مستخدم:Jake Muller/ماذا حدث في فيلم "طريق مولهولاند"؟

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

كتابة: Midoooz
تحذير : يرجى عدم قراءة التالي قبل مشاهدة الفيلم.

النقطة الأكثر أهمية في الفيلم، هي أنه يجب أن تعلم أن ثلاثة أرباع الفيلم هي مجرد حلم يدور فقط في رأس البطلة ناعومى واتس وهي نائمة، وتلعب ناعومى واتس في الفيلم شخصية اسمها "ديان سلوين".. حسناً، متى يبدأ الحلم ومتى ينتهى؟! هذه نقطة بالغة في الأهمية.. بداية الحلم : مع بداية الفيلم حين نجد الكاميرا تقترب من وسادة حمراء ينام شخص ما تحتها وهي ديان بطلة الفيلم وهذه إشارة لبداية الحلم، بعدها نجد سيارة تسير في طريق مولهولاند وبهذا يكون الحلم قد بدأ.. نهاية الحلم : تقريباً في الدقيقة 112، حينما نجد راعى البقر وهو إحدى شخصيات الفيلم يدخل على الجثة الممدة على الفراش ويقول : هيا عزيزتى قد حان وقت الاستيقاظ، وإذا بنا نجد الجثة الهامدة تتحول إلى جسد نضر جميل وهو جسد ديان سلوين بطلة الفيلم التي تستيقظ من الحلم على صوت دقات على باب منزلها..

حسناً، الآن دعونا نبدا بالواقع أى النصف الثاني من الفيلم.. وبعدها سنعود للنصف الأول والذي ما هو إلا حلم.. النصف الثاني من الفيلم (الواقع) : يبدأ تقريباً من بعد الدقيقة 112، كما ذكرنا سلفاً حين تستيقظ ديان البطلة على صوت دقات وتنهض فتفتح الباب لتجد جارتها.. وجارتها قد استبدلت معها السكن منذ أيام وقد جاءت لتأخد بعض أغراضها التي لم تأخذها بعد وأهمها منفضة سجائر على شكل بيانو.. تخبر الجارة بطلتنا بأن هناك اثنان مخبرين يسألا عنها وسنعرف لماذا بعد قليل.. حسناً سنتوقف هنا عند هذا الحد، وسنبدأ بشرح قصة الفيلم، ثم سنعود لهذا الموقف مرة أخرى لربط الأحداث.. قصة الفيلم : ديان سلوين بطلة الفيلم ممثلة شابة طامحة في الشهرة.. حلمها هو الذهاب إلى هوليود.. عمتها تسكن في هوليود وتموت لتترك لها مبلغاً كبيراً من المال.. تنتقل ديان لهوليود وتتقدم لتجربة أداء حول بطولة فيلم وتلتقى بممثلة شابة أخرى اسمها كاميلا رودس.. ويتعارفان وتصبحا صديقتين.. وهنا نجد أن ديان ذات موهبة محدودة جداً أما كاميلا فذات موهبة كبيرة ولذلك فإن مخرج الفيلم بوب لا يلق بالاً لديان ويختار كاميلا بطلة لفيلمه.. ولكن برغم هذا تظلا ديان وكاميلا صديقتان.. وبعد أن أصبحت كاميلا نجمة كانت توكل أدوارا صغيرة لديان في أفلامها.. وبهذا تتوطد بينهما علاقة الصداقة وتصل إلى حب وتنشأ بينهما علاقة شاذة.. وذات يوم تهم ديان على كاميلا فوق أريكة بمنزلها لتبدأ مداعبتها فإذا بنا نجد كاميلا تطلب منها التوقف عن ذلك.. وأنهما يجب ألا يفعلا هذا مرة أخرى.. هنا تجن ديان وتقول مستشيطة غضباً " هل هو السبب في هذا يا كاميلا ؟! ".. وهنا كانت ديان تقصد مخرج شاب اسمه آدم كيشر كان قد اختار