انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Amirabdelkader/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

وادي الشفة

على بعد 50 كيلومترا جنوب غرب الجزائر العاصمة، وبالتحديد على مستوى الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين ولايتي الجزائر والمدية تبدأ السيارة تعرج بك ذات اليمين وذات الشمال حتى تصاب بالدوار فتعلم علم اليقين أنك تتسلق جبالا هائلة، سرعان ما تدخلك إلى عالم آخر من الخضرة والمناظر الخلابة الساحرة.ما تكاد تنتهي العمارات والفيللات، حتى تنتصب أمامك أشجار باسقة غامقة الاخضرار لامعة الأوراق، تصنع لك غابة تجعلك كالطفل يتأمل لوحة جميلة أبدع صانعها في تنميق المناظر، وتنسيق الألوان، وتوزيع الأشجار من مختلف الأنواع. انك في بلدية شفة .


تشتهر بلدية شفة التابعة إداريا لدائرة "موزاية" بولاية البليدة بينابيعها المائية الساحرة خصوصا وادي شفة وهو ما جعلها قبلة للعائلات الجزائرية من محبي الطبيعة الجذابة وحتى السياح الأجانب الذين وجدوا ملاذهم في هذه القلعة السياحية الخلابة , الشفة...هي إذا راحة وشفاء لكل زائرهو بحاجة للإسترخاء والراحة وسط هذا الجمال الطبيعي الأخاذ الذي سحر سكان المنطقة البالغ عددهم 35ألف نسمة .

تاريخ بلدية شفة[عدل]

نشأت بلدية شفة بمرسوم حكومي سنة 1870وكانت تسمى قديما ب-فيلاج الخروب .وكانت مدمجة مع بلدية موزاية بين 1847 و1969.

وسبق أن كانت هذه البلدية مقر المقاومة الأمير عبد القادر لمداواة الجرحى بمياه العذبة المتواجدة بالواد.

فأطلق عليها آنذاك اسم مدينة الشفاء ومع مرور الزمن أصبحت تسمى بلدية شفة.

وهناك من يقول نسب هذه التسمية~ شفه~ نسبة إلى الوادي الذي يعبر البلدية حافتيه يشبهان الشفتين فسميت ببلدية شفة.

الماغو قردة تسر الناظرين[عدل]

من المزايا التي يتسم بها وادي"الشفة" الساحر وجود قردة برية محمية عالميا من نوع "الماغو" التي تحظى بإهتمام كبير من طرف الزائرين الذين يحبذون شكلها و حركاتها وكذا أصواتها التي تحدث صدى في غابات الشفة مما يخلق لوحة طبيعية فنية وسيمفونية جميلة تمتزج فيها أصوات قردة "الماغو" وزقزقة العصافير وهدير الشلالات وهو ما يخلق جوا لطيفا وسط هذه الغابات التي تستقطب كما هائلا من الزوار لاسيما العائلات العاصمية التي تأتي رفقة اطفالها لتكتشف سحر هذه الفسيفساء الطبيعية وتستمتع برؤية القردة التي يبدو أنها تتجاوب مع الاطفال وهم يطعمونها حبات الموز والفستق, في الوقت الذي يغتنم فيه الاولياء الفرصة لإلتقاط صور تذكارية لأبنائهم، والأهم من ذلك أن قردة "الماغو" كانت ولا زالت محط إهتمام الأدباء الفرنسيين الذين إنبهروا بها خلال زيارتهم لواد الشفة بدليل عدد المؤلفات التي وقعها هؤلاء وكتبوها أثناء تواجدهم بالجزائر خلال فترة الإحتلال الفرنسي وبعد الإستقلال وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على الأهمية الإيكولوجية والقيمة الجمالية والسياحية لمنطقة "الشفة" التي تحتضن أيضا منشات قاعدية جميلة تعود للحقبة الإستعمارية على غرار نفق السكك الحديدية المحفور في قلب الجبال وكذا الجسورالعتيقة المشيدة بشكل هندسي راق يبعث على التأمل و الإنبهار إضافة إلى معالم هندسية أخرى تسر الناظر وتريح المسافر الذي يتوقف للحظات للإستراحة من عناء السفر والإستمتاع بهدوء الطبيعة وجمالها بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها . .

