انتقل إلى المحتوى

بوابة:الشيعة/حدث/5

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

بعد مقتل الحُسين بن علي ووصول السبايا والأطفال ومعهم علي بن الحسين زين العابدين إلى الشام، "روي أن يزيد لعنه الله أمر بمنبر وخطيب ليخبر الناس بمساوئ الحسين وعلي عليهما السلام وما فعلا فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم أكثر الوقيعة في علي والحسين وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد لعنهما الله فذكرهما بكل جميل قال فصاح به علي بن الحسين ويلك أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار.

ثم قال علي بن الحسين عليه السلام يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد[1] فأتكلم بكلمات لله فيهن رضا ولهؤلاء الجلساء فيهن أجر وثواب قال فأبى يزيد عليه ذلك فقال الناس يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا فقال إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي وبفضيحة آل أبي سفيان فقيل له يا أمير المؤمنين وما قدر ما يحسن هذا فقال إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا.

قال فلم يزالوا به حتى أذن له فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب ثم قال:

بوابة:الشيعة/حدث/5 أيها الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنا سبطا هذه الأمة[2] من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي.

أيها الناس أنا ابن مكة ومنى أنا ابن زمزم والصفا أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا أنا ابن خير من ائتزر وارتدى أنا ابن خير من انتعل واحتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج ولبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواء أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله.

أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين وطعن برمحين وهاجر الهجرتين وبايع البيعتين وقاتل ببدر وحنين ولم يكفر بالله طرفة عين أنا ابن صالح المؤمنين ووارث النبيين وقامع الملحدين ويعسوب المسلمين ونور المجاهدين وزين العابدين وتاج البكائين وأصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين أنا ابن المؤيد بجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين والناكثين والقاسطين والمجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين وأول من أجاب واستجاب لله ولرسوله من المؤمنين وأول السابقين وقاصم المعتدين ومبيد المشركين وسهم من مرامي الله على المنافقين ولسان حكمة العابدين وناصر دين الله وولي أمر الله وبستان حكمة الله وعيبة علمه.

سمح سخي بهي بهلول زكي أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام قاطع الأصلاب ومفرق الأحزاب أربطهم عنانا وأثبتهم جنانا وأمضاهم عزيمة وأشدهم شكيمة أسد باسل يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة وقربت الأعنة طحن الرحى ويذروهم فيها ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز وكبش العراق مكي مدني خيفي عقبي بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها ومن الوغى ليثها وارث المشعرين وأبو السبطين الحسن والحسين ذاك جدي علي بن أبي طالب.

ثم قال أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء فلم يزل يقول أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد لعنه الله أن يكون فتنة فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام فلما قال المؤذن الله أكبر الله أكبر قال علي لا شيء أكبر من الله فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله قال علي بن الحسين شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي فلما قال المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله التفت من فوق المنبر إلى يزيد فقال محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت وإن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته؟

بوابة:الشيعة/حدث/5

قال وفرغ المؤذن من الأذان والإقامة وتقدم يزيد فصلى صلاة الظهر. قال وروي أنه كان في مجلس يزيد هذا حبر من أحبار اليهود فقال من هذا الغلام يا أمير المؤمنين قال هو علي بن الحسين قال فمن الحسين قال ابن علي بن أبي طالب قال فمن أمه قال أمه فاطمة بنت محمد فقال الحبر «يا سبحان الله فهذا ابن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعة بئسما خلفتموه في ذريته والله لو ترك فينا موسى بن عمران سبطا من صلبه لظننا أنا كنا نعبده من دون ربنا وأنتم إنما فارقكم نبيكم بالأمس فوثبتم على ابنه فقتلتموه سوءة لكم من أمة» قال فأمر به يزيد لعنه الله فوجئ في حلقه ثلاثا فقام الحبر وهو يقول إن شئتم فاضربوني وإن شئتم فاقتلوني أو فذروني فإني أجد في التوراة أن من قتل ذرية نبي ـ لا يزال ملعونا أبدا ما بقي فإذا مات يصليه الله نار جهنم."

[3]

  1. ^ أي المنبر
  2. ^ الإمام الحسن والإمام الحسين
  3. ^ بحار الأنوار ج45 ص137-140