انتقل إلى المحتوى

علم الرئيسيات

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من عالم رئيسيات)
علم الرئيسيات
صنف فرعي من
جزء من
يمتهنه
الموضوع
التاريخ
history of primatology [الإنجليزية] ترجم عدل القيمة على Wikidata

علم الرئيسيات أو علم المقدمات[1] (بالإنجليزية: Primatology) هو الدراسة العلمية للرئيسيات.[2] إنه تخصص متنوع على الحدود بين علم الثدييات وعلم الإنسان، ويمكن العثور على الباحثين في الأقسام الأكاديمية للتشريح وعلم الإنسان وعلم الأحياء والطب وعلم النفس والعلوم البيطرية وعلم الحيوان، وكذلك في ملاذات الحيوانات ومرافق البحوث الطبية الحيوية والمتاحف و حدائق الحيوان.[3] يدرس علماء الرئيسيات كلاً من الرئيسيات الحية والمنقرضة في موائلها الطبيعية وفي المختبرات من خلال إجراء دراسات وتجارب ميدانية من أجل فهم جوانب تطورها وسلوكها.[4][5]

الفروع

[عدل]

باعتباره علمًا، يحتوي علم الرئيسيات على العديد من الفروع الفرعية التي تختلف في مناهجها النظرية والمنهجية تجاه الموضوع، وذلك عند دراسة الرئيسيات الحالية وأسلافها المنقرضة.

هناك مركزان رئيسيان لعلم الرئيسيات: علم الرئيسيات الغربي وعلم الرئيسيات الياباني. تنبع هاتان المدرستان المختلفتان من الخلفيات الثقافية والفلسفية الفريدة التي تأسستا عليها. على الرغم من أن علم الرئيسيات الغربي والياباني يشتركان في العديد من المبادئ الأساسية، فإن مجالات التركيز في أبحاث الرئيسيات تختلف بينهما.

التاريخ

[عدل]

علم الرئيسيات الغربي

[عدل]

علم الرئيسيات هو علم تجريبي. المعتقد السائد هو أن الملاحظة العلمية للطبيعة يجب أن تكون إما محدودة للغاية أو خاضعة للسيطرة الكاملة. في كلتا الحالتين، يجب على المراقبين أن يظلوا محايدين تجاه الكائنات الخاضعة للدراسة، ما يضمن جمع بيانات غير متحيزة وعدم تأثر الحيوانات بالتدخل البشري.[6]

هناك ثلاثة أساليب منهجية في علم الرئيسيات: الدراسة الميدانية، وهي النهج الأكثر واقعية؛ والدراسة في المختبر، وهي النهج الأكثر تحكمًا؛ والدراسة في بيئة شبه حرة، حيث يتم استنساخ بيئة الرئيسيات وبنيتها الاجتماعية البرية في إطار أسري مقيد.[7] تُجرى الدراسة الميدانية في البيئات الطبيعية، حيث يراقب العلماء الرئيسيات في موائلها الأصلية. أما الدراسة المختبرية فتُجرى في بيئات مختبرية محكومة. في هذه البيئة، يستطيع العلماء إجراء تجارب مضبوطة على قدرات التعلم وأنماط السلوك لدى الحيوانات.[8][9]

في الدراسات شبه الحرة، يستطيع العلماء مراقبة كيفية تصرف الرئيسيات كما لو كانت في البرية، مع التمتع بإمكانية الوصول الأسهل إليها والتحكم في بيئتها. تشمل مثل هذه المنشآت مركز «ليفينغ لينكس» التابع لمركز يركيس الوطني لأبحاث الرئيسيات في جورجيا، الولايات المتحدة، ومركز «إلجين» في سفاري ليون كانتري بفلوريدا، الولايات المتحدة.[10][11]

جميع أنواع دراسة الرئيسيات في المنهجية الغربية تهدف إلى أن تكون حيادية. على الرغم من أن هناك بعض علماء الرئيسيات الغربيين الذين يجرون أبحاثًا أكثر ذاتية، فإن التركيز في هذا المجال ينصب على الموضوعية.

ركزت دراسات الحقل الميدانية المبكرة على الباحثين الأفراد. من الأمثلة على ذلك: جين غودال وديان فوسي وبيروتي غالدكاس. في عام 1960، سافرت جين غودال إلى غابة «جومبي ستريم» في تنزانيا، حيث مكّنتها عزيمتها ومهارتها من ملاحظة سلوكيات للشمبانزي لم تُرَ من قبل. استخدم الشمبانزي أدوات مصنوعة من الأغصان لاستخراج النمل الأبيض من أعشاشه. كما أثبتت أعمال ديان فوسي في محطة أبحاث «كاريسوكي» في رواندا إمكانية التآلف بين الباحثين وغوريلا الجبال. تعلمت فوسي أن إناث الغوريلا تنتقل غالبًا بين المجموعات، وأن الغوريلا تأكل روثها لإعادة امتصاص المغذيات. أما ثالثة «الثلاثي العظيم»، بيروتي غالدكاس، فقد قضت أكثر من 12 عامًا لتعتاد على قِرَدة الأورانغوتان في بورنيو بإندونيسيا. استخدمت غالدكاس الإحصاءات ووسائل جمع البيانات الحديثة في إعداد أطروحتها للدكتوراه عام 1978 بشأن سلوكيات الأورانغوتان وتفاعلاته.[12]

علم الرئيسيات في علم الاجتماع الحيوي

[عدل]

