انتقل إلى المحتوى

مذبحة باراكويوس

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مذبحة باراكويوس
Matanzas de Paracuellos
جزء من الحرب الأهلية الإسبانية الحرب الأهلية الإسبانية،  والإرهاب الأحمر (إسبانيا)  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
مشهد لمقبرة باراكويلوس
المعلومات
البلد الجمهورية الإسبانية الثانية في الحرب  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع باراسويلوس دي خاراما وتوريخون دي أردوز - إسبانيا
الإحداثيات 40°30′17″N 3°31′48″W / 40.50472222°N 3.53°W / 40.50472222; -3.53   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
التاريخ نوفمبر-ديسمبر 1936
الهدف عسكريين ومدنيين يمينيين
نوع الهجوم إعدامات جماعية ميدانية
الأسلحة رشاشات وبنادق
الدافع القمع خلال الحرب الأهلية الإسبانية
الخسائر
الوفيات يعتقد مابين 2000 إلى 3000[1][2][3][4][5]
المنفذون قوات جمهورية ومليشيا
خريطة

مذبحة باراكويوس (بالإسبانية: Matanzas de Paracuellos)‏ هي عبارة عن سلسلة من عمليات قتل جماعي لمدنيين وجنود من قبل الفصيل الجمهوري في الحرب الأهلية الإسبانية التي وقعت قبل وأثناء حصار مدريد خلال المراحل الأولى من الحرب. لا يزال عدد القتلى غير معروف وهو محل نقاش وجدل. وقعت الأحداث في مكانين بالقرب من مدينة مدريد: في باراكويوس دي خاراما، وفي بستان ألدوفيا في بلدية توريخون دي أردوز.

نُفِّذت عمليات الإعدام عن طريق عمليات نقل السجناء من سجون مدريد، المعروفة شعبياً ساكاس (Sacas)، وجرت ما بين 7 نوفمبر و 4 ديسمبر 1936، بينما كانت القوات الحكومية والمتمردون يقاتلون للسيطرة على المدينة.[6] من إجمالي 33 عملية ساكاس للسجناء جرت في الفترة المذكورة أعلاه انتهى 23 منها بمذابح. فكان ينقل قوافل السجناء إلى مجرى سان خوسيه في سهل نهر خاراما، وإلى قناة ري غير صالحة للاستعمال في سهل نهر هيناريس، حيث يقتل آلاف السجناء. ومن بينهم جنود شاركوا في الانتفاضة أو لم ينضموا إلى الدفاع عن الجمهورية،[7] ومن الفلانخي ورجال دين ومقاتلين يمينيين وبرجوازية وغيرهم ممن اعتُقلوا في غالبيتهم العظمى لكونهم من مؤيدي الانتفاضة، وسجنوا دون حماية قانونية أو اتهام رسمي.

وسُحب السجناء الذين أُخرجوا من السجون بقوائم وإشعارات نقل أو إفراج على ورق حمل عنوان المديرية العامة للأمن، وفي بعض الأحيان بتوقيع سيغوندو سيرانو بونشيلا مندوب إدارة النظام العام في مجلس دفاع مدريد الذي يرأسه الجنرال خوسيه مياخا، وترأس إدارة النظام العام سانتياغو كاريو. وبعدها كما قيل، فإن الأسرى قد وجدوا بعد عمليات الساكاس ال 23 المذكورة سلفا قد أعدموا بعد إجراءات موجزة من قبل مليشيات تابعة للتنظيمات العمالية.

البداية

[عدل]

كان حوالي 5000 سجين سياسي وعسكري متمرد مسجون في مدريد منذ ما قبل الحرب في يوليو 1936.[4] تم القبض على العديد منهم خلال الانتفاضة الفاشلة لثكنات مونتانا في غرب مدريد. أصبح السجناء تحت سيطرة لجنة الدفاع عن مدريد الجديد، وهي لجنة طوارئ كانت مسؤولة عن المدينة في 7 نوفمبر بعد خروج الحكومة الجمهورية المنتخبة ديمقراطياً بقيادة فرانسيسكو لارجو كاباليرو عن مدريد إلى عاصمتها المؤقتة فالنسيا.