كاميلا بطلة لفيلمه الجديد ونشأت بينهما علاقة وذات يوم طلب المخرج الشاب في موقع التصوير أن يخرج الجميع من موقع التصوير ليركز في مشهده مع كاميلا ولكن كاميلا في خبث تطلب منه أن يبقى ديان في موقع التصوير، وهذا لترى ديان المشهد والذي به قبلات حميمية بين المخرج وكاميلا، وتنغمس كاميلا في القبلات معه فيحترق قلب ديان.. ولهذا رأت ديان أن المخرج الشاب هو السبب في نفور كاميلا من علاقتهما.. بعد أيام من حادثة رفض كاميلا ممارسة الرذيلة مع ديان، تتصل كاميلا بديان وتدعوها لحفل.. توافق ديان آملة أن هذه المكالمة هي محاولة من كاميلا لإعادة الأمور بينهما لنصابها.. تستعد ديان وتأتى سيارة أمام بيتها من طرف كاميلا لتقلها وفي طريق مولهولاند تتوقف السيارة وتظهر كاميلا من جانب الطريق لتصحب ديان إلى مكان الحفل.. وهنا سنجد الحفل الذي جعل هذا اليوم هو أسود أيام حياة ديان.. تفاجئ ديان بأن المخرج الشاب آدم كيشر هو من يقيم الحفل وهو من يستقبلها هي وكاميلا.. ويقوم المخرج بتعريف ديان بوالدته ووالدته اسمها كوكو.. يدخلون الحفل ويجلسون على منضدة وتسأل كوكو والدة المخرج ديان كيف أنها تصاحبت مع كاميلا.. ورغم أن طريقة والدة المخرج كان بها تكبر وآنفة إلا أنه تبدأ ديان برواية الأمر، وبعدها تتوتر ديان حين تجد المخرج آدم وكاميلا يتهامسان ويضحكان ويعلن آدم هنا خبر خطوبته بكاميلا.. هنا نقف لحظة.. تسود الدنيا في وجهة ديان ويصبح هذا اليوم هو أسود يوم في حياتها على الإطلاق ولهذا تنحفر كل مشاهد هذا اليوم في رأس ديان.. بعد إعلان خبر الخطوبة تتوتر ديان وتتناول كوب القهوة وتشرب رشفة تلمح خلالها وجه رجل يجلس على منضدة بعيدة تبدو عليه الهيبة، وقد اتفقنا أن كل شيء منذ لحظة إعلان الخطوبة سيحفر في ذاكرة ديان وكل شخصية ستراها ستحفر في ذهنها.. لذا وجه هذا الشخص الجالس بعيداً وتبدو عليه الهيبة ورأته ديان وهي تشرب القهوة لن يغادر ذاكرتها.. كوكو والدة المخرج بتكبرها وآنفتها لن تعادر ذاكرة ديان.. بعد لحظات تقترب ممثلة شابة من المنضدة وتهمس في أذن كاميلا وبعدها تقبلها قبلة حارة.. تجن ديان وتدرك أن كاميلا تقيم علاقات مع كثيرون للوصول لغايتها أما هي فترفض العلاقة معها.. وبالتالى تنحفر صورة الممثلة الشابة التي قبلت كاميلا في ذاكرة ديان.. وفي لحظات غضبها تلمح أيضاً شخص يرتدى ملابس راعى بقر يمر من أمام عينيها في الحفل وبالتالى تنحفر صورته في ذاكرتها.. تقرر ديان أن تستغل المبلغ الذي تركته لها عمتها قبل موتها في استئجار قاتل أجير ليقتل كاميلا بعد أن غدرت بها وحولت حياتها جحيماً.. تقابل ديان القاتل في مطعم، تأتى النادلة لتقدم لها طلبهما وتلاحظ ديان النادلة واسمها بيتى على التيكت الموجود على صدرها وبالتالى تنحفر صورة النادلة واسمها في ذاكرة ديان في هذا اليوم