تاريخ الألومنيوم: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 73: سطر 73:
ظل معدن الألومنيوم غير شائع لأن طريقة فولر لم تتمكن من إنتاج كميات كبيرة منه، وتجاوزت تكلفته سعر الذهب قبل أن يتم إبتكار طريقة جديدة لإنتاجه.<ref>name="Venetski"</ref> وفي العام 1852، بلغت كلفة الألومنيوم 545 دولار أمريكي للرطل الواحد.<ref>name="Singh2011"</ref>
ظل معدن الألومنيوم غير شائع لأن طريقة فولر لم تتمكن من إنتاج كميات كبيرة منه، وتجاوزت تكلفته سعر الذهب قبل أن يتم إبتكار طريقة جديدة لإنتاجه.<ref>name="Venetski"</ref> وفي العام 1852، بلغت كلفة الألومنيوم 545 دولار أمريكي للرطل الواحد.<ref>name="Singh2011"</ref>


أعلن الكيميائي الفرنسي هنري إتيان سانت كلير ديفيل عن طريقة صناعية لإنتاج الألومنيوم في عام 1854 في [[الأكاديمية الفرنسية للعلوم]] عن طريق تحويل [[كلوريد الألومنيوم]] باستخدم ال[[صوديوم]] الذي يعتبر معدنًا مناسبًا أكثر وأقل كلفة من البوتاسيوم الذي استخدمه فولر.{{sfn|Drozdov|2007|p=39}} تمكن ديفيل من إنتاج سبيكة من المعدن، ووعده [[نابليون الثالث]] حاكم [[فرنسا]] في ذلك الوقت بتقدبم دعم غير محدود لصالح أبحاث الألومنيوم بلغ 20 ضعف الدخل السنوي لعائلة عادية المستوى قام ديفيل باستخدامها.<ref>{{cite book |last=Sainte-Claire Deville |first=H. E. |authorlink=Henri Étienne Sainte-Claire Deville |date=1859 |url=https://books.google.com/books?id=rCoKAAAAIAAJ |title=De l'aluminium, ses propriétés, sa fabrication |trans-title=Aluminium, its properties, its manufacture |language=fr |publisher=Mallet-Bachelier |deadurl=no |archiveurl=https://web.archive.org/web/20160430001812/https://books.google.com/books?id=rCoKAAAAIAAJ |archivedate=30 April 2016 |df= }}</ref> كان اهتمام نابليون بالألومنيوم يكمن في استخداماته العسكرية المحتملة،{{sfn|Skrabec|2017|p=11}} فقد كان يأمل أن يتم تصنيع أسلحة وخوذات ودروع ومعدات أخرى لصالح الجيش الفرنسي من المعدن اللامع الجديد والخفيف.{{sfn|Drozdov|2007|p=46}} في حين لم يتم بعد عرض هذا المعدن على العامة في ذلك الوقت، فقد شاع عن نابليون أنه أقام مأدبة طعام قُدمت أواني الألومنيوم خلالها للضيوف الأكثر أهمية، في حين قُدمت أواني ذهبية للضيوف الآخرين.
أعلن الكيميائي الفرنسي هنري إتيان سانت كلير ديفيل عن طريقة صناعية لإنتاج الألومنيوم في عام 1854 في [[الأكاديمية الفرنسية للعلوم]] عن طريق تحويل [[كلوريد الألومنيوم]] باستخدم ال[[صوديوم]] الذي يعتبر معدنًا مناسبًا أكثر وأقل كلفة من البوتاسيوم الذي استخدمه فولر.{{sfn|Drozdov|2007|p=39}} تمكن ديفيل من إنتاج سبيكة من المعدن، ووعده [[نابليون الثالث]] حاكم [[فرنسا]] في ذلك الوقت بتقدبم دعم غير محدود لصالح أبحاث الألومنيوم بلغ 20 ضعف الدخل السنوي لعائلة عادية المستوى قام ديفيل باستخدامها.<ref>{{cite book |last=Sainte-Claire Deville |first=H. E. |authorlink=Henri Étienne Sainte-Claire Deville |date=1859 |url=https://books.google.com/books?id=rCoKAAAAIAAJ |title=De l'aluminium, ses propriétés, sa fabrication |trans-title=Aluminium, its properties, its manufacture |language=fr |publisher=Mallet-Bachelier |deadurl=no |archiveurl=https://web.archive.org/web/20160430001812/https://books.google.com/books?id=rCoKAAAAIAAJ |archivedate=30 April 2016 |df= }}</ref> كان اهتمام نابليون بالألومنيوم يكمن في استخداماته العسكرية المحتملة،{{sfn|Skrabec|2017|p=11}} فقد كان يأمل أن يتم تصنيع أسلحة وخوذات ودروع ومعدات أخرى لصالح الجيش الفرنسي من المعدن اللامع الجديد والخفيف.{{sfn|Drozdov|2007|p=46}} في حين لم يتم بعد عرض هذا المعدن على العامة في ذلك الوقت، فقد شاع عن نابليون أنه أقام مأدبة طعام قُدمت أواني الألومنيوم خلالها للضيوف الأكثر أهمية، في حين قُدمت أواني ذهبية للضيوف الآخرين.<ref name=Venetski>{{cite journal |last1=Venetski |first1=S. |date=1969 |title='Silver' from clay |journal=Metallurgist |volume=13 |issue=7 |pages=451–453 |doi=10.1007/BF00741130}}</ref>


