مستخدمة:زينب علي خميس الغافري/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تاريخ الخط العربي عبر العصور التاريخية[عدل]

.
الخط العربي

اختلف العرب في موطن الخط العربي الأصلي، فقد ذكر ابن خلدون في مقدمته ما نصه: ولقد كان الخط العربي بالغاً ما بلغه من الأحكام والاتقان، والجودة في دولة التبابعة لما بلغت الحضارة والترفه، وهو المسمى بالخط الحٍميَري، وانتقل منها إلى الحيرة، ومن الحيرة لقنه أهل الطائف وقريش فيما ذُكر.

ومن العرب من قال عن أصل الخط العربي: إن موطنه الأصلي هو اليمن، ومنهم من قال الحيرة، ومنهم من قال الأنبار، ومنهم من نسبه إلى أشخاص معينين، لكن مواقع ظهور الكتابة والخط معروفة لدى الباحثين الذين وضعوا خرائط توضيحية.

وهناك آراء كثيرة اعتمدها المستشرقون، منها: أن الخط العربي قد اشتق من الخط السرياني.

واختلف الباحثون أيضاً في محل نشوء الخط العربي، فمنهم من قال إن نشوئه كان في طور سيناء، ومنهم من قال إنه في الشام عند الغساسنة، أو في الحيرة عند المناذرة، ومنهم من يرى أن الخط العربي قريب من الكتابة النبطية المتأخرة.

وهكذا توصل العلماء إلى أن الخط العربي القديم اشتق من الخط النبطي المتأخر الذي اشتق من الخط الآرامي.[1]

الخط العربي في الجاهلية وقبيل الإسلام[عدل]

توصل العلماء في ضوء اكتشافاتهم إلى أن الخط العربي القديم قد اشتق من الخط النبطي المتأخر، والذي بدوره اشتق من الخط الآرامي.

وإذا دققت النظر في هذين الخطين لوجدت أن هناك تشابه وتقارب كبير بين هذين الخطين في الأسلوب كما في نقش النمارة (فلم يبلغ ملكٌ مبلغه)، وكلمة (هَلَكَ) مشابهة للمادة اللغوية العربية، وللأسلوب العربي.[2]

الخط العربي في صدر الاسلام[عدل]

مع بداية ظهور الدعوة الإسلامية، ظهرت أهمية العمل على طلب العلم وتعلم الكتابة، ولم يكن ذلك مقتصراً على الرجال فحسب، فقد اهتم الإسلام بتعليم النساء الكتابة أيضاً، وجعل الإسلام فدية من يكتب من أسرى قريش في موقعة بدر لمن لا يستطيع أن يفدي نفسه بالمال تعليم الكتابة لعشرة من المسلمين في المدينة، وهذا يدل على أن الخط كان معروفاً في مكة.

وتشير الرسائل التي بعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأرض يدعوهم فيها إلى الإسلام، أن الرسول قد اختار لكتابتها أجود الكُتّاب خطاً، وذكِر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له من الكتبة عدد من الصحابة الكرام، مثل عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وخالد بن سعد، وأبان بن سعيد، وأبو سعيد بن العاص، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، وزيد بن ثابت، والعلاء الحضرمي، وغيرهم.

وتوسع انتشار الخط بعد تأسيس الكوفة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلقد طور أهل الكوفة في أسلوب كتابة الحرف وشكله، حتى أصبح هذا الخط متميزاً بأهل الكوفة من غيرة من الخطوط، كخط أهل الحجاز.

وكان من المجودين للخط الإمام علي، أما عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد دعا إلى تدوين القرآن وحفظه وضبطه، وأجمع كثير من العلماء على أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قد كتب المصحف عن أربع نسخ بعث بها إلى الكوفة، والبصرة، والشام، أما النسخة الرابعة فأبقاها لنفسه.

وقد كان لكتابة المصحف الشريف أثر كبير في تطور الخط العربي وتجويده، وانتشاره خارج الجزيرة العربية.[3]

الخط العربي في العصر الأموي[عدل]