الأسود من حياتها.. يتم الاتفاق بين ديان والقاتل وتعرض عليه ديان المال، يخرج القاتل مفتاح أزرق من جيب قميصه ويخبر ديان بأنها ستجد هذا المفتاح في منزلها بعد أن يقوم بقتل كاميلا وسيكون المفتاح دليل أنه أتم مهمته.. تسأله ديان في براءة " وماذا يفتح هذا المفتاح؟! " فينفجر القاتل ضحكاً وتنحفر صورته في ذاكرة ديان.. وتلاحظ ديان شخص ما عند ماكينة نقود المطعم يبدو عليها متوجساً وخائفاً من شيء مجهول وأيضاً تنحفر صورة الرجل الخائف في ذاكرة ديان.. تتوجه ديان لمنزلها وتستلقى على الفراش محملة بكل أفكارها السوداء وشاعرة بالذنب الرهيب أنها ستقتل صديقتها وحبيبتها كاميلا.. ومن هنا تدور أحداث اليوم الأسود في رأسها وتخلد للنوم ويبدأ الحلم الذي يبدأ مع بداية الفيلم كما ذكرنا سلفاً..

حسناً.. سنبدأ الآن ببداية الفيلم والتي هي بداية حلم ديان أيضاً.. وسنجد أن كل تفصيلة من اليوم الأسود في ذاكرة ديان سيكون لها شأن في اللاوعى عند ديان وستظهر في حلمها وهذه هي قمة عبقرية الفيلم بحق.. وأنا لن اشرح الحلم بالتفصيل الممل كما شرحت الجزء الواقعى، لأترك لكم متعة تخيل الحلم ومتعة التوهان في لا وعى ديان.. لذا سأوضح لكم الحلم عن طريق الشخصيات ومقارنتها بين الواقع وبين حلم ديان.. حسناً، كما ذكرنا يبدأ الفيلم ببداية حلم ديان.. حيث نجد في بداية الفيلم الكاميرا تقترب من وسادة ويبدأ الحلم.. نجد سيارة على طريق مولهولاند تركبها كاميلا ومعها السائق ورجل بجواره.. تتوقف السيارة ويخرج الرجل مسدساً من معطفه ويطلب من كاميلا الخروج من السيارة.. تفزع كاميلا وتهم بالخروج من السيارة، وإذا بنا نجد سيارتان مسرعتان تصطدم واحدة منهما بسيارة كاميلا ويحدث حادث مروع، تنهض منه كاميلا وتخرج من السيارة وقد أصيب رأسها ونزف وتبدأ في السير مبتعدة عن مكان الحادث.. إليكم التفسير : كما قلنا لقد نامت ديان شاعرة بالذنب الرهيب لأنها خططت لمقتل صديقتها كاميلا ولذلك نراها في حلمها قد تصورت كاميلا تحت التهديد بالقتل ولكن تحدث حادثة تنجى كاميلا من القتل وهذا ما يريده عقل ديان حتى تتخلص من شعورها بالذنب.. و بعدها يتواصل الحلم.. لن أذكره بالتفصيل ولكن سأخبركم بشخصياته حسب تخيلات ديان.. أولا" : ديان : تخيلت نفسها اسمها بيتى ونجد أنها جاءت بالاسم الذي رأته على صدر النادلة التي كانت في المطعم عندما كانت تتفق مع القاتل في الواقع.. ولأن الاسم حفر في ذاكرتها فقد اختارته اسماً لها في حلمها.. وتتصور ديان نفسها ممثلة شابة ذات موهبة قوية جداً وعمتها في هوليود (عمتها في الواقع ميتة) ولكن في حلم ديان نجد ديان تصورتها حية ترزق وستترك مسكنها لديان وتترك لها مبلغاً من المال حتى تتدرب على تجربة الأداء التي جاءت هوليود من أجلها.. تأتى ديان لهوليود وتذهب إلى مسكن عمتها وتجد حارسة المسكن في