تم إخراج العديد من السجناء من السجن فيما يسمى ساكاس (عمليات الاستخراج) 33 عملية في المجموع، بين 7 نوفمبر و 4 ديسمبر حيث شنت القوات القومية المتمردة هجومها على مدريد. خشي الجمهوريون من وجود الكثير من السجناء الذين يحتمل أن يكونوا معاديين من الحرس الخلفي أثناء المعركة. أمرت السلطات الجمهورية في مدريد بعمليات الاستخراج كتابيًا غالبًا في وثائق موقعة من سيغوندو سيرانو بونشيلا نائب النظام العام، والتي تعمل مباشرة تحت إشراف السياسي الشيوعي الشاب سانتياغو كاريو.[1] ومع ذلك فإن مسؤولية كاريلو في المذبحة محل نقاش كبير.

وفقًا للمؤرخ خافيير سيرفيرا، لم تؤدِ الساكاس التي نُفِّذت لنقل السجناء إلى مواقع أخرى ليعدموا، وتم نقل السجناء بعيدًا عن الجبهة إلى ألكالا دي إيناريس.[8] في باراكويوس، ومع ذلك أسفرت مذبحة وفقًا للمؤرخ البريطاني أنتوني بيفور، فإن الأمر بقتل السجناء على الأرجح جاء من الشيوعي الإسباني خوسيه كازورلا موري أو بشكل غير مباشر من المستشار السوفيتي ميخائيل كولتسوف.[9]

إطلاق نار جماعي

[عدل]

تم نقل معظم السجناء الذين قيل لهم إنه سيطلق سراحهم بشاحنات إلى حقول خارج باراكويوس دي خاراما وتوريخون دي أردوز حيث أعدموا رميا بالرصاص، ودفنوا في مقابر جماعية. وقعت أولى عمليات إطلاق النار قبيل فجر يوم 7 نوفمبر واستمرت حتى 10 نوفمبر، بعد أن أصبح الفوضوي ميلكور رودريغيز غارسيا الذي كان يعارض تلك العمليات رئيسًا لنظام سجون مدريد. ولكنها استؤنفت في 14 نوفمبر بعدما استقال رودريغيز، ولم تتوقف حتى عاد إلى منصبه أوائل ديسمبر.

وقد انتشرت أخبار تلك الإعدامات إلى السلك الدبلوماسي منذ الأيام الأولى. فندد بها دبلوماسيون أجانب مقيمون في مدريد، ومنهم قنصل النرويج والسفير الألماني فيليكس شلاير الذي تحدث عن القضية مع كاريو.[10][11]

محاولة قتل هيني

[عدل]

في 8 ديسمبر أُسقطت طائرة تقل الدكتور جورج هيني مبعوث الصليب الأحمر الدولي، عند عودته إلى فرنسا فوق باسترانا شمال شرق مدريد. كان لدى هيني تقرير عن المجزرة وخطط لتقديمه خلال اجتماع لعصبة الأمم في جنيف. ألقت السلطات الجمهورية باللوم على القوات الجوية القومية في الهجوم، ولكن في 21 ديسمبر تم الكشف عن أن الطائرة قد أسقطتها طائرات سوفيتية الصنع مع طيارين سوفياتيين.[12]

أمضى هيني أربعة أشهر في المستشفى ولم يتمكن من تقديم تقريره. أما الصحفي الفرنسي لويس ديلابري الذي سافر على متن نفس الطائرة وتوفي بعدها بأسابيع، فقد ألقى باللوم على الجنرال ألكسندر ميخائيلوفيتش أورلوف المخبر السوفيتي لالمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية في إسبانيا عن الحادث.

الضحايا

[عدل]

معظم القتلى في مذبحة باراكويلوس كانوا مدنيين وجنود وقساوسة كاثوليك. ومن بينهم فيديريكو سالمون وزير العمل المحافظ السابق لسنة 1935، والسياسي الشهير خيسوس كانوفاس ديل كاستيلو ومونشين تريانا لاعب كرة القدم مع أتليتيكو مدريد وريال مدريد. بيدرو مونيوز سيكا كاتب مشهور. والأميرال المتقاعد ماتيو غارسيا دي لوس رييس؛ كما تم إعدام المحامي ريكاردو دي لا سيرفا إي كودورنيو والد المؤرخ ريكاردو دي لا سيرفا.[13][14] ضحية أخرى رفيعة المستوى قُتلت في المذبحة هي دوق بيناراندا الثامن عشر وهو نبيل إسباني ثري.

