نقاش المستخدم:Reham mohamed atef/أرشيف 1

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أرشيف هذه الصفحة صفحة أرشيف. من فضلك لا تعدلها. لإضافة تعليقات جديدة عدل صفحة النقاش الأصيلة.
أرشيف 1


صراع الحضارات

الفصل الأول سم الله الرحمن الرحيم


مقدمة


    إن من يتعقب التاريخ يجده كله صراعات حتى في حالة السلم تكون فترة أنتقالية لصراع أخر و ينتج ذلك  أم عن طريق أختلاف الأيدلوجات أو نشر أيدلوجية أو عقيدة أو دين أو الحروب الأقتصادية أو الاستعمارية فكانت القبائل القديمة و الحديثة لها نوعان من الحروب حروب الوفرة و حروب القحط .


   و حروب القحط هي ذلك الحروب التي تنشأ في جماعات بدائية ذات الموارد الجامدة ، تحارب الجماعات الأخرى بغية أغتصاب مواردها، أما حروب الوفرة حيث الوفرة الأقتصادية و التانجة عن ازدهار الزراعة و الصناعة  داخل تلك الجماعات، و قد خاضت الدول الصناعية الحديثة صراعات ما بينها من أجل توفير أكبر قدر من الموارد الأولية و السيطرة على أوسع الأسواق.



  و الحضارة كل ما نتج من البشر فمن المؤكد أن القوى الكبرى التي ينتج عنها العديد من المخترعات و أساليب المعيشة المختلفة.



هدف البحث


   هو محاولة كشف أو الوصول الحقيقة العلاقات الدولية في الفترة التي بعد معاهدات و ستفاليا، و لكي نوضح المفاهيم و التعريفات الجديدة الناتجة عن المعاهدات، أو التعريفات التي انتهت بعد مرور حقبة من الزمن و أتى بدلا منها تعريفات جديدة، وذلك لتوضيح كيف ظهرت هذه التعريفات و صورة العلاقات الدولية بعد ذلك، فهو محاولة لكشف المحاولة لكشف العلاقات الموجودة الآن.


منهج البحث استقرائي محاولة الوصول إلى هدف هذا البحث.


خطة البحث


   البحث مكون من فصلين الفصل الأول من مقدمة و أربعة عنوانين السيادة و الهوية و التحول الديمقراطي و الخاتمة، أما الفصل الثاني فهو محاولة لسرد تاريخ هذه التعريفات و هو مكون من العلاقات قبل الحرب الباردة و ما بعد الحرب الباردة ، و رأيي في كيف تنهي هذه التعريفات و ظهور الجديد من العلاقات الدولية .



الفصل الأول


مقدمة

   إن صراع الحضارات مر بأشكال كثيرة و كان قوامها أن تقوم حضارة عظيمة ثم تأتي حضارة أخرى لأسقاطها و استمرار تلك الحضارة المنتصرة ، وفي التاريخ الحديث كلما وجد صراع قد يأخذ أشكال الحرب ليأتي بمفهوم جديد و مثال ذلك انتهاء الحروب الزمنية فأتت بمفهوم السيادة ثم جاءت الثورة الفرنسية لتأتي مفهوم جديد و هو مبدأ القوميات . ومعنى كلمة حضارة هو كل ما ينتج عن البشر و معنى كلمة ثقافة كل ما ينتج عن العقل من أفكار و آراء ، فنجد أن مفاهيم علم السياسة تختلف بمفاهيم الحضارات فما نتج عن الحضارات من تكنولوجيا مما سهل وسائل الأتصال و الموصلات و تقدم علمي مما يعمل على ظهور مفاهيم جديدة من عولمة وتحول ديمقراطي فأصبح الكون قرية صغيرة و في رأيي أن السيادة و الهوية أصبحت قديمة أو مع مرور الزمن ستختفي .


أولا السيادة :-


      عرفها grouts  بأنها السلطة التي لا تخضع أفعالها لرقابة من أية إرادة أنسانية ، و ينتج عن ذلك أن لم يعد ممكنا لأية قوى خارجية أن تتدخل في الشئون الداخلية السيادية و لو من الناحية النظرية على الأقل،  و هذا لا يمكن أن يحدث في الجماعات الدولية لأن الأصل في علاقات الدول هو العداء و بدون العداء لا يوجد سياسة (1).
    و إذا حدث صداقة و ليس عداء أو ترابط المصالح المشتركة كما في الأتحاد الأوروبي فلن تكون السيادة لدولة محددة ، فإن استبدال المصلحة الوطنية أمر لا مفر منه ، في ظل الظروف الدولية الحالية و في غيبة الحدود بمعناها التقليدي بين الدول و الأقاليم ، وإن كانت الحدود المادية لا زالت قائمة و لكنها غير عازلة فهي حدود شفافة ذلك أن السيادة الوطنية لم تعد شيئا في ظل العولمة و التقدم و وسائل الموصلات و الأتصال و في عصر الأنترنت.(2)


