انتقل إلى المحتوى

تعدد المهام عند الإنسان: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
أُنشئَت بترجمة الصفحة "Human multitasking"
وسوم: تمت إضافة وسم nowiki وصلات صفحات توضيح [المحتوى] [المحتوى2]
(لا فرق)

نسخة 18:08، 9 أبريل 2023

مثال على تعدد المهام: استخدام الكمبيوتر المحمول والهاتف المحمول في وقتٍ واحد.

يشير مفهوم مهارة تعدد المهام (بالإنجليزية: Human multitasking) إلى أنه يمكن للمرء تقسيم انتباهه إلى أكثر مهمة أو نشاط واحد في نفس الوقت، مثل التحدث على الهاتف أثناء قيادة السيارة.التعددية المهمة لدى الإنسان هي مفهوم يتمثل في قدرة الفرد على تقسيم انتباهه بين أكثر من مهمة أو نشاط في نفس الوقت، مثل التحدث في الهاتف بينما يقود السيارة. ويمكن أن يؤدي التعددية المهمة إلى إهدار الوقت والانتقال بين المهام بشكل غير فعال، مما يزيد من احتمالية الخطأ بسبب عدم التركيز الكافي. وإذا أصبح الفرد ماهرًا في مهمتين، فمن الممكن الانتقال بسرعة بين المهمتين والقيام بهما بشكل جيد..

أصل المصطلح

تم استخدام كلمة "التعددية المهمة" لأول مرة في ورقة مطبوعة من شركة آي بي إم تصف قدرات نظام آي بي إم/ 360 في عام 1965. [1] ومنذ ذلك الحين طُبق هذا المصطلح على المهام البشرية.

الأبحاث

منذ ستينيات القرن العشرين، أجرى علماء النفس تجارب على طبيعة وحدود القدرة البشرية على القيام بالمهام المتعددة. وتصمم التجارب الأكثر بساطة لاستكشاف القدرة البشرية على القيام بالمهام المتعددة هي تأثير الفترة الانكسارية النفسية. حيث يُطلب من الأشخاص أن يقدموا استجابات منفصلة لكل منبه من المنبهين الاثنين الذين ظهرا في وقتٍ متقارب. وأحد النتائج العامة المهمة هي تباطؤ في الاستجابات للمنبه الثاني الظاهر.[2]

لقد اقترح الباحثون لفترة طويلة أنه يبدو أن هناك تضييقًا في المعالجة يمنع الدماغ من العمل على بعض الجوانب الرئيسية لكل من المهام في نفس الوقت. يشير مصطلح "قيود الانتباه" إلى الفكرة التي تفيد بأن الناس لديهم موارد انتباهية محدودة، ويُحتفظ بالمعلومات الأكثر أهمية. ويعتقد العديد من الباحثين أن الوظيفة الإدراكية التي تخضع لأشد صور التضييق هي تخطيط الإجراءات واسترداد المعلومات من الذاكرة. وقد وصف الطبيب النفسي إدوارد إم. هالويل المهمة المتعددة كنشاط "أسطوري يعتقد فيه الناس أنهم يستطيعون أداء مهمتين أو أكثر بنفس الفعالية التي يؤدون بها مهمة واحدة".

قام آخرون بالبحث حول المهام المتعددة في مجال التعلم. درس ريتشارد إي ماير ومورينو الظاهرة التي تسمى "حمولة الإنتاجية الإدراكية" في التعلم المتعدد الوسائط وخلصوا إلى أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تعلم معلومات جديدة أثناء ممارسة المهام المتعددة. كما درس رينول جونكو وشيليا ر. كوتن كيف تؤثر المهام المتعددة على النجاح الأكاديمي ووجدوا أن الطلاب الذين ارتفعت مستويات المهام المتعددة لديهم يعانون من مشاكل كبيرة في أعمالهم الأكاديمية. وقد أظهرت دراسة أخيرة. حول آثار المهام المتعددة على الأداء الأكاديمي أن استخدام فيسبوك والرسائل النصية أثناء الدراسة يترافق مع تراجع علامات الطلاب، في حين أن البحث عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني لم يترافقا مع ذلك.

