انتقل إلى المحتوى

مستخدم:ليان العمري/الله في البهائية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يؤمن البهائيون بالله الواحد الأحد، الأزليّ الأبديّ، وخالق الوجود.[1] إن الإيمان بوحدانية الله هي من التعاليم الأساسية في الدين البهائي. يوصف الله في البهائية بأنه الغيب المنيع الذي لا يُحدّ وفوق إدراك الإنسان بعقله[2][3]، وهو مصدر كل الوحي، وأبديٌ، وعليمٌ، وقادرٌ، ومهيمنٌ على كل الوجود.[4][5]

على الرغم من أن البشر قد يكون لديهم أفكار مختلفة عن الله، ويصلّون بلغاتٍ مختلفةٍ، أو يستخدمون أسماءً مختلفةً للإشارة إلى الله، إلا أنهم جميعًا يشيرون إلى حقيقةٍ واحدةٍ وخالقٍ واحدٍ.[6] وعلى الرغم من كونه لايمكن الوصول إليه مباشرةً، إلا أن وجوده ينعكس في خلقه، حيث أن الغرض من خلق المخلوقات هو خلق القدرة لديها على معرفة ومحبة الخالق.[7]

الله هو الخالق[عدل]

تنص تعاليم بهاءالله على أن هناك إلهًا واحدًا فقط وأن جوهره لا يمكن الوصول إليه مطلقًا في عالم الوجود المادي، وبالتالي فإن فهم حقيقته أمرٌ غير مفهومٍ تمامًا. ومن ثم، فإن كل تصورات الإنسان عن الله مستمدةٌ من تجليات العقل البشري عبر التاريخ ولا تعكس بأي حالٍ طبيعة جوهر الله. بما أن جوهر الله لا يمكن الوصول إليه، فمعرفته تتم من خلال وساطة الأنبياء والمرسلين الإلهيين، الذين يُشار إليهم في البهائية باسم "مظاهر الظهورالإلهي"، فيعكس مظاهر الظهور التجلي الإلهي والصفات الإلهية بأكملها من خلال ظهورهم المادي في عالم الوجود.[8] وتعكس جميع الكائنات المادية واحدةً على الأقل من هذه الصفات، أما الروح الإنسانية فلديها القدرة لانعكاس الصفات الإلهية بشكلٍ أوسع.[9]

وحدانية الله[عدل]

على الرغم من اختلاف الثقافات والأديان في تفسير الله وماهيته، يعتقد البهائيون بأن جميع البشر يشيرون مع ذلك إلى وجود جوهرٍ واحدٍ، باختلاف أسمائه. بدلاً من اعتبار هذه الاختلافات على أنها هياكل لا يمكن التوفيق بينها لثقافاتٍ غير متوافقةٍ، فإنها تعكس عن الاحتياجات المختلفة للمجتمعات التي تتجلى فيها الرسائل الإلهية على مر الزمن.[10] لذا فإن الأديان الأحدث قد توضّح مفاهيم أكثر عمقًا عن الله استجابةً لتغير الفكرالإنساني وتطور الحضارات. لذلك اعتبر بهاءالله أديان العالم فصولاً في تاريخ البشرية، أصلها عقيدةٌ واحدةٌ، كشفتها مظاهر الظهور الإلهي تدريجياً وفي مراحل مختلفة للبشر.[11]

مظاهر الظهور الإلهي[عدل]

يعتقد البهائيون بأن الفهم المباشر للذات الأحدية أمرٌ مستحيلٌ. وبالرغم من أن الوصول المباشر إلى الله غير ممكنٍ، يعبّر الله عن مشيئته بطرقٍ مختلفةٍ، فمن وقتٍ لآخرٍ يخاطب البشرية عن طريق الوحي الإلهي المنزل على الأنبياء والمرسلين، الذين يُطلق عليهم «مظاهر الظهور الإلهي» في البهائية،[2][12] فيُظهر الله صفاته وتجلياته في عمليةٍ تدريجيةٍ عن طريق الأنبياء والرسل وفقًا لقدرات الإنسان واحتياجاته في كل عصرٍ.[6]من خلال هؤلاء المربين الإلهيين يمكن للبشر أن يقتربوا من الله، ومن خلالهم يأتي الله بالوحي والقانون الإلهي.[13]

