نقاش:جيت كون دو/أرشيف 1

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أرشيف هذه الصفحة صفحة أرشيف. من فضلك لا تعدلها. لإضافة تعليقات جديدة عدل صفحة النقاش الأصيلة.
أرشيف 1


جيت كون دو

ها قد حان الوقت لشرح واعطاء صورة واضحة عن فن الجيت كون دو الذي اشرنا اليه سابقا والذي اخذنا منه الكثير من قواعد واسس القتال . يعتبر بروس لي مؤسس هذا الفن والذي يقول انا لم اتي بجديد ولكني جمعت كل م هو مفيد وفعال في الفنون القتالية باسلوب بسيط ، او كما يضرب مثالا على ذلك فيقول النحات لا يضيف دوما طينا جديدا ، وانما يجمع باقي الطين في الحافات وزوايا ما ينحت ثم يستفاد منه في النحت . وهكذا لا يعتبر الجيت كون دو اضافة جديدة وانما هي خلاصة الفنون القتالية باسلوب سهل فعال . مارس (بروس لي) كل الفنون القتالية الكلاسيكية تقريبا ، ودرس نواحي الضعف والقوة فيها والجانب الواقعي والخيالي فيها ، وما تعطيه من اهمية لكل من الجانب القتالي والواقعي والجانب الخيالي الاستعراضي ( الكاتا ). فوجد ان كل الفنون القتالية تعطي للاستعراض حوالي 70% من جهد اللاعب و 30% الباقية تعطى للقتال ، وهذا يعتبر هدرا واضحا في الوقت والجهد اذ ان كل من يمارس القتال يجب عليه الاهتمام بجانب الدفاع عن النفس لا باساليب الاستعراض والقتال الوهمي التي قد تحدث او لا تحدث في الواقع، كما جرب استعمال تلك الفنون في واقع الحياة التي عاشها في ( هونغ كونغ ) والمليئة بالعصابات ومهربي المخدرات ، واخفق في كل محاولاته التي استخدم فيها تلك الفنون ووجد ان كل المباديء والتعاليم المتزمته تنمحي من الذاكرة وقت الاحتدام . لذلك ظل يفكر في اسلوب عملي واقعي لا ينسى في الشدة ، ووجد ان افضل اسلوب هو اسهل اسلوب . وجرب ذلك مرة ونجح ، فقال ( دعوني اقاتل بما امليه على نفسي بطريقتي لا بالتقمص ). وبدأ يجمع كل ما هو سهل ومؤثر وعملي من كل اساليب الدفاع التي درسها وتدربها ، ظل يركز على الجانب المباشر والبسيط الخالي من التعقيد التكنيكي والذي يحتاج الى وقت طويل للتفكير والاداء . كانت وجهة نظر (بروس لي) هي عدم اطلاق اية تسمية على ما جمع من بقية الفنون القتالية بذلك الاسلوب المباشر الفعال . لانه كان يعتقد انه بذلك يضعف فنا كلاسيكيا اخر الى الكم الهائل من الفنون لذلك في بداية الامر لم يشأ اطلاق ايع تسمية عليه وظل يعرف باسم (اسلوب بروس لي في القتال) الا ان صديقه (دان انسانتو) بعد الكثير من المناقشات حول ذلك قرر تسمية هذا الفن لتبدو معالمه لمن يمارسه وليتميز عن باقي الفنون ، وتمت التسمية لمجرد المعرفة وليس لجعله شكلا كلاسيكيا اخرا من القتال فهو كما يقال (انه اسم فقط) واطلق قضية التطوير والزيادة على هذا الفن الى كل مبتكر حر يفهم هذا الفن بعقل مفتوح وخيال واسع دون المساس بالاسس والقواعد له، والتي منها يتم التطوير والابداع والتجديد . استمر (بروس لي) يبحث لسنوات عن اقوى شيء مادي في الوجود يرتكز عليها في الصفات وياخذ منه ما يحتاج لتقوية اساليبه القتالية والفلسفية وبعد سنوات وجد ان (الماء) هو اقوى شيء مادي واخذ يبحث عن صفاته فوجد انه يدخل في كل شيء كمياويا ( وجعلنا من الماء كل شيء حي) صدق الله العظيم . كما انه شفاف لاتراه ، ولاتستطعمه ، وهو اقوى ما يمكن اذا بث بشكل مجمع وباتجاه واحد ولايمكن لشيء ايقافه ، كما انه لا يوجد شيء اجمل منه في حالة هدوءه وسكونه كما نراه في البحار هادىء . ولا يمكن ان تمسكه بيدك ، او تصده او تمنعه ولا يمكنك ايضا ان تضربه . ومن هنا اسس فلسفته الشهيرة بفلسفة الماء واصبح يعلم تلاميذه ذلك بقوله ( كن كالماء لايضرب ، لايمسك ، لايمنع) ومنها اشتق الكثير من التعاليم التي تدعوا الى عدم تحديد الفكر والادوات والقابليات الجسمية والذهنيه ونشأ فلسفة اللاحدود . بهو يقول (استخدم اللانظام نظام واللا حدود حدود) اي انه الحد الذي يجب ان تضعه هو اللاحد اي عدم الوقوف عند اي رقم ، او زمن، او قياس ، او مرحلة ، او شكل ، او اتجاه الخ .... كما ان النظام الذي تسير عليه يبدو لمن يراه هو اللانظام اي انك تظهر الشكل الغير منظم لمن يراه وانت في الوقت نفسه ترتكز الى نظام مرتب منظم في ذهنك تعرفه انت فقط . وكل رجل (جيت كون دو) له نظام يخصه يتالف مع طبعه وامكاناته المادية والمعنوية والنفسية ويتماشى مع واقع حياته هو وبما ينسجم وطبيعته وغاياته . انه تحديد من غير تحديد، انه قيد من غير قيد، انه نظام بلا نظام، انه قتال بلا قتال، انه أنسجام بلا أنسجام، انه سهل من غير سهولة، انه أبداع من غير أبداع، انه تجديد من غير تجديد،انه الحياة باشكالها المختلفة ولكنها تفور وتلى ولاتسكن، انه اللانمطية، انه اللاتكرار، انه اللاتشابه، انه اللاملل، انه اللاوقوف، انه اللاعجز .....

