مستخدم:Omima12/ملعب
أسرة في العيد.
عرفت رجلاً كان يعمل مياومة في مصلحة من مصالح الحكومة ،فلما قل عليه الهمل استغنوا عنه ، و لكنه -لسوء حضه - لم يستطع أن يستغني عن الأكل ، و لا أن يقنع أولادة بالصوم ، فراح يطلب العمل في كل مكان ، و المعونة من كل انسان،فلم يجد.
و دخل عليه عيد الفطر ، وليس في يده مال، و كان -قبل نكبته بأسبوع قد وعد الكبار بالبدل ، و الصغار بالهدايا ، فسبحت أخيلة الأطفال في جو عجيب من الأحلام ، عجيب الألوان ،عبقري الصور، وأسرعت ألسنتهم الثرثارة إلى إشاعة ذلك في الرفاق و الجيرة ،فغم على الرجل الحال، واعتلج في صدره الهم و أصبح حيران لا يدري ما يقول و لا ما يفعل.
تمنى الخروج من هذا الأزق بالمرض أو الموت ، فاحتال على العلة بالجوع، فصارع النهار و الليل ،حتى فجعت عيناه ، و انسرقت قواه ،و بانت عليه نهكة المرض .
و دخل العيد -بضوضائه و خيلائه- على هذه الأسرة البائسة ، فوجدها عاكفة على سرير مريضها الموجع ، مضطرمة الأنفاس ، لهيفة القلب ، لا أمل لها إلا أن يعافى عميدها ويحيا .
فانكفأ العيد النوشان المرح، خجلان من هذا النظر الأليم ، إلى مجالي البهجة و النعيم في قصور الكبرياء و الأغنياء .
ولولا هذه الحيلة التي أنقذت هذا التعس من غير موت؛ لأشفى به الخجل و الهم على الموت مت غير مرض.