==مراجع==
==مراجع==

نسخة 10:42، 24 أبريل 2019

أعمدة بثق من الألومنيوم

تاريخ الألومنيوم (بالإنجليزية: History of aluminium)‏ يعتبر الألومنيوم عنصرًا كيميائيًا يحمل الرمز (Al) ورقمه الذري هو 13. يصبح الألومنيوم معدنًا ذا لون فضي ساطع بفضل الظروف القياسية من الضغط ودرجة الحرارة، ويمتاز بخفة وزنه ومقاومته للصدأ. ينتمي الألومنيوم إلى عناصر المجموعات الرئيسية التي تكون عادة في حالة الأكسدة 3+، وهو كذلك ثالث أكثر العناصر وفرة في القشرة الأرضية؛[1] ويشيع استخدامه بكثرة في الأنشطة المتعلقة بالإنسان. يتم إنتاج الألومنيوم بعشرات ملايين الأطنان المترية، ويتم معالجته لتحسين بعض خصائصه مثل: الصلادة.  ليس للألومنيوم أي دور بيولوجي يذكر، وهو غير سام.[2]

عُرفت شبة الأمونيوم منذ القرن الخامس قبل الميلاد وكانت تستخدم على نطاق واسع من قبل القدماء في الصباغة والدفاع عن المدن مما وثق ارتباطها بالتجارة الدولية خلال العصور الوسطى، واعتقد علماء عصر النهضة أنها عبارة عن ملح لتراب جديد، وتم إثبات أن التراب في الأصل أكسيد لفلز جديد خلال عصر التنوير. تم الإعلان عن اكتشاف هذا المعدن في العام 1825 بواسطة الفيزيائي الدنماركي هانز كريستيان أورستد الذي كان عمله امتدادًا لجهود الكيميائي الألماني فريدرش فولر.

لم يكن الألومنيوم شائع الاستخدام الفعلي بسبب صعوبة صقله، ولكن سعره تجاوز أسعار الذهب بعد فترة وجيزة من اكتشافه ولم ينخفض إلا بعد بدء أول إنتاج صناعي من قبل الكيميائي الفرنسي هنري إتيان سانت كلير ديفيل في العام 1856.

أصبح الألومنيوم متاحًا لعامة الناس من خلال عملية هول-هيرو التي طورها المهندس الفرنسي بول هيرولت والمهندس الأمريكي تشارلز مارتين هول في العام 1886، بالإضافة إلى عملية باير التي طورها الكيميائي النمساوي كارل جوزيف باير في عام 1889. وجميع هذه العمليات ما زالت مستخدمة من أجل إنتاج الألومنيوم حتى الوقت الحاضر.

أدت هذه العمليات المستخدمة لإنتاج كميات كبيرة من الألومنيوم إلى شيوع إستخدامه في الصناعة والحياة اليومية، فقد استخدم في الطيران والهندسة والبناء والتعبئة بفضل خفته ومقاومته للتآكل. تنامى إنتاج الألومنيوم أضعافًا مضاعفة في القرن 20، وأصبح سلعة تبادل في السبعينات. في العام 1900، كان إنتاج الألومنيوم يبلغ 6,800 طن متري، وبلغ في العام 2015 حجم إنتاج هذا المعدن 57,500,000 طن.

