}، وبينت الدراسات أن أي إصابة تصيب هذه المنطقة تؤثر سلباً على قدرة الفرد على التكلم. وتعمل اللسانيات العصبية على تقديم وصف للكلام المتنج بسبب الإصابات وتقديم خطط العلاج.

==لمحة تاريخية==
تعود جذور اللغويات العصبية تاريخيًا إلى تطور علم الحبسات في القرن التاسع عشر، ودراسة العجز اللغوي «الحبسة الكلامية» التي تحدث نتيجة أذية الدماغ. يحاول علم الحبسات ربط البنية بالوظيفة من خلال تحليل تأثير إصابات الدماغ على عمليات معالجة اللغة. كان بول بروكا، أحد أول الأشخاص الذي كون علاقة بين منطقة دماغ معينة وعمليات معالجة اللغة، إذ أجرى الجراح الفرنسي بروكا عمليات تشريحية للعديد من الأفراد الذين يعانون من عجز كلامي، وتبين أن معظمهم قد تعرضوا إلى أذية في الدماغ «أو آفات» على الجانب الأيسر من الفص الجبهي، في منطقة تعرف الآن باسم منطقة بروكا. ادعى أخصائي فراسة الدماغ في أوائل [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] أن مناطق الدماغ المختلفة تمتلك وظائف مختلفة، إذ تتحكم المناطق الجبهية من الدماغ باللغة في الغالب، لكن كانت أبحاث بروكا الأولى في تقديم دليل تجريبي من أجل علاقة كتلك، وقد وصفت بأنها «ذات أهمية عظمى» و«محورية» لمجالات اللغويات العصبية وعلوم الإدراك. في وقت لاحق، اقترح كارل فيرنيك، التي سميت باسمه «باحة فيرنيك» فيما بعد، وجود باحات مختلفة من الدماغ متخصصة من أجل مختلف المهام اللغوية، إذ تكون باحة بروكا مسؤولة عن الإنتاج الحركي للكلام وتكون باحة فيرنيك مسؤولة عن فهم الكلام المسموع. أسس عمل بروكا وفيرنيك مجال علم الحبسات وفكرة أن اللغة يمكن دراستها من خلال اختبار الخصائص الفيزيائية للدماغ. استفادت بدايات البحث في علم الحبسات من أعمال كوربينيان برودمان في أوائل القرن العشرين، الذي «رسم خرائط» سطح الدماغ، مقسمًا إياه إلى باحات مرقمة وفقًا للبنيان المعماري الخلوي الخاص بكل باحة «بنية الخلية» ووفقًا لوظيفتها، لاتزال، هذه الباحات، المعروفة باسم باحات برودمان، مستخدمة على نطاق واسع في علم الأعصاب حتى اليوم.<ref name="phillipssakai">{{cite encyclopedia|last1=Phillips|first1=Colin|author2=Kuniyoshi L. Sakai|year=2005|url=http://mind.c.u-tokyo.ac.jp/Sakai_Lab_files/Staff/KLS_Paper/KLS2005.pdf|title=Language and the brain|encyclopedia=Yearbook of Science and Technology|publisher=McGraw-Hill Publishers|pages=166&ndash;169}}</ref><ref name="kamil">{{cite web
| url = http://www.tlumaczenia-angielski.info/linguistics/neurolinguistics.htm
| title = Neurolinguistics
| date = 12 August 2007
| work = Język angielski online
| accessdate = 31 January 2009
| last = Wiśniewski
| first = Kamil
}}</ref><ref name="who">{{cite web
| url = http://www.whonamedit.com/doctor.cfm/1982.html
| title = Pierre Paul Broca
| work = [[Who Named It?]]
| accessdate = 25 January 2009
}}</ref><ref name="muskingum">{{cite web
| url = http://www.muskingum.edu/~psych/psycweb/history/broca.htm
| title = Pierre-Paul Broca
| date = May 2000
| publisher = [[Muskingum College]]
| archiveurl = https://web.archive.org/web/20090205094518/http://www.muskingum.edu/~psych/psycweb/history/broca.htm
| archivedate = 5 February 2009
| accessdate = 25 January 2009
| last = Teter
| first = Theresa
| url-status = dead
| df = dmy-all
}}</ref><ref>{{cite web
| url = http://www.csuchico.edu/~pmccaffrey/syllabi/CMSD%20320/362unit4.html
| title = CMSD 620 Neuroanatomy of Speech, Swallowing and Language
| year = 2008
| work = Neuroscience on the Web
| publisher = [[California State University, Chico]]
| accessdate = 22 February 2009
| last = McCaffrey
| first = Patrick
}}</ref><ref>{{cite book|url=https://www.springer.com/biomed/neuroscience/book/978-0-387-26917-7|accessdate=22 February 2009|title=Brodmann's|first=Laurence|last=Garey|isbn=9780387269177|year=2006}}</ref>

