مستخدم:Radia95

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ولد الشهيد محمد العربي بن مهيدي سنة 1923 بدوار منسي من كتب التاريخ دوار الكواهي إحدى قرى مدينة عين مليلة بالشرق الجزائري بولاية أم البواقي، ينتمي الشهيد العربي لأسرة ميسورة الحال محافظة على الأصالة العربية الاسلامية، تلقى علومه الأولى في المدرسة الفرنسية في مسقط رأسه، ثم بباتنة حيث تحصل فيها على الشهادة الابتدائية، تابع الشهيد العربي بن مهيدي دراسته بمدينة بسكرة في قسم الإعدادي باللغة العربية، فقسنطينة أين أكمل المرحلة الإعدادية، في سنة 1939 التحق العربي بصفوف الكشافة الاسلامية فوج كشافة الرجاء ببسكرة، وناضل فيها بالجد والاخلاص فكان مثالا حيا في الانضباط والتفاني في العمل.

تنوعت مواهبه من محب للموسيقى الأندلسية ومشاهد للأفلام الحربية والثورية إلى هاو للمسرح والتمثيل، حيث شارك في مسرحية عنوانها “في سبيل التاج” نالت إعجاب الجمهور، وأعيد عرضها في كل من بسكرة وقسنطينة وعنابة وقالمة،  كما كان الشهيد العربي لاعب كرة قدم، فقد كان مدافعا أساسيا في فريق اتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشئته الحركة الوطنية.

عام 1942، انضم العربي إلى صفوف حزب الشعب، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية والوطنية فاعتقل إثر ذلك ومكث في السجن 21 يوما. وبعد الإفراج عنه تغير سلوكه وأصبح لا يتكلم ويناقش كعادته وكأنه يريد أن يقول لمن حوله أن هذا المستعمر الدخيل علينا يجب أن يقابل بالعنف والردع وبدونها لا يمكن طرده من أرضنا.

التحق بن مهيدي بصفوف المنظمة الخاصة، وهي الجناح المسلح لحزب الشعب الجزائري أكثر أحزاب الجزائر آنذاك معادة لإدارة الاحتلال، وفي عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وعمره لم يتجاوز 26 عام، ونائبا لرئيس التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يوم ذاك السي الطيب الوطني محمد بوضياف.

في سنة 1950 تولى محمد العربي بن مهيدي مسؤولية التنظيم لناحية قسنطينة عنابة تبسة، وذلك بعد تكليف محمد بوضياف برئاسة التنظيم بالجزائر العاصمة وضواحيها، وفي العام ذاته وقع ما لم يكن في حسبان المنظمة السرية العسكرية حيث ألقت الشرطة القبض على أحد أعضائها وتحت التعذيب الوحشي باح بأسرار المنظمة التي يعرفها، فشنت شرطة العدو الفرنسي حملة اعتقالات واسعة وزجت بأغلبية مسؤولي المنظمة في سجن البليدة، وبقيت المنظمة السرية بالأوراس بعيدة عن الخونة والمستعمر، فتم حل المنظمة واضطر العربي بن مهيدي للاختفاء عن الأنظار، ثم عاد إلى الظهور كمسؤول للدائرة الحزبية بوهران إلى عام 1953.

في شهر مارس عام 1954، تم تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل المتكونة من خمسة شبان هم: مصطفى بن بولعيد، محمد العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، رابح بيطاط، محمد بوضياف، كان العربي من بين عناصرها البارزين، ثم عضوا فعالا في جماعة الـ22 التاريخية، وأحد القادة الستة أو ما يعرف بمجموعة الست الذين قاموا بصياغة وإعداد نص بيان أول نوفمبر 1954، ونص نداء موجه للجيش الفرنسي.

أصبح العربي أول قائد لمنطقة الغرب، في شهر أوت 1956 بعد اتصالات عديدة بين محمد العربي وكريم بلقاسم وعبان رمضان انعقد مؤتمر الصومام التاريخي، الذي من خلاله تم تقييم المرحلة الأولى من الكفاح المسلح ودراسة استراتيجية جديدة للثورة قصد اخراجها إلى الساحة الدولية العالمية وتدعميها ماديا ومعنويا، ومن لجنة التنسيق كلف محمد العربي بن مهيدي بالعمليات الفدائية، حيث بدأ في تنظيم خلايا الفدى في جميع أنحاء العاصمة، فعرفت بذلك العاصمة نشاطا مكثفا في العمليات الفدائية، ونظم العربي إضرابا استمر لثمانية أيام  انطلاقا من يوم 28 جانفي 1957 إلى غاية 4 فيفري من نفس السنة.

في يوم 23 فيفري 1957 تم القبض على الشهيد العربي بن مهيدي من طرف فرقة من المظليين الفرنسيين بالعاصمة، ورغم الأساليب الجهنمية التي استعملت ضده إلا أنه أبى أن يبوح ولو بسر واحد وظل شامخ الرأس، فولاذي العزيمة وأكد رفضه في قوله المشهور: “أمرت فكري بأن لا أقول لكم شيئا”.

اعترف  الجنرال الفرنسي مارسيال بيجار بشجاعة محمد العربي فقال فيه:

“لو كانت لي ثلة من أمثال محمد العربي بن مهيدي لفتحت العالم”.

كان صباح الرابع من مارس من عام 1957م الموافق لأول شعبان 1377 هجري أخر يوم لشاب أنار سماء الجزائر تاركا وراءه من يحمل الأمانة كما هي، في هذا اليوم فقدت الجزائر أحد عظماء الثورة التحريرية وأبطالها.

في عام 2001، اعترف الجنرال الفرنسي بول أوساريس بأنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقا بيديه.

ومن أبرز أقواله:

“إذا ما استشهدنا دافعوا على أرواحنا، نحن خلقنا من أجل أن نموت، لكي تستخلفنا أجيال لاستكمال المسيرة.”

“إنكــم ستهزمون لأنكم تريــدون وقف عــجلة التــاريخ، وإننا سننتصر لأننا نمثــل المستقـــبل الزاهر.”

“إن أنا عشت بعد الاستقلال فسأنجب لك الكثير من الأبناء، وإن أنا مت يا أمي فالجزائريون هم كلهم أبناؤك.

“أريد أن أعذب حتى أتأكد أن جسدي البائس لن يخونني، أريد أن تتحقق رغبتي لأنه عندما نتحرر ستحدث أشياء فظيعة، سننسى معاناة شعبنا لنتنافس على الكراسي، سيكون هناك صراع من أجل السلطة. نحن في حرب التحرير والبعض في تونس يفكرون فيما بعد الحرب.”

“ألقوا بالثورة إلى الشارع فسيحتضنها الشعب.”