  و أيضا من ضمن مبادئ الأمم المتحدة هو مبدأ السيادة أو المساواة في السيادة ألا أنه كان مبدأ المساوة في السيادة قد تحققت في بعض الأجهزة فإنه لم يتحقق في أجهزة أخرى و دليل ذلك ما يقضي به الميثاق بخصوص تمييز الدول الخمسة الكبرى في مجلس الأمن بحق الأعتراض التوقيفي الفييتو ، و كذلك عدم المساواة بين الدول الأخرى التي تساهم أكثر من غيرها في ميزانيات هذه المؤسسات و الدول الأخرى (3).


  و هكذا رأينا أن السيادة مفهوم قديم و لكنه الآن لم يتحقق، أما باندماج الدول لمصلحة مشتركة، أما القوة الكبرى التي تتحكم في شئون  البلاد. ففي رأيي أن هذا المفهوم لم يتحقق قط كل دولة أو مجتمع لا يستطيع الحياة بدون الآخرين و طالما في مصلحة أخذتها راضية أو مجبرة فلم يتحقق مبدأ السيادة قط.



ثانيا الهوية:-



  إن الهوية كمصطلح تم تعميمها  و أستخدامها على نطاق واسع قد شملت العديد من الأشكال كالهوية الشخصية و الأجتماعية و الوطنية و ما إلى ذلك.


  أما عن مقومات الهوية فلها ثلاثة مقومات و هي الدين و اللغة و السلالة فبالنسبة فلا يوجد سلالة نقية نتيجة الاستعمار و الهجرة و احتياج البشر لبعض.(4)


     أما اللغة فهي معظمها مشتقة من لغات أخرى ، أما بالنسبة للدين فكل البشر يميلون إلى معتقدات واحدة أو الثوابت واحدة مثل الحرية، العدل و الشورى وإن اختلفوا فيما يعتقدون، و لكن من المؤكد أن الإنسان يصل بعقله إلى الحقيقة و الرب الواحد.


 فنجد أن الهوية و أسطورة التقوقع الثقافي يقل مع مرور الزمن و حتى أن الحضارة التي تقوم عليها فهي في الأصل مأخوذة من حضارات أخرى و السبب هو تفاعل الحضارة مع غير الشعوب المتحضرة فمثلا كانت اليابان غارقة في جهالة العصور الوسطى بيد أنه قيام القائد البحري الأمريكي "بري" بزيارته الشهيرة للجزر اليابانية عام 1853م و عودته إليها في عام 1854م و حصول الأمريكيين على بعض الأمتيازات في مواني اليابان راح القائد الأمريكي يفتح أعين اليابانين على الحضارة الغربية.


      مما جعل الدول اليابانية  قوية و ساد الشعب الياباني شعورا شديد الحساسية بالشرف الوطني حيث كانوا اليابانيون يؤمنون بمذهب الشينتوري الذي قاومه أن الجزر اليابانية ذات أصول مقدسة و أن الجنس الياباني جنس ممتاز لذلك فكانت هزيمتها في الحرب العالمية الثانية مسببة لها صدمة، وتقوقعت ثقافيا حتى منتصف السبعينات، فأصبح هذا التقوقع يميل للإنحسار.(5)


       أما عن الهوية في الدول النامية و غياب فكرة المواطنة فجاءت نتيجة لأسباب كثيرة منها عدم وجود استقرار سياسي مما يؤدي إلى وجود فقط مصداقيتها و مشاركتها السياسية ، أو تفاوت الطبقات في المجتمع فالطبقات الفقيرة تشعر بعدم الولاء للوطن، أو الثراء بعض الدول عن غيرها مما يجعل شباب هذه الدولة منتمون إلى البلاد الأكثر ثراء عن غيرها و عن موطنه، و أيضا صراعات الحدود الذي جاءت نتيجة صنع المستعمرين هذه الدول فالتوتر بين القوميين الهندوكية و المسلمين يبدو نموذجا بين  تلك الهويتين لأن الصراع بين دياناتين كانتا مننبع حضاراتين كبيرتين.(6)


    و هنا نرى أن مفومات الهوية كالدين و السلالة و اللغة هي السبب في عدد من اختلافات الهوية فأن أصبح اللغة والدين شيئا تقريبا واحد أما السلالة فكلنا من أب و أم و نفس واحدة في العقيدة الأسلامية.




