انتقل إلى المحتوى

أروى بنت عبد المطلب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أروى بنت عبد المطلب

معلومات شخصية
الوفاة 15 هـ
المدينة المنورة
مكان الدفن مقبرة البقيع
الأولاد طليب بن عمير
الأب عبد المطلب بن هاشم
الأم فاطمة بنت عمرو بن عائذ، أو صفية بنت جندب بن حجير
إخوة وأخوات أبو طالب، وعبد الله، وحمزة، والعباس، والزبير، والحارث، وأبو لهب، وصفية، وعاتكة، وأميمة، وغيرهم[1][2]
الحياة العملية
المهنة شاعرة،  وكاتِبة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
مؤلف:أروى بنت عبد المطلب  - ويكي مصدر


أروى بنت عبد المطلب بن هاشم الهاشمية القرشية، (توفيت عام 15 هـ) هي عمّة نبي الإسلام محمد، وعمّة علي بن أبي طالب، وكانت من الشواعر.

نسبها[عدل]

هي أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ، وقيل: بل أمها صفية بنت جندب بن حجير.[3]

زوجها وأبنائها[عدل]

ذكر ابن سعد وقال: تزوّجها في الجاهليّة عمير بن وهب بن عبد مناف بن قصي فولدت له طليبًا، ثمّ خلف عليها أرطأة بن شرحبيل بن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ فولدت له فاطمة.[4]

إلا أن أبُو عُمَرَ قال: كانت تحت عمير بن وهب بن عبد بن قصي، فولدت له طليبًا، ثم خلف عليه كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فولدت له أروى.[5]

وجاء في كتاب نسب قريش أنها كانت عند عمير بن وهب بن عبد بن قصي؛ فولدت له طليب بن عمير ومن ثم خلف عليها كلدة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، فولدت له فاطمة.[6]

إسلامها وهجرتها[عدل]

أختلف في إسلام أروى وكذلك عاتكة،[7] ولا خلاف في إسلام صفية،[8] فقال ابن إسحاق ومن تابعه إنه لم يسلم من عمات النبي محمد غير صفية،[9] وذكرها أبو جعفر العقيلي في الصحابة وذكر أيضًا أُختها عاتكة بنت عبد المطلب،[9][10] وقال ابن سعد: ثمّ أسلمت أروى بنت عبد المطّلب بمكّة وهاجرت إلى المدينة.[11][12] وقال بعضهم: إنّ أروى وصفية أسلمتا جميعًا من عمات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.[13] وذكرها محمد بن حبيب البغدادي في أسماء النسوة المبايعات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بني هاشم نقلًا عن الواقدي.[14][15]

ذكرت بعض المصادر بأنها أسلمت بعد أن أسلم ابنها طُليب في دار الأرقم،[16][17] وأخرج الواقدي عن موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: أَسْلَم طُلَيْب بن عُمَير في دار الأَرْقَم بن أَبِي الأَرَقم المَخْزُوِميّ ثمّ خرج فدخل على أمّه أروى بنت عبد المطّلب فقال:«تبعت محمدًا وأسلمت لله»، فقالت له أمّه: «إنّ أَحَقَّ مَن وَازَرْتَ وَعَضدت ابنَ خالك، والله لو كنّا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه»، فقال طليب: «فما يمنعك يا أُمّي من أن تسلمي وتتبعيه؟ فقد أسلم أخوك حمزة»، ثمّ قالت: «أَنْظُر ما يصنع أخواتي ثمّ أكون إِحْدَاهُنَّ»، فقال طُلَيْب: «فإني أسألك بالله إلا أتيتِه فسلمتِ عليه وصَدَّقْتِه وشهدتِ ألا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله»، قالت: «فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله»، ثمّ كانت تَعْضُدُ النبيّ ، بلسانها وتَحُضُّ ابنَها عَلَى نُصْرَتِه والقيام بأمره.[18][19]

