مستخدم:Hakeem8128/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

العلامة الإمام المجاهد السيد محمد المكي الكتاني ..رئيس رابطة علماء سورية من أعلام التجديد... العلامة الإمام المجاهد السيد محمد المكي الكتاني ..رئيس رابطة علماء سورية



ولد السيد محمد المكي بن الإمام محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الإدريسي الحسني (عام 1894م/1312ه )

وينتهي نسبه إلى سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهم.حيث نشأ في بيت علم وسيادة وكرم وكان محاطا بالعناية الإلهية التي ألبسته لباس التقوى ومحبة العلم والعلماء منذ نعومة أظفاره.

هاجر للمدينة المنورة بمعية والده الإمام محمد بن جعفر الكتاني قصد المجاورة الشريفة, مرورا بمصر الأزهر حيث أقاموا مدة اغتنمها السيد المكي بالدرس على يد كبار علماء الأزهر, وفي الحجاز تابع تلقي علومه على يد كبار علمائه.

وفي خضم الحرب العالمية الأولى رحل مع والده إلى دمشق الشام حيث تابع تلقي علومه على يد كبار علمائها وعلى رأسهم المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين البيباني الحسني والشيخ أمين سويد والشيخ توفيق الأيوبي وغيرهم.

ومع تعدد الرحلات والهجرات والدروس واللقاءات مع كبار علماء البلاد الإسلامية في المغرب ومصر والحجاز والشام بهمة عالية ودأب لا مثيل لهما أصبح السيد المكي علماً من أعلام العلم والجهاد في الفقه والحديث والأصول والنحو والبيان مما أهله لتبوؤ منصب مفتي المالكية في سورية, واستمر بدروسه ونشاطه العلمي والإصلاحي في منازله ومساجد دمشق كالأموي و الشيخ محي الدين والسنجقدار ومازي وغيرها من المساجد السورية, حيث كان يركز على عنصر الشباب المسلم ويوجههم الوجهة الدينية الصحيحة حيث أسس لهذا الغرض عددا من الجمعيات والمنتديات الفكرية بهدف الإصلاح الديني ومكافحة قوى الاستعمار حيث أصبح منزله قبلة للمواطنين المناضلين والعلماء والمثقفين المخلصين واستطاع بإخلاصه وتفانيه في خدمة القضايا الدينية والوطنية أن يعزز مكانة العلماء ويزيد من تأثيرهم الفكري الإصلاحي والاجتماعي والسياسي, مما جعله محط أنظار زعماء الأحزاب والقوى السياسية إذ إن أغلبهم كان يطلب دعمه ورضاه لما يتمتع به من نفوذ في الأوساط الوطنية والشعبية. هذا وقد ساهم مساهمة فعالة في الجهاد ضد القوات الفرنسية الغازية داعيا إلى الجهاد ومساهما فيه مع إخوانه من الزعماء الوطنيين أمثال الشيخ محمد الأشمر والشيخ حسن الخراط وغيرهم من زعماء الثورة السوريين .كما ساهم رحمه الله بإنشاء فرقة فدائية فلسطينية اسماها شباب فلسطين من بعض تلاميذه واتباعه الذين تكاثروا في بلاد الشام من فلسطينيين وسوريين وأردنيين وذلك بالتنسيق مع المجاهد الحاج أمين الحسيني والحاج فرحان السعدي ومنذ عام 1936م وقد قاموا بأعمال جريئة ضد القوات البريطانية والصهيونية في فلسطين المحتلة واستمر ذلك لسنوات عدة, وكان مدركاً إدراكاً تاماً لخطورة الهجمة الصهيونية على حياة ومستقبل الأمة العربية والإسلامية مما دعاه لمضاعفة دعمه للمجاهدين في فلسطين مادياً ومعنوياً.

