متلازمة الألم بعد رفو الفتق الإربي
متلازمة الألم بعد رفو الفتق الإربي (بالإنجليزية: Post herniorrhaphy pain syndrome) أو الألم الإربي، هو ألم أو شعور بعدم الراحة يستمر لمدة تستغرق 3 شهور بعد جراحة إصلاح الفتق الإربي. بينت التجارب المنضبطة المعشاة التي قارنت بين التنظير الجراحي والجراحة المفتوحة في علاج وتصحيح الفتق الإربي، أن لكليهما معدلات رجعة متشابهة عند استخدام الشبكة الجراحية في التصحيح، وبينت أيضًا أن معدلات الألم المزمن (الأكبر من 10%) تتخطى معدلات الرجعة (الأقل من 2%) وهي مؤشر هام على نجاح الجراحة.[1][2]
يسبب الألم الإربي المزمن العجز للمريض مع الألم العصبي، والمذل (الخدران)، ونقص الحس، وفرط الإحساس. ويمكن أن يعجز المريض عن أداء عمله، ويُحدّ من أنشطته البدنية والاجتماعية، ويُصاب أيضًا باضطرابات في النوم، ومشاكل نفسية.
السبب
[عدل]يحدث ألم الاعتلال العصبي الذي يمكن تعريفه بألم يحدث في مناطق التوزع الحسي للعصب المُعتل بسبب حدوث حالة شد بالعصب موجودة مسبقًا أو بسبب إصابة للعصب أثناء إجراء العملية الجراحية. يوصف هذا الألم غالبًا بأنه ألم طاعن وحارق. يتضمن ألم مستقبلات الأذية (مستقبلات الألم) الألم الجسدي والألم الحشوي. ويمكن أن يحدث هذا الألم الجسدي نتيجة لالتهاب مزمن من الإصابة الجراحية للأنسجة ويوصف بأنه ألم قارض وضارب مع وجود حالة من المضض (ألم عند اللمس).
الوقاية
[عدل]التعامل مع الأعصاب
[عدل]يعتبر تجنب انحصار الأعصاب وإصابتها أثناء الجراحة من الأمور الحاسمة للوقاية من هذه المتلازمة. ويوجد إجماع حاليًا أن أفضل الوسائل المُتبعة للوقاية هي إظهار وتمييز الأعصاب أثناء الجراحة وحمايتها.[3][4][5]
لا يعتبر قطع الأعصاب من الاستراتيجيات المُحبذة لأنها يمكن أن تزيد من الألم أحيانًا على المدى البعيد، ويمكن أيضًا أن تزيد من الاضطرابات الحسية في مناطق التوزع الحسي للعصب المقطوع.[6]
أسوأ الحالات هي عند عدم تمييز أي أعصاب على الإطلاق، والعديد من الجراحين لا يقومون بهذا التمييز. على سبيل المثال، في الممارسة اليومية، يتمكن الجراحون من تمييز الأعصاب الإربية الثلاثة أثناء الجراحة بصورة فردية لكل عصب في أقل من 40% من الحالات، بينما تشير المراجع إلى أن هذا التمييز يمكن القيام به في 70% إلى 90% من الحالات. التحدي هنا هو أن مسار العصب الحرقفي الإربي والعصب الحرقفي الخثلي متطابق مع ما هو موجود بمراجع التشريح في 42% من المرضى فقط. ومع ذلك، يمكن تمييز هذه الاختلافات التشريحية بسهولة.[7]
الشبكة
[عدل]الشبكة هي وسيلة تثبيت أخرى أجريت عليها العديد من الدراسات مع وجود نتائج مختلفة لها وعدد من الدلائل على نجاحها في خفض الألم الإربي المزمن. ومع ذلك، يبدو أن لغراء الفبرين ميزة بسيطة عنها. وُجد بعد دراسة أنواع الشبكات أيضًا، أن الشبكة ذات الوزن الأخف أفضل من الشبكة الأثقل، والشبكة الحيوية أفضل من الشبكة الاصطناعية. [8]
العلاج
[عدل]العلاج غير الجراحي
[عدل]يمكن أن يكون تقييم الحالات المرضية وعلاجها أمرًا صعبًا. من المهم متابعة الفحص المستمر والتصوير التشخيصي لاستبعاد حدوث أي رجعة غير متوقعة.[9] بعدها يمكن استخدام مضادات الالتهاب، وعمليات إحصار الأعصاب، والتعديل العصبي، مع عرض المريض على أطباء اختصاص علاج الألم.
