نقاش المستخدم:Dm.alabri/ملعب

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

بيت البرندة[عدل]

من قال إن الأرض لا تكف عن الدوران، فهو لا شك محق.. وهذا نفس الشعور الذي يأخذك بالدهشة وأنت تلج ردهات بيت البرندة، الذي يعد تحفة معمارية يجمع بين الهوية الثقافية وعراقة التاريخ، كما إنه يعد أحد أهم المؤسسات التي تحكي تاريخ مدينة مسقط العريقة والتي مرت بمراحل مختلفة كونت نسيجها الثقافي وذاكرتها المدنية، إذ يعتبر بيت البرندة انعكاس لتوأمة التاريخ والحضارة وذلك من خلال النافذة التي تفتح أمامك مشاهد عاشها الإنسان العماني منذ هجرته الأولى إلى أرض مجان، مروراً بوعورة الجغرافيا التي عمل على ترويضها لتكون له شواهد مختلفة ، كتب عنه الرحالة القدامى، وتآخى معه من تآخى منهم، وذكره التاريخ في كتبٍ حُـــفظت، وأفلام وثائقية سجلت المراحل المتعاقبة التي مر بها العماني منذ بداية تكوين مستوطناته وتشكيل إرثه الحضاري وحتى يومنا هذا.

ولنا في بيت البرندة حكايا أخرى..

يقال أن أصل كلمة البرندة يعود إلى اللاتينية وهي كلمة تعني “الشرفة” ولعل هذه التسمية أقرب إلى الصورة المعمارية لبيت البرندة على أرض الواقع، وقد ذُكر لبيت البرندة تسميات يعود أصلها لحكايا متعددة، تأسست أولى حكايا تسمية بيت البرندة إلى تاجر أسسه منذ الثلاثينات وكان يعرف ذلك الوقت بــــ “بيت النصيب أو “بيت النسيب”، نسبة إلى التاجر نصيب بن محمد الذي بناه في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ليكون مقراً لسكنه الثاني إلا أنه لم يسكنه، وعلى مر السنين استخدم المبنى في أكثر من شكل ومن قبل أكثر عن جهة ليستقر اليوم كواحد من المعالم السياحية في سلطنة عمان، بعد أن تم ترميمه و افتتاحه، وتعكس التقسيمات الداخلية لبيت البرندة المراحل والفترات التاريخية المختلفة التي مرت بها البلاد وبالتحديد مدينة مسقط.

التعريف ببيت البرندة

نبعت فكرة إقامة بيت البرندة من حرص بلدية مسقط على تفعيل المباني التاريخية وإخراجها من حيز الوجود السلبي إلى حيز الفعل الثقافي الناجع والذي يجعلها عنصرا بناء من عناصر الحراك الثقافي الذي ما فتئت المدينة تشهده من سنة إلى أخرى ، و لا يعتبر بيت البرندة متحفا بالمعنى التقليدي للمتاحف ، ولا مركزا سياحيا بالمعنى المتعارف عليه ، بل مزيج من الاثنين معا ، حيث يروي متحف بيت البرندة تاريخ مدينة مسقط منذ ما يزيد عن 100 مليون سنة ، من خلال عدة أقسام يدور كل منها حول محور يوثق مرحلة من مراحل تطور مسقط ، كما يعتبر بيت البرندة مركزا تفاعليا من حيث أسلوب العرض التفاعلي الذي يساعد على ترسيخ المعلومة وتسهيل فهمها للجمهور وكذلك من حيث استخدام طريقه السؤال والجواب في غرف العرض بطريقه مشوقة.

عنصر قائمة منقطة التطور التاريخي شيد بيت البرندة على مرحلتين رئيستين، ويوجد نقش محفور في أعلى باب البيت والمؤرخ في عام 1350هــ 1931م ويرجح أنه يوثق تاريخ بناء الجزء الأمامي من البيت .

وقامت البعثة الأمريكية باستئجاره عام 1909 م واتخذته مقراً لها حتى سنة 1933 . كما قام المجلس البريطاني باستئجار المبنى وقام بعمل ترميم للمبنى، وشملت أعمال الترميم هذه تخصيص قاعات للدراسة وقاعة للمكتبة ومكاتب للإدارة وملحقات أخرى، وفي سنة 1979م، كما يذكر أنه تم ترشيح بيت البرندة للحصول على جائزة الآغا خان المعمارية.

