حفرية انتقالية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف معادل لم يعد موجود في الصفحة الإنجليزية (1) إزالة (تصنيف:علم الأحياء القديمة+ تصنيف:مستحاثات)
This article was translated by I Believe in Science & Ideas beyond borders & Beit al Hikma 2.0
سطر 1: سطر 1:
{{علم الأحياء القديمة}}
{{علم الأحياء القديمة}}
'''الحفرية الانتقالية''' هي أي بقايا متحجرة لأي شكل من أشكال الحياة، والتي تبدي سمات مشتركة بين كل من مجموعة الأسلاف ومجموعة السليل المشتق منها<ref name="Freeman">{{harvnb|Freeman|Herron|2004|p=816}}</ref>. وهي مهمة بشكل خاص حيث تكون المجموعة السليلة متمايزة بشكل حاد عن طريق [[علم التشريح العياني]] ونمط المعيشة عن مجموعة الأسلاف. وتكون هذه الأحفورات بمثابة تذكير على كون الأقسام التصنيفية ليست سوى بنى بشرية وضعها الإنسان بعد إدراكه المتأخر لسلسلة من الاختلافات والتباينات. وبسبب عدم اكتمال السجل الأحفوري ونقصه، فلا توجد –في العادة –طريقة لمعرفة مدى قرب الحفرية الانتقالية من نقطة التباين بالضبط. لذا لا نستطيع افتراض أن الحفريات الانتقالية هي أسلاف مباشرة لمجموعات أكثر حداثة، على الرغم من أنها كثيراً ما تستخدم كنماذج لمثل هؤلاء الأسلاف<ref name=Prothero/>.
'''حلقة مفقودة''' {{إنج|missing link}} أو '''الحلقات المتوسطة''' تعبير حلقة مفقودة يشيع استخدامه في الكتابات المتعلقة بالدارونية بناء على ملاحظة في كتاب أصل الأنواع تتعلق بقلة أو انعدام الأشكال الوسيطة بين الأنواع التي يفترض وجودها لتأكيد النظرية، فهي كائنات منقرضة أو معاصرة تجمع بين صفات طائفتين مختلفتين متتاليتين لتدل على وجود صلة بينهما وهي دليل على التطور في النظرية التركيبية الحديثة.<ref>{{cite journal |last1=Niedźwiedzki |first1=Grzegorz |last2=Szrek |first2=Piotr |last3=Narkiewicz |first3=Katarzyna |last4=Narkiewicz |first4=Marek |last5=Ahlberg |first5=Per E. |authorlink5=Per E. Ahlberg |date=7 January 2010 |title=Tetrapod trackways from the early Middle Devonian period of Poland |journal=Nature |location=London |publisher=Nature Publishing Group |volume=463 |issue=7227 |pages=43–48 |doi=10.1038/nature08623 |issn=0028-0836 |pmid=20054388 |display-authors=3 |ref=harv}}</ref><ref>{{cite web |url=http://palaeos.com/vertebrates/tetrapoda/amphibians.html |title=Amphibians, Systematics, and Cladistics |last=Kazlev |first=M. Alan |website=[[Palaeos]] |accessdate=2012-05-09| مسار الأرشيف = http://web.archive.org/web/20171016230017/http://palaeos.com/vertebrates/tetrapoda/amphibians.html | تاريخ الأرشيف = 16 أكتوبر 2017 }}</ref><ref>{{cite journal |last=Bates |first=Gary |date=December 2006 |title=That quote!—about the missing transitional fossils |url=http://creation.com/that-quote-about-the-missing-transitional-fossils |journal=Creation |publisher=[[Creation Ministries International]] |volume=29 |issue=1 |pages=12–15 |issn=0819-1530 |accessdate=2014-07-06}}</ref>


في عام 1859، وعندما نُشر كتاب [[تشارلز داروين]] “أصل الأنواع” لأول مرة، كان السجل الأحفوري غير معروف تماماً. ووصف داروين النقص الملحوظ في الحفريات الانتقالية على أنه “... الاعتراض الأخطر والأكثر وضوحاً والذي بالإمكان استعماله لنقض نظريتي”. لكنه أوضح ذلك بربطه بالنقص الشديد في السجل الجيولوجي<ref>{{harvnb|Darwin|1859|pp=[http://darwin-online.org.uk/content/frameset?viewtype=text&itemID=F373&pageseq=297 279–280]}}</ref> <ref>{{harvnb|Darwin|1859|pp=[http://darwin-online.org.uk/content/frameset?viewtype=text&itemID=F373&pageseq=359 341–343]}}</ref>. وأشار إلى المجموعات المحدودة المتاحة في ذلك الوقت، لكنه وصف المعلومات المتاحة بأنها أنماط إيضاحية تتبع نظريته عن النسب مع التحوير من خلال الاصطفاء الطبيعي<ref name="NS2645">{{cite journal |last=Prothero |first=Donald R. |authorlink=Donald Prothero |date=1 March 2008 |title=Evolution: What missing link? |url=https://www.newscientist.com/article/mg19726451.700-evolution-what-missing-link.html?full=true |journal=[[New Scientist]] |issue=2645 |pages=35–41 |issn=0262-4079 |accessdate=2015-05-13 |doi=10.1016/s0262-4079(08)60548-5 |volume=197}}</ref>. وبالفعل، فقد اكتُشف الأركيوبتركس بعد ذلك بعامين فقط، أي في عام 1861. ويمثل الأركيوبتركس شكلاً انتقالياً تقليدياً بين الديناصورات الأولى غير الطائرة والطيور. واكتُشفت الكثير من الحفريات الانتقالية منذ ذلك الوقت، وهناك حالياً أدلة وفيرة على كيفية ارتباط جميع أصناف الفقاريات، بما فيها العديد من الحفريات الانتقالية. ومن الأمثلة عن التحولات على مستوى الصنف: رباعيات الأطراف والأسماك والطيور والديناصورات والثدييات و “الزواحف الشبيهة بالثدييات”.
== أمثلة على الحلقات المتوسطة ==