التاريخ المبكر

تاريخ الألومنيوم اليوم، حققت لكم النصر على الأتراك الذين ينتزعون في كل عام من المسيحيين أكثر من ثلاثمائة ألف قطعة نقدية مقابل شبة الألومنيوم التي نصبغ بها الصوف والتي لا تتواجد في البلدان اللاتينية باستثناء كميات قليلة جدًا. لكنني وجدت سبعة جبال غنية بهذا المعدن بكمية تكفي سبعة عوالم، وإذا أصدرت أوامرك للعمال ببدء العمل على استخراجه وبناء الأفران وصهر المادة الخام فإنك ستزود أوروبا بأكملها بشبة الألومنيوم مما سيسبب الخسارة للأتراك في جميع أرباحهم وسيجعلهم هذا يلجؤون إليك. تاريخ الألومنيوم
  • جيوفاني دا كاسترو مخاطبًا عرابه البابا بيوس الثاني في عام 1461 بعد اكتشافه لمصدر غني لشبة الألومنيوم في تولفا بالقرب من روما.[3]
بلورات شبة الألومنيوم كما كان شكلها الطبيعي معروفًا لدى القدماء.

بدأ تاريخ الألومنيوم باستخدام مركب الشبة، وتم إنشاء أول سجل مكتوب عن شبة الألومنيوم في القرن الخامس قبل الميلاد بواسطة  المؤرخ اليوناني هيرودوت.[4] واستخدم القدماء هذه المادة كمثبت للصباغة وفي الطب وكطلاء مقاوم لاحتراق الأخشاب وللتنميش الصناعي، ولم يكن الألومنيوم معروفًا بعد كمعدن.[5] ذكر الكاتب الروماني بترونيوس في روايته ستريكن أن قطعة زجاجية قدمت للإمبراطور، وعندما أُلقيت على الأرضية المرصوفة لم تنكسر ولكن شكلها تغير، وقد تم إعادتها إلى وضعها السابق بواسطة مطرقة. وبعد تعلم كيفية إنتاج هذه المادة من الشخص الوحيد الذي اكتشفها  ويعرف وحده طريقة إنتاجها، أمر الإمبراطور بإعدامه كي لا ينخفض سعر الذهب.[6] ذُكرت الاختلافات في هذه القصة بشكل مختصر في موسوعة التاريخ الطبيعي[7] للمؤرخ الروماني بلينيوس الأكبر الذي أشار إلى أن القصة أصلها متداولة ومكررة أكثر من كونها حقيقية، بالإضافة إلى التاريخ الروماني للمؤرخ الروماني كاسيوس ديو،[8] وتشير بعض المصادر إلى  أن القطعة الزجاجية المذكورة في القصة قد تكون الألومنيوم.[9] وهناك احتمالية أن تكون السبائك المحتوية على الألومنيوم قد أنتجت في الصين خلال عهد أسرة جين الأولى.[10]

بعد الحروب الصليبية أصبحت شبة الألومنيوم مادة ذات أهمية في التجارة الدولية؛[11] كونه لا غنى عنها في صناعة النسيج الأوروبية.[11] كانت مناجم شبة الألومنيوم الصغيرة تعمل في أوروبا الكاثوليكية، ولكن معظم هذه المادة كان يُجلب من الشرق الأوسط.[12] استمر تداول شبة الألومنيوم عبر البحر الأبيض المتوسط حتى منصف القرن 15 عندما رفع العثمانيون ضرائب التصدير إلى حد كبير. وخلال سنوات قليلة، تم اكتشاف شبة الألومنيوم بكميات كثيرة في إيطاليا مما جعل البابا يحظر جميع الواردات من الشرق في غضون عامين، وقد استخدمت أرباح تجارة شبة الألومنيوم لبدء الحرب مع العثمانيين.[13] لعبت هذه المادة التي كان اكتشافها حديث العهد دورًا مهمًا في مجال الصيدلة الأوروبية، ولكن أسعارها المرتفعة التي حددتها الحكومة البابوية دفعت دول أخرى للبدء الذاتي لإنتاج هذه المادة، وقد بدأت المناطق الأخرى في أوروبا بتعدين هذه المادة على نطاق واسع في القرن 16.[14]

تحديد طبيعة شبة الألومنيوم

تاريخ الألومنيوم أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تُثبت به الطبيعة المعدينة لقاعدة شبة الألومنيوم. تاريخ الألومنيوم

الكيميائي الفرنسي تيودور بارون دي هينوفيل في عام 1760في الأكاديمية الفرنسية للعلوم.[15]

أثبت أنطوان لافوازييه أن الألومنيا عبارة عن أكسيد لفلز غير معروف.