انتظارها وهي كوكو (كوكو في الواقع هي والدة المخرج الشاب الذي خطب ديان وهي شخصية متكبرة عاملت ديان في الحفل بتكبر، لذلك تصورتها ديان في حلمها حارسة مسكن عمتها التي تعمل على راحتها وسعادتها).. وهنا نذكر أن كاميلا بعد أن نجت من حادث السيارة فقدت ذاكرتها وتوجهت هائمة على وجهها.. حتى لمحت إمراة تعد نفسها للسفر وهذه المرأة هي عمة بيتى\ديان وفي غفلة من عمة بيتى تدخل المنزل كاميلا والتي لم تعد كاميلا، فهى إنسانة فقدت ذاكرتها ولا تعلم شيئاً.. تغادر عمة بيتى المنزل وتصل بيتى هوليود وتتوجه لمنزل عمتها.. وتجد امرأة غريبة في منزل عمتها ومع مرور الأحداث تدرك أن المرأة فقدت ذاكرتهاو تحاول بيتى مساعدتها بعد أن تختار لها اسم ريتا حتى يعرفون من هي ومن أين أتيت.. وتدور أحداث الحلم.. ثانياً : تخيلت ديان كاميلا في حلمها امرأة فاقدة لذاكرتها.. وهذا لتحاول مساعدتها ومن ثم تحاول أن تتيح الجو ليبدأ بينهما علاقة حب شاذة في الحلم (و هذا نتيجة لأن عقل ديان يرفض هجر كاميلا لديان في الواقع).. ثالثاً : في الواقع ديان ممثلة محدودة الموهبة لم تنجح في تجربة الأداء ولم تلفت نظر بوب المخرج الكبير والذي اختار كاميلا بطلة للفيلة.. في الحلم بيتى ذات موهبة رهيبة يشيد بها الجميع بينما بوب مخرج مهزوز ليس له رأى ويأخذ بأراء الآخرين (و هذا طبعاً لأن عقل ديان يرفض فكرة أن المخرج بوب لم يقتنع بموهبتها في الواقع) رابعاً : الرجل ذو الهيبة : في الواقع رأته ديان بعد خبر إعلان الخطوبة وهي ترشف القهوة مدارية لتوترها وكان هو يجلس على منضدة أخرى وله هيبة شديدة (في الحلم تيلته ديان رجل ذو سلطة وكلمة عليا نتيجة لهيبته التي رأتها في الواقع.. وله مشكلة مع القهوة نتيجة لأنه رأته وهي تشرب القهوة في الواقع.. وتتصوره في حلمها ذو نفوذ رهيب ويسعى إلى هدف واحد وهو أن تنال كاميلا رودس بطولة الفيلم وليس أحدا آخر ولذلك تصورته في الحلم يهدد المخرج الشاب آدم كيشر أنه يجب عليه أن يعطى الدور لكاميلا).. خامساً : الفتاة التي قبلت كاميلا بالحفل في الواقع : تصورتها ديان في الحلم هي كاميلا رودس الذي اجتمعت كل النفوذ لتعطيها الدور بينما بيتى هي الأحق بالدور (و هنا نجد عقل ديان يرى أن هذه الفتاة قد اختطفت منها كاميلا بعلاقة شاذة أخرى ولذلك صورها عقل ديان في الحلم بأنها تختطف الدور من بيتى).. سادساً : المخرج الشاب : في الواقع اختطف كاميلا من ديان.. لذا تراه ديان في الحلم غير ناجح مع زوجته ويتعرض للخيانة منها ويتعرض للتهديد من أناس ذو سلطة ليعطى كاميلا رودس دور البطولة.. (أى أن عقل ديان تصوره في الحلم دوماً مطارد ويتعرض للعقاب جزاء ما فعله في الواقع بأن اختطف منها كاميلا).. كما تصورته في الحلم يتعرض للإغواء من سكيرتيرته ولكنه يرفض الاستسلام لها (بينما هو في الواقع استجاب