في السابق كانت الكوفة مركزاً من مراكز التجديد والإتقان في الكتابة بالخط العربي، حينما كانت مقراً للخلافة في عهد الصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وينسب لها الخط ذي الزوايا اليابس، وسُميَ بالخط الكوفي، إلا أنه بانتقال الخلافة من الكوفة إلى دمشق، وذلك عند قيام الدولة الأموية، انتقل مركز العناية بالكتابة بالخط العربي إلى الشام، واهتم خلفاء بني أمية الكتابة العربية اهتماماً كبيراً لإدراكهم مكانة الكتابة بالخط العربي في نشر الدعوة إلى الإسلام، فانشغل كثيرٌ من الناس بالكتابة العربية واهتموا في شكل خطها وتجويده واتقانه الذي أدى إلى التنافس في ذلك. فأخذ الخط العربي يسمو ويرتقي ويتحسن، وكان ذلك في أواخر أيام بني أمية، حيث اشتهر رجل بحسن خطه يُقال له "قطبة المحرر" الذي كان أكتب أهل زمانه، وذُكر أنه هو الذي بدأ في تحويل الخط العربي من الشكل الكوفي، وإنه أراد أن يخرج من قيود الخط الكوفي، ويظهر إلى العالم بقاعدة جديدة يشتهر بها، وتنسب إليه، فاخترع "قلم الطومار" و "القلم الجليل" والذي نسميه الآن "بالخط الجُلي" أي (الكبير الواضح)، ولكل من هذان الخطان شكله ورونقه، وبهما خرج قُطبة قليلاً عن الخط الكوفي بجميع أشكاله إلى خطوط جديدة.

وبهذا التطور الذي كان قطبة سبباً في حدوثه بسبب اختراعه لقلميه فتح باباً أمام جميع الخطاطين والكُتاب باب الاستنباط، والاختراع، فأخذ كل كاتب وخطّاط يستخدم مواهبه الفنية في إيجاد أشكال جديدة للخط العربي حتى كثُرت أشكال وأنواع الخطوط العربية أُصولاً وفُروعاً.[4]

الخط العربي في العصر العباسي[عدل]

وصل الخط العربي في العصر العباسي مرحلةً متقدمة من النضج؛ فبعد تأسيس بغداد على يد أبي جعفر المنصور عاصِمة للدولة العباسية، ومركزًا للحضارة العربية، ازداد الاهتمام بالعلم، والترجمة، وتوسعت دائرة الثقافة العربية، وصاحب ذلك كله تطور كبير في الكتابة بالخط العربي، وظهر مجموعة من الخطاطين والكُتَّاب لا تزال آثارهم باقية، وكان الخط العربي في العصر العباسي قد استوعب من الإبداع ما استوعب، فمزج الخط العربي بالنقوش، والزخارف، وأُثرِي بالتلوين، والتزويق، والتذهيب.

وفي أوائل الدولة العباسية اشتهر خطاطان بجمال، وحُسنِ خَطيهِما، وهما: الضحاك بن عجلان (في خِلافة أبي العباس السفاح)، وإسحاق بن حماد (في خِلافة المنصور، والمهدي)، وكان هذان الخطاطان يخُطان "الجليل"، وعلى يديهما تنوعت الخطوط وتفرعت، فكان هناك قلم الديباج، وقلم الثُلثين، وقلم الجليل، وقلم السجلات، وقلم الطومار الكبير، وقلم العهود... وهكذا.

وفي عهد المأمور ظهر كتبةٌ آخرون استطاعوا تقديم نماذج جديدة للخط العربي، وهم امتداد لما سبقهم، وأوجدوا خطوطاً جديدة وأوجدوا لكل خط قلمًا خاصًا مثل: -

1)  قلم النسّاخ.

2)  قلم الرياسي.

3)  قلم المرصع.

4)  قلم الرقّاع.

5)  قلم غبار الحلية.

ومن أولئك الخطاطين والكتّاب "إبراهيم الشحري" الذي طور القلم الجليل إلى قلم الثُلثين، ومن الثُلثين إلى قلم الثُلث.[5]

أشهر الخطاطين في العصر العباسي[عدل]

.ابن مقلة

هو أبو علي محمد بن مقلة، ولد سنة 272هـ، وتوفي سنة328هـ، نشأ في بغداد، ومُقلة لقب أبيه علي، ويعد من رُواد الخط، وأحد المبدعين فيه في ذلك الوقت، وقد ابتكر مُقلة قواعد جديدة للخط العربي، وهو الذي أطلق على قلم النسخ اسم ( البديع )، وذكر أنه كتب المصحف مرتين، ويمكن أن نقول أن ابن مقلة هو أول من بلغ بالثلث والنسخ هذا المبلغ من الكمال الذي لايزال أثره قائمًا في خطوطنا المعاصرة، إذ كانت خطوطه متناسقة، ومنسجمة، ظهر عليها التشكيل، والإشباع، والإرسال... كما وضع قواعد جديدة للخط العربي منها: التصريف، والتأليف، والتسطير، وغير ذلك، وكان رجال الدولة يبتاعون خطه بأثمان عالية.