'''[[أركيوبتركس|طائر الأركيوبتركس]]''':يجمع هذا الطائر بين صفات الطيور والزواحف حيث أنه له مخالب في أجنحته وفقرات عظمية في ذيله وأسنان في منقاره بينما يغطى جسمه بالريش وله فك يشبه المنقار وله أجنحة.
استخدم مصطلح “الرابطة المفقودة” على نطاق واسع في الكتابات الشعبية عن تطور الإنسان للإشارة إلى وجود فجوة ملحوظة في السجل التطوري البشري. ويستخدم بشكل شائع للإشارة إلى أي اكتشافات أحفورية انتقالية جديدة. لكن العلماء لا يستخدمون هذا المصطلح، لأنه يشير إلى نظرة ما قبل التطور للطبيعة.
[[ملف:Archaeopterix IRSNB.JPG|تصغير|الهيكل العظمى لطائر الأركيوبتركس]]

==أمثلة بارزة==
===الأركيوبتركس===
يعتبر [[الأركيوبتركس]] من جنس وحشيات الأرجل، وهو أحد أقرب أقرباء الطيور. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، أصبح هذا التصنيف مقبولاً لدى علماء الأحياء والحفريات القديمة، وأُشير إليه في أعمالٍ عديدة باعتباره أقدم طائر معروف. لكن دراسة في عام 2011 قد شككت في هذا الادعاء، واقترحت أن الأركيوبتركس هو ديناصورٌ قريب من أصل الطيور لكنه ليس من طيريات الأجنحة<ref name="Xiaotingia">{{cite journal |author1=Xing Xu |authorlink1=Xu Xing (paleontologist) |author2=Hailu You |author3=Kai Du |author4=Fenglu Han |date=28 July 2011 |title=An ''Archaeopteryx''-like theropod from China and the origin of Avialae |journal=[[Nature (journal)|Nature]] |volume=475 |issue=7357 |pages=465–470 |doi=10.1038/nature10288 |issn=0028-0836 |pmid=21796204 |ref=harv}}</ref>.

عاش الأركيوبتركس في الجنوب من ألمانيا حالياً في العصر الجوراسي المتأخر، أي قبل نحو 150 مليون سنة عندما كانت أوروبا مجرد أرخبيل عائم على البحر الاستوائي الدافئ، وكانت أوروبا أقرب إلى خط الاستواء بكثير مما هي عليه الآن، ويشبه شكلها طائر العقعق الأوروبي. وكانت أكبر كائنات القارة بحجم الغراب حالياً<ref name="Erickson etal 2009">{{cite journal |last1=Erickson |first1=Gregory M. |authorlink1=Gregory M. Erickson |last2=Rauhut |first2=Oliver W. M. |author3=Zhonghe Zhou |authorlink3=Zhou Zhonghe |last4=Turner |first4=Alan H. |last5=Inouye |first5=Brian D. |author6=Dongyu Hu |last7=Norell |first7=Mark A. |date=9 October 2009 |title=Was Dinosaurian Physiology Inherited by Birds? Reconciling Slow Growth in ''Archaeopteryx'' |journal=[[PLOS ONE]] |volume=4 |issue=10 |page=e7390 |bibcode=2009PLoSO...4.7390E |doi=10.1371/journal.pone.0007390 |issn=1545-7885 |pmc=2756958 |pmid=19816582 |display-authors=3 |ref=harv}}</ref>. بلغ طول الأركيوبتركس نحو نصف (0.5) متر فقط، ولكنه امتلك أجنحة عريضة وواسعة بالرغم من صغر حجمه، كما امتلك القدرة على الطيران والانسياب. ويبدو أن الأركيوبتركس يتشابه في كثير من الميزات مع الديناصورات الأخرى الصغيرة التي وجدت في حقبة الحياة الوسطى بشكل أكبر من تشابهه مع الطيور الحديثة. وخاصة الميزات التالية التي يشترك بها مع الدرومايوصوريات والترودونتيدات: وهي الفكوك ذات الأسنان الحادة وثلاثة أصابع مزودة بمخالب وعظم ذيلي طويل، بالإضافة إلى أصابع ثانوية شديدة المرونة كانت تُستخدم كمخالب للصيد والقتل، والريش أيضاً إلى جانب العديد من السمات الهيكلية الأخرى<ref name="Yalden 1">{{cite journal |last=Yalden |first=Derek W. |authorlink=Derek Yalden |date=September 1984 |title=What size was ''Archaeopteryx''? |journal=[[Zoological Journal of the Linnean Society]] |volume=82 |issue=1–2 |pages=177–188 |doi=10.1111/j.1096-3642.1984.tb00541.x |issn=0024-4082 |ref=harv}}</ref>. تجعل هذه الميزات من الأركيوبتركس مرشحاً قوياً لتصنيفه ضمن الحفريات الانتقالية بين الديناصورات والطيور<ref name="UCal MoP">{{cite web |url=http://www.ucmp.berkeley.edu/diapsids/birds/archaeopteryx.html |title=''Archaeopteryx'': An Early Bird |author=<!--Staff writer(s); no by-line.--> |website=[[University of California Museum of Paleontology]] |publisher=[[University of California, Berkeley]] |location=Berkeley, CA |accessdate=2006-10-18}}</ref>، وبالتالي سيكون للأركيوبتركس أهمية كبيرة في دراسة الديناصورات وأصل الطيور.