أما في الفترة الممتدة من عام 1984 – 1989 فقد استأجر المبنى مكتب تشاك بريجل للاستشارات الهندسية، ثم بعد ذلك ظل البيت مهجورا إلى أن تولت وزارة التراث والثقافة صيانته وترميمه ، وفي سنة 2004 تم تسليم البيت إلى بلدية مسقط التي رأت تحويله إلى مركز للزوار يعرف بتاريخ العاصمة مسقط .

تم إعادة افتتاحه بشكل رسمي في ديسمبر من عام 2006م، وذلك تحت رعاية سمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، و نستطيع القول بأن بيت البرندة هو إضافة جمالية لمدينة مسقط ، من شأنها أن تنعش الحركة الثقافية وتعكس صورة السلطنة بما يحتويه المتحف من قاعات متعددة تزخر بالكثير من الشواهد والمعروضات، ،و ويفتتح مركز الزوار في بيت البرنده أبوابه طيلة أيام الأسبوع من الساعة 9ص إلى 1م ومن الساعة 4م إلى 6م عدا يوم الجمعة والعطل الرسمية.


شرفة تاريخية

الزائر لمتحف بيت البرندة، يستطيع التعرف على جميع الحقب التاريخية التي مرت بها سلطنة عمان، إذ يوفر هذا المعمار التاريخي والثقافي وسائل تكنولوجيا حديثة تساعد في تقديم المعلومات التفصيلية عن تاريخ المنطقة، كما يتوفر العديد من المراجع التي تسرد لنا التاريخ الحضاري لسكان السلطنة الأوائل، وكيف عاشوا مراحل متعددة سخروا في سبيلها الظروف المناسبة والأدوات اللازمة للعيش، فهناك معروضات تدلل على الأدوات التي استخدمها الإنسان العماني في المعارك والحروب التي مرت بمرور التاريخ، كما أن المتحف يضم الشواهد التاريخية لنمط الحياة في تلك الفترة وهي بدورها تقود الزائر إلى تصور التقاليد وأسلوب المعيشية التي كانت سائدة آنذاك.


مفردات تاريخية

لا يقتصر بيت البرندة على عرض الوثائق والصور التاريخية، بل يتعداها إلى التعريف وشرح التاريخ العماني في الخرائط المرسومة واللوحات الفنية، وقد رُسمت أغلب هذا اللوحات الفنية على أيدي فنانين أجانب بعض منهم عايش تلك الفترات، فهناك رسومات تعود إلى الفترة التاريخية من القرن السابع عشر والتاسع عشر، وهي تحاكي الخرائط والمعابر التجارية لميناء مسقط، حيث تجد في بيت البرندة لوحات فنية أسهم فيها عدد من رسامي الخرائط لتصوير ميناء مسقط برسوم ومفردات فنية تمييزية في حواشي خرائطهم ، باعتبار هذا الميناء إحدى المحطات الرئيسية في طرق التجارة الدولية في تلك الفترة، وعلى الجدران المزينة لبيت البرندة تجد خارطة توضح طريق التوابل من رأس الرجاء الصالح إلى منطقة البنغال في الهند.

زوايا وغرف المتحف

يقدم بيت البرندة تاريخ مسقط الطبيعي والبشري منذ أقدم العصور إلى يومنا الحالي ، وتتوزع تقسيماته في مجموعة من القاعات والمرافق وفق الآتي :

قاعة الحياة الفطرية القديمة:

توجد في هذه القاعة عدد من الرسوم للحياة الفطرية القديمة التي كانت موجودة في مدينة مسقط، حيث تبين التغير الذي حصل للنباتات والحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة، وتروي أحافير عظام الديناصورات -التي كانت ترتع على ضفاف الأنهار المنحدرة آنذاك من أعالي جبال عمان- جانبا من تاريخ الحياة الفطرية القديمة.

