مستخدم:Rasha S Kanan/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

دور الحرب النفسية الاسرائيلة في احتلال فلسطين[عدل]


المقدمة :[عدل]

جميعنا ندرك اهمية العامل النفسي في التاثير على الاخرين ، ولكن قلة منا يدرك خطورة هذا العامل ، الذي اذا ما تم تسييسه يصبح سلاح فتاك يقضي على اكثر الشعوب قوة وصلابة ، او يساهم في بناء امبراطوريات منيعة ، فعلى سبيل المثال فتوحات جنكيز خان نجحت بسبب اشاعات المغول ان اعدادهم خرافية ، طباعهم شرسة وقاسية ؛ بغرض اخافة اعدائهم وخفض معنوياتهم ، مع العلم ان الدراسات اثبتت ان اراضي وسط اسيا لا يمكن ان تستوعب وتعيل اعداد كبيرة من السكان في ذلك الوقت !! بمعنى ان امبراطورية المغول اعتمدت بشكل كبير على قوات مدربة سريعة الحركة ، واستخدام العملاء والجواسيس والدعاية، كذلك استخدم نابليون بونابرت سياسة الحرب النفسية لتحقيق اهدافه من الغزو على المشرق العربي ، خاصة مصر اذ يتضح في رسالته التي ارسلها الى اهالي مصر انه يمارس الخداع ، عن طريق الحيل والايهام واثارة القلق ، وعرض افتراءات العدو وقضيته التي يحارب من اجلها ، كما حاول بعباراته خلق قوة جبارة لا تقهر،وهدد باستخدام السلاح، وبثَ الذعر،وحقّر من قوة العدو ، وركز على الخلافات الدينية والعقائدية والارهاب ، كل هذه الممارسات كان من شانها ان تساهم في انجاح خطته وفرض سيطرته على مصر  اضف الى ذلك فترة الحرب العالمية الثانية ؛ فقد استطاعت دول المحور ان تهيأ شعوبها نفسيا لخوض حرب عدوانية كما عرضت المانيا افلام عمليات الحرب الخاطفة لإخافة وتحطيم معنويات الدول الاخرى ، وتسبب عن ذلك ما يسمى ب" الانهيار العصبي" للامم ، بإبقائها في حالة شك وترقب وعدم يقين لما سيحدث لها غدا ، من جهة اخرى ركزت كل من المانيا وبريطانيا على استخدام الاذاعة ؛ للقيام باعمال " الشوشرة " بان تتداخل كل منهما في اذاعة الاخرى ، ومحاولة جذب اهتمام اكبر عدد من المستمعين والتاثير على معتقداتهم ، وعواطفهم ، وولائهم سواء كانوا اصدقاء ام محايدين ام اعداء .

من التجارب السابقة ادركت ( اسرائيل ) اهمية هذا العامل وتاثيره القوي على الافراد ، فشرعت الى دراسة الفرد الفسطيني ونفسيته ، وطريقة تفكيره ومعرفة نقاط ضعفه ؛ لوضع الخطط والاستراتيجيات لمحاربة الفلسطينيين على كافة الاصعدة لا سيما الصعيد النفسي ...

الحرب النفسية الاسرائيلية :

هي حرب ترتكز على تغيير السلوك الفلسطيني بوسائل غير عنيفة او ملتوية ، بمعنى ان ميدان هذه الحرب هو الشخصية والنفسية الفلسطينية، بحيث تمارس اسرائيل مخططات واستراتيجيات معدة بشكل مسبق، مثل الاجراءات الاعلامية المبطنة التي تؤثر على اراء وعواطف ومواقف وعزيمة وسلوك الفلسطيني اتجاه قضيته ،كما تعمل على شل إرادته وتفكيره وقواه المادية والمعنوية ، وتساعد على تحقيق سياسة واهداف اسرائيل في الوجود على الاراضي الفلسطينية.

اساليب الحرب النفسية الاسرائيلية :[عدل]

1- اهم اساليب الحرب النفسية الاسرائيلية ، التضليل الاعلامي ففي حرب 1967 اعلن كبار سياسي اسرائيل انهم طلاب سلام ، وان الجنود يقضون اجازتهم في هذه الاوقات، بينما في اليوم التالي قام " الطيران الاسرائيلي " بتدمير الطيران المصري برمته، واحتلال باقي اجزاء الاراضي الفسطينية بالاضافة الى الجولان وسيناء في 6 ساعات ، مما احدث صدمة نفسية شديدة عند الشعوب العربية التي استيقظت على وقع هذه الهزيمة التي حطمت كل الامال والطموح العربية والفلسطينية .