يعود إطلاق مصطلح «اللغويات العصبية» إلى إديث كرويل تراجير، وهنري هيكين و<nowiki/>[[ألكسندر لوريا]]، في أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر وخمسينيات القرن التاسع عشر؛ يعتبر كتاب لوريا «مشاكل في اللغويات العصبية» تقريبًا أول كتاب يحتوي على اللغويات العصبية في عنوانه. زاد هاري ويتكر من شعبية «اللغويات العصبية» في الولايات المتحدة في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر، مؤسسًا مجلة «الدماغ واللغة» في عام 1974.<ref name="Peng 1985">{{cite journal|last=Peng|first=F.C.C.|year=1985|title=What is neurolinguistics?|journal=Journal of Neurolinguistics|volume=1|issue=1|doi=10.1016/S0911-6044(85)80003-8|pages=7–30}}</ref>

وعلى الرغم من أن علم الحبسات هو الجوهر التاريخي للغويات العصبية، توسع المجال إلى حدٍ كبير في السنوات الأخيرة، بفضل ظهور تقنيات التصوير الدماغي «مثل بّي إي تي وإف إم آر آي»،والتقنيات الفسيولوجية الكهربائية الحساسة للزمن «إي إي جي وإم إي جي»، التي يمكنها تسليط الضوء على أنماط فعالية الدماغ خلال مشاركة الأفراد في مختلف المهام اللغوية؛ ظهرت التقنيات الفسيولوجية الكهربائية، خصوصًا، كطريقة من أجل دراسة [[لغة|اللغة]] في عام 1980 مع اكتشاف «إن 400»، تبين استجابة الدماغ أنها حساسة تجاه القضايا الدلالية «المعاني» في فهم اللغة، اكتُشف «إن 400» ليكون أول كمون عمل متعلق بحدث اللغة، واستخدم على نطاق واسع منذ اكتشاف «إي إي جي» و«إم إي جي» من أجل إجراء الأبحاث اللغوية.<ref name="weisler293">Weisler (1999), p. 293.</ref><ref name="neurocognition280">Hagoort, Peter; Colin M. Brown; Lee Osterhout (1999). "The neurocognition of syntactic processing." in Brown & Hagoort. ''The Neurocognition of Language''. p. 280.</ref><ref name="Hall274">{{cite book|title=An Introduction to Language and Linguistics|last=Hall|first=Christopher J|url=https://books.google.com/books?id=RWspkUKj274C&pg=PA69&lpg=PA69&dq=neurolinguistics+and+psycholinguistics|page=274|year=2005|isbn=978-0-8264-8734-6|publisher=Continuum International Publishing Group}}</ref><ref name="hagoort unification20">{{cite journal|year=2003|last=Hagoort|first=Peter|title=How the brain solves the binding problem for language: a neurocomputational model of syntactic processing|journal=NeuroImage|volume=20|doi=10.1016/j.neuroimage.2003.09.013|pmid=14597293|pages=S18–29|hdl=11858/00-001M-0000-0013-1E0C-2}}</ref>
==المنهج الدراسي==
===التداخل مع المجالات الأخرى===
ترتبط اللغويات العصبية ارتباطًا وثيقًا بمجال علم اللغة النفسي، الذي يسعى إلى توضيح الآليات المعرفية الخاصة باللغة من خلال استخدام التقنيات التقليدية الخاصة بعلم النفس التجريبي؛ اليوم، تساهم النظريات اللغوية النفسية واللغويات العصبية في إغناء بعضها البعض، وهنالك تعاون كبير بين المجالين.<ref name="Hall2742">{{cite book|title=An Introduction to Language and Linguistics|last=Hall|first=Christopher J|url=https://books.google.com/books?id=RWspkUKj274C&pg=PA69&lpg=PA69&dq=neurolinguistics+and+psycholinguistics|page=274|year=2005|isbn=978-0-8264-8734-6|publisher=Continuum International Publishing Group}}</ref><ref name="hagoort unification">{{cite journal|year=2003|last=Hagoort|first=Peter|title=How the brain solves the binding problem for language: a neurocomputational model of syntactic processing|journal=NeuroImage|volume=20|pages=S19&ndash;S20|doi=10.1016/j.neuroimage.2003.09.013|pmid=14597293|hdl=11858/00-001M-0000-0013-1E0C-2}}</ref>

