ويكيبيديا:مسابقة مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع/مقالات/تميم بن جميل

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

اسمه ونسبه:[عدل]

هو جميل بن تميم السدودسي ، خرج على الخليفة العباسي المعتصم بالله حيث اقام على شاطئ الفرات فالتفت العرب من حوله وعظم امره وكبرت شوكته ،فجرد الخليفة العباسي الجيوش لقتاله ودحره حتى لا يكبر ملكه ويتزايد خطره.

اعتقاله[عدل]

بعدما ادرك الخليفة العباسي عظم خطر جميل السدوسي كتب إلى عامله مالك بن طوق فخرج إليه على رأس جيشا كبير فهزم اتابعه وشتت شمله وسقط جميل السدودسي اخيرا في الأسر ، عاد الجيش العباسي وهو يحمل جميل السدودسي بعدما ازال خطرا كاد ان يقضي على الخلافة العباسية.

قصته مع المعتصم[عدل]

عندما اتى الجيش إلى بغداد ، كان ذلك اليوم هو اليوم الأول من أيام العيد فأمر الخليفة العباسي بقطع رأسه جزاءا لما فعل فبينما الجلاد ممسكا بسيفه ورقبة جميل بين السيف والنطع ، اراد المعتصم ان يرى جميل ماذا يقول وهو في لحظاته الأخيرة حيث يقول أحمد بن أبي داود: ما رأيتُ رجلاً عاين الموت، فما هالَه ولا شغله عما كان يجِبُ عليه أن يفعلَه إلا تميم بن جميل؛ فإنه لمّا مَثلَ بين يدي المعتصم وأحضر السيف والنطع، ووقف بينهما، تأمِّله المعتصم - وكان جميلاً وَسيماً - فأَحبّ أن يعلمَ أين لسانُه من منظره، فقال: تكلّم يا تميم، فقال: إذا إذ أذِنتَ يا أمير المؤمنين، فأنا أقولُ: الحمدُ للَّهِ " الذي أَحْسَنَ كلَّ شيءٍ خَلَقَهُ وَبَدأَ خَلْقَ الإنسان من طينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالةٍ من ماء مَهِينٍ " أيا أمير المؤمنين: جبر الله، بك صَدْعَ الدَّين، ولمَّ بك شَعَثَ المسلمين، وأوضحَ بك سُبُل الحقّ، وأخمدَ بِك شِهَابَ الباطل؛ إن الذنوبَ تخرس الألسُن الفصيحة، وتُعْيِي الأفئدَة الصحيحة، ولقد عظُمَتِ الجريرة، وانقطعَت الحجّة وساءَ الظنّ، فلم يبق إلا عفوُك وانتقامُك، وأرجو أن يكون أقربهما مني وأسرعهما إلي، أولاهما بإمامتك، وأشبههما بخلافتك، وأنت إلى العفو أقرب، وهو بك أشبه وأليق الطويل:

أرى الموتَ بين السيفِ وَالنطْع كامناً ... يُلاحظني من حيثما أتلفَّتُ

وأكبَرُ ظني أنكَ اليومَ قاتِلي ... وأَيُّ امرئ ممّا قضَى الله يفلت

وأي امرئ يأتي بعُذْرٍ وحُجّةٍ ... وسيفُ المنايا بين عينيه مُصْلَتُ

وما جزَعِي مِنْ أن أموتَ وإنني ... لأعلمُ أنَّ الموتَ شيءٌ موقَّتُ

ولكنّ خَلْفي صبْيةً قد تركتهم ... وأكبادُهم من حَسْرةٍ تتفتَّتُ

فإنْ عشتُ عاشوا سالمين بغِبطةٍ ... أذُودُ الرَّدَى عنهم وإن متُّ مَوَّتُوا

وكم قائلِ لا يبعد الله دارَهُ ... وآخرُ جَذْلانٌ يسرُّ ويشمتُ

فتبسَّم المعتصم وقال: يا جميل، قد وهبتُك للصَّبية، وغفرت لك الصّبْوَة، ثم أمر بفكّ قيودِه، وخلع عليه، وعقد له على شاطئ الفُرات.