لأول إغواءات كاميلا.. وبهذا نجد أن عقل ديان تصوره يرفض الاغواء لأن عقل ديان يرفض العلاقة بين ديان والمخرج آدم كيشر في الواقع) سابعاً : راعى البقر : رآته في الواقع في الحفل.. وتصورته ديان في حلمها أنه الرجل ذو القرارا الحاسم والذي حسم الأمر مع آدم كيشر المخرج الشاب وأجبره بالتهديد أن يمنح كاميلا الدور في فيلمه.. وكانت كلمات راعى البقر أنه إذا منح كاميلا الدور لن يراه المخرج سوى هذه المرة فقط.. ولو لم يمنحها الدور سيراه مرة أخرى والتي سيقتله فيها طبعاً.. ثامناً : القاتل الأجير : في الواقع هو قاتل يعرف عمله جيداً ويحسب حساباته بدقة.. في الحلم تتصوره ديان قاتل أخرق يفسد مهماته (و هذا لأن عقل ديان يشعر بالذنب بأنها خططت لقتل كاميلا صديقتها في الواقع ولذلك تتصور القاتل في حلمها أخرق ويفسد مهماته على أمل ألا ينجح في قتل كاميلا بالواقع وترتاح ديان من عذاب ضميرها).. تاسعاً : الرجل الخائف من المجهول : رأته ديان في الواقع عندما كانت تتفق مع القاتل بالمطعم.. رأته عند ماكينة النقود ويبدو عليه الرعب من شيء مجهول.. تتصوره ديان في حلمها أنه يحلم بكابوس مزعج يرى فيه وجه قبيح يتمنى ألا يراه في الواقع ولكنه يراه فعلاً في حلم ديان ويسقط هلعاً من منظر الوجه المريع الذي يظهر له بجوار المطعم.. وهذا الوجه المريع أو هذا الكائن المخيف هو وليد عقل ديان وعو رمز للشر.. ديان تخيلت أن المجهول الذي سيخافه الرجل بالتأكيد شيء شرير وبهذا تخيلت الشر مجسد في هذا الكائن البشع.. والذي سيظهر مرة أخرى في نهاية الفيلم وسأفسر لكم ظهوره في الموعد المناسب..

حسناً.. تحليل الشخصيات هذا سيجعلكم تفهمون الكثير من الحلم إن لم يكن كل الحلم.. الآن نعود مرة أخرى إلى الواقع.. حيث توقفنا في بداية المناقشة.. حين فتحت ديان الباب لجارتها التي جاءت لتأخذ باقى أغراضها وتخبرها جارتها أن هناك مخبران سألا عليها.. تخرج الجارة وتجلس ديان لتجد هناك مفتاح أزرق على المنضدة، فتدرك أن القاتل أتم مهمته وقتل كاميلا وتفهم أن المخبران سألا عليها ليسألاها عن مقتل صديقتها.. هنا تبدأ ديان في الاختناق بشعورها بالذنب.. حسناً، سأفسر لكم الآن نهاية الفيلم السريالية بتأنى شديد.. في الحلم رأت ديان\بيتى رجل وامرأة طاعنان في السن يشجعناها في المطار وهي في طريقها إلى منزل عمتها بهزليود.. في الحلم كان الرج والمرأة المسنان رمز لعمل بيتى الجيد وعملها المبارك ونجاحها وحب الناس لها.. أى أن الرجل والمرأة هما رمز للخير والعمل الصالح في حياة بيتى.. في الحلم، الوجه القبيح أو الكائن البشع الذي ظهر للرجل الخائف كان رمزاً للشر المستطر وتجسيداً للشر.. و كلاً من الرجل والمرأة المسنان والكائن البشع وليد لعقل ديان وفي عقل ديان فقط وليس لهما صلة بالواقع.. لذا نعود لنهاية الفيلم والواقع مرة