مستخدم:Memelord0/وجيه غالي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

وجيه غالي (25 فبراير 1927-أو 1929-5 يناير 1969) كاتب مصري اشتهر بروايته بيرة في نادي البلياردو (من إصدار أندريه ديوتش، 1964). خوفا من الاضطهاد السياسي، أمضى غالي أغلب حياته فقيرًا، وعاش في المنفى في أوروبا. توفي في 5 يناير 1969، بعد تناول جرعة زائدة مميتة من الحبوب المنومة.

سيرته[عدل]

وُلد وجيه غالي في الإسكندرية، لعائلة قبطية. وفقًا لصديقته ومحررته مؤلفاته ديانا أثيل، أخفى غالي بعناية التفاصيل المتعلقة بماضيه ونادرًا ما تحدث عنها.[1] تذكر مذكرات غالي يوم ميلاده (25 فبراير)، لكنها لا تذكر سنة ميلاده. وعلى الأرجح ولد بين عامي 1927 و1929. عندما كان صغيرًا توفي والده وتزوجت والدته من شخص آخر. يكتب غالي في مذكراته عن معانات عائلته المالية. مشردًا، تنقل بين بيوت الأصدقاء والأقارب في كل من الإسكندرية والقاهرة. ومع ذلك، كان أفراد أسرته الممتدة أثرياء وذوي نفوذ.

التحق غالي بكلية فيكتوريا، في حرميها بالإسكندرية والقاهرة، من 1944 إلى 1947.[2] درس في كلية الطب بجامعة القاهرة، وكان حاضرًا عندما نظم الطلاب مظاهرة في 4 ديسمبر 1948 راح ضحيتها الشرطي سليم زكي.[3] بدأ غالي دراساته الطبية في جامعة السوربون في باريس، لكنه لم يكملها. غادر باريس عام 1953. عاش أيضًا في لندن في منتصف الخمسينيات.

يشير أحد التقارير إلى أنه غادر مصر نهائيًا عام 1958.[4] ومع ذلك، فإن المقالات السردية الشخصية التي نشرها في صحيفة الغارديان (مانشستر) بين عامي 1957 و1959 حول الحياة في المنفى تشير إلى أن غالي كان يعيش بالفعل في أوروبا بحلول ذلك الوقت. بعد أن عاش في ستوكهولم لبعض الوقت، انتقل غالي إلى ألمانيا الغربية في عام 1960. وفقًا لأثيل، فقد وافق على أي عمل أمكنه أن يعثر عليه، بما في ذلك العمل في أرصفة الموانئ في هامبورغ، كعامل في مصنع وكوكيل.[1] من عام 1964 حتى عام 1966، عمل لدى فيلق الأجور الملكية بالجيش البريطاني في ريدت بألمانيا الغربية. في مايو 1966، عاد غالي إلى لندن، حيث استمر في السعي لنيل أي وظيفة تمكنه من الحصول على لقمة العيش.

في 26 ديسمبر 1968، ابتلع غالي الكثير من الحبوب المنومة في شقة ديانا أثيل. توفي في 5 يناير 1969. نشرت أثيل رواية خيالية مستوحاة من علاقتها بغالي بعنوان بعد الجنازة (1986).[5]

كتاباته[عدل]

مقالاته في ذا غارديان[عدل]

بين عامي 1957 و1959 نشر غالي ستة مقالات سردية قصيرة في ذا مانشستر غارديان (أعيدت تسميته ليصبح الغارديان في عام 1959). وتعد هذه المقالات هي أول أعمال غالي المنشورة. يروي المقال الأول، "صديقي كمال"، نشاط غالي السياسي في القاهرة في أواخر الأربعينيات. ويظهر هذا المقال بشكل خيالي في "بيرة في نادي البلياردو". تروي المقالات الأخرى، جنبًا إلى جنب مع مقال آخر نُشر في الجارديان عام 1965، تجاربه التي عاشها في المنفى في أوروبا: "صديقي كمال"، 5 يونيو 1957؛ "دروس للسيد لويجي" 21 أبريل 1958؛ "ثقافة ديملر" 24 نوفمبر 1958؛ "الكُتَّاب"، 29 كانون الثاني (يناير) 1959؛ "ساعي هندي"، ١٦ مارس ١٩٥٩؛ "قباطنة سفينتي"، ١٢ نوفمبر ١٩٥٩؛ "الورود حقيقية"، 20 فبراير 1965.