أجريت بعض التجارب التي تثبت إمكانية توزيع الانتباه على عدة مهام، ويعتمد نجاح ذلك على العوامل المختلفة مثل مدى التدريب أو صعوبة المهمة. قام والتر شنايدر وروبرت شيفرين بإجراء تجربة حيث قدموا للمشاركين مجموعة من الذاكرة، والتي تتألف من محفزات الهدف مثل الرقم ثلاثة. بعد عرض مجموعة الذاكرة، عُرض 20 إطارًا اختباريًا بسرعة يحتوي كل منهما على محفزات منحرفة. أحد الشرائح التي عرضت عليهم تحتوي على واحد من محفزات الهدف من مجموعة الذاكرة. مع كل تجربة، عُرضت مجموعة ذاكرة جديدة وإطارات اختبارية جديدة. في بداية التجربة، كان متوسط الأداء لدى المشاركين يبلغ 55٪ في التعرف الصحيح على محفزات الهدف من مجموعة الذاكرة. بعد 900 تجربة، تمكن المشاركون من رفع المتوسط ​​إلى 90٪. وأفادوا أن المهمة أصبحت تلقائية بعد حوالي 600 تجربة، وتمكنوا من الاستجابة دون التفكير فيها.[3]

دور الدماغ

نظرًا لعدم قدرة الدماغ على التركيز بشكل كامل عند ممارسة المهام المتعددة، يستغرق الناس وقتًا أطول لإكمال المهام ويكونون عرضة للأخطاء. عندما يحاول الناس إنجاز العديد من المهام في وقت واحد أو التنقل بسرعة بينها، "ترتفع نسبة الأخطاء بشكل كبير، ويستغرق الأمر وقتًا أطول بكثير - غالبًا ما يزيد عن ضعف الوقت أو أكثر - لإنجاز المهام مقارنة بالقيام بها بتتابع"، كما يقول ماير. [4] هذا إلى حد كبير لأن "الدماغ مجبر على إعادة التشغيل وإعادة التركيز". أظهرت دراسة قام بها ماير وديفيد كيراس أن الدماغ لا يحرز أي تقدم خلال فترة الانتقال بين كل مهمة وأخرى. لذلك، فإن الأشخاص الذين يقومون بالمهام المتعددة لا يقومون بكل مهمة بشكل مناسب، بل يفقدون الوقت خلال العملية.

وفقًا لدراسة أجراها جوردان غرافمان، رئيس قسم العلوم الإدراكية في المعهد الوطني لاضطرابات الجهاز العصبي والسكتة الدماغية، "يسمح الجزء الأمامي الأكثر للدماغ [للشخص] بترك شيء عندما يكون غير مكتمل والعودة إلى نفس المكان والاستمرار من هناك"، بينما باحات برودمان 10، وهو جزء من فصوص الجمجمة الأمامية للدماغ، يعتبر مهماً لوضع وتحقيق الأهداف طويلة المدى.. [4] تركيز الدماغ على عدة مهام غير متشابهة في وقت واحد يجبر الدماغ على معالجة جميع الأنشطة في الجزء الأمامي منه. على الرغم من أن الدماغ معقد ويمكنه أداء مهام عديدة، إلا أنه لا يمكنه القيام بالمهام المتعددة بشكل جيد.