أسماء الله في البهائية[عدل]

كثيرًا ما تشير الكتب البهائية إلى الله بمختلف الألقاب والصفات، مثل سبحانه وتعالى، القدير، الحكيم، الرحمن، المعين، المجيد، والعليم وغيرها من أسماء الله الحسنى.[14] يعتقد البهائيون أن أعظم أسماء الله هو "البهاء". البهاء في اللغة العربية هو جذر الكلمة التي تم اشتقاق الأسماء والعبارات التالية منها: الله أبهى، يا بهاء الأبهى، بهاءالله، والبهائية (انظر رموز بهائية).[15] يؤمن البهائيون أن بهاء الله، بعنوانه مظهر الظهور الكلي الإلهي، هو "التجسد الكامل لأسماء وصفات الله".[16]

المراجع[عدل]

  1. ^ Hatcher W., Martin D. (1985) The Baháʼí Faith, San Francisco: Harper & Row, ISBN 1931847061
  2. ^ ا ب Sergeev، Mikhail. Theory of Religious Cycles Tradition, Modernity, and the Bahá’í Faith. Brill، 2015
  3. ^ بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 558.
  4. ^ Smith, Peter (2008). An introduction to the Baha'i faith (English). Cambridge; New York: Cambridge University Press. p. 106-108. ISBN 978-0-521-86251-6
  5. ^ Effendi, Shoghi (1944), God Passes By. Wilmette, Illinois, USA: Baháʼí Publishing Trust, p139. ISBN 0-87743-020-9
  6. ^ ا ب The Bahais. Bahai International Community، 2017.شابک ۹۷۸۰۸۷۷۴۳۳۸۴۲ نسخة محفوظة 2022-05-16 في Wayback Machine
  7. ^ Smith, Peter (2008)، An Introduction to the Baha'i Faith، Cambridge: Cambridge University Press، p111. ISBN 0-521-86251-5.
  8. ^ Hatcher, William; Martin, Douglas (1985). The Baháʼí Faith. San Francisco: Harper & Row. ISBN 1931847061.
  9. ^ Saiedi, Nader (2008). Gate of the Heart. Waterloo, Ontario, Canada: Wilfrid Laurier University Press. ISBN 978-1-55458-035-4.
  10. ^ "Baháʼí Faith". Britannica Micropaedia. Chicago: Encyclopædia Britannica. 2005. p. 797. ISBN 1-59339-236-2.
  11. ^ Smith, Peter (2000). A Concise Encyclopedia of the Baháʼí Faith. Oxford, UK: Oneworld Press. ISBN 1-85168-184-1.
  12. ^ Smith, Peter (2008)، An Introduction to the Baha'i Faith، Cambridge: Cambridge University Press، p107-108. ISBN 0-521-86251-5.
  13. ^ Hatcher, William; Martin, Douglas (1985). The Baháʼí Faith. San Francisco: Harper & Row. ISBN 1931847061.
  14. ^ Adamson, Hugh C. (2007). Historical dictionary of the Bahá'í Faith. Metuchen, N.J: Scarecrow Press.
  15. ^ Smith، Peter (2000). "greatest name". A concise encyclopedia of the Bahá'í Faith. Oxford: Oneworld Publications. ص. 167–168. ISBN:1-85168-184-1.
  16. ^ McLean، Jack؛ Lee، Anthony A. (1997)، Revisioning the Sacred: New Perspectives on a Baha'i Theology، Kalimat Press، ص. 66، ISBN:0-933770-96-0، مؤرشف من الأصل في 2016-11-22 {{استشهاد}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)