انتقل إلى المحتوى

يناير (رأس السنة الأمازيغية)

تحتوي هذه المقالة قسماً واحداً على الأقل بحاجة لمصادر إضافية.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يناير (بالتيفيناغ: ⵉⵏⵏⴰⵢⵔ)، أو ناير أو جانفي، بحسب اختلاف اللهجات الأمازيغية والمغاربية في شمال أفريقيا هو أحد الشهور الأمازيغية، فهو الشهر الأول من السنة الأمازيغية، ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية. والسنة الأمازيغية تبتدئ من سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد، وبالتالي فإن التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التقويم الميلادي، فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2973 السنة 2023 الميلادية.

لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من قبيلة إلى أخرى، ويبدو أنه حتى بعض القبائل العربية تحتفل بالسنة الأمازيغية. وتعد أكلة أوركيمن والكسكس إحدى الوجبات الهامة في ذلك الاحتفال، وتجدر الإشارة إلى أن الكسكس وجبة عالمية أمازيغية الأصل، ذات اعتبار متميز لدى المغاربيين أمازيغا وعربا. بل حتى إن المغاربة يتناولون الكسكس في يوم الجمعة كعادة عندهم.

أصل التسمية

[عدل]

تم تسمية الشهر على اسم يناير "Janus" إله المداخل في الميثولوجيا الرومانية. وهي آتية من اللاتينية والتي تعني الباب (ianua) حيث أن يناير هو باب الدخول إلى السنة.[1]

أصول الاحتفال

[عدل]

يحتفل بشهر ينّار أو يَنَّاير في أنحاء وبلدان مختلفة من بلدان المغرب العربي الإسلامي، وفي مالي والساحل بالإضافة إلى نيجيريا. ويرجع أصل وتاريخ رأس السنة الأمازيغية، في التراث الشعبي المغاربي بأسطورة العجوز التي تحدّت شهر يناير في حين تروي أسطورة أخرى، أن سكان شمال أفريقيا الأصليين يحتفلون به تفاؤلا بموسم فلاحي وافر، فيما جاء في أسطورة ثالثة [وفقًا لِمَن؟]، حسب عدد من المؤرخين في بلدان المغرب، وهي انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على الفرعون رمسيس الثاني في مصر[بحاجة لمصدر] رغم أن هذا لم يحدث تاريخيا لأن رمسيس الثاني مات قبل ولادة شيشناق بأكثر من مئة عام.[2]

قصة العجوز

[عدل]

حسب المعتقدات الأمازيغية استهانت امرأة عجوز بقوى الطبيعة واغترت بنفسها فصارت ترجع صمودها ضد الشتاء القاسية، إلى قوتها ولم تشكر قوى السماء، فتحدّت ينّاير أشد فصول الشتاء برودة بالخروج مع عنزاتها الصغيرات لطهي طعامها خارج البيت، في عزّ برده وصقيعه فغضب ينّاير لهذا الأمر فطلب من فورار (شهر فيفري) أن يقرضه ليلة ونهارا حتى يعاقب العجوز على غرورها، فكان له ذلك، فجمّد العجوز وعنزاتها حيث يُقال أنه توجد بمنطقة جرجرة صخرة تدعى ”صخرة العجوز والعنزات” حيث بالنظر إلى تلك الصخرة الضخمة يمكن أن نلاحظ عجوزا تحلب معزاتها، وبقربها بعض صغار الماعز. وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي في هذا اليوم مخافة عاصفة شديدة.[3]

شيشونق الليبي

[عدل]

استطاع شيشناق أن يتولى حكم مصر ويحمل لقب الفرعون، وأسس بذلك لحكم أسرته “الأسرة الثانية والعشرين” في عام 950 ق-م- التي حكمت قرابة قرنين من الزمان. (شيشونق 935 ق.م[4])

التقويم الفلاحي

[عدل]

يستند الأمازيغ في تقويم يناير إلى ما يسمى بالتقويم الفلاحي الذي يتبعه الفلاحون في زراعاتهم لضبط السقي والغرس، إذ يشكل يناير نهاية موسم الحرث ومنتصف موسم المطر، وتتزامن السنة الأمازيغية الجديدة أيضا مع نفاذ مخزون المؤونة التي يحتفظ بها الفلاحون تحسبا لفصل الشتاء، وتسمى محليا «العولة».

