مستخدم:Ajmi2020/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي

السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي (5 يونيو 1797 - 19 اكتوبر 1856)، سلطان عمان من 14 سبتمبر 1806 إلى 19 أكتوبر 1856. حكم وحده، وبموته انقسمت دولته إلى سلطنة مسقط وعمان وسلطنة زنجبار.لد حسب ما ذكر صاحب (جهينة الأخبار) في بلدة سمائل وقيل في بلدة الغبرة في محافظة مسقط سنة 1204هـ، الموافق 1790م.لي الأمر بعد مقتل ابن عمه بدر بن سيف سنة 1806، واجه في بداية عهده صعوبات جمة، منها مواجهته للقوات السعودية التي غزت بلاده ومعها مجموعة من القواسم أصحاب رأس الخيمة. ومع أن سعيد بن سلطان حاول التصدي لها وطردها من الأراضي العمانية، إلا أنه هزم أمامها في عدة معارك، واضطر إلى طلب الصلح مع الإمام سعود بن عبد العزيز سنة 1808، دفع بموجبه اتاوة سنوية للإمام وسمح لحامية عسكرية أن تقيم في بلاده، غير أنه ما لبث أن نقض عهده مستعينا بالقوات الإنكليزية التي وصلت إلى مسقط سنة 1809، بقيادة الكابتن باستي Baste،الأمر الذي أثار عليه أكثر قبائل عمان لرفضها كل أشكال التعاون مع الجنود الغربيين، مما أدى إلى تمرد بعض أقربائه عليه من حكام المقاطعات، وكان أخطرها تلك التي قادها حمود بن عزان بن قيس بن أحمد البوسعيدي، بيد أنه تمكن في النهاية من تجاوز كل هذه العقبات وفرض سلطانه على أكثر جهات عمان تقريباً.

في عام 1830، وجه السلطان سعيد عنايته لشؤون ممتلكات عمان الإفريقية، فقد كانت زنجبار وما يتبع لها من جزر وبعض المقاطعات الأخرى على ساحل شرق إفريقيا تخضع لحكام عمان، وقد استغل عمالها (من قبيلة المزاريع العمانية) انشغال السلطان سعيد في مشكلات عمان، فخرجوا على سلطته، لكنه عاد وبسط نفوذه عليها وانتقل إلى زنجبار سنة 1835، وجعل منها عاصمة له، ومنها أخذ يدير السلطنة بشطريها الآسيوي والإفريقي بعد أن جعل على إدارة عمان ولده الأكبر ثويني.

طال عهد السلطان سعيد لأكثر من خمسين سنة، دخلت عمان وزنجبار في عهده مرحلة تاريخية جديدة بعد أن فتح الأبواب على الحضارة الغربية، فأصبحت مسقط من أبرز المراكز التجارية في الخليج وعد أسطولها الحربي والتجاري الثاني في بحر العرب والمحيط الهندي بعد الأسطول البريطاني، وكان اهتمام سعيد بزنجبار لافتاً، فبحكم موقعها المهم قبالة الساحل الشرقي لأفريقية، انتعشت تجارتها الساحلية وأصبحت مركزاً مهماً لقوافل التجارة العربية داخل القارة الإفريقية، وإلى جانب اهتمامه بالتجارة اهتم السلطان سعيد بالزراعة بعد أن أدخل إلى زنجبار أنواعا جديدة من زراعات المنطقة الاستوائية جاء بها من الهند والملايو كالمطاط وجوز الهند والمانگو والقرفة وجوز الطيب والقرنفل، ونظرا للأرباح الهائلة التي جنتها سياسة السلطان سعيد في زنجبار فقد تحول قسم كبير من سكانها إلى العمل الزراعي، وازداد عددهم في عهده إلى 349000 نسمة، ومثلما اهتم هذا السلطان بالأنشطة الاقتصادية، فإن بقايا القصور والحمامات التي يعود إنشاؤها إلى أيامه يدل على مدى اهتمامه بالمنشآت العمرانية التي جمعت بين فن العمارة الشرقي وزخارف الفن العماني الأصيل.

