لولية
اللولية أيديولوجية سياسية تصف توحيد شرائح المجتمع البرازيلي في عام 2006 التي كانت في السابق معادية للحركات الاجتماعية وحزب العمال خلف قوىً سياسية بقيادة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.[1] تركز الإصلاح المنظم والتغيير الهيكلي المحدود على أفقر قطاعات المجتمع.[2] قبلت الطبقات الدنيا، التي أبعدت نفسها سباقًا عن لولا، ترشحه بعد فترة ولايته الأولى رئيسًا للبلاد، مع تثني الطبقة الوسطى عنه. يكمن أصل اللولية في اللغة الخطابية والبركسيس (الأنهج والممارسات) التي تجمع بين الحفاظ على الاستقرار وتوزيع الدولة. في حين دعوتها للاشتراكية، تهدف اللولية إلى نهج «ليبرالي اجتماعي» يحل تدريجيًا الفجوة بين الأغنياء والفقراء بطريقة نفعية للسوق.[3][4]
استفاد المصنعون والمصارف وتجار التجزئة البرازيليون من النموذج الاقتصادي الحكومي القائم على الاستهلاك والذي يغذيه الائتمان. حسب ذكر المسؤول الصحفي أندريه سينغر، الذي صاغ مصطلح اللولية: «أدى تقارب مصالح القطاع الصناعي الخاص من جانب، ومصالح القوى العاملة المنظمة من جانب آخر، إلى الاستقرار الذي أتاح لهذا النظام السياسي أن يأخذ شكلًا حظي بالإجماع».[5] سمح هذا التوازن للحكومة بإجراء تغييرات كبيرة في السياسة تدريجيًا. في حركة اللولية، كانت سياسة عدم المجابهة شرطًا لازمًا للتنمية. الحركة جزء من الموجة اليسارية في أمريكا اللاتينية المعروفة باسم اشتراكية القرن الحادي والعشرين.[6]
التطور
[عدل]صاغ أندريه سينغر مصطلح اللولية، وهو عالم سياسي ومسؤول صحفي للولا في الفترة بين عامي 2003 و2005، والمتحدث الرسمي أثناء رئاسته في الفترة بين عامي 2002 و2007. نشأت اللولية خلال الحملة الرئاسية عام 2002، وفارقت السياسة اليسارية لحزب العمال حتى أواخر عام 2001، وتخلت عن مفهومي التنظيم والتعبئة. لكون اللولية نموذجًا للتغيير القسري في أواصر النظام، فإن التعبئة غير ضرورية والنزاع غير قائم.[7][8][9]
في مقال كتبه «معهد الألفية» ام 2009، ذكر أن «الليبراليين محاصرون»، بعد «أكثر من ست سنوات من اللولية». تبنت باتريسيا كارلوس دي أندرادي هذا الرأي: «إذ حسب رأيها، فإن مصطلح الليبرالية أسيئت ترجمته في البرازيل على أنه موقف يميني أو داعم للدكتاتوريات العسكرية. في الحرب من أجل كسب الرأي العام، دائمًا ما حصل اليسار المزعوم على الأفضل، حسب سينغر». وصفت وسائط الإعلام والكتب لولا دا سيلفا بأنه «ليبرالي»، بمعنى اجتماعي وليس كلاسيكي.[10][11][12]
سعت اللولية إلى المصالحة بين لولا والقطاع المحافظ البرازيلي الكبير. إحدى المفارقات أن اللولية اتفاقية اجتماعية محافظة تجمع بين السياسة الاقتصادية لفرناندو هنريكي كاردوسو (1995-2002) وسياسات التوزيع لحكومة لولا (2002-2010).[13]
تحت مسمى التوفيق، تمثل اللولية «استرضاءً للصراعات الاجتماعية، التي لطالما كانت الطبقة البرجوازية خائفة منها، خاصة في بلد يتسم بعدم المساواة الكبير كما هو الحال في البرازيل»، إذ إنها ترتأي «أجندة للتقليل من الفقر وعدم المساواة، ولكن تحت رعاية إصلاحية ضعيفة». يفسر نموذج التغيير الاجتماعي هذا بأنه «شكل محافظ من أشكال الحداثة ترعى فيه الدولة أشد الناس فقرًا»، بما يضمن عدم المساس بالمشاكل الهيكلية الاجتماعية في البرازيل، (أو بعبارة أخرى، دون تعارض مع المصالح المالية للنخبة المحافظة). «رسمت اللولية رايات أيديولوجية جديدة تحت مسمى الاتحاد» بدا أنها تجمع بين استمرارية حكومتي لولا وكاردوسو في سياسة الاقتصاد الكلي على أساس ثلاث ركائز تمثلت في السيطرة على التضخم، وسعر صرف معوم، وفائض في الميزانية.[14]
من السمات الأخرى التي تميز اللولية بوصفها حركة سياسية بطابع غير حزبي، هو تداخلها مع الأحزاب السياسية، من بينها حزب العمال الذي أسسه لولا. رغم تمركز الحركة حول شخصية لولا، إلا أن اللولية اختلفت عن الحركات الأخرى المحيطة بالزعماء السياسيين (مثل البيرونية في الأرجنتين) في عدم وجود تقديس لشخصية الرئيس.[15]
مع وقوع أحداث لاحقة في السياسة البرازيلية، مثل محاكمة ديلما روسيف، واعتقال لولا في 7 أبريل 2018، وإصلاح ميشال تامر لقوانين العمل، يناقش بعض المعلقين السياسيين بشأن بزوغ مرحلة ثانية من لولية أكثر تطرفًا وتوجهًا نحو اليسار.[16]
إرث اللولية
[عدل]استشهد العديد من السياسيين في أمريكا اللاتينية، مثل أولانتا هومالا وخوسيه موخيكا وماوريسيو فونيس وفرناندو لوغو، بفكرة اللولية والتشافيزية بوصفها نماذج سياسية بديلة لإجماع واشنطن.[17]
المراجع
[عدل]- ^ "Brazil: Is 'Lulism' over?". Links International Journal of Socialist Renewal. 23 يونيو 2013. مؤرشف من الأصل في 2022-11-14. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-30.