لا يزال عدد القتلى في باراكويوس غير معروف. ففي سنة 1977 وذكرت جريدة الكازار اليمينية 12,000 حالة وفاة ونشر سيزار فيدال قائمة بالأسماء في (بالإسبانية: Matanzas en el Madrid Republicano)‏، ولكن لم يعثر بعد على العديد من الجثث.[15] أما الرقم الأدنى الذي تم الاستشهاد به هو حوالي 1,000 حالة وفاة، وذكرها غابرييل جاكسون سنة 1967 وباول برستون سنة 2006، لكن هذا أقل بكثير من تقديرات معظم المؤرخين المعاصرين. وذكر جاكسون حوالي 1000 شخص في 6 و 7 نوفمبر.[16][17]

وقدر مؤرخون آخرون أن عدد القتلى يتراوح بين 2000 و 3000. وذكر هيو توماس وبيفور عدد 2,000،[1][2] وذكر ليدسما رقم 2,200-2,500؛[3] خوليان كازانوفا: 2,700،[4] وخافيير سيرفيرا أكثر من 2000.[5]

تم دفن العديد من الضحايا في مقبرة باراكويوس (40°30′42″N 3°32′49″W / 40.5116°N 3.547°W / 40.5116; -3.547).

انظر أيضًا

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب ج Thomas, Hugh. (2001). The Spanish Civil War. Penguin Books. London. p. 463
  2. ^ ا ب Beevor, Antony. (2006). The Battle for Spain. The Spanish Civil War, 1936-1939. Penguin Books. London. p.173.
  3. ^ ا ب Espinosa, Maestre; García Márquez, José Mº; Gil Vico, Pablo; and Ledesma, José Luis. (2010). Violencia roja y azul. España, 1936-1950. Editoríal Crítica. Barcelona. p.233
  4. ^ ا ب ج Julía, Santos; Casanova, Julían; Solé i Sabaté, Josep Maria; Villarroya, Joan; and Moreno, Francisco. (2006). Víctimas de la guerra civil. Ediciones Temas de Hoy. Madrid. p.134
  5. ^ ا ب Cervera, Javier (2006), Madrid en guerra. La ciudad clandestina, 1936-1939, segunda edición, Madrid: Alianza Editorial. (ردمك 84-206-4731-4). p93
  6. ^ في 21 سبتمبر عين مجلس الدفاع الوطني فرانسيسكو فرانكو جنراليسيمو، وفي 1 أكتوبر "رئيس الدولة الإسبانية" (بريستون 1994: 229-230 و 236).
  7. ^ Según Javier Cervera, unos 1100 jefes y oficiales del Ejército se encontraban recluidos en la Cárcel Modelo el 9 de agosto;(Cervera 2006: 85).
  8. ^ Cervera, Javier. Madrid en guerra. La ciudad clandestina, 1936-1939. Madrid, 2006. Alianza Editorial. (ردمك 84-206-4731-4)
  9. ^ Antony Beevor, The Spanish Civil War (1999), p. 133
  10. ^ Carrillo, Santiago. Memorias, Barcelona, Planeta, 1999. (ردمك 84-08-01049-2)
  11. ^ Schlayer, Felix. Matanzas en el Madrid republicano, Madrid: Áltera. (ردمك 84-89779-85-6). Online Fundación Generalísimo Franco. نسخة محفوظة 2020-03-30 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ Vidal, Cesar. La guerra que gano Franco. Madrid, 2008. p.256
  13. ^ Causa General (List of mass killings committed by Republicans compiled after the war by the Francoist state in Spanish) Causa General نسخة محفوظة 2021-04-14 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Paracuellos, 7 de noviembre de 1936, El País, 5 November 2006 (in Spanish) نسخة محفوظة 2007-03-18 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Vidal 2005: p 327-375
  16. ^ Jackson, Gabriel.(1967). The Spanish Republic and the Civil War, 1936-1939. Princeton University Press. Princeton. p.326
  17. ^ Preston, Paul. (2006). The Spanish Civil War. Reaction, Revolution & Revenge. Harper Perennial. London. p.186