مستخدم:Rokaya Khaled Morshed/ملعب
البعث (مصر الفرعونية)
[عدل]وفقا لأساطير المصريين القدماء فإن عالَم ما وراء الطبيعة هو المكان الذى يعيش فيه الألهة و السعداء و الأشقياء. ذاك العالم الغيبى الذى يُديره اوزوريس يشمل العوالم الثلاث : السماء و الأرض و العالم السفلى. كان المصريون القدماء يُطلقون على ذاك العالم عدة أسماء منها: رو- ساتو و نفرت ايليمنت أى المحيط الجميل. إن طبيعة الكائنات التى تسكن ذاك الكوكب وكذلك طبيعته الجغرافية سَجلتها كتابات متعددة من بينها نصوص الأهرامات و كتاب المسَارين وكتاب الأموات وكُتب العالم السفلى وبعض الحكايات.
إن الموت عبارة عن إنقطاع مؤقت للحياة وليس بنهاية قطعية. تماماً مثل الألهة، يعيش الإنسان بفضل أصوله الغير مادية سواء كانت النفس "با" أو الحيوية "كا" أو الروح "أكه". منذ بداية الأمبراطورية القديمة، كان هناك أسطورتان تمثلان المعتقدات الدينية فى ما يتعلق بالحياة الأبدية. من جهه، هناك أسطورة أوزيريس التى تؤكد أهمية المحافظة على الجثة من خلال طقوس التحنيط. من ناحية أخرى، هنالك أسطورة الشمس المتعلقة برحلة المتوفى إلى أله الشمس "رع" على قارب شمسى. ومع ميلاد الأمبراطورية الجديدة، شَكلت هاتان الأسطورتان جزء من الأيمان : إله الشمس الذى يسافر عبر العالم السفلى و أوزيريس. هناك رُسومات جنائزية تمثل خارطة لذاك العالم الغامض و التى كانت تعتبر بمثابة
مرشد للمُتوفى فى الطريق الذى تتخلله العديد من المصاعب. وفقاً لكتاب الآخرة و كتاب الأبواب فإن العالم السفلى هو منطقة تحت الأرض تتكون من أثنى عشر منطقة كُلاً منها تتوافق مع ساعة معينة من الليل و كلاً منها منفصلة عن التى تليها بباب يحرسه أثنان من الحراس. إن مصير المتوفى يحدده أختبار الحكم على النفس فيدخل من نًجا إلى مملكة اُزوريس. يتخيل المصريين الاخرة كصحراء يعبرها نهر يفيض على الحقول و الأراضى وفى حقل القرابين يجد المتوفى نفس النشاطات التى كان يمارسها فى حياته فيعمل هناك و يقضى أوقات مرح و راحة. على العكس تماماً، نجد الملعونين فى أماكن مخصصة للعذاب بها حُفر من نار و بحيرات من الأوبئة.
للمتوفى أحتياجات مشابهة تماماً للأحياء وذلك لأن المتوفى يتعرف على حياة جديدة فى القبر. كما توضع صناديق بها طعام قرب الأجساد لأحتمالية عودتها مرة أخرى إلى الأرض لتتدخل بصورة إيجابية أو سلبية فى حياة الكائنات الحية. بالرغم من أن مخاوف الموتى عديدة فإن الأسلاف الخيرين يعملون كوسيط عند الالهة لطلب رحمتهم و عطفهم.
المساهمات الرئيسية فى علم المصريات
[عدل]فى مصر القديمة, كان للإيمان بالبعث أهمية خاصة حيث تشهد الكثير من الأثار كالأهرامات و المصطبات و المقابر و محتوياتها وكذلك التوابيت و المومياوات على الأهمية الثقافية للموت فى الحضارة الفرعونية.