بيرة في نادي البلياردو[عدل]

بدأ غالي في تأليف رواية بيرة في نادي البلياردو أثناء إقامته في ستوكهولم وأكملها في ألمانيا الغربية. تم نشر الرواية لأول مرة بواسطة أندريه ديوتش في لندن عام 1964. أعيد طبعها بواسطة بينغوين في عام 1968 و"Serpent's Tail" في عامي 1987 و 2010. تمت ترجمة الرواية إلى الفرنسية،[6] العبرية،[7] الهولندية،[8] العربية،[9][10] الإيطالية،[11] والإسبانية.[12]

تدور أحداث الرواية حول شاب قبطي يُدعى رام، والذي -مثله مثل المؤلف- ليس لديه سوى القليل من المال، لكنه عاش حياة هنيئة. وهي رواية بارعة سياسيًا تدور أحداثها في الخمسينيات من القرن العشرين، وينتقد سردها المشروع الاستعماري البريطاني ونظام جمال عبد الناصر على حد سواء. يلتقي "رام" وصديقه "فونت" (الفقير أيضًا) بشيوعية يهودية من عائلة ثرية تدعى "إدنا" ويصادقانها. في ذلك الوقت، كان الصبيان طالبين في الجامعة وشاركا في مظاهرات ضد استمرار الوجود البريطاني في منطقة قناة السويس. تطورت قصة حب بين رام، وهو مسيحي قبطي، وإدنا، اليهودية المصرية. تشجع إدنا رام وفونت على إكمال تعليمهما، وتساعد في إرسالهما إلى لندن. تتعطل زيارة رام وفونت إلى لندن بسبب أزمة السويس عام 1956. عند عودته إلى القاهرة، يعاني رام من عنف نظام عبد الناصر.

تصور الرواية مجتمعين يمران بمرحلة انتقالية. بعد العدوان الثلاثي عام 1956، بدأت الأقليات الأجنبية في مصر بالمغادرة، وبدأ الطابع الكوسموبوليتاني للمدن المصرية في التلاشي. كما أوضحت أزمة السويس أيضًا نهاية عهد بريطانيا العظمى كقوة استعمارية. وتصور رواية "بيرة في نادي البلياردو" كلا التحولين.[13]

يوميات وجيه غالي: مصري في الستينيات المتأرجحة، تحرير مي حواس[عدل]

تم نسخ يوميات غالي المكتوبة بخط اليد وتحريرها ونشرها في عامي 2016 و2017 في مجلدين. تغطي اليوميات السنوات الأخيرة من حياته. قضى غالي معظم الفترة بين 1964-1968 يعمل في فيلق الجيش البريطاني في بلدة ريدت الصغيرة (مونشنغلادباخ)، فيما كان يعرف آنذاك بألمانيا الغربية. غالبًا ما شعر بالاختناق في المدينة، لكنه كتب أن ألمانيا هي واحدة من الأماكن القليلة التي منحته حق اللجوء. غالبًا ما حلم بالانتقال إلى لندن، حيث شعر أن هناك الكثير من الفرص الفكرية والاقتصادية أمامه هناك. انتقل أخيرًا إلى هناك في عام 1966، ليعيش في منزل صديقته ديانا أثيل واعتمد على مساعداتها المادية. من هناك، يصف غالي حياته المضطربة مع أتيل ونضاله الدؤوب في مواجهة إدمان الكحول والاكتئاب، وكتب عن انتقاداته للحياة الفكرية في لندن في الستينيات. كما تضمنت اليوميات رواية لزيارته لإسرائيل بعد أيام قليلة من حرب 1967، والأسباب التي دفعته للرحيل، والأشخاص الذين التقى بهم. قبل فترة وجيزة من رسالة انتحاره المؤلمة، يصف اللحظة التي اكتشف فيها أنه قد تم تجريده من جواز سفره المصري. تتضمن اليوميات المنشورة مقدمة ومقابلات مع أثيل وأحد أقارب غالي.