ظلت طبيعة شبة الألومنيوم مجهولة في بداية عصر النهضة، وفي حوالي العام 1530 اعتبر الطبيب السويسري براكلسوس أنها عنصر منفصل عن أملاح حمض الكبريت(زاج) واقترح أنها من أملاح التربة. [16] وفي العام 1595، أثبت الطبيب والكيميائي الألماني أندرياس ليبافيوس أن شبة الألومنيوم وكبريتات الحديد الثنائي وكبريتات النحاس الثنائي قد تشكلت من نفس الأحماض ولكن من تربة مختلفة،[17] وقد قام بتسمية التربة غير المكتشفة والمُشكِلة لشبة الألومنيوم بالألومنيا.[16] وفي عام 1702، صرح الكيميائي الألماني جورج إرنست شتال ان القاعدة غير المعروفة لشبة الألومنيوم شبيهة بالجير أو الطبشور، وقد تشارك العديد من العلماء هذا الرأي الخاطئ لمدة نصف قرن من الزمن.[18] في عام 1722، اقترح الكيميائي الألماني فريدريك هوفمان أن قاعدة شبة الألومنيوم عبارة عن تربة مختلفة.[18] وفي عام 1728 ادعى الكيميائي الفرنسي إيتيان جوفري سانت هيلار أن شبة الألومنيوم تشكلت من تربة غير معروفة وحمض الكبريتيك،[18] واعتقد خطأً أن حرق تلك التربة تنتج السيلكا.[19] وفي عام 1739، أثبت الكيميائي الفرنسي جان جيلو أن كلًا من التربة الطينية والتربة الناتجة عن تفاعل الفلز القلوي على شبة الألومنيوم متطابقتان.[20] وفي عام 1746، أظهر الكيميائي الألماني يوهان هاينريش بوت أن المواد المترسبة الناتجة عن صب فلز قلوي في محلول شبة الألومنيوم مختلفة عن الجير والطبشور. [21]

في عام 1754، قام الكيميائي الألماني أندرياس سيغيسموند مارغراف بتركيب تربة شبة الألومنيوم عن طريق غلي الطين في حمض الكبريتيك وإضافة البوتاس،[18] وتبين أن إضافة الصودا أو البوتاس أو فلز قلوي إلى محلول التربة الجديدة في حامض الكبريتيك يؤدي إلى إنتاج شبة الألومنيوم،[22] وقام بوصف التربة على أنها قلوية لأنه اكتشف أنها تذوب في الأحماض عند تجفيفها. وصف مارغراف أملاح هذه التربة وهي الكلوريد والنترات والخلات.[23] في العام 1758، كتب الكيميائي الفرنسي بيير ماكير أن الألومنيا تشبة التربة المعدنية.[15] وفي العام 1760، عبر الكيميائي الفرنسي تيودور بارون دي هينوفيل عن ثقته في أن شبة الألومنيوم عبارة عن تربة معدنية.[15]

في عام 1767، قام الكيميائي السويدي توربرن برغمان بتركيب شبة الألومنيوم عن طريق غلي الألونايت في حامض الكبريتيك وإضافة البوتاس إلى المحلول، كما قام بتصنيعها عن طريق تفاعل كبريتات البوتاسيوم وتربة شبة الألومنيوم مما دل على أنّ شبة الألومنيوم عبارة عن ملح مزدوج.[16] في عام 1776، أوضح الكيميائي الصيدلاني الألماني كارل فلهلم شيله أن كلاً من شبة الألومنيوم والسيلكا نشأتا من الطين وشبة الألومنيوم غير المحتوية على السيليكون.[24] في العام 1782، كتب الكيميائي الفرنسي أنطوان لافوازييه عن اعتقاده بأن الألومنيا هو أكسيد معدن متصل بالأكسجين وهو قوي للغاية بحيث لا يمكن لعوامل الاختزال المعروفة التفوق عليه.[20] وبالنسبة للخطأ في معتقد إيتيان جوفري سانت هيلار، فقد تم تصحيحه في العام 1785 بواسطة الكيميائي والصيدلي الألماني يوهان كريستيان ويغب الذي صرح أن تربة شبة الألومنيوم لا يمكن تركيبها من السيليكا والقلويات، على عكس الاعتقاد المعاصر.[25]

اقترح الكيميائي السويدي يونس ياكوب بيرسيليوس في عام 1815،[26] صيغة AlO3 للألومنيا.[27] وقد وضعت صيغة Al2O3 الصحيحة بواسطة الكيميائي الألماني ايلهارد ميتشرليك في عام 1821، مما ساعد بيرسيليوس بتحديد الوزن الذري الصحيح للمعدن 27.[27]

تركيب المعادن

تاريخ الألومنيوم هذا المزيج سرعان ما ينفصل في الهواء. وإذا تعرض للتقطير في وسط خامل فإنه ينتج كتلة من المعدن تشبه القصدير في لونها ولمعانها إلى حد ما. تاريخ الألومنيوم

[28]

- الفيزيائي الدنماركي هانز كريستيان أورستد في عام 1825 واصفًا تركيب الألومنيوم في الأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم والآداب.

