الناي السحري

هذه المقالة أو أجزاء منها بحاجة لإعادة كتابة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من الفلوت السحري)
الناي السحري
ملصق من الأداء الأول في 1791

نوع اوبرا جادة
العنوان (بالألمانية: Die Zauberflöte)‏[1]  تعديل قيمة خاصية (P1476) في ويكي بيانات
عددالفصول 2
موسيقى فولفغانغ أماديوس موزارت
(على الانترنت)
الملحن فولفغانغ أماديوس موزارت[1]  تعديل قيمة خاصية (P86) في ويكي بيانات
اللغة الأصلية الألمانية  تعديل قيمة خاصية (P407) في ويكي بيانات
المدة حوالي ساعتان و45 دقيقة
تاريخ الانتاج 1791  تعديل قيمة خاصية (P2754) في ويكي بيانات
تأليف إيمانويل شيكانيدير
(مع كارل لودفيج جيسيك)
(الانترنت) (بالألمانية)
مكان العرض الأول
  • مسرح أوف دير فيدين في فيينا
تاريخ العرض الأول
30 سبتمبر 1791[1]  تعديل قيمة خاصية (P1191) في ويكي بيانات
الإصدارات المتتالية
العروض البارزة
  • 21 فبراير 1816 .
الشخصيات

الناي السحري (بالألمانية: Die Zauberflöte) هي أوبرا مكونة من فصلين، ألّف موزارت الموسيقى الخاصة بها سنة 1791 ميلادية وكتبها الألماني إيمانويل شيكانيدير. وتعد أحد أشهر الأعمال الأوبرالية الـ22 التي ألفها موزارت (1756-1791) وكتب ألحانها، قام موزارت بتأليف هذه الأوبرا في ربيع وصيف سنة 1791، باستثناء الافتتاحية ومسيرة الكهنة في بداية الفصل الثاني؛ انتهى من هذه الأجزاء فقط قبل أيام قليلة من العرض الأول وذلك في الـ30 من سبتمبر من العام ذاته، وخلال المرحلة الأولى من العمل كان موزارت يقوم عادةً بكتابة الجزء الخاص باللحن و صوت الباس فقط، إلى جانب العديد من الرموز الموسيقية الهامة في تكوين الطبقة المتوسطة، ثم يضيف فيما بعد الآلات المتبقية، وفي بعض الأحيان كان يفعل بذلك مستخدماً لوناً مختلفاً من الحبر. ويُمكن رؤية ألوان مختلفة من الحبر على العديد من صفحات المقطوعة الموسيقية، إذ تعمل الاختلافات بينها على تقديم لمحات عن طريقة موزارت في التأليف.[2]

كانت الأوبرا الأخيرة لموزارت، الناي السحري مثيرة للجدل لما أظهرته بشأن الماسونيين الأحرار؛ وقد كان المؤلف الموسيقي والمؤلف الأوبرالي إيمانويل شيكانيدر من الماسونيين.

أوبرا الناي السحري عبارة عن قصة رمزية تتعلق بالصراع بين ملكة الليل، والتي تمثل الجهل وقمع المعرفة؛ وبين ساراسترو، وهو الملك الخيِّر المستنير الذي يقوم حكمه على أساس الحكمة والعقل [3]، ويناضل كل من تامينو، وباباغينو عن طريق المحاولة والخطأ بين هاتين القوتين المتضادتين لينعما في النهاية بالنعيم على الأرض وبالحب الدائم. وتُعد هذه القصة عميقة وخيالية على حدٍ سواء، كما أن هذا العمل هو أحد العروض الرئيسية التي تُقدم في مسارح الأوبرا في جميع أنحاء العالم.[4]

موضوع الأوبرا[عدل]

إيمانويل شيكانيدير، مؤلف الأوبرا، يموت كما هو موضح في أداء دور باباغينو. الكائن على ظهره هو قفص العصافير.

تتنازع هذه الأوبرا ضمن إطار قوتين:

  • قوة شيطانية شريرة متمثلة في «ملكة الليل» تعاونها ثلاث نسوة غرغونات (مكسوات الرؤوس بالأفاعي) يخططن للانتقام.
  • قوة ملائكية نورانية متمثلة في «ساراسترو» الباسط نفوذه على هيكل الحكمة.

