نقاش المستخدم:محمد نمر المدني

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

<div class="boilerplate metadata" id="مشوار المليون مقالة يبدأ بكلمة .اثري ويكيبيديا العربية بمعرفتك فهي تحتاجك ." style="background-color: #FFCCCC; border: 1px solid #CC0000; margin: 0.5em; padding: 0.5em;">

مشوار المليون مقالة يبدأ بكلمة .اثري ويكيبيديا العربية بمعرفتك فهي تحتاجك .

المسلم الغائب!

الكاتب محمد نمر المدني

المسلم هو وحده الشخص الغائب عن هذا العصر بكامله. فهو الغائب والمغيب, وبصراحة فكثيراً ما أبحث عن هذا الشخص فلا أجده في المجتمعات العالمية كلها. قد يصادفني شخص فأكتشف بأنه شبه مسلم, وألتقي بآخر فأكتشف بأنه نائم مسلم, وألتقي بثالث فأكتشف أنه من سلالة عائلة مسلمة. لكن من نحن اليوم؟ وأين نحن اليوم؟ أين ظلّنا على هذه الأرض؟ وأين ألسنتنا لتدافع عن نفوسنا؟ لكن أية ألسن وأية نفوس أتحدث عنها هنا؟ فبقايا المسلمين هم الشعب الوحيد في الدنيا الذين يعمّ بين أفرادهم: الكره والغيرة والحسد والحقد والرمي والقتل ...و..و..و.. ومقابل ذلك كله فأجد أن كل غير المسلمين يسود بينهم التحالف والحب وال لا شيء من هذا موجود, ولم أعثر عليه في أية قصاصة الكترونية أو ورقية ولا في أية رسالة خليوية. لنفترض بأنني أبالغ في كل ما أقوله, ولأفترض بأن المشاهد التي عرضتها الجزيرتين العربية والإنكليزية عن المجزرة في نيجيريا, هي التي آلمتني وزرعت في نفسي هذا التشاؤم. ولأحاول أن أستحضر شهودي وأدلتي, فأنا أهزأ بأولئك الذين يزعمون تحضير الأرواح والشياطين. الفيلم الذي أعادت عرضه قناة الحوار, وناقشت الناس على الهواء, يظهر جريمة إبادة حقيقية في وضح النهار, إبادة لمسلمين ضعفاء وفقراء وبعضهم معاقين ومرضى.. وقيل بأنه أبيد هناك حوالي مائتي مسلم.. لكن هذا الرقم غير مؤكد.. ومن المحتمل أن يكون عدد الذين أبيدوا بنفس الطريقة بضعة آلاف. فتلك كانت حملة حكومية منظمة ضد المسلمين, ومدعومة من الخارج. لكن من هو ذلك الخارج؟. بالتأكيد ليس ما يعنوه أهل الشام بالعامية حين يقولون (الخارج). فالصهاينة يدعمون حكومات في أفريقيا, وهم يصرحون بذلك. والأمريكيين يدعمون مشاريع سياسية بعيدة الأفق في القارة السوداء. لكن أليس من المحتمل أيضاً أن يكون هناك أسماء أخرى يمكن ضمها لهذا الخارج؟. أنا أقول هناك الكثير من الأسماء. وليست مهمتي أن أحث عنها هنا. لكن تعالوا لنعود معاً إلى الوراء عقد من الزمن. فقد احتجز مجاهدي حزب الله جثتي إرهابيين صهيونيين. واحتجز مجاهدي حماس إرهابياً صهيونياً واحداً. ألم يطالب بهم العالم كله.. ؟. ألم يذكرهم أوباما في خطابه التهديدي الذي وجهه إلى العالم الإسلامي؟ .. لقد شنّ الصهاينة حربين عنصريتين بحجة البحث عن أولئك الإرهابيين القتلة. لكن اليوم. من المسلمين اكترث لإبادة الآلاف في نيجيريا؟ ومن طالب بتحقيق دولي؟ ومن جرؤ على ذكر تلك الهولوكوست؟ في المجتمع العربي نفسه نجد أشخاصاً لا يكترثون مطلقاً بذلك الخبر كله. وقد نجد قلة يقولون في أنفسهم لايهمنا هؤلاء. وقد نجد أشخاصاً يتألمون لما حدث. وسيكون هؤلاء المتألمين هم خيرة الناس في حين أن التألم والألم لا يكفي ولا يصنع شيئاً بل هو (يزيد الطين بلّة), لأن أعداءنا الذين قتلوا أبناء ديننا هناك, في نيجيريا والعراق وأفغانستان وباكستان والهند والصين, وفي غزة وجنوب لبنان, كان هدفهم أن يتألم المسلمين. وهذا ما فعله عموم المسلمين فاستجابوا للخطة وتألموا كما سمح لهم وكما أذن لهم.!. لكن هل نحن مقطوعين من شجرة؟. أرجو ألا يكون الجواب نعم. فنحن لسنا لقطاء تم جمعنا من الأزقة ليرمى بعضنا بالرصاص في أكوام في الأزقة.!.. وباختصار أريد أن أطالب حكومتين إسلاميتين بأن تقولان صراحة ووضوحاً, وأن تعربان عن موقفهما من مجزرة الإبادة في نيجيريا. أطالب حكومة العربية السعودية وحكومة طهران الإسلامية بأن تفعلا شيئاً حقيقياً. شيئاً هو تصرف حقيقي. ورد فعل حقيقي. ومطالبة حقيقية بمعاقبة أولئك العنصريين السفلة. ففي مثل هذا الحدث الرهيب لا يمكن قبول سكوت هاتين الدولتين, ولا يمكن قبول التأخر في ردة الفعل ريثما يكون الناس قد نسوا ما حدث.!. ولأننا اليوم في القرن العشرين. فلا خليفة ولا والي في هذا الزمان. ولأنه ما من معتصم تستجير النساء به, فمن الطبيعي أن يتولى أمر الدفاع عن المسلمين حكومات إسلامية. وبالطبع فأنا لا أقصد أن يمنح المسلمين حفنة من المال ولا علب لحوم ولا عبوات ماء. إنما أقصد شئون المسلمين الحقيقية. أرواحهم ونفوسهم وكرامتهم وأمنهم!. الحرب اليوم واحدة, وجبهة القتال واحدة. ورغم أن بعض الجهلة عندهم ظنون بأن الحرب سوف تستثني البعض وتبيد البعض الآخر. فذلك ليس جهل فحسب, بل هو امتناع عن الاعتراف بالوجود. الحرب تستهدفنا جميعاً, أي كل من كتب على بطاقته أنه مسلم أو عربي. فنحن بفضل التجهيل الذي مورس ضدنا نعتقد بأن البعض منا سينجو بنفسه. وهناك أشخاص يعبّرون عن كرههم لي بسبب هذا المقال, ويبحث آخرون عن انتمائي وهويتي ليتمكنوا من إدانتي. وفي الطرف الآخر (زعران) يتباهون بالحقد على الحوثيين. وآخرين يتباهون بقتل الحوثيين. وآخرون يتقاتلوا في الصومال وحولها. وفي العراق وأفغانستان أيضاً يقتل المسلم مسلماً. رغم أنهم جميعاً في ميزان الغزاة عدو واحد لا ينفصل. وبالطبع فإن مؤامرة اليمن الشديدة الوضوح تقتضي أن يبيد المسلمون, مسلمين. وعندما صدّق الناس أنهم يكرهون بعضهم البعض, وأنهم يتقاتلون فعلاً ويمارسون الإبادة الذاتية لم تعد تلك مؤامرة خارجية بل أصبحت واقعاً إسلامياً. لكن لماذا نقول بأنه واقع إسلامي. أليس واقع عربي؟ لا, ليست القضية التي تؤلمهم هناك هي قضية عربي فحسب. بل هي قضية إسلامي. والدليل أنهم هناك يجمعون على إبادة كل إسلامي. فالأفغاني والباكستاني والنيجيري والإيراني والهندي والصيني ليسوا عرباً بل هم مسلمون. فالمصطلح إسلامي يخيفنا نحن لكنه معلن في كل مكان من العالم. ومعلن بأنه المستهدف في عملية الإبادة. أي في المشروع العالمي للإبادة. والذي يمكن تسميته بالـ (المشروع العالمي لإبادة المسلمين). !. لا حاجة لإشارة التعجب, والأفضل أن نمسحها. لأننا لا نقول أي شيء جديد. لنعد إذا شئتم يومين إلى الوراء. إلى التهديد الهولوكوستي الجديد لسورية وإيران. فهناك يقومون بتجهيز أضخم الأسلحة وأكثرها وأقواها بهدف الإغارة على المسلمين في لبنان وسورية وإيران. فقد اعتدنا أن لكلّ رئيس أمريكي مشروع توسعي كبير يضاف إلى مشاريع من سبقوه. وأوباما اتخذ قرار مشروعه الانتخابي وهو هذه الحرب الإبادية الشاملة التي ستلهب المنطقة بكاملها. والصهاينة الهولوكوستيون لا يمزحون ولا يلهون بالتصريحات التلفزيونية. بل هم هذه المرة جادّون في تهديدهم لسورية وللرافضين للهيمنة الامبريالية. فهم هناك يجمعون بين إيران وسورية وغزة ولبنان. أي أنهم يوحدون بين المسلمين, فحربهم ليست موجهة ضد العرب بل ضد المسلمين الذين يرفضون الخضوع للهيمنة. ما يعني أننا جميعاً مسلمين متحدين. فهكذا يقولون هناك في الغرب. وعلى هذا الأساس يتم التعامل معنا فعلاً , وليس تعامل بلغة الكلام بل هو حرب واسعة قد تتحول إلى عالمية. فما دمنا مسلمين و متحدين فلماذا يتقاتل الأغبياء هناك في العراق؟. ولماذا يقوم مسلم بعمل انتحاري يرجو منه أن يدخله الله الجنة ويظن بأنه في تلك العملية سيكون شهيداً في سبيل الله فيقتحم مسلمين يبتهلون إلى الله ويقتل نفسه بينهم ويقتل منهم العشرات أو المئات.!؟.. ذلك القاتل يجهل الواقع والحقيقة ويجهل أن من يكفّرهم إنما هم مسلمون مثله. ويجهل بأن لهم مساجد يعبدون فيها الله. ويجهل بأنهم أقوى مدافع عن المسلمين جميعاً.. لكن ما هو الدليل. ؟. الدليل هو أن الصهاينة الهولوكوستيون يسعون لمحاربة إيران ويمنعونها من بناء الصناعة والتكنولوجيا ويحاولون الهيمنة عليها وعلى ثرواتها وشعبها. لكن لماذا يفعلون ذلك كله؟ لأنها دولة إسلامية. وهذا كل شيء. ثم هل إن كاتب هذا المقال شيعي أم هو مروج لفكر الشيعة؟ هذا هو السؤال السخيف. وهذا هو التفكير المقيت. وهذا ما زرعه الصهاينة في عقول الجهلة. لأننا جميعاً مسلمين. لكن كلهم يتحدثون عن خطر إيراني يهدد الدول العربية. كلهم يخدعون الجهلة. فإيران حاربت الصهاينة أي حاربت الهيمنة الأمريكية ثلاث مرات. حربين في لبنان وحرباً في غزة. وتلك الحروب تكلفها الأموال والطاقات والعتاد. فيعيش شعبها في تقشف حسب اعتقادي, وهذا ما دفع البعض