أخرى.. ديان تفهم أن القاتل قتل كاميلا وتختنق من شعورها بالذنب وهنا - ويا للروعة والعبقرية من المؤلف - تتصور ديان في عقلها الهاجس القاتل بأن الكائن البشع والذي يرمز للشر قد تغلب بقوة على الخير وبهذا نجد أن الرجل والمرأة المسنان قد تقلص حجمهما بشدة وأصبحا في حجم باعوضة.. وهذا في تصور ديان لشعورها بالذنب الرهيب فترى أن عملها الخير تقلص أمام ما فعلته من شر.. وهنا في نهاية سريالية رهيبة نجد الكائن البشع رمز الشر أحكم سيطرته على الرجل والمرأة المسنان رمز الخير وبذا يتحول عمل ديان الخيّر إلى شعور رهيب بالذنب ويبدأ في ملاحقتها أينما ذهبت.. ولذلك نجد في نهاية الفيلم الرجل والمرأة المسنان يطاردان ديان وهما غير موجودان في الواقع ولكن هذا ما يصوره عقل ديان وما تراه ديان إثر شعورها الرهيب بالذنب.. تهلع ديان تحول الهروب من شعورها بالذنب ولكن بلا جدوى فتستلقى على فراشها وتمسك بمسدس وتطلق رصاصة في فمها لتهرب من الرجل والمرأة المسنان الذين صارا في عقلها رمزاً للشعور بالذنب.. ويا لروعة هذه النهاية..

هناك نقطتان غامضة باقية سأفسرها الآن.. مسرح الصمت : هذا مكان تصورته ديان في حلمها، على أنه المكان الذي به حل لغز ما يحدث.. وحل لغز فقدان ذاكرة ريتا وحل كل الألغاز.. ونجد في هذا المسرح ساحر يصرخ بأنه لا فرقة هناك ولا أوركسترا وأن الأمر شريط مسجل.. وهنا نجد بيتى تتشنج في عنف، سأخبركم لماذا، لأن هذا الرجل يحاول أن يعيدها للواقع وأن يعلمها بأن كل هذا حلم، لا يوجد أوركسترا ولا فرقة أى أنه لا يوجد أشخاص حقيقة في هذا العالم وإنما الأمر هو شريط مسجل يعمل في رأسها هي فقط.. فتتشنج بيتى لأنها تأبى الاعتراف بالحقيقة وترغب في الهروب من الواقع.. وعندما تفتح حقيبتها تجد الصندوف الأزرق الذي بداخله يكمن حل اللغز.. وعندما تعود بيتى وريتا إلى المنزل يخرجان المفتاح الأزرق (الذي تصورت ديان في حلمها أنه مع ريتا على أمل منها أن القاتل قد فشل في قتل كاميلا بالواقع).. تختفى بيتى وتفتح ريتا الصندوق الأزرق لينكشف اللغز بانتهاء الحلم.. والعودة إلى واقع ديان.. و في نهاية الفيلم نجد مطربة مسرح الصمت جالسة وتردد كلمة واحدة هي : "الصمت" "الصمت".. إشارة إلى أن ديان صاحبة هذا العالم الخيالى قد انتهت وماتت ولن تحلم مجدداً.. لن تفعل سوى "الصمت" !.. الجثة الممدة على الفراش : في الحلم نجد جثة مشوهة الوجه ممدة على الفراش في منزل ديان.. وهذا نابع من أنه في الواقع ديان لا تعرف كيف وأين سيقوم القاتل بقتل كاميلا.. ولذلك رأت كاميلا في الحلم ميتة في منزلها وعلى فراشها ولكن ملامحها لم تكن واضحة لأنها مقتولة برصاصة في فمها شوهت وجهها.. ولذلك في نهاية الفيلم حينما حاصر الشعور بالذنب ديان اختارت أن تقتل نفسها بنفس الطريقة التي تخيلت كاميلا قد ماتت بها في حلمها..

