انتقل إلى المحتوى

مستخدم:Omakramm/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أقوال المذاهب في ترتيب سور القرآن[عدل]

مقدمة[عدل]

لطالما كانت السّورة من القرآن تحمل في معناها مفهوم العلوّ والرّفعة المعنويّة والحسّيّة الشّبيه بعلو سور المدينة ورفعته، يحصّنها ويحميها من غارة الأعداء وسطوة الأشقياء.

كلّ سورة اعتُبرت معجزةً حقّ الله بها الحقّ وأبطل الباطل وأخرس بها كلّ مكابر. أسهرت ليل العلماء وشحذت هممهم، ولا زالت إلى اليوم شامخةً عاليةً، تدرّ عليهم من خيرها وبركاتها كلّ حين بإذن ربّها، وما خَفِـيَ من درّها لا زال أعظـم ممّا عرفـوه، فللّه ما أعظمها من نعمة ومنّة من الله سبحانه وتعالى على خلقه الضّعفاء.

ترتيب السّور:[عدل]

تنوّعت سور القرآن في طولها وقصرها، ومواضيعها ومقاصدها، تنوّعًا بديعًا، وقسّمها العلماء إلى أربعة أقسام وخصّوا كلّ قسم منها باسم هي (الطّوال، والمئين، والمثاني، والمفصّل).

أقوال المذاهب في ترتيب السور:[عدل]

ثمّ في ترتيبها اختلفوا على ثلاثة أقوال ومذاهب بيّنها محمد عبد العظيم الزرقاني في كتابه مناهل العرفان في علوم القرآن ثمّ ختم ببيان ترجيحه رحمه الله تعالى:

  المذهب الأوّل:[عدل]

   قالوا بأنّ ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إنّما كان باجتهاد من الصحابة.

ينسب هذا القول:[عدل]

إلى جمهور العلماء؛ منهم مالك والقاضي أبو بكر فيما اعتمده من قوليه.

المذهب الثّاني:[عدل]

قالوا بأنّ ترتيب السّور كلّها توقيفيّ بتعليم الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- كترتيب الآيات، وأنّه لم توضع سورة في مكانها إلّا بأمر منه -صلّى الله عليه وسلّم-.

وقد أيّد هذا المذهب:[عدل]

أبو جعفر النحاس، و أبو بكر الأنباري.

المذهب الثّالث:[عدل]

قالوا بأنّ ترتيب بعض السّور كان بتوقيف من النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصّحابة.

وقد ذهب إلى هذا الرّأي:[عدل]

فطاحل من العلماء.

ما رجّحه الزرقاني:[عدل]

أبان الزرقاني -رحمه الله تعالى- عن ترجيحه للمذهب الثّالث، قائلًا: «ولعلّه أمثل الآراء؛ لأنّه وردت أحاديث تفيد ترتيب البعض. بل وردت آثار تصرّح بأنّ التّرتيب في البعض كان عن اجتهاد».

ثمّ دعا إلى وجوب احترام هذا التّرتيب، مُذكّرًا بأنّه: «سواءً أكان ترتيب السّور توقيفيًّا أم اجتهاديّا فإنّه ينبغي احترامه خصوصًا في كتابة المصاحف؛ لأنّه عن إجماع الصّحابة والإجماع حجّة؛ ولأنّ خلافه يجرّ إلى الفتنة، ودرء الفتنة وسدّ ذرائع الفساد واجب».

وختم مُنوّهًا إلى أنّ: «ترتيب السّور في التّلاوة ليس بواجب إنّما هو مندوب».

فجزاه الله عن الأمّة خير جزاء عمّا بذله من حرص وجهد واضح في درء الفتن وإخمادها.


المراجع