مستخدم:Saber Salem

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

نشأة شبكات التواصل الاجتماعي    

ظهر للوجود مفهوم شبكات التواصل الإجتماعي Social Network   كمصطلح فلسفي اجتماعي منذ القرن الثامن عشر في نظرية تشير إلى المجتمع بوصفه بناءًا اجتماعياً من أفراد وجماعات تربطهم  أو تجمعهم اهتمامات مشتركة، مشبهة المجتمع بشبكة من عقد وخيوط، والصورة النهائية لهذه الشبكات أشبه ما تكون بالجهاز العصبي للإنسان، ويمكن لهذه الشبكات أن تمثل مجتمعاً من أفراد وعائلة واحدة بينهم ميول سياسية معينة أو مجموعة  رياضية وهكذا.

وبدأت شبكات التواصل الإجتماعي منذ ظهورها الأول في بداية القرن العشرين وتحديداً عام 1995م عندما قام راندي كوندارز Randyconradz  بتصميم موقع Classmates. Com  و كان يهدف من خلال هذا الموقع الى التواصل مع زملاء الدراسة الذين كانت بينه وبينهم روابط قوية أيام الدراسة ثم فرقت بينهم مشاغل الحياة العملية، وكان يتوق إلى أن يعاود الإتصال بهم مرة أخرى، ولكن من خلال التواصل الإلكتروني.

فالرابط الأساسي هنا هو وجود علاقة أو اهتمام مشترك بين الأفراد والجماعات أو حتى الدول المكونة لهذه الشبكات الإجتماعية، والفرد ضمن هذه الشبكات له قيمة اجتماعية ككيان داخلها يؤثر ويتأثر فيها، وقد طرحت هذه النظرية لأول مرة عام 1854م من قبل إميل دوركايم وفرناند تونيس ضمن شبكة المجتمع الحديث الذين ناقشا لأول مرة وجود الفرد ككيان متصل أو جزء ضمن شبكة المجتمع الحديث يتكون من كتلة عضوية واحدة تنشأ نتيجة العلاقة والروابط بين أفراد  مختلفة في التصرف والعادات،  ولكن تجمعهم شبكة المجتمع  الواحد الذي يعيشون فيه.

وفي عام 1954م صاغ جون بارنز John Barnes, والذي كان باحثاً في العلوم الإنسانية في جامعة لندن مصطلح الشبكات الإجتماعية للدلالة على أنماط من العلاقات، تشمل المفاهيم التي يستعملها الجمهور بشكل تقليدي، وتلك التي يستخدمها علماء الإجتماع لوصف المجموعات البشرية كالقبائل والأسر.

ولم يمضِ وقت طويل على ذلك، ففي سبعينيات القرن العشرين أيضاً تطورت النظرية بإضافة البُعد الرياضي والتكنولوجي وبذلك انتقل هذا المفهوم الى علم الإتصال حيث يُعرّف ميدل ولونيستين Lowenstein  الإتصال الإجتماعي الجماهيري بأنه العملية التي يقوم فيها القائم بالإتصال ببث رسائل مستمرة إلى عدد كبير من المتلقين في محاولة للتأثير عليهم بطرق متعددة.

وبفضل تقنية الإنترنت والاتصالات انتقل المفهوم من حيز ما أُصطلح على تسميتها بالوسائل الاتصالية الجماهيرية إلى المواقع الإلكترونية عبر شبكات التواصل الإجتماعي وتطبيقاتها.

ومن الواضح أن تلك الشبكات قد أحدثت تغيراً كبيراً في كيفية الإتصال والمشاركة وتبادل المعلومات بين الأشخاص والمنظمات والمجتمعات، ولا سيما وأن تلك الشبكات تجمع بين الملايين من المستخدمين في وقتنا هذا.

ولم يمضِ وقت طويل من ظهور تلك المواقع حتى ظهرت في العام 1997م شبكة أخرى للتواصل الإجتماعي تحت مسمى ست درجات بالإنجليزية Sex degrees والتي أتاحت الفرصة لوضع ملفات شخصية للمستفيدين على الشبكة وإمكانية التعليق علي الأخبار وتبادل الرسائل مع باقي المشتركين، أيضاً وفي العام ذاته قام بارجر بعمل مدونات Blogs وهي عبارة مواقع شخصية يقوم الفرد بإنشائها للتعبير عن آرائه، وتكون هذه الآراء مدونة بشكل تسلسلي ومؤرخة تصاعدياً، إلا أن هذه المدونات لم تنتشر إلا في العام 1999م  ثم ظهرت بعد ذلك مواقع مشابهة مثل الموقع الأمريكي الشهير My Space  الذي فتح آفاقاً واسعة أمام هذا النوع من الشبكات الإجتماعية فقد حقق نجاحاً باهراً منذ نشأته في العام 2003م لتتوالى بعد ذلك المواقع في الظهور ولكن العلامة الفارقة كانت بظهور الموقع الأكثر شهرة والأكبر قاعدة من المستخدمين هو موقع فيسبوكFacebook  الذي أُسس على يد طالب جامعي من جامعة هارفارد الأمريكية  عالم 2004م والذي ساعد مستخدميه من تبادل المعلومات فيما بينهم كما أتاح الفرصة أمام الأصدقاء للوصول إلى ملفاتهم الشخصية. وبعده  بقليل ظهرت العديد من الشبكات مثل تويتر Twitter  والعديد من شبكات التواصل الإجتماعي الأقل بروزاً كما ظهراً أيضاً موقع الأنستجرام  Instagram وهو تطبيق لتبادل الصور وكذلك شبكة إجتماعية، وقد إتسعت رقعة شبكات التواصل الإجتماعي بعدها لتغطي كآفة بقاع العالم، ومن أشهرها الواتسآب   What’s App و الفايبر Viper والتانجو Tango واسكايب Skype  وليكند حيث أسهمت هذه الشبكات في عملية التواصل الإجتماعي بين الأفراد والجماعات بصورة كبيرة بكونها متاحة على الهاتف المحمول، ومن الواضح أن تلك الشبكات أوجدت مجتمعا أكثر تعقيداً وتبايناً وأحدثت مفهوم جديد حول كيفية الإتصال والمشاركة وتبادل المعلومات بين أفراد المجتمع بعضهم البعض. فقد صار المرسل مستقبلاً والمستقبل مرسلاً والعكس وتطورت أشكال الرسالة معها كما أضافت إليها رموز تعبيرية تكاد تكون أقرب إلى لغة الإشارة.