===السجل الأحفوري===
لا يظهر كل شكلٍ انتقالي في السجل الأحفوري، لأن السجل الأحفوري غير كامل. ونادراً ما تُحفظ الكائنات الحية على شكل أحفورات حتى في أفضل الظروف، ولم يتم اكتشاف سوى جزء ضئيل من هذه الأحفورات. وأشار عالم الأحفورات دونالد بروثيرو إلى هذا الأمر موضحاً أن عدد الأنواع المعروفة من خلال السجل الأحفوري أقل من 5 بالمائة من عدد الأنواع الحية المعروفة، مشيراً إلى أن عدد الأنواع المعروفة من خلال الأحفورات لا يتعدى الـ 1 بالمائة بالنسبة لجميع الأنواع التي عاشت على الأرض منذ نشأتها<ref name=Prothero2007pp5053>{{harvnb|Prothero|2007|pp=50–53}}</ref>.

ونظراً للظروف الخاصة والنادرة المطلوبة لتحجر بنية حية ما، فإن المنطق ينص على كون هذه الأحفورات المعروفة لا تمثل سوى نسبة صغيرة من جميع أشكال الحياة التي كانت موجودة –وأن كل اكتشاف يمثل مجرد صورة للتطور. لا يمكن توضيح هذا الانتقال وتأكيده إلا من خلال الأحفورات الانتقالية، والتي لا تظهر نقطة منصفة بين الأشكال المتباينة بوضوح<ref name="CC200">{{cite web |url=http://www.talkorigins.org/indexcc/CC/CC200.html |title=Claim CC200: Transitional fossils |date=5 November 2006 |editor-last=Isaak |editor-first=Mark |website=[[TalkOrigins Archive]] |publisher=The TalkOrigins Foundation, Inc. |location=Houston, TX |accessdate=2009-04-30}}</ref>.

إن السجل الأحفوري غير متكافئ تماماً، مع وجود بعض الاستثناءات، ويميل بشدة نحو الكائنات الحية ذات الأجزاء الصلبة، مما يترك لمعظم الكائنات ذات الأجسام الرخوة سجلاً أحفورياً ضعيفاً أو معدوماً<ref name=Prothero2007pp5053/>. والمجموعات التي تتمتع بسجل أحفوري جيد، بما في ذلك عدد من الحفريات الانتقالية بين المجموعات التقليدية، هي الفقاريات وشوكيات الجلد وعضديات الأرجل وبعض مجموعات مفصليات الأرجل<ref>{{harvnb|Donovan|Paul|1998}}</ref>.

==تاريخ==
===ما بعد داروين===
منذ [[القرن الثامن عشر]]، اقتُرحت الفكرة التي تنص على أن الأنواع الحيوانية والنباتية لم تكن ثابتة بل تغيرت مع مرور الزمن<ref>{{cite journal |last1=Archibald |first1=J. David |date=August 2009 |title=Edward Hitchcock's Pre-Darwinian (1840) 'Tree of Life' |url=http://www.bio.sdsu.edu/faculty/archibald.html/Archibald09JHB42p561.pdf |journal=[[Journal of the History of Biology]] |volume=42 |issue=3 |pages=561–592 |doi=10.1007/s10739-008-9163-y |issn=0022-5010 |pmid=20027787 |ref=harv|citeseerx=10.1.1.688.7842 }}</ref>. وأعطى مؤلف داروين “أصل الأنواع”، الذي نشر في عام 1859، أساساً علمياً ثابتاً. لكن ضعف عمل داروين كان نتيجة افتقاره إلى أدلة الأحفورات، كما أشار داروين بنفسه. من السهل تخيل قدرة الاصطفاء الطبيعي على توليد التباين الذي يظهر داخل الأجناس والفصائل، لكن الانتقال بين الفئات العليا كان أمراً صعب التخيل. وكان اكتشاف الأركيوبتركس في عام 1861، أي بعد عامين فقط من نشر أعمال داروين، حدثاً مساعداً ومهماً في إيجاد رابطةٍ بين طائفة الطيور المنحدرة، وأنواع الزواحف الأكثر بدائية<ref>{{harvnb|Leche|1904|pp=[http://runeberg.org/nfba/0758.html 1379–1380]}}</ref>.

وهكذا، لم توفر الحفريات الانتقالية مثل الأركيوبتركس دعماً لنظرية داروين فحسب، بل أيقونة في علم التطور. فعلى سبيل المثال، أظهر القاموس الموسوعي السويدي Nordisk familjebok لعام 1904 إعادة بناء غير دقيقة للأركيوبتركس (انظر الرسم التوضيحي) من الحفرية المكتشفة تحت عنوان “إحدى أهم الاكتشافات الأثرية التي تمت على الإطلاق”<ref>{{cite journal |last=Williams |first=David B. |date=September 2011 |title=Benchmarks: September 30, 1861: Archaeopteryx is discovered and described|url=http://www.earthmagazine.org/article/benchmarks-september-30-1861-archaeopteryx-discovered-and-described |journal=EARTH |issn=1943-345X |accessdate=2012-02-24}}</ref>.