يسعى علم الاجتماع الحيوي إلى فهم سلوك جميع أنواع الحيوانات في سياق السلوكيات المفيدة وغير المفيدة من منظور الانتقاء الطبيعي، يركز علم الرئيسيات بشكل حصري على رتبة الرئيسيات، والتي تشمل الإنسان العاقل (Homo sapiens). يدرس التداخل بين علم الرئيسيات وعلم الاجتماع الحيوي بالتفصيل تطور العمليات السلوكية لدى الرئيسيات، وما يمكن أن تخبرنا به دراسة أقرب أقربائنا الأحياء من الرئيسيات عن عقولنا نحن البشر. كما كان يقول عالم الأنثروبولوجيا الأمريكي إيرنست ألبرت هوتون: «Primas sum: primatum nil a me alienum puto.» أي «أنا من الرئيسيات؛ ولا شيء يخص الرئيسيات يعد غريبًا عني».[13]

أصبح التقاء هذين التخصصين نقطة محورية في النقاش حول قضايا رئيسية تتعلق بتطور الحياة الاجتماعية، وتطور اللغة وغرضها، والخداع، وكذلك تطور الثقافة وانتشارها. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التداخل يحظى باهتمام خاص من قِبل المهتمين بدراسات العلوم والتكنولوجيا (STS)، الذين يفحصون الظروف الاجتماعية التي تحفز وتشكّل وفي النهاية تتفاعل مع الاكتشافات والمعرفة العلمية. يذهب نهج STS في التعامل مع علم الرئيسيات وعلم الاجتماع الحيوي إلى ما هو أبعد من مجرد دراسة القردة، ليصل إلى مراقبة الأشخاص الذين يدرسون القردة.[14]

الأساس التصنيفي

[عدل]

قبل داروين وعلم الأحياء الجزيئي، قام والد علم التصنيف الحديث، كارل لينيوس، بتنظيم الكائنات الطبيعية إلى أصناف نعرف اليوم أنها تعكس قرابتها التطورية. صنف هذه الكائنات بناءً على الشكل الخارجي (المورفولوجيا). بما أن حيوانات مثل الغوريلا والشمبانزي والأورانغوتان تشبه الإنسان إلى حد كبير، فقد وضع لينيوس الإنسان العاقل مع الكائنات المشابهة شكليًا ضمن رتبة الرئيسيات. أكد علم الأحياء الجزيئي الحديث مكانة الإنسان ضمن هذه الرتبة، حيث يتشارك البشر مع القردة نسبة كبيرة جدًا من الحمض النووي، إذ يشترك الشمبانزي مع الإنسان بنسبة تتراوح بين 97% و99% من الهوية الجينية.[15]

المراجع

[عدل]
  1. ^ محمد هيثم الخياط (2009). المعجم الطبي الموحد: إنكليزي - فرنسي - عربي (بالعربية والإنجليزية والفرنسية) (ط. الرابعة). بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، منظمة الصحة العالمية. ص. 1676. ISBN:978-9953-86-482-2. OCLC:978161740. QID:Q113466993.
  2. ^ "What is Primatology?". Primate Info Net. مؤرشف من الأصل في 2020-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2011-06-09.
  3. ^ "What is a Primatologist?". Primate Info Net. مؤرشف من الأصل في 2020-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2011-06-09.
  4. ^ "Amelogenesis imperfecta in the dentition of a wild chimpanzee". ResearchGate. مؤرشف من الأصل في 2020-08-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-12.
  5. ^ Herculano‐Houzel، Suzana؛ Kaas، Jon H.؛ Oliveira‐Souza، Ricardo de (2016). "Corticalization of motor control in humans is a consequence of brain scaling in primate evolution". Journal of Comparative Neurology. ج. 524 ع. 3: 448–455. DOI:10.1002/cne.23792. ISSN:1096-9861. PMID:25891512. S2CID:21971853.
  6. ^ Herzfeld, p. 20.
  7. ^ Browne، Janet؛ Messenger، Sharon (ديسمبر 2003). "Victorian spectacle: Julia Pastrana, the bearded and hairy female". Endeavor. ج. 27 ع. 4: 155–159. DOI:10.1016/j.endeavour.2003.10.006. PMID:14652038.
  8. ^ Morris، Ramona and Desmond (1966). Men and Apes. New York: McGraw-Hill. ص. 155.
  9. ^ Cohen، Jon (2010). Almost Chimpanzee: Searching for What Makes Us Human, in Rainforests, Labs, Sanctuaries, and Zoos. Henry Holt. ص. 101–09.
  10. ^ Turner، Patricia (2023). "The History of Chimpanzees in Biomedical Research". في Robinson، Lauren M. (المحرر). Nonhuman Primate Welfare. Switzerland: Springer.
  11. ^ de Waal، Frans B. M. (1 سبتمبر 2005). "A century of getting to know the chimpanzee". Nature. ج. 437 ع. 7055: 56–59. Bibcode:2005Natur.437...56D. DOI:10.1038/nature03999. PMID:16136128. مؤرشف من الأصل في 2024-11-24.
  12. ^ Herzfeld، Chris (2016). Wattana: An Orangutan in Paris. ترجمة: Martin، Oliver Y. and Robert D. (ط. English translation from original French, 2012). Chicago: University of Chicago Press. ص. 14.
  13. ^ Yerkes، Robert M.؛ Yerkes، Ada W. (1929). The Great Apes: A Study of Anthropoid Life. New Haven: Yale University Press. ص. 588–589.
  14. ^ Crookshank، F. G. (1924). The Mongol in our Midst: A Study of Man and His Three Faces. New York: E. P. Dutton and Company.
  15. ^ Asquith، Patricia (1984). "Anthropomorphism in the Japanese and Western traditions in primatology". في Else، James G.؛ Lee، Phyllis C. (المحررون). Primate Ontogeny, Cognition, and Social Behaviour. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 61–71.