ويقسم بعض العلماء مرحلة ظهور شبكات التواصل الإجتماعي إلى مرحلتين أساسيتين هما:

المرحلة الأولى:

ويصفها بأنها المرحلة التأسيسية التي أدت إلى ظهور الشبكات الإجتماعية، وهي مرحلة ظهور الجيل الأول من الحاسوب أو ما يُعرف (web1) وهي تشهد على بداية تأسيس الشبكات الإجتماعية.

المرحلة الثانية:

وهي تعرف أو توصف بأنها المرحلة التي استكملت فيها الشبكات الإجتماعية، وهي بمثابة الموجة الثانية من الويب (Web2) ويقصد بها أنها ارتبطت بتطور خدمات الشبكة ويؤرخ لها بانطلاقة موقع MySpace ثم موقعFacebook، أتاحت هذه الشبكات الإجتماعية للناس الذين يستخدمونها فرصة للتواصل بوضع الصور لا سيما الأنستجرام.

ولكن ما يلفت الأنظار لها أنها باتت تسيطر على الإعلام التقليدى وتتفوق عليه في عملية نشر وبث الأخبار مثل تويتر وفيس بوك حيث أسهمت هذه الشبكات في بناء قاعدة علمية ومعرفية سهلت وصول المعلومة لجميع المشتركين ضمن إطارها التفاعلي.

فقد جاء في تغريدة لرئيسة المركز العربي لحقوق الإنسان راضية الدرديري: أنه يوجد ملياراً من الذين يستخدمون شبكات التواصل الإجتماعي حول العالم بينهم 250 مليون مستخدم من الوطن العربي فقط، واستطردت القول بأن الفيس بوك يتصدر قائمة الأعلى استخداماً في الوطن العربي بنسبة 87% يليه تويتر 53% ثم اليوتيوب ثم الأنستجرام 34%، وذلك قبل ظهور العديد من التطبيقات الأخرى.

وتعتبر هذه الشبكات الإجتماعية هي الأكثر إنتشاراً على شبكة الإنترنت Internet وذلك لما لها من خصائص تميزها عن المواقع الإلكترونية الأخرى، وهذا الأمر شجع مرتادي الإنترنت من جميع أقطار العالم على الإقبال المتزايد على هذه الشبكات الإجتماعية في الوقت الذي تراجع فيه الإقبال على المواقع الإلكترونية، وبالرغم من الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها الشبكات الإجتماعية على الدوام وخصوصاً شبكة فيسبوك Facebook والذي تتهمه تلك الانتقادات وتصفه بأنه ذو تأثير سلبي ومباشر على المجتمع والأسرة والمساهمة في انفراط عقدته وانهياره،  فهنالك من يرى فيه غير ذلك ويصفه بأنه وسيلة مهمة للتنامي والالتحام بين المجتمعات وتقريب المفاهيم والرؤى مع الأخرين، والاطلاع والتَعرف على ثقافات الشعوب الأخرى، اضف إلى ذلك دوره المميز كوسيلة اتصالية ناجحة في الهيئات والانتفاضات الجماهيرية.

وهذا ما دفع العديد من شركات الإتصالات إلى الاتجاه نحو هذه الشبكات التي تجذب اليها الملايين من المستخدمين، فمنذ نشأتها وجدت الترحيب والقبول، ويعزى ذلك لكسرها جميع الحواجز والقيود فما كان مجرم بالأمس بات اليوم متواجد على هذه الشبكات وما كان ممنوعاً من النشر أصبح متاحاً وبكل حرية، لذا هي تشهد هذا التطور والإقبال والرواج في كل حين.

أما عربياً  فهناك بعض الشبكات الإجتماعية التي ظهرت مؤخراً لكنها لا ترتقي لمنافسة الخدمات التي تقدمها الشبكات الإجتماعية الكبرى، ومن هذه الشبكات العربية ياهو مكتوب وهو من أكبر وأشهر المواقع العربية والتي طورت في نظامها شبكة اجتماعية تجمع مستخدمي الموقع، وتقدم لهم العديد من الخدمات مثل البحث عن أصدقاء وتكوين صداقات ورفع ملفات الفيديو، والصور ومشاركتها مع الأصدقاء وإنشاء المجموعات إلى غيرها من الخدمات.

ويعتبر موقع عربز Arabiz  شبكة إجتماعية تم إنشاؤها عام 2009م وكانت مخصصة للعرب في ألمانيا فقط، ولكنها إنتشرت بسرعة بين الدول العربية.