أظهرت دراسة أخرى أجراها العالِم النفسي رينيه ماروا في جامعة فاندربيلت أن الدماغ يعاني من "ضيق اختيار الاستجابة" عندما يُطلب منه أداء العديد من المهام في وقت واحد. يجب على الدماغ بعد ذلك اتخاذ قرار حول أي نشاط هو الأهم، مما يستغرق وقتًا أكثر. ويدعي العالِم النفسي ديفيد ماير من جامعة ميشيغان أنه بدلاً من "ضيق الانتباه" أن الدماغ يواجه "التحكم التنفيذي التكيفي" الذي يضع الأولويات على كل نشاط. تختلف هذه الآراء، حيث تحاول ضيق الاختيار إجبار العديد من الأفكار عبر الدماغ في وقت واحد، بينما يضع التحكم التنفيذي التكيفي أولويات للمهام للحفاظ على بعض النظام. يفهم الدماغ هذا النظام بشكل أفضل، وبما أن العلماء النفسيين مثل الدكتور ماير يعتقدون، يمكن تدريب الدماغ للقيام بالمهام المتعددة. [5] ومن غير المعروف بالضبط كيف يعالج الدماغ المدخلات ويتفاعل مع التحفيز المفرط.

تتشير بعض الأبحاث إلى أن الدماغ البشري يمكن تدريبه على القيام بالمهام المتعددة. أظهرت دراسة نشرت في مجلة تطور الطفل من قبل مونيكا لوسيانا، أستاذة مشاركة في علم النفس في جامعة مينيسوتا، أن قدرة الدماغ على تصنيف المعلومات المتنافسة مستمرة في التطور حتى سن السادسة عشرة والسابعة عشرة. أظهرت دراسة أخرى قامت بها جامعة فاندربيلت أن القدرة على القيام بالمهام المتعددة محدودة إلى حد كبير بـ "سرعة معالجة قشرة الجبهة الأمامية للمعلومات."

ويعتقد بول دوكس، المؤلف المشارك في الدراسة، أن هذه العملية يمكن أن تصبح أسرع من خلال التدريب المناسب. قامت الدراسة بتدريب سبعة أشخاص على أداء مهمتين بسيطتين، إما بشكل منفصل أو معًا، وأجرت فحوصات للدماغ للمشاركين. كان الأفراد غير قادرين على القيام بالمهام المتعددة بشكل جيد في البداية ولكن، مع التدريب، تمكنوا من القيام بالمهام بمهارة في نفس الوقت. تشير الفحوصات للدماغ للمشاركين إلى أن قشرة الجبهة الأمامية قد سرّعت قدرتها على معالجة المعلومات، مما يمكن الأفراد من تنفيذ المهام المتعددة بكفاءة أكبر. ومع ذلك، تشير الدراسة أيضًا إلى أن الدماغ غير قادر على القيام بعدة مهام في وقت واحد، حتى بعد التدريب المكثف. [6] وتشير هذه الدراسة أيضًا إلى أنه على الرغم من أن الدماغ يمكن أن يصبح بارعًا في معالجة معلومات معينة والاستجابة لها، إلا أنه لا يمكنه فعلاً القيام بمهام متعددة.

لدى الناس القدرة المحدودة على الاحتفاظ بالمعلومات، والتي تزداد سوءًا عندما يزيد حجم المعلومات. لهذا السبب، يقوم الناس بتعديل المعلومات لجعلها أكثر تذكرًا، مثل تقسيم رقم الهاتف المكون من عشرة أرقام إلى ثلاث مجموعات أصغر أو تقسيم الأبجدية إلى مجموعات من ثلاثة إلى خمسة أحرف، وهذه الظاهرة تعرف باسم التقسيم. يعتقد جورج ميلر، النفساني السابق في جامعة هارفارد، أن حدود سعة الدماغ البشري تدور حول "الرقم سبعة زائد أو ناقص اثنين". وهذا مثال توضيحي على ذلك هو اختبار يجب على الشخص تكرار أرقام تُقرأ بصوت عالٍ. بينما يمكن تكرار رقمين أو ثلاثة بسهولة، يصبح تكرار خمسة عشر رقمًا أصعب. وعلى المتوسط، سيتمكن الشخص من تكرار سبعة منها بشكل صحيح. [7] الأدمغة قادرة فقط على تخزين كمية محدودة من المعلومات في ذاكرتهم قصيرة المدى.