استئصال الأعصاب الثلاثة مع أو بدون إزالة الشبكة
[عدل]إذا اتجهنا إلى العلاج الجراحي، يمكن إجراء عملية استئصال الأعصاب الثلاثة مع أو بدون إزالة الشبكة، إذ أشارت بعض الدراسات الصغيرة على نجاح هذا الإجراء. [10][11][12][13]
ومع ذلك، لا تعالج عملية استئصال الأعصاب الثلاثة الألم الإربي الناتج عن الاعتلال العصبي بالعصب التناسلي الفخذي، والقطاع أمام الصفاقي من فرعه التناسلي. ولكن بعد تعديل العملية لتشمل العصب التناسلي الفخذي، أعطت نتائج جيدة على عينة صغيرة مكونة من 16 مريضًا.[14]
يلجأ الجراحون إلى عملية إزالة الشبكة بعد فشل كل المحاولات الأخرى، فالشبكة سهلة في وضعها، ولكنها صعبة جدًا عند إزالتها بسبب اندماجها داخل الصفاق.
المآل
[عدل]يحدث الألم الإربي المزمن بشكل أكثر شيوعًا عن الرجعة، ويمكن أن يحدث باحتمالية أقل عند إصلاح الفتق بالتنظير الجراحي. غالبًا ما يختفي الألم بأساليب العلاج التحفظية. يمكن اللجوء أخيرًا إلى الحل الجراحي بعد التقييم الكامل للمريض ومحاولة علاجه بالطرق غير الجراحية.
الانتشار
[عدل]من الصعب تحديد الانتشارالحقيقي لهذه المتلازمة، فالألم ووصفه يختلف من شخص لآخر. لوحظ في دراسة أُجريت بدولة ليختنشتاين على 419 مريضًا أن 19% من المرضى كانوا يعانون من الألم بعد سنة من المتابعة، ويعاني 6% منهم من آلام متوسطة إلى آلام شديدة. تضم عوامل التنبؤ بحدوث الألم المتوسط والألم الشديد: حالة الفتق الراجع، وزيادة في معدل الألم بعد أول أسبوع من الجراحة، وزيادة معدل الألم بعد أربعة أسابيع من الجراحة. [15]
بينت دراسة أُجريت على 4062 مريض من سكان اسكتلندا بتعرض 43% من المرضى للألم الطفيف و3% للألم الشديد أو الشديد جدًا بعد ثلاثة أشهر من الجراحة. كانت تظهر حالات الألم الشديد والألم الشديد جدًا في صغار السن والنساء. بينت دراسة أخرى أجريت على هؤلاء المرضى الذين يعانون من الألم الشديد (في مدة متوسطها 30 شهرًا)، توقف الألم عند 29% منهم، وتحسن الألم عند 39% منهم، واستمرار الألم مع 26% منهم.[16]
المراجع
[عدل]- ^ Rosenberg، Jacob؛ Bisgaard، Thue؛ Kehlet، Henrik؛ Wara، Pål؛ Asmussen، Torsten؛ Juul، Poul؛ Strand، Lasse؛ Andersen، Finn Heidemann؛ Bay-Nielsen، Morten (2011). "Danish Hernia Database recommendations for the management of inguinal and femoral hernia in adults" (PDF). Danish Medical Bulletin. ج. 58 ع. 2: C4243. PMID:21299930. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2015-01-03.
- ^ Simons، M. P.؛ Aufenacker، T.؛ Bay-Nielsen، M.؛ Bouillot، J. L.؛ Campanelli، G.؛ Conze، J.؛ Lange، D.؛ Fortelny، R.؛ Heikkinen، T. (2009). "European Hernia Society guidelines on the treatment of inguinal hernia in adult patients". Hernia. ج. 13 ع. 4: 343–403. DOI:10.1007/s10029-009-0529-7. PMC:2719730. PMID:19636493.
- ^ Alfieri، S.؛ Amid، P. K.؛ Campanelli، G.؛ Izard، G.؛ Kehlet، H.؛ Wijsmuller، A. R.؛ Di Miceli، D.؛ Doglietto، G. B. (2011). "International guidelines for prevention and management of post-operative chronic pain following inguinal hernia surgery". Hernia. ج. 15 ع. 3: 239–49. DOI:10.1007/s10029-011-0798-9. PMID:21365287.
- ^ Alfieri, Sergio; Rotondi, Fabio; Di Miceli, Dario; Di Giorgio, Andrea; Ridolfini, Marco Pericoli; Fumagalli, Uberto; Salzano, Antonio; Prete, Francesco Paolo; Spadari, Antonio (2006). "Il dolore cronico dopo ernioplastica inguinale con protesi: il possibile ruolo della manipolazione chirurgica dei nervi del canale inguinale" [Chronic pain after inguinal hernia mesh repair: Possible role of surgical manipulation of the inguinal nerves. A prospective multicentre study of 973 cases] (PDF). Chirurgia Italiana (بالإيطالية). 58 (1): 23–31. PMID:16729606. Archived from the original (PDF) on 2018-12-01.