أما على الصعيد السياسي، فقد وقع مع بريطانيا معاهدة سنة 1822 حصل البريطانيون بموجبها على حق تفتيش السفن القادمة إلى عمان، بعدما أقنعته بريطانيا بالمخاطر التي قد تتعرض لها عمان من جراء هجمات خصومه السعوديين والقواسم، وعلى الرغم من النقمة الكبيرة التي تعرض لها من قبل رعاياه في كل من عمان وزنجبار، فإنه أبرم معاهدة ثانية مع البريطانيين سنة 1839، سمح لهم بموجبها بحرية الدخول والإقامة والمتاجرة والمرور في جميع الأراضي التي تسري عليها أوامره، وأتبعها بمعاهدة أخرى بالشروط نفسها مع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1849. أرسل السلطان سعيد بن سلطان سفينة عمانية (السلطانة) إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكانت تقل أول سفير عماني في تلك البلاد وهو أحمد بن النعمان الكعبي ويعتبر أول مبعوث عربي يصل إلى هناك.

غير أن ما يؤخذ عليه تنازله، عام 1854، عن جزر خوريا موريا للتاج البريطاني عربونًا للصداقة، وكان قصره محجاً للسفراء والمستشارين الإنكليز وفي مقدمتهم المقيم البريطاني سـِتون Seton ومن جاء بعده، ممن أصبحت مشورتهم نافذة دون أن يتنبه إلى مخاطر سياسة بريطانيا التقليدية القائمة على مبدأ ـ فرق تسد ـ فهم الذين أشاروا عليه بإسناد إدارة زنجبار لولده الثاني ماجد، وهم الذين أججوا الصراع الدامي مابين الأخوين والذي كان من نتائجه انفصال سلطنة زنجبار عن سلطنة عمان فيما بعد.

وقد أشاد معظم الباحثين بالسياسة الحكيمة والمتزنة التي انتهجها السلطان سعيد بن سلطان حيث عقد اتفاقيات مع 22 دولة وتبادل الرسائل مع 33 دولة، وكان يعامل الدول الأخرى بمبدأ المعاملة بالمثل، ونأى بنفسه عن التورط في المشاكل الدولية، ومن ذلك رفضه تلبية طلب حاكم مصر محمد علي لمشاركته في حروبه ضد الدولة السعودية الأولى.

وفي عهده اشتد التنافس الفرنسي البريطاني على كسب ود السلطنة، فقد اهتمت فرنسا في عهده بتدعيم علاقاتها التجارية الثنائية مع السلطنة على الرغم من مقاومة بريطانيا لهذا التقارب، ولكن بريطانيا اضطرت أخيرا للرضوخ عندما رأت أنه ليس من صالحها توتير الوضع.

امتداد نفوذ السلطنة العمانية فترة حكم السلطان سعيد

العصر الذهبي[عدل]

يعتبر المؤرخون أنّ فترة السيد سعيد بن سلطان هي الفترة الذهبية في التاريخ العماني لاعتبارات مهمة منها:

1- اتساع نفوذ دولة عمان بشكل لم تشهده قط، كما سبق وأن ألمحنا.

2- المركز المرموق الذي احتله السلطان سعيد في المجال الدولي، والاحترام الذي كان يتميز به بين حكام أوروبا وآسيا وأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية في ذلك العصر هذا بالإضافة إلى شعبيته الواسعة بين أفراد شعبه.

3- استقرار الحكم العماني، رغم المطامع والمؤامرات الأجنبية، ففي الوقت الذي كانت الصراعات العربية- العربية مستمرة على سواحل الخليج العربي، وفي شبه الجزيرة العربية، فضلا عن التنافس الشديد بين المطامع البريطانية والفرنسية والفارسية استطاع السيد سعيد المحافظة على استقلال بلاده بتوازن دقيق مستخدما الدبلوماسية أكثر من القوة العسكرية من أجل الوصول إلى أهدافه.

4- قوة الاقتصاد العماني، المستند إلى تقدم وتطور التجارة العمانية التي كانت تعتمد هي الأخرى على أسطول تجاري ضخم (اعتبره الخبراء ثاني أكبر أسطول في المحيط الهندي في ذلك الوقت) تسانده قوة بحرية متميزة. حيث طوّر السيد سعيد بن سلطان اقتصاد مملكته في شرق أفريقيا بالإضافة إلى التجارة العمانية الواسعة مع الصين وجنوب شرق آسيا والهند وسيلان وإيران.توفي السيد سعيد بن سلطان بتاريخ 19 صفر سنة 1273 هـ الموافق حوالي 1856م على متن سفينته فيكتوريا أثناء رحلته من عمان إلى زنجبار وذلك بالقرب من جزر سيشل، ودفن في زنجبار في المقبرة المخصصة لدفن أولاد الإمام.

حمد بن حسين العجمي

8/2

مدرسه الشيخ ناصر الخروصي

تحت اشراف الاستاذ : بدر الوردي