مستخدم:Thus unless I have a lot

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

اغرب اعلام الدول


مهمة أي عَلم هي تكريم تاريخ الشعب الخاص به وثقافته، سواء عبر الألوان أو الشعارات التي تميزه عن أعلام الدول الأخرى، وتلعب الشعارات على الأعلام الدور الأكبر في تمييز الهوية الثقافية للبلد، لكن هناك أعلام تبدو للوهلة الأولى أنها غير عادية، إلا أنها تكشف عن شعارات ورموز ثرية ومثيرة للاهتمام، نستعرض بعضًا منها في السطور التالية.

نيبال.. مثلثان يغنيان عن المستطيل[عدل]

كانت عشرات الممالك المستقلة موجودة في شبه القارة الهندية في جنوب قارة آسيا قبل فترة السيطرة البريطانية هناك في القرنين السابع عشر والتاسع عشر، وتنوعت أعلام الدول والممالك، وعادة ما أشارت رموز الأعلام إلى الأسر الحاكمة، بما في ذلك نيبال، واختفت أغلب تلك الأعلام عندما بسط البريطانيون سيطرتهم على أراضيهم؛ لكن لم يطل الاستعمار البريطاني نيبال التي ظلت مملكة مستقلة ذات سيادة، رافعة علمها التقليدي، الذي يعود تصميمه الأساسي إلى قرون.

جمهورية نيبال الديمقراطية الاتحادية هي دولة تقع في جبال الهملايا، بين الهند والصين، صاحبة العلم المختلف الوحيد في العالم؛ ليس مستطيلًا ولا مربعًا، بل مكونًا من مثلثين، وذلك لأن أعلام الديانة الهندوسية مثلثية، والأعلام المثلثية طبيعة ثقافية للغاية في هذا الجزء من العالم.

العلم النيبالي ذو خلفية حمراء قرمزية، ويشير اللون الأحمر إلى زهرة الرودودندرون وهي زهرة وطنية في نيبال، ومحدد بلون أزرق في إشارة إلى السلام والوئام، أما المثلثان فهما في الأصل يرمزان إلى جبال الهيمالايا؛ لكنهما الآن يدلان على الهندوسية والبوذية، الديانتان الرئيسيتان في نيبال، يحمل المثلث العلوي الأصغر قمرًا وهلالًا، أما المثلث السفلي فيحمل شمسًا، ويقال إن القمر والشمس يعبران عن الأمل في أن تدوم الأمة مثلهما.

ألبانيا.. علم إسكندر بك لا يزال يرفرف[عدل]

عام 1443م، ظهر بطل وطني في ألبانيا، وهو جورج كاستريوت أو إسكندر بك، والذي تحدى العثمانيين الذين كانوا يحكمون ألبانيا، وقاد تمردًا ضدهم، ورغم أن جيشه كان صغيرًا وغير مسلح مثل العثمانيين؛ إلا أنه استطاع مقاومة الإمبراطورية العثمانية، واستقل بألبانيا، لكن بعد موته عادت الإمبراطورية العثمانية وأحكمت قبضتها علي ألبانيا حتى عام 1912.

ألبانيا هي إحدى دول إقليم البلقان الواقع في جنوب شرق أوروبا، وتصميم علم ألبانيا الحالي يعود بشكل كبير إلى علم إسكندر بك، والذي حمل علمًا لونه أحمر وعليه نسر أسود، والعلم الحالي مشابه إلا أن النسر أصبح ذا رأسين، واستخدم النسر رمزًا للأمة الألبانية، أما كونه برأسين فذلك لأن ألبانيا كانت تتبع الإمبراطورية البيزنطية.

اختير النسر لأن الألبان أطلقوا على بلادهم في العصور الوسطى اسم «أربير»، أو «أربين»، وسموا أنفسهم «أربيريش»، أو «أربنيش»، ومع بدايات القرن السادس عشر استبدلت التسمية «أربيريا» و«أربيريش» تدريجيًّا بالتسمية «شقيبيريا»، و«شقيبتاري»، والتي تعني «أرض النسور» و«أبناء النسور».