يتضمن العمل في اللغويات العصبية اختبار وتقييم النظريات التي وضعها علماء اللغة النفسية وعلماء اللغة النظرية، يقترح علماء اللغة النظرية نماذج من أجل شرح بنية اللغة وكيفية تنظيم اللغة للمعلومات، ويقترح علماء اللغة النفسية نماذج وخوارزميات من أجل شرح كيفية معالجة المعلومات اللغوية في العقل، ويحلل علماء اللغة العصبية نشاط الدماغ لاستنتاج كيفية تنفيذ البنى البيولوجية «الأفراد وشبكات الخلايا العصبية» لخوارزميات المعالجة اللغوية النفسية. على سبيل المثال، تستخدم التجارب في معالجة العبارة الاستجابات الدماغية «إي إل إيه إن» و«إن 400»، و«بّي 600» من أجل اختبار كيفية كشف الاستجابات الدماغية الفسيولوجية للتوقعات المختلفة الخاصة بنماذج معالجة العبارة التي وضعها علماء اللغة النفسية، مثل نموذج جانيت فودور ولين فريزر «التسلسل»، وثيو فوسي وجيرارد كيمبن «نموذج التوحيد/ الضم». يمكن لعلماء اللغة العصبية أيضًا وضع توقعات جديدة فيما يخص بنى ونظم اللغة اعتمادًا على اكتشافات [[علم وظائف الأعضاء|فسيولوجيا]] [[دماغ|الدماغ]]، من خلال «استقراء المعرفة المتعلقة بالبنى العصبية لمعرفة البنى اللغوية».<ref>See, for example, {{cite journal|journal=[[Trends (journals)|Trends in Cognitive Sciences]]|volume=6|issue=2|last=Friederici|first=Angela D.|year=2002|title=Towards a neural basis of auditory sentence processing|doi=10.1016/S1364-6613(00)01839-8|pmid=15866191|pages=78–84}}, which discusses how three brain responses reflect three stages of Fodor and Frazier's model.</ref><ref>Weisler (1999), p. 280.</ref>

===المواضيع المعتبرة===
يستقصي علماء اللغة العصبية عدة مواضيع، بما في ذلك معالجة المعلومات اللغوية، وكيفية كشف معالجة اللغة مع مرور الوقت، وكيفية ارتباط بنى الدماغ باكتساب اللغة وتعلمها، وكيف يمكن للفسيولوجيا العصبية المساهمة في علم أمراض الكلام واللغة.

===تحديد مواقع المعالجة اللغوية===
استقصى الكثير من البحث في اللغويات العصبية، مثل الدراسات الباكرة لبروكا وفيرنيك، المواقع الخاصة باللغة «وحدة نمطية.. (Module)..» داخل الدماغ. تشمل المسائل البحثية الآليات التي تخضع لها المعلومات اللغوية خلال معالجة الدماغ لها، فيما إذا كانت تحدث في باحات معينة متخصصة في معالجة أنواع خاصة من المعلومات أو لا، وكيفية تفاعل الباحات المختلفة من الدماغ مع بعضها البعض في المعالجة اللغوية، وكيفية اختلاف مواقع النشاط الدماغي عندما ينتج الشخص أو يستقبل لغة مختلفة عن لغته أو لغتها الأولى.<ref name="embicketal">{{cite journal|title=A syntactic specialization for Broca's area|last1=Embick|first1=David|author2=Alec Marantz; Yasushi Miyashita; Wayne O'Neil; Kuniyoshi L. Sakai|year=2000|journal=[[Proceedings of the National Academy of Sciences]]|volume=97|pmid=10811887|issue=11|pmc=18573|pages=6150&ndash;6154|doi=10.1073/pnas.100098897}}</ref><ref>{{cite journal|title=Opinion: The cortical organization of speech processing|last1=Hickock|first1=Gregory|author2=David Poeppel|journal=Nature Reviews Neuroscience|volume=8|year=2007|issue=5|pmid=17431404|doi=10.1038/nrn2113|pages=393&ndash;402}}</ref><ref>Brown, Colin M.; and Peter Hagoort (1999). "The cognitive neuroscience of language." in Brown & Hagoort. ''The Neurocognition of Language''. p. 7.</ref><ref name="wangetal">{{cite journal|year=2003|author1=Wang Yue|author2=Joan A. Sereno; Allard Jongman; and Joy Hirsch|title=fMRI evidence for cortical modification during learning of Mandarin lexical tone|pmid=14614812|journal=Journal of Cognitive Neuroscience|volume=15|issue=7|pages=1019&ndash;1027|doi=10.1162/089892903770007407|hdl=1808/12458|url=https://kuscholarworks.ku.edu/bitstream/1808/12458/1/JongmanJCN15.pdf}}</ref><ref name="LSA">{{cite web
| url = http://www.lsadc.org/info/ling-fields-neuro.cfm
| title = Neurolinguistics
| publisher = [[Linguistic Society of America]]
| accessdate = 18 December 2008
| last = Menn
| first = Lise
}}</ref><ref>{{cite web
| url = http://www.sfn.org/index.cfm?pagename=brainBriefings_thebilingualbrain
| title = The Bilingual Brain
| date = February 2008
| work = Brain Briefings
| publisher = [[Society for Neuroscience]]
| accessdate = 1 February 2009
}}</ref>