==مواضيع أسيء فهمها==
===الرابطة المفقودة===
يشير مصطلح “الرابطة المفقودة” إلى مفهوم ما قبل التطور الساكن لسلسلة الوجود العظمى، وهي فكرة “إلوهية” قائمة على ارتباط الوجود بأكمله من الطين إلى الممالك الحية إلى الملائكة، وصولاً في نهاية المطاف إلى الله <ref>{{harvnb|Lamarck|1815–1822}}</ref>. تسبق فكرة ارتباط جميع الكائنات الحية نظرية داروين للتطور. تصور جان باتيست لامارك أن الحياة تتولد على شكل أبسط المخلوقات بشكل دائم، ثم تسعى جاهدة نحو التعقيد والكمال (أي وصولاً إلى البشر) من خلال سلسلة من الأشكال السفلى{{sfn|Lovejoy|1936}}. وفي نظره، كانت الحيوانات الدنيا ببساطة جديدة في المشهد التطوري<ref>{{cite journal |last=Appel |first=Toby A. |date=Fall 1980 |title=Henri De Blainville and the Animal Series: A Nineteenth-Century Chain of Being |journal=Journal of the History of Biology |volume=13 |issue=2 |pages=291–319 |doi=10.1007/BF00125745 |jstor=4330767 |issn=0022-5010 |ref=harv}}</ref>.

بعد نشر “أصل الأنواع”، بقيت فكرة “الحيوانات الدنيا” التي تمثل المراحل المبكرة من التطور، كما وضح في شكل النسب البشرية لإرنست هيغل<ref>{{cite journal |last=Bynum |first=William F. |date=Summer 1984 |title=Charles Lyell's ''Antiquity of Man'' and its critics |journal=Journal of the History of Biology |volume=17 |issue=2 |pages=153–187 |doi=10.1007/BF00143731 |jstor=4330890 |issn=0022-5010 |ref=harv}}</ref>. بينما كان تشكل الفقاريات نوعاً من التسلسل التطوري، كانت الأصناف المختلفة متمايزة، وأطلق مصطلح “الروابط المفقودة” على الأشكال الوسيطة غير المكتشفة.

استخدم تشارلز ليل هذا المصطلح لأول مرة في سياق علمي عندما نشر الطبعة الثالثة (1851) من كتابه “عناصر الجيولوجيا” فيما يتعلق بالأجزاء المفقودة من المقياس الزمني الجيولوجي. وأصبح المصطلح شائعاً في معناه الحالي عندما ظهر في الصفحة الـ 11 من كتاب ليل Geological Evidences of the Antiquity of Man في عام 1863. وبحلول ذلك الوقت، اعتُقد أن أول ظهور للإنسان كان في نهاية العصر الجليدي الأخير، لكن ليل استند إلى اكتشافات جديدة في كتابه “العصور القديمة للإنسان” لتصنيف أصل الإنسان في فترة أبعد من ذلك بكثير، في الماضي الجيولوجي السحيق. وكتب ليل أن سد الفجوة الضخمة بين الإنسان والوحش لا يزال لغزاً غامضاً<ref name="hm">{{cite web |url=http://www.biologytimes.com/why-the-term-missing-links-is-inappropriate/ |title=Why the term 'missing links' is inappropriate |last=Sambrani |first=Nagraj |date=10 June 2009 |website=Biology Times |type=Blog |accessdate=2015-05-19}}</ref>. أطلقت كتابات ليل العنان لخيال العلماء والمكتشفين الآخرين، حيث ألهمت أعماله جول فيرن ودفعته إلى تأليف رواية الخيال العلمي “رحلة إلى مركز الأرض” عام 1864، وكتال لويس فيغيير بعنوان La Terre avant le déluge أو “الأرض قبل الطوفان” في عام 1867، حيث تضمنت الطبعة الثانية من الكتاب توضيحات دراماتيكية لرجال ونساء متوحشين، يرتدون جلود الحيوانات ويحملون الفؤوس الحجرية، بدلاً من جنات عدن التي وردت في طبعة 1863{{sfn|Browne|2003|pp=130, 218, 515}}.

لا تزال فكرة “الرابطة المفقودة” بين البشر وما يسمى بالحيوانات “الدنيا” موجودة في الخيال العام لدى البشر<ref>{{harvnb|Swisher|Curtis|Lewin|2001}}</ref>. لكن البحث عن حفرية تظهر سمات انتقالية بين القرود والبشر لم يكن مجدياً حتى عثر الجيولوجي الهولندي الشاب يوجين دوبوا على قبة قحف وضرس وعظم الفخذ على ضفاف نهر سولو في جاوة في عام 1891. وقد جمع الاكتشاف بين قبة القحف المنخفضة الشبيهة بتلك التي لدى القردة، وبين دماغ يقدر حجمه بنحو 1000 سم مكعب، أي يمكن تصنيف هذا الدماغ في منتصف المسافة، من ناحية الحجم، بين دماغ الشمبانزي ودماغ الإنسان البالغ. وكان الضرس المكتشف أكبر من أي سن لدى الإنسان الحديث، بينما كان عظم الفخذ طويلاً ومستقيماً، وتظهر زاوية الركبة أن “رجل جاوة” قد مشى منتصباً<ref>{{harvnb|Reader|2011}}</ref><ref>{{cite web |last=Benton |first=Michael J. |authorlink=Michael Benton |date=March 2001 |title=Evidence of Evolutionary Transitions |url=http://www.actionbioscience.org/evolution/benton2.html |website=[[actionbioscience]] |publisher=[[American Institute of Biological Sciences]] |location=Washington, D.C. |accessdate=2012-03-29}}</ref>. وإن أخذنا في عين الاعتبار مصطلح “الإنسان المنتصب”، سيكون رجل جاوة أول إنسان في القائمة الطويلة من أحفورات التطور البشري. وعند اكتشاف رجل جاوة، احتفى العديد بهذا الاكتشاف باعتباره “الرابطة المفقودة” مما ساعد في تحديد المصطلح المستخدم بشكل أساسي للحفريات البشرية، بالرغم من إطلاق هذا المصطلح أحياناً على وسيطات أخرى كالوسيط بين الديناصورات والطيور: الأركيوبتركس<ref name="zimmer">{{cite journal |last=Zimmer |first=Carl |authorlink=Carl Zimmer |date=19 May 2009 |title=Darwinius: It delivers a pizza, and it lengthens, and it strengthens, and it finds that slipper that's been at large under the chaise lounge [sic] for several weeks... |url=http://blogs.discovermagazine.com/loom/2009/05/19/darwinius-it-delivers-a-pizza-and-it-lengthens-and-it-strengthens-and-it-finds-that-slipper-thats-been-at-large-under-the-chaise-lounge-for-several-weeks/ |journal=[[Discover (magazine)|The Loom]] |type=Blog |location=Waukesha, WI |publisher=[[Kalmbach Publishing]] |accessdate=2011-09-10}}</ref>.