تشير الدراسات المعملية حول التعامل مع عدة مهام إلى أن أحد الدوافع وراء التبديل بين المهام هو زيادة الوقت في أداء المهمة التي تنتج أكبر قدر من الأجر (باين ودوجان، ونيث، 2007). ويمكن أن يكون هذا الأجر هو التقدم في تحقيق هدف المهمة العامة، أو يمكن أن يكون ببساطة فرصة متابعة نشاط أكثر إثارة للاهتمام أو متعة. وقد وجد باين ودوغان ونيث (2007) أن القرارات بالتبديل بين المهام تعكس إما الأجر الذي يوفره المهمة الحالية أو إمكانية التبديل بمهمة أخرى (أي الانتهاء من هدف فرعي). أشارت دراسة فرنسية لدى استخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي في عام 2010 إلى دعم مبدئي لفرضية أن الدماغ يمكنه متابعة هدفين فقط في وقت واحد، واحد لكل فص جبهي (والذي يحتوي على منطقة موجهة نحو الهدف). [8]

عند دراسة تكاليف التعامل مع عدة مهام، يُنظر عادة في تصميمين أو نوعين من التعامل مع عدة مهام، وهما التحويل بين المهام والمهام المزدوجة. ينطوي التحول بين المهام على نقل انتباه الشخص من شيء إلى آخر. بينما المهام المزدوجة، على الجانب الآخر، تتمثل في تقسيم الانتباه بين العديد من الأشياء في وقت واحد. وقد أجريت دراسات لفحص الدماغ عندما يشارك الفرد في أي من هذين النوعين من التعامل مع عدة مهام. من خلال استخدام فحوصات الرنين المغناطيسي للدماغ، وجد الباحثون أن المناطق الجبهية الحبيبية تنشط، والتي تشمل التداخل الجبهي السفلي والقشرة الجدارية الخلفية. [9] [10] وجدوا أيضًا أنه بينما يستخدم كل نوع من المهام آليات مختلفة، هناك أيضًا بعض الآليات والموارد الأساسية التي يتشاركونها. [11]

الفروق بين الجنسين

هناك قليل من البيانات المتاحة لدعم الادعاءات بوجود فرق جنسية حقيقية. ويتجه معظم الدراسات التي تظهر أي فروق جنسية إلى العثور على أن الفروق صغيرة وغير متسقة. [12]

أظهرت دراسة حديثة أنه لا توجد فروق جنسية معنوية في القيام بالأعمال المتعددة عبر العديد من المهام. [13]

في عام 2018، أجريت دراسة في النرويج اختبرت السيناريوهات اليومية عن طريق ألعاب الفيديو ووجدت أن "لم تظهر أي من مقاييس القيام بالأعمال المتعددة (الدقة، الوقت الإجمالي، المسافة الإجمالية التي تغطيها الشخصية الخيالية، ودرجة الذاكرة المستقبلية، ودرجة إدارة المشتتات) أي فروق جنسية".[14]

ما زالت المناقشة المثيرة للجدل مستمرة حيث أن عدم توفر البيانات اللازمة لدعم هذا الاعتقاد الشائع لا يثبت عدم صحته. وقد حاول البعض تقديم تفسيرات تطورية لهذا الاعتقاد الشائع. [15] [16] [17]

إحدى النظريات الّتي تقترح تفسيرًا لوجود فروق جنسية في القيام بالأعمال المتعددة هي نظرية الجمع والالتقاط المقترحة من قبل سيلفرمان وإيالز وفي اتفاق مع التجربة التي أجروها في عام 1992 حول القيام بالأعمال المتعددة. تقول فرضيتهم إن الانتخاب الطبيعي امتياز المهارات المرتبطة بالصيد وأدى إلى فرق في أداء المهام بين الجنسين. (أي تقوم نظريتهم على أن قدرات الإدراك لدى الرجال والنساء تطورت بشكل مختلف بناءً على المهام التي قاموا بها في الماضي كصيّادين وجامعين).