وفي جاء في موسوعة شهيرات النساء: لما كبر طليب، أسلم في دار الأرقم ثم دخل على أمه وأخبرها بإسلامه وقال لها: «فمالك لا تسلمين وقد أسلم أخوك حمزة؟»، فقالت: «انظر ما يصن أخواتي فأكون إحداهن»، فقال لها: «أسألك بالله إِلاّ ما أسلمت وشهدت برسالته»، فقالت: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله»، وقد حسن إسلامها.[20]

وروى الواقدي أيضًا عن سلمة بن بخت عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم درة عن برة بنت أبي تجراة قالت: عرض أبو جهل وعدة من كفار قريش للنبي فآذوه فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه فأخذوه وأوثقوه فقام دونه أبو لهب حتى خلاه، فقيل لأروى: «ألا ترين ابنك طليبا قد صير نفسه غرضا دون محمد»، فقالت: «خير أيامه يوم يذب عن بن خاله وقد جاء بالحق من عند الله»، فقالوا «ولقد تبعت محمداً»، قالت: «نعم»، فخرج بعضهم إلى أبي لهب فأخبره فأقبل حتى دخل عليها، فقال: «عجبا لك ولاتباعك محمداً وتركك دين عبد المطلب»، فقالت: «قد كان ذلك فقم دون بن أخيك واعضده وامنعه فإن يظهر أمره فأنت بالخيار أن تدخل معه أو تكون على دينك فإن يصب كنت قد أعذرت في بن أخيك»، فقال أبو لهب: «ولنا طاقة بالعرب قاطبة جاء بدين محدث»، ثم انصرف أبو لهب، وقالت يومئذٍ:

إِنَّ طُلَيْبًا نَصَرَ ابنَ خَالِهِ
آسَاهُ في ذي دمِهِ ومالِهِ

وذكر المدائني، عن عيسى بن يزيد، عن داود بن الحصين، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن عثمان يحدث عن أبيه قال: قال عثمان: دخلت على خالتي أعودها أروى بنت عبد المطّلب، فدخل رسولُ الله ، فجعلت أنظر إليه وقد ظهر من شأنه يومئذ شيء. فأقبل عليَّ فقال: «"مَالَكَ يَا عُثْمَانُ"؟»، قلت: أعجَبُ منك ومِنْ مكانك فينا، وما يقال عليك! قال عثمان: فقال: «لَا إِلهَ إِلَّا الله؛ فَاللَّهُ يَعْلَمُ، لَقَدْ اقْشَعْرَرْتُ»، ثم قال: ﴿وَفِي السَّمآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمآءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ، ثم قام فخرج فخرجت خلفه وأدركته فأسلمت.[21][22]

شعرها[عدل]

ولمّا حضر عبد المطّلب الوفاة، قال لبناته: أبكين حتّى أسمع كيف تقلن، فقالت أروى وهي ترثي أباها:[23]

بَكَتْ عَيْنَيَّ وَحُقَّ لَهَا الْبُكَاءُ
عَلَى سَمْحٍ سَجِيَّتُهُ الْحَيَاءُ
عَلَى سَهْلِ الْخَلِيقَةِ أبْطَحيٍّ
كَرِيمِ الْخِيمِ نِيَّتُهُ الْعَلَاءُ
عَلَى الْفَيَّاضِ شَيْبَةَ ذِي الْمَعَالِي
أَبِيكِ الْخَيْرِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
طَوِيلِ الْبَاعِ أَمْلَسَ شَيْظميٌّ
أَغَرَّ كَأَنَّ غُرَّتَهُ ضِيَاءُ
أَقَبِّ الْكَشْحِ أَرُوعَ ذِي فُضُولٍ
لَهُ الْمَجْدُ الْمُقَدَّمُ وَالسَّنَاءُ
أَبِيِّ الضَّيْمِ أَبْلَجَ هِبْرَزِيٌّ
قَدِيمِ الْمَجْدِ لَيْسَ لَهُ خَفَا
وَمَعْقِلِ مَالِكٍ وَرَبِيعِ فِهْرٍ
وَفَاصِلِهَا إذَا اُلْتُمِسَ الْقَضَاءُ
وَكَانَ هُوَ الْفَتَى كَرَمًا وَجُودًا
وَبَأْسًا حَيْنَ تَنْسَكِبُ الدِّمَاءُ
إذَا هَابَ الْكُمَاةُ الْمَوْتَ حَتَّى
كَأَنَّ قُلُوبَ أَكْثَرِهِمْ هَوَاءُ
مَضَى قُدُمًا بِذِي رُبَدٍ خَشِيبٍ
عَلَيْهِ حَيْنَ تُبْصِرهُ الْبَهَاءُ