====زمن عمليات المعالجة اللغوية====
تشمل ناحية أخرى من أدب اللغويات العصبية العلمي استخدام التقنيات الفسيولوجية الكهربائية من أجل تحليل المعالجة اللغوية المتسارعة وفقًا للزمن. قد يعكس الترتيب المؤقت لأنماط نشاط الدماغ المتخصصة العملياتِ الحسابية المنفصلة التي يقوم بها الدماغ خلال معالجة اللغة؛ على سبيل المثال، تقترح أحد النظريات اللغوية العصبية في تفسير الجملة أن استجابات الدماغ الثلاث (إي إل إيه إن، وإن 400، وبّي 600) هي نتاج الخطوات الثلاث الخاصة بالمعالجة النحوية والدلالية.<ref name="friederici2002">{{cite journal|last=Friederici|first=Angela D.|year=2002|journal=[[Trends (journals)|Trends in Cognitive Sciences]]|title=Towards a neural basis of auditory sentence processing|volume=6|issue=2|pages=78&ndash;84|doi=10.1016/S1364-6613(00)01839-8|pmid=15866191}}</ref>

===اكتساب اللغة===
أحد المواضيع الأخرى هو العلاقة بين البنى الدماغية واكتساب اللغة. اكتشف البحث في بدايات اكتساب اللغة خضوع الرضع من مختلف البيئات اللغوية لمراحل توقع متشابهة «مثل البعبعة..(لغة الطفل الرضيع)..»، وتحاول بعض الأبحاث اللغوية العصبية إيجاد علاقات ترابطية بين مراحل تطور اللغة ومراحل تطور الدماغ، بينما تقوم الأبحاث الأخرى <ref name="caplan12">Caplan (1987), p. 12.</ref>باستقصاء التغيرات الفيزيائية «التي تعرف باللدونة العصبية» التي يقوم بها الدماغ خلال اكتسابه للغة ثانية، عندما يتعلم البالغ لغة جديدة. يمكن ملاحظة اللدونة العصبية خلال اكتساب اللغة الثانية وتجربة تعلم اللغة، إذ تشمل نتيجة التعرض إلى اللغة زيادة في المادة الرمادية والبيضاء التي قد توجد عند الأطفال، والشباب اليافعين، والمسنين.<ref name="sereno">{{cite book|title=Language Experience in Second Language Speech Learning|editor=Ocke-Schwen Bohn|editor2=Murray J. Munro|publisher=John Benjamins Publishing Company|location=Philadelphia|year=2007|chapter=Behavioral and cortical effects of learning a second language: The acquisition of tone|last1=Sereno|first1=Joan A|author2=Yue Wang|chapter-url=https://books.google.com/books?hl=en&lr=&id=F4twnj4T2owC&oi=fnd&pg=PA239&dq=%22Behavioral+and+cortical+effects+of+learning+a+second+language:+The+acquisition+of+tone%22&ots=4WaSgLehza&sig=YW5rzWgis1mBT0q_NAUZy7uSFXQ#v=onepage&q=%22Behavioral%20and%20cortical%20effects%20of%20learning%20a%20second%20language%3A%20The%20acquisition%20of%20tone%22&f=false}}</ref><ref>Caplan (1987), p. 11.</ref>