ثالثا العولمة :


      تعريف العولمة سياسيا هي عملية مدارة إراديا و غائية تستهدف من خلالها القوى المهيمنة على النسق العالمي الإفادة من الأوضاع الدولية التي ترتبت على التطور الهائل في تكنولوجيا الأتصال و المعلومات و المواصلات و زيادة كثافة التفاعلات الدولية و درجة الأعتماد الدولي المتبادل و صورة التوزيع  العالمي الراهن للقوة و مما نتج عنه انضغاط الزمان و المكان و تهاذلى الفواصل الأقليمية و تزايد الوعي العالمي.(7)



   العولمة وفقا لتعريف الأمم المتحدة هي التزايد المكثف لتدفقات السلع و الخدمات و رأس المال و الأفكار و المعلومات و السكان بين الدول، و ما يؤدي إليه ذلك من تكامل في الأنشطة الأقتصادية و الأجتماعية و الثقافية عبر الحدود." أو تباين آثار العولمة من دولة لأخرى، فالتدفقات التي تحدث عبر الحدود لا تتم بطريقة متساوية بين كل الجول التي تتماثل آثارها على  كل الدول".(8)


   "أن ثمة اختلافا جوهريا بين مفهوم العولمة و العالمية،  فالعالمية كنزعو انسانية نمو الانفتاح على الثقافات و الحضارات الأخرى للتفاعل معها و للتبادل التأثير و التأثر معها، أما العولمة عملية مدارة و غائية ذات طبيعة إملائية تعكس إدارة الهيمنة"(9)




  إن العولمة كظاهرة العولمة لم تعرف إلا مع مطلع التسعينات من القرن العشرين و مع ذلك فقد جاءت هذه الظاهرة كتتويج التطور التاريخي الطويل الذي يمتد لعدة قرون فهي مرت بثلاث مراحل:-


المرحلة الأولى للعولمة:-



    لقد بدأت هذه المرحلة محفوزة بعاملين أساسيين أولهما:- التقدم التكنولوجي في مجال النقل و الذي صاحبه انخفاض كبير في تكاليف النقل من خلال التحول من السفن الشراعية إلى السفن التجارية و ظهور السكك الحديدية، و ثانيهما:- التخفيف من القيود الجمركية المفروضة على التحركات السلع و الخدمات، و التي بدأت بأتفاقية فرنسية انجليزية في هذا الصدد و كان يصاحبها بعض المظاهر مثل زيادة الصادرات، و الهجرة إلى الأراضي الجديدة في ذلك الوقت في الولايات المتحدة و استراليا، و قد عمق هذا من درجة عدم العدالة في توزيع الدخل بين الطبقات المعدمة و الطبقات المالكة، و بالنسبة للدول المستوردة للمنتجات الأولية مثل بريطانيا فإن العولمة قد حققت أرباحا عالمية لتجار المنتجات الصناعية فحين دمرت ملاك الأراضي، و شهد بعد ذلك من الفترة 1914-1944 التراجع في القومية و لعل السبب في ذلك هو أن هذه المرحلة شهدت ثلاثة أحداث كبيرة و هي الحرب العالمية الأولي، الكساد العظيم و الحرب العالمية الثانية.



المرحلة الثانية للعولمة :- (1944-1980)


        لقد بدأت موجة تحرير التجارة في العودة مرة أخرى و لكنها كانت انتقائية، و قد شهدت هذه المرحلة إنشاء عدد من المؤسسات الدولية التي كانت تهدف إلى تنظيم العلاقات الأقتصادية بين الدول، و قد عرف النظام الذي يعم هذه المؤسسات بنظام برتيون وردز و هو يشمل على صندوق النقد الدولي و البنك الدولي للإنشاء و التعمير الذي عرف بعد ذلك بالبنك الدولي.



المرحلة الثالثة للعولمة:-


     بالرغم من أن العولمة قد يدأت منذ فترة طويلة على مراحل إلا أنها تختلف في المدة الثالثة عن سابقتها في سرعة تأثير جميع أرجاء المعمورة بالأحداث التي تنشأ في مناطق ثانية، ويرجع هذا النظام إلا التقدم الكبير الذي حدث في مجال الأتصالات و تكنولوجيا المعلومات في الأونة الأخيرة .(10)


    و لكن يجب  نستفيد من الكونية و العالمية ليست العولمة، يعني الكونية ستصبح هي روح الزمن في مجتمع المعلومات القادم، و يرجع ذلك إلى الأزمات الكونية .(11) المنطلقة  من تدمير البيئة الطبيعية و الانفجار السكاني و الفجوات الأقتصادية و الثقافية بين الشمال و الجنوب و استخدام الجوانب الآلية و الأقمار الصناعية عالم وسائل الأتصال و المواصلات.