هانز كريستيان أورستد مكتشف معدن الألومنيوم.

حاول تيودور بارون دي هينوفيل في عام 1760 تحويل الألومنيا إلى معدن ولكنه لم ينجح في ذلك، وادعى أنه حاول بجميع الطرق المعروفة في ذلك العصر، على الرغم أن طرقه لم تُنشر. ومن المحتمل أنه قام بمزج شبة الألومنيوم مع الكربون أو بعض المواد العضوية أو الملح أو الصودا لإحداث تغيير، وقام بتسخينها بحرق الفحم.[29] في العام 1790، كرر الكيميائيان النمساويان أنطون ليوبولد روبريخت وماتيو توندي تجارب بارون مع زيادة درجة الحرارة، ووجدا جزيئات معدنية صغيرة اعتقدا أنها المعدن المطلوب، ولكن التجارب التي قام بها كيميائيون آخرون في وقت لاحق أظهرت أن تلك الجزيئات الصغيرة عبارة عن فوسفيد الحديد الناجم عن شوائب الفحم ورماد العظم. علق الكيميائي الألماني مارتن هاينرش كلابروت في أعقاب ذلك قائلاً " إذا كان هناك تربة تم وضعها تحت ظروف للكشف عن طبيعتها المعدنية وتم تعريضها لتجارب لتحويلها وأُختبرت في أعلى درجات الحرارة بشتى الطرق وعلى جميع المستويات، ومع كل ذلك لم يكتشف أحد بعد معدنيتها، فإن تلك التربة بالتأكيد هي الألومنيا".[30]

قام لافوازييه في عام 1794 والكيميائي الفرنسي لويس برنارد جويون دي مورفو في عام 1795 بإذابة الألومنيا إلى مينا بيضاء عن طريق حرق الفحم وتزويده بالأكسجين النقي ولكنهما لم يعثرا على أي معدن.[29]  وفي العام 1802، قام الكيميائي الأمريكي روبرت هير بإذابة الألومنيا بواسطة  أنبوب نفخ أوكسي هيدروجيني وحصل على المينا ولكن من دون أي معدن.[30]

في العام 1807، نجح الكيميائي البريطاني همفري ديفي بتحليل الألومنيا تحليلاً كهربيًا باستخدام بطاريات قلوية، ولكن السبائك الناتجة احتوت على البوتاسيوم والصوديوم ولم يكن لدى ديفي أي وسيلة لفصل المعدن المطلوب عنهما.[30] ثم قام بتسخين الألومنيا مع البوتاسيوم مما أنتج أكسيد البوتاسيوم ولكن من دون المعدن المطلوب.[31] في عام 1808، أجرى ديفي تجربة مختلفة عن التحليل الكهربي للألومنيا، مما أظهر أن الألومنيا تتحلل في الوسط الكهربائي ولكنها تنتج معدن يشوبه الحديد، ولم يكن قادرًا على فصلهما. في النهاية، قام بتجربة أخرى للتحليل الكهربي سعت إلى جمع المعدن على الحديد، ولكن مجددًا لم يتمكن من فصل المعدن المطلوب عنه.[30] اقترح ديفي تسمية المعدن بالألوميوم في عام 1808 وبالألومنيوم في العام 1812 ليكون بذلك اسمه الحديث.[32] استخدم علماء آخرون مصطلح الألومنيوم، وبقي المسمى السابق متداول لعقود لاحقة في الولايات المتحدة الأمريكية.[33]

في عام 1813، كرر الكيميائي الأمريكي بنيامين سيليمان تجربة روبرت هير وحصل على حبيبات صغيرة من المعدن المطلوب والتي أحرقت على الفور تقريبًا.[30]

في عام 1824، حاول الفيزيائي الدنماركي هانز كريستيان أورستد إنتاج المعدن عن طريق خلط كلوريد الألومنيوم اللامائي مع ملغم البوتاسيوم، ونتج عن ذلك كتلة معدنية شبيهة بالقصدير، وقام في عام 1825 بعرض نتائجه مع عينة من المعدن الجديد، وكتب في عام 1826 قائلاً "يمتلك الألومنيوم بريق معدني ولون رمادي نوعًا ما، ويتفتت في الماء ببطء شديد"، وهذا يشير إلى أنه حصل على سبائك الألومنيوم والبوتاسيوم بدلًا من حصوله على الألومنيوم النقي.[34][35] أبدى أورستد اهتمامًا قليلًا لاكتشافه، ولم يُعلم ديفي أو بيرسيليوس اللذان كان يعرفها، وقام بنشر عمله في مجلة دنماركية غير معروفة للعامة في أوروبا،[36] ونتيجة لذلك فإن اكتشاف العنصر لا يُنسب له، وقد زعمت بعض المصادر سابقًا أن أورستد لم يفصل الألومنيوم.[37]