أخيراً، نقطة جديرة جداً بالذكر.. ما هي الدلائل على أن أول 112 دقيقة تقريباً هي حلم يدور في رأس ديان.. قام ديفيد لينش بالعديد من الأمور لتوضيح الحلم وأنه حلم وليس واقعاً.. سأذكر بعض هذه الأمور.. أولاً : سنجد أن فعلاً أول 112 دقيقة بها كثير من الأحداث الغير خاضعة للمنطق مطلقاً ومنها.. أولاً : حين وقع حادث السيارة كان هناك سيارتان مسرعتان، واحدة منهما فقط اصطدمت بسيارة كاميلا.. أما الأخرى فذهبت بطريقها وكأن شيئاً لم يحدث، وهذا ليس من المنطق فكان من المفترض أن تتوقف السيارة الثانية لترى ماذا حل بسيارة أصدقائهم والسيارة الأخرى.. ولكن السيارة أكملت طريقها كأن شيئاً لم يحدث !! ثانياً : المخرج الشاب وتحطيمه لسيارة الرجال ذو النفوذ بطريقة مضحكة جداً رغم أنه واقع تحت تهديدهم.. وطريقة تعامله هو وزوجته وعشيقها حين اكتشاف أمر الخيانة كان هزلياً ولا يخضع للمنطق بتاتاً.. ثالثاً : راعى البقر حين ظهر للمخرج الشاب ليهدده.. ظهر من العدم فاشتعل ضوء المصباح، وحين أنهى كلماته اختفى لينطفئ نور المصباح من نفسه، وهذا بالطبع غير خاضع لمنطق..

ملحوظة نهائية : في نهاية الفيلم عندما تستيقظ من الحلم ينقسم الجزأ النهائى لثلاثة اجزاء :

1- احداث اليوم: عندما تستيقظ ديان وتفتح لجارتها الباب حتى تقف بجانب الشباك بعد رحيلها وتلتفت لترى وجه كاميليا وهو ننتيجة انهيار عصبى للاحساس الشديد بالذنب والذي يتضح ببراعة في تغير تعابير الفرحة على وجه ديان من الفرحة لصدمة تذكر مادبرته لصديقتها .

2-احداث أول الامس: بعد ان تصنع لنفسها كوب القهوةيحدث الانتقال لااحداث أول الامس حيث تعود ديان بذاكرتها يتضح ذلك في تغير ملابسها وكوب القهوة تحول لكوب خمر واختفاء المفتاح وهى مع صديقتها لتستمر احداث أول الامس حتى انتهاء الحفلة ليلا وذهابها نهارا لمقابلة القاتل بالامس ويتتضح من عينيها انها لم تنم ثم بعد انتهاء المقابلة مع القاتل تنام ليلا لتحلم بالحلم الطويل في مقدمة الفيلم لتستيقظ اليوم .

3- عودة لاحداث اليوم : بعد رجوعها بالذاكرة تعود الصورة بعد مقابلة القاتل بصورة الشر المتمثل في الوجه القبيح محتجزا الخير بضآلته ويخرج الخير ولكن في صورة الشعور بالذنب وهو مايفسر كبر حجم العجوزين لاحقا اثناء المطاردة , ولكن يعود المشهد اولا لديان وكوب القهوة امامها وقد حل الليل بعد تذكرها الاحداث ويبدأ طرق الباب ويرجح انها الشرطة ولكن يحدث الانهيار العصبى فيتخيل العقل مخرجه من الذنب ومن عقاب الشرطة في محاولة العجوزين (الشعور بالذنب ) مطاردتها لتنهى حياتها كحل نهائى لمأساتها ، ثم يأتى دور المخرج في النهاية كاستعراض سريع للصديقتين وهم سعيدتين حيث كانت نهايتهما في يومين متتاليين .