خلال المدة التى تبلغ ثلاث مليارات عام ما بين عام3100 ق.م وعام 30 قبل ميلاد المسيح كان الكهنة المصريين قد قاموا بتنمية الأدب الجنائزى بصورة متنوعة و بشكل وفير. خلال العصر الرومانى فى مصر, فقد المصريين تدريجياً الكتابة الهيروغليفية تحت وطأة مطالب الإدارة و التغييرات الدينية (تنمية التوحيد المسيحى). خلال أكثر من ثلاثون قرناً, أصبح من الصعب على الإنسان فهم اللغة الهيروغليفية و كذلك الرسائل الدينية الفرعونية. أنتهت تلك الفترة من الجهل باللغة الهيروغليفية عام1822 بعد الميلاد أى بقدوم جين فرانسوا شامبوليون لفك شفرات تلك اللغة. قبل مجئ شامبيليون لم تكن خرافات و أساطير المصريين االقدماء معروفة حيث كان يقوم بعض المؤلفين القدماء المنتمين للحضارة اليونانية و الرومانية بتجميع بعض المصادر النصية مثل بلوتارخ و هيرودوت و سترابو و ديودوروس. أما بعد مجئ شامبوليون, فقد سمح وضع الآثار المصرية بحرم الجامعات العريقة بدراسة كمية هائلة من الوثائق الفرعونية مما ترتب عليه فهم مقصود المصريين القدماء من البعث بشكل أفضل. منذ مجئ الحملة الفرنسية إلى مصر (1798-1801) جذب كتاب الموتى أنتباه العلماء خاصة مؤلفين وصف مصر (1809-1829) الذين نشروا العديد من النسخ المطابقة للأصل. لاحقاً فى عام 1842م, نشر كارل ريتشارد لوبسيوس أول ترجمة من نسخة محفوظة فى تورين. وعندما أكتشف جاستون ماسبيرو نصوص الاهرامات عام 1880-1881 تحول الإنتباه نحو تلك النقوش الجنائزية وهى الأقدم فى الحضارة المصرية.بعد ذلك, نَشَرَ كارل لوبسيوس عام 1867 بعض النصوص المكتوبة على توابيت تنتمى لحقبة الأمبراطورية الوسطى.كما نَشَرَ بيار لاكو عدة ترجمات أًخرى بين عام 1904 وعام 1906. أخيراً, جَمع أدريان دو دوك كل ذاك فى سبع مجلدات والتى تعرف منذ ذاك الحين باسم نصوص التابوت. كانت جميع الكتب التى تتناول ما يحدث بالعالم السفلى أو كتب الأرشاد فى البعث تًعامل بإزدراء فقد تمت دراسة ما أكتشفه شامبوليون عام 1829 م نهاية القرن التاسع عشر من قبل جاستون ماسبيرو و أوجين لوفيبور و حكما عليه بأنه مبهم للغاية و قليل الفائدة. إلا أن ألكساندر بيانكوف تغلب على جميع تلك الإدعائات السلبية و بدأ فى دراسة ما سبق بشكل منهجى عام 1930 م و تابع إريك هورنونج ذلك العمل. منذ ذلك الحين, تعد تلك الإرشادات مصدر هام لفهم ما يعنيه البعث بالنسبة للمصريين.
أهم الكتابات الجنائزية
[عدل]تًعد نصوص الأهرامات أقدم مجموعة محفوظة للكتابات الجنائزية فقد حفرها أوناس داخل أهرامات حُكام المملكة القديمة منذ حوالى 2350 عام قبل الميلاد. لم يتم تحديد المكان الذى يبعث فيه المتوفى إلا أنهم يؤمنون بأن الملك بعد موته يصعد إلى السماء و يجلس بصحبة الآلهة.
عن طريق الرسومات و الكتابات على حوائط المقبرة يتم إرشاد الفرعون إلى أماكن إقامته الجديدة كما تنبهه بعضها إلى المخاطر التى قد يواجهها و كيفية تجاوزها. ذلك المكان الغيبى يقع بلا شك فى السماء وهناك العديد من الكتابات التى توضح وسائل الوصول إلى هناك كالسلالم و الغيوم و أشعة الشمس و كذلك الطيور. تشبة المناظر الطبيعة المرسومة إلى حد كبير تلك الموجودة بمصر حيث تشق القنوات و البحيرات و جداول المياه السماء و يعتمد الإنتقال من ضفة إلى اًخرى على المعدية. كما ذًكرت أسماء عدة مدن وكذلك بعض الأراضى الزراعية و المستنقعات.