مظاهر الإحتفال

[عدل]

مظاهر الاحتفال ببداية السنة الأمازيغية كثيرة ومتنوعة كل حسب عاداته وتقاليده، حيث يأخذ الاحتفال نكهة خاصة لدى أمازيغ الجزائر والبلدان المغاربية الأخرى، ويتم إحياؤها بطقوس مميزة وعادات تعكس تقاليد وهوية الأمازيغيين.[5]

  • يضع الرجال عصيا طويلة من القصب في المزارع والحقول في بعض المناطق حتى تكون غلال السنة الفلاحية الجديدة جيدة وتنمو بسرعة، فيما الأطفال يقطفون الزهور والورود عند مداخل المنازل، ويرتدون ملابس جديدة ويحلق الصغار رؤوسهم.
  • يستمر السهر على رقصات أحواش وأنغام الروايس، وفي اليوم الأول من السنة الأمازيغية تحمل النساء المغاربيات قليلا من «تاكلا» أو «بركوكش» غير مملح إلى مكان خارج القرية، ينصرفن دون أن يتكلمن بعد وضعه في مكان معلوم وتسمى هذه العملية «أصيفض» أي إعطاء الجن نصيبه من الطعام، قبل أن يُضاف إليه الملح.
  • في الصباح الموالي، تقوم النساء وفتيات القبيلة بما يسمى «أزكوزيو أسگاس»، أي تخضير السنة. وقد تجتمع النساء لوحدهن والفتيات لوحدهن ويذهبن إلى الحقول في ضواحي القرية حيث الربيع الأخضر، ويحملن على ظهورهن سلات «أزكيون»، ويجمعن مختلف الأعشاب من «أكلاس» الذي هو ربيع الشعير أو «تيفراضين»، أي سعف النخيل، والمراد بهذه العملية افتتاح السنة الأمازيغية الجديدة بلون أخضر لون الخصوبة والطبيعة والسلام.
  • يحرص سكان منطقة القبائل في الجزائر على ذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء يذبحها كبير العائلة من الرجال، وتحضر النساء العشاء الذي يحضره جميع أفراد العائلة وسط أجواء من الفرح والغناء ويضعون الحناء للأطفال، ويعتبرون هذه الطقوس فأل يقيهم من الحسد والعين.

في الشرق الجزائري

[عدل]

في الشرق الجزائري، الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يختلف عن باقي المناطق، حيث يقوم سكان الأوراس بتغيير الموقد التقليدي المتكون من الأحجار والرمال التي يطهى عليها الأكل، وبعد العشاء تقوم العائلات بتنظيم سهرة خاصة بحضور التراز والفول السوداني والشاي على الطاولة.[6]

ويتمثل التقليد الأكثر شيوعا في إراقة دم حيوان ومن المفضل أن يكون ديك بلدي، لكن مناطق أخرى تختلف العادات بها، ففي وسط العاصمة الجزائرية لا يشترط نوع معين من الذبيحة، فالمهم حسب المعتقدات السائدة هو أن يكون هناك لحم، وهذا لحماية العائلة من الأمراض والعين الحاسدة، كما أنها تقي أفرادها من المخاطر طول أيام السنة. وهناك من يجعله تاريخا لزواجه وعقد قرانه أو يتم فيه قص شعر الصبية لأول مرة وفيه أيضا تتزين النساء خاصة الغير متزوجات بالكحول والحلي التقليدية لجلب نظرات أعين الرجال التي تريد الزواج.

كما تجري العادة بنفس المناسبة بغرس بعض الأشجار والنباتات في الحقول لإبعاد الطفيليات والقيام أيضا بطلاء جدران البيوت وتغيير بعض الأثاث للتفاؤل بالأخبار السعيدة والجديدة.

انظر أيضًا

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Ianuarius?wprov=sfla1
  2. ^ "He came from a line of princes or sheikhs of Libyan tribal descent", موسوعة بريتانيكا, Encyclopaedia Britannica, 2002, v.7, p.733. نسخة محفوظة 22 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ رأس السنة الأمازيغية بين القائد «شيشناق» والعجوز المتكبرة صحيفة الحياة. وصل لهذا المسار في 19 يبتمبر2016 نسخة محفوظة 28 مارس 2018 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  4. ^ محمد شفيق (21/09/1988). ثلاثة وثلاثين قرن من تاريخ الأمازيغيين. ص. 28. مؤرشف من الأصل في 28 يناير 2020. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  5. ^ "السنة الأمازيغية.. القصة الكاملة للمناسبة وخلفياتها". الخميس 11 يناير 2018. مؤرشف من الأصل في 19 يونيو 2019. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  6. ^ ""يناير" من أسطورة العجوز.. إلى يوم وطني مدفوع الأجر !". المصدر. 9 يناير 2018. مؤرشف من الأصل في 2019-11-16. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-27.

وصلات خارجية

[عدل]