رابعا التحول الديقراطي:-



         للديمقراطية معاني و دلالات كثيرة فالمعنى الحرفي للكلمة هو حكم الشعب بنفسه و لنفسه فإذا استندنا إلى هذا التعريف الحرفي فلن يكون هناك نظام ديمقراطي واحد في عالمنا المعاصر. و أنما يوجد ديمقراطية بمعاني مختلفة فمثلا تعني  الديمقراطية في الولايات المتحدة فصل السلطات و الأنتخابات المباشرة و المراجعة الديمقراطية، أما في بريطانيا تعني سيادة البرلمان.(12)


      و يرى هنتجون أن التحول الديمقراطي له أشكال ثلاثة تعبر عن الكيفية التي تم من خلالها هذا التحول:

1- التحول:-

      في عمليات التحول تجد أن أهل السلطة في النظام الشمولي سيقومون بزمام المبادرة و يلعبون دورا حاسما في انهاء ذلك النظام إلى نظام ديمقراطي و يتتطلب التحول من الحكومة أن تكون أقوى من المعارضة و يوجد بعض الدول الشيوعية قادتها تفضل أن يكون التحول سريعا و البعض الآخر يرى أن البعض الآخر يرى أن يتم بالتدريج.(13)


2- الأحلال:-

    يشمل الأحلال عملية مختلفة عن التحول فالعناصر الإصلاحية داخل النظام ضعيفة أو لا، و العناصر السائدة في الحكومة من المتمردين المعارضين بشدة هم الأساس، و بالتالي في أن التحول الديمقراطي ينتج عن ازدياد قوة المعارضة بشدة انتقاص قوة الحكومة إلى أن تنهار الحكومة و أن يتم الأطاحة بها، و باستثناء الارجنتين من ست حالات احلال كان السخط في صفوت الجيش ضروريا لاسقاط النظام.(14).



   و نجد افتقار النظم الشرعية يساعد على سهولة الأحلال و نجد العلاقة وطيدة بالأحلال  و الهوية فقد ذكرنا من مسببات عدم وجود الهوية هو افتقار الشرعية، و لتكن لكي نستفيد من العولمة أو العالمية ليجب أن تتبنى برنامج اصلاح شامل من الناحية الأقتصادية و السياسية و الأجتماعية و يتم تنفيذه بالتدريج و بناء قاعدة تكنولوجيا، و يجب تكتل الضعفاء في مواجهة الأقوياء, و من ضمن الأبعاد السياسية للعولمة هو تراجع فكرة السيادة الوطنية، و هو ما سبق التعرف بها و الدولة القومية أي هوية الدولة فأنا أرى أن الكون كله سيتحول إلى قرية صغيرة بها رأي واحد ايدلوجية واحدة و حتى إن ظهر فيها الرأي المعارض سيخرج من هذا الكون.



   و هذا ما بدأ يحدث الآن بالفعل وأما عن مشاكل العولمة و تأثرها على زيادة الفرق بين الطبقات و الدول من حيث الثراء،  فيجب علينا أن نقول إن الله خلق البشر و الجنة طبقات، فإن ظلم الإنسان و هو يعمل بدون مقابل مناسب يتناسب مع حجم عمله الفكري و العضلي فهنا تحقق عدم العدالة، أن الأحلال يساعد على زيادة درجة الهوية التي تحمل شكل جديد و هو تبنيها فكر ديمقراطي يقوم على عدم استخدام العنف مع المعارضين أو المؤيدين أو حتى على عدم استخدام العنف مع القائمين على النظام القديم و يرى هنا أن الهوية أصبح أساسها  هو الحرية و الديمقراطية التي تنتشر في العالم بأكمله.




الأحلال التحولي:-


        إن التحول الديمقراطي في الأحلال التحولي ينتج عن تصرفات كل من الحكومة و المعارضة و يكون التوازن بين المتشددين و الأصلاحيين داخل الحكومة و المعارضة و يكون التوازن قائما على توافق الحكومة على التفاوض على  تغيير النظام. إن المعتدلين في عملية الأحلال التحولي ينبغي أن يمتلكوا من القوة داخل صفوف المعارضة ما يكفي ليكونوا مناؤين أكفاء مع الحكومة و يقوم هذا الرفض على الخوف من أن يؤدي المفاوضات إلى بذل تنازلات غير المرغوبة فيها و أملا في أن ينتج عن استمرار ضغوط المعارضة إلى انهيار النظام الحاكم أو الإطاحة به.و لكن تواجه نظم  الحكم الجديدة العديد من التحديات و المشكلات التي تتطلب حلولا و برامج محددة، فحتى في الدول التي شهدت انتقالا سريعا و سهلا في نظم الحكم فإن النظم الوليدة  واجهت مشكلات اقتصادية و عرقية و صراعات ايدلوجية و تحديات من الجيش.