فريدرش فولر رائد وباحث في خصائص الألومنيوم

حاول بيرسيليوس في العام 1825 فصل المعدن عن طريق غسل نظير البوتاسيوم بعناية من الملح الأساسي في الكريوليت في بوتقة. وقام قبل التجربة بتحديد صيغة هذا الملح بشكل صحيح كـ K3AlF6، ولم يعثر على أي معدن ولكن تجربته كانت قريبة جداً من النجاح وتم إعادتها بنجاح عدة مرات لاحقًا. كان خطأ بيرسيليوس متمثلاً باستخدام كمية زائدة من البوتاسيوم مما جعل المحلول قلوي للغاية، الأمر الذي يذيب جميع الألومنيوم المشكل حديثًا.[38]

في عام 1827، قام الكيميائي الألماني فريدرش فولر بزيارة أورستد وحصل على إذن صريح لمتابعة أبحاث الألومنيوم التي لم يمتلك أورستد الوقت الكافي لها، وكرر فولر تجارب أورستد ولكنه لم يجد أي ألومنيوم. كتب فولر في وقت لاحق لبيرسيليوس قائلاً أنّ "ما افترض أورستد باكتشافه له على أنه كتلة ألومنيوم ليس إلا بوتاسيوم يحتوي على الألومنيوم بالتأكيد".[39] أجرى فولر تجربة مماثلة، حيث قام بخلط كلوريد الألومنيوم اللامائي مع البوتاسيوم وأنتج بذلك مسحوق الألومنيوم. وبعد سماع ذلك، أشار أورستد إلى أن الألومنيوم خاصته قد يحتوي على البوتاسيوم. أكمل فولر بحثه، وفي العام 1845 تمكن من إنتاح قطع صغيرة من المعدن ووصف بعضًا من خصائصها الفيزيائية، وأشار وصف فولرللخصائص إلى أنه حصل على الألومنيوم غير النقي. فشل علماء آخرون أيضًا بإعادة تجربة أورستد، ونُسب الفضل إلى فولر بأنه المكتشف للمعدن. على الرغم من أن أورستد لم يكن مهتمًا بأولوية الاكتشاف، إلا أن بعض الدنماركيين حاولوا إثبات أنه من حصل على الألومنيوم. في عام 1921، اكتشف الكيميائي الدنماركي يوهان فوغ سبب عدم الاتساق بين تجارب أورستد وفولر، حيث أثبت أظهر أن تجربة أورستد كانت ناجحة بفضل استخدام كمية كبيرة من كلوريد الألومنيوم الزائد وملغم مع كمية منخفضة من البوتاسيوم.[40] في عام 1936، نجح علماء من شركة الألومنيوم الأمريكية Alcoa بإعادة تلك التجربة،[41] وما زالت العديد من المصادر اللاحقة تشير إلى فولر كمكتشف الألومنيوم.[42]

المعادن النادرة

تاريخ الألومنيوم كانت أول فكرة خطرت لي أنني وضعت يدي على معدن ذو مركب وسيط سيكون له استخداماته واحتياجاته في حياة الإنسان عندما نجد طريقة لاستخراجه من مختبرات الكيميائيين واستخدامه في الصناعة. تاريخ الألومنيوم

- كتاب مقدمة في الألومنيوم وخواصه وتصنيعه وتطبيقاته للكيميائي الفرنسي هنري إتيان سانت كلير ديفيل في عام 1859.[43]


هنري إتيان سانت كلير ديفيل الذي أسس أول مصنع للألومنيوم.