لشد ما آثر في هذا الفهم الذي أختطه (بروس لي) من غير أن يعلم أنه أقرب ما يكون الى الدين الاسلامي والى فهم ما جاء في القرآن الكريم عن الحدود واللاحدود وضرب الله مثلأ في أكثر من آيه في القرآن لمن اراد أن يتامل ويطلق العنان لفكره ويستنير من نور القرآن لتنوير ظلمة نفسه وفكره المحدود .

فالله سبحانه يضرب مثلأ لعدم نفاذ كلماته بقوله ((قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)) ويكرر المثال في آيه أخرى بقوله سبحانه ((ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام، والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله أنه عزيز حكيم )) . انه صراع الحدود واللاحدود انه صراع اللا مطلق مع المطلق انه صراع القوة الصغيرة مع القوة اللامتناهية انه صراع ما يمكن ادراكه مع ما لا يمكن ادراكه انه صراع الظل القريب مع الافق البعيد... .وكأن الله سبحانه وتعالى يقول لمن يريد الفهم أطلق عقلك وأفتح قلبك وانظر . هل يمكنك أن تدرك كم كلمة يمكن للبحر أن يكتب لو كان حبرا، كم قلمأ يمكن ان يصنع لو كانت الاشجار أقلامأ دون قيد ان كانت كبيرة أو صغيرة أو تصلح أو لاتصلح فالتعبير (شجرة) مطلق . أي يشمل كل ما يسمى شجرة، وأنظر لو حاولت أن تعد الكلمات التى يمكن كتابتها من صرف محبرة واحدة كم ستكون!؟ فكيف اذا كان البحر من بعده سبعة ابحر!؟ يالله انه شيء فوق الادراك بكثير،علنا نتعلم ونفهم ونفتح عقولنا المغلقة باقفال المادية وضغوط المتطلبات . ومن هنا أيضا نشأت فلسفة التضاد أو النقيدض للنقيض ، وأتخذ (بروس) من الشكل الرمزي القديم للصراع الذي تجده مرسومأ دائمأ على جدران المدارس أو الارضيات في الصين وقاعات القتال في هونغ كونغ ، أشارة الى فنه بعد أن أضاف السهمين المتعاكسين له . كان هذا الرمز ولايزال يمثل النقيضين المتصارعين في وحدة الحياة الواحدة، والشكل النصفي يمثل قطرة ماء متجهة الى جهة والاخرى بنفس الحجم ولكن تعاكسها في الاتجاه واللون، كما أن أحدهما قد أخذت بعض من الاخرى بنفس المقدار فاذا عاد هذا الجزء الى مكانه تكاملت القطرة أي أن الصراع كأنما يدور حول التكامل وأسترجاع ذلك الجزء المسلوب من قبل الطرفين . وأختيرت قطرة الماء لانها تمثل الجزء الداخلي في تكوين كل شيء كما أشرنا الى ذلك آنفأ ولانها رمز الحياة، كما أن الدائرة تمثل دورة الحياة . أستخدم هذا الرمز في الكثير من أساليب التعبير عن الصراع والتضاد والنقائض، فالتشكيليون يستخدمونه في التضاد اللوني وأختيار اللالوان، والفلاسفة والاجيناعيون يستخدمونه للتعبير عن الصراع الاجتماعي والجنس ، والروحانيون يستخدمونه للتعبير عن الروح والجسد وما شابه الخ .... ونحن هنا نحاول اعطاء اكبر مفهوم ممكن لمعنى هذا الشعار ... فلو رمزنا للون الاسود بانه الليل فسيكون اللون الابيض هو النهار والنقطة البيضاء فى وسط اللون الاسود تمثل الامل في ان ياتي النهار والنقطة السوداء التي في وسط اللون الابيض هي الامل في ان الليل سيأتي ، ولو رمزنا الى الشر باللون الاسود فسيكون الابيض هو الخير،وستكون النقطة البيضاء في وسط اللون الاسود هي الامل في تحويل الشر الى