أسد سريلانكا لا يموت[عدل]

تقول الأسطورة إنه حين وصل فيجايا، أول ملك على جزيرة سريلانكا إليها، قادمًا من الهند في عام 486 قبل الميلاد، أحضر معه علمًا يحمل رمزًا لأسد، ومنذ ذلك الحين لعب رمز الأسد دورًا مهمًا في تاريخ سريلانكا، واستخدام الأسد على نطاق واسع من قبل الملوك الذين اتبعوا الملك فيجايا، وأصبح رمزًا للحرية والأمل.

عانت جزيرة جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، وهي دولة جزرية تقع في شمال المحيط الهندي جنوب شبه القارة الهندية، في جنوب آسيا، من السيطرة البريطانية عليها عام 1815، ونكس البريطانيون علم الأسد حتى استقلالها عام 1948، ونظرًا إلى مرور كل هذه الأعوام؛ نسي السريلانكيون تصميم علمهم الأصلي، لكن حركة الاستقلال الوطنية في سريلانكا، استعادت رمز الأسد من العلم الأصلي القديم المحفوظ في بريطانيا.

في عام 1948، شكلت لجنة لوضع العلم الوطني في سريلانكا، ودارت مفاوضات حول بقاء الأسد رمزًا لأغلبية السكان السنهاليين، وأقر بالأسد رمزًا للعلم عام 1951، مع إضافة بعض التغييرات، وُضع شريطان رأسيان، أحدهما أخضر ليمثل المسلمين، والآخر برتقالي ليمثل التاميليين، ووضع اللون الأصفر حدًّا للعلم بأكمله ليمثل الثقافات الأخرى، وتضمنت اللوحة التي تضم الأسد، أربعة أوراق من شجرة التين المقدسة، إشارة إلى البوذية، أما الأسد نفسه فيرمز إلى شجاعة سكان البلاد وقوتهم، والسيف كناية عن سيادة البلاد واستعدادها للقتال من أجل استقلالها.

الأرجنتين.. هنا إله الشمس[عدل]

كان ثوار الأرجنتين في مطلع القرن التاسع عشر، يرتدون قبعات عليها أشرطة ذات لون أزرق فاتح، لون السماء، واللون الأبيض، حين نجحوا في إجبار نائب الملك الإسباني في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على تسليم السلطة للحكومة المحلية، لذا لم يكن غريبًا أنهم حين حصلوا على الاستقلال في عام 1812، جعلوا علمهم مزينًا باللونين الأزرق الفاتح أعلى العلم وأسفله، وفي المنتصف اللون الأبيض.

في البداية كان هناك صراع بين أولئك الذين أرادوا الأرجنتين دولة واحدة مركزية، وبين الذين فضلوا الحكم الذاتي للمقاطعات الفردية، والتي كانت للكثير منها أعلام خاصة بها، وكان علم مقاطعة بوينس آيرس يمثل الاتحاد الأرجنتيني عمومًا في المجال الدولي. وفي عام 1860، أسس التوحيد النهائي العلم ذا اللون الأزرق الفاتح والأبيض علمًا وحيدًا للبلد بأكملها، مع الشمس الذهبية.

الشمس التي تحمل وجهًا إنسانيًّا في علم الأرجنتين تعرف بـ«شمس مايو» الذهبية، وأضيفت إلى العلم عام 1818، وفي إشارة إلى أحداث مايو (آيار) عام 1810، والتي اندلعت فيها المظاهرة الجماهيرية الأولى المطالبة بالاستقلال، وكانت الشمس إشارة إلى إشراق الشمس عبر الغيوم، وأيضًا أشارت إلى إله الشمس «إنكا» المعروف في إمبراطورية الإنكا القديمة، والتي بنتها شعوب من الهنود الحمر في منطقة أمريكا الجنوبية.

المصدر : www.sasapost.com