وتحفّ بـ«ساراسترو» كهنة المعرفة وأساطين الحكمة دعاة القوانين الأخلاقية، التي سيقف في أعلى درجات سلم رقيها الإنساني ونضوجها العقلاني في النهاية الأمير«تامينو»، وهو الذي سلك السبيل الأمثل إلى الكمال وحمى نفسه من التردّي والسقوط، والفتاة «بامينا» الحسناء الرقيقة ابنة ملكة الليل التي نشأت وترعرعت في كنف أمها بمملكة الظلام حتى تطهّرت أخيراً في هيكل الحكمة بنار الحب المقدّسة، وأصبحت لا تليق إلا بأمير كريم هو تامينو، حيث تجد ندب هميم ومرح فطري وخفّة دم.[5]

يلعب موزارت في أوبرا «الناي السحري» لعبة البساطة والعمق، والفرح والحزن وسائر التناقضات بموسيقاه المهذبة والمصقولة كالألماس، فهو مثلا يجسّم في شخصية «باباجينو» صياد الطيور وبائعها المرح الإنساني الفطري وخفيف الدم، وقد كتب على هذا أن يمر بتجارب قاسية برفقة تامينو لتحرير بامينا من أسر مملكة الليل. وباباجينو هذا ظل يسعى بخفة دمه إلى متع الحياة البريئة من طعام وشراب مقايضة بطيوره،؛ ولكن بنية بذيئة مع النسوة اللواتي كن يتحرشن به، وما أكثرهن يعترضن سبيله ويمازحنه ويساومنه على طيوره الجميلة، التي يحملها في قفص على كتفه ويرقص بها وينفخ في صفّارات من قصب الغاب مترنّما في الساحات والأزقة وتحت الشبابيك ويغني بصوته الجهير:

الناي السحري

أنا صياد الطيور دايماً فرح ومسرورْ
وانا معروف ومشهور بعرفوني كبير زْغيرْْ
أنا صياد الطيورْ
ابلبس الريش الكذّابْ وبعزف عا قصب الغابْْ
وبغري الطير وما بيهاب مني وبكمشـو بْيَـدِّيْ
وبصبح في القفص مأسورْ وأنا صياد الطيـورْ
بدي شبك شو ما كانْ أتصيّد فيه النسوانْ
بالدزينه شكال لْوانْ ويصيرو كلهن عنديْ
وأنا صياد الطيورْْ
ويصيرو كلهن عندي وأقعد مثل الأفندي
والحلوه اللي تبوس خدي هِيِّ من دون النسوانْ
بالفرشة تنام بْحدّي وتحت راسا أوضع يديْ
وأهزّلها حتى تنام مثل الطفل لزغيــورْ
وأنا صياد الطيورْ

الناي السحري

الأدوار[عدل]

الدور نوع الصوت العرض الأول، 30 سبتمبر 1791
(قيادة: فولفغانغ أماديوس موتسارت)
تامينو تينور بينيديكت شاك
باباغينو باريتون إيمانويل شيكانيدير
بامينا سوبرانو آنا غوتليب
ملكة الليل[6] كولورتورا سوبرانو جوزفا هوفر
ساراسترو باس فرانس زافير غيرل
ثلاث سيدات 2 سوبرانو، ميزو سوبرانو ميلي كلوبفر، ميلي هوفمان، السيدة إليزابيث شاك
مونوستاتوس تينور يوهان جوزيف نويسويل
ثلاثة أولاد تريبل، ألتو، ميزو سوبرانو أنا سكيكندر; أنسلم هاندلغروبر; فرانز انطون ماورر
رئيس المعبد باس باريتون السيد وينتر
ثلاثة كهنة تينور، 2 باس يوهان مايكل كيستلر، أوربان شيكاندر، السيد مول
باباغينا سوبرانو باربرا جيرل
رجلان مسلحان تينور، باس يوهان مايكل كيستلر، السيد مول
ثلاثة عبيد 2 تينور، باس كارل لودفيج جيسيك، السيد فراسيل، السيد ستارك
الكهنة والنساء والأشخاص والعبيد والجوقة.

الفصل الأول[عدل]

تجري أحداث الناي السحري في فصلين رئيسيين ففي الفصل الأول نرى الشاب الوسيم الأمير تامينو يصطاد بقوسه ونشّابه في واد سحيق بغابة خضراء.. وقد أدركه الغروب فضلّ عن طريقه حتى وصل إلى مملكة الظلام. وريثما هو سائر في مضيق لايدري فيه يمينه من شماله وإذ بباهشة (أفعى مخيفة) تعترض سبيله وتأخذ في مطاردته لابتلاعه. ولولا ثلاث نسوة كنّ قد تسربلن الظلام في انتظار «ملكة الليل» تصدّين للأفعى وقامت إحداهن بطعنها بالرمح من خلف لما نجا تامينو من الموت المحدق، ثم إن النسوة بعد أن أفاق تامينو، وكان قد سقط مغشيّاً عليه، أعجبن به لما رأين جماله، وفُتنّ به وغالب بعضهن بعضاً فيه، ولسان حال كل واحدة منهن يقول:

