مستخدم:روقاب/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مسيرة حياتي مسيرة مسافر في هواء الوطن تحدثني الذاكرة بحديث ذو شجون وتعبر عن التراب وما أدراك من التراب منه خلقنا واليه نعود

المولد ونشأة في أشد أيام الثورة ولياليها الحالكات ، وفي ليلة من هذه الليالي المظلمة ولد عبدالشكور ليلة 24./04/1957

بحي قصر البزائم ( سابقا الضاية القبلية ) بمدينة الأغواط ينتمي الي عرش أولاد عيسي بن علي
وكان ميلاد عبد الشكور في خضم الثورة وعلي وقع معركة شهد الناس من بعيد لهيبها الأحمر الذي غطي السماء وأضاء الظلام،  تسمع صوت البنادق والمدافع والطائرات تزمهر  في سماء المدينة  تلاحق مجموعة من الثوار دخلوا الحي بعد تنفيذ عملية نوعية ناجحة .  ليلة زرعت الرعب في نفوس الأهالي وظلت علي واقعها حتي طلوع الفجر هذه المعركة الكبيرة أستشهد فيها بطلين من أبطال المدينة ودمرت بعض المباني لكن خرج منها الثوار سالمين غانمين     
لأن حي محصن بالوطنيين وبطبيعة أزقته  وقصباته الضيقة أستطع الثوار القاء الهزيمة  بالظالمين . 
نشأته : ترعرع الفتي عبد الشكور في جو تملؤه نسائم الحياة العربية المحافظة وترعرع في حضن الأهل بين عائلة  تحفظ القران الكريم أب عن جد وتعيش في جو ملؤه السعادة  وبساطة العيش هذه العائلة التي شهد لها بالتقوي وحب الخير واستمروا متمسكين بسيرة أسلافهم شيوخ الأرباع زعماء الصحراء     

رضع عبد الشكور الوطنية مع حليب أمه ، التي كانت تحتضنه الي صدرها عندما يشتد أنين البارود وتغني له أغاني حزينة كانت ترددها كل الأمهات علي مسامع أبنائهم وعندما يسمعون صوت البارود تلطف الأمهات وتبتهل الي الله أن يحقق النصر للمجاهدين ويرزقهم فتحا مبين ويحفظهم من أعداء الوطن. وكان الفتي يتلذذ حليب امه رغم قلته لأننا في زمن الفقر وقلة العيش والأمهات مجروحة بهاجس الرعب والخوف وألم الترهيب والتعذيب وشدة الإجراءات الوحشية ، وكانت تحمسهم انتصارات المجاهدين المشرفة وتزرع في نفوس المواطنين الأمل . في سنة 1957كان أبوه فلاحا يذهب كل صباح الي الجدر هو مكان بين الضاية القبلية والمخرق أينا توجد مزرعته ومنازل أهله الريفية بالإضافة الي السكن الرسمي بقصر البزائم، الذي بناه سنة 1948 بعد سقوط الغربية مباشرة وفي ليلة حزنت الأم لم تجد ما تغذي به الصبي لأن كل الحيوانات في المزرعة وبعد 6 أشهر من ميلاده جاءت اليها عجوز فاطنة الرحمانية الله يرحمها وهي تسكن مع شيخيها بجوار دار جده في (الجدر) - (الضاية القبلية) وقالت لها سأخذ الصبي وأتولى تربيته وسأقدم اليه حليب الناقة ليشفي من مرضه وينمو في جسده ـ في الوهلة الأولي لم تتردد فوافقت علي الفور فأخذت العجوز الصبي ، وهي فارحة لكن حنان الأم لم يتركها تصبر علي فلذة كبيدها أسبوعا واحدا وخاصة أنه الأول عندها ( فقالت لأبي أنت تذهب يوميا الي الأرض وتعود في المساء ونحن طردنا من مسكننا لماذا لا نذهب ونسكن في دار جدي ونوفر ثمن الكراء ونحفظ أرزاقنا ونكون برفقة أبني ، فأستحسن الأب كلامها ولم يرفض رغباتها التي كانت تعارضها في السابق فالتحقت بابنها وعاشوا في حياة ملئها السعادة والعيش المقبول وكانت فرصة وجد فيها أصدقاء أبي من المجاهدين مقرا يأويهم عندما يمرون علي القرية ، ويخططون الي قيام بعمليات في المنطقة ، ومن حسن حظ عبد الشكور أن أصبح كاتبا في قسمة الأغواط وألتقي بهؤلاء المجاهدون الذين أكدوا له حكاية تلك الأيام والليالي .

يا لله 
ماحلي تلك الأيام والليالي  وخاصة عندما يتذكر الأنسان تفاصليها الغير مملة  ويستمع الي أحاديث الشيوخ والعجائز  كانت الحياة بسيطة ، عاشها عبد الشكور في أيامه الأولي وتعرف علي بئته ونهج أبيه وترسخت حكايات الكبار في ذهنه فتذكر الحي الذي أولد فيه وطريق الضاية القبلية المؤدية الي سهل المخرق ومنبع أهله ومدفن أجداده، 
 هذا الحي الفقير المغضوب عليه من طرف الاستعمار الفرنسي لأن سكانه يعتبرون من الخارجين عن القانون ، لأنهم يحبون تحرير وطنهم  وحدائقهم الحضن الحافظ للثوار منذ أيام مقاومة ابن الناصر بن شهرة  لأن أكثر المقاومين كإنو من تلك المنطقة وعلي هذا أشتد حقد الفرنسيين علي سكانه. وبروح العزيمة والإرادة لم يتخلى هؤلاء السكان عن الثورة ، فكان الحي ملاذا أمينا للمجاهدين الأشاوس ،  فتكالبت عليه  قوة الظلام  وشدد عليه الحصار ، وتم قطع الطرق المؤدية إليه ، لكن السكان لا يأبهون بأساليب التجويع والترهيب  ،لأن في حدائقهم الخير الوفير ولهم من الأنعام ما يكفهم ويفتخرون بعيشهم البسيط الذي تعودوا عليه عبر السنين هذا هو حال حي قصر البزائم والضاحية القبلية منذ تأسيس مدينة الأغواط .