ظل معدن الألومنيوم غير شائع لأن طريقة فولر لم تتمكن من إنتاج كميات كبيرة منه، وتجاوزت تكلفته سعر الذهب قبل أن يتم إبتكار طريقة جديدة لإنتاجه.[44] وفي العام 1852، بلغت كلفة الألومنيوم 545 دولار أمريكي للرطل الواحد.[45]

أعلن الكيميائي الفرنسي هنري إتيان سانت كلير ديفيل عن طريقة صناعية لإنتاج الألومنيوم في عام 1854 في الأكاديمية الفرنسية للعلوم عن طريق تحويل كلوريد الألومنيوم باستخدم الصوديوم الذي يعتبر معدنًا مناسبًا أكثر وأقل كلفة من البوتاسيوم الذي استخدمه فولر.[46] تمكن ديفيل من إنتاج سبيكة من المعدن، ووعده نابليون الثالث حاكم فرنسا في ذلك الوقت بتقدبم دعم غير محدود لصالح أبحاث الألومنيوم بلغ 20 ضعف الدخل السنوي لعائلة عادية المستوى قام ديفيل باستخدامها.[47] كان اهتمام نابليون بالألومنيوم يكمن في استخداماته العسكرية المحتملة،[48] فقد كان يأمل أن يتم تصنيع أسلحة وخوذات ودروع ومعدات أخرى لصالح الجيش الفرنسي من المعدن اللامع الجديد والخفيف.[49] في حين لم يتم بعد عرض هذا المعدن على العامة في ذلك الوقت، فقد شاع عن نابليون أنه أقام مأدبة طعام قُدمت أواني الألومنيوم خلالها للضيوف الأكثر أهمية، في حين قُدمت أواني ذهبية للضيوف الآخرين.[50]