لا يزال مصطلح “الرابطة المفقودة” شائع الاستخدام ومعترفاً به من قبل الجمهور. وغالباً ما يستخدم في وسائل الإعلام الشعبية<ref name="NS2645" /><ref name="nomorelink">{{cite news |author=<!--Staff writer(s); no by-line.--> |title=Newly found fossils could link to human ancestor |url=http://www.cbc.ca/news/technology/newly-found-fossils-could-link-to-human-ancestor-1.930070 |work=[[CBC News]] |location=Ottawa, Ontario, Canada |publisher=[[Canadian Broadcasting Corporation]] |date=8 April 2010 |accessdate=2015-05-19 |quote=It's tempting to call the new species a 'missing link' between earlier species and modern humans, but scientists say the concept no longer applies, given new knowledge of human evolution. [...] Researchers now say the evolution of humans consisted of a number of diverse species in many branches, not a single smooth line from ape-like species to humans.}}</ref>، لكن الصحافة والأوساط العلمية تتجنب استخدامه. حيث يرتبط هذا المصطلح بمفهوم سلسلة الوجودة العظمى وبالفكرة القائلة أن الكائنات البسيطة ليست سوى صيغاً بدائية للنماذج المعقدة، وكلاهما تم تجاهلهما في علم الأحياء<ref name="NS2645" />. وعلى أي حال، يُعتبر المصطلح مضللاً بحد ذاته. فلم يعد هناك أي حفريات انتقالية معروفة ومفقودة كرجل جاوة. بينما سيؤدي أي اكتشاف إلى ظهور فجوات جديدة في قصة التطور. وفي المقابل، سيضيف اكتشاف حفريات انتقالية أخرى المزيدَ إلى معرفتنا حول الانتقالات التطورية.


'''[[الأسماك الرئوية]]''':
هي أسماك تتنفس الأكسجين الذائب في الماء فتتحور مثانتها الغازية إلى ما يشبه الرئة وتتنفس به الهواء الجوي ويعتقد العلماء أن هذا النوع كان سببا في تطور الأسماك إلى أول الفقاريات البرية [[برمائيات|البرمائيات]][[ملف:Australian-Lungfish.jpg|تصغير|سمكة رئوية أسترالية]]
== مراجع ==
== مراجع ==
{{مراجع}}
{{مراجع|2}}


{{شريط بوابات|ديناصورات|علم الأحياء|علم الأحياء التطوري|علم الأحياء القديمة|علم الحيوان|ما قبل التاريخ}}
{{شريط بوابات|ديناصورات|علم الأحياء|علم الأحياء التطوري|علم الأحياء القديمة|علم الحيوان|ما قبل التاريخ}}

{{بذرة علم الأحياء القديمة}}


[[تصنيف:حفريات انتقالية]]
[[تصنيف:حفريات انتقالية]]

نسخة 00:09، 25 أبريل 2019

الحفرية الانتقالية هي أي بقايا متحجرة لأي شكل من أشكال الحياة، والتي تبدي سمات مشتركة بين كل من مجموعة الأسلاف ومجموعة السليل المشتق منها[1]. وهي مهمة بشكل خاص حيث تكون المجموعة السليلة متمايزة بشكل حاد عن طريق علم التشريح العياني ونمط المعيشة عن مجموعة الأسلاف. وتكون هذه الأحفورات بمثابة تذكير على كون الأقسام التصنيفية ليست سوى بنى بشرية وضعها الإنسان بعد إدراكه المتأخر لسلسلة من الاختلافات والتباينات. وبسبب عدم اكتمال السجل الأحفوري ونقصه، فلا توجد –في العادة –طريقة لمعرفة مدى قرب الحفرية الانتقالية من نقطة التباين بالضبط. لذا لا نستطيع افتراض أن الحفريات الانتقالية هي أسلاف مباشرة لمجموعات أكثر حداثة، على الرغم من أنها كثيراً ما تستخدم كنماذج لمثل هؤلاء الأسلاف[2].