ركّز الرجال على مهمة واحدة وهي الصيد، بينما كانت النساء جامعات ومسؤولات عن رعاية الأطفال في المنزل. الفكرة هي أنه مع مرور الوقت كان هناك انتخاب طبيعي للنساء اللواتي يمكنهن القيام بالأعمال المتعددة. لم يعد لدينا تقسيم العمل الصارم هذا، ولكن يُعتقد أن الانتخاب الطبيعي الذي حدث في المجتمعات البدائية جعل الإناث الحديثات أفضل في القيام بالأعمال المتعددة.[18] في دراسة بحثت في الفروق بين الجنسين في القدرات المكانية في 40 دولة، وجدوا أن الرجال سجلوا درجات أعلى في اختبارات التدوير العقلي متعدد الأبعاد بينما سجلت النساء درجات أعلى في ذاكرة موقع الكائن، كما توقع المجربون. [19] [20]

ففي عام 2013، أجرت دراسة حول التواصل في الدماغ في مؤسسة بيين الطبية، ممولة جزئيًا من المعهد الوطني للصحة العقلية، ونُشرت في مجلة محاضرات الأكاديمية الوطنية للعلوم، ووجدت فروقًا كبيرة في التواصل العصبي بين الرجال والنساء، مما يدفع الباحثين إلى الاعتقاد في الاعتقاد الشائع بأن الجنس يلعب دورًا في مهارات القيام بالأعمال المتعددة. ويُعتقد أن "في المتوسط، يكون الرجال أكثر قدرة على تعلم وأداء مهمة واحدة بشكل جيد، مثل ركوب الدراجات أو التنقل في الاتجاهات، بينما تتمتع النساء بمهارات أفضل في الذاكرة والإدراك الاجتماعي، مما يجعلهن أكثر تجهيزًا للقيام بالأعمال المتعددة وإيجاد حلول تعمل لجماعة".[21] يمكن العثور على النص الكامل للدراسة على موقع مؤسسةبيين الطبية. [22] ومع ذلك، فقد تعرضت هذه الدراسة لانتقادات على نطاق واسع لأنه كان من السهل أن تكون الاختلافات ناجمة عن زيادة حركة الرأس. علاوة على ذلك، فإن الارتباط كان تخميني.

الاهتمام الجزئي المستمر

يصف المؤلف ستيفن برلين جونسون نوعًا من تعدد المهام: "غالبًا ما يتضمن ذلك الإنتقاء السريع للبيانات الواردة، واختيار التفاصيل ذات الصلة، والانتقال إلى التيار التالي. أنت تولي اهتمامًا، ولكن جزئيًا فقط. هذا يتيح لك إلقاء الشبكة بأكملها، لكنه يزيد أيضًا من خطر عدم تركيزك على دراسة الأمور بعمق". [23] صاغت رائدة الوسائط المتعددة ليندا ستون عبارة " الاهتمام الجزئي المستمر " لهذا النوع من المعالجة. [24] الاهتمام الجزئي المستمر هو تعدد المهام حيث لا تتم دراسة الأشياء بعمق.

تساعد التكنولوجيا المتزايدة بسرعة على تعزيز القيام بالأعمال المتعددة لأنها تعزز وجود مصادر متعددة للإدخال في وقت معين. بدلاً من استبدال الأجهزة القديمة مثل التلفزيون والطباعة والموسيقى بأجهزة جديدة مثل الكمبيوتر والإنترنت وألعاب الفيديو، يمزج الأطفال والمراهقون بين أشكال الوسائط ويزيدون باستمرار من مصادر الإدخال. [25]