الناي السحري

لمّا تبدّى إلى الأنظـارِ رونقُه

وحارتِ الناسُ طرّاً في معانيه

قلتُ مقالَ زليخا في عواذلِها

فذلكـنَّ الذي لُمْتنّني فيـهِ

الناي السحري

وكان أن حضرت «ملكة الظلام» بذاتها وغنّت آريا رائعة كلّفت بها تامينو أن يعيد لها قرص الشمس وأن يسعى جاهداً وبكل حيلة ووسيلة لتحرير ابنتها الحسناء «بامينا» من أسر «ساراسترو» الباسط نفوذه على هيكل الحكمة، وقد وعدته إذا خلّص ابنتها بأن تزفها إليه. الحب والواجب دافعان قويّان.

وبدافع من الحب والواجب أخذ «تامينو» على عاتقه مهمة خلاص«بامينا»، وكان قد تعرّف على جمالها الساحر من صورة لها معلقة بسلسال كانت النسوة الثلاث قد أطلعنه عليها، ثمّ أعطينه ناياً سحريا ًتجعل أنغامه الوحش أنيساً أليفاً، والغول جليساً ظريفاً. وكذلك أعطين صيّاد الطيور «بابا جينو» رفيق تامينو في مهمته أجراساً سحريّة صغيرة لتكون والناي السحري حرزاً من كل ضرر ودفعا لكل خطر. وانطلق الاثنان لتحريرالفتاة «بامينا» الأسيرة، يرشدهما في رحلتهما ثلاثة فتية في رحلة شاقّة ومهمّة عسيرة.إلى دروب السلامة والأمان والنجاة.

المورو الشرير[عدل]

وكان لساراسترو مولى مورو أدهم اللون يسهرعلى حراسة بامينا اسمه «مونوستاتوس» وقد أسرّ هذا في نفسه هوى بامينا، وكانت قد اعتصمت وأبت ولم تستسلم له في محاولاته وهو يراودها عن نفسها.. وتظلّ في أسرها تكابد العناء وتقاسي الضنى، والشوق يغالبها للخلاص والعودة إلى كنف أمّها ملكة الليل. وبينما لم يستطع تامينو أن يلتقي فتيته المرشدين بعث برفيقه باباجينو ليجوس سرّا خلال ردهات هيكل الحكمة فلقي هذا بامينا وطمأنها أن هناك أميراً يدعى تامينو يسعى إلى خلاصها الوشيك، وما عليها إلا الصبر، وما بعد الشدّة إلا الفرج.

موسيقى ترقّص الوحوش[عدل]

وبعد أن انتهى تامينو إلى لقاء فتيته الثلاثة المرشدين وهدوه إلى دروب السلامة بالصبر والصمت عزف تامينو بنايه السحري ألحاناً عذبة شكراً لله الذي أبقى تامينا على قيد الحياة، فجعلت موسيقاه الوحوش الضواري ترقص حوله طرباً وتتمسح به أنساً وعجباً، كما كان يفعل أورفيوس الشاعر الغنائي اليوناني في ماضي الزمان.. ثم يسارع تامينو إلى التفتيش عن بامينا بعد أن سبقه رفيقه باباجينو إلى العثور عليها، وقد أخذ هذا يدق الأجراس السحرية دقّاً هدّ حيل مونوستاتوس الشرير فخارت قواه، وهرب لا يلوي على شيء. لقاء تامينو وبامينا.

وعندما سمع ساراسترو بقدوم غريبين يجوسان خلال ردهات «هيكل الحكمة»، واشتمّ بفراسته القوية رائحة شيء ما يدبّر في الخفاء، وعلم بمراودة مونوستاتوس بامينا عن نفسها أرسل للقبض عليه لإيقاع العقاب به (سبعة وسبعين جلدة). وأخيراً التقى بامينو ببامينا وجرى بينهما حوار ما فتئ أن انقلب إلى مناجاة حبيبين مولّهين. ولكن ساراسترو لم يمكّن الحبيبين من الوصال حتى يمر تامينو ورفيقه بمحن شديدة وتجارب قاسية أقلها تجربة الماء والنار، ولجم الفم عن الكلام مهما جرى وصار.