2- حاول الاحتلال الاسرائيلي ترويج الاشاعات من خلال عملائه لاضعاف الروح المعنوية للشعب الفلسطيني ورضاه بسياسة الامر الواقع وعدم مقاومة الاحتلال فقد خلق صدمة نفسية وهذه الصدمة تتمثل بايصالهم لحتمية الوجود الاسرائيلي ، واختفاء ملامح فلسطين بشكل تدريجي  عدا عن استخدام التهديد المستمر بالبطش والاشاعة وغسيل الدماغ والطابور الخامس ، ونشر اسلوب فرق تسد ، وزعزعة الامن الفلسطيني بعرض البيانات المزورة ..

3- اهتمت اسرائيل بالاعلام الذي يقلب الحقائق لصالحها ، ويغير المفاهيم والقيم حسبما تريد ، فقد استخدمت السينما للتعبير عن الظلم التاريخي الذي لحق باليهود على يد النازي هتلر ، واستفادت من هذه المنابر لكسب تاييد العالم وعطفه، كذلك ركزت على مخاطبة العالم ككل من خلال الصحف ، والاذاعة، والمرئيات، والكتب والدراسات.

4- عملت على اذاعة صيت القوات الصهيونية الدموية التي تقتل الاطفال والشيوخ والنساء ، وتدمر البيوت على رؤوس اصحابها، ان انتشار هذه المعلومات المخيفة والمرعبة بين السكان الفلسطينيين ادت الى تهجير اعداد كبيرة من سكان القرى والمدن وخاصة مناطق 1948.

5- قامت اسرئيل فعلا بالعديد من المذابح والمجازر التي نفذت بحق السكان الفلسطينيين العزل كمجزرة دير ياسين، كما تم تشكيل فرقة من البدو والدروز مهمتها اغتصاب النساء الفلسطينيات؛ لان اسرائيل ادركت مدى حساسية الفلسطيني اتجاه شرفه، فاجبر العديد من الفلسطينيين اختيار الهجرة لحماية نسائهم من الاغتصابات والانتهاكات.

6- مارست اسرائيل بحق الاسرى عمليات لغسل الدماغ ، عن طريق استخدام العزل الانفرادي في زنازين صغيرة ، وعن طريق التجويع والاذلال، والتهديد المستمر للاسير وعائلته ، هذا الامر زعزع صفوف المقاومة وهدد قوتها الداخلية ، فقد فقد الشعب الفلسطيني ثقته بنفسه وبالعالم العربي مقابل قوة الاحتلال وامتلاكه للدعم الدولي العالمي.

7- اقدمت اسرائيل على تدمير الثقافة الفلسطينية من خلال تغيير العديد من الاسماء الجغرافية الفلسطينية باسماء يهودية ، وقدمتها للمؤتمرات الجغرافية الدولية التي بدورها ارسلتها الى الهيئات الدولية والمنظمات الثقافية ودور النشر ، فهي بذلك تزيل وتدمر اكبر قدر ممكن من الادلة التي تشير الى الوجود والثقافة الفلسطينية .

اهداف الحرب النفسية الاسرائيلية :

كان للحرب النفسية اهداف عدة اهمها بث اليأس من النصر في نفوس الفلسطينيين ، وتشجيع المواطن الفلسطيني على الاستسلام، وزعزعة ايمان الشعب بمبادئه واهدافه واضعاف الجبهة الداخلية لديه، واحداث ثغرات داخل المقاومة الفلسطينية.

جدير بالذكر ان اغلب الروايات الفلسطينية اظهرت ان العامل النفسي وحرب الاشاعات كان له اثر اقوى من العامل العسكري في ترحيل الاهالي من اراضيهم، ولا زالت دولة الاحتلال تمارس الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني من اعوانها الغرب وذيولها العرب ليومنا هذا.

مقاومة الحرب النفسية الاسرائيلية :

الحرب النفسية سبيل لتحقيق التكامل الوطني والالتفاف الجماهيري داخليا ، واداة لتنفيذ سياستها الاستراتيجية ومنظومة علاقاتها ، وتفاعلاتها مع القضايا المختلفة ، تعتبر الحرب النفسية بديلا عن الحروب والمعارك العسكرية في اوقات السلم والهدن بين الدول والجماعات المتضاربة ، ادركت المقاومة الفلسطينية اهمية استخام الحرب النفسية المضادة للاحتلال الاسرائلي ، فاعتبرت ان وسائل الحرب النفسية تتكامل مع وسائل الحرب العسكرية ؛ لتحقيق الانجاز والانتصار على العدو ، وقد برز بشكل كبير

الحرب النفسية الفلسطينية ضد الاحتلال خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 :[عدل]

1- تحقق هدف كتائب القسام من الرسالة الصوتية الموجهة لجمهور الاحتلال الاسرائيلي - والتي دعت الكتائب فيها سكان تل ابيب وضواحيها بانتظار رشقة من صواريخ القسام في تمام الساعة التاسعة - بتاريخ 12\7\2014

بعد توجيه رشقة من صواريخ 80 جي من قطاع غزة تجاه تل ابيب ، مما اوقع الهلع في نفوس الجمهور الاسرائيلي .