الشفاء في شلالاتالشفة[عدل]

تزخر شلالات "الشفة" بفوائد صحية كثيرة فعدا عن كونها منظرا طبيعيا ساحرا فإن مياهها المعدنية تساعد على تفتيت حصى الكلى والقضاء على إلتهاب المعدة إضافة إلى أنها مفيدة للمرضى الذين يعانون من عسر التبول وغيرها من الفوائد الصحية التي تحفز المرضى على التوجه نحو هذه الشلالات والإستفادة من مياهها العذبة الشافية من الأسقام , والأهم من ذلك أن هذه الأخيرة قد وصل صداها إلى بعض الدول الأوروبية مما زاد في نسبة الإقبال من طرف السياح الأجانب الذين يقطعون مسافة كبيرة للشرب من مياهها علهم يجدون شفاء فيها , ولا يكتفون بهذا فحسب بل يغتنمون الفرصة لمشاهدة المناظر الخلابة التي تحتكم عليها منطقة "الشفة" بما فيها قردة "الماغو" التي نالت شهرة واسعة في الجزائر دون أن ننسى بطبيعة الحال الجبال الشامخة التي زادت المنطقة جمالا وبهاء، وتبقى كل العبارات عاجزة عن وصف الجمال الطبيعي الخلاب الذي يلمسه أي زائر سبق له أن متع ناظره بهذه المنطقة السياحية مما يحمل الجهات المعنية مسؤولية حماية هذا المعلم السياحي من الإهمالكونه جزء لايتجزأ من مدينة البليدة أو كما يسميها البعض بمدينة الورود.

شفة سياحية على مدار العام[عدل]

المنطقة سياحية طيلة أيام السنة وليس في فصل الصيف فحسب، ويؤمها الناس من مختلف الفئات والشرائح وحتى الوزراء والمسؤلين خصوصاً الأوروبيين منهم، والسياح الأجانب وعلى رأسهم الفرنسيون. فاذا كانت الثلوج والأمطار والبرد القارس تصنع متعة السياحة الشتوية، فان أشعة الشمس والخضرة والأشجار والأزهار وما يرى من الحيوانات البرية خاصة قرد الشفة الشهير، وزقزقة العصافير المتعددة الألوان والأصناف، يصنع الفرجة والمتعة في فصل الربيع، وظلال الأشجار الفارهة، والنسيم العليل، ورائحة الغابة المنعشة تصنع تفاصيل رحلة الصيف السياحية. واذا كانت سنوات العنف والأزمة الأمنية قد أثرت سلبا على واد شفة ، فعزلته، وهجره الكثير من سكانها، وقاطعه الزوار والسياح، فان أكبر عدو يبقى يتهددها هو النيران التي تقضي سنويا على جزء كبير من ثروتها النباتية والحيوانية وحتى الزراعية. أخر هذه النيران كان شهر اوت من الصيف الماضي ولا تزال آثاره السوداء تكسر بهاء اللوحة الطبيعية في تفاصيل الغابات المنسابة على جبال الأطلس البليدي. ان قصة الجبال والغابات الجزائرية مع النيران لا تكاد تنتهي. كانت النيران قبل الأزمة الأمنية تندلع عن غير قصد سواء من طرف الفلاحين أو منتجي الفحم (من الحطب) لما يتركونه من بقايا داخل المواقع التي أخمدوا فيها نيرانهم، أو بسبب بقايا الزجاج أو السجائر التي يلقي بها المارة. أما في سنوات الأزمة فقد أصبحت تتم عن قصد بفعل فاعل. وفي كل الحالات كانت تلتهم مساحات شاسعة من الثروة الغابية وتقضي على الكثير من الحيوانات البرية النادرة حتى أن بعضها بدأ ينقرض كأسد الأطلس البليدي الشهير.

ثروة تنتظر الاستغلال[عدل]

يدور الحديث عن الكثير من المشاريع السياحية التي سيحظى بهاواد شفة، لاعادة بعث السياحة فيه كما كانت عليه قبل الأزمة الأمنية وأحسن، غير أن السلطات المحلية تنتظر مستثمرين حقيقيين لا مجرد أدعياء ومشاريع وهمية،ما عدا هاذا فان سكان البلدة ومسؤوليها يحلمون بغد سياحي أكثر اشراقا لمنطقتهم الأخاذةالجمال والتي تنافس أحسن المناظر الطبيعية في أوروبا كما اعترف أحد السياح الفرنسيين العائد للجزائر الأسبوع الماضي .