كتابات غير منشورة[عدل]

كان غالي يعمل على كتابة رواية ثانية عندما توفي في 5 يناير 1969. وعند وفاته، ترك أجزاءً من هذه الرواية غير المكتملة بالإضافة إلى ستة دفاتر مذكرات.[14] قامت مكتبة جامعة كورنيل برقمنة أرشيف هذا العمل غير المنشور.[15]

آراء النقاد عن بيرة في نادي البلياردو[عدل]

كتبت أهداف سويف أن "رواية وجيه غالي الممتازة" بيرة في نادي السنوكر " التي نشرها أندريه دويتش عام 1964، قد جذبت الانتباه وردود الأفعال النقدية الإيجابية. حدث الشيء نفسه عندما أعيد إصدارها في سلسلة "Penguin New Writers" عام 1968."[16] تمت مراجعة الرواية نقديًا بشكل إيجابي في كل من ذا تايمز[17] ونيويورك تايمز،[18] وكذلك في الغارديان،[19] نيوستيتسمان،[20] الملحق الأدبي للتايمز،[21] ونيويوركر [22] ومنافذ أخرى. في مراجعته المعاصرة للرواية، يصف مارتن ليفين الكتاب بأنه "تحفة صغيرة في شكل رواية، تقوم بالعديد من الأشياء ببراعة مذهلة. تعطي نظرة مصري لمصر عبد الناصر، وتنقل تلك النظرة ببراعة نسيج هذه التجربة. تصور الصراعات السياسية قبل وبعد أزمة السويس بصور تتجاوز الابتذال الصحفي. وتخلق بطلًا أصيلاً ومعقدًا".[18]

قبل عامين من صدور الطبعة الثالثة من الرواية، في رسالة إلى محرري مجلة لندن ريفيو أوف بوكس، كتب الروائي غابرييل يوسيبوفيتشي: "بيرة في نادي البلياردو هو أفضل كتاب كتب على الإطلاق عن مصر (أفضل حتى من "Goha le Simple" الذي كتبه جدي)[23] ومن المؤسف أن تنفد نسخه".[24]

ولدت كل طبعة لاحقة للكتاب مراجعات إيجابية إضافية، مما يدل على استمرار أهمية الرواية بعد عقود من كتابتها.[25][26][27]

وردت الرواية في بعض التحليلات الثقافية بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير 2011. كتبت هيلين ستور رومريم أن "موضوعات الرواية تعكس خطابًا مشابهًا لذلك الخطاب الذي يملأ القاهرة اليوم".[28] كتب نجار عظيمي أيضًا أن بيرة في نادي البلياردو "تقدم أوجه تشابه رائعة لمصر اليوم، حيث بدأ الفنانون والمفكرون والشباب عمومًا في تشكيل جمهورية ثقافية جديدة حتى في الوقت الذي يكافحون فيه أيضًا لاستكشاف اتجاهاتهم".[29]

رحلته إلى إسرائيل[عدل]

بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، زار غالي إسرائيل كصحفي مستقل. خلال إقامته التي استمرت لمدة ستة أسابيع من يوليو إلى سبتمبر 1967، كتب مقالتين في ذا تايمز.[30][31] في ديسمبر 1967، سجل تأملًا لزيارته لهيئة الإذاعة البريطانية، ونُشر نصه في يناير 1968.[32]

كان غالي قد حُرم بالفعل من تجديد جواز سفره المصري، لذلك لم يكن لديه الكثير ليخسره سياسيًا من خلال زيارة إسرائيل والتي كانت في حالة حرب مع مصر حينها. ومع ذلك، فقد عانى شخصياً من الانتقادات التي تلقاها من زملائه المصريين. 

روابط خارجية[عدل]

المراجع[عدل]

  [[تصنيف:أشخاص من الإسكندرية]] [[تصنيف:روائيون مصريون]] [[تصنيف:وفيات 1969]] [[تصنيف:مواليد عقد 1920]]

