بوابة:الأندلس/شخصية مختارة/15

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أبو القاسم أحمد بن الحسين بن قَسِيّ (توفي 546 هـ، شلب) متصوف أندلسي، قائد ثورة المريدين، وصاحب كتاب «خلع النعلين في الوصول إلى حضرة الجمعين». بعد موت كبار متصوفة الأندلس ابن برجان وابن العريف وأبي بكر المايورقي في نفس السنة، خلا له الجو، فاجتمع حوله أتباعه المريدين، فتزعمهم كفرقة صوفية وأداة سياسية، استخدمها في تحقيق مطامعه للوصول إلى الحكم. فقاد مريديه مدة طويلة في الثورة، سواء ضد المرابطين، أو ضد الموحدين، حتى بعد استسلام جل ثوار الأندلس للسلطان الموحدي عبد المومن بن علي. وبقيت الحركة قائمة إلى آخر حياة مؤسسها والتي انتهت معها حركة المريدين بالأندلس. مسقط رأس ابن قَسِيّ كان ببادية شلب، وسط أسرة من أثرياء المولدين الذين كانوا يشغلون وظائف مخزنية ومناصب القضاء في دولة المرابطين. استعرب وتأدب وقال الشعر وتصدق بأمواله، وأقبل على التصوف فرحل إلى ابن العريف بالمرية وأقام عنده وكثر أتباعه فوصل خبره للمغرب عند علي بن يوسف بن تاشفين فأرسل إلى ابن العريف وإلى نظيره ابن برجان من إشبيلية فأسكنهما معًا مراكش. فعاد ابن قسي إلى شلب وأقام رابطة بقرية "جلة". وقد اهتم "ابن قسي" في أول أمره بالزهد الباطني القائم على الحكمة الإلهية، كما كان حال مدرسة ابن مسرة، كما أنه اهتم بكتب التصوف، وخاض في موضوعات الغلاة من الباطنية، وعكف على مؤلفات "إخوان الصفا".