و من ضمن المؤشرات التي تعمل على انتهاء عملية التحول و تعزيز الديمقراطية الناشئة :-



1- حدوث تداول على السلطة التنفيذية .


2- بقاء النظام بعد اجراء انتخابات مرة ثانية.


3-وجود إطار دستوري يحقق التنافس الحر على السلطة.



و سمات التحول الديمقراطي:-


1- مستوى منخفض من العنف ضد المعارضين.


2- التسامح في التعامل مع أركان النظام القديم و انتخاب النخب الجديدة.


3- ظاهرة الأنتخابات غير المتوقعة.(15)


خاتمة



      كما رأينا أن السيادة و الهوية طغى عليهما فكرة المصلحة القومية، أما العولمة فهي مرت بمراحل حتى أصبحت بالمعنى المعروف الآن. أما التحول الديمقراطي فأصبح سمة من سمات السياسة المعاصرة.و نحن نرى أن السيادة و الهوية سوف تتلاشى و يأتي بدلا منها فكرة العالمية و التحول الديمقراطي و يصبح الكون قرية فتتحول الهوية إلى الهوية الكونية بالديمقراطية و التحول الديمقراطي بأي شكل من أشكاله.


  و سوف نرى تاريخ هذه المفاهيم في النسق الدولي في الفصل الثانى






مراجع الفصل الأول


(1) راجع في هذا المضمون محمد طه بدوي، ليلى أمين مرسي، ممدوح منصور، أحمد وهبان مقدمة في العلاقات الدولية، أليكس التكنولوجيا المعلومات 2004، ص12:ص13


(2) دكتور صلاح عبد البديع شلبي، المنظمات الدولية في القانون الدولي و الفكر السياسي ص305


(3) المرجع السابق ص85


(4) محاضرات د/ أحمد وهبان مشكلات دولية سنة2006


(5)صمويل هنتجون صدام الحضارات سنة1999 ص99:ص208


(6) أحمد وهبان، التخلف السياسي، أليكس سنة2003 ص20:ص22


(7) مرجع سبق ذكره. ممدوح منصور، ليلى مرسي، محمد طه بدوي، أحمد وهبان ص20:ص22


(8) عبد القادر عطية، سيدة إبراهيم، قضايا أقتصادية معاصرة قسم الأقتصاد جامعة الاسكندرية ص2


(9) ممدوح منصور، أحمد وهبان، ليلى أمين مرسي، طه بدوي ص32


(10) عبد القادر عطية، سيدة إبراهيم مرجع سبق ذكره ص7:ص14


(11) ممدوح منصور، أحمد وهبان، طه بدوي، ليلى أمين مرسي م.س.ذ ص232


(12) محاضرات تنمية سياسية عبد الفتاح ماضي سنة2006


(13) صمويل هنتجون الموجة الثالثة 1993 ص217:ص238


(14) محاضرات تنمية سياسية، عبد الفتاح ماضي سنة 2006 جامعة الاسكندرية


(15) صمويل هنتحون م.ذ ص230

الفصل الثاني مقدمة


    إن التاريخ البشري هو تاريخ الحضارات و أنه من المستحيل أن تفكر في شكل آخر من تطور البشرية عبر الأجيال مثل السموريين و المصريين القدماء و الحضارات الأمريكية و الصينية إلى العصور الوسطى، إلى الحضارات المسيحية و الإسلامية. و في هذا الفصل سنوضح تأثير قيام الحضارات على ظهور و اضمحلال التعريفات التى سبق إيضاحها في الفصل الأول.


المفاهيم قبل الحرب الباردة و ظهور النسق ثنائي القطبين



    ظهر مفهوم السيادة في معاهدات وستفاليا (1648) بعد انتهاء الحروب الدينية التي جاءت نتيجة انقسامات الكنيسة وحروب السلطة الزمنية و كانت أهم مبادئ المعاهدات :-


1- احترام مبدأ السيادة القومية للدول

2- عدم التدخل في الشئون الداخلية في الدول الأخرى

3- الأعتراف بمبدأ الولاء القومي(1)


   و كانت نتيجة ذلك هو سيادة الملوك حتى قبيل نهاية القرن الثامن عشر لقد كان يحق للملوك بمقتضى مبدأ الشرعية و هو حق العروش في تقرير مصائر الشعوب إن يتصدقوا بالأقاليم الخاضعة  لهم تصرفا مطلقا كما يتصرف الأفراد بالأراضي و العقارات المملوكة لهم، و لذا قامت الثورة الفرنسية (1789) ذيوع العديد من مبادئ جديدة تتصل بحق الشعوب و الأمم و قد تمثل أظهر هذه المبادئ في مبدأ القوميات  و هو حق الشعوب في تقرير مصائرها، و بعد أن ترسخت الثورة الفرنسية  وعزموا الفرنسيون على الاستمرار في نهجهم الرامي إلى تقديم يد المعونة لأي أمة تشتعل فيها الثورة على الأوتقراطيات.