  1. ^ أ ب Athill، Diana (1986). After a Funeral. New York: Ticknor & Fields. ص. 43. وسم <ref> غير صالح؛ الاسم "Athill1986" معرف أكثر من مرة بمحتويات مختلفة.
  2. ^ Clement (2002). Clement and Hamouda (المحرر). Victoria College: A History Revealed. Cairo, Egypt: American University in Cairo Press. ص. 185.
  3. ^ Ghali، Waguih (5 يونيو 1957). "My Friend Kamal". The Guardian.
  4. ^ Soueif، Ahdaf (3 يوليو 1986). "Goat Face". London Review of Books.
  5. ^ Athill، Diana (1986). After a Funeral. New York: Ticknor & Fields.
  6. ^ Ghali, Waguih; Elisabeth Janvier (1965). Les Jeunes Pachas (بالفرنسية). Paris: R. Laffont.
  7. ^ Ghali، Waguih (1965). Mashkaot Harifim U-Ne'Arot Zolot: Roman Aktuali (بالعبرية). Tel Aviv: Mehkarim.
  8. ^ Ghali, Waguih; Paul Heijman (1990). Bier in de snookerclub (بالهولندية). Amsterdam: Nijgh & Van Ditmar.
  9. ^ Ghali، Waguih؛ Mahir Shafiq Farid؛ Hanaʼ Nasir (2006). Bira fi nadi al-bilyardu. Cairo: Dar al-ʻalam al-thalith.
  10. ^ Ghali، Waguih؛ Iman Mersal؛ Reem al-Rayyes (2013). Bira fi nadi al-bilyardu. Cairo: Dar al-Shuruq.
  11. ^ Ghali, Waguih (2009). Birra E Biliardo Al Cairo : Romanzo (بالإيطالية). Rome: Gremese.
  12. ^ Ghali, Waguih (2012). Cerveza En El Club De Snooker (بالإسبانية). Sajalin Editores.
  13. ^ Starr، Deborah (2006). "Drinking, Gambling, and Making Merry: Waguih Ghali's Search for Cosmopolitan Agency". Middle Eastern Literatures. ج. 9 ع. 3: 271–285. DOI:10.1080/14752620600999896.
  14. ^ Starr، Deborah (2006). "Drinking, Gambling, and Making Merry: Waguih Ghali's Search for Cosmopolitan Agency". Middle Eastern Literatures. ج. 9 ع. 3: 280–1. DOI:10.1080/14752620600999896.
  15. ^ "Waguih Ghali Unpublished Papers". Cornell University Library.
  16. ^ Souief، Ahdaf (3 يوليو 1968). "Goat Face". London Review of Books: 11–12.
  17. ^ "New Fiction". The Times. 20 فبراير 1964. ص. 16.
  18. ^ أ ب Levin، Martin (14 يونيو 1964). "Futility Lurked at Every Corner". New York Times Book Review. ص. 4–5.
  19. ^ Webb، W. L. (21 فبراير 1964). "Anger in Egypt". The Guardian. ص. 9.
  20. ^ Bryden، Ronald (21 فبراير 1964). "Out of the Cradle". New Statesman: 301.
  21. ^ Kroll، Stephen (20 فبراير 1964). "Doubter on the Nile". Times Literary Supplement: 141.
  22. ^ West، Anthony (12 سبتمبر 1964). "Playing the Game". New Yorker: 203.
  23. ^ Ades، Albert؛ Albert Josipovici (1919). Le livre de Goha le Simple. Paris: Calmann-Levi.
  24. ^ Josipovici، Gabriel (24 يوليو 1986). "Out of Egypt". London Review of Books. ج. 8 ع. 13. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-29.
  25. ^ Marcus، James (12 مارس 1968). "State of Shock". The Nation: 349–50.
  26. ^ Aspden، Rachel (4 ديسمبر 2012). "Review of Beer in the Snooker Club". The Guardian. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-29.
  27. ^ Qualey، M. Lynx. "Beer in the Snooker Club: Egypt Then and Now". AGNI Online. اطلع عليه بتاريخ 2013-04-29.
  28. ^ Stuhr-Rommereim، Helen (24 يوليو 2011). "Revisiting Beer in the Snooker Club in Revolutionary Times". Egypt Independent.
  29. ^ Azimi، Negar (11 سبتمبر 2011). "What do Egypt's writers do now?". New York Times Book Review. ص. 35.
  30. ^ Ghali، Waguih (10 أغسطس 1967). "An Egyptian Watches Arab Anger Rise". The Times. London. ص. 6.
  31. ^ Ghali، Waguih (1 سبتمبر 1967). "An Egyptian's report from Israel". The Times. London. ص. 9.
  32. ^ Ghali، Waguih (11 يناير 1968). "An Egyptian in Israel": 50–52. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)