وفقًا للدراسات التي أجرتها مؤسسة كايزر الخيرية، في عام 1999، كانت نسبة الوقت الذي يقضى في استخدام وسائط الإعلام مثل الإنترنت والتلفزيون وألعاب الفيديو والهواتف والرسائل النصية أو البريد الإلكتروني المجموعة تبلغ 16% فقط. وفي عام 2005، بلغت نسبة استخدام هذه الوسائط معًا 26%. [5] هذا الزيادة في استخدام الوسائط المتزامنة يقلل من كمية الاهتمام المولع بكل جهاز. وفي عام 2005، أكتشف أن 82% من الشباب الأمريكيين يستخدمون الإنترنت بحلول الصف السابع في المدرسة.[26]

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة كايزر الخيرية في عام 2005 أن الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا كانوا يستخدمون وسائط الإعلام بمعدل ثابت قدره 6.5 ساعة في اليوم، ولكنهم كانوا يجمعون حوالي 8.5 ساعة من الوسائط المختلفة في أيامهم بسبب القيام بالأعمال المتعددة. كما أظهر الاستطلاع أن رُبع إلى ثُلث المشاركين يمتلكون أكثر من مصدر للإدخال "معظم الوقت" أثناء مشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى الموسيقى أو القراءة. [4] عرضت مجلة هارفارد بزنس ريفيو في عام 2007 فكرة ليندا ستون عن "الاهتمام الجزئي المستمر"، أو "البحث المستمر عن الفرص والبقاء على رأس جهات الاتصال والأحداث والأنشطة في محاولة لعدم تفويت أي شيء". [5] نظرًا لأن التكنولوجيا توفر المزيد من مصادر التشتيت، ينتشر الانتباه بين المهام بشكل أضعف.

من الأمثلة الشائعة على هذا الاهتمام الضعيف بالتفاصيل بسبب القيام بالأعمال المتعددة هو الواضح عندما يتحدث الناس على الهواتف المحمولة أثناء القيادة. وأظهرت دراسة واحدة أن الاحتمالية بالتعرض لحادث تصل إلى أربع مرات أكثر عند استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة. [27] أجرت دراسة أخرى مقارنة بين أوقات الاستجابة للسائقين المحترفين خلال عدد من المهام، ووجد أن المشاركين يتفاعلون بشكل أبطأ مع أضواء الفرامل وعلامات التوقف خلال المحادثات الهاتفية بالمقارنة مع المهام المتزامنة الأخرى.[27]

أظهرت دراسة أجريت عام 2006 أن السائقين الذين يتحدثون على الهواتف المحمولة كانوا أكثر انخراطًا في الاصطدامات الخلفية وكانوا أسرع من السائقين المخمورين. [28] عند التحدث، يجب على الناس تركيز انتباههم عن الطريق من أجل صياغة ردود. نظرًا لأن الدماغ لا يمكنه التركيز على مصدرين للإدخال في وقت واحد، القيادة والاستماع أو التحدث، فإن التغيير المستمر للمدخلات التي توفرها الهواتف المحمولة يصرف انتباه الدماغ ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث. [29]

متعدد المهام الفائق

في عام 2010، وجدت دراسة علمية أن نسبة صغيرة من الأشخاص يكونون أفضل بكثير في تعدد المهام مقارنة بالآخرين، وصنف هؤلاء الأشخاص فيما بعد على أنهم "متعددو المهام الفائقون". [30] في عام 2015، أيدت دراسة أخرى فكرة "متعددو المهام الفائقون". وأظهرت هذه الدراسة بالتحديد أنهم اختبروا الأشخاص عن طريق إجراء تجربة قيادة على محاكي القيادة في نفس الوقت الذي يتذكرون فيه كلمات ويحلون مشاكل رياضية. كما كان متوقعًا، فقد قام معظم المشاركين بأداء أسوأ من درجاتهم في الاختبارات الفردية لكل مهمة. ومع ذلك، كان المتعددون الفائقون قادرين على القيام بالمهام المتعددة دون تأثيرات كبيرة على أدائهم.