===المرضيات اللغوية===
تستخدم التقنيات اللغوية العصبية أيضًا في دراسة [[مرض|الأمراض]] والاضطرابات المتعلقة باللغة، مثل الحبسة الكلامية وعسر القراءة، وكيفية ارتباطها بالخصائص الفيزيائية الدماغية.<ref name="caplan122">Caplan (1987), p. 12.</ref><ref name="LSA2">{{cite web
| url = http://www.lsadc.org/info/ling-fields-neuro.cfm
| title = Neurolinguistics
| publisher = [[Linguistic Society of America]]
| accessdate = 18 December 2008
| last = Menn
| first = Lise
}}</ref>
== انظر أيضاً ==
== انظر أيضاً ==
* [[علم الأعصاب التعليمي]]
* [[علم الأعصاب التعليمي]]

نسخة 19:09، 9 يناير 2020

بنية الدماغ البشرية

اللغويات العصبية أو اللسانيات العصبية (بالإنجليزية: Neurolinguistics)‏ هي فرع من فروع اللسانيات التطبيقية التي تعنى بدراسة الآليات العصبية في الدماغ البشري التي تتحكم في تفهم وإنتاج واكتساب اللغة.[1][2][3] كأحد الحقول المتداخلة، فإن علم اللغويات العصبية يستخدم طرائق ونظريات من علوم أخرى مثل العلوم العصبية واللغويات والعلوم الاستعرافية وعلم الحاسوب. ويأتي الباحثون في هذا المحال من عدة خلفيات مختلفة، جالبين معهم مجموعة متنوعة من الطرق العملية والنظريات. وتستخدم الكثير من الأعمال في اللغويات العصبية نماذج نفسية-عصبية ولسانيات نظرية. وتركز في البحث في كيفية تنفيذ العقل لعمليات تنتج لغة مفهومة. فيدرس الباحثون في هذا المجال الآليات النفسية التي يعالج بها العقل المعلومات المتعلقة باللغة، فيقيمون طرق محاكاة بالحاسوب.

بينت الدراسات أن هناك عدة مناطق مسؤولة عن إنتاج اللغة في الدماغ مثل منطقة بروكا (بالإنجليزية: Broca's area)‏، وبينت الدراسات أن أي إصابة تصيب هذه المنطقة تؤثر سلباً على قدرة الفرد على التكلم. وتعمل اللسانيات العصبية على تقديم وصف للكلام المتنج بسبب الإصابات وتقديم خطط العلاج.

لمحة تاريخية

تعود جذور اللغويات العصبية تاريخيًا إلى تطور علم الحبسات في القرن التاسع عشر، ودراسة العجز اللغوي «الحبسة الكلامية» التي تحدث نتيجة أذية الدماغ. يحاول علم الحبسات ربط البنية بالوظيفة من خلال تحليل تأثير إصابات الدماغ على عمليات معالجة اللغة. كان بول بروكا، أحد أول الأشخاص الذي كون علاقة بين منطقة دماغ معينة وعمليات معالجة اللغة، إذ أجرى الجراح الفرنسي بروكا عمليات تشريحية للعديد من الأفراد الذين يعانون من عجز كلامي، وتبين أن معظمهم قد تعرضوا إلى أذية في الدماغ «أو آفات» على الجانب الأيسر من الفص الجبهي، في منطقة تعرف الآن باسم منطقة بروكا. ادعى أخصائي فراسة الدماغ في أوائل القرن التاسع عشر أن مناطق الدماغ المختلفة تمتلك وظائف مختلفة، إذ تتحكم المناطق الجبهية من الدماغ باللغة في الغالب، لكن كانت أبحاث بروكا الأولى في تقديم دليل تجريبي من أجل علاقة كتلك، وقد وصفت بأنها «ذات أهمية عظمى» و«محورية» لمجالات اللغويات العصبية وعلوم الإدراك. في وقت لاحق، اقترح كارل فيرنيك، التي سميت باسمه «باحة فيرنيك» فيما بعد، وجود باحات مختلفة من الدماغ متخصصة من أجل مختلف المهام اللغوية، إذ تكون باحة بروكا مسؤولة عن الإنتاج الحركي للكلام وتكون باحة فيرنيك مسؤولة عن فهم الكلام المسموع. أسس عمل بروكا وفيرنيك مجال علم الحبسات وفكرة أن اللغة يمكن دراستها من خلال اختبار الخصائص الفيزيائية للدماغ. استفادت بدايات البحث في علم الحبسات من أعمال كوربينيان برودمان في أوائل القرن العشرين، الذي «رسم خرائط» سطح الدماغ، مقسمًا إياه إلى باحات مرقمة وفقًا للبنيان المعماري الخلوي الخاص بكل باحة «بنية الخلية» ووفقًا لوظيفتها، لاتزال، هذه الباحات، المعروفة باسم باحات برودمان، مستخدمة على نطاق واسع في علم الأعصاب حتى اليوم.[4][5][6][7][8][9]