- ^ Ballert، Erik (2009). "Chronic Postoperative Inguinodynia: A pain in the *&%^". مؤرشف من الأصل في 2012-02-29.[نشر ذاتي؟]
- ^ Picchio، Marcello؛ Palimento، Domenico؛ Attanasio، Ugo؛ Matarazzo، Pietro Filippo؛ Bambini، Chiara؛ Caliendo، Angelo (2004). "Randomized Controlled Trial of Preservation or Elective Division of Ilioinguinal Nerve on Open Inguinal Hernia Repair with Polypropylene Mesh". Archives of Surgery. ج. 139 ع. 7: 755–8, discussion 759. DOI:10.1001/archsurg.139.7.755. PMID:15249409.
- ^ Al-dabbagh، A. K. R. (2002). "Anatomical variations of the inguinal nerves and risks of injury in 110 hernia repairs". Surgical and Radiologic Anatomy. ج. 24 ع. 2: 102–7. DOI:10.1007/s00276-002-0006-9. PMID:12197017.
- ^ Ansaloni، Luca؛ Catena، Fausto؛ Coccolini، Federico؛ Gazzotti، Filippo؛ d'Alessandro، Luigi؛ Pinna، Antonio Daniele (2009). "Inguinal hernia repair with porcine small intestine submucosa: 3-year follow-up results of a randomized controlled trial of Lichtenstein's repair with polypropylene mesh versus Surgisis Inguinal Hernia Matrix". The American Journal of Surgery. ج. 198 ع. 3: 303–12. DOI:10.1016/j.amjsurg.2008.09.021. PMID:19285658.
- ^ Ferzli، George S.؛ Edwards، Eric D.؛ Khoury، George E. (2007). "Chronic Pain after Inguinal Herniorrhaphy". Journal of the American College of Surgeons. ج. 205 ع. 2: 333–41. DOI:10.1016/j.jamcollsurg.2007.02.081. PMID:17660082.
- ^ Palumbo، P.؛ Minicucci، A.؛ Nasti، A. G.؛ Simonelli، I.؛ Vietri، F.؛ Angelici، A. M. (2007). "Treatment for persistent chronic neuralgia after inguinal hernioplasty". Hernia. ج. 11 ع. 6: 527–31. DOI:10.1007/s10029-007-0268-6. PMID:17668147.
- ^ Delikoukos، S.؛ Fafoulakis، F.؛ Christodoulidis، G.؛ Theodoropoulos، T.؛ Hatzitheofilou، C. (2008). "Re-operation due to severe late-onset persisting groin pain following anterior inguinal hernia repair with mesh". Hernia. ج. 12 ع. 6: 593–5. DOI:10.1007/s10029-008-0392-y. PMID:18542838.
- ^ Vuilleumier، Henri؛ Hübner، Martin؛ Demartines، Nicolas (2009). "Neuropathy After Herniorrhaphy: Indication for Surgical Treatment and Outcome" (PDF). World Journal of Surgery. ج. 33 ع. 4: 841–5. DOI:10.1007/s00268-008-9869-1. PMID:19156462. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-11-07.
- ^ Aasvang، Eske K.؛ Kehlet، Henrik (2009). "The Effect of Mesh Removal and Selective Neurectomy on Persistent Postherniotomy Pain". Annals of Surgery. ج. 249 ع. 2: 327–34. DOI:10.1097/SLA.0b013e31818eec49. PMID:19212190.
- ^ Amid، Parviz K.؛ Chen، David C. (2011). "Surgical Treatment of Chronic Groin and Testicular Pain after Laparoscopic and Open Preperitoneal Inguinal Hernia Repair". Journal of the American College of Surgeons. ج. 213 ع. 4: 531–6. DOI:10.1016/j.jamcollsurg.2011.06.424. PMID:21784668.
- ^ Callesen، T.؛ Bech، K.؛ Kehlet، H. (1999). "Prospective study of chronic pain after groin hernia repair". British Journal of Surgery. ج. 86 ع. 12: 1528–31. DOI:10.1046/j.1365-2168.1999.01320.x. PMID:10594500.
- ^ Courtney، C. A.؛ Duffy، K.؛ Serpell، M. G.؛ O'Dwyer، P. J. (2002). "Outcome of patients with severe chronic pain following repair of groin hernia". British Journal of Surgery. ج. 89 ع. 10: 1310–4. DOI:10.1046/j.1365-2168.2002.02206.x. PMID:12296903.