  1. ^ IBM Operating System/360 Concepts and Facilities - Witt, Bernard I. & Lambert, Ward
  2. ^ Pashler Harold (1994). "Dual-task interference in simple tasks: Data and theory". Psychological Bulletin. ج. 116 ع. 2: 220–244. DOI:10.1037/0033-2909.116.2.220. PMID:7972591.
  3. ^ Goldstein، E. Bruce (2015). Cognitive Psychology: Connecting Mind, Research, and Everyday Experience. Cengage Learning. ص. 100–102. ISBN:9781285763880.
  4. ^ ا ب ج Wallis، Claudia (19 مارس 2006). "The Multitasking Generation" (PDF). Time. ج. 167 ع. 13: 48–55. PMID:16579497. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-26.
  5. ^ ا ب ج Rosen، Christine (2008). "The Myth of Multitasking" (PDF). اطلع عليه بتاريخ 2010-04-26.
  6. ^ Moran، Melanie (2009). "Training Can Improve Multitasking Ability". اطلع عليه بتاريخ 2010-04-26.
  7. ^ Klingberg، Torkel (2009). The Overflowing Brain: Information Overload and the Limits of Working Memory. Oxford: Oxford UP. ص. 7, 8. ISBN:978-0-19-537288-5.
  8. ^ "Multitasking Brain Divides And Conquers, To A Point". NPR.org. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-23.
  9. ^ Kim, Chobok; Cilles, Sara E.; Johnson, Nathan F.; Gold, Brian T. (Jan 2012). "Domain general and domain preferential brain regions associated with different types of task switching: A Meta-Analysis". Human Brain Mapping (بالإنجليزية). 33 (1): 130–142. DOI:10.1002/hbm.21199. PMID:21391260. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (help)
  10. ^ Richter، Franziska R.؛ Yeung، Nick (19 يونيو 2014)، Grange؛ Houghton، George (المحررون)، "Neuroimaging Studies of Task Switching"، Task Switching and Cognitive Control، Oxford University Press: 237–271، DOI:10.1093/acprof:osobl/9780199921959.003.0010، ISBN:978-0-19-992195-9، اطلع عليه بتاريخ 2020-06-16
  11. ^ Hirsch، Patricia؛ Nolden، Sophie؛ Declerck، Mathieu؛ Koch، Iring (30 سبتمبر 2018). "Common Cognitive Control Processes Underlying Performance in Task-Switching and Dual-Task Contexts". Advances in Cognitive Psychology. ج. 14 ع. 3: 62–74. DOI:10.5709/acp-0239-y. PMID:32336999. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  12. ^ Dean، Jeremy (أبريل 2013). "Are men or women better at multitasking?". PsyBlog: understand your mind.
  13. ^ "Women Are Not Better at Multitasking. They Just Do More Work, Studies Show". 15 أغسطس 2019.
  14. ^ Marco Hirnstein؛ Frank Larøi؛ Julien Laloyaux (2018). "No sex difference in an everyday multitasking paradigm". Psychological Research. ج. 83 ع. 2: 286–296. DOI:10.1007/s00426-018-1045-0. PMID:29968088. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  15. ^ Hirsch, Patricia; Koch, Iring; Karbach, Julia (14 Aug 2019). "Putting a stereotype to the test: The case of gender differences in multitasking costs in task-switching and dual-task situations". PLOS ONE (بالإنجليزية). 14 (8): e0220150. Bibcode:2019PLoSO..1420150H. DOI:10.1371/journal.pone.0220150. ISSN:1932-6203. PMID:31412048. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (help)صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  16. ^ Szameitat, André J.; Hamaida, Yasmin; Tulley, Rebecca S.; Saylik, Rahmi; Otermans, Pauldy C. J. (19 Oct 2015). ""Women Are Better Than Men"–Public Beliefs on Gender Differences and Other Aspects in Multitasking". PLOS ONE (بالإنجليزية). 