نقاش:حضارة مصر القديمة
أضف موضوعًاحضارة المصريون القدماء :- ساهم وجود نهر النيل بما يحمله من ماء و طمي بالإضافة إلى المناخ المعتدل في قيام حضارة متأثرا بالظواهر الجغرافية التي تحدث في النيل من فيضانات و نمو نبات بالإضافة لحركة الشمس و ارتباط شروقها بيقظة الكائنات الحية بعد النوم.
و يمكن حصر اهتمامات المصرين بالجغرافيا في أمرين رئيسين هما:- الأول:- المعلومات الجغرافية المتصلة بالأراضي المصرية ذاتها.
فتوصلوا لمعرفة وقت حدوث الفيضان لري الأراضي الخصبة التي كونها النهر على ضفافه ، و قد ربط المصريون بين حدوث الفيضان و ظهور نجم الشعرى اليمانية الذي اعتمد عليه التقويم المصري قديماً. و وضع أول تقويم في العالم كله في عام 4241 ق . م ، كما قسموا السنة إلى 12 شهراً و الشهر إلى 30 يوماً وأضافوا خمسة أيام إلى الشهر الأخير لتصبح السنة عندهم 365 يوماً ، كما أهتموا بالري فقسموا الأراضي إلى أحواض و تعيين حدودها و مساحتها و أقامت السدود للمحافظة على المياه و إيصالها إلى الأراضي الزراعية واستخدام الآلات التي تعتمد على ألإنسان مثل الشادوف ( شكل 1 ) ، كما قسمت مصر في العهد الفرعوني لأقسام سميت مقاطعات بلغ عددها 42 مقاطعة منها 22 مقاطعة في الصعيد و 20 مقاطعة في الدلتا ، و كان لكل منها عاصمتها و حدودها التي تفصلها عن غيرها من المقاطعات. و عمل المصريون القدماء على إنشاء المدن و اكتسبت المدن الدينية و الدفاعية والعواصم السياسية و الإدارية أهمية خاصة لديهم ، و اهتموا بالمناطق الصحراوية المجاورة وأرسل الفراعنة البعثات الكشفية لاستغلال مواردها من أحجار و معادن استخدمت في بناء المعابد أو في الزينة و عثر على خرائط توضح مواقع مناجم الذهب في صحراء مصر الجنوبية
ثانياً:- المعلومات الجغرافية المتصلة بعلاقة مصر بالعالم الخارجي.
كانت لمصر القديمة علاقات بالشعوب المجاورة لها في الحدود الشمالية الشرقية وكانت لغرض التجارة مع سواحل لبنان و سوريا لتصدير المنتجات المصرية ، كما كانت للمصرين رحلات بحرية أخرى صوب جزر البحر المتوسط القريبة مثل كريت وقبرص و رودس حيث تبادلوا مع سكانها المنتجات.
و كان المصرين القدماء على اتصال بعدد من الممالك في جنوب مصر و أهمها ما يلي:-
1- مملكة بونت
لا يعرف بالضبط الموقع الجغرافي لهذه البلاد و لكن يرجح أن تكون الصومال الحالية وقـد عرف المصريون القدمـاء هذه المنطقـة منـذ عـهد خـوفـو 3000 ق . م ، كما أنه في الآسـرة الثامنة عشر في عهد الملكة حتشبسوت1500 ق . م أرسلت بعثة جلبت من خلالـها الأخشاب و البخور المستخدم في المعابد المصرية مما دفع البعض للاعتقاد بأن بلاد بونت ماهي إلا منطقة حضر موت الحالية. و المهم في الموضوع أن المصرين تمكنوا من الملاحة في البحر الأحمر رغم صعوباتها العديدة الممثلة في ندرة الماء على السواحل و الشعاب المرجانية و تقلبات الرياح.
2- مملكة كوش.
أحتلها المصريون خلال فترة حكم الآسرة الثالثة، و تشمل بلاد النوبة التي يكتنف النهر فيها الجنادل الستة (بين الخرطوم و أسوان حالياً) المعروفة بصعوبتها الملاحية وأختلف اتساعها ، وأهمية هذه المملكة كانت تبعاً لمصر فصغرت مساحتها في أثناء ضعف الحكم المصري واتسعت بازدياد النفوذ المصري .
3- مملكة يام
التي لا يعرف على وجه الدقة مكانها غير إن المؤرخين معتمدين على الكتابات المصرية القديمة يذكرون بأنها كانت تقع إلى غرب النيل و إنها كانت الجزء الغربي من ارض كوش التي تشغلها في الوقت الحاضر أراضي كردفان و دارفور. و قد كانت هناك تجارة رائجة بين هذه المملكة و مصر كان أهم عناصرها العاج والصمغ والرقيق حيث عثر على أدلة تشير إلى وجود قزم جُلب من هذه البلاد لتسلية أحد الفراعنة.
المرجع: مجموعةكتب عن تطور الفكر الجغرافي