وكان ابن مقلة شاعرًا، وسياسيًا، وأصبح وزيرًا ثلاث مرات، ولكنه مات مقتولًا كما تشير بعض المصادر، إذ عذِّب نهاية حياته، وقطعت يده اليمنى، لكنه ترك أثرًا كبيرًا أضاف إلى فن الخط العربي الجمال.


٢. ابن البواب

كان من أشهر الخطاطين، وسار على طريق ابن مُقلة، وطور في الأسلوب الذي اتبعه.

بدأ ابن البواب عمله مزوِّقًا للكتب، وامتهن الخط، وكا يميل للعلوم الدينية، فعين خطاطًا في جامع المنصور في بغداد.

كان ابن البواب حافظًا القرآن الكريم، وذكر أنه استنسخ القرآن الكريم أربعًا وستين مرة، وكان ابن البواب فنانًا فطريًا، صاحب ذوق في الكتابة بالخط العربي، فظهر ذوقه في طريقته في بالكتابة بالخط العربي، وطور خط المنسوب لابن مقلة، كما طور خط التوقيعات، والنسخ، وامدها بروح فنية جديدة.

لم ابن البواب من الأثرياء، فعاش على عمل يديه، وما يبدعه من خطوط، ومن نسخٍ للكتب، وكان يقلد ابن مقلة، ويزيد على تقليده ابتكارًا وحسن للإجادة.

وقد ركز ابن البواب على ترشيق الحروف، وتليينها، واستعمل خط النسخ، وخطوطًا أخرى لكتابة القرآن الكريم، وأيضًا استخدم خط الثلث لكتابة عناوين السور وعني بالزخرفة المواجهة للكتابة، ولاسيما عند نسخ فاتحة الكتاب ( سورة الفاتحة )، ورسم الفواصل الجميلة الصغيرة، واهتم أيضًا بالتزيين بالذهب.

وقد تأثر كثير من خطاطين والكتاب بأسلوب ابن البواب و قلدوه، وخاصة في طريقته المثلى لكتابة المصحف الشريف.

وفي سنة 413هـ توفي ابن البواب ببغداد، ودفن قرب ضريح الإمام أحمد بن حنبل، وقد رثاه المرتضى في إحدى قصائده.

3.  ياقوت المستعصمي

عاش في نهاية عصر الخلفاء العباسيين، وهو خاتمة سلسلة من عظماء الخطاطين في عصور الحضارة العربية، وقد فاق من سبقوه، كابن مُقلة، وابن البواب. وطور من خطوطهم وأساليبهم.

تميز أسلوب ياقوت برشاقة الحرف ودقته في قلم مائل المقطع، واستنسخ عددًا من المصاحف الشريفة، وقد تأثر به كثير من الخطاطين المعاصرين وقلدوه، الأمر الذي يجعله مصدر الاهتمام الأول لفنون الخط العربي في العصر الحديث.

وياقوت مؤلف لعدد من الكتب، ذكر منها المؤرخون كتاب "أسرار الحكماء" الذي طبع بالآستانة سنة 1300هـ، وكتاب "أشعار، وحكم، ووصايا "، طبع بالآستانة أيضًا، سنة 1302هـ، إلى جانب رسالة في علم الخط، كما كان أدبيًا، وكاتبًا، وشاعرًا.

توفي ياقوت في سنة 698هـ، في بغداد، وترجم له الكثير من المؤرخين، والكتاب.[6]

المراجع[عدل]

  1. ^ سهيلة ياسين؛ الجبوري. الخط العربي وتطوره في العصور العباسية. المدرسة المعيدة في كلية الآداب، قسم الآثار: المكتبة الأهلية. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)
  2. ^ عادل؛ الألوسي. نشأة الخط العربي وتطوره. القاهرة: مكتبة الزهراء. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)
  3. ^ سهيلة؛ ياسين. الخط العربي وتطوره في العصور العباسية في العراق. المكتبة الأهلية. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)
  4. ^ عادل، الألوسي؛ الألوسي. نشأة الخط العربي.
  5. ^ سهيلة؛ الجبوري. الخط العربي في العصور العباسية في العراق. بغداد: مكتبة دار الأهلية. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)
  6. ^ عادل؛ الألوسي. نشأة الخط العربي. القاهرة: مكتبة الزهراء. {{استشهاد بكتاب}}: |العمل= تُجوهل (مساعدة)