10 (10): e0140371. Bibcode:2015PLoSO..1040371S. DOI:10.1371/journal.pone.0140371. ISSN:1932-6203. PMID:26479359. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (help)صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  17. ^ Mealey، Linda (أغسطس 1994). "The Adapted Mind: Evolutionary Psychology and the Generation of Culture. Jerome Barkow, Leda Cosmides and John Tooby (eds.). New York: Oxford University Press, 1992. US$55.00. ISBN 0-19-50623-7. Oxford University Press, 200 Madison Ave., New York, NY 10021, USA". Politics and the Life Sciences. ج. 13 ع. 2: 294–295. DOI:10.1017/s0730938400018700. ISSN:0730-9384.
  18. ^ Ren، D.؛ Zhou، H.؛ Fu، X. (1 أغسطس 2009). A Deeper Look at Gender Difference in Multitasking: Gender-Specific Mechanism of Cognitive Control. ج. 5. ص. 13–17. DOI:10.1109/ICNC.2009.542. ISBN:978-0-7695-3736-8. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)
  19. ^ Silverman, Irwin; Choi, Jean; Peters, Michael (14 Apr 2007). "The Hunter-Gatherer Theory of Sex Differences in Spatial Abilities: Data from 40 Countries". Archives of Sexual Behavior (بالإنجليزية). 36 (2): 261–268. DOI:10.1007/s10508-006-9168-6. ISSN:0004-0002. PMID:17351740.
  20. ^ Stoet، Gijsbert (نوفمبر 2011). "Sex differences in search and gathering skills". Evolution and Human Behavior. ج. 32 ع. 6: 416–422. DOI:10.1016/j.evolhumbehav.2011.03.001. ISSN:1090-5138.
  21. ^ "Brain Connectivity Study Reveals Striking Differences Between Men and Women". 16 أبريل 2014. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-16.
  22. ^ Ingalhalikar، M.؛ Smith، A.؛ Parker، D.؛ Satterthwaite، T. D.؛ Elliott، M. A.؛ Ruparel، K.؛ Hakonarson، H.؛ Gur، R. E.؛ Gur، R. C. (16 أبريل 2014). "Sex differences in the structural connectome of the human brain". Proceedings of the National Academy of Sciences. ج. 111 ع. 2: 823–828. Bibcode:2014PNAS..111..823I. DOI:10.1073/pnas.1316909110. PMID:24297904. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  23. ^ Everything Bad Is Good for You: How Today's Popular Culture Is Actually Making Us Smarter by Steven Berlin Johnson, p.61
  24. ^ "Continuous Partial Attention". 29 نوفمبر 2009.
  25. ^ Foehr، Ulla (ديسمبر 2006). "MEDIA MULTITASKING AMONG AMERICAN YOUTH" (PDF). Kaiser Family Foundation. اطلع عليه بتاريخ 2010-08-03.
  26. ^ Amanda Lenhart؛ Paul Hitlin؛ Mary Madden (27 يوليو 2005). "the Pew Internet and American Life Project: Part 1: Basic Demographics of Online Teens and Their Families". اطلع عليه بتاريخ 2013-02-17.
  27. ^ ا ب Daniel L. Schacter؛ Daniel T. Gilbert؛ Daniel M. Wegner (2011). Psychology (ط. 2nd). Worth Publishers. ص. 132. ISBN:978-1-4292-3719-2.
  28. ^ Strayer، David L.؛ Drews، Frank A.؛ Crouch، Dennis J. (Summer 2006). "A Comparison of the Cell Phone Driver and the Drunk Driver". Human Factors: The Journal of the Human Factors and Ergonomics Society. ج. 48 ع. 2: 381–391. DOI:10.1518/001872006777724471. PMID:16884056.(الاشتراك مطلوب)
  29. ^ "Time Management Tips for Freelancers". business.com. اطلع عليه بتاريخ 2018-12-30.
  30. ^ "How the Brains of 'Super-Multitaskers' Are Different". 27 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 2016-09-30.