تاريخ اللغة العربية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها 197.29.84.156 (نقاش) في 01:51، 9 ديسمبر 2020 (←‏تاريخ اللغة العربية: تم تصحيح خطأ مطبعي). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

اللغة العربية من اللغات السامية وهي أقدمها نشأةً وتاريخاً وهنالك العديد من الآراء الخاطئة في أصل العربية لدى قدامى اللغويين العرب فيذهب البعض حسب أسطورة إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان العربي فسميت اللغة باسمه، وورد رواية ضعيفة[1] أن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم حسب أسطورة أخرى أول من فتق لسانه بالعربية وهو ابن أربع عشرة سنة بينما نسي لسان أبيه[1] كما يذهب البعض الآخر إلى القول أن العربية كانت لغة آدم في الجنة وهذا يتناقض مع استنتاجات جميع علماء اللغة المعاصرين.[2]

ارتبطت اللغة العربية تاريخياً في القرن السادس ميلادي بـالشعر الجاهلي ولغته، وبـالقرآن في القرن السابع ميلادي، ثم دونت النصوص الإسلامية بدءاً من القرن الأول الهجري، ويمكن والتي أضحت لغة التراث الثقافي العربي الإسلامي، والتي هي لغتنا العربية الآن.[3]

تزاحمت التعريفات الخاصة بمصطلح (فقه اللغة / فيلولوجي / فقه اللغة) مثلما كثرت المؤلفات الخاصة بهذا الحقل والتي من أشهرها كتاب (فقه اللغة وسر العربية) لمؤلفه الفقيه اللغوي الشهير / عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي، لكن يُمكن اختزال التعريف الخاص بهذا العلم على أنه: التحليل التاريخي المقارن بين اللغات، وذلك بدراسة النصوص المكتوبة واكتشاف عناصر التشابه بين تلك اللغات وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليها عبر الزمن ومقارنة درجة القرابة بين اللغات المتشابهة والتحقق من روابط صلة النسب بينها، فنجد على الصعيد العالمي أن أستاذ اللسانيات السويسري / فرديناند دو سوسور يعتبر المرجع الأقدم والعلامة الثقة في هذا الحقل حيث ألف كتابا ضخما أسماه: "منهج في اللغويات العامة".

ومن بعده جاء / ليونارد بلومفيلد الأمريكي أحد علماء اللغة وأهم الرواد في مجال اللغويات البنيوية خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين بعد أن اصدر كتابا أطلق عليه عنوان (اللغة) الذي اهله بقوة ليكون مؤسس المدرسة الأميركية في علم اللسانيات في ميزان العلماء، وبالرجوع إلى ابحاث علماء اللغة، نجد أن العامل المشترك الذي اتفق عليه جميع خبراء اللسانيات قديماً وحديثاً حول أصل اللغة هو (الصوت) فاللغة عندهم هي الأصوات والخطاب الصادر عن لسان الإنسان.

وفي هذا الإطار نجد أن الفقيه والباحث اللغوي / محمد عبيد الله، قد إتبع أغلب الباحثين في زمانه في تفصيل أصول اللغة من خلال البحث في الحروف وجذورها، فأصدر كتابا مرجعيا في هذا الشأن عرف باسم "فقه الحروف"، استند فيه إلى "معجم ألفاظ القرآن" الشهير للعالم الجليل محمد فؤاد عبد الباقي.

خصنا بخواص ومنحنا مزايا لا نظير لها فكانت اللغة على رأس تلك المزايا، الأمر الذي أهّل علماء اللغة أن يكونوا على علم ودراية بمراتب أهل الأرض وملائكة السماء، ومرجع هذا يعود إلى جمال اللغة وفصاحة اللسان، ومن الجدير بالذكر أن اللغة يمكن أن تكون قد نشأت في عهد آدم عليه السلام لقول الله تعالى في القرآن الكريم: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا (سورة البقرة، آية 31) والله أعلم.

ثم قيل فسدت اللغة مع تقلب الزمان لقوله تعالى في القرآن الكريم: أَتُجَـٰدِلُونَنِى فِىٓ أَسۡمَآءٍ۬ سَمَّيۡتُمُوهَآ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُم مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِہَا مِن سُلۡطَـٰنٍ۬‌ۚ (سورة الأعراف ، آية 71).

ومن الأهمية بمكان أن القرآن أعاد تنظيم اللغة وجمع شتاتها، ثم وقف على حروفها كما هو معلوم من فواتح السور، قال تعالى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (سورة الشورى ، آية 7).

وحيث أن أم القرى أول منازل الإنسان فقد بقيت فيها بقايا من بلاغة اللغة وفصاحة اللسان، وتناثر حولها الكثير من المفردات لقوله تعالى:  وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ  قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ   (سورة الزمر)، أي أن مفردات القرآن عربية خالصة متوازنة منضبطة في إطار اللغة، مفصلة في فصائل وأسر، كما نراه في (الطير والطائرة والطيار والطيران) تجدها منضوية تحت جذر واحد أحيانا.

انظر أيضاً

مراجع

  1. ^ أ ب "لم يثبت حديث مرفوع في تحديد أول من تكلم بالعربية - الإسلام سؤال وجواب". islamqa.info. مؤرشف من الأصل في 2020-05-09. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-23.
  2. ^ جواد علي. المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
  3. ^ تاريخ العرب قبل الإسلام، محمد سهيل طقوش ،دار النفائس، 2009، ص:108

مزيد من القراءة

  • عبابنة، يحيى. "النحو العربي في ضوء اللغات السامية واللهجات العربية القديمة دراسات مقارنة"، دار الكتاب الثقافي للنشر، (ردمك 9957592416)