   و جاء نابليون إلى حكم فرنسا و طموحاته يصنع امبراطورية مثل امبراطورية مثل امبراطورية شرلمان، و قد حقق طموحه و صنع امبراطورية قد تكون أكبر من امبراطورية شرلمان، و لكنه لم يهتم كثيرا بالمحالفات التي قامت ضده و هي تحلفات القوى الأربعة الأخرى "انجلترا، النمسا،بروسيا، روسيا)  لتنفيذ معاهدة وستفاليا بمبدأها الذي ينص على "الإٌبقاء على الوضع القائم لتوزيع القوى في النسق الدولي من خلال الوقوف في وجه أية وحدة سياسية أو أية مجموعة من وحدات سياسية (دول) فهذا يقلب الوضع القائم" فكانت معاهدة وستفاليا نهاية فكرة بناء امبراطورية.(2)



      و هكذا وجدنا أن الحضارة الرومانية انتهت لانقاسمات دينية و تعدد المذاهب، أما الآن فنجد ما يسمى بالأتحاد الآوروبي و هو خير دليل على التضامن الأوروبي و الأقليمي الذي يؤدي إلى السلام و الرخاء، و في رأيي أن الأتحاد الأوروبي لسبيبين هما المصلحة المشتركة بين أعضاء الأتحاد و عدم وجود خلاف أيدلوجي أو ديني فمعظم الدول الأوروبية الشمولية تحولت إلى نظم ديمقراطية و هو ما يسمى بالتحول الديمقراطي و هو ما تكلمنا عليه سابقا.





العلاقات الدولية في ظل النسق ثنائي القطبين:-


  أسفرت الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عن صورة جديدة لتوزيع القوة في المجال الدولي فقد خرجت الدولة الكبرى من الحرب منهمكة القوى عسكريا و أقتصاديا، و قد تمثلت البدايات الأولى  للحرب الباردة في انهيار التحالف الذي جمع بين الولايات المتحدة و الأتحاد السوفيتي خلال سنوات الحرب العالمية الثانية الذي كان يهددهما  و الذي كان يتمثل في تنامي قوة النظم الشمولية "النازية و الفاشية" و اندلعت بوادر الانهيار عندما وضعت هذه الحرب أوزارها حتى بدأت العلاقات بين القطبين تطفو على السطح و سعى كل منهما إلا تعاظم مكاسب السياسية و الأقليمية  و كان النسق ثنائي القطبين يتسم بعدم التجانس أي أن أنه يقوم على مجموعة من الدول التي تنتمي إلى قيم و أيدلوجيات متبانية . كما رأينا أن الحرب و الدبلوماسية التقليدية مثل المفاوضات و المعاهدات هي التي كانت يظهر عن طريقها المفاهيم الجديدة و القوى الكبرى أما في الحرب الباردة فظهرت أساليب جديدة لنشر الأيدلوجية سواء كانت ليبرالية أو ماركسية.(3)




  و كان من أهم الأساليب التي مارساتها الولايات المتحدة :-


1- الأحلاف العسكرية:-


      و ذلك من خلال إحاطة الدول الشيوعية بجدار عازل من الأحلاف العسكرية المواتية للغرب، للحيلولة دون المزيد من التوسع الشيوعي، و هذا ما سمي سياسة الأحتواء و في إطار هذه السياسة كان أبرز الأحلاف العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة: منظمة حلف شمال الأطلنطي، حلف جنوب شرق آسيا، حلف الأنزوس.(4)


2- الدبلوماسية الأأقتصادية:-


      و يقصد بها الدبلوماسية التي تستخدم فيها الدولة لقدراتها الأقتصادية في التأثير على قرار سياسي للدول الأخرى بما يحقق لها مصلحتها القومية.و أكتسبت الدبلوماسية الأقتصادية أهمية قصوى في رحاب العالم بعد الحرب العالمية الثانية، و بالنسبة للولايات المتحدة : أ) مشروع ترومان:- و قد تضمن هذا المشروع تخصيص مبلغ 400مليون دولار كمساعدات أقتصادية كل من اليونان و تركيا.


