انتقل إلى المحتوى

ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/714

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
توابيت مستخرجة ويظهر في الخلفية حي جبيل الذي يعود للعصور الوسطى
توابيت مستخرجة ويظهر في الخلفية حي جبيل الذي يعود للعصور الوسطى

مدافن جبيل الملكية هي مجموعة من تسعة مقابر بمهاوي دفن تحت الأرض ترجع للعصر البرونزي وتضم نواويس للعديد من ملوك بيبلوس (جبيل المعاصرة)، وهي مدينة ساحلية لبنانية، وواحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم. ارتبطت المدينة بعلاقات تجارية وثيقة مع مصر خلال العصر البرونزي، نتج عنها تأثير مصري بارز على الثقافة المحلية والممارسات الجنائزية. ضاع موقع جبيل القديمة بين صفحات التاريخ، حتى أُعيد اكتشافه في أواخر القرن التاسع عشر على يد الباحث التوراتي والمستشرق الفرنسي إرنست رينان. تقع خرائب المدينة القديمة على قمة تلة في المنطقة المجاورة مباشرةً لمدينة جبيل الحديثة. حفرت سلطات الانتداب الفرنسي خنادق تنقيبية وأجرت حفريات متواضعة كشفت عن نقوش بالهيروغليفية المصرية. أثار هذا الاكتشاف اهتمام علماء الغرب، مما دفعهم إلى إجراء مسوحٍ منهجيّةٍ للموقع. تسببت الأمطار الغزيرة بانهيار أرضي في منحدر جبيل الساحلي في 16 فبراير 1922، مما كشف عن مقبرة سفلية بها ناووسٍ حجريٍّ ضخمٍ، وقد استكشفها عالم النقوش والآثار الفرنسي شارل فيرولو. أجرى عالم المصريات الفرنسي بيير مونتيه حفريات مكثفة حول موقع المقبرة، فاكتشف ثمانية أضرحة إضافية ومهاوي دفن، وتتألف كل مقبرة من مهوى دفن عمودي متصل بغرفة دفن أفقية أدناه. صنف مونتيه المقابر إلى مجموعتين؛ تعود مقابر المجموعة الأولى إلى العصر البرونزي الوسيط وتحديداً القرن التاسع عشر قبل الميلاد وكان بعضها سليماً وضمت عدة قطع أثرية قيمة في الغالب، بما في ذلك الهدايا الملكية من فراعنة المملكة الوسطى أمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع، والحَلْيُ المصنوعة محلياً على الطراز المصري، وأواني تقديم الطعام المختلفة. تعرضت جميع قبور المجموعة الثانية للسرقة خلال العصور القديمة، مما تسبب في صعوبة التأريخ الدقيق لها، لكن الآثار تشير إلى أن بعض المقابر استُخدمت إبان العصر البرونزي المتأخر (من القرن السادس عشر إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد). عُثر على سبعة نواويس حجرية بالإضافة إلى مرفقات جنائزية، فيما بدا أن غرف الدفن التي لم تضم نواويس، احتوت توابيتاً خشبيةً تآكلت بمرور الوقت. كانت النواويس بلا زخرفة، باستثناء ناووس أحيروم. يشتهر هذا التابوت بنقشه الفينيقي، وهو واحدٌ من خمسة نقوش تُعرف باسم نقوش جبيل الملكية، ويعتبر أقدم مثالٍ معروفٍ للأبجدية الفينيقية المطورة بالكامل. ربط مونتيه وظيفة مقابر جبيل بعمل المصاطب المصرية، حيث يُعتقد أن روح المتوفى تحلق خارجة من غرفة الدفن، عبر فتحة المدخل الجنائزي، إلى المذبح الصغير على سطح الأرض حيث يمارس الكهنة طقوسهم.

تابع القراءة