مستخدم:جمال سعدوون/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

•وقد ترك رحيل جمال سعدون أثراً بالغاً في قلوب أصدقائه وجمهوره ومحبيه، فالكورد منذ القدم حافظوا على تراثهم وتاريخهم من خلال الفن، وكل أغنية أو قصيدة تحكي قصة كوردية.


•لم يكن جمال سعدون مجرد فنان يتمتع بصوت نقي ومشاعر مرهفة، بل كان عاشقاً وهائماً في حب مدينة ديريك، وهو جزء من ثقافة هذه المدينة، وشريك في أفراحها وأتراحها.


•وارتبط ابن مدينة ديريك بثرى وطنه كارتباط الشجرة بالأرض، ولكن الظروف أجبرته على المضي في طريق الغربة الطويل، ودفعه الشوق للقاء عائلته للسفر إلى بلغاريا، إلا أن عذاب الغربة أدمى فؤاده.


•جمال سعدون الذي كان يردد دوماً أنه لا يستبدل حجراً من مدينة ديريك بقارة أوروبا كلها، أغمض عينيه للأبد في أحد مشافي بلغاريا، دون أن يودع معشوقته الأبدية ديريك.


•ولد سعدون عام 1958 في مدينة ديريك بكوردستان سوريا لعائلة فقيرة وعاشقة للفن، ومنذ نعومة أظفاره طفى عشقه للفن وحبه لترديد الأغاني، وأصدر ألبومه الأول "السلاسل والقيود" عام 1981، وحتى تاريخ وفاته كان جمال سعدون بلبلاً يصدح في الأعراس والمناسبات وأعياد النوروز في ديريك، ويلهب قلوب أبناء مدينته بصوته المميز والجميل.


•كان صوت جمال سعدون بمثابة صوت تراب وهواء مدن ديريك، عين ديوار، زاخو، وجزيرة بوتان، فكان في الأفراح يثير مشاعر البشر والحجر، وفي الأتراح كانت العيون تدمع عند سماع صوته الشجي.


•غنى الفنان الكوردي جمال سعدون العديد من الأغاني عن كوردستان، وعن الراحل الكبير ملا مصطفى البارزاني، الذي اعتبره سعدون منقذاً لشبعه، وارتبط به ارتباطاً شديداً.


•جمال سعدون هو أحد ضحايا الإحصاء الجائر الذي جرى في محافظة الحسكة بكوردستان سوريا عام 1962، وحرم مئات الآلاف من الكورد من الجنسية السورية، وقد تعرض على يد سلطات حزب البعث في سوريا للسجن والظلم والتعذيب كثيراً بسبب حسه الوطني وأغانيه القومية.


•وكما ينام عاشقٌ في أحضان معشوقته، ها هو جمال سعدون يرقد تحت ثرى مدينة ديريك في نومٍ أبدي، إلا أن صوته وأغانيه ستبقى حيةً في قلوب الشعب الكوردي.


وكما كتب عليه معارفه

جمال سعدون كلمة كبيرة جداً عندما تسمع هذه الكلمة تتذكر الاعراس والأفراح والعزائم والولائم ودون ذلك، جمال سعدون هذا الرجل اللطيف الفقير الذي تذوق جميع أنواع العذابات وعمل في جميع أنواع الأعمال الحرة من صب للباطون وحتى الرعي وبيع الآيس كريم والمشبك، وبيع البالية (الألبسة المستعملة) وبيع أشرطة كاسيت على الأرصفة .

جمال سعدون ذلك الرجل الوطني الكردي بكل معنى الكلمة، سجن وعُذب في أقبية النظام أياماً وليالي وشهور، حجزت أجهزته الصوتية في الحفلات، وأهين أمام الناس من قِبل عناصر الشرطة والمخابرات من مسبات وشتائم والتطاول بالأيدي عليه أمام الجميع بسبب أغانيه الوطنية، جمال سعدون الأب الحنون كان يعمل في الحفلات ليلاً وفي النهار يصرف ما في جيبه من أجل إرضاء طفولة أولاده، كان يكره المال بجنون كأن المال كان عدواً له، كما كان يكره الموت والفقر .