ب) مشروع مارشال للإنعاش الأقتصادي: و بمقتضاه قدمت الولايات المتحدة مساعدات لدول أوروبا الغربية لإصلاح ما دمرته الحرب و انعاش الأقتصاديات الآوروبية حتى لا تمثل مجال خصبا لأنتشار الشيوعية(5).




3-الأداة العسكرية :-

          و يقصد بها الأستراتيجية  و هي فن إكراه الغير لتحقيق مصلحة الدولة المستخدمة لها، و من أبرز  الأمثلة لاستخدام الولايات المتحدة لها :- الحرب الكورية عام 1950 حين سعت كوريا الشمالية الموالية للشيوعية إلى التوسع جنوبا إلى الشط الجنوبي لكوريا الموالية للغرب، مما أدى إلى دعم الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية (6).




4- الأداة الدعائية:-

                 كان أول الأجهزة التي نشأت في الولايات المتحدة هو مكتب الإعلام الدولي للشئون الثقافية في عام 1946، و الحقيقة أن الأجهزة الدعائية كانت خاضعة باستمرار لسلسلة  من الإجراءات التغيير و إعادة التنظيم و كان من  أهداف الأداة الدعائية :-

1-التأثير في أتجاهات الرأي العام في دول أجنبية.2- تقديم المشورة للرئيس الأمريكي.(7)



أما بالنسبة للأتحاد السوفيتي فكانت ممارساته كالتالي:-

1) الأحلاف العسكرية :-


     و نجح الأتحاد السوفيتي في فرص سيطرته على دول شرق أوروبا من خلال المعاهدات و قام بحلف وارسو في مواجهة سياسة الأتحواء التي تبنها الغرب.


2) الأداة الأقتصادية:-


    و قد كان أبرز الخطوات في هذا الصدد الأعلان عن قيام مجلس المعونة الأقتصادية المتبادلة بين الدول الاشتراكية في يناير 1949 و الذي عرف اختصار بمنظمة الكوميكون.(8)



3) الأداة الدعائية:-


   و كانت شديدة  الأهمية في السياسة الخارجية السوفيتية، فقد عهد تويجها و الإشراف عليها إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، أما عن الأجهزة المتخصصة في هذه العمليات الدعائية فعديدة و منها على سبيل المثال ما يعرف بالقسم الأجنبي و الأقسام أو الوكلات المتخصصة في الشئون العلمية و الثقافية.


 و من أهم الأجهزة الدعائية السوفيتية الخارجية الموجهة إلى الدول الشيوعية و غير الشيوعية التي يشرف عليها قسم الدعاية بجانب إلى الكتب و المجلات السياسية السوفيتية، و نرى هنا أن الأيدلوجية كانت سببا في تماسك الكتلة الشرقية  و الكتلة الغربية، فالتحالفات و المصلحة و المطامع كانت سببا في الحرب الباردة .(9)



    و هذا الصراع أدى إلى ظهور أساليب جديدة غير الدبلوماسية التقيليدية و الحرب، حيث أن الحرب كان معناها التقليدي تدمير الطرفين بما يسمى بالضربة الثانية. و كان من أسباب انحلال الأتحاد السوفيتي و هو ما يراه البعض هو بداية النظام العالمي الجديد تولي ميخائيل جورباتشوف  الحكم في الأتحاد السوفيتي 1985، و يرى أن بداية النظام العالمي الجديد هو سقوط سور برلين 9 نوفمبر 1989، و يرى الأخرون بداية النظام العالمي مع زوال الأتحاد السوفيتي 1991. 
  و من هنا يبدأ نسق جديد و البعض لا  يرى أنه نسق إنما مرحلة انتقالية إلى نسق متعدد أو ثنائي الأقطاب.



العلاقات الدولية ما بعد الحرب الباردة:-


                الأتجاهات التي تركز على الدبلوماسية بعد ما أصبحت الولايات المتحدة القطب الأوحد، و تعددت و تنوعت الأتجاهات الدبلوماسية مثل المساومة و التفاوض، أما بالنسبة للمساومة فتعني أقتسام المكاسب بين أطراف النزاع لعمل كعكعة أكبر بدلا من تحطيم الكعكة بأكملها. و يوجد مساومة تصالحية  و هي التي يكون فيها أخذ و عطاء أما المساومة الإكراهية  فتكون في جوّ الخوف و الأبتزاز و الإرهاب.(10)


         أما بالنسبة للتفاوض هي العملية التي من خلالها يتم التقارب بين الأفكار، و يوجد ما يسمى بالوساطة "و هي التي تعرف بأنها عملية يقوم من خلالها طرف ثالث محايد مع أطراف الصراع  ومساعدتهم على إيجاد حل للصراع، و الطرف الثالث قد يكون دولة أو مجموعة دول أو منظمة دولية أو إقليمية أو منظمة غير حكومية  أو حتى أفراد أو مجموعة ما من الأفراد". و نلاحظ هنا فعالية المنظمات الدولية كوسيط في الصراع الدولي و يرى البعض أو الوسيط يكون دخوله الصراع محفوز من قبل أطراف الصراع.(11)