في عام 1859، وعندما نُشر كتاب تشارلز داروين “أصل الأنواع” لأول مرة، كان السجل الأحفوري غير معروف تماماً. ووصف داروين النقص الملحوظ في الحفريات الانتقالية على أنه “... الاعتراض الأخطر والأكثر وضوحاً والذي بالإمكان استعماله لنقض نظريتي”. لكنه أوضح ذلك بربطه بالنقص الشديد في السجل الجيولوجي[3] [4]. وأشار إلى المجموعات المحدودة المتاحة في ذلك الوقت، لكنه وصف المعلومات المتاحة بأنها أنماط إيضاحية تتبع نظريته عن النسب مع التحوير من خلال الاصطفاء الطبيعي[5]. وبالفعل، فقد اكتُشف الأركيوبتركس بعد ذلك بعامين فقط، أي في عام 1861. ويمثل الأركيوبتركس شكلاً انتقالياً تقليدياً بين الديناصورات الأولى غير الطائرة والطيور. واكتُشفت الكثير من الحفريات الانتقالية منذ ذلك الوقت، وهناك حالياً أدلة وفيرة على كيفية ارتباط جميع أصناف الفقاريات، بما فيها العديد من الحفريات الانتقالية. ومن الأمثلة عن التحولات على مستوى الصنف: رباعيات الأطراف والأسماك والطيور والديناصورات والثدييات و “الزواحف الشبيهة بالثدييات”.

استخدم مصطلح “الرابطة المفقودة” على نطاق واسع في الكتابات الشعبية عن تطور الإنسان للإشارة إلى وجود فجوة ملحوظة في السجل التطوري البشري. ويستخدم بشكل شائع للإشارة إلى أي اكتشافات أحفورية انتقالية جديدة. لكن العلماء لا يستخدمون هذا المصطلح، لأنه يشير إلى نظرة ما قبل التطور للطبيعة.

أمثلة بارزة

الأركيوبتركس

يعتبر الأركيوبتركس من جنس وحشيات الأرجل، وهو أحد أقرب أقرباء الطيور. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، أصبح هذا التصنيف مقبولاً لدى علماء الأحياء والحفريات القديمة، وأُشير إليه في أعمالٍ عديدة باعتباره أقدم طائر معروف. لكن دراسة في عام 2011 قد شككت في هذا الادعاء، واقترحت أن الأركيوبتركس هو ديناصورٌ قريب من أصل الطيور لكنه ليس من طيريات الأجنحة[6].

عاش الأركيوبتركس في الجنوب من ألمانيا حالياً في العصر الجوراسي المتأخر، أي قبل نحو 150 مليون سنة عندما كانت أوروبا مجرد أرخبيل عائم على البحر الاستوائي الدافئ، وكانت أوروبا أقرب إلى خط الاستواء بكثير مما هي عليه الآن، ويشبه شكلها طائر العقعق الأوروبي. وكانت أكبر كائنات القارة بحجم الغراب حالياً[7]. بلغ طول الأركيوبتركس نحو نصف (0.5) متر فقط، ولكنه امتلك أجنحة عريضة وواسعة بالرغم من صغر حجمه، كما امتلك القدرة على الطيران والانسياب. ويبدو أن الأركيوبتركس يتشابه في كثير من الميزات مع الديناصورات الأخرى الصغيرة التي وجدت في حقبة الحياة الوسطى بشكل أكبر من تشابهه مع الطيور الحديثة. وخاصة الميزات التالية التي يشترك بها مع الدرومايوصوريات والترودونتيدات: وهي الفكوك ذات الأسنان الحادة وثلاثة أصابع مزودة بمخالب وعظم ذيلي طويل، بالإضافة إلى أصابع ثانوية شديدة المرونة كانت تُستخدم كمخالب للصيد والقتل، والريش أيضاً إلى جانب العديد من السمات الهيكلية الأخرى[8]. تجعل هذه الميزات من الأركيوبتركس مرشحاً قوياً لتصنيفه ضمن الحفريات الانتقالية بين الديناصورات والطيور[9]، وبالتالي سيكون للأركيوبتركس أهمية كبيرة في دراسة الديناصورات وأصل الطيور.

السجل الأحفوري

لا يظهر كل شكلٍ انتقالي في السجل الأحفوري، لأن السجل الأحفوري غير كامل. ونادراً ما تُحفظ الكائنات الحية على شكل أحفورات حتى في أفضل الظروف، ولم يتم اكتشاف سوى جزء ضئيل من هذه الأحفورات. وأشار عالم الأحفورات دونالد بروثيرو إلى هذا الأمر موضحاً أن عدد الأنواع المعروفة من خلال السجل الأحفوري أقل من 5 بالمائة من عدد الأنواع الحية المعروفة، مشيراً إلى أن عدد الأنواع المعروفة من خلال الأحفورات لا يتعدى الـ 1 بالمائة بالنسبة لجميع الأنواع التي عاشت على الأرض منذ نشأتها[10].

ونظراً للظروف الخاصة والنادرة المطلوبة لتحجر بنية حية ما، فإن المنطق ينص على كون هذه الأحفورات المعروفة لا تمثل سوى نسبة صغيرة من جميع أشكال الحياة التي كانت موجودة –وأن كل اكتشاف يمثل مجرد صورة للتطور. لا يمكن توضيح هذا الانتقال وتأكيده إلا من خلال الأحفورات الانتقالية، والتي لا تظهر نقطة منصفة بين الأشكال المتباينة بوضوح[11].

إن السجل الأحفوري غير متكافئ تماماً، مع وجود بعض الاستثناءات، ويميل بشدة نحو الكائنات الحية ذات الأجزاء الصلبة، مما يترك لمعظم الكائنات ذات الأجسام الرخوة سجلاً أحفورياً ضعيفاً أو معدوماً[10]. والمجموعات التي تتمتع بسجل أحفوري جيد، بما في ذلك عدد من الحفريات الانتقالية بين المجموعات التقليدية، هي الفقاريات وشوكيات الجلد وعضديات الأرجل وبعض مجموعات مفصليات الأرجل[12].