الفصل الثاني[عدل]

تامينو وبامينا خضعا لمحاكمتهما النهائية؛لوحة بالألوان المائية للفنان ماكس سليفوغت (1868-1932)

وبما أن ساراسترو كان عاقلا حكيما، ومتسامحاً كريماً، وتحفّ به كهنة ومفكّرون فقد قرّربدعم من رأى مستشاريه أن يمنح تامينو ورفيقه باباجينو حرّيتهما إذا هما ثبتا في المحن، وصمدا في التجارب القاسية، وكان أن أرشدهما إلى طريق الخير والواجب الإنساني، والاّ ينبسا بكلمة عن التجربة القاسية. وبالرغم من أن باباجينو كان ينسى نفسه أحياناً فيأخذ بالثرثرة ولا يحبس لسانه عن الهذر فإن تامينو لم يكن ليفوه ولو بكلمة واحدة. ولماذا يفوه؟! وهو الذي كسب ثقة «ساراسترو» العاقل الحكيم، وأن حبّه لبامينا أصبح هياماً شديداً بها، وأن بين يديه ناياً سحرياً يفعل به العجب ويغلب كلّ من غلب! وهو حرزه المكين وحصنه الحصين من كل خطر وضرر. ولذا نراه في صيام عن الكلام حتى في أحرج المواقف كالتقائه بالنسوة اللاتي بعثت بهن ملكة الليل لتذكيره بوعدها له بالزواج من بامينا إذا خلّصها من الأسر.

ملكة الليل تتامر[عدل]

ولما علمت ملكة الليل بحسن علاقة تامينو بعدوها ساراسترو، وأنه وضع ثقته وثقة كهنته فيه بعثت إلى ابنتها بخنجر مسموم لتطعن به ساراسترو، ولكن بامينا لم تطع والدتها بل أطاعت صوت ضميرها، ولذا أسقط في يدها لعلمها أن ساراسترو ليس شريراً بل رجل خير وإحسان، وعاقلاً حكيماً ونصيراً للمظلومين.

محاولة انتحار[عدل]

وإذا كان قد قدر الحبيبين تامينو وبامينا أن يمشيا طريق الشوك ويسلكا درب الآلام قبل أن يتحقق حلمهما بالزواج، وكانت ذروة التعقيد في امتناع تامينو عن الكلام ـ كما وعد ـ عندما التقي بحبيبته بامينا، فلقد أثار صمته المطبق شكوكها في صدق حبّه لها مما دفعها إلى التفكير في الانتحار، بغرز الخنجر المسموم في صدرها، ولكن كيف تنتحر والحبّ دعوة إلى الحياة ؟! والمحب الحقيقي يقوى بحبه فلا ينتحر. لذا فإنّ هاتفاً في صدرها نادها ونهاها فخارت عزيمتها وهوت إلى الأرض، فقام الفتية الثلاثة برفعها وشدّوا حيلها وأخرجوها من الحرج بان التقت بتامينو.. وظل يصابرها وتصابره على كل كرب وأمر صعب بمساعدة الناي السحري الذي كانت أنغامه تخلق من العسر يسراً ومن الترح فرحاً!

النهاية[عدل]

جاءت النهاية تحمل عنوان "وأخيرًا جاء النصر"، فارتفع شأن تامينو وفتاته الحسناء بامينا في عيون الرعية، وكانت السعادة من نصيبه ونصيب باباجينو الذي لقي بدوره سعيدة الحظ باباجينا المرأة الطروب اللعوب لتكون زوجاً له بالرغم من ثرثرته وضعفه في تجربته، فإن ساراسترو ورجاله قد سامحوه ولم يعاقبوه بسبب مرحه وخفّة ظلّه. وأما ملكة الليل وأعوانها من النسوة الغرغونات الماكرات والمولى المغربي مونوستاتوس الذي كان قد قلب ظهر المجنّ لسيده ساراسترو، ولجأ إلى ملكة الليل ليعرض خدماته بأن يقتل ساراسترو ويحرق هيكل الحكمة ويدمّره على من فيه، فإن أولئك جميعا كانوا قد ذهبت ريحهم، وخرّوا صرعى كأنّهم أعجاز نخل خاوية، وقذف بهم في ظلمة أزلية بعد أن تغلّبت عليهم مملكة النور الإلهي، واحتفلت الرعية بانتصار الحبيبين أعظم احتفال وأروعه.

مقاطع موسيقية[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ أ ب ت Archivio Storico Ricordi، QID:Q3621644
  2. ^ الناي السحري - المكتبة الرقمية العالمية نسخة محفوظة 26 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ الناي السحري لموتسارت - ديوان العرب نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2013-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2013-01-25.
  5. ^ الناي السحري لموتسارت، ديوان العرب نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ The Queen is sometimes referred to by the name "Astrifiammante", an Italian translation of the German adjective "sternflammende" ("star-blazing") in the original libretto.

وصلات خارجية[عدل]