قاعة التنوع الجيولوجي:

حيث تبين هذه القاعة الجبال المختلفة الأشكال والألوان والتنوع المذهل للتكوينات الطبيعية المذهلة والموجودة في العاصمة مسقط ، وكذلك المخروطات الرملية التي نتجت بتأثير العواصف المطرية التي تكونت في الأزمنة الغابرة، وكذلك الحفر التي شكلت الكهوف والمغارات، بالإضافة إل الكثبان الرملية وغيرها من أشكال التنوع الجيولوجي العجيب في العاصمة العمانية .

قاعة تكتونية الصفائح:

نجد في هذه القاعة مشهدا لحركة القارات وتكتونية الصفائح، وهي بذلك توثق لأكثر من مائة وخمسين مليون سنة -أي قبل أن يوجد المحيط الأطلسي- و نشهد حكاية تصادم غير عادي لصفيحتين من تلك الصفائح وكيف كان التصور لهيئة الأرض قبل 750 مليون سنة، وهيئة الأرض اليوم وتصورها بعد 250 مليون سنة، فجيولوجيا عمان على قدر كبير من الندرة والتفرد لأن القشرة المحيطة القادمة من محيط(تيطس) القديم لم تختف تحت القارة بل اندفعت فوق أرض عمان، فشكلت جبال عمان وفق سيرورة الرفع، وهذا ما جعل علماء الجيولوجيا يأتون من مختلف أصقاع الأرض إلى سلطنة عمان لدراسة الصخور وأنواع الحياة التي تكونت تحت قاع المحيط وفي أعماق لا يمكن بلوغها .

قاعة أقدم المستوطنات البشرية:

وضع في هذه القسم نموذج يحاكي الطريقة التقليدية للإنسان الأول في إنشاء البيت، وهناك مجموعة من الصور تبين الأدوات التي كان يستخدمها الإنسان القديم ، مثل الحلي النسائية المصنوعة من الصدف والفؤوس الحجرية والمطارق وأدوات الصيد ، كما يعرض في هذا القسم مقطعا لقبر من مستوطنة بوشر( ونسخا من المكتشفات الأثرية في الموقع) ويزود فضاء العرض بمختبر بحوث آثارية ونظام تفاعلي (سؤال و جواب)بحيث يستطيع الزائر من خلال المختبر أن يتعرف على أدوات التنقيب الآثاري و أساليب عمل عالم الآثار لدراسة المستكشفات الأثرية وتحديد أعمارها .

قاعة لمحات من تاريخ عمان:

يتعرف الزائر لهذه القاعة كيف استوطن الإنسان الأول في المنطقة الوسطى منذ ما يزيد عن مليون سنة، كما تبين استيطانه في منطقة ظفار، وكذلك تبين تاريخ عمان البحري وتجارتها مع حضارة اور و سمر في بلاد ما بين النهرين، و وادي الاندوس في الهند وغيرها. وغيرها من المشاهد .

قاعة الرحالة:

تقدم هذه القاعة العرض بالصوت والصورة ما قاله بعض المستشرقين الأجانب عندما زاروا مدينة مسقط وكتبوا عنها خلال الفترات السابقة، إذ تمثل تلك المقولات والشهادات دليلا على ثراء ماضي المدينة وأهلها و عن دورها المركزي الذي اضطلعت به هذه المنطقة من العالم.

ونظرا للأهمية التاريخية التي تكتسيها تلك الشهادات فإنه يتم تقديمها من خلال عرض فيديو لأطياف افتراضية لأولئك الرحالة الذين تحدثوا عن مسقط ، وتظهر صورهم الافتراضية وهم يتحركون في أرجاء الغرفة متكلمين بلغاتهم الأم، ومرتدين ملابسهم الأصلية ، ويكون العرض مصحوبا بترجمة فورية مكتوبة على شاشة العرض.

قاعة مسقط من القرن 1 م إلى عام 1744م :

تحكي هذه القاعة عن سيرة مسقط من فترة الأول الميلادي إلى 1744 حيث تبين الخرائط والمصادر القديمة أن مسقط ذاقت طعم الفرح بأمجادها كما ذاقت ويلات الاحتلال، لكنها كانت تقوم دوما من كبوتها وتعود للانخراط في التاريخ من جديد. وتقدم هذه المفاصل التاريخية وأهم الأحداث من خلال خرائط و وثائق مطبوعة على قماش القنب ومجسمات تمثل تلك الأحداث.