تاريخ

ما بعد داروين

منذ القرن الثامن عشر، اقتُرحت الفكرة التي تنص على أن الأنواع الحيوانية والنباتية لم تكن ثابتة بل تغيرت مع مرور الزمن[13]. وأعطى مؤلف داروين “أصل الأنواع”، الذي نشر في عام 1859، أساساً علمياً ثابتاً. لكن ضعف عمل داروين كان نتيجة افتقاره إلى أدلة الأحفورات، كما أشار داروين بنفسه. من السهل تخيل قدرة الاصطفاء الطبيعي على توليد التباين الذي يظهر داخل الأجناس والفصائل، لكن الانتقال بين الفئات العليا كان أمراً صعب التخيل. وكان اكتشاف الأركيوبتركس في عام 1861، أي بعد عامين فقط من نشر أعمال داروين، حدثاً مساعداً ومهماً في إيجاد رابطةٍ بين طائفة الطيور المنحدرة، وأنواع الزواحف الأكثر بدائية[14].

وهكذا، لم توفر الحفريات الانتقالية مثل الأركيوبتركس دعماً لنظرية داروين فحسب، بل أيقونة في علم التطور. فعلى سبيل المثال، أظهر القاموس الموسوعي السويدي Nordisk familjebok لعام 1904 إعادة بناء غير دقيقة للأركيوبتركس (انظر الرسم التوضيحي) من الحفرية المكتشفة تحت عنوان “إحدى أهم الاكتشافات الأثرية التي تمت على الإطلاق”[15].

مواضيع أسيء فهمها

الرابطة المفقودة

يشير مصطلح “الرابطة المفقودة” إلى مفهوم ما قبل التطور الساكن لسلسلة الوجود العظمى، وهي فكرة “إلوهية” قائمة على ارتباط الوجود بأكمله من الطين إلى الممالك الحية إلى الملائكة، وصولاً في نهاية المطاف إلى الله [16]. تسبق فكرة ارتباط جميع الكائنات الحية نظرية داروين للتطور. تصور جان باتيست لامارك أن الحياة تتولد على شكل أبسط المخلوقات بشكل دائم، ثم تسعى جاهدة نحو التعقيد والكمال (أي وصولاً إلى البشر) من خلال سلسلة من الأشكال السفلى[17]. وفي نظره، كانت الحيوانات الدنيا ببساطة جديدة في المشهد التطوري[18].

بعد نشر “أصل الأنواع”، بقيت فكرة “الحيوانات الدنيا” التي تمثل المراحل المبكرة من التطور، كما وضح في شكل النسب البشرية لإرنست هيغل[19]. بينما كان تشكل الفقاريات نوعاً من التسلسل التطوري، كانت الأصناف المختلفة متمايزة، وأطلق مصطلح “الروابط المفقودة” على الأشكال الوسيطة غير المكتشفة.

استخدم تشارلز ليل هذا المصطلح لأول مرة في سياق علمي عندما نشر الطبعة الثالثة (1851) من كتابه “عناصر الجيولوجيا” فيما يتعلق بالأجزاء المفقودة من المقياس الزمني الجيولوجي. وأصبح المصطلح شائعاً في معناه الحالي عندما ظهر في الصفحة الـ 11 من كتاب ليل Geological Evidences of the Antiquity of Man في عام 1863. وبحلول ذلك الوقت، اعتُقد أن أول ظهور للإنسان كان في نهاية العصر الجليدي الأخير، لكن ليل استند إلى اكتشافات جديدة في كتابه “العصور القديمة للإنسان” لتصنيف أصل الإنسان في فترة أبعد من ذلك بكثير، في الماضي الجيولوجي السحيق. وكتب ليل أن سد الفجوة الضخمة بين الإنسان والوحش لا يزال لغزاً غامضاً[20]. أطلقت كتابات ليل العنان لخيال العلماء والمكتشفين الآخرين، حيث ألهمت أعماله جول فيرن ودفعته إلى تأليف رواية الخيال العلمي “رحلة إلى مركز الأرض” عام 1864، وكتال لويس فيغيير بعنوان La Terre avant le déluge أو “الأرض قبل الطوفان” في عام 1867، حيث تضمنت الطبعة الثانية من الكتاب توضيحات دراماتيكية لرجال ونساء متوحشين، يرتدون جلود الحيوانات ويحملون الفؤوس الحجرية، بدلاً من جنات عدن التي وردت في طبعة 1863[21].

لا تزال فكرة “الرابطة المفقودة” بين البشر وما يسمى بالحيوانات “الدنيا” موجودة في الخيال العام لدى البشر[22]. لكن البحث عن حفرية تظهر سمات انتقالية بين القرود والبشر لم يكن مجدياً حتى عثر الجيولوجي الهولندي الشاب يوجين دوبوا على قبة قحف وضرس وعظم الفخذ على ضفاف نهر سولو في جاوة في عام 1891. وقد جمع الاكتشاف بين قبة القحف المنخفضة الشبيهة بتلك التي لدى القردة، وبين دماغ يقدر حجمه بنحو 1000 سم مكعب، أي يمكن تصنيف هذا الدماغ في منتصف المسافة، من ناحية الحجم، بين دماغ الشمبانزي ودماغ الإنسان البالغ. وكان الضرس المكتشف أكبر من أي سن لدى الإنسان الحديث، بينما كان عظم الفخذ طويلاً ومستقيماً، وتظهر زاوية الركبة أن “رجل جاوة” قد مشى منتصباً[23][24]. وإن أخذنا في عين الاعتبار مصطلح “الإنسان المنتصب”، سيكون رجل جاوة أول إنسان في القائمة الطويلة من أحفورات التطور البشري. وعند اكتشاف رجل جاوة، احتفى العديد بهذا الاكتشاف باعتباره “الرابطة المفقودة” مما ساعد في تحديد المصطلح المستخدم بشكل أساسي للحفريات البشرية، بالرغم من إطلاق هذا المصطلح أحياناً على وسيطات أخرى كالوسيط بين الديناصورات والطيور: الأركيوبتركس[25].