يعود إطلاق مصطلح «اللغويات العصبية» إلى إديث كرويل تراجير، وهنري هيكين وألكسندر لوريا، في أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر وخمسينيات القرن التاسع عشر؛ يعتبر كتاب لوريا «مشاكل في اللغويات العصبية» تقريبًا أول كتاب يحتوي على اللغويات العصبية في عنوانه. زاد هاري ويتكر من شعبية «اللغويات العصبية» في الولايات المتحدة في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر، مؤسسًا مجلة «الدماغ واللغة» في عام 1974.[10]

وعلى الرغم من أن علم الحبسات هو الجوهر التاريخي للغويات العصبية، توسع المجال إلى حدٍ كبير في السنوات الأخيرة، بفضل ظهور تقنيات التصوير الدماغي «مثل بّي إي تي وإف إم آر آي»،والتقنيات الفسيولوجية الكهربائية الحساسة للزمن «إي إي جي وإم إي جي»، التي يمكنها تسليط الضوء على أنماط فعالية الدماغ خلال مشاركة الأفراد في مختلف المهام اللغوية؛ ظهرت التقنيات الفسيولوجية الكهربائية، خصوصًا، كطريقة من أجل دراسة اللغة في عام 1980 مع اكتشاف «إن 400»، تبين استجابة الدماغ أنها حساسة تجاه القضايا الدلالية «المعاني» في فهم اللغة، اكتُشف «إن 400» ليكون أول كمون عمل متعلق بحدث اللغة، واستخدم على نطاق واسع منذ اكتشاف «إي إي جي» و«إم إي جي» من أجل إجراء الأبحاث اللغوية.[11][12][13][14]

المنهج الدراسي

التداخل مع المجالات الأخرى

ترتبط اللغويات العصبية ارتباطًا وثيقًا بمجال علم اللغة النفسي، الذي يسعى إلى توضيح الآليات المعرفية الخاصة باللغة من خلال استخدام التقنيات التقليدية الخاصة بعلم النفس التجريبي؛ اليوم، تساهم النظريات اللغوية النفسية واللغويات العصبية في إغناء بعضها البعض، وهنالك تعاون كبير بين المجالين.[15][16]

يتضمن العمل في اللغويات العصبية اختبار وتقييم النظريات التي وضعها علماء اللغة النفسية وعلماء اللغة النظرية، يقترح علماء اللغة النظرية نماذج من أجل شرح بنية اللغة وكيفية تنظيم اللغة للمعلومات، ويقترح علماء اللغة النفسية نماذج وخوارزميات من أجل شرح كيفية معالجة المعلومات اللغوية في العقل، ويحلل علماء اللغة العصبية نشاط الدماغ لاستنتاج كيفية تنفيذ البنى البيولوجية «الأفراد وشبكات الخلايا العصبية» لخوارزميات المعالجة اللغوية النفسية. على سبيل المثال، تستخدم التجارب في معالجة العبارة الاستجابات الدماغية «إي إل إيه إن» و«إن 400»، و«بّي 600» من أجل اختبار كيفية كشف الاستجابات الدماغية الفسيولوجية للتوقعات المختلفة الخاصة بنماذج معالجة العبارة التي وضعها علماء اللغة النفسية، مثل نموذج جانيت فودور ولين فريزر «التسلسل»، وثيو فوسي وجيرارد كيمبن «نموذج التوحيد/ الضم». يمكن لعلماء اللغة العصبية أيضًا وضع توقعات جديدة فيما يخص بنى ونظم اللغة اعتمادًا على اكتشافات فسيولوجيا الدماغ، من خلال «استقراء المعرفة المتعلقة بالبنى العصبية لمعرفة البنى اللغوية».[17][18]

المواضيع المعتبرة

يستقصي علماء اللغة العصبية عدة مواضيع، بما في ذلك معالجة المعلومات اللغوية، وكيفية كشف معالجة اللغة مع مرور الوقت، وكيفية ارتباط بنى الدماغ باكتساب اللغة وتعلمها، وكيف يمكن للفسيولوجيا العصبية المساهمة في علم أمراض الكلام واللغة.