وذكر ابن حجر العسقلاني في الإصابة وقال: قال الزبير وطليب المذكور أول من دمي مشركا في الإسلام بسبب النبي فإنه سمع عوف بن صبرة السهمي يشتم النبي فأخذ له لحي جمل فضربه فشجه فقيل لأروى ألا ترين ما فعل ابنك فقالت:

إنَّ طُلَيباً نصرَ ابنَ خاله
آساهُ في ذي ذِمَّة وماله[24]

وذكر ابن سعد أنها قالت في رثاء النبي محمد:

ألا يا عين ويحك أسعديني
بدمعك ما بقيت وطاوعيني
ألا يا عين ويحك واستهلّي
على نور البلاد وأسعديني
فإن عذلتك عاذلةً فقولي
علام وفيم ويحك تعذليني
على نور البلاد معاً جميعاً
رسول الله أحمد فاتركيني
فإلا تقصري بالعذل عنّي
فلومي ما بدا لك أو دعيني
لأمر هدّني وأذلّ ركني
وشيّب بعد جدّتها قروني[25]

وذكر ابن سعد أنها قالت في رثاء النبي محمد أيضًا:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا
وكنت بنا برّاً ولم تك جافيا
وكنت بنا روفاً رحيماً نبينا
ليبك عليك اليوم مَن كان باكيا
لعمرك ما أبكي النبيّ لموته
ولكن لهرج كان بعدك آتيا
كأنّ على قلبي لذكر محمّد
وما خفت من بعد النبيّ المكاويا
أفاطم صلّى الله ربّ محمّد
على جدث أمسى بيثرب ثاويا
أبا حسن فارقته وتركته
فبك بحزن آخر الدهر شاجيا
فدا لرسول الله أُمّي وخالتي
وعمّي ونفسي قصرة ثمّ خاليا
صبرت وبلّغت الرسالة صادقاً
وقمت صليب الدين أبلج صافيا
فلو أنّ ربّ الناس أبقاك بيننا
سعدنا ولكن أمرنا كان ماضيا
عليك من الله السلام تحيّة
وأدخلت جنّات من العدن راضيا[25]

أقوال العلماء فيها[عدل]

وفاتها[عدل]

جاء في بعض الكتب والمصادر أن أروى توفيت في خلافة عمر بن الخطاب سنة 15 هـ في المدينة المنورة ودفنت في مقبرة البقيع.[28][29][30][31][32][33]