لا يزال مصطلح “الرابطة المفقودة” شائع الاستخدام ومعترفاً به من قبل الجمهور. وغالباً ما يستخدم في وسائل الإعلام الشعبية[5][26]، لكن الصحافة والأوساط العلمية تتجنب استخدامه. حيث يرتبط هذا المصطلح بمفهوم سلسلة الوجودة العظمى وبالفكرة القائلة أن الكائنات البسيطة ليست سوى صيغاً بدائية للنماذج المعقدة، وكلاهما تم تجاهلهما في علم الأحياء[5]. وعلى أي حال، يُعتبر المصطلح مضللاً بحد ذاته. فلم يعد هناك أي حفريات انتقالية معروفة ومفقودة كرجل جاوة. بينما سيؤدي أي اكتشاف إلى ظهور فجوات جديدة في قصة التطور. وفي المقابل، سيضيف اكتشاف حفريات انتقالية أخرى المزيدَ إلى معرفتنا حول الانتقالات التطورية.

مراجع

  1. ^ Freeman & Herron 2004، صفحة 816
  2. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Prothero
  3. ^ Darwin 1859، صفحات 279–280
  4. ^ Darwin 1859، صفحات 341–343
  5. ^ أ ب ت Prothero، Donald R. (1 مارس 2008). "Evolution: What missing link?". New Scientist. ج. 197 ع. 2645: 35–41. DOI:10.1016/s0262-4079(08)60548-5. ISSN:0262-4079. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-13.
  6. ^ Xing Xu؛ Hailu You؛ Kai Du؛ Fenglu Han (28 يوليو 2011). "An Archaeopteryx-like theropod from China and the origin of Avialae". Nature. ج. 475 ع. 7357: 465–470. DOI:10.1038/nature10288. ISSN:0028-0836. PMID:21796204. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  7. ^ Erickson، Gregory M.؛ Rauhut، Oliver W. M.؛ Zhonghe Zhou؛ وآخرون (9 أكتوبر 2009). "Was Dinosaurian Physiology Inherited by Birds? Reconciling Slow Growth in Archaeopteryx". PLOS ONE. ج. 4 ع. 10: e7390. Bibcode:2009PLoSO...4.7390E. DOI:10.1371/journal.pone.0007390. ISSN:1545-7885. PMC:2756958. PMID:19816582. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  8. ^ Yalden، Derek W. (سبتمبر 1984). "What size was Archaeopteryx?". Zoological Journal of the Linnean Society. ج. 82 ع. 1–2: 177–188. DOI:10.1111/j.1096-3642.1984.tb00541.x. ISSN:0024-4082. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  9. ^ "Archaeopteryx: An Early Bird". University of California Museum of Paleontology. Berkeley, CA: University of California, Berkeley. اطلع عليه بتاريخ 2006-10-18.
  10. ^ أ ب Prothero 2007، صفحات 50–53
  11. ^ Isaak، Mark، المحرر (5 نوفمبر 2006). "Claim CC200: Transitional fossils". TalkOrigins Archive. Houston, TX: The TalkOrigins Foundation, Inc. اطلع عليه بتاريخ 2009-04-30.
  12. ^ Donovan & Paul 1998
  13. ^ Archibald، J. David (أغسطس 2009). "Edward Hitchcock's Pre-Darwinian (1840) 'Tree of Life'" (PDF). Journal of the History of Biology. ج. 42 ع. 3: 561–592. CiteSeerX:10.1.1.688.7842. DOI:10.1007/s10739-008-9163-y. ISSN:0022-5010. PMID:20027787. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  14. ^ Leche 1904، صفحات 1379–1380
  15. ^ Williams، David B. (سبتمبر 2011). "Benchmarks: September 30, 1861: Archaeopteryx is discovered and described". EARTH. ISSN:1943-345X. اطلع عليه بتاريخ 2012-02-24.
  16. ^ Lamarck 1815–1822
  17. ^ Lovejoy 1936.
  18. ^ Appel، Toby A. (Fall 1980). "Henri De Blainville and the Animal Series: A Nineteenth-Century Chain of Being". Journal of the History of Biology. ج. 13 ع. 2: 291–319. DOI:10.1007/BF00125745. ISSN:0022-5010. JSTOR:4330767. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  19. ^ Bynum، William F. (Summer 1984). "Charles Lyell's Antiquity of Man and its critics". Journal of the History of Biology. ج. 17 ع. 2: 153–187. DOI:10.1007/BF00143731. ISSN:0022-5010. JSTOR:4330890. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  20. ^ Sambrani، Nagraj (10 يونيو 2009). "Why the term 'missing links' is inappropriate". Biology Times (Blog). اطلع عليه بتاريخ 2015-05-19.
  21. ^ Browne 2003، صفحات 130, 218, 515.
  22. ^ Swisher, Curtis & Lewin 2001
  23. ^ Reader 2011
  24. ^ Benton، Michael J. (مارس 2001). "Evidence of Evolutionary Transitions". actionbioscience. Washington, D.C.: American Institute of Biological Sciences. اطلع عليه بتاريخ 2012-03-29.
  25. ^ Zimmer، Carl (19 مايو 2009). "Darwinius: It delivers a pizza, and it lengthens, and it strengthens, and it finds that slipper that's been at large under the chaise lounge [sic] for several weeks..." The Loom (Blog). Waukesha, WI: Kalmbach Publishing. اطلع عليه بتاريخ 2011-09-10.