خير أو هي أنه لايوجد شر مطلق لابد من وجود بقعة من الخير في وسط الشر ، وبالعكس يحدث اذا رمزنا للنقطة السوداء فى وسط الخير وهكذا . وعند ذلك يمكننا أن نرمز لكل نقائض الحياة من ضعف وقوة ومن قبح وجمال ومن حب وكره ومن سهل وصعب ومن غنى ومن فقر ومن فاسق وخلوق ومن سخي وبخيل ومن جاهل وعليم ومن ميت وحي ومن نائم ومتيقض ومن مبصر وأعمى ومن يائس ومؤمل ومن كسول ونشيط ومن عاجز وقادر ومن مؤمن وكافر ومن ذكر وأنثى الخ*٠٠٠ هذه هي متناقضات الحياة التي منها خلقها الله سبحانه وتعالى ، وجعل لكل شيء ما يناقضه ، ويعاكسه في الاتجاه والطباع والغايات وهي بالرغم من ذلك مستمرة ، تتوقف وتتبدل المكانات بين النقيض للنقيض، فالليل يصبح نهارا والخير يصبح شرأاأحيانأ والشر يصبح خير أحيانأ والضعيف يصبح قويأ أحيانأ والقوي يصبح ضعيفأ أحيانأ والفقير يصبح غني والغني يصبح فقير أحيانا، وهكذا تتبدل المواقع مع استمرار حركة الحياة، والتي رمز لها (بروس لي) حين أضاف السهمين المتعاكسين حول الشعار ليدل على الاستمرارية وتغيير المواقع. وعلى هذا الشكل الهندسي بقيت معظم خطط قتال (الجيت كون دو) عند دراستها بتمعن وعمق ، وهي تلخص وتوضح في آن واحد الكثير من أساليب الخطة في الهجوم والدفاع في (الجيت كون دو) ... ومن كل تلك المعاني الواسعة التي قد يحتويها ويمثلها هذا الرمز ،كان اكثر المعاني تأثيرأ في نفسي ،هو الرمز للتكوين الانساني العجيب الذي خلقه الله بجمع الروح مع الجسد فلو رمزنا للروح باللون الابيض والجسد باللون الاسود والدائرة هي الكيان الانساني لوجدت ان الانسان يتكون من مزج الروح بالجسد لتكوين النفس الانسانية ذات الطباع العجيبة ، والتي يحتار فيها المرء اذا لم يدرك عجيب تكوينها الذي فطره الله سبحانه وتعالى ، فالنفس هي حصيلة الجمع بين مطالب الروح السامية التي تدعو الانسان الى الارتفاع والتنزه عن كل رذيلة ودنيئة وهي متطلعة أبدا الى الاعلى الى الباريء الى المكان الذي اتت منه وتحاول حمل ذلك الجسد المثقل المخلوق من أديم الارض (الطين) والذي يدعو صاحبه ابدا الى الارتكاس والالتصاق بالوحل وبمتطلبات اللذة والشهوة العارمة التي لاتقف أمامها كل حواجز العقل ومقتضيات المنطق السليم ،ومن هنا ينشأ الصراع داخل ذلك التكوين الانساني العجيب ،فالروح تحمله الى الاعلى الى الخلود الى الراحة الى الامان الى التسليم والسلام والسلم مع كل الكون . والجسد يحطه الى الاسفل الى الرغبة الى الطمع الى الجشع الى الانحطاط الى الانانية الى الاسفاف الى التخريب الى الكفر الى العصيان الى....الى...الخ. والعاقل بين كل ذلك من لزم نفسه والزمها مكانها وعرفها قدرها وعصمها وقادها الى كل ما يرفعها وينزهها ،بالين والترفق في الطلب ،وحد الحدود ،واعطاء الحقوق ، دون هدر أو تقتير أنه العدل أنه العيش بأنسانية الانسان ، لابروح الملك ولابجسد الحيوان بل بالانسان (نفخة الروح وثقلة الطين) هذا هو الانسان.

بقي ان نفهم ان هذا الرمز لاينتهي الحديث فيه مهما تكلمنا،فهو جامع لما قد يدور في خاطرك ، وما لايدور فخذ مما أشرت اليه و أمزج ما تريد تمثيله وأنظر فسترى المثل......