طالع أيضًا[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٠. نسخة محفوظة 2020-08-08 في Wayback Machine
  2. ^ عبدالرحمن بن علی (1418). تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ و السير. تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ و السير. بیروت - لبنان: شرکه دار الارقم بن ابي الارقم. ج. 1. مؤرشف من الأصل في 2020-11-05.
  3. ^ أبي عمر يوسف بن عبد الله/ابن عبد البر القرطبي (1 يناير 2010). الاستيعاب في معرفة الأصحاب 1-4 ج4. دار الكتب العلمية. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14.
  4. ^ أبي القاسم علي بن الحسن/ابن عساكر (1 يناير 2012). تاريخ مدينة دمشق 1-37 ج2. دار الكتب العلمية. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14.
  5. ^ أبي الفضل أحمد بن علي/ابن حجر العسقلاني (1 يناير 2010). الإصابة في تمييز الصحابة 1-9 مع الفهارس ج8. دار الكتب العلمية. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14.
  6. ^ مصعب بن عبد الله الزبيري (1982). نسب قريش. تحقيق: إفاريست ليفي بروفنسال (ط. 3). القاهرة: دار المعارف. ص. 20. ISBN:978-977-02-0266-1. OCLC:1227781136. QID:Q116762723 – عبر المكتبة الشاملة.
  7. ^ أعمام وعمات النبي صلى الله عليه وسلم - إسلام ويب - مركز الفتوى. نسخة محفوظة 2020-11-26 في Wayback Machine
  8. ^ عمات النبي صلى الله عليه وسلم - شبكة الألوكة. نسخة محفوظة 2018-10-24 في Wayback Machine
  9. ^ ا ب الصفدي (سنة الطبع: 1420 - 2000م). الوافي بالوفيات. تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى. ج. الجزء: الثامن. ص. 236. مؤرشف من الأصل في 26 نوفمبر 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة) و|عمل= تُجوهل (مساعدة)
  10. ^ عز الدين أبي الحسن علي/ابن الأثير (1 يناير 2016). أسد الغابة في معرفة الصحابة 1-8 مع الفهارس ج7. دار الكتب العلمية. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14.
  11. ^ تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ١٢١. نسخة محفوظة 2020-09-13 في Wayback Machine
  12. ^ محمد بن سعد البغدادي. الطبقات الكبرى. ج. الجزء: الثامن. ص. 42. مؤرشف من الأصل في 2020-02-05. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  13. ^ من الصحابيات اللاتي تسمين باسم أروى. نسخة محفوظة 2020-09-13 في Wayback Machine
  14. ^ كتاب المحبر - محمد بن حبيب البغدادي - الصفحة ٤٠٦. نسخة محفوظة 2020-04-30 في Wayback Machine
  15. ^ سيد كسروي (1 يناير 2003). جامع تراجم ومسانيد الصحابيات المبايعات 1-3 ج3. دار الكتب العلمية. مؤرشف من الأصل في 2021-09-14.
  16. ^ أروى بنت عبد المطلب ( رضوان الله عليها ) عمَّة النبي ( صلى الله عليه وآله ). نسخة محفوظة 2015-07-17 في Wayback Machine
  17. ^ أروى بنت عبد المطلب - الشیعة. نسخة محفوظة 2020-11-02 في Wayback Machine
  18. ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٣ - الصفحة ١٢٣. نسخة محفوظة 2020-02-21 في Wayback Machine
  19. ^ الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٨ - الصفحة ٤٢. نسخة محفوظة 2020-02-05 في Wayback Machine
  20. ^ موسوعة شهيرات النساء، لخليل البدوي، ص 11- 12. نسخة محفوظة 2020-09-13 في Wayback Machine
  21. ^ الاستيعاب - ابن عبد البر - ج 4 - الصفحة 1779
  22. ^ [1]. نسخة محفوظة 2020-12-15 في Wayback Machine
  23. ^ السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ١ - الصفحة ١١٢. نسخة محفوظة 2020-06-07 في Wayback Machine
  24. ^ الإصابة - ابن حجر - ج ٣ - الصفحة ٤٣٩ نسخة محفوظة 2020-09-13 في Wayback Machine
  25. ^ ا ب الكبرى - محمد بن سعد - ج ٢ - الصفحة ٣٢٥ نسخة محفوظة 2020-09-13 في Wayback Machine
  26. ^ أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج ٣ - الصفحة ٢٤٥. نسخة محفوظة 2020-03-01 في Wayback Machine
  27. ^ الغدير - الشيخ الأميني - ج ٢ - الصفحة ١٩. نسخة محفوظة 2020-09-13 في Wayback Machine
  28. ^ الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ١ - الصفحة ٢٩٠. نسخة محفوظة 2018-10-19 في Wayback Machine
  29. ^ أروى بنت عبد المطلب. نسخة محفوظة 2020-09-13 في Wayback Machine
  30. ^ أروى بنت عبد المطلب عمة الرسول. نسخة محفوظة 2020-09-13 في Wayback Machine
  31. ^ كتاب شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، ج1، ص ١٢٠. https://al-maktaba.org/book/21508/112 نسخة محفوظة 2020-02-18 في Wayback Machine
  32. ^ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص25.
  33. ^ موسوعة آل بيت النبي (ص) 1-2 ج1، ترجمة أروى بنت عبد المطلب، ذكر وفاتها، ص146. نسخة محفوظة 2020-09-27 في Wayback Machine