قاعة دول البوسعيد:

تبين هذه القاعة تاريخ الدولة في حكم أسرة البوسعيد والتي تأسست في عام 1744م ،حيث يطلع الزائر عند دخوله إلى هذه القاعة إلى تاريخ دولة البوسعيد و أهمية ميناء مسقط منذ القرن 16 الميلادي ومسقط في عهد النهضة المباركة، وتُــعرض هذه الفترة الهامة من تاريخ مسقط من خلال جداريات عرض لبعض الوثائق وصور أهم الشخصيات التي كانت فاعلة خلالها، إضافة إلى مجسم لمسقط و مطرح مستوحى من رسمه تعود إلى القرن 18 الميلادي.

قاعة مسقط الميناء:

يعتمد بيت البرندة في شرحه للتاريخ على مجموعة من المفردات ومنها اللوحات التي رسمها أجانب، وتقدم تلك الرسومات والخرائط واللوحات الطرق التجارية من القرن 17 – 19 ، وتبين الرسوم في قاعة مسقط التنافس الدولي على ميناء مسقط، كما تقدم تاريخ ميناء مسقط من خلال المحاور الآتية:

– الخرائط الملاحية لخليج مسقط.

– الصراعات الدولية.

– الميناء في أعمال التشكيليين الغربيين .

– أهمية الميناء في التجارة الدولية .

قاعة مسقط اليوم:

تبين هذه القاعة الانجاز الكبير الذي تحقّق للعاصمة العمانية مسقط، والتي تعتبر من المدن الراقية بمقوماتها من البنية الأساسية بحيث غدت من أجمل و أنظف العواصم العربية، كما يعرض في القاعة أهم معالم نهضة مسقط الحديثة من خلال مجسم لطوبوغرافية مسقط و مطرح، تطرح عليه تلك المعالم لتكشف للزائر أهمية التطور الذي عاشته المدينة .

قاعة الفنون التقليدية:

نتيجة لانفتاح العمانيين على شعوب العالم الأخرى فقد تعايشت في مسقط ثقافات ذات أصول مختلفة، تفاعلت مع ثقافة البلاد الأصلية ، مّولدة ألوانا متنوعة ومتعددة من الفنون التقليدية ذات التنوع العجيب والثراء المدهش ، ولذلك فإن هذه القاعة تستعرض نماذج من تلك الفنون التي يتم عرضها في شاشة كبيرة مصحوبة بصوت يكشف المكان كله بطريقة توحي بأن المشهد، مشهد حققي حي ، كما تعرض بالقاعة مجموعة من الآلات الموسيقية التقليدية بطريقة مميزة.


بيت البرندة وخدمة المجتمع

إضافة إلى المضامين السياحية والثقافية فإن بلدية مسقط ممثلة في بيت البرندة تعمل في كل سنة خلال فترة الصيف على تنظيم ورش صيفية وذلك بالتعاون مع طلبة الكليات والمدارس، بهدف إيصال رسالة البلدية في الحفاظ على المرافق البيئية ، إلى جانب استغلال أوقات فراغ المشاركين ، وصقل مهاراتهم، ومن هذه الورش على سبيل المثال( ورشة إعادة التدوير، عالم الطين، صناعة الدمى، عالم الورق)وغيرها .

كم يقدم عبر بيت البرندة عدد من البرامج و المناشط التعليمية المستمرة في عدة مجالات مثل، رسم الخرائط وقراءتها وخصائص العمارة الإسلامية والصناعات الحرفية والمهارات الفنية ، بالإضافة إلى معارض الفنون التشكيلية ، حيث قام بيت البرندة بتنظيم أكثر من 100 معرضا فنيا للفنانين العمانيين بالإضافة لأكثر من 50 معرضا دوليا من مختلف دول العالم، كما تعاون بيت البرندة مع مجموعه من الكتاب من السلطنة وخارجها لتدشين الكتب التاريخية والطبيعية والقصص ، بالإضافة لإقامة المعارض التعليمية لطلاب المدارس والكليات والجامعات وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية التعليمية .

https://www.atheer.om/archives/431990/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%AF%D8%A9-%D8%B4%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8F%D9%85