سُجلت نصوص التابوت بمقابر ملوك مصر الوسطى تحت حكم الأسرة الحادية عشر و الثانية عشر. حينها, كانت الطبقة الحاكمة تنظم الأحتفالات بالبعث وذلك إلى جانب العائلة الملكية. وكما يُذكر فى نصوص الأهرامات, تشبه الآخرة المناظر الطبيعية التى بمصر إلا أنهم يتصورونها محفوفة بالمخاطر. يدخل المتوفى إلى دائرة الشمس حيث يظهر أوزوريس بصورة أوضح. يُعرض كل متوفى إما على أوزوريس نفسه أو على مساعده. كما يُعتبر كتاب المسارين ضمن هذه المجموعة كما يُعد أول مثال مصرى معروف لوصف الآخرة. إن السماوات هى وجهة المتوفى إلا أن منطقة أتباع أوزيريس هى التى يتركز عليها الوصف. يواجه المتوفى عدة عقبات مثل الجدران المحترقه أو وجود سبع بوابات يشرف عليها حراس غاضبون. كما يكون هناك طريقان يقودان المتوفى نحو أوزيريس أحدهما طريق تُرابى و الأخر مائى, أحدهما مشمس و الآخر يُضيئه القمر و هذان الطريقان لا يتقاطعان بل يفصل بينهما جدار نارى.
نُشر كتاب الموتى بجميع أنحاء مصر أثناء حكم البطالمة وكانت طيبة هى مركز أنتشاره وكان الهدف منه حماية المتوفى من المخاطر التى قد يواجهها فى الآخرة. لا يُعد ذالك الكتاب وصفا ً جيوغرافياً لذاك العالم الغيبى فقط بل هو بمثابة مساعدة عملية و عون للمتوفى حيث ذُكرت أسماء عدة أماكن و شوارع و التلال و حقول الجنان و المحاكم....إلخ. إن الرسوم التوضيحية مهمة للغاية إذ أنها دائماً ما تكون مصحوبة برسم تكميلى للنص. يوجد بالمتحف البريطانى نماذج لأوراق البردى تُعد الأجمل فى العالم.
كتابات العالم السفلى
[عدل]تُعد كتابات العالم السفلى مزيج يجمع بين الرسوم التوضيحية و النصوص وقد اُعدت خلال فترة حكم الإمبراطورية الجديدة. تتواجد تلك الكتابات فى المقابر الملكية بطيبة و كذلك على جدران المقابر بوادى الملوك. كما نجد فى منتصف جميع تلك الكتابات مسار للشمس عبر الظلام ينفذ من المنطقة الغيبية بعالم البعث. كما يُعد كتاب الآخرة و كتاب البوابات الأقدم فقد نُظما وفقاً لعدد ساعات الليل الأثنى عشر كما أنهما يعرضان رحلة الإله رع عبر العالم الآخر. ويُمَثل الإله رع على صورة رجُل له رأس كبش و يجلس فى قارب ونجد أن الأراضى التى يعبرها تكون أحياناً خصبة و أحيانا اُخرى تكون صحراوية. كما أن حافز القتال ضد الثعبان أبوفيس يحظى بأهمية كبيرة فى هذان الكتابان.
نجد أيضاً كتاب المقابر الذى ينقسم إلى ستة أقسام يُرمز فيها إلى الشمس بشكل قرص و لايظهر القارب الشمسى سوى فى آخر مشهد. إن الموضوع الأساسى هو رحلة الشمس الليلية بالعالم الآخر كما فى الكُتب الاُخرى إلا أن فى هذا الكتاب تُعتبر شخصية أوزيريس أفضل. كما أن إيجاد الإله رع لجثة أوزوريس فى تابوت يُعد موضوع أساسى. إن كتاب الأرض يُشابه الكُتب التى سبقته حتى وإن كانت به أختلافات واضحة إلا أنه هو أيضاً لا يهتم بالوقت وكذلك بذكر القارب. نرى أن هذا الكتاب ينقسم لأربعة أقسام إلا أن تقسيمته مربكة. إن أوزيريس و تابوته يلعبان دوراً هاماً و كذلك تحولات رع.