2) العقوبات الأقتصادية:-


                     " تعني العقوبات الأقتصادية  مجموعة من الإجراءات العقابية ذات الطابع الأقتصادي يتخذها طرف دولي ما و منظمة دولية في مواجهة طرف دولي آخر و يتمثل أهم هذه اإجراءات الحصار و الحظر و يقول البعض تتضاؤل القوة العسكرية و تزايد الأداة الأقتصادية يظهر فيما بعد الحرب الباردة بسقوط برلين عام 1989"، و البعض يرى أن الشعوب هي التي تتحمل  الخطر الخطر بينما القادات و المقصودين بالخطر، لم يتضرروا بل زاد شعوبهم تمسك بهم فمثلا العقوبات الأقتصادية التي فرضت على العراق عام 1990 تسببت في مصرع 657 ألف طفل عراقي،  فالبعض يعول على العقوبات الأقتصادية في إدارة الصراع الدولي، و قد تؤدى العقوبة الأقتصادية إلى استخدام القوة العسكرية ضد مستخدمي العقوبات، و أيضا فهي تسبب ضررا  لدول ليس لها علاقة بالعقوبة.(12)



3) القوة:-


        يقع استخدام القوة في إدارة الصراع الدولي على وجهين أولهما تهديد باستخدامها و هذا يمثل عملا من أعمال  القوة و يكون هنا داعما لموقف التفاوض للطرف المهدد باستخدامها للقوى المسلحة من خلال إنغماس عسكري مباشر في الصراع. و بعض الدراسات تقول أن ضرورة وجود تدخل عسكري لتحقيق حقوق الإنسانية و فرض الديقراطية و حقوق الأقليات، و يرى البعض تحول فكر الولايات المتحدة عن رأي قوامه أن القوة يجب أن تستخدم ملاذ أخير لحماية مصالح أمريكية حيوية، إلى فكر جديد من المفكرين الاستراجيين الأمريميين و على رأسهم كولن بول يؤكد على استخدام القوة في الصراع الدولي.(13)



الخاتمة:-



     وصلنا من هذا البحث أن العلاقات الدولية قبل وستفاليا كانت تقوم على فكرة الامبراطوريات

و بعدها ظهر مبدأ القوميات و عندها قامت الثورة الفرنسية و ظهر مبدأ حق الشعوب قي تفرير مصائرها أو الدولة القومية، و كان يظهر مع كل مرحلة تعاريف مختلفة، فجاءت معاهدات و ستفاليا بمبدأ السيادة و جاء بعد ذلك التطور التكنولوجي في و سائل الموصلات و الأتصال و مفهوم العولمة.

     و في أثناء الحرب الباردة ظهر مفهوم عدم الانحياز و الاستبزاز السياسي  و مع انتهاء الحرب الباردة ظهر مفهوم التحول الديمقراطي ,و رأيي أن أي صراع يظل مستمر حتى تنتشر المفاهيم الأخلاقية  مثل العدل و الشورى و ما  إلى  ذلك و نتحول بالتدريج إلى مفهوم الكون قرية صغيرة .


مراجع الفصل الثاني:-



(1) محمد طه بدوي، ليلى أمين مرسي، ممدوح منصور، أحمد وهبان ، مدخل في العلاقات السياسية الدولية، أليكس لتكنولوجيا المعلومات: اسكندرية 2004 الاسكندرية ص14.

(2) ممدوح منصور،أحمد و هبان، التاريخ الدبلوماسي،أليكس لتكنولوجيا المعلومات2003/2004 اسكندرية ص23،ص24.

(3) محمد طه بدوي، ليلى أمين مرسي،ممدوح منصور، أحمد وهبان، مرجع سبق ذكره ص199:ص202

(4) ممدوح منصور، أحمد وهبان مرجع سبق ذكره ص196.

(5) المرجع السابق ص195.

(6) المرجع السابقص197.

(7) محاضرات د/ أحمد وهبان ساسية خارجية 2006.

(8) ممدوح منصور،أحمد وهبان مرجع سبق ذكره ص200:ص202

(9) المرجع السابق ص203

(10) محاضرات أحمد وهبان سياسة خارجية 2006.

(11) صلاح شلبي، الوجيز في القانون الدولي، كلية الشريعة جامعة الأزهرسنة2003 ص597:ص599.

(12) محاضرات د/أحمد وهبان في السياسة الخارجية 2006.

(13) المرجع السابق.