2- بث رسائل نفسية لجنود الاحتلال المتواجدين على تخوم قطاع غزة تتوعدهم فيها بالقتل او الاسر ، او الاعاقة ، كذلك تهديد الناطق العسكري لكتائب القسام في خطاب مرئي بتاريخ 20\8\2014 ، لسكان مستوطنات غلاف غزة بالقول " يمنع على سكان ما يسمى بغلاف غزة ، والمدن القريبة العودة الى بيوتهم ، وعلى من يظل منهم للضرورة البقاء في داخل الملاجيء والمناطق المحصنة .

3- المواد الاعلامية التي نشرتها المقاومة قبيل بدء العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2014 ، كشريط الفيديو الذي بث بتاريخ 6\7\2014 تحت عنوان "فجر جديد"، يظهر في الفيديو مقاوم يصنع صاروخا في احدى ورش التصنيع التابعة للمقاومة ، الامر الذي ادى الى حالة من الاستياء والقلق في الاواسط العسكرية والامنية الاسرائيلية .

4- عملت المقاومة على توظيف صمود مقاتليها وانتطاراتهم في المعارك من خلال الافلام العسكرية التي اصدرتها المقاومة بعد انتهاء العدوان ، كالفلم العسكري " من خلف خطوط العدو" وفلم "كمائن الموت" ، والمعلومات التي سمحت كتائب القسام بنشرها عن الجنود الاسرى الاسرائيليين عبر الفلم الاستقصائي لقناة الجزيرة " رفح ..الاتصال مفقود ".

والعديد من البرامج والتقارير لقنوات فضائية اخرى ، كذلك العروض العسكرية التي عمت شوارع القطاع بعد انتهاء العدوان ، تتحدى جيش الاحتلال الذي زعم القضاء على القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية .

5- فرضت المقاومة الفلسطينية نفسها اعلاميا - كونها مصدر المعلومة الصادقة - ، وقد اعتبرها الجمهور الاسرائيلي خلال العدوان الاسرائيلي على غزة عام 2014 ، مرجعية قوية للتعرف على مجريات الاحداث اليومية ، بعد ان ضيقت الرقابة العسكرية الاسرائيلية على وسائل اعلامه المختلفة ، بقصد التكتم على اخفاقات جيش الاحتلال وحرصا على معنويات الجمهور الاسرائيلي .

6- اصبحت الاذرع الاعلامية للمقاومة قادرة على مخاطبة الجمهور الاسرائيلي بلغته ، وبما يتناسب مع معتقداته ، وميوله بعدما كان دورها مقتصرا في البدايات على تصوير وصايا الفدائيين وجنازات الشهداء ، ثم بثها عبر الشبكة العنكبوتيه .

7- تم التشويش على بث القناة الاسرائيلية العاشرة ، ووجهت عبرها رسائل نفسية للجمهور الاسرائلي ، مثل الرسالة التي بثتها كتائب القسام على القناة العاشرة الاسرائيلية بتاريخ 14\7\2014 ، وجاء فيها " ابناؤكم ليسوا اغلى من ابنائنا ، ودماء ابنائنا الزكية ستكون وقود يحرك صواريخنا لقصف كل مكان في " اسرائيل" غباء قيادتكم جعل كل "اسرائيل" تحت النار ، القصف سيطال كل مكان ، اخلو بئر السبع "، كما نجحن وحدات السايبر التابعة للمقاومة من اختراق حسابات الكترونية لشخصيات اسرائيلية مهمة ، كصفحة الناطق باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي للاعلام العربي افخاي ادرعي على موقع فيسبوك ،كذلك اختراق حسابات مصرفية ومواقع عسكرية وامنية اسرائيلية ، هذا الامر اثر على الحياة العامة في الكيان الصهيوني ، وشوش علطبيعة الروتين اليومي للفرد الاسرائيلي فيما يتعلق بالرخاء والامن .

8- قامت المقاومة لادعاءات الاحتلال حول اغتياله لقادة في كتائب القسام ونشرها بيانات تطمئن الجمهور الفلسطيني بسلامتهم ، كما ان المقاومة فضحت الشائعات الاسرائيلية على الصعيد العسكري حيث ادعى جيش الاحتلال انه قضى على القدرات الصاروخية للمقاومة فردت كتائب القسام باجراء مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة خلال العدوان الاسرائيلي على غزة 2014م تثبت فيها انها تمكنت من اعادة بناء قدراتها العسكرية الصاروخية تحت شعار" من الورش الى الميدان " وفندت المقاومة الادعاءات الاسرائيلية حول تدمير الانفاق الهجومية لعقد مقابلات صحفية مع عدد من وكالات الانباء العالمية داخل الانفاق ، مما يثبت قوة المقاومة وصمودها.