مراجع

  1. ^ Greenwood، Norman N.؛ Earnshaw، Alan (1997). Chemistry of the Elements (ط. 2). Butterworth-Heinemann. ص. 217. ISBN:978-0-08-037941-8.
  2. ^ Frank، W. B. (2009). "Aluminum". Ullmann's Encyclopedia of Industrial Chemistry. Wiley-VCH. DOI:10.1002/14356007.a01_459.pub2. ISBN:978-3527306732.
  3. ^ Setton، Kenneth Meyer (1976). "Pius II, the Crusade, and the Venetian war against the Turks". The Papacy and the Levant, 1204–1571: The fifteenth century. American Philosophical Society. ص. 231–270. ISBN:978-0-87169-127-9.
  4. ^ Drozdov 2007، صفحة 12.
  5. ^ Drozdov 2007، صفحات 12–14.
  6. ^ Pliny's Natural History. ترجمة: Rackham، H.؛ Jones، W.H.S.؛ Eichholz، D. E. Harvard University Press; William Heinemann. 1949–54. مؤرشف من الأصل في 2016-12-29. {{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  7. ^ name="Duboin1902"
  8. ^ name="Duboin1902"
  9. ^ Duboin, A. (1902). "Les Romains ont-ils connu l'aluminium ?" [Did the Romans know about aluminum?]. La Revue Scientifique (بالفرنسية). 18 (24): 751–753.
  10. ^ Butler، Anthony R.؛ Glidewell، Christopher؛ Pritchard، Sharee E. (1986). "Aluminium Objects from a Jin Dynasty Tomb – Can They Be Authentic?". Interdisciplinary Science Reviews. ج. 11 ع. 1: 88–94. DOI:10.1179/isr.1986.11.1.88.
  11. ^ أ ب Clapham، John Harold؛ Power، Eileen Edna (1941). The Cambridge Economic History of Europe: From the Decline of the Roman Empire. CUP Archive. ص. 207. ISBN:978-0-521-08710-0.
  12. ^ Balston، John Noel (1998). "Appendix I – In Defence of Alum". The Whatmans and Wove Paper: Its Invention and Development in the West: Research Into the Origins of Wove Paper and of Genuine Loom-Woven Wirecloth. John Balston. ج. 3. ص. 198. ISBN:978-0-9519505-3-1.
  13. ^ name="Setton1976"
  14. ^ Drozdov 2007، صفحة 17–18.
  15. ^ أ ب ت Richards 1896، صفحة 3.
  16. ^ أ ب ت Drozdov 2007، صفحة 25.
  17. ^ Weeks، Mary Elvira (1968). Discovery of the elements (ط. 7). Journal of chemical education. ج. 1. ص. 187.
  18. ^ أ ب ت ث Richards 1896، صفحة 2.
  19. ^ Drozdov 2007، صفحة 26.
  20. ^ أ ب Richards 1896، صفحات 3–4.
  21. ^ Pott, Johann Heinrich (1746). Chymische Untersuchungen, welche fürnehmlich von der Lithogeognosia oder Erkäntniß und Bearbeitung der gemeinen einfacheren Steine und Erden ingleichen von Feuer und Licht handeln [Chemical investigations which primarily concern lithogeognosia or knowledge and processing of common simple rocks and earths as well as fire and light] (بالألمانية). Voss, Christian Friedrich. Vol. 1. p. 32.
  22. ^ Drozdov 2007، صفحة 27.
  23. ^ Chisholm، Hugh، المحرر (1911). "Alum". Encyclopædia Britannica (ط. 11). Cambridge University Press.
  24. ^ Lennartson، Anders (2017). The Chemical Works of Carl Wilhelm Scheele. Springer International Publishing. ص. 32. ISBN:978-3-319-58181-1.
  25. ^ Wiegleb، Johann Christian (1790). Geschichte des wachsthums und der erfindungen in der chemie, in der neuern zeit [History of growth and inventions in chemistry in the modern time]. كريستوف فريدريك نيكولاي. ص. 357.
  26. ^ Wurtz، Adolphe (1865). "An introduction to chemical philosophies, according to modern theories". Chemical News. ج. 15: 99.
  27. ^ أ ب Drozdov 2007، صفحة 31.
  28. ^ name="(København)1827
  29. ^ أ ب Guyton, Louis-Bernard (1795). "Expériences comparatives sur les terres, pour déterminer leur fusibilité, leur manière de se comporter avec les flux salins ou vitreux, et l'action dissolvante qu'elles exercent réciproquement les unes sur les autres" [Comparative experiments on the earth, to determine their fusibility, their behavior with the saline or vitreous flows, and the dissolving action they exert on each other]. Journal de l'École Polytechnique (بالفرنسية). 3: 299.
  30. ^ أ ب ت ث ج Richards 1896، صفحة 4.
  31. ^ Davy، Humphry (1812). "Of metals; their primary compositions with other uncompounded bodies, and with each other". Elements of Chemical Philosophy: Part 1. Bradford and Inskeep. ج. 1. ص. 201.
  32. ^ Davy، Humphry (1808). "Electro Chemical Researches, on the Decomposition of the Earths; with Observations on the Metals obtained from the alkaline Earths, and on the Amalgam procured from Ammonia". Philosophical Transactions of the Royal Society. ج. 98: 353. DOI:10.1098/rstl.1808.0023.
  33. ^ Quinion، Michael (2005). Port Out, Starboard Home: The Fascinating Stories We Tell About the words We Use. Penguin Books Limited. ص. 23–24. ISBN:978-0-14-190904-2.
  34. ^ الأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم والآداب (1827). Det Kongelige Danske Videnskabernes Selskabs philosophiske og historiske afhandlinger [The philosophical and historical dissertations of the Royal Danish Academy of Sciences and Letters] (بالدنماركية). Popp. pp. XXV–XXVI.
  35. ^ Wöhler, Friedrich (1827). "Ueber das Aluminium" [About aluminium]. Annalen der Physik und Chemie. 2 (بالألمانية). 11: 146–161.
  36. ^ Drozdov 2007، صفحة 36.
  37. ^ Christensen، Dan Ch. (2013). "Aluminium: Priority and Nationalism". Hans Christian Ørsted: Reading Nature's Mind. OUP Oxford. ص. 424–430. ISBN:978-0-19-164711-6.
  38. ^ Richards 1896، صفحات 4–5.
  39. ^ Bjerrum، Niels (1926). "Die Entdeckung des Aluminiums". Zeitschrift für Angewandte Chemie. ج. 39 ع. 9: 316–317. DOI:10.1002/ange.19260390907. ISSN:0044-8249.
  40. ^ Drozdov 2007، صفحة 38.
  41. ^ Skrabec 2017، صفحات 10–11.
  42. ^ Lide، David R. (1995). CRC Handbook of Chemistry and Physics: A Ready-reference Book of Chemical and Physical Data. CRC Press. ص. 4-3. ISBN:978-0-8493-0595-5.
  43. ^ Laparra، Maurice (2015). A portrait of aluminium, metal of dream and modernity (PDF) (Report). Institute for the History of Aluminium. ص. 3. اطلع عليه بتاريخ 2018-12-19.
  44. ^ name="Venetski"
  45. ^ name="Singh2011"
  46. ^ Drozdov 2007، صفحة 39.
  47. ^ Sainte-Claire Deville, H. E. (1859). De l'aluminium, ses propriétés, sa fabrication [Aluminium, its properties, its manufacture] (بالفرنسية). Mallet-Bachelier. Archived from the original on 2016-04-30. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |deadurl= تم تجاهله (help)
  48. ^ Skrabec 2017، صفحة 11.
  49. ^ Drozdov 2007، صفحة 46.
  50. ^ Venetski، S. (1969). "'Silver' from clay". Metallurgist. ج. 13 ع. 7: 451–453. DOI:10.1007/BF00741130.