أعتقل في سوريا في 2009 في ديريك إثر غنائه الأغاني الوطنية، أعتقلوه أمام الجميع، هو ورفاقه والمصورون وأعضاء فرقته، وبقي في الإعتقال مدة لا بأس بها، ضاق به الحياة كانت زوجته مريضة رفيقة دربه ليلى التي كانت لها أثر كبير في حياته وحظي أسمها في عديد من أغانيه العاطفية. عندما خرج من السجن توفيت ليلى زوجته فكان الخبر كالبركان على رأسه لم يتحمل المصيبة، أسودت في وجهه الدنيا وأغلقت في طريقه كل الدروب. جمال سعدون تائه ضائع ألف أغنيته الشهيرة عن ديريك وعين ديوار، وترك الاثنتين معاً، غادر أرض الوطن متخفي وقطع الحدود بشكل غير نظامي.

جمال سعدون من أجانب الحسكة لا يملك ورقة تدل على إنسانيته ورقة تدل على حقوقه كإنسان مثله مثل أكثر من 200 ألف شخص كردي، وصل إلى اليونان بعد عذاب وسجن وإعتقال وغامر بالبحر وزوارق الموت وصل إلى بر الأمان ألمانيا حيث قرأنا خبر عاجل على صفحة دنكة ديريك بادارة الدكتور ياسين صوفي أمين ديريكي، زف لنا خبر وصول عملاق الأغنية الجزراوية البوطانية الكوجرية جمال سعدون، باركناه وباركنا بوصوله إلى جنة الميعاد، جمال سعدون لم يحب العيش في المانيا ولا في أي دولة بالعالم سوى في ديريك، ديريك هي بحيرته الوحيدو وهو سمك الحوت لا يبحر سوى في تلك البحيرة ديريك، ولكن القدر دائماً كان له بالمرصاد، جمال سعدون لم يتحمل العيش هنا عاد إلى سوريا إلى ديريك، جمال سعدون لا يحتفل بعيد نوروز سوى في ديريك، أحتفل في عيد نوروز 2012 .

بدأ وضع سوريا يتدهور شيئاً فشيئاً، اولاده تركوا سوريا وهاجروا إلى زاخو في إقليم كوردستان مع آلاف العائلات الكردية هرباً من الجوع والفقر والحرب وعدم إكتفاء العمل لديهم، وبعد فترة سافر أولاده إلى بلغاريا، فسافر جمال سعدون مع زوجته إلى بلغاريا لزيارة أولاده، وبسبب المهربين والسماسرة تأخر مواعيد السفر من بلغاريا بين اليوم وغداً، وبالتالي قرر جمال سعدون العودة إلى ألمانيا حيث إقامته، ولكن القدر بالمرصاد حيث تاريخ مدة إقامته على هويته الألمانية كما هو واضح في الصورة قد أنتهى، فحجزته الشرطة البلغارية مع زوجته وبنته ذات السنة والنصف من العمر، سجن في بلغاريا مع زوجته، بقى في السجن مدة لا بأس بها، مرض في السجن، ومن ثم تم التواصل مع السفارة الالمانية في بلغاريا، أفرج عنه بكفالة إلى أن يتم تسوية وضعه وعودته إلى ألمانيا، تدهورت حالته الصحية ودخل إلى المشفى بعد فحوص وإجراءات تبين أنه مصاب بإلتهاب الكبد والمرض في درجات متقدمة في هذه الحالة المأساوية سافرت زوجته إلى ألمانيا وبقي وحيداً مع طفلته الرضيعة وأولاده في بلغاريا ينتظرين التسوية.

واليوم بتاريخ 31/03/2014 كان على الموعد لإجراء العملية له في المشفى، ولكن كان أيضاً القدر له بالمرصاد حيث وافته المنية في المشفى، وبهذا الخبر لقد خسرنا أحد أعمدة الأغنية الكردية والفلكلورية والوطنية والكوجرية، على فكرة هو من كان يقوم برعاية أبنه الرضيع ذو سنة ونصف في بلغاريا .وكانت وصيته لأولاده أن يتم دفنه في ديريك بحيرته الأبدية وقف قلبه عن النبض دون إستئذان دون وداع أحبابه وأصدقائه، دون أن ينال طعم الحرية .