- ^ Singer, André (2009). "Raízes sociais e ideológicas do lulismo" [Social and ideological roots of Lulism]. Novos Estudos - CEBRAP (بالبرتغالية) (85): 83–102. DOI:10.1590/S0101-33002009000300004.
- ^ Alejandro M. Peña، المحرر (2016). Transnational Governance and South American Politics: The Political Economy of Norms. Springer. ص. 240. ISBN:9781137538635. مؤرشف من الأصل في 2023-01-23.
In this manner, while the social liberalism of Lulismo favored the agenda of the local actors advancing sustainability and CSR projects in Brazil, and further tilted the discursive field in favor of the transnational sustainability ...
- ^ Richard Sandbrook، المحرر (2014). Reinventing the Left in the Global South: The Politics of the Possible. Cambridge University Press. ص. 155.
... President Luiz Inácio (Lula) de Silva during his first term (2003–6) followed social-liberal policies ...
- ^ "BNCC's Mission". Brazilian-Norwegian Chamber of Commerce. مؤرشف من الأصل في 2023-01-07. اطلع عليه بتاريخ 2013-09-30.
- ^ "Lula +10: results and evolution of "Lulism"". Brazilian-Norwegian Chamber of Commerce. مؤرشف من الأصل في 2023-01-07. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-30.
- ^ Werneck, Paulo (19 Aug 2012). "Cientista político André Singer explica sua tese sobre o lulismo". Folha de S. Paulo (بالبرتغالية). Archived from the original on 2023-01-04. Retrieved 2018-10-08.
- ^ Galhardo، Ricardo (30 سبتمبر 2012). "André Singer: 'O lulismo não é um monopólio do PT'". Último Segundo. مؤرشف من الأصل في 2023-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-08.
- ^ "Lula + 10: Achievements, directions and challenges of the social transformations in Brazil". NorLARNet. 11 أبريل 2013. مؤرشف من الأصل في 2023-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2015-09-30.
- ^ "Explained: Who Is Brazil's New President Lula Da Silva, What's The Road Ahead For Brazil?". Outlook India. 2 نوفمبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2023-02-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-02.
Lula presented the liberal vision for Brazil.
- ^ "Guidelines for soy don't protect tropical forests in Brazil". Futurity. 2 نوفمبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2023-03-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-01-11.
Voters chose between the conservative Jair Bolsonaro and the liberal Lula da Silva.
- ^ Berch Berberoglu، المحرر (2009). Walking the Forest with Chico Mendes: Struggle for Justice in the Amazon. روتليدج (دار نشر). ISBN:9781351888912. مؤرشف من الأصل في 2023-01-11.
Perhaps the dimension which is more properly liberal has been the configuration of the Brazilian state, put forward by Lula Da Silva, that is concerned with the fight against hunger.
- ^ Keinert, Fábio Cardoso (Nov 2012). "Os sentidos do lulismo: reforma gradual e pacto conservador" [The meanings of Lulism: gradual reform and conservative pact]. Tempo Social (بالبرتغالية). 24 (2): 255–260. DOI:10.1590/S0103-20702012000200014.
- ^ Duarte, Rachel (7 Oct 2010). "Em 30 anos de PT, Lula se tornou maior do que o partido" (بالبرتغالية). Sul 21. Archived from the original on 2023-01-16. Retrieved 2010-10-24.
- ^ "L13467" (بالبرتغالية). 4 Jul 2017. Archived from the original on 2023-03-03. Retrieved 2018-10-08.
- ^ Oliveira, André de (28 Jan 2018). "Lincoln Secco: "TRF-4 pode ter criado um lulismo mais radical, sem Lula e sem o PT, como é o peronismo"". El País (بالبرتغالية). Archived from the original on 2022-12-05. Retrieved 2018-06-10.
- ^ "Lulismo seduz América Latina mas é difícil de copiar". O Globo (بالبرتغالية). 23 Jun 2011. Archived from the original on 2023-01-16. Retrieved 2012-04-28.