وبعد استقلال سورية ساهم بتأسيس رابطة العلماء التي اختير فيها نائباً للرئيس لفترة ثم رئيساً لها إلى أن انتقل للرفيق الأعلى عام 1973م ,هذه الرابطة التي كانت تضم في عضويتها خيرة العلماء العاملين بسورية, وكان مجلس شيوخ الرابطة يضم كلاً من فضيلة العلامة الشيخ أبوالخير الميداني رئيساً وفضيلة العلامة الشيخ إبراهيم الغلاييني وفضيلة العلامة الشيخ حسن حبنكة وفضيلة العلامة الشيخ محمد صالح فرفور وفضيلة العلامة الشيخ أحمد كفتارو المفتي العام وفضيلة العلامة الشيخ سعيد البرهاني وفضيلة العلامة الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت وفضيلة العلامة الشيخ عبد الكريم الرفاعي وفضيلة الشيخ عبد الرحمن الزعبي وفضيلة الشيخ عبد الرؤوف أبوطوق وفضيلة الشيخ محمد بلنكو مفتي حلب وأغلبية مفتي وعلماء المحافظات السورية وغيرهم كثير, فكانت من أهم التجمعات الدينية والفكرية تأثيرا في مجريات الأحداث الاجتماعية والسياسية خصوصاً على الانتخابات النيابية السورية , وكان له دور بارز في الحياة السياسية السورية بعد الاستقلال وحتى أوائل الستينات من هذا القرن, إذ كان الرؤساء والوزراء والزعماء عموماً يطلبون دعمه ورضاه .

وعلى الرغم من انشغاله في مشاكل المشرق والعمل لما فيه مصلحة العرب والمسلمين فيه فلم يحل ذلك بينه وبين اهتمامه بقضايا المغرب العربي, فقد كانت داره ملتقى المجاهدين والثوار والزعماء والطلاب المغاربة على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية. مما دفعه لتأسيس جبهة تحرير المغرب العربي لدعم جهاد إخوانه المغاربة ولتقديم العون المادي والسياسي والأدبي للمجاهدين المغاربة.

هذا وكان منزله ولا يزال بيت المغاربة في المشرق طلبة علم وزائرين وقد أكد هذا المعنى جلالة الملك الحسن الثاني بقوله له (إنني اعتبركم السفير الدائم للمغرب في المشرق) وذلك خلال زيارة فضيلته للمغرب بدعوة من الملك الحسن الثاني عام 1962م.

- دعا لتأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وكان عضوا مؤسساً بمجلسها التأسيسي

- زار عدداً من ملوك ورؤساء وعلماء الدول العربية والإسلامية على رأس وفود رابطة العلماء ناصحاً ومرشداً مهنئاً ومعزياً

- حث علماء المغرب على تأسيس رابطة للعلماء فيها ولم يغادر المغرب حتى جمع أغلب علمائه تحت رايتها إثر مؤتمر عقدوه بمدينة فاس بمشاركته التوفيقية والفعالة.

وبعد عودته من المغرب تفرغ للعمل العلمي والدعوة إلى الله تعالى فقط, ولم يقعده مرضه عن المساهمة المادية والوجدانية في معركة العرب الكبرى حرب رمضان المجيدة التي كانت يوماً أسود في تاريخ الدولة الصهيونية الغاصبة, فقد قام رحمه الله قبيل الحرب باستضافة كبار ضباط وأفراد الفرقة المغربية التي ساهمت بالحرب وزودهم بإرشاداته ودعواته لهم ولأشقائهم السوريين بالنصر ثم قام بزيارة الجرحى من الضباط والجنود السوريين والمغاربة الذين سطروا بدمائهم أسطع صفحات العرب في التاريخ الحديث وقدم لهم الهدايا, وبعد هذه المعركة المجيدة بأسابيع عدة انتقل إلى الرفيق الأعلى عام 1973, حيث شيعته الجماهير المؤمنة بما يقارب النصف مليون مشيع يتقدمهم كبار العلماء و الزعماء والوزراء والسفراء والوجهاء وبقيت المآذن السورية والمغربية تبث القرآن الكريم ذلك اليوم على روحه الطاهرة وأقيمت مجالس العزاء والتأبين في كل من دمشق والرباط وجدة والمدينة المنورة وقد خلف رحمه الله سبعة من الأبناء الذكور وعددا لا يحصى من التلاميذ والاتباع يتقدمهم كبار علماء بلاد الشام ومصر والحجاز والمغرب العربي, ومن أنجاله الكرام فضيلة الشيخ السيد فاتح, وفضيلة الشيخ السيد تاج الدين, والأستاذ عمر, والمهندس محمد خالد, والباحث الدكتور عبد القادر صاحب كتاب صفوة الأحاديث النبوية وأستاذ الدراسات الإسلامية العليا ورئيس مجلس الأمناء بمركز الدراسات العربية والإسلامية وكبير الجراحين الدكتور السيد عبد الله والمهندس محمد علي ولكل من أنجاله الكرام اهتماماته الوطنية والعربية والإسلامية ونشاطاته العلمية والفكرية والاجتماعية إضافة لأعماله ومشاغله الخاصة.