منهم لأن ينزل إلى الشارع ويطالب بوقف مسيرة دعم حزب الله. وبوقف مسيرة تحدي الصهاينة. ولأن الحرب العالمية باتت قريبة جداً, فلم يعد من مبرر لأي مسلم أن يقف مكتوف الأيدي ويقول (ما دخلني). بل أصبح من الضروري جداً لأن يقرأ كل واحد في بطاقته الشخصية الكلمة التي تنسبه للإسلام. ويتعلم منها درساً كبيراً يقول له بأنه (مسلم) , وبأنه رغم أنفه مسلماً. وبأن كل من كتب على بطاقته تلك الكلمة فهو مسلم أيضاً. هو مسلم بإرادته وبالرغم عنه. وبأنه ليس هناك أي واحد نسميه بالآخر سوى العدو. وليتعلم الجاهل الذي يظن بأن أفكاره المسماة (علمانية ) أخرجته من دائرة الإسلام, ليتعلم بأنه مسلماً رغماً عن أنفه. ونحن بالمناسبة نسأله بدهشة فنقول: أية علوم وعلمانية تتحدث عنها أنت؟ هل علومك هي التي صنعت غباءك النهائي الذي أنت فيه؟. أم أنك اخترعت تقنيات علمية رهيبة لم نسمع نحن بها؟. وهنا أحب أن أذكّر بأن من يزعمون العلمانية من العرب والمسلمين لم يأتوا بأي جديد سوى استسلامهم لمقولات غربية أصفها بالعامية الشامية بأنها (بايخة وتافهة). وأنهم لم يصلوا سوى إلى ما يعتبرونه قمة, وهو (الكلام والمقولات والكتابات الفارغة والروايات والأشعار العمياء وأخيراً تجلت أوج علمانيتهم بأغنية (العو العو) وأغنية (غمازات وفئاشات). فيا للعجب.!. وهنا يمكننا أن نثبّت إشارة التعجب. وليعلم هؤلاء أن الإسلام جنسية لا تسقط عن أحد. لأن أمثال العلمانيين كانوا هناك في العراق وسقطوا بالقنابل العمياء التي كانت موجهة ضد المسلمين. فالقنابل الذكية اعتبرتهم مسلماً. لأنهم في حقيقتهم يظلوا مسلمون. ولا يظن أحد بأن موقفه الصامت سيخفي عمالته للعدو. ففي نيجيريا. ربما يكون من باع الفيلم لقناة الجزيرة هو واحد من القتلة. وفي نيجيريا لم يكن سفراء الدول الإسلامية نائمين طوال تلك الأيام, ولم يكونوا عميان فلا يرون ما يحدث في الشارع. ولم يكونوا (طرش) فلم يسمعوا الجعجعة والرصاص في الساحات والشوارع. بل إنهم جميعاً سمعوا وشاهدوا وفهموا كل ما يحدث ونقلوا الأخبار إلى دولهم. لكن كنا نحن وحدنا, من جهل ما يحدث في حينها. فنحن الأفراد المسلمين نحن نعتبر الهدف في كل الحروب التي يقودها الغرب ضدنا. وأسلافنا واجهوا غزو الإسكندر الذي قدم من أوروبا طمعاً في ثروات الشرق. ثم واجهوا غزوات الصليبيين الذين طمعوا في ثروات الشرق. ثم واجهوا غزوات الإستعمار الأوروبي الذي طمع بثروات الشرق. وهم اليوم يواجهون غزوات الغرب الذي يطمع بثروات الشرق. إنهم هناك يريدون أن يعيشون في رفاهية. ولا يمكن أن تبنى رفاهيتهم إلا على ثرواتنا.

– محمد نمر المدني – كاتب وصحفي سوري- مؤلف كتب: هل يحكم الإسلام أوروبا؟ - الهولوكوست المحرم- الغرب ليس مسيحياً – أعداء الغرب – الانفجار الماسوني – طبول الغرب وحكمة الإسلام...