تحديد مواقع المعالجة اللغوية

استقصى الكثير من البحث في اللغويات العصبية، مثل الدراسات الباكرة لبروكا وفيرنيك، المواقع الخاصة باللغة «وحدة نمطية.. (Module)..» داخل الدماغ. تشمل المسائل البحثية الآليات التي تخضع لها المعلومات اللغوية خلال معالجة الدماغ لها، فيما إذا كانت تحدث في باحات معينة متخصصة في معالجة أنواع خاصة من المعلومات أو لا، وكيفية تفاعل الباحات المختلفة من الدماغ مع بعضها البعض في المعالجة اللغوية، وكيفية اختلاف مواقع النشاط الدماغي عندما ينتج الشخص أو يستقبل لغة مختلفة عن لغته أو لغتها الأولى.[19][20][21][22][23][24]

زمن عمليات المعالجة اللغوية

تشمل ناحية أخرى من أدب اللغويات العصبية العلمي استخدام التقنيات الفسيولوجية الكهربائية من أجل تحليل المعالجة اللغوية المتسارعة وفقًا للزمن. قد يعكس الترتيب المؤقت لأنماط نشاط الدماغ المتخصصة العملياتِ الحسابية المنفصلة التي يقوم بها الدماغ خلال معالجة اللغة؛ على سبيل المثال، تقترح أحد النظريات اللغوية العصبية في تفسير الجملة أن استجابات الدماغ الثلاث (إي إل إيه إن، وإن 400، وبّي 600) هي نتاج الخطوات الثلاث الخاصة بالمعالجة النحوية والدلالية.[25]

اكتساب اللغة

أحد المواضيع الأخرى هو العلاقة بين البنى الدماغية واكتساب اللغة. اكتشف البحث في بدايات اكتساب اللغة خضوع الرضع من مختلف البيئات اللغوية لمراحل توقع متشابهة «مثل البعبعة..(لغة الطفل الرضيع)..»، وتحاول بعض الأبحاث اللغوية العصبية إيجاد علاقات ترابطية بين مراحل تطور اللغة ومراحل تطور الدماغ، بينما تقوم الأبحاث الأخرى [26]باستقصاء التغيرات الفيزيائية «التي تعرف باللدونة العصبية» التي يقوم بها الدماغ خلال اكتسابه للغة ثانية، عندما يتعلم البالغ لغة جديدة. يمكن ملاحظة اللدونة العصبية خلال اكتساب اللغة الثانية وتجربة تعلم اللغة، إذ تشمل نتيجة التعرض إلى اللغة زيادة في المادة الرمادية والبيضاء التي قد توجد عند الأطفال، والشباب اليافعين، والمسنين.[27][28]

المرضيات اللغوية

تستخدم التقنيات اللغوية العصبية أيضًا في دراسة الأمراض والاضطرابات المتعلقة باللغة، مثل الحبسة الكلامية وعسر القراءة، وكيفية ارتباطها بالخصائص الفيزيائية الدماغية.[29][30]

انظر أيضاً

مراجع

  1. ^ Gordon، Peter. "The Truth-Value Judgment Task". في D. McDaniel؛ C. McKee؛ H. Cairns (المحررون). Methods for assessing children's syntax (PDF). Cambridge: MIT Press. ص. 1. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2010-06-09.
  2. ^ Coles، Michael G.H.؛ Michael D. Rugg (1996). "Event-related brain potentials: an introduction". Electrophysiology of Mind. Oxford Scholarship Online Monographs. ص. 1–27. ISBN:0-19-852135-9.
  3. ^ Kaan، Edith؛ Swaab, Tamara (2003). "Repair, revision, and complexity in syntactic analysis: an electrophysiological differentiation". Journal of Cognitive Neuroscience. ج. 15 ع. 1: 98–110. DOI:10.1162/089892903321107855. PMID:12590846.
  4. ^ Phillips، Colin؛ Kuniyoshi L. Sakai (2005). "Language and the brain" (PDF). Yearbook of Science and Technology. McGraw-Hill Publishers. ص. 166–169.
  5. ^ Wiśniewski، Kamil (12 أغسطس 2007). "Neurolinguistics". Język angielski online. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-31.
  6. ^ "Pierre Paul Broca". Who Named It?. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-25.
  7. ^ Teter، Theresa (مايو 2000). "Pierre-Paul Broca". Muskingum College. مؤرشف من الأصل في 5 فبراير 2009. اطلع عليه بتاريخ 25 يناير 2009.
  8. ^ McCaffrey، Patrick (2008). "CMSD 620 Neuroanatomy of Speech, Swallowing and Language". Neuroscience on the Web. California State University, Chico. اطلع عليه بتاريخ 2009-02-22.
  9. ^ Garey، Laurence (2006). Brodmann's. ISBN:9780387269177. اطلع عليه بتاريخ 2009-02-22.
  10. ^ Peng، F.C.C. (1985). "What is neurolinguistics?". Journal of Neurolinguistics. ج. 1 ع. 1: 7–30. DOI:10.1016/S0911-6044(85)80003-8.
  11. ^ Weisler (1999), p. 293.
  12. ^ Hagoort, Peter; Colin M. Brown; Lee Osterhout (1999). "The neurocognition of syntactic processing." in Brown & Hagoort. The Neurocognition of Language. p. 280.
  13. ^ Hall، Christopher J (2005). An Introduction to Language and Linguistics. Continuum International Publishing Group. ص. 274. ISBN:978-0-8264-8734-6.
  14. ^ Hagoort، Peter (2003). "How the brain solves the binding problem for language: a neurocomputational model of syntactic processing". NeuroImage. ج. 20: S18–29. DOI:10.1016/j.neuroimage.2003.09.013. hdl:11858/00-001M-0000-0013-1E0C-2. PMID:14597293.
  15. ^ Hall، Christopher J (2005). An Introduction to Language and Linguistics. Continuum International Publishing Group. ص. 274. ISBN:978-0-8264-8734-6.
  16. ^ Hagoort، Peter (2003). "How the brain solves the binding problem for language: a neurocomputational model of syntactic processing". NeuroImage. ج. 20: S19–S20. DOI:10.1016/j.neuroimage.2003.09.013. hdl:11858/00-001M-0000-0013-1E0C-2. PMID:14597293.
  17. ^ See, for example, Friederici، Angela D. (2002). "Towards a neural basis of auditory sentence processing". Trends in Cognitive Sciences. ج. 6 ع. 2: 78–84. DOI:10.1016/S1364-6613(00)01839-8. PMID:15866191., which discusses how three brain responses reflect three stages of Fodor and Frazier's model.
  18. ^ Weisler (1999), p. 280.
  19. ^ Embick، David؛ Alec Marantz; Yasushi Miyashita; Wayne O'Neil; Kuniyoshi L. Sakai (2000). "A syntactic specialization for Broca's area". Proceedings of the National Academy of Sciences. ج. 97 ع. 11: 6150–6154. DOI:10.1073/pnas.100098897. PMC:18573. PMID:10811887.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  20. ^ Hickock، Gregory؛ David Poeppel (2007). "Opinion: The cortical organization of speech processing". Nature Reviews Neuroscience. ج. 8 ع. 5: 393–402. DOI:10.1038/nrn2113. PMID:17431404.
  21. ^ Brown, Colin M.; and Peter Hagoort (1999). "The cognitive neuroscience of language." in Brown & Hagoort. The Neurocognition of Language. p. 7.
  22. ^ Wang Yue؛ Joan A. Sereno; Allard Jongman; and Joy Hirsch (2003). "fMRI evidence for cortical modification during learning of Mandarin lexical tone" (PDF). Journal of Cognitive Neuroscience. ج. 15 ع. 7: 1019–1027. DOI:10.1162/089892903770007407. hdl:1808/12458. PMID:14614812.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  23. ^ Menn، Lise. "Neurolinguistics". Linguistic Society of America. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-18.
  24. ^ "The Bilingual Brain". Brain Briefings. Society for Neuroscience. فبراير 2008. اطلع عليه بتاريخ 2009-02-01.
  25. ^ Friederici، Angela D. (2002). "Towards a neural basis of auditory sentence processing". Trends in Cognitive Sciences. ج. 6 ع. 2: 78–84. DOI:10.1016/S1364-6613(00)01839-8. PMID:15866191.
  26. ^ Caplan (1987), p. 12.
  27. ^ Sereno، Joan A؛ Yue Wang (2007). "Behavioral and cortical effects of learning a second language: The acquisition of tone". في Ocke-Schwen Bohn؛ Murray J. Munro (المحررون). Language Experience in Second Language Speech Learning. Philadelphia: John Benjamins Publishing Company.
  28. ^ Caplan (1987), p. 11.
  29. ^ Caplan (1987), p. 12.
  30. ^ Menn، Lise. "Neurolinguistics". Linguistic Society